جهجوكة
4 مشترك
صدى الزواقين Echo de Zouakine :: المنتدى المحلي :الزواقين والناحية :: الزواقين :معلومات عامة :: تراث شعبي جهوي
صفحة 1 من اصل 1
جهجوكة
الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته
عرف المغرب أحداثا وتطورات هامة عبر التاريخ تمثلت في محاولات تحرير شواطئه من الاحتلال البرتغالي، وقد لعب الزعماء الدينيون دورا هاما في تأطير وتحميس سكان جبالة للقيام بهذه المهمة إلى جانب الحكم المركزي - المخزن - أثناء هذه الحقب الملتهبة والتحولات الهامة امتزج فيها الجانب الثقافي الفني بالديني العقائدي تولدت الغيرة على المكتسبات والتوابث للمجتمع المغربي، كما عرف المغرب موجة من القادمين من بلاد الأندلس أثناء سقوط غرناطة، حملوا معهم ثقافاتهم وفنونهم وأنماط حياة تعودوا عليها في الضفة الشمالية لعدة قرون، إذ كانت لهم حضارة متميزة ورائدة، كانت تشكل اللبنة الأولى للحضارة العربية المعاصرة.
في مستهل القرن الخامس عشر الميلادي 1471 تأسست مدينة شفشاون لسبب وحيد هو القيام بواجب الجهاد في سبيل الله، حاربت لطرد المحتل الغاصب من مدينة سبتة ومليلية وطنجة والشواطئ الشمالية الغربية - ساهمت في الدفاع عن آخر مملكة إسلامية في غرناطة بالأندلس - استقبلت مجموعة هامة من المهاجرين الأندلسيين قبل وبعد سقوط غرناطة – شاركت في حملات حصار سبتة – حضرت بقوة في معركة الملوك الثلاثة بوادي المخازن في 4 غشت 1578.
قد لا نتطرق إلى هذا الجانب من الناحية التاريخية لأن الكلام سيطول، بل سنركز على الجانب الثقافي/ الفني له، حتى لا نضطر إلى الخروج عن القاعدة، فكما أشرت سابقا أن الزعماء الدينيون استطاعوا تجنيد قبائل الشمال الغربي من المغرب والدفع بها إلى هذه المعركة المصيرية ضد المحتل البرتغالي الذي استعد هو نفسه للمواجهة، كان اللقاء صباح هذا اليوم من شهر غشت الحار، جيوش البرتغال على شكل مربع ومقاتلي المغرب على شكل هلال طوق المربع البرتغالي من اليمين واليسار، كانت تتقدمهم جيوش شراكة المتكونة من مقاتلي ومتطوعي قبائل شمال المغرب، تليهم جيوش الأندلسيين الذين دفعتهم نار الانتقام من اسبانيا التي طردتهم من ديارهم ثم تليهم الجيوش النظامية وفي المؤخرة مقاتلون يحملون أدواتهم القتالية وآلات الطبول والغيطات وكأنهم في نزهة، بل من أجل تحميس الجنود والمقاتلين المغاربة وتشجيعهم على مواجهة عدو غاصب محتل، تمت خلال المواجهة الدامية القضاء على الجيوش البرتغالية قضاء تاما، حيث قتل دون سيباستيان ملك البرتغال ومحمد المسلوخ أخ السلطان عبد المالك مروان الذي وجد في النهر ميتا، كما أن السلطان عبد الواحد بن مروان مات متأثرا بمرضه أثناء المعركة، وفي مساء اليوم نفسه، وفي غمرة الفرحة الكبرى بالانتصار بويع السلطان السعدي احمد المنصور الذهبي، وقد لعب الزعماء الدينيون لسكان جبالة دورا هاما في هذه المبايعة مقابل اعتراف السلطان الجديد احمد المنصور بهم كشرفاء أدارسة، ثم منحهم حكما ذاتيا على المناطق جبالة مع كمية كبيرة من غنائم المعركة بعدها انطلقت احتفالات النصر في المغرب عامة، وعند سكان المناطق الشمالية الغربية خاصة، وهنا برز اسم جهجوكة على الساحة الفنية الثقافية.
الّلي ْبغَا يتعلَّمْ الغَيْطَة يَمْشِي لْجَهْجُوكَة
تقع قرية جهجوكة بضواحي القصر الكبير عند أهل سريف، ويرجع ولع جهجوكة بالعزف والغناء على طريقتهم إلى عهد الولي الصالح سيدي احمد الشيخ الذي استقر بالمنطقة في القرن الثامن الميلادي أثناء دخول بنى هىل إلى المغرب وانتشارهم في السهول الغربية، وقد حملوا معهم فنونهم وثقافاتهم ومعتقداتهم.ذكر عن هذا الولي الصالح انه أول من أدخل الإسلام إلى المنطقة وعلم الناس مبادئه، ودرس القرآن الكريم، تتلمذ على يده وتخرج علماء أجلاء منهم الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش الذي أصبح فيما بعد القطب الأوحد لسكان جبالة خاصة والمغرب عامة، نسجت حول سيدي احمد الشيخ عدة خرافات منها تطويعه لأسد قصد حرث الأرض بدل البهائم والثيران، كما تضاربت الشائعات حول شفاء المرضى والمسكونين بالجن والأمراض العقلية بواسطة الموسيقى التي كان لها في بادئ الأمر طابع صوفي/ ديني (الحضرة – الجذبة – التخشيعة). وقد أصبحت جهجوكة مركزا لتعلم فنون الموسيقى، ومحجا لطلب الشفع والزرق والتقرب من الله والأولياء والتبرك بهم، وهنا اشتهرت فنون الساكن أو السواكن الذي اشتق اسمه من كل جسد تسكنه قوة غيبية وأرواح غريبة تظهر جليا في الأقوال والتصرفات للجسد المسكون، دواؤه أنغام الغيطة والطبل وإيقاع الشبابة والبندير كمعتقد ساد تلك الحقبة من الزمن.
إن التمييز بين الطقطوقة الجبلية وجهجوكة صعبا للغاية، لا يستطيع القيام بها إلا المعلمين والشيوخ الذين لهم دراية وإلمام بفنون الغناء الجبلي، لكون التباين بينهما في الأصل والتمازج بينهم ثانية في نقط الالتقاء، الأولى استمدت قوتها من الفنون الأندلسية وثقافاتهم بينما الثانية كانت من أصل بني هلال الذين لهم طابعهم المميز، الطقطوقة الجبلية تشتغل على أدوات وترية إيقاعية مثل الكمبري العود الكامنجة البندير الدف، وجهجوكة تشتغل على آلات الطبول والغيطات والشبابة والتعارج والبندير، موسيقاها صاخبة خشنة تشبه إلى حد كبير موسيقى الروك البوب في أيامنا هذه، بينما الطقطوقة لها موسيقى هادئة حالمة رومانسية الهدف منها تبليغ الرسالة إلى المتلقي عبر التطريب والتنغيم، من المعلوم أن كل القبائل أصبح لها فيما مضى مدارس موسيقية عرفت بأسماء أصحابها مثلا كربوبة في بني زروال بهالة في غمارة زواقة في احواز تطوان.
عرف المغرب أحداثا وتطورات هامة عبر التاريخ تمثلت في محاولات تحرير شواطئه من الاحتلال البرتغالي، وقد لعب الزعماء الدينيون دورا هاما في تأطير وتحميس سكان جبالة للقيام بهذه المهمة إلى جانب الحكم المركزي - المخزن - أثناء هذه الحقب الملتهبة والتحولات الهامة امتزج فيها الجانب الثقافي الفني بالديني العقائدي تولدت الغيرة على المكتسبات والتوابث للمجتمع المغربي، كما عرف المغرب موجة من القادمين من بلاد الأندلس أثناء سقوط غرناطة، حملوا معهم ثقافاتهم وفنونهم وأنماط حياة تعودوا عليها في الضفة الشمالية لعدة قرون، إذ كانت لهم حضارة متميزة ورائدة، كانت تشكل اللبنة الأولى للحضارة العربية المعاصرة.
في مستهل القرن الخامس عشر الميلادي 1471 تأسست مدينة شفشاون لسبب وحيد هو القيام بواجب الجهاد في سبيل الله، حاربت لطرد المحتل الغاصب من مدينة سبتة ومليلية وطنجة والشواطئ الشمالية الغربية - ساهمت في الدفاع عن آخر مملكة إسلامية في غرناطة بالأندلس - استقبلت مجموعة هامة من المهاجرين الأندلسيين قبل وبعد سقوط غرناطة – شاركت في حملات حصار سبتة – حضرت بقوة في معركة الملوك الثلاثة بوادي المخازن في 4 غشت 1578.
قد لا نتطرق إلى هذا الجانب من الناحية التاريخية لأن الكلام سيطول، بل سنركز على الجانب الثقافي/ الفني له، حتى لا نضطر إلى الخروج عن القاعدة، فكما أشرت سابقا أن الزعماء الدينيون استطاعوا تجنيد قبائل الشمال الغربي من المغرب والدفع بها إلى هذه المعركة المصيرية ضد المحتل البرتغالي الذي استعد هو نفسه للمواجهة، كان اللقاء صباح هذا اليوم من شهر غشت الحار، جيوش البرتغال على شكل مربع ومقاتلي المغرب على شكل هلال طوق المربع البرتغالي من اليمين واليسار، كانت تتقدمهم جيوش شراكة المتكونة من مقاتلي ومتطوعي قبائل شمال المغرب، تليهم جيوش الأندلسيين الذين دفعتهم نار الانتقام من اسبانيا التي طردتهم من ديارهم ثم تليهم الجيوش النظامية وفي المؤخرة مقاتلون يحملون أدواتهم القتالية وآلات الطبول والغيطات وكأنهم في نزهة، بل من أجل تحميس الجنود والمقاتلين المغاربة وتشجيعهم على مواجهة عدو غاصب محتل، تمت خلال المواجهة الدامية القضاء على الجيوش البرتغالية قضاء تاما، حيث قتل دون سيباستيان ملك البرتغال ومحمد المسلوخ أخ السلطان عبد المالك مروان الذي وجد في النهر ميتا، كما أن السلطان عبد الواحد بن مروان مات متأثرا بمرضه أثناء المعركة، وفي مساء اليوم نفسه، وفي غمرة الفرحة الكبرى بالانتصار بويع السلطان السعدي احمد المنصور الذهبي، وقد لعب الزعماء الدينيون لسكان جبالة دورا هاما في هذه المبايعة مقابل اعتراف السلطان الجديد احمد المنصور بهم كشرفاء أدارسة، ثم منحهم حكما ذاتيا على المناطق جبالة مع كمية كبيرة من غنائم المعركة بعدها انطلقت احتفالات النصر في المغرب عامة، وعند سكان المناطق الشمالية الغربية خاصة، وهنا برز اسم جهجوكة على الساحة الفنية الثقافية.
الّلي ْبغَا يتعلَّمْ الغَيْطَة يَمْشِي لْجَهْجُوكَة
تقع قرية جهجوكة بضواحي القصر الكبير عند أهل سريف، ويرجع ولع جهجوكة بالعزف والغناء على طريقتهم إلى عهد الولي الصالح سيدي احمد الشيخ الذي استقر بالمنطقة في القرن الثامن الميلادي أثناء دخول بنى هىل إلى المغرب وانتشارهم في السهول الغربية، وقد حملوا معهم فنونهم وثقافاتهم ومعتقداتهم.ذكر عن هذا الولي الصالح انه أول من أدخل الإسلام إلى المنطقة وعلم الناس مبادئه، ودرس القرآن الكريم، تتلمذ على يده وتخرج علماء أجلاء منهم الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش الذي أصبح فيما بعد القطب الأوحد لسكان جبالة خاصة والمغرب عامة، نسجت حول سيدي احمد الشيخ عدة خرافات منها تطويعه لأسد قصد حرث الأرض بدل البهائم والثيران، كما تضاربت الشائعات حول شفاء المرضى والمسكونين بالجن والأمراض العقلية بواسطة الموسيقى التي كان لها في بادئ الأمر طابع صوفي/ ديني (الحضرة – الجذبة – التخشيعة). وقد أصبحت جهجوكة مركزا لتعلم فنون الموسيقى، ومحجا لطلب الشفع والزرق والتقرب من الله والأولياء والتبرك بهم، وهنا اشتهرت فنون الساكن أو السواكن الذي اشتق اسمه من كل جسد تسكنه قوة غيبية وأرواح غريبة تظهر جليا في الأقوال والتصرفات للجسد المسكون، دواؤه أنغام الغيطة والطبل وإيقاع الشبابة والبندير كمعتقد ساد تلك الحقبة من الزمن.
إن التمييز بين الطقطوقة الجبلية وجهجوكة صعبا للغاية، لا يستطيع القيام بها إلا المعلمين والشيوخ الذين لهم دراية وإلمام بفنون الغناء الجبلي، لكون التباين بينهما في الأصل والتمازج بينهم ثانية في نقط الالتقاء، الأولى استمدت قوتها من الفنون الأندلسية وثقافاتهم بينما الثانية كانت من أصل بني هلال الذين لهم طابعهم المميز، الطقطوقة الجبلية تشتغل على أدوات وترية إيقاعية مثل الكمبري العود الكامنجة البندير الدف، وجهجوكة تشتغل على آلات الطبول والغيطات والشبابة والتعارج والبندير، موسيقاها صاخبة خشنة تشبه إلى حد كبير موسيقى الروك البوب في أيامنا هذه، بينما الطقطوقة لها موسيقى هادئة حالمة رومانسية الهدف منها تبليغ الرسالة إلى المتلقي عبر التطريب والتنغيم، من المعلوم أن كل القبائل أصبح لها فيما مضى مدارس موسيقية عرفت بأسماء أصحابها مثلا كربوبة في بني زروال بهالة في غمارة زواقة في احواز تطوان.
عدل سابقا من قبل ابن الأطلس في الأحد 5 يوليو 2009 - 18:49 عدل 1 مرات
رد: جهجوكة
لست خبيرا في الموسيقى ولا ادعي ذلك ولكني من عشاقها منذ طفولتي .واذا اصدرت حكما فلن يكون مبنيا على قواعد علمية وانما على الذوق فقط وهو لا يخيب احيانا.فجهجوكة ليست فرقة واحدة بل فرقا متعددة كلها تنتمي الى المدشر الذي يحمل نفس الاسم .ورغم شهرة هذه الفرق عالميا فانني لم اجد عندها ما يختلف عن باقي فرق الغياطة الموجودة بباقي مناطق جبالة .ولكنه الحظ الذي يلعب دورا كبيرا في شهرة فرقة دون اخرى.وانا شخصيا استمعت لفرق جهجوكة مباشرة ولمرات متعددة بمدينة القصر الكبيركما استمعت الى تسجيلات متعددة لها وكنت في كل مرة اخرج بنفس الانطباع وهو ان الفرقة التي كان يقودها المرحوم المعلم ولد محجوبة هي افضل بكثير من جهجوكة ولكنه الحظ... وعلى ذكر جهجوكة فان هذا المدشر كان يتنافس اهله على ان يتخرج ابناؤهم غياطة ويحكى ان امرأة من هذا المدشر لقيتها احدى صديقاتها فسألتها عن ابنها وعما هو بصدد عمله فأجابتهاأمصاب يخرج لي غير طالب اما غياط ماناشي طامعة به) أي :اتمنى فقط ان يكون طالبا اما ان يكون غياطا فذلك امر لا اطمع فيه!!!. هذا مع العلم ان لفظة (الطالب) تعني لدى جبالة (الفقيه)
في الختام شكرا للاخ ابن الاطلس على اثارته لهذا الموضوع.
في الختام شكرا للاخ ابن الاطلس على اثارته لهذا الموضوع.
hensali- عدد الرسائل : 367
العمر : 73
Localisation : kenitra
تاريخ التسجيل : 18/03/2009
رد: جهجوكة
انا لله وانا اليه راجعون..متى توفي ولد محجوبة؟ بفقدان احسينو وولد احمد وولد محجوبة فقد فن الغيظة الجبلية رجالا افذاذا من الصعب تعويضهم في هذا الزمن الذي طغت فيه الايقاعات الدخيلة والهجينة..الله يرحم جميع اموات المسلمين.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
رد: جهجوكة
ولد محجوبة ما زال على قيد الحياة وفي قمة
عطائه.وفرقته نالت شهرة واسعة والكل يتسابق
عليها من بني زروال الى الاخماس.اما زهجوكة
فأرى ان معظم انتاجها ليس موجها الينا بل الى الخارج
لذلك انحرفت هذه الفرقة عن الفن الجبلي الأصيل
وقامت بتشويهه ليناسب اذواق الاجانب.ومن اراد
غيطة جبلية حقيقية فليلتمسها عند غير زهجوكة.
عطائه.وفرقته نالت شهرة واسعة والكل يتسابق
عليها من بني زروال الى الاخماس.اما زهجوكة
فأرى ان معظم انتاجها ليس موجها الينا بل الى الخارج
لذلك انحرفت هذه الفرقة عن الفن الجبلي الأصيل
وقامت بتشويهه ليناسب اذواق الاجانب.ومن اراد
غيطة جبلية حقيقية فليلتمسها عند غير زهجوكة.
oueldhmed- عدد الرسائل : 286
العمر : 75
تاريخ التسجيل : 28/02/2009
صدى الزواقين Echo de Zouakine :: المنتدى المحلي :الزواقين والناحية :: الزواقين :معلومات عامة :: تراث شعبي جهوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى