لئن شكرتم لأزيدنكم
صفحة 1 من اصل 1
لئن شكرتم لأزيدنكم
أيها الإخوة المؤمنون :
يقول
الله تعالى : } الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج
به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجرى في البحر بأمره وسخر لكم
الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم
من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار {
[ إبراهيم : 32ـ 34 ]
هذا الاسـتعراض الرائع لنعم الله تعالى في
الكون الفسيح الرحب ، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، والتي نراها بأعيننا
، وتجرى عليها حياتنا ، سخرها الله للإنسان ، ليستفيد منها وينعم ، وتتوقف
حياته عليها ويسلم ، ولا يستطيع العيش بدونها :
السماء والأرض ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، والبحار والأنهار ، والماء والثمار ، وجميع
( 2)
النعم التي تحيط به .. كلها نعم خلقها الله للإنسان ، وسخرها
له وحده ، وجعلها في خدمته ، وتتكرر كلمة [ لكم ] خمس مرات ، يقرن الله
بها كل نعمة .
كلها خاضعة للإنسان كإنسان ، يستوي في الانتفاع بها
المسلم والكافر ، والبر والفاجر ، ومن يعبد الله ومن يعبد غيره ... بل
الإنسان نفسه نعمة : بصره نعمة ، وسمعه نعمة ، وقلبه نعمة ، وما يعلمه في
نفسه وما لا يعلمه نعمة . يقول الله عز وجل : } والله اخرجكم من بطون
أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون {
[ النحل : 78 ] . وقال عز وجل : } ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات
وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة { [ لقمان : 20 ] .. وكل
واحدة من هذه النعم تستوجب الشكر عليها ، والقيام بحقها ، والمحافظة عليها
، واستعمالها فيما خلقت له .
يقول الإمام ابن قيم الجوزية : الشكر هو
نصف الإيمان ، فالإيمان نصفان : نصف شكر ونصف صبر ، وقد أمر الله به ،
ونهى عن ضده ، وأثنى على أهله بأحسن الجزاء ، وجعله سبباً للمزيد من فضله
، وحارساً وحافظاً لنعمه ، وأخبر أن أهله المنتفعون بآياته ، واشتق لهم
اسماً من أسمائه ، فإنه سبحانه هو الشكور ، وهو يوصل الشاكر إلى مشكوره ،
بل يعيد الشاكر مشكوراً ، وهو غاية الرب من عبده ، وأهله هم القليل من
عباده ، قال تعالى : } واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون { [ النحل /
114 ] وقال : } واشكروا لي ولا تكفرون { [ البقرة : 152 ]
وقال عن
نوح عليه السلام : انه كان عبداً شكوراً { [ الإسراء : 3 ]، وقال تعالى عن
خليله إبراهيم عليه السلام : } إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم
يك من المشركين شاكراً لأنعمه {
[ النحل : 120 : 121 ] .
أيها الإخوة المؤمنون :
يقول الله تعالى : } لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد { [ إبراهيم : 7 ]
فمن
أراد أن يزيد الله في نعمه فليشكر الله : فمن شكر الله على ما رزقه وسع
عليه في رزقه ، ومن شكر الله على صحته زاد الله في صحته ، ومن شكره على
توفيقه للطاعة وفقه الله لكل طاعة .. أما من كفر النعمة وجحدها ، فلم يقم
بواجب حقها فإن عذاب الله شديد ، بحرمانه منها ، وسلبه إياها في الدنيا
والآخرة ، وعذابه له بعذاب لا قبل له به .
( 3)
والشكر هو الاعتراف بالنعمة والقيام بحقها . فمن أراد أن
يشكر الله على نعمة البصر فليغض بصره عن الحرام ، ومن أراد أن يشكر الله
على نعمة السمع فليكف سمعه عما يغضب الله ، ومن أراد أن يشكر الله على
نعمة العافية فليصن جوفه عن أكل أموال الناس بالباطل ومن هنا نعى الله على
أناس أكلوا خيره وعبدوا غيره ، وتقلبوا في فضله وشكروا سواه ، فقال سبحانه
: } إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون{ [ غافر : 61 ]
وقال سبحانه : } وقليل من عبادي الشكور { [ سبأ : 13 ] وقال سبحانه : }
ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلاً ما تشكرون { [ الآعراف
: 10 ] .
مع أن الإنسان إذا شكر الله فسيعود جزاء شكره إليه ، ولا
يضيع عند الله مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . قال تعالى : } ومن شكر
فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم { [ النمل : 40 ] غنى عن عباده
وعن شكرهم ، وقال سبحانه : } إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله
لغني حميد { [ إبراهيم : 8 ] وقال في الحديث القدسي : " يا عبادي لو أن
أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في
ملكي شيئاً .
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً .
يا
عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت
كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر
" [ رواه مسلم ]
أيها الإخوة المؤمنون : ـ
صدق رسول الله r حين قال : " إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم
يفلته ، ثم قرأ : وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إن أخذه أليم
شديد " [ متفق عليه ] .
أيها الإخوة المؤمنون : ـ
ألا ما أحلى النصر ، وما أعظمه ، إنه نعمة من نعم الله تعالى لا تعادلها نعمة فالحمد لله .
ليس بالكلام ، ولكن بالعمل : فلنرحم كل ضعيف ، ولننصر كل مظلوم ، ولنعط كل
محروم ، ولنكرم كل غريب ، ولنصن أنفسنا من الزهو والغرور ، والكبر
والخيلاء .. لقد ابتليتم فصبرتم ، وأعطيتم فشكرتم ، وكنتم ضعفاء فقواكم
الله ، وكنتم مظلومين فنصركم الله ، } واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في
الأرض ، تخافون أن يتخطفكم الناس ، فآواكم وأيدكم بنصره ، ورزقكم من
الطيبات لعلكم تشكرون { [ الآنفال : 26 ] .
هكذا أمرنا الله تبارك
وتعالى . أن نقابل نعمة النصر بالتسبيح والتحميد والشكر ، فقال عز وجل : }
إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح
بحمد ربك واستغفره إنه كانا تواباً { [ سورة النصر ] .
وهكذا علمنا
رسولنا r، فعندما فتح الله عليه مكة دخلها بتواضع وذكر ورحمة . فقد ذكر
ابن اسحق في السيرة أن رسول الله r لما انتهى إلى ذي طوى وقف على راحلته ،
وقد وضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ، حتى لقد
كادت لحيته r تمس واسـطة الرحل ـ و هكذا يكون الشكر على النعمة كما قال
تعالى على لسان سليمان عليه السلام .
} هذا من فضل ربي ، ليبلوني أ أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن كفر فإن ربي غني كريم { [ النمل / 40 ] .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
يقول
الله تعالى : } الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج
به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجرى في البحر بأمره وسخر لكم
الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم
من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار {
[ إبراهيم : 32ـ 34 ]
هذا الاسـتعراض الرائع لنعم الله تعالى في
الكون الفسيح الرحب ، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، والتي نراها بأعيننا
، وتجرى عليها حياتنا ، سخرها الله للإنسان ، ليستفيد منها وينعم ، وتتوقف
حياته عليها ويسلم ، ولا يستطيع العيش بدونها :
السماء والأرض ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، والبحار والأنهار ، والماء والثمار ، وجميع
( 2)
النعم التي تحيط به .. كلها نعم خلقها الله للإنسان ، وسخرها
له وحده ، وجعلها في خدمته ، وتتكرر كلمة [ لكم ] خمس مرات ، يقرن الله
بها كل نعمة .
كلها خاضعة للإنسان كإنسان ، يستوي في الانتفاع بها
المسلم والكافر ، والبر والفاجر ، ومن يعبد الله ومن يعبد غيره ... بل
الإنسان نفسه نعمة : بصره نعمة ، وسمعه نعمة ، وقلبه نعمة ، وما يعلمه في
نفسه وما لا يعلمه نعمة . يقول الله عز وجل : } والله اخرجكم من بطون
أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون {
[ النحل : 78 ] . وقال عز وجل : } ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات
وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة { [ لقمان : 20 ] .. وكل
واحدة من هذه النعم تستوجب الشكر عليها ، والقيام بحقها ، والمحافظة عليها
، واستعمالها فيما خلقت له .
يقول الإمام ابن قيم الجوزية : الشكر هو
نصف الإيمان ، فالإيمان نصفان : نصف شكر ونصف صبر ، وقد أمر الله به ،
ونهى عن ضده ، وأثنى على أهله بأحسن الجزاء ، وجعله سبباً للمزيد من فضله
، وحارساً وحافظاً لنعمه ، وأخبر أن أهله المنتفعون بآياته ، واشتق لهم
اسماً من أسمائه ، فإنه سبحانه هو الشكور ، وهو يوصل الشاكر إلى مشكوره ،
بل يعيد الشاكر مشكوراً ، وهو غاية الرب من عبده ، وأهله هم القليل من
عباده ، قال تعالى : } واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون { [ النحل /
114 ] وقال : } واشكروا لي ولا تكفرون { [ البقرة : 152 ]
وقال عن
نوح عليه السلام : انه كان عبداً شكوراً { [ الإسراء : 3 ]، وقال تعالى عن
خليله إبراهيم عليه السلام : } إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم
يك من المشركين شاكراً لأنعمه {
[ النحل : 120 : 121 ] .
أيها الإخوة المؤمنون :
يقول الله تعالى : } لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد { [ إبراهيم : 7 ]
فمن
أراد أن يزيد الله في نعمه فليشكر الله : فمن شكر الله على ما رزقه وسع
عليه في رزقه ، ومن شكر الله على صحته زاد الله في صحته ، ومن شكره على
توفيقه للطاعة وفقه الله لكل طاعة .. أما من كفر النعمة وجحدها ، فلم يقم
بواجب حقها فإن عذاب الله شديد ، بحرمانه منها ، وسلبه إياها في الدنيا
والآخرة ، وعذابه له بعذاب لا قبل له به .
( 3)
والشكر هو الاعتراف بالنعمة والقيام بحقها . فمن أراد أن
يشكر الله على نعمة البصر فليغض بصره عن الحرام ، ومن أراد أن يشكر الله
على نعمة السمع فليكف سمعه عما يغضب الله ، ومن أراد أن يشكر الله على
نعمة العافية فليصن جوفه عن أكل أموال الناس بالباطل ومن هنا نعى الله على
أناس أكلوا خيره وعبدوا غيره ، وتقلبوا في فضله وشكروا سواه ، فقال سبحانه
: } إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون{ [ غافر : 61 ]
وقال سبحانه : } وقليل من عبادي الشكور { [ سبأ : 13 ] وقال سبحانه : }
ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلاً ما تشكرون { [ الآعراف
: 10 ] .
مع أن الإنسان إذا شكر الله فسيعود جزاء شكره إليه ، ولا
يضيع عند الله مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . قال تعالى : } ومن شكر
فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم { [ النمل : 40 ] غنى عن عباده
وعن شكرهم ، وقال سبحانه : } إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله
لغني حميد { [ إبراهيم : 8 ] وقال في الحديث القدسي : " يا عبادي لو أن
أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في
ملكي شيئاً .
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً .
يا
عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت
كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر
" [ رواه مسلم ]
أيها الإخوة المؤمنون : ـ
صدق رسول الله r حين قال : " إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم
يفلته ، ثم قرأ : وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إن أخذه أليم
شديد " [ متفق عليه ] .
أيها الإخوة المؤمنون : ـ
ألا ما أحلى النصر ، وما أعظمه ، إنه نعمة من نعم الله تعالى لا تعادلها نعمة فالحمد لله .
ليس بالكلام ، ولكن بالعمل : فلنرحم كل ضعيف ، ولننصر كل مظلوم ، ولنعط كل
محروم ، ولنكرم كل غريب ، ولنصن أنفسنا من الزهو والغرور ، والكبر
والخيلاء .. لقد ابتليتم فصبرتم ، وأعطيتم فشكرتم ، وكنتم ضعفاء فقواكم
الله ، وكنتم مظلومين فنصركم الله ، } واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في
الأرض ، تخافون أن يتخطفكم الناس ، فآواكم وأيدكم بنصره ، ورزقكم من
الطيبات لعلكم تشكرون { [ الآنفال : 26 ] .
هكذا أمرنا الله تبارك
وتعالى . أن نقابل نعمة النصر بالتسبيح والتحميد والشكر ، فقال عز وجل : }
إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح
بحمد ربك واستغفره إنه كانا تواباً { [ سورة النصر ] .
وهكذا علمنا
رسولنا r، فعندما فتح الله عليه مكة دخلها بتواضع وذكر ورحمة . فقد ذكر
ابن اسحق في السيرة أن رسول الله r لما انتهى إلى ذي طوى وقف على راحلته ،
وقد وضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ، حتى لقد
كادت لحيته r تمس واسـطة الرحل ـ و هكذا يكون الشكر على النعمة كما قال
تعالى على لسان سليمان عليه السلام .
} هذا من فضل ربي ، ليبلوني أ أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن كفر فإن ربي غني كريم { [ النمل / 40 ] .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
mohamed- عدد الرسائل : 1147
العمر : 53
Localisation : kénitra
Emploi : employé
تاريخ التسجيل : 02/09/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى