يا من يحول بين العبد وقلبه حل بيني وبين هذا العبد
صفحة 1 من اصل 1
يا من يحول بين العبد وقلبه حل بيني وبين هذا العبد
بســــــــــــــم اللــــــــــــــــه الرحمــــــــــــــان الرحيــــــــــــــم
عن بعض الصالحين قال : بينما أنا أطوف بالكعبة ، إذا بجارية على كتفها طفل صغير وهي تنادي : يا كريم يا كريم عهدك القديم ، فقلت لها : ما هذا العهد الذي بينك وبينه ؟
قالت: ركبت في سفينة ومعنا قوم من التجار ، فعصفت بنا ريح فغرقت السفينة وجميع من فيها ولم ينج أحد منهم غيري وهذا الطفل في حجري على لوح ، ورجل أسود على لوح آخر، فلما أضاء الصبح نظر الأسود إلي وجعل يدفع الماء بيده حتى لصق بي واستوى معنا على اللوح وجعل يراودني عن نفسي ، فقلت يا عبد الله ، أما تخاف الله تعالى ،نحن في بلية لا نرجو الخلاص منها بطاعته ، فكيف بمعصيته؟ فقال : دعي عني هذا ،فوالله لابد لي من هذا الأمر،قالت: وكان هذا الطفل نائماً في حجري ، فقرصته قرصة فاستيقظ وبكى ، فقلت له : يا عبد الله دعني أنوم هذا ويكون من الأمر ما قدره الله علينا ، فمد الأسود يده إلى الطفل ورمى به في البحر فرمقت السماء بطرفي ، وقلت: يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا الأسود بحولك وقوتك إنك على كل شيء قدير ، فوالله ما استوعبت الكلمات حتى ظهرت دابة من دواب البحر ففتحت فاها والتقمت الأسود وغاصت به في البحر ،وعصمني الله منه بحوله وقوته ، وهو القادر على ما يشاء سبحانه وتعالى .
قالت: وما زالت الأمواج تدفعني حتى رمتني إلى جزيرة من جزائر البحر ، فقلت في نفسي : آكل من بقلها ،وأشرب من مائها حتى يأتي الله بأمره ،فلا فرج لي إلا منه ،فمكثت أربعة أيام ،فلما كان في اليوم الخامس لاحت لي سفينة في البحر على بعد،فعلوت على تل وأشرت إليهم بثوب كان علي ،فخرج إلي منهم ثلاثة نفر في زورق ،فركبت معهم ،فلما دخلت السفينة الكبرى إذا بالطفل الذي رمى به الأسود في البحر عند رجل منهم، فلم أتمالك أن ارتميت عليه، وقبلت بين عينيه ، وقلت هذا والله ولدي وقطعة من كبدي ،فقال لي أهل السفينة : مجنونة أم اختل عقلك ؟
فقلت والله ،ما أنا مجنونة ولا اختل عقلي ،ولكن جرى من الأمر ما هو كذا وكذا،وذكرت لهم القصة إلى آخرها ،فلما سمعوا مني ذلك أطرقوا رؤوسهم ،وقالوا : يا جارية قد أخبرتنا بأمر تعجبنا منه ونحن أيضاً نخبرك بأمر تتعجبين منه : بينما نحن نجري بريح طيبة إذا بدابة قد اعترضتنا ووقعت أمامنا وهذا الطفل على ظهرها ،وإذا مناد ينادي إن لم تأخذوا هذا الطفل من ظهرها هلكتم ،فصعد واحد منا على ظهرها وأخذ الطفل فلما دخل به السفينة غاصت الدابة في البحر،وقد تعجبنا من هذا ومما أخبرتنا به ،وقد عاهدنا الله تعالى أن لا يرانا على معصية بعد هذا اليوم . قالت :فتابوا عن آخرهم ،فسبحان الله اللطيف ،جميل العوائد ،سبحان مدرك الملهوف عند الشدائد .[
عن بعض الصالحين قال : بينما أنا أطوف بالكعبة ، إذا بجارية على كتفها طفل صغير وهي تنادي : يا كريم يا كريم عهدك القديم ، فقلت لها : ما هذا العهد الذي بينك وبينه ؟
قالت: وما زالت الأمواج تدفعني حتى رمتني إلى جزيرة من جزائر البحر ، فقلت في نفسي : آكل من بقلها ،وأشرب من مائها حتى يأتي الله بأمره ،فلا فرج لي إلا منه ،فمكثت أربعة أيام ،فلما كان في اليوم الخامس لاحت لي سفينة في البحر على بعد،فعلوت على تل وأشرت إليهم بثوب كان علي ،فخرج إلي منهم ثلاثة نفر في زورق ،فركبت معهم ،فلما دخلت السفينة الكبرى إذا بالطفل الذي رمى به الأسود في البحر عند رجل منهم، فلم أتمالك أن ارتميت عليه، وقبلت بين عينيه ، وقلت هذا والله ولدي وقطعة من كبدي ،فقال لي أهل السفينة : مجنونة أم اختل عقلك ؟
فقلت والله ،ما أنا مجنونة ولا اختل عقلي ،ولكن جرى من الأمر ما هو كذا وكذا،وذكرت لهم القصة إلى آخرها ،فلما سمعوا مني ذلك أطرقوا رؤوسهم ،وقالوا : يا جارية قد أخبرتنا بأمر تعجبنا منه ونحن أيضاً نخبرك بأمر تتعجبين منه : بينما نحن نجري بريح طيبة إذا بدابة قد اعترضتنا ووقعت أمامنا وهذا الطفل على ظهرها ،وإذا مناد ينادي إن لم تأخذوا هذا الطفل من ظهرها هلكتم ،فصعد واحد منا على ظهرها وأخذ الطفل فلما دخل به السفينة غاصت الدابة في البحر،وقد تعجبنا من هذا ومما أخبرتنا به ،وقد عاهدنا الله تعالى أن لا يرانا على معصية بعد هذا اليوم . قالت :فتابوا عن آخرهم ،فسبحان الله اللطيف ،جميل العوائد ،سبحان مدرك الملهوف عند الشدائد .[
ابن رشد- عدد الرسائل : 583
العمر : 58
Localisation : وزان
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى