فضل الدعاء

عندما تتعرض لمشكلة تبحث عمن يحلها لك
عندما تحتاج إلي قضاء مصلحة تبحث عن "واسطة" عندما تتعرض لأزمة.. تذهب إلي
أحد أقاربك أو أصدقائك باحثا عن الحل.

لكن هل فكرت ولو مرة واحدة في ان تلجأ إلي "الكبير" الذي يملك حل المشاكل الذي يقول للشيء كن فيكون فأمره بين الكاف والنون.

أدعوك عندما تتعرض لأزمة أو مشكلة ان تلجأ إلي من خلقك فسواك فعدلك..
ان تلجأ إلي الله سبحانه وتعالي.. توضأ.. وأسبغ الوضوء ثم صل ركعتين وبعد
التسليم ردد أكثر من مرة: ليس لها من دون الله كاشفة.

عندما تواجهك الأزمات.. وما أكثرها الآن أزمة أنفلونزا الطيور
وأنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الأخلاق وغيرها فإن واجبنا هو ضرورة الاخذ
بالأسباب والدعاء وعلينا ان نعرف ان الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل علي
الله.

والدعاء هو أعظم مضاد حيوي للهموم والأمراض والمتاعب والحق عز وجل
أمرنا عندما تضيق بنا الدنيا ان نرفع إليه أكف الضراعة وقد وعد سبحانه
وتعالي بالإجابة فقال تعالي: ادعوني استجب لكم. وقال عز وجل "قل ما يعبؤا
بكم ربي لولا دعاؤكم" وقال عز وجل "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب
دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" عندما نتأمل
في كل أيات القرآن التي تبدأ ب "يسألونك" نجد ان الله يقول: ويسألونك عن
الروح قل الروح من أمر ربي ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا.

ما عدا آية سورة البقرة قال الله عز وجل فيها "فإني قريب" فأتي الحق
سبحانه وتعالي بالفاء التي تدل علي التعقيب الفوري والمعني أن الله سبحانه
وتعالي أقرب إلينا من أنفسنا وصدق الله العظيم حينما قال: ولقد خلقنا
الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد.

ولكن إذا كان الحق عز وجل قد أمرنا بالدعاء فكيف ندعو الله عز وجل؟
لقد علمنا المصطفي صلي الله عليه وسلم كيفية الدعاء فقال: إذا صلي أحدكم
فليبدأ بتحميد الله تعالي والثناء عليه ثم ليصل علي النبي صلي الله عليه
وسلم ثم ليدع بما شاء.

وقال صلي الله عليه وسلم "الدعاء محجوب عن العبد حتي يصلي علي محمد
وأهل بيته" وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: إذا دعا أحدكم فليؤمن علي دعاء
نفسه.

وقال صلي الله عليه وسلم: لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله.

وقال صلي الله عليه وسلم "سلو الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم".

ولاشك ان هناك أوقاتا يستجاب فيها الدعاء يقول عليه أفضل الصلاة
والسلام: تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن عند التقاء
الصفوف في سبيل الله وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلاة وعند رؤية الكعبة.

وقال صلي الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالي كل ليلة إلي السماء
الدنيا حتي يبقي ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجب له ومن يسألني
فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له.

وقال عليه السلام: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر
فإن استطعت ان تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن وقال صلي الله عليه
وسلم "من كانت له إلي الله حاجة فليدع بها دبر كل صلاة مفروضة".

وهكذا يتضح لنا ان الدعاء هو أعظم شيء لمواجهة متاعب الدنيا وان الحق
عز وجل يغضب عندما نترك سؤاله فنسأل الله عز وجل ان يستجيب دعاءنا وان
ينصرنا علي أنفسنا وان يدفع عنا السوء بما شاء وكيف شاء إنه علي ما يشاء
قدير.

د. محمد وهدان