صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا

اذهب الى الأسفل

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا Empty وكلوا واشربوا ولا تسرفوا

مُساهمة من طرف بديعة الجمعة 12 يونيو 2009 - 6:00

الإسراف مذموم في الأمور كلها، لا سيما في الطعام والشراب، الذي ينعكس على
صحة الإنسان أمراضا وعللا، قال الله تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه
لا يحب المسرفين. وفي الحديث: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة
ولا سرف، فإن الله يحب ان يرى نعمته على عبده. ومن التوجيه القرآني قوله
تعالى: ولا تبذر تبذيرا. ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان
لربه كفورا. قال بعض الحكماء: أكبر الدواء تقدير الغذاء. وقد بين النبي
صلى الله عليه وسلم هذا المعنى حينما قال: ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن،
بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه
وثلث لنفسه. رواه الترمذي.
وهذا الحديث أصل جامع لاصول الطب كلها، وقد
روي ان ابن ماسويه الطبيب الشهير لما قرأ هذا الحديث، قال: لو استعمل
الناس هذه الكلمات، سلموا من الأمراض والاسقام، ولتعطلت الدكاكين
والمارستانات ــ المستشفيات ــ والصيادلة! وانما قال هذا، لان أصل كل داء
التخمة. وقد قالت العرب قديما: المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء. قال
بعض العلماء: لو سمع بقراط هذه القسمة لعجب من هذه الحكمة! ويروى ان هارون
الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال لعلي بن الحسين: ليس في كتابكم من
علم الطب شيء، والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان. فقال له علي: قد
جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابنا. فقال له: ما هي؟ قال قوله عز
وجل: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا». فقال النصراني: ولا يؤثر عن رسولكم شيء
من الطب. فقال علي: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطب في ألفاظ
يسيرة. قال: ما هي؟ قال: المعدة بيت الأدواء والحمية رأس كل دواء وأعط كل
جسد ما عودته. فقال النصراني: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا!.
والأحاديث النبوية في الحث على الاعتدال وذم الاسراف كثيرة ومستفيضة، ذلك
ان الاسراف في الطعام والشراب فيه مفاسد كثيرة، دنيوية واخروية، روي عن
أبي جحيفة قال: أكلت ثريدا بلحم سمين، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم
وأنا أتجشأ، فقال: اكفف عليك من جشائك أبا جحيفة، فإن أكثر الناس شبعا في
الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة!. فما أكل أبو جحيفة بملء بطنه حتى فارق
الدنيا، وكان اذا تغدى لا يتعشى، واذا تعشى لا يتغدى!. وقال لقمان لابنه:
يا بني لا تأكل شبعا فوق شبع، فانك ان تنبذه للكلب خير من ان تأكله!. وسأل
سمرة بن جندب عن ابنه ما فعل؟ قال: بشم البارحة، قال: بشم! فقالوا: نعم
قال: اما انه لو مات ما صليت عليه! ــ البشم: التخمة عن الدسم ــ ويقول
عمر رضي الله عنه: اياكم واللحم فإن له ضراوة كضراوة الخمر! وكان يكتب إلى
عماله: اياكم والتنعم وزي أهل العجم، واخشوشنوا. وقال رضي الله تعالى عنه:
اياكم والبطنة في الطعام والشراب فانها مفسدة للجسم مورثة للسقم، مكسلة عن
الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما فانه أصلح للجسد وأبعد عن السرف، وان الله
تعالى ليبغض الحبر السمين، وان الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه!
قال
نافع: كان ابن عمر لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه، فأدخلت يوماً رجلاً
يأكل معه، فأكل كثيرا، فقال: يا نافع! لا تدخل هذا علي، سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقول: «المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة
امعاء!»، رواه البخاري ومسلم. وقلة الاكل من محاسن اخلاق الرجال، وكثرة
الاكل دليل الشره والحرص والجشع والطمع. قال صلى الله عليه وسلم: «طعام
الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الاربعة وطعام الاربعة يكفي
الثمانية». رواه مسلم. يقول ابو هريرة رضي الله عنه: «ما شبع آل محمد من
طعام ثلاثة ايام حتى قبض». رواه البخاري. ومن فوائد الاعتدال والاقتصاد في
الطعام، الحماية من كثير من الامراض، ونشاط البدن وكسر شهوات المعاصي،
وصفاء الدم والقلب وتوقد الذهن والقريحة، فالشبع يورث البلادة ويعمي
القلب، ذلك ان من شبع كثيراً شرب كثيراً، ومن كثر شربه كثر نومه، وفي كثرة
النوم ضياع العمر وفوات خير كثير. وكثرة الاكل وحصول الاخلاط في المعدة،
سبب للداء، قال بعض الاطباء: البطنة اصل الداء، والحمية اصل الدواء.
ومن
هنا قالوا: ان اكثر الراحلين الى عالم القبور من قصيري الاعمار، هم
منتحرون بأفواههم وبما اسرفوا بما دخل في اجوافهم من طعام وشراب!. رأى
احدهم رجلاً سميناً فقال: ارى عليك قطيفة من نسج اضراسك! لقد كان هديه صلى
الله عليه وسلم وسيرته في الطعام كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى، انه
لا يرد موجودا، ولا يتكلف مفقودا، فما قرب اليه شيء من الطيبات الا اكله،
الا ان تعافه نفسه، فيتركه من غير تحريم، وما عاب طعاما قط، ان اشتهاه
اكله، والا تركه، كما ترك اكل الضب لما لم يعتده، ولم يحرمه على الامة،
واكل الحلوى والعسل، وكان يحبهما، واكل لحم الجزور، والضأن، والدجاج، ولحم
الحبارى، ولحم حمار الوحش، والارنب، وطعام البحر، واكل الشواء، واكل الرطب
والتمر، ولم يكن يرد طيبا، ولا يتكلفه، بل كان هديه اكل ما تيسر، فإن
اعوزه صبر حتى انه ليربط على بطنه الحجر من الجوع، ويرى الهلال والهلال
والهلال ولا يوقد في بيته نارا.

موسى الاسود
بديعة
بديعة
مشرف (ة)
مشرف (ة)

انثى عدد الرسائل : 6241
العمر : 38
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى