صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لئن شكرتم لأزيدنكم

اذهب الى الأسفل

لئن شكرتم لأزيدنكم Empty لئن شكرتم لأزيدنكم

مُساهمة من طرف mohamed الإثنين 1 يونيو 2009 - 10:20

أيها الإخوة المؤمنون :
يقول
الله تعالى : } الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج
به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجرى في البحر بأمره وسخر لكم
الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم
من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار {
[ إبراهيم : 32ـ 34 ]
هذا الاسـتعراض الرائع لنعم الله تعالى في
الكون الفسيح الرحب ، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، والتي نراها بأعيننا
، وتجرى عليها حياتنا ، سخرها الله للإنسان ، ليستفيد منها وينعم ، وتتوقف
حياته عليها ويسلم ، ولا يستطيع العيش بدونها :
السماء والأرض ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، والبحار والأنهار ، والماء والثمار ، وجميع
( 2)
النعم التي تحيط به .. كلها نعم خلقها الله للإنسان ، وسخرها
له وحده ، وجعلها في خدمته ، وتتكرر كلمة [ لكم ] خمس مرات ، يقرن الله
بها كل نعمة .
كلها خاضعة للإنسان كإنسان ، يستوي في الانتفاع بها
المسلم والكافر ، والبر والفاجر ، ومن يعبد الله ومن يعبد غيره ... بل
الإنسان نفسه نعمة : بصره نعمة ، وسمعه نعمة ، وقلبه نعمة ، وما يعلمه في
نفسه وما لا يعلمه نعمة . يقول الله عز وجل : } والله اخرجكم من بطون
أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون {
[ النحل : 78 ] . وقال عز وجل : } ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات
وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة { [ لقمان : 20 ] .. وكل
واحدة من هذه النعم تستوجب الشكر عليها ، والقيام بحقها ، والمحافظة عليها
، واستعمالها فيما خلقت له .
يقول الإمام ابن قيم الجوزية : الشكر هو
نصف الإيمان ، فالإيمان نصفان : نصف شكر ونصف صبر ، وقد أمر الله به ،
ونهى عن ضده ، وأثنى على أهله بأحسن الجزاء ، وجعله سبباً للمزيد من فضله
، وحارساً وحافظاً لنعمه ، وأخبر أن أهله المنتفعون بآياته ، واشتق لهم
اسماً من أسمائه ، فإنه سبحانه هو الشكور ، وهو يوصل الشاكر إلى مشكوره ،
بل يعيد الشاكر مشكوراً ، وهو غاية الرب من عبده ، وأهله هم القليل من
عباده ، قال تعالى : } واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون { [ النحل /
114 ] وقال : } واشكروا لي ولا تكفرون { [ البقرة : 152 ]
وقال عن
نوح عليه السلام : انه كان عبداً شكوراً { [ الإسراء : 3 ]، وقال تعالى عن
خليله إبراهيم عليه السلام : } إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم
يك من المشركين شاكراً لأنعمه {
[ النحل : 120 : 121 ] .
أيها الإخوة المؤمنون :
يقول الله تعالى : } لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد { [ إبراهيم : 7 ]
فمن
أراد أن يزيد الله في نعمه فليشكر الله : فمن شكر الله على ما رزقه وسع
عليه في رزقه ، ومن شكر الله على صحته زاد الله في صحته ، ومن شكره على
توفيقه للطاعة وفقه الله لكل طاعة .. أما من كفر النعمة وجحدها ، فلم يقم
بواجب حقها فإن عذاب الله شديد ، بحرمانه منها ، وسلبه إياها في الدنيا
والآخرة ، وعذابه له بعذاب لا قبل له به .

( 3)
والشكر هو الاعتراف بالنعمة والقيام بحقها . فمن أراد أن
يشكر الله على نعمة البصر فليغض بصره عن الحرام ، ومن أراد أن يشكر الله
على نعمة السمع فليكف سمعه عما يغضب الله ، ومن أراد أن يشكر الله على
نعمة العافية فليصن جوفه عن أكل أموال الناس بالباطل ومن هنا نعى الله على
أناس أكلوا خيره وعبدوا غيره ، وتقلبوا في فضله وشكروا سواه ، فقال سبحانه
: } إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون{ [ غافر : 61 ]
وقال سبحانه : } وقليل من عبادي الشكور { [ سبأ : 13 ] وقال سبحانه : }
ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلاً ما تشكرون { [ الآعراف
: 10 ] .
مع أن الإنسان إذا شكر الله فسيعود جزاء شكره إليه ، ولا
يضيع عند الله مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . قال تعالى : } ومن شكر
فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم { [ النمل : 40 ] غنى عن عباده
وعن شكرهم ، وقال سبحانه : } إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله
لغني حميد { [ إبراهيم : 8 ] وقال في الحديث القدسي : " يا عبادي لو أن
أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في
ملكي شيئاً .
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً .
يا
عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت
كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر
" [ رواه مسلم ]
أيها الإخوة المؤمنون : ـ


صدق رسول الله r حين قال : " إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم
يفلته ، ثم قرأ : وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إن أخذه أليم
شديد " [ متفق عليه ] .
أيها الإخوة المؤمنون : ـ
ألا ما أحلى النصر ، وما أعظمه ، إنه نعمة من نعم الله تعالى لا تعادلها نعمة فالحمد لله .

ليس بالكلام ، ولكن بالعمل : فلنرحم كل ضعيف ، ولننصر كل مظلوم ، ولنعط كل
محروم ، ولنكرم كل غريب ، ولنصن أنفسنا من الزهو والغرور ، والكبر
والخيلاء .. لقد ابتليتم فصبرتم ، وأعطيتم فشكرتم ، وكنتم ضعفاء فقواكم
الله ، وكنتم مظلومين فنصركم الله ، } واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في
الأرض ، تخافون أن يتخطفكم الناس ، فآواكم وأيدكم بنصره ، ورزقكم من
الطيبات لعلكم تشكرون { [ الآنفال : 26 ] .
هكذا أمرنا الله تبارك
وتعالى . أن نقابل نعمة النصر بالتسبيح والتحميد والشكر ، فقال عز وجل : }
إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح
بحمد ربك واستغفره إنه كانا تواباً { [ سورة النصر ] .
وهكذا علمنا
رسولنا r، فعندما فتح الله عليه مكة دخلها بتواضع وذكر ورحمة . فقد ذكر
ابن اسحق في السيرة أن رسول الله r لما انتهى إلى ذي طوى وقف على راحلته ،
وقد وضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ، حتى لقد
كادت لحيته r تمس واسـطة الرحل ـ و هكذا يكون الشكر على النعمة كما قال
تعالى على لسان سليمان عليه السلام .
} هذا من فضل ربي ، ليبلوني أ أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن كفر فإن ربي غني كريم { [ النمل / 40 ] .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
mohamed
mohamed

ذكر عدد الرسائل : 1147
العمر : 53
Localisation : kénitra
Emploi : employé
تاريخ التسجيل : 02/09/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى