نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
احتفلت أمس بعيد ميلادها الثالث والسبعين
نجاة الصغيرة.. اسم يسبقه تاريخ طويل من الأعمال الفنية التي عشقها
الجمهور.. نجمة ذات إشعاع طاغ أحاط بها طوال رحلتها الفنية التي بدأت وهي
لا تزال تشق ستر الصبا لتمتد نحو 55 عاماً من العطاء. صوتها يبعث البهجة
والحنين ومشاعر شتى، وصورتها تحمل ملامح الرقة والنعومة.. وسيبقى صوتها
كضوء القمر يؤنس وحدة الساري في دجى الليل، ولن يغيب رغم أنها اختارت في
العام 2003 أن تسبل ستائرها الحرير على عطائها الغزير، وعلى النافذة التي
كنا نطل منها عليها.
أخبار كثيرة تناثرت عن عودة نجاة الصغيرة إلى
الساحة الفنية بعد غياب دام أكثر من ستة أعوام، فلم تنف هذه الأخبار، إنما
أكدت أنها تلقت بالفعل عروضاً فنية كثيرة، لكنها لم تتخذ قرارها النهائي
حتى الآن، وما زالت في مرحلة التفكير خاصة ان قرار عودتها لابد أن يكون
بعناية شديدة وبشكل مدروس، أكدت أيضاً أنها لم تضع أي شروط لعودتها فيما
عدا أن يكون العمل الفني على المستوى الذي تتمناه، فهي تريد الجديد
دائماً!.
هو آخر امبراطورات مصر، ولم يكن للأباطرة في مصر من كان
إلا في مجال واحد، هو مجال الفن، ولعل أشهرهم المعلم صديق أحمد، الذي عاش
سنوات طويلة متحكماً في بورصة الفن يرفع اسهم فنان ويخفض أسهم آخر، يلمّـع
اسماً ويدخـل اسما ثانياً في عالـم النسيان، فقد كـان أشهر متعـهد حفلات،
أو "امبرازريو"، هو الذي كان ينظم حفلات أم كلثوم، قبل أن تتولى المهمة
هيئة الإذاعة، وهو الذي صنع من عبد العزيز محمود نجماً في "الأزبكية" وهو
الذي جازف وقدم عبد الحليم حافظ على خشبة المسرح القومي بالإسكندرية،
فضُرب بالبيض في الموسم الأول، ورُفع على الأعناق بقية المواسم!
وصديق
أحمد كانت له خبرته وحاسته الفنية، وأيضاً حكمة الصائب، ورأيه فيها قاله
بصراحة منذ نصف قرن من الزمان، عام 1951 على وجه التحديد، وصفها بأنها
معجزة الغناء، وقال يبين أسباب حكمه:
- إنها فنانة لها جسمها الدقيق،
وحسها المرهف، وأحاسيسها الفياضة بالعاطفة، ولها سرعة التقاطها للألحان،
وهذه السرعة تصاحبها دقة متناهية، ولها من سلامة ادائها الذي يشف عن
قدرتها الطيعة على استيعاب مختلف الألحان، وعن تمكنها من فنها، وثقتها
بفنها.
كل هذه المميزات جعلت منها في هذه السن الصغيرة، الصغيرة التي
تتفوق على من يفقنها سناً، وسنوات في عالم الفن، وأنا لم أطلق عليها لقب
الطفلة المعجزة، أو معجزة الغناء، من باب الدعاية أو المبالغة، فهي معجزة
فعلاً، على الرغم من أنها لم تبلغ الرابعة عشرة بعد، فلها الصوت الدافق
الحنون، وتتمتع بالاداء السليم الصادق، وهي الفتاة التي تؤدي أصعب أغنيات
أم كلثوم، وهي واثقة بما تغني، وبما تفعل.
السطور طرزت بلا شك صورة
دقيقة للمطربة نجاة، يوم كانت تعرف باسم "نجاة الصغيرة" ويوم اعتبرت، وهي
بعد عود أخضر، في مقدرة المطربات الكبيرات نفسها.
نجاة الصغيرة.. ولدت كبيرة.. والصفة الأولى تنسحب على سنها.. أما الأخيرة فهي لصيقة بفنها.
صغيرة
بدأت.. كبيرة اعتبرت.. ومن هنا وصفوها بمعجزة الغناء.. وكالفراشة الحلوة،
التي تطير بأجنحة النغم، كانت نجاة الصغيرة، أو نجاة محمد حسني البابا،
ابنة الخطاط الكبير المعروف محمد البابا، تحلق في كل سماء فنية عالياً..
كانت تغني للجمهور العادي، وكانت أيضاً تغني للملك!
ولد الهدى
من
صفحات مجلة فنية قديمة، ومن سطور خبر نشر في المجلة عام 1950، نلتقط خيط
القصة، قصة غناء نجاة أمام "فاروق الأول"، آخر ملوك مصر، ولم يكن الملك،
بحكم موقعه بالتأكيد، يستمع إلا إلى الأصوات الجميلة.
تقول المجلة، إنه
أقيم في نادي الصيد، حفل ساهر اشترك في احيائه عدد كبير من الفنانين
والفنانات، من بينهم نجاة الصغيرة وفاجأها فاروق بالظهور فجأة، كما فاجأ
الحاضرين، وجلس مع حاشيته إلى مائدة قريبة من المسرح، وراح يستمع إلى غناء
نجاة الصغيرة، ثم مال على مرافقيه يبدي دهشته من إجادتها الأداء والتعبير
وهي بعد في تلك السن المبكرة.
ومثلت نجاة بين يدي فاروق بناء على طلبه، وأبدى إعجابه بصوتها، وهنأها على غنائها، ثم سألها:
< ما الذي تستطيعين غناءه أيضاً؟
وأجابت بلا تردد:
- أي أغنية لأم كلثوم.
وسأل بدهشة:
< هل في استطاعتك غناء "ولد الهدى"؟!
وردت بأدب:
- سأسمعك إياها على الفور.
وعادت
نجاة الصغيرة إلى الوقوف وراء الميكروفون، تشدو بقصيدة أم كلثوم الشهيرة،
بصدق وحماس شديدين، ومن دون خوف أو خجل، وعندما أنهت غناءها صفق لها الملك
فاروق طويلاً.
تألق في دمشق
ونجاة الصغيرة، منذ نعومة أظفارها، ومنذ
بدايتها مع الغناء، لم تكن تقتصر في غنائها على القاهرة وحدها، فقد غنت في
طول البلاد وعرضها، ضمن رحلات كان ينظمها لها المعلم صديق أحمد، الذي كان
في الوقت نفسه يشرف على حفلات أم كلثوم، ثم رأى متعهد الحفلات الشهير، أن
تقوم معجزة الغناء الطفلة، بجولات فنية خارج دائرة القطر المصري.
وكانت
أولى رحلاتها إلى دمشق.. ورحبت بها الصحافة هناك، وكتبت عنها أقلام كثيرة،
واحد منها كان بالغ الصدق فيما كتب، فقد جاء في مقال له أن نجاة الصغيرة
منذ وصولها دمشق تلاقي ترحيباً حاراً، وتصادف نجاحاً لا تصادفه إلا كل
متربعة على عرش الفن، وفي كل ليلة يهرع الآلاف لسماعها، ويلهبون الأكف
بالتصفيق لها.
وأضاف الكاتب، ان عقد نجاة الصغيرة في العاصمة السورية
انتهى مرة، واثنتين، وأنها كانت تجدده بناء على الحاح أصحاب المسرح،
ونزولاً عند رغبة الجماهير، وأجرى الصحافي حواراً سريعاً مع المطربة
الزائرة، قالت فيه انها كانت تشعر بالخوف قبل الغناء في الليلة الأولى،
لأنها تعلم جيداً أن الشعب السوري "سميع"، وصعب وقاس، لكنها اجتازت
الامتحان بنجاح، فقد أرضته، فأسعدها!
تقليد أم كلثوم
وخلال هذه
الفترة حفظت نجاة الصغيرة بعض أغاني أم كلثوم، وكانت تقلدها في هذه
الأغاني في الاداء والانفعال، ومسكة المنديل، وكان هذا عجيباً، لأن نجاة
لم تكن من ذوات الأصوات القوية، ولكن هذا التقليد كان سبب شهرتها، فتلقفها
متعهدو الحفلات لتغني في المسارح العامة وتواجه الجماهير، وهي في التاسعة
من عمرها.
وخرجت شهرتها بهذا الغناء التقليدي من الإسكندرية في صيف عام
1945، وخرجت الصحف تشيد بها وبفرقة أخيها عز الدين الذي كان ميالا الى
الموسيقى في حداثته، فقد تعلم العزف على العود والكمان، فقلده في تلك
الهواية أخوته وأخواته.
وانهالت عليها العروض من بعض الأقطار العربية
لتقوم برحلات غنائية إلى بغداد، ودمشق، وبيروت، فقامت بها في أواخر عام
1947 برفقة والدها وشقيقها عز الدين.
وكانت الإذاعة ترفض اغانيها
التقليدية، فالتمست الاستقلال بواسطة الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي لحن
لها "كل ده كان ليه"، إلا أن محمد عبد الوهاب بعد سماعه صوتها لم يرض عن
التسجيل أو الاداء، أو خطرت له فكرة جديدة، فطلب من الإذاعة وقفها لعيوب
فنية، ثم غناها هو بصوته.
ولم تسقط نجاة امام مناورة محمد عبد الوهاب،
بل تعاونت مع رياض السنباطي الذي لحن لها أغنيات "يا رب"، و"يا قلبك".. ثم
غنت "اوصفوا لي الحب" من لحن محمود الشريف.
والغريب أن شادية كانت قد
سبقتها إلى تسجيل هذه الأغنية في فيلم "مغامرات اسماعيل ياسين" عام 1954..
ونجحت بصوت نجاة الصغيرة دون صوت شادية، ولعل السبب في التسجيل.
ويشبه
هذه القصة أن ليلى مراد سجلت أغنية "ليه خلتني أحبك" في فيلم "الحبيب
المجهول" عام 1955 من تلحين كمال الطويل، وعندما قدمتها للإذاعة اعترضت
لجنة نصوص الاغاني على بعض عبارات فيها، وطلبت تعديلها فتوقفت ليلى مراد
عن تسجيلها للإذاعة، فسجلتها نجاة الصغيرة وانتزعت شهرتها من ليلى مراد.
وصاحب
شهرة هذه الأغنية اشتهار أغنيتها "أسهر وانشغل أنا" من لحن كمال الطويل،
وكذلك أغنيتها "عطشان يا اسمراني" من تلحين محمود الشريف، وقد أمطرها محمد
عبد الوهاب بالألحان من ذلك الحين، ثم توقف عنها لفترة لانشغاله مع أم
كلثوم ثم عاد إليها في أغنية "إرجع إليَّ" وهي من أجمل أعمالها على
الاطلاق.
ومن أغنياتها التي فشلت فشلا ذريعا "رباعيات الخيام" وهي قطعة
من الرباعيات التي لم تغنها أم كلثوم بلحن رياض السنباطي ومن ترجمة أحمد
رامي.
بدايتها السينمائية
وليس خافيا على أحد أن عزيزة أمير مؤسسة
صناعة فن السينما في مصر، هي أول من قدمت نجاة الصغيرة على الشاشة
السينمائية في فيلم "هدية" إخراج محمود ذو الفقار عام 1947، وأدت فيه دور
طفلة يتيمة، ثم قامت بدور طفولي في فيلم "الكل يغني" امام اسماعيل ياسين
وحسن فايق عام 1947.
وفي العام 1950 اشتركت مع محمود المليجي وتحية
كاريوكا في فيلم "محسوب العائلة" من اخراج عبد الفتاح حسن، ثم قدمت فيلم
"بنت البلد" مع اسماعيل ياسين عام 1954، ولم يكن حجم جسمها وقتذاك مناسبا
لدورها. لكنها قررت بعده اعتزال التمثيل والتركيز فقط على الغناء، واستمرت
على قرارها نحو أربع سنوات. ثم سقط القرار وعادت إلى السينما شابة نضرة في
فيلم من انتاجها هو "غريبة" عام 1958، كما قامت ببطولة فيلم "الشموع
السوداء" مع نجم الكرة صالح سليم عام 1962.
وقامت أيضا ببطولة فيلم
"شاطئ المرح" عام 1967 و"7 أيام في الجنة" عام 1969، و"ابنتي العزيزة" عام
1971، و"جفت الدموع" آخر أفلامها عام 1975.
هذه هي بعض سطور الأمس البعيد.. هذه صورته.. ترى، أين هذه الصورة، في البوم اليوم؟
وسوسة
منذ
أن كبرت نجاة الصغيرة، والمخاوف تكبر معها، فقد أصابها الحرص على الكمال،
بنوع من التردد، الذي يمكن أن يندرج تحت كلمة "الوسوسة".
هي موسوسة
دائما.. وفي كل موقع، حتى في أبسط الأمور. قد يحدث أن يتصل بها زميل مصور
طالبا تحديد موعد لالتقاط صور جديدة لها، وترحب نجاة، ظاهريا، وتطلب منه
رقم تلفونه، وتتفق معه على يوم معين وساعة محددة، لكن قبل الموعد بساعات،
يرن تلفون المجلة أو الجريدة التي يعمل فيها المصور، وتقول له نجاة:
_ آسفة، مش هقدر أتصور النهار ده، خليها ليوم تاني.
وتترك نجاة اليوم بلا تحـديد، لأنه أبدا لن يجيء.
وقد
أصابتها هذه الوسوسة بخسائر عديدة، ان على المستوى الفني، أو أيضا المادي،
فقد أصبحت مقلة جدا في كل شيء، أو كما كان يصفها الموسيقار الكبير محمد
عبد الوهاب: عاملة ريجيم لنشاطها!
والكلام ليس ملقى على عواهنه، فنجاة
الصغيرة مقلة إلى درجة الكسل. فعلى الرغم من نجاح أفلامها العشرة، ترفض أن
تعود إلى الشاشة، متعللة بأنها لا تجد القصة المناسبة، ولو أنها كانت
جادة، أو صادقة النية في العودة، لوجدت عشرات القصص، ولكنه مجرد عذر.
والشاشة
الصغيرة، ليست أسعد حظا من الكبيرة بالنسبة لنجاة الصغيرة، فهي المطربة
الوحيدة، والنجمة الوحيدة أيضا، التي لم تقدم للتلفزيون سوى أغنيات قليلة،
اخرجها لها المخرج الراحل حسين كمال، وظلت قضية "ماما نور"، منظورة امام
القضاء. و"ماما نور"، هو اسم أول مسلسل اتفقت نجاة الصغيرة على تصويره،
وبدأت فعلا تمثيله مع بعض الأطفال، ثم حدث خلاف بين منتجه الإذاعي وجدي
الحكيم وبين بطلته، كان من جرائه أن توقف العمل في الحلقات التي بدأها
حسين كمال.
وعرضت نجاة الصغيرة يومها شراء حق انتاج المسلسل، ووصلا الى
اتفاق مبدئي، ولكنه تعثر، خاصة ان الاطفال الذين اشتركوا مع نجاة في
المشاهد التي صورتها كبروا، واصبح من المحتم إعادة تصويره.
أيضا..
تتشاءم من يوم الثلاثاء.. فلا تغني.. ولا تسافر.. ولا توقع على عقد.. وكل
ذلك هو مجرد تقليد للموسيقار محمد عبد الوهاب، ورغبة في شيء يذكر وان كان
شاذا، وتعلل نجاة الصغيرة ذلك بسذاجة طفولية وتقول:
- من بين الأشياء
التي عرفتها من محمد عبد الوهاب أن لكل إنسان يوما. وصادف معرفتي لهذا
انني كنت على أهبة السفر عندما التقيت به فسألني عن موعد السفر فأخبرته
بأنه يوم الأربعاء، فنصحني بالسفر يوم الخميس، لأنه يوم لطيف ورائق.
فإذا كان محمد عبد الوهاب يتشاءم من يوم الأربعاء فلا بد أن يكون لها يوما تتشاءم منه.
ومع
مرور الأيام لاحظت نجاة الصغيرة أن الرقم 3 يلازمها كظلها كلما سافرت،
فرقم الغرفة في الفندق 333 ورقم الطائرة 3 وتاريخ السفر 3 كما أن عيد
ميلادها يوم الثلاثاء.
ريجيم في الغناء
والغناء أيضا يخضع للريجيم،
ولعملية تقنين.. صاحبة الصوت الذهبي، بعيدة عن الميكروفون، لا تقدم حفلات،
أو تشترك في حفلات إلا نادرا، وهي التي فكرت في فترة في تقديم حفل شهري
على غرار حفلات كوكب الشرق أم كلثوم.
لكنها مشاريع ذرتها رياح الكسل، أو التردد، أو الاقلال، أو الوسوسة.
أيا كان اللفظ الأقرب إلى الواقع، فإن النتيجة واحدة.. ابتعدت نجاة الصغيرة عن الأضواء، وكأنه اعتزال غير معلن، أو اعتزال جزئي.
سنوات
ست مرت، لم أقرأ خلالها أو أسمع في الوسط تعليقا واحدا حول أسباب اعتزال
المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة.. وكأن شيئا لم يكن!!.. كأن الفساتين التي
رقصت على قدميها فرحة بمواعيد حبيبها لم تحزن!
لم يغضب أحد ولم يعترض
أحد على أسباب اعتزالها المفاجئ!.. قالتها نجاة الصغيرة وتركت في الحلق
"طعم الخل" الذي كان يسقيه لها والدها لتظل صغيرة!
حرام أن تغرب شمس،
وهي في عز الدفء، وفي قمة الإشعاع.. ومطلوب من نجاة الصغيرة، أن تغني من
جديد: ورجعت.. ما أحلى الرجوع إليه.. بشرط أن يكون المقصود هو الفن، والفن
وحده!
هذه دعوة للاحتفال بعيد ميلاد "تنهيدة الحرير" نجاة الصغيرة التي ولدت في 11 أغسطس عام 1936.
الصوت
الذي غنى القصيدة كأعذب ما يكون، ودخل بـ "لا تكذبي"، و"أيظن"، و"أسألك
الرحيلا" و"ساكن قصادي" و"عيون القلب".. تاريخ الغناء من أكثر أبوابه
شموخا وروعة.
الصوت الذي بعده.. لا غناء نسمعه.. ولا طرب نتذوقه..
وكانت اغنياتها وأحلامنا الأولى على أغنياتها وقصصنا العاطفية الأولى
والأخيرة ستظل باقية حتى ولو لم يدهش قرار اعتزالها أحدا!
إن نجاة الصغيرة تستحق ما هو أكثر.. فتعالوا لنقول لها: يا هاجر بحبك.. ونبعث إليها مع الطير المسافر.. سنة حلوة .. ما أقدرش أنساك.
نجاة الصغيرة.. اسم يسبقه تاريخ طويل من الأعمال الفنية التي عشقها
الجمهور.. نجمة ذات إشعاع طاغ أحاط بها طوال رحلتها الفنية التي بدأت وهي
لا تزال تشق ستر الصبا لتمتد نحو 55 عاماً من العطاء. صوتها يبعث البهجة
والحنين ومشاعر شتى، وصورتها تحمل ملامح الرقة والنعومة.. وسيبقى صوتها
كضوء القمر يؤنس وحدة الساري في دجى الليل، ولن يغيب رغم أنها اختارت في
العام 2003 أن تسبل ستائرها الحرير على عطائها الغزير، وعلى النافذة التي
كنا نطل منها عليها.
أخبار كثيرة تناثرت عن عودة نجاة الصغيرة إلى
الساحة الفنية بعد غياب دام أكثر من ستة أعوام، فلم تنف هذه الأخبار، إنما
أكدت أنها تلقت بالفعل عروضاً فنية كثيرة، لكنها لم تتخذ قرارها النهائي
حتى الآن، وما زالت في مرحلة التفكير خاصة ان قرار عودتها لابد أن يكون
بعناية شديدة وبشكل مدروس، أكدت أيضاً أنها لم تضع أي شروط لعودتها فيما
عدا أن يكون العمل الفني على المستوى الذي تتمناه، فهي تريد الجديد
دائماً!.
هو آخر امبراطورات مصر، ولم يكن للأباطرة في مصر من كان
إلا في مجال واحد، هو مجال الفن، ولعل أشهرهم المعلم صديق أحمد، الذي عاش
سنوات طويلة متحكماً في بورصة الفن يرفع اسهم فنان ويخفض أسهم آخر، يلمّـع
اسماً ويدخـل اسما ثانياً في عالـم النسيان، فقد كـان أشهر متعـهد حفلات،
أو "امبرازريو"، هو الذي كان ينظم حفلات أم كلثوم، قبل أن تتولى المهمة
هيئة الإذاعة، وهو الذي صنع من عبد العزيز محمود نجماً في "الأزبكية" وهو
الذي جازف وقدم عبد الحليم حافظ على خشبة المسرح القومي بالإسكندرية،
فضُرب بالبيض في الموسم الأول، ورُفع على الأعناق بقية المواسم!
وصديق
أحمد كانت له خبرته وحاسته الفنية، وأيضاً حكمة الصائب، ورأيه فيها قاله
بصراحة منذ نصف قرن من الزمان، عام 1951 على وجه التحديد، وصفها بأنها
معجزة الغناء، وقال يبين أسباب حكمه:
- إنها فنانة لها جسمها الدقيق،
وحسها المرهف، وأحاسيسها الفياضة بالعاطفة، ولها سرعة التقاطها للألحان،
وهذه السرعة تصاحبها دقة متناهية، ولها من سلامة ادائها الذي يشف عن
قدرتها الطيعة على استيعاب مختلف الألحان، وعن تمكنها من فنها، وثقتها
بفنها.
كل هذه المميزات جعلت منها في هذه السن الصغيرة، الصغيرة التي
تتفوق على من يفقنها سناً، وسنوات في عالم الفن، وأنا لم أطلق عليها لقب
الطفلة المعجزة، أو معجزة الغناء، من باب الدعاية أو المبالغة، فهي معجزة
فعلاً، على الرغم من أنها لم تبلغ الرابعة عشرة بعد، فلها الصوت الدافق
الحنون، وتتمتع بالاداء السليم الصادق، وهي الفتاة التي تؤدي أصعب أغنيات
أم كلثوم، وهي واثقة بما تغني، وبما تفعل.
السطور طرزت بلا شك صورة
دقيقة للمطربة نجاة، يوم كانت تعرف باسم "نجاة الصغيرة" ويوم اعتبرت، وهي
بعد عود أخضر، في مقدرة المطربات الكبيرات نفسها.
نجاة الصغيرة.. ولدت كبيرة.. والصفة الأولى تنسحب على سنها.. أما الأخيرة فهي لصيقة بفنها.
صغيرة
بدأت.. كبيرة اعتبرت.. ومن هنا وصفوها بمعجزة الغناء.. وكالفراشة الحلوة،
التي تطير بأجنحة النغم، كانت نجاة الصغيرة، أو نجاة محمد حسني البابا،
ابنة الخطاط الكبير المعروف محمد البابا، تحلق في كل سماء فنية عالياً..
كانت تغني للجمهور العادي، وكانت أيضاً تغني للملك!
ولد الهدى
من
صفحات مجلة فنية قديمة، ومن سطور خبر نشر في المجلة عام 1950، نلتقط خيط
القصة، قصة غناء نجاة أمام "فاروق الأول"، آخر ملوك مصر، ولم يكن الملك،
بحكم موقعه بالتأكيد، يستمع إلا إلى الأصوات الجميلة.
تقول المجلة، إنه
أقيم في نادي الصيد، حفل ساهر اشترك في احيائه عدد كبير من الفنانين
والفنانات، من بينهم نجاة الصغيرة وفاجأها فاروق بالظهور فجأة، كما فاجأ
الحاضرين، وجلس مع حاشيته إلى مائدة قريبة من المسرح، وراح يستمع إلى غناء
نجاة الصغيرة، ثم مال على مرافقيه يبدي دهشته من إجادتها الأداء والتعبير
وهي بعد في تلك السن المبكرة.
ومثلت نجاة بين يدي فاروق بناء على طلبه، وأبدى إعجابه بصوتها، وهنأها على غنائها، ثم سألها:
< ما الذي تستطيعين غناءه أيضاً؟
وأجابت بلا تردد:
- أي أغنية لأم كلثوم.
وسأل بدهشة:
< هل في استطاعتك غناء "ولد الهدى"؟!
وردت بأدب:
- سأسمعك إياها على الفور.
وعادت
نجاة الصغيرة إلى الوقوف وراء الميكروفون، تشدو بقصيدة أم كلثوم الشهيرة،
بصدق وحماس شديدين، ومن دون خوف أو خجل، وعندما أنهت غناءها صفق لها الملك
فاروق طويلاً.
تألق في دمشق
ونجاة الصغيرة، منذ نعومة أظفارها، ومنذ
بدايتها مع الغناء، لم تكن تقتصر في غنائها على القاهرة وحدها، فقد غنت في
طول البلاد وعرضها، ضمن رحلات كان ينظمها لها المعلم صديق أحمد، الذي كان
في الوقت نفسه يشرف على حفلات أم كلثوم، ثم رأى متعهد الحفلات الشهير، أن
تقوم معجزة الغناء الطفلة، بجولات فنية خارج دائرة القطر المصري.
وكانت
أولى رحلاتها إلى دمشق.. ورحبت بها الصحافة هناك، وكتبت عنها أقلام كثيرة،
واحد منها كان بالغ الصدق فيما كتب، فقد جاء في مقال له أن نجاة الصغيرة
منذ وصولها دمشق تلاقي ترحيباً حاراً، وتصادف نجاحاً لا تصادفه إلا كل
متربعة على عرش الفن، وفي كل ليلة يهرع الآلاف لسماعها، ويلهبون الأكف
بالتصفيق لها.
وأضاف الكاتب، ان عقد نجاة الصغيرة في العاصمة السورية
انتهى مرة، واثنتين، وأنها كانت تجدده بناء على الحاح أصحاب المسرح،
ونزولاً عند رغبة الجماهير، وأجرى الصحافي حواراً سريعاً مع المطربة
الزائرة، قالت فيه انها كانت تشعر بالخوف قبل الغناء في الليلة الأولى،
لأنها تعلم جيداً أن الشعب السوري "سميع"، وصعب وقاس، لكنها اجتازت
الامتحان بنجاح، فقد أرضته، فأسعدها!
تقليد أم كلثوم
وخلال هذه
الفترة حفظت نجاة الصغيرة بعض أغاني أم كلثوم، وكانت تقلدها في هذه
الأغاني في الاداء والانفعال، ومسكة المنديل، وكان هذا عجيباً، لأن نجاة
لم تكن من ذوات الأصوات القوية، ولكن هذا التقليد كان سبب شهرتها، فتلقفها
متعهدو الحفلات لتغني في المسارح العامة وتواجه الجماهير، وهي في التاسعة
من عمرها.
وخرجت شهرتها بهذا الغناء التقليدي من الإسكندرية في صيف عام
1945، وخرجت الصحف تشيد بها وبفرقة أخيها عز الدين الذي كان ميالا الى
الموسيقى في حداثته، فقد تعلم العزف على العود والكمان، فقلده في تلك
الهواية أخوته وأخواته.
وانهالت عليها العروض من بعض الأقطار العربية
لتقوم برحلات غنائية إلى بغداد، ودمشق، وبيروت، فقامت بها في أواخر عام
1947 برفقة والدها وشقيقها عز الدين.
وكانت الإذاعة ترفض اغانيها
التقليدية، فالتمست الاستقلال بواسطة الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي لحن
لها "كل ده كان ليه"، إلا أن محمد عبد الوهاب بعد سماعه صوتها لم يرض عن
التسجيل أو الاداء، أو خطرت له فكرة جديدة، فطلب من الإذاعة وقفها لعيوب
فنية، ثم غناها هو بصوته.
ولم تسقط نجاة امام مناورة محمد عبد الوهاب،
بل تعاونت مع رياض السنباطي الذي لحن لها أغنيات "يا رب"، و"يا قلبك".. ثم
غنت "اوصفوا لي الحب" من لحن محمود الشريف.
والغريب أن شادية كانت قد
سبقتها إلى تسجيل هذه الأغنية في فيلم "مغامرات اسماعيل ياسين" عام 1954..
ونجحت بصوت نجاة الصغيرة دون صوت شادية، ولعل السبب في التسجيل.
ويشبه
هذه القصة أن ليلى مراد سجلت أغنية "ليه خلتني أحبك" في فيلم "الحبيب
المجهول" عام 1955 من تلحين كمال الطويل، وعندما قدمتها للإذاعة اعترضت
لجنة نصوص الاغاني على بعض عبارات فيها، وطلبت تعديلها فتوقفت ليلى مراد
عن تسجيلها للإذاعة، فسجلتها نجاة الصغيرة وانتزعت شهرتها من ليلى مراد.
وصاحب
شهرة هذه الأغنية اشتهار أغنيتها "أسهر وانشغل أنا" من لحن كمال الطويل،
وكذلك أغنيتها "عطشان يا اسمراني" من تلحين محمود الشريف، وقد أمطرها محمد
عبد الوهاب بالألحان من ذلك الحين، ثم توقف عنها لفترة لانشغاله مع أم
كلثوم ثم عاد إليها في أغنية "إرجع إليَّ" وهي من أجمل أعمالها على
الاطلاق.
ومن أغنياتها التي فشلت فشلا ذريعا "رباعيات الخيام" وهي قطعة
من الرباعيات التي لم تغنها أم كلثوم بلحن رياض السنباطي ومن ترجمة أحمد
رامي.
بدايتها السينمائية
وليس خافيا على أحد أن عزيزة أمير مؤسسة
صناعة فن السينما في مصر، هي أول من قدمت نجاة الصغيرة على الشاشة
السينمائية في فيلم "هدية" إخراج محمود ذو الفقار عام 1947، وأدت فيه دور
طفلة يتيمة، ثم قامت بدور طفولي في فيلم "الكل يغني" امام اسماعيل ياسين
وحسن فايق عام 1947.
وفي العام 1950 اشتركت مع محمود المليجي وتحية
كاريوكا في فيلم "محسوب العائلة" من اخراج عبد الفتاح حسن، ثم قدمت فيلم
"بنت البلد" مع اسماعيل ياسين عام 1954، ولم يكن حجم جسمها وقتذاك مناسبا
لدورها. لكنها قررت بعده اعتزال التمثيل والتركيز فقط على الغناء، واستمرت
على قرارها نحو أربع سنوات. ثم سقط القرار وعادت إلى السينما شابة نضرة في
فيلم من انتاجها هو "غريبة" عام 1958، كما قامت ببطولة فيلم "الشموع
السوداء" مع نجم الكرة صالح سليم عام 1962.
وقامت أيضا ببطولة فيلم
"شاطئ المرح" عام 1967 و"7 أيام في الجنة" عام 1969، و"ابنتي العزيزة" عام
1971، و"جفت الدموع" آخر أفلامها عام 1975.
هذه هي بعض سطور الأمس البعيد.. هذه صورته.. ترى، أين هذه الصورة، في البوم اليوم؟
وسوسة
منذ
أن كبرت نجاة الصغيرة، والمخاوف تكبر معها، فقد أصابها الحرص على الكمال،
بنوع من التردد، الذي يمكن أن يندرج تحت كلمة "الوسوسة".
هي موسوسة
دائما.. وفي كل موقع، حتى في أبسط الأمور. قد يحدث أن يتصل بها زميل مصور
طالبا تحديد موعد لالتقاط صور جديدة لها، وترحب نجاة، ظاهريا، وتطلب منه
رقم تلفونه، وتتفق معه على يوم معين وساعة محددة، لكن قبل الموعد بساعات،
يرن تلفون المجلة أو الجريدة التي يعمل فيها المصور، وتقول له نجاة:
_ آسفة، مش هقدر أتصور النهار ده، خليها ليوم تاني.
وتترك نجاة اليوم بلا تحـديد، لأنه أبدا لن يجيء.
وقد
أصابتها هذه الوسوسة بخسائر عديدة، ان على المستوى الفني، أو أيضا المادي،
فقد أصبحت مقلة جدا في كل شيء، أو كما كان يصفها الموسيقار الكبير محمد
عبد الوهاب: عاملة ريجيم لنشاطها!
والكلام ليس ملقى على عواهنه، فنجاة
الصغيرة مقلة إلى درجة الكسل. فعلى الرغم من نجاح أفلامها العشرة، ترفض أن
تعود إلى الشاشة، متعللة بأنها لا تجد القصة المناسبة، ولو أنها كانت
جادة، أو صادقة النية في العودة، لوجدت عشرات القصص، ولكنه مجرد عذر.
والشاشة
الصغيرة، ليست أسعد حظا من الكبيرة بالنسبة لنجاة الصغيرة، فهي المطربة
الوحيدة، والنجمة الوحيدة أيضا، التي لم تقدم للتلفزيون سوى أغنيات قليلة،
اخرجها لها المخرج الراحل حسين كمال، وظلت قضية "ماما نور"، منظورة امام
القضاء. و"ماما نور"، هو اسم أول مسلسل اتفقت نجاة الصغيرة على تصويره،
وبدأت فعلا تمثيله مع بعض الأطفال، ثم حدث خلاف بين منتجه الإذاعي وجدي
الحكيم وبين بطلته، كان من جرائه أن توقف العمل في الحلقات التي بدأها
حسين كمال.
وعرضت نجاة الصغيرة يومها شراء حق انتاج المسلسل، ووصلا الى
اتفاق مبدئي، ولكنه تعثر، خاصة ان الاطفال الذين اشتركوا مع نجاة في
المشاهد التي صورتها كبروا، واصبح من المحتم إعادة تصويره.
أيضا..
تتشاءم من يوم الثلاثاء.. فلا تغني.. ولا تسافر.. ولا توقع على عقد.. وكل
ذلك هو مجرد تقليد للموسيقار محمد عبد الوهاب، ورغبة في شيء يذكر وان كان
شاذا، وتعلل نجاة الصغيرة ذلك بسذاجة طفولية وتقول:
- من بين الأشياء
التي عرفتها من محمد عبد الوهاب أن لكل إنسان يوما. وصادف معرفتي لهذا
انني كنت على أهبة السفر عندما التقيت به فسألني عن موعد السفر فأخبرته
بأنه يوم الأربعاء، فنصحني بالسفر يوم الخميس، لأنه يوم لطيف ورائق.
فإذا كان محمد عبد الوهاب يتشاءم من يوم الأربعاء فلا بد أن يكون لها يوما تتشاءم منه.
ومع
مرور الأيام لاحظت نجاة الصغيرة أن الرقم 3 يلازمها كظلها كلما سافرت،
فرقم الغرفة في الفندق 333 ورقم الطائرة 3 وتاريخ السفر 3 كما أن عيد
ميلادها يوم الثلاثاء.
ريجيم في الغناء
والغناء أيضا يخضع للريجيم،
ولعملية تقنين.. صاحبة الصوت الذهبي، بعيدة عن الميكروفون، لا تقدم حفلات،
أو تشترك في حفلات إلا نادرا، وهي التي فكرت في فترة في تقديم حفل شهري
على غرار حفلات كوكب الشرق أم كلثوم.
لكنها مشاريع ذرتها رياح الكسل، أو التردد، أو الاقلال، أو الوسوسة.
أيا كان اللفظ الأقرب إلى الواقع، فإن النتيجة واحدة.. ابتعدت نجاة الصغيرة عن الأضواء، وكأنه اعتزال غير معلن، أو اعتزال جزئي.
سنوات
ست مرت، لم أقرأ خلالها أو أسمع في الوسط تعليقا واحدا حول أسباب اعتزال
المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة.. وكأن شيئا لم يكن!!.. كأن الفساتين التي
رقصت على قدميها فرحة بمواعيد حبيبها لم تحزن!
لم يغضب أحد ولم يعترض
أحد على أسباب اعتزالها المفاجئ!.. قالتها نجاة الصغيرة وتركت في الحلق
"طعم الخل" الذي كان يسقيه لها والدها لتظل صغيرة!
حرام أن تغرب شمس،
وهي في عز الدفء، وفي قمة الإشعاع.. ومطلوب من نجاة الصغيرة، أن تغني من
جديد: ورجعت.. ما أحلى الرجوع إليه.. بشرط أن يكون المقصود هو الفن، والفن
وحده!
هذه دعوة للاحتفال بعيد ميلاد "تنهيدة الحرير" نجاة الصغيرة التي ولدت في 11 أغسطس عام 1936.
الصوت
الذي غنى القصيدة كأعذب ما يكون، ودخل بـ "لا تكذبي"، و"أيظن"، و"أسألك
الرحيلا" و"ساكن قصادي" و"عيون القلب".. تاريخ الغناء من أكثر أبوابه
شموخا وروعة.
الصوت الذي بعده.. لا غناء نسمعه.. ولا طرب نتذوقه..
وكانت اغنياتها وأحلامنا الأولى على أغنياتها وقصصنا العاطفية الأولى
والأخيرة ستظل باقية حتى ولو لم يدهش قرار اعتزالها أحدا!
إن نجاة الصغيرة تستحق ما هو أكثر.. فتعالوا لنقول لها: يا هاجر بحبك.. ونبعث إليها مع الطير المسافر.. سنة حلوة .. ما أقدرش أنساك.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
نجاة الصغيرة.. صوت الحب الذي لا يغيب..الاصل سوري والشهرة مصرية
نجاة الصغيرة تغني في حفل عام 2001
ولدت الفنانة المصرية ذات الاصول السورية نجاة محمد محمود حسني البابا
المعروفة بـ (نجاة الصغيرة) عام 1938 وهي الشقيقة الكبرى للفنانة سعاد
حسني.
في التاسعة من عمرها قام والدها بتكليف شقيقها الأكبر عز الدين
بتدريبها على أغاني السيدة أم كلثوم كما احضر لها والدها مدرسين لتعليمها
القراءة والكتابة، وغنت في أحد الاحتفالات أغنية (حبيبي يسعد أوقاته)
واستمع إليها الكاتب فكرى أباظة فطالب الدولة برعايتها.
ثم تبناها الموسيقار محمد عبد الوهاب وسميت باسم (نجاة الصغيرة) نظرا لوجود المطربة نجاة على يشهرتها في هذه الفترة.
وهي في سن الرابعة عشر غنت قصيدة (نهج البردة) ولحن لها الموسيقار محمود الشريف أول أغانيها (أوصفوا لي الحب) وحققت نجاحاً ملحوظاً.
وفي سن السابعة عشر سجلت للإذاعة أغنية (كل دا كان ليه) وحققت نجاحاً كبيراً وأصبحت من نجوم الصف الأول في الغناء.
لحن لها كبار الملحنين أعظم ألحانهم ومنهم الموسيقار محمد عبدالوهاب،
الموسيقار رياض السنباطي، والموسيقار كمال الطويل، الموسيقار محمد الموجي
والموسيقار بليغ حمدي والموسيقار هاني شنودة والأخوان رحباني.
شاركت في بطولة 11 فيلم سينمائي – كما اشتركت في السهرة التليفزيونية (الدعاء) وفى المسلسل الإذاعي (سماح والبنات الملاح).
من أشهر أغانيها: أوصفوا لي الحب، غريبة منسية، اسهر وانشغل انأ، كلمني عن
بكره، سماره، دوبنا ياحبايبنا، أيظن، ناداني الليل، الهي ما أعظمك، يا
قلبك، حبيبي سامعني، في وسط الطريق، شكل تاني، لا تكذبي، ساكن قصادي، كل
شيء راح، إلى حبيبي، استناني، ماذا أقول، أسألك الرحيلا، لا تنتقد خجلي،
أنا بعشق البحر، عيون القلب، يا سلام عليك، ناداني الليل، يا هاجر بحبك،
الليلة دي، أما غريبة.
أهم أعمالها السينمائية: هدية، محسوب العائلة، الكل يغنى، غريبة، بنت
البلد، القاهرة في الليل، الشموع السوداء، سبعة أيام في الجنة، شاطئ
المرح، ابنتي العزيزة، جفت الدموع.
انتظرت نجاة عدة سنوات حتى تدشن نفسها كمطربة مستقلة، ويتردد أن الموسيقار
محمد عبد الوهاب قد حرر بالفعل محضراً في قسم الشرطة ضد والد نجاة الذي لم
يستجب لطلبه بأن يتركها تتعلم أولا أصول الغناء وتصقل موهبتها الملائكية،
لكن الوالد – وهو خطاط شهير في هذا الوقت من أصل سوري ـ كان يفخر بمواهب
أبنائه، ويريد أن يقدمهم للناس في أسرع وقت دون تخطيط كاف لذلك، فلم يلتزم
بنصيحة عبد الوهاب، حتى نجح الأخير في فصل نجاة عنه وتعليمها أصول الفن،
وهو ما تكرر بشكل آخر بعد ذلك بحوالي عشر سنوات مع شقيقتها من الأب،
الفنانة سعاد حسني.
ولفترة طويلة كان البعض لا يصدق ان (نجاة الصغيرة) هي الأخت الكبرى
للسندريلا، ليس بسبب عدم وجود شبه كبير في الملامح، ولكن بسبب الاسم
أيضاً، غير أن نجاة حذفت اسم الأب من اسمها الفني، بعدما اكتفى مكتشفوها
باسم (نجاة الصغيرة) لتمييزها عن المطربة الكبيرة في هذا الوقت (نجاة
علي)، غير ان المفارقة أن نجاة سارت في طريقها، وحصدت شهرة لم تستمر لدى
نجاة الأصلية، لدرجة أن الأجيال التالية لم تعرف سبباً لتمييزها بكلمة
(الصغيرة) لأنهم لم يسمعوا عن (نجاة الكبيرة).
بعد ذلك وابتداء من عام 1955 باتت نجاة مطربة معترفاً بها في الوسط الفني
المصري، وتوالت الأغنيات المؤثرة، مع أبرز الشعراء والملحنين، مثل
(أوصفولي الحب) كلمات مأمون الشناوي، ألحان محمود الشريف، يا قلبك، لحسين
السيد والحان رياض السنباطي، وعطشان يا أسمراني لمرسي جميل عزيز والحان
محمود الشريف.
ظلت نجاة تحاول لسنوات طويلة أن تجعل حياتها ملكاً لها وحدها!
واللافت أنها كانت تقدم أغنية جديدة في ذلك الوقت كل شهر تقريباً وأحياناً
أكثر من أغنية في الشهر الواحد، ليصل عددها إلى 18 أغنية عام 1955،
واللافت أيضاً اهتمام نجاة بالغناء الديني وغناء القصائد، وعدم اقتصار
نشاطها على مجال فني واحد، وقدمت أيضاً أوبريت (وطني حبيبي) مع شادية وعبد
الحليم حافظ وفايدة كامل ووردة الجزائرية، وتزامن ذلك مع عودتها للسينما
بعد فترة غياب أسست فيها اسمها كمطربة، غير أن السينما خاصمت نجاة الصغيرة
ولم تضف لها الكثير حيث قدمت عشرة أفلام على مدار ثلاثين عاما، غير أن تلك
الأفلام لم تعكس صورة نجاة كممثلة، وبقي منها فقط بعض الأغاني الناجحة،
وحتى التي حققت جماهيرية كان ذلك لأسباب أخرى لا تتعلق بأداء نجاة، مثل
فيلم (الشموع السوداء) الذي تابعه الجمهور بسبب مشاركة نجم الكرة في ذلك
الوقت صالح سليم، رغم مأساوية القصة، كذلك فيلم (7 أيام في الجنة) اعتمد
بشكل أساسي على كوميديا امين الهنيدي وعادل إمام.
أما حياة نجاة الشخصية فظلت تحاول لسنوات طويلة أن تجعلها ملكاً لها
وحدها، لهذا تندرج أي حكايات حول علاقاتها العاطفية تحت بند الشائعات، أو
القصص المبالغ فيها، فالنميمة الأكثر انتشاراً حول نجاة، أن قصيدة (لا
تكذبي) للشاعر كامل الشناوي مكتوبة في نجاة بعدما شعر الشناوي بعدم حبها
له، رغم العاطفة التي أعطاها لها، ويقال أن فرق السن الكبير بين الطرفين
منع من تتويج قصة الحب، غير ان القصيدة تتهم نجاة بأنها دخلت في علاقة
عاطفية أخرى فيما كانت ترتبط بمشاعرها مع الشناوي، لكن نجاة كانت أذكى
وغنت القصيدة بنفسها، رغم أنها كانت مكتوبة ليغنيها رجل وهو ما حدث مع عبد
الحليم حافظ أيضاً، لكن غناء نجاة كان هدفه نفي الخبر، أيضاً علاقتها
بسعاد حسني كانت دائماً محل تساؤلات، هل الغيرة دبت بين الشقيقتين وفرقت
بينهما خصوصاً مع اتجاه سعاد للغناء في الأفلام، أم ان العلاقة بينهما
كانت على ما يرام، وتزوجت نجاة مرتين، الأولى من العازف كمال منسي
والثانية من المخرج حسام الدين مصطفي.
وفي كلتا الحالتين لم يستمر الزواج طويلاً، وكانت نجاة قد قللت نشاطها
الفني ابتداء من منتصف السبعينات واكتفت بالأغنيات الطويلة وأبرزها (عيون
القلب) التي كان التلفزيون الأرضي المصري يبثها بانتظام لسنوات طويلة، غير
أنها في نهاية التسعينات بدأت تبتعد عن الوسط الفني وأعلنت الاعتزال، وكان
آخر ما غنته (أسألك الرحيلا)، قبل ان تظهر منذ عامين تقريباً في حفل تكريم
بدولة الإمارات لتحرك نجاة من خلال محاميتها الخاصة دعوى قضائية ترفض فيها
استغلال شخصيتها التي أدتها غادة رجب، وكانت أسرة المسلسل قد اتخذت الحيطة
وأطلقت على شخصية نجاة اسم (نجوى) كونها قيد الحياة ولا يمكن تجسيد
شخصيتها دون موافقتها، غير ان الدعوى لم تثمر، واستمر عرض المسلسل الذي
يشير بوضوح إلى خلاف نجاة مع سعاد، وتأثر كامل الشناوي بعدم اهتمامها به،
لكن رغم كل ذلك تبقى نجاة الصغيرة صوت الحب الذي لا يغيب.
القدس العربي
21-5-2010
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
ماذا أقول له - نجاة
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
نجاة الصغيرة ـــ يا مسافر وحدك
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
سهران ياقمر-نجاة الصغيره
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
نجاة الصغيره أيظن- حفلة
عدل سابقا من قبل بديعة في الجمعة 15 أكتوبر 2010 - 23:23 عدل 1 مرات
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
على طرف جناحك ياحمام.نجاة
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
عيون القلب - نجاة الصغيرة
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
الى حبيبي.نجاة
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
نجاة الصغيرة - رباعيات الخيام
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
ليه خلتني احبك- نجاة الصغيرة
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجاة الصغيرة.. الكبيرة فنّا
في وسط الطريق - نجاة
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» المجموعة الكبيرة لأغاني نجاة الصغيرة
» جديد : نجاة الصغيرة - كل الكلام
» لامبا الكبيرة
» وداعا المطربة الكبيرة سعاد محمد
» النظريات الكبيرة عن المؤامرة أكثرها توحشاً المرتبطة بــ 11 سبتمبر
» جديد : نجاة الصغيرة - كل الكلام
» لامبا الكبيرة
» وداعا المطربة الكبيرة سعاد محمد
» النظريات الكبيرة عن المؤامرة أكثرها توحشاً المرتبطة بــ 11 سبتمبر
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى