صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في ذكرى وادي المخازن ليوم 4 غشت 1578 ... حقائق تاريخية تصدر لأول مرة

اذهب الى الأسفل

في ذكرى وادي المخازن ليوم 4 غشت 1578 ... حقائق تاريخية تصدر لأول مرة Empty في ذكرى وادي المخازن ليوم 4 غشت 1578 ... حقائق تاريخية تصدر لأول مرة

مُساهمة من طرف abdelhamid الخميس 13 أغسطس 2009 - 19:40

(1)

يؤكد الدكتور
عبد العزيز بنعبد الله في كتابه الحديث الصدور«الهبط عبر العصور.. القصر
الكبير عاصمة الهبط العرائش أعرق مرسى مغربية في المحيط الأطلسي »أن«
القصر الكبير هي أول حاضرة بالمغرب لا تزال قائمة المعالم، وهي عاصمة
الهبط التي شملت طوال ألف عام قبائل ومدنا وقرى تمتد من «وزان» إلى
«تطوان» عبر اثنين وخمسين قبيلة من «جبالة» ومدنها، وقد اندرجت على طول
الأجيال ضمن الحواضر الملكية إذا أخذنا بالاعتبار دور رجالاتها شرقا وغربا
في مختلف ميادين المعرفة.
يجب الإقرار أني وجدت صعوبة في تكثيف
المقدمة التي أنجزها الباحث المغربي محمد اخريف، رئيس جمعية البحث
التاريخي والاجتماعي ، لأنها بمثابة معمار معرفي متماسك تخشى عليه من
«اختلال المعنى» كمصادر توثيقية، وأيضا لأنها تناولت بالأمانة العلمية
والمسؤولية الوطنية التاريخ المغربي بصفة عامة.
فالكتاب الذي يتكون من حوالي 260 صفحة والذي«لن يتم تسويقه تجاريا» ـ كما
أوضح لنا الباحث محمد اخريف ـ بل سيتم توزيعه على الباحثين والأكاديميين
والمكتبات الوطنية والمؤسسات الثقافية والمهتمين بمجال التاريخ والتحقيق،
وتشجيعا للبحث العلمي، وصيانة للذاكرة الوطنية تاريخيا، فالكتاب بحث
موسوعي، باعتباره مرجعا ، في النواحي السياسية ، العسكرية، الفنية،
الفكرية، الجهادية «معركة وادي المخازن» والاحتلال البرتغالي، الزوايا،
القضاء، الملكية، الفقه المالكي، الاحتفال بالمولد النبوي، الفلاحة،
السكان، الصناعة، دور السكة، الزراعة، السدود، الأسطول وقطعه في العرائش ،
العملة، النظامين النقدي والجبائي، والعلاقات الخارجية.
وجاء الكتاب ليؤكد أن الدكتورعبد العزيز بنعبد الله، عضو الأكاديمية
المملكة المغربية يعتبر «خزانة علمية متنقلة» ، وقد وافق على نشر كتابه من
طرف «مؤسسة القصر الكبير للتنمية» بما له من ارتباط عميق بالقصر الكبير
التي دافع عنها بقولته الشهيرة «القصر الكبير أو ل حاضرة في المغرب، ما
زالت قائمة» .
ونقدم من خلال الدكتور عبد العزيز بنعبد الله، والذي اعتمد في كتابه على
محمد اخريف كباحث متمرس ودقيق المعلومات، حقائق تاريخية ناذرة تثري
الخزانة الوطنية.
يعتبر مؤلف الأستاذ والباحث الموسوعي عبد العزيز بن عبد الله حول بلاد
الهبط عبر العصور مصدرا ومرجعا هاما محليا وجهويا ووطنيا ودوليا، لكونه
موثقا ثوثيقا جيدا ومحكما فهو عبارة عن معلمة مغربية صغيرة، لم يقتصر فيها
على تاريخ بلاد الهبط وتاريخ مدينة القصر الكبير وأعلامها ومعالمها ودورها
في التاريخ المغربي، وكذا تاريخ مدينة العرائش وأعلامها ومرساها، بل ضم
مواضيع همت تاريخ المغرب داخليا وخارجيا خلال مدة ألف سنة. لذلك فهو مرجع
في التاريخ المغربي من النواحي : السياسية، الفنية، والفكرية، والجهادية «
معركة وادي المخازن»، والاحتلال البرتغالي، والزوايا، والقضاء، والملكية ،
والفقه المالكي، والاحتفال بالمولد النبوي، والفلاحة، والسكان، والصناعة،
ودور السكة، والزراعة، والسدود، والأسطول وقطعه في العرائش، والعملة،
والنظامين النقدي والجبائي، والعلاقات الخارجية. وبالرغم أنه من الصعب
علينا ملامسة كل من هذه المواضيع باقتضاب، فإن تقديمنا سينصب على تقريب
محتوى المؤلف للقارئ من خلال إشارات بسيطة تضمنها الكتاب وهي على الشكل
التالي:


القصر الكبير عبر التاريخ:

أبرز الدكتور عبد العزيز بنعبد الله العمق التاريخي للمنطقة والذي يرجع
إلى تأسيس أول حاضرة في بلاد الهبط هي مدينة ليكسوس في سنة 1101 ق.م، كما
تعرض إلى الوجود القرطاجي والروماني، وإلى رحلة القرطاجيين مع مغاربة من
المنطقة إلى البرازيل، بدليل وجود نصوص بونيقية هناك تعود إلى سنة 125
ق.م. وبذلك يكون سكان هذه المنطقة أول من اكتشف القارة الأمريكية. كما أكد
رومانية القصر الكبير، بل أنشد فيها قصيدة جاء فيها:
« نوفوم»(4) ثانية الحواضر ارفلي
في العز بين توائم الأقمـــــــــــار
اختارك الرومان حاضرة الهنـــــا
نزاحــــــــــــــة عن لكسس وقفار
مهد الحضارة جنة الدنيا التــــــي
عرفت ب» هسبريد» في الأمصار
جرت ذيول الفخر في خيلائهـــــا
فغدت « وليلـــــي» طمرة الأغمار
بذت عواصم « تنجس» و»تمودة»
وتموسيدا أنـــــــــــــعم بها من دار
يا بلدة أكرم بها من بـــــــــــــلدة
يا موطن الأطهــــــــــــار والأخيار
اليمن نبع فيضه واليسر ثــــــــــر
ت عينه والسيل خيـــــــــــــر نضار
الخير أنت شعاره والنبل أنــــــــــ
ت دثاره والبيت خير مــــــــــــــزار
فيك الأجنة راضعات للتقـــــــــى
فيك الجنان لواقح الأزهــــــــــــــــار
الصراع الموصول طوال ألف عام:
وفيه تحدث الأستاذ عن مسار المدينة مبرزا تأسيسها ، وتعدد أسمائها،
وأهميتها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، وارتباطها بالأندلس، ومرور
رواد الفكر في المغرب العربي والأندلس بها عبر مختلف العصور، كما تحدث عن
الأدارسة وإمارتهم ومراكزهم ببلاد الهبط، وإنزال المنصور الموحدي للقبائل
العربية به، ومنهم قبائل الخلط قرب القصر الكبير.ويبين كيف أصبحت القصر في
عهد المرينيين، خصوصا بعد تعيين الأمير الشقايلولي عليها قائلا: ( وكان
لرواد المعرفة دور مهم في بلورة الفكر الثقافي ببلاد الهبط عامة والقصر
الكبير خاصة، مما أتاح الفرصة لانبثاق علماء أفذاذ ربما بذ بعضهم أقطاب
الفكر في باقي المغرب، وقد أشرنا إلى تراجم بعضهم ممن تتلمذ لهم كبار
علماء فاس ومراكش، وربما أسس بعضهم دارا للثقافة أضاء إشعاعها على مجموع
الإقليم. فقد ورد في ترجمة الشيخ أحمد بن يمرق أنه كانت له دار متصلة
بكتاب سيدي على بن العربي الجنياري يدرس بها الإناث عن طريق الشرط، كما
كانت له مدرسة عتيقة يدرس فيها العلوم الإسلامية بأهل سريف )..) وقد أصبحت
القصر منذ ذلك مقصد التجار وسوقا لبضائع العدوتين وثغرا بين بلاد المسلمين
وبلاد النصارى وقاعدة لبلاد الهبط....ويتجلى من العلماء الذين كان القصر
مسقط رؤوسهم أو مهبطا لهم أن رواد الفكر من المغرب العربي والأندلس خاصة،
ومن الشرق عامة انتجعوا رحابه في مختلف العصور).
وتطرق إلى احتلال البرتغاليين لبعض الثغور، مبرزا المعارك الجهادية في
منطقة القصر الكبير، مثل معركة المليحة قرب العرائش، ومعركة وادي المخازن
قرب القصر الكبير، ثم تعرض إلى أهمية المدينة في الصراعات بين أبناء
المنصور السعدي بعد وفاته وفي هذا يقول: ( ولكن ما كاد عصر أحمد المنصور
ينقرض حتى دب الخلاف بين أبنائه حول أريكة العرش، فانخفضت شوكتهم وتمزقت
دولتهم، ففي سطح بني وارتين» قرب القصر الكبير التحم أميرين وفر إليه عبد
الله بن الشيخ المامون وأبو فارس بن المنصور).
وتعرض إلى قيام الدولة العلوية وأسباب ظهورها، وظهور القوات السياسية مثل:
الخضر غيلان، وأسرة النقسيس بتطوان، وتدخل الأتراك، إضافة إلى تعرضه إلى
بعض الأزمات التي عرفها المغرب والمنطقة مثل مرض الطاعون سنة 1089 هـ وما
نتج عنه ، وتأسيس جيش عبيد البخاري الذي انطلق من ضواحي القصر الكبير على
يد محمد اعليلش ، مشيرا إلى اغتيال العلامة عبد السلام بن حمدون جسوس الذي
عارض التمليك، وفي هذا يقول:
وقد خرج اعليلش من فاس عام 1114 هـ دون أن يحصل من الفقهاء على تأييد
تمليك الحراطين وكانت ناحية القصر الكبير منطلقا لإحصاء عبيد قبائل الهبط
الذين تم تمليكهم).
كما تحدث عن الصراعات التي وقعت بين أبناء المولى إسماعيل ودور القصر
الكبير في ذلك، حيث وقعت معركة المنزه سنة 1743 م بين جيش المولى عبد الله
بن إسماعيل، وجيش الباشا أحمد الريفي المساند للمستضيئ بن المولى إسماعيل،
كما تعرض إلى وقعة زعبول وما أصاب القصر من هذا الطاغية سنة 1162 هـ حيث
انتهكت فيه الحرمات ونهبت فيه الكتب، وأبرز علاقة القصر الكبير بالرباط
لوجود دار هناك تحمل اسم دار القصري، وكذا علاقة القصر الكبير بفاس،
فالتواصل بين المدينتين كان موجودا سواء أثناء الرخاء أو أثناء الأزمات،
مثل أيام فتنة فاس سنة 1150 هـ يقول الأستاذ: (وفي عام 1150 هـ وقعت
الفتنة في فاس ، فلجأ جل أهلها إلى تطاون وطنجة والعرائش والقصر الكبير
ووزان بسبب ارتفاع الأسعار وانتشار الجوع..).كما أبرز قيمة القصر الكبير
لدى السلاطين عبر العصور، مشيرا إلى المولى عبد الرحمان بن هشام الذي حث
أبناءه على الإقامة بالقصر قائلا: ( وقد حض المولى عبد الرحمن بن هشام
أولاده الأربعة عند توجههم إلى الحج عام 1274 هـ 1857 م على المرور بالقصر
الكبيروالإقامة بجوار سيدي علي بوغالب، كما فعل إخوانهم من قبل فإن المقام
بالقصر - كما قال - خير من المقام في طنجة...).
القبائل والمعالم:

وفيها عرف صاحب الكتاب بعدة مواقع بالقصر وبدائرته.
أعلام القصر الكبير:
قام الأستاذ بجرد عدة أعلام ممن ولدوا بالقصر أو حلوا به، متتبعا إياهم من الولادة إلى الوفاة، سواء داخل المغرب أو خارجه.
الخطباء ونتائج معركة وادي المخازن:

وتحث عن الخطباء مثل خطيب الجامع السعيد محمد الناصري، كما ترجم لبعض قواد
القصر الكبير مثل قواد الأسرة العروسية التي حكمت القصر في بداية
الوطاسيين على مدى 78 سنة، كما أبرز بعد القواد السياسيين الذين كان لهم
دور في بلاد الهبط مثل الخضر غيلان في بداية الدولة العلوية، والقائد
الحكماوي الذي بني في عهده ضريح مولاي علي بن غالب القرشي سنة 1211هـ،
يقول الأستاذ: (فدخل الحكماوي أول ما دخل إلى القصر عاملا، وهناك بنى
السلطان ضريح سيدي علي بوغالب وهو غير إبراهيم أوبه الحكماوي عامل
الصويرة).
وذكر قائد المدفعية في معركة وادي المخازن، وأبرز أهمية مولاي علي بن غالب
وكثرة الأمراء الذين زاروه مثل المولى محمد وأخوه مولاي سلامة وأشار إلى
مصاهرة الأمير إبراهيم بن راشد سنة 1510 بقائد القصر لطلحة بن عبد الحميد
العروسي. وأبرز بعض نتائج معركة وادي المخازن على الشرق العربي قائلا (وقد
نتج عن انهزام البرتغال في المغرب اضطرارها للعدول عن احتلال الخليج
العربي الذي واصل رجاله الجهاد للتحرر من ربقة الاستعمار الغربي الذي كان
يطمع في احتلال فلسطين...) وتعرض إلى تأزم العلاقة بين المغرب والأتراك
الذين كانوا يحيكون المؤامرات للمغرب قائلا (فنتج عن ذلك حالة تأزم خطيرة
في الحدود الغربية مع الجزائر حيث أصبح الأتراك يدسون ويحيكون المؤامرات
متجاوزين حدود الجزائر إلى الريف).
القضاة وولاة القصر:

عرض الأستاذ في هذا المحور لـ 26 من القضاة و23 من الولاة.


أعده لجريدة الاتحاد الاشتراكي : عبد الرزاق الصمدي

abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في ذكرى وادي المخازن ليوم 4 غشت 1578 ... حقائق تاريخية تصدر لأول مرة Empty رد: في ذكرى وادي المخازن ليوم 4 غشت 1578 ... حقائق تاريخية تصدر لأول مرة

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 13 سبتمبر 2009 - 7:31

(2)

الميدان الموسيقي:
وفيه أعطى نظرة تاريخية حول ظهور الموسيقى في عهود الموحدين والمرينيين
والسعديين، وخصوصا بعد هجرة الأندلسيين إلى المغرب، يقول الأستاذ: ( ويرجع
استعمال جوق الآلة في عهد السعديين بمناسبة استقبال السفير الإنجليزي «
جيل Giles»ولم يكن الجوق يظهر بل يعزف من وراء مشربيات، وخلال حفلة تدشين
قصر البديع بمراكش استحضرت أجواق من فاس وكان العاهل يستورد الآلات من
الخارج).وفي عهد المرينيين برزت الأجواق يقول الأستاذ في هذا الصدد: ( وقد
ترعرت الآلة بجميع طبوعها إبان بني مرين حتى كان للجيش المريني نفسه في
عهد أبي عنان موسيقاه الخاصة به، كما كان للأسطول موسيقاه، وهي عادة
استمرت إلى اليوم عن طريق « الجوق الملكي» .وقد بلغ الاعتناء بهذا الفن
مبلغا أصبح معه للموسيقار مكانة كبيره في المجتمع). وتحدث عن تقسيماتها
قائلا (وتنقسم هذه الموسيقى إلى وحدات أو نوبات لكل منها نغمة خاصة تسمى
الطبع وهذا الطبع يتمون بدوره من نقط خاصة، ويصل عدد الطبوع إلى ثلاثمائة
وستة وستين على عدد أيام السنة الشمسية).
وتحدث عن الموازين قائلا: وقد بلغ عدد الموازين في الأندلس أربعة، أضاف
إليها المغاربة ميزانا خامسا هو « الدرج» سمي بذلك لأنه مدرج بين الموازين
وهو خاص بالآلة الاشبيلية لا يوجد في المألوف التونسي ولا الغرناطي
الجزائري...والموسيقى تسمى الآلة بالمغرب والموسيقار هو الآلي، وقد وردت
هذه التسمية في نزهة الحادي عند الكلام على سيرة المنصور الذهبي، وتسمى
أيضا الدندنة بينما تعرف بالغرناطي في الجزائر وبالمالوف بتونس...وقد
امتاز المغرب بطبوع خاصة مثل « الحصار» الذي اعترف المعجم الوسيط بمجمع
القاهرة بطابعه المغربي..).
المولد النبوي:
وفيه أبرز الاحتفال بهذا العيد في مختلف العصور، سواء على المستوى الرسمي
أو الفردي ونعرض ما قاله الأستاذ في عهدي المرينيين والسعديين، حيث يقول:
( وقد ذكر الحسن الوزان أنه في العصر المريني كان شعراء فاس يجتمعون كل
عام بمناسبة المولد النبوي وينظمون القصائد وكانوا يجتمعون كل صباح في
ساحة القناصل يصعدون منصة ويقون قصائدهم الواحد تلو الآخرأمام الجماهير
ويختار أحسن الشعراء نظما وترتيلا أميرا للشعراء في تلك السنة...وقد تحدث
عنه أحمد المقري في كتابه في عهد المنصور السعدي، واستعرض ما كان يلقى
آنذاك من قصائد لكبار شعراء الدولة أمثال الشعار عبد العزيز الفشتالي،
ووصف أنواع المآدب وحفلات الشموع التي يطاف بها في البلد، وكانت كراسة ابن
عباد في المولد تقرأ في حضرة المنصور السعدي وقد وقع ذلك عام 1010 هـ
/1601 م.....وكان المولد يقام بالمنازل كل سنة كما ورد في ترجمة الفاضل بن
عبد المجيد السرغيني الذي كان يقيمه كل سنة بداره ويحضره العامة).
مسار العرائش:
وعن مسار العرائش تحدث عن اسمها والصراع الذي دار حولها بين الأندلسيين
والمروانيين من جهة والفاطميين من جهة أخرى، وتحريرها من طرف يعقوب
المنصور الموحدي ، واتخاذها الاسم الحالي، وأثبت أولى هجومات النصارى
عليها في القرن الثالث عشر الميلادي ، وهذا ما أشار إليه الأستاذ بقوله: (
كانت العرائش تعرف ب « سفدد» عندما حكمها أحمد بن القاسم جنون الإدريسي
الذي كان تابعا لمحمد الناصر الأموي صاحب قرطبة عام 337 هـ/948م وقد أخرجه
منها جوهر الصقلي قائد الفاطميين واستعادها المروانيون إلى أن حررها يعقوب
المنصور الموحدي، فاتخذها العرب الهلاليون قاعدة أطلقوا عليها اسم
العرائش، فجددوا بناءها وغيروا اسمها عام « 657 هـ/1258م» على يد يوسف بن
علي، وقد دخل النصارى حصن العرائش عام 668 هـ/1269م وقتلوا الرجال وسبوا
النساء وأحرقوا المدينة، وظلت خربة أزيد من قرنين إلى عام 910 هـ فاحتلها
البرتغاليون وعمروها إلى أن أخرجهم منها المنصور السعدي عام 986 هـ فحصنها
وبنى قصبتها). ثم أبرز أهمية العرائش سواء بالنسبة للوربيين أو بالنسبة
للأتراك، وتسليم العرائش للإسبان وما نتج عن ذلك وتحريرها من طرف المولى
إسماعيل، كما أشار إلى انهزام الفرنسيين بفضل قطعة بحرية كانت ترابط في
العرائش في عهد محمد بن عبد الله 1764م مشيرا إلى انهزام الإسبان
والفرنسيين كما قام المولى عبد الرحمة بن هشام بمضاعفة تحصيناتها.
معالم العرائش:
وعن معالم العرائش استعرض المعالم التالية :
- حصن الجنويين: Fortin des Génois كانت حواجز وادي لوكوس تحول دون دخول
السفن إلى ميناء العرائش، اللهم إلا في مكان يسمى حصن الجنويين يقع أسفل
العرائش على الشط الأيسر لنهر لوكوس.
- حصن شمس : وحصن العرائش دخلهما النصارى عام 668 هـ/ 1269 م وقتلوا
الرجال وسبوا النساء وأحرقوا وارتحلوا في الأجفان ، وتشومس هي مدينة ميمون
بن القاسم.
- حصن الفتح : حصن بناه المنصور السعدي بثغر العرائش وهو ثاني حصن بناه في هذه المدينة.
- حصن القبيبات: قرب العرائش اعتصم به الإسبان عام 1100 هـ بضعة أشهر ثم أسر منهم ألفان ونقلوا إلى مكناس أول عام 1101 هـ / 1689م.
- قلعة كراسيوز : Graciosa اسسها البرتغاليون حماية لأنفسهم من هجمات سكان الشمال واقعة على نصف الطريق بين العرائش والقصر الكبير.
- ليكسوس : Lixus مدينة عتيقة تقع على مسافة أربعة كلم شمالي العرائش على
الضفة اليمنى لنهر لوكوس، وهي فينيقية الأصل أسست عام 1101 قبل الميلاد،
وقد احتلها الرومان وأقاموا بالقرب منها ضريح هرقل، وهي معروفة عند
المؤرخين بمدينة تشمش التي يقال بأن حدائق هبريدس Hesperides ذات الفواكه
الذهبية الموجودة بها، على خلاف ما يراه آخرون من وجودها في جزر الخالدات.
- مرسى العرائش : كانت تابعة عمليا لمرسى العدوتين يقوم رياس الرباط في مهمات فيها كما وقع عام 1209 هـ.
- المقصرة : مكان في شاطئ مرسى العرائش منه هجم أسطول النابريال على البر والمراكب المرابطة في المرسى.
وعن رجالات العرائش نعرض ما قاله الأستاذ على الشكل التالي
- ابن أبي يعزى : أحمد العرائشي كان قائد مكناس « عام 1112 هـ-1700م» وهو الذي جمع ديوان قبائل مكناس بأمر السلطان مولاي اسماعيل.
- ابن داني : محمد الكبير التازي المراكشي وزير مولاي الحسن في خلافته الصغرى 1305 هـ/1887م
له قصيدة في مدح العرائش :
بمرسى العرائش ما يشتهى
وإن غبت عنها تشوقتها
- ابن زاكور : عبد الكريم بن عبد السلام قائد تطوان عام 1171 هـ « ووالي العرائش سجنه محمد بن عبد الله عام 1179 هـ/1765 م.
- ابن زكرى: أسرة أندلسية هاجرت إلى المغرب قبل سقوط غرناطة، انتشرت في
فاس وتطوان وتلمسان والعرائش، وما زالت أسر اسبانية تحمل الإسم بالأندلس
Zegri « ابن عزوز» فهل لهذه الهجرة علاقة بجبل زكري قرب وجدة، وهي قبيلة
الزكارة والزكارى أيضا أسرة أندلسية بتطوان أصلهاZacari فهل منها أيضا بنو
زكار بالهبط؟ ومنهم أحمد بن محمد الزكاري أمين المستفاد بالعرائش ( ت 1330
هـ1911م).
- بنو بجة: أسرة ريفية استقرت بالعرائش ، منها العالم محمد بن بجة
العرائشي في العهد الاسماعيلي، ومنها أيضا محمد بن عمر بجة وهو تاجر غادر
مسقط رأسه العرائش في عهد محمد الثالث واستقر بقادس الأندلسية كتاجر، ثم
جبل طارق، فكان رمزا لصلة الوصل التجارية مع أوربا بعد قطيعة المولى
سليمان مع اسبانيا وتقاربه مع انجلترا وذلك إثر رفض المولى سليمان
للاتفاقية المقترحة في عام 1799 م بين المغرب واسبانيا، وكان بجة بمثال
الكثير من تجار تطوان، وقد عين قنصلا للمغرب في جبل طارق إلى وفاته عام
1820 دون وارث فعادت إلى بيت المال بطلب من المولى سليمان.
- أحمد بن قاسم جنون الإدريسي : حكم العرائش وكانت تعرف ب « سعدد» عندما
كان تابعا لمحمد الناصر صاحب قرطبة عام «337 هـ» وقد أخرجه منها «جوهر
الصقلي» قائد الفاطميين، واستعادها المروانيون إلى أن حررها يعقوب المنصور
الموحدي على يد العرب الهلاليين، فاتخذوها قاعدة أطلقوا عليها اسم العرائش.
- أحمد بن محمد بن ابراهيم الفرضى: «1334 هـ/1915 م» قاضي العرائش ثم آسفي
عمر أربعين سنة له شرح على لامية الزقاق سماه « تلخيص الحذاق» وحاشية
عليها، وختم على التحفة، وتأليف في الفرائض، وكليات احتوت حكما وقواعد
وهزليات، وله أيضا تقييد على فرائض الصحابي زيد بن ثابت» طبعة فاس 32 ورقة
وقد تولى قضاء العرائش عام 1326 .
- أحمد بن موسى : عامل العرائش واحد من قواد الجيش المغربي في معركة « وادي المخازن» صحبة أخيه.
- ازطوط : بوسلهام بن علي عامل المولى عبد الرحمن على الغرب بالعرائش.
بركاش « عبد الرحمان كان رئيسا للبحرعام 1245 هـ/1829م وهو الذي هجم مع
الرئيس عبد الرحمن برطيل على أسطول النابريال واستاق مراكب منها غنيمة
لعدم حملها لورقة الجواز، ونقلها إلى كل من العدوتين والعرائش.
- بناصر : عبد الرحمن بريطل الرباطي» 1363 هـ/1942 م» قاضي العرائش له»
- 1- نوازل في مجلدين .2 -تقييد على شرح عقود الجمان للسيوطي. 3- كتابة على اللوغاريتمات 4- ختم فرائض المختصر.
- الجبلالي : بن ابراهيم « 1336 هـ/ 1917» قاضي العرائش له:
- 1- فتاو كثيرة. 2- ختم على مختصر خليل 3- تقييد في الطلاق البائن
والرجعي، رد فيه على سيدي المهدي الوزاني مفتي فاس.4- حواش على شرح
الدردير على المختصر.
- الجزولي: محمد بن الشيخ الماد بن الحاج بوشعيب الرباطي، أديب شاعر استقر
بالعرائش بين 1913 و1919 نظم قصائد في انتصار الأتراك على اليونان، ومدح
شيخه أبي شعيب الدكالي وكانت له مساجلات مع بعض أدباء وعلماء رباط الفتح،
قام ضد الظهير البربري توفي بالرباط عام 1973-1393هـ.
له مقال « الأطرف في الإسلام» رد فيه على كتاب» غاية الانتصار ونهاية
الانكساب» لمحمد الشرقي الرباطي، له ديوان نشر في كتاب الذكريات من ربيع
الحياة.
الحكماوي: عينه المولى سليمان عام « 1211 هـ» عاملا على طنجة والعرائش
والجبل والقصر الكبير وما ولاه وهو غير ابراهيم الحكماوي عامل الصويرة.
زروق: أسرة عرائشية من عمارة بني حسان منهم : عبد السلام زروق العرائشي
فقيه محدث منجم صوفي» ت 1328 هـ/1910» ترجم له تلميذه عبد الحفيظ الفاسي
في رياض الجنة.
- العياشي الاملاحي: العرائشي تولى القضاء بالقصر الكبير مدة عشرين سنة إلى أول الاستقلال عام 1956 .
- محمد بن الحسن بن عبد القادر المكناسي: « 1351هـ/1933م» شيخ الجماعة
بالعرائش نساخ ماهر، له فهرست» عنوان السعادة والإسعاد لطالب الرواية
والإسناد» نسخة بالخزانة الاحمدية السورية بفاس.
محمد بن الحسن العرائشي: الأصل المكناسي النسب التجاني الطريقة له باع
طويل في النحو والبيان والفقه والعروض، قرض همزية النقيب الزيداني» كفاية
المحتاج» بقصيدة مطلعها:
هنيئا لك البشرى بما نلت من أجر
وأحرزت من فضل عظيم ومن فخر
الاقتصاد:
وأثناء تحدثه عن الاقتصاد أبرز أهمية ثروة منطقة الهبط وأهمية التجارة عبر
مرسى العرائش في مختلف العصور، فقد كانت صلة الوصل بين الأندلس والمغرب
وخصوصا في عهد المرينيين مما دفع الأربيية إلى الإهتمام بالمرسى، وأشار
إلى نقل اليهود كتبهم عبر هذه المرسى، وكذلك نقل بيلة من الرخام زنتها 143
قنطارا إلى فاس عبر مرسى العرائش ونهر لكوس عبر القصر الكبير، كل هذا جعل
المنطقة تصبح من أكبر المناطق المغربية في ميدان الجبايات، ولا زالت أهمية
المنطقة لحد الآن ومن المنتظر أن تصبح في السنوات القادمة إحدى أقطاب
المغرب الاقتصادية وفي هذا يقول الأستاذ:
(وقد ازدوجت موارد الثروة بين الصيد البحري والتجارة مع الخارج عبر مرسى
العرائش، بالإضافة إلى ثراء المجال الزراعي بين القصر الكبير
والعرائش...ولم يفت اليهود الانجليز نقل كتبهم من خلال السلع والبضائع ففي
عام 1562 م، نقلت سفينة انجليزية إلى العرائش مقاذيف ورماح ومعادن
كالقصدير ومعها 26 صندوقا مملوءا بكتب الزبور بالعبرانية وكانت مرسى
العرائش خاصة منذ العصر المريني صلة وصل بين الأندلس والمغرب، فقد جلبت عن
طريقها بيلة الرخام الأبيض من المرية في عهد أبي الحسن المريني زنتها»
143» قنطارا نزلت بالمرسى ثم نقلت في « وادي كتامة» وحملت على عجل الخشب
إلى منزل أولاد محبوب على ضفة واد سبو من حيث نقلت إلى ملتقى سبو ووادي
فاس....لوحظ أن المولى سليمان خرج في 15 ربيع الأول 1212 هـ/1797م من فاس
إلى قنيطرة سبو ليتلقى العامل الحكماوي الذي كان يحمل إليه قناطير الأموال
من طنجة والعرائش ونواحيهما)
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في ذكرى وادي المخازن ليوم 4 غشت 1578 ... حقائق تاريخية تصدر لأول مرة Empty رد: في ذكرى وادي المخازن ليوم 4 غشت 1578 ... حقائق تاريخية تصدر لأول مرة

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 13 سبتمبر 2009 - 7:39

(3)

الصناعة:
وفيها قام بجرد تاريخي لظهور الصناعة التقليدية أي الحناطي، مبرزا المناطق
الصناعية في عهد الحسن الوزاني، وكذا مساهمتها في الضرائب. تطرق إلى دور
المحتسب في تسييرها وتنظيمها، وبين الاكتفاء الذاتي للمغرب في العصور
الوسطى، وتوسع في الصناعة في فاس، ثم تطرق إلى بعض أنواع المصنوعات مثل
السباني أيام المولى عبد الرحمان بن هشام، والقشاب والطلس في عهد مولاي
زيدان وكذا السكر.في كل هذا يقول الأستاذ: ( بدأت تقليدية وشملت مجموع
المغرب وقد ذكر الحسن بن محمد الوزان» ليون الافريقي» في كتابه» وصف
افريقيا»الذي حلله» ماستنيون» في كتابه « المغرب في السنوات الأولى للقرن
السادس عشر» المطبوع عام 1906 أن المغرب كان ينقسم في عصره» أي القرن
العاشر الهجري»إلى خمس مناطق صناعية:
ناحية فاس التي تشتمل الريف تصنع بها الأنسجة الغليظة «خاصة في الهبط
وتازة» وثياب الصوف» في زرهون وبني يازغة...2- ناحية الهبط الساحلية إلى
حاجة ومن ضمنها القصر الكبير والعرائش انطلاقا من سبتة التي كانت تصنع
أواني النحاس المنحوتة والمرصعة وتصدرها إلى البلاد الإيطالية.....3-
ناحية هسكورة وتادلا حيث تركزت الصناعة الأهلية وراء شواهق الأطلس كمناسج
الصوف والسروج في هسكورة والبرانس السود في تادلا مع تقيات الطواكي، ...4-
صقع سوس حيث يصاغ الذهب والفضة وتصنع الجلديات والثياب.....5- الأودية
العليا في منطقتي «زيز» و»كير» حيث يسوده السكان مصنوعات فاس عدا
الحديديات وأنسجة الصوف....).
وقد صنعت أطرزة العدوتين «سلا والرباط» آخر أيام المولى عبد الرحمان
العلوي» 460.800».....الطلس: يظهر أنه كانت بالمغرب في عهد مولاي زيدان
مصانع للطلس Satin حيث ورد في قائمة هدايا السلطان إلى هولندا عام 1612))
وكانت فاس تصدر الأنسجة إلى مدن المغرب والجزائر إبان الحماية الفرنسية
فقد استوردت الجزائر ربع أو خمس منسوجات فاس الصوفية عام 1937 وكذلك مصر
والسنغال.وقد عرفت صناعة للنسيج في المغرب خلال العشر سنوات الأخيرة «
1967-1977» تطورا سريعا.
العملة ودور سكها:
وقد تمحور كلامه حول الدرهم والدينار، وبعد مقدمة تاريخية لهما منذ الدولة
الإسلامية ، أبرز قيمة العملتين من حيث تطور وزنهما وقيمتهما في المعاملات
التجارية وغيرها، وفي هذا يقول: ( عرف العرب من الدنانير صنفين الهرقلي أي
الرومي والكسروي أي الفارسي، وظل العرب يتعاملون بعد الإسلام بالنقود
الرومية والفارسية، وعندما ضربوا نقودهم أبقوها على شكلها الرومي والفارسي
بكتابتها ونقوشها حتى ان سيدنا خالد بن الوليد يوم سلك نقود في « طبرستان»
عام 15 أو 26 هـ جعلها على رسم الدنانير الرومية.الدينار : كان وزنه
يتراوح في الصدر الأول بين 4.749 غرامات و4.25، ونقص وزنه أيام المرابطين
فأصبح 3.960 غرام، ثم ارتفع وزنه أيام الموحدين الذين حاولوا العودة إلى
الوزن المعدني الذي كان في خزائن المخزن السعدي مما أدى إلى انهيار العملة
وغياب الدينار الذهبي والدرهم الفضي من السوق نظرا لانعدام المعدنين،
وبذلك انهارت الحركة التجارية التي كانت مزدهرة في البحر الأبيض المتوسط
وتحللت معها أسباب الرواج في المغرب فاستحالت العملة إلى فلوس نحاسية
مزيفة).
وفي عهد الدولة العلوية سلك المولى رشيد الدرهم الفضي وبعده سلك المولى
إسماعيل البندقي وهو أول دينار ذهبي علوي وكثرت دور سك العملة وفي هذا
يقول:
(وفي عام 1077 هـ/1666م ضرب صنف جديد من الدرهم الفضي هو الموزنة تزن 0.70
غراما .... وعم هذا الانطلاق سك العملة الصالحة في مضارب فاس وسجلماسة
ومراكش والرباط ضمن لامركزية..فسك البندقي كأول دينار علوي مقتبس من
البندقية التي كان للمغرب معها منذ قرون صلات تجارية عبر البحر الأبيض
المتوسط فأصبح البندقي عملة ذات قيمة...) ويضيف قائلا: ( فتعددت النقود
وتوافرت معامل سك العملة، واتجه الأمير الشاب نحو تقليص النقود الأجنبية
الرائجة في المغرب وذلك بتقويم جديد للنقد الذهبي وتعزيز عملة « البندقي»
دون المساس بالموزونة الذهبية ولكنه أعاد للدرهم الفضي وزنه الشرعي وهو
2.93 غرام، أي ما يقارب ثلاثة غرامات والمثقال الذي أصبح يساوي نصف
البندقي، غير أن الرواج لم ينتعش لأن الأثرياء عمدوا إلى خزن الذهب والفضة
نظرا لقيمتها، فاضطر السلطان إلى توفير كميات المسكوكات استعانة بمعامل
السك في مدريد، ...وقد اصطدم المولى محمد بن عبد الرحمن 1276 هـ-1290هـ
بعراقيل مختلف داخلا وخارجا فتت في عضده لا سيما بعد حرب تطوان « 1276 هـ
1859» التي لم تنفرج بانسحاب العدو منها إلا بعد الالتزام بما سمي آنذاك
بنقات الحرب قدرها مائة مليون بسيطة، اضطر السلطان معها إلى الاقتراض من
انجلترا وإفراغ بين المال لمواجهة نهم الإسبان وأطماعهم، فكان في ذلك
انهيار محقق لاقتصاديات المغرب الذي كف عن سك النقود عدا فلوس
النحاس...فقيض الله للمغرب أميرا شابا عرف كيف يدافع بين الدول ظل عرشه
فوق صهوة جواده تحدى العقدين من السنين ضمن « حركات» لتمهيد البلاد وإعادة
الطمأنينة والأمن وهذا الشاب هو المولى الحسن الأول «1290هـ/1311 هـ» فغير
العملة وخلق الريال الحسني أكثر وزنا من الريال الاسباني فكان وزن هذا
الأخير 27 غراما بينما بلغ وزن المثقال المغربي 29.11 غراما، وقد سك الصنف
الأول من الريال المغربي بباريس عام 1299 هـ/1882م....ومع ذلك ظل الريال
الحسني رائجا إبان الحماية إلى أن ألغي عام 1920 ليقوم مقامه الفرنك
الفرنسي، وبعد فترة قصيرة ظهر فيها الريال اليوسفي وموزونات النحاس فبلغ
عدد النقود المسكوكة بين الحسن الأول والمولى يوسف سبعة وثمانين راجع
الحسني).
النظام الجبائي:
وفيه أوضح الدكتور تطوره بداية من الفتح الإسلامي ومرورا بالمرابطين
والموحدين والمرينيين، حيث وضع أبو سعيد عثمان بن يعقوب المريني نظاما
جبائيا جديدا يظهر في قول الأستاذ:
(وفي أيام يوسف بن يعقوب وأبي سعيد عثمان بن يعقوب المرينيين وضع نظام
جبائي جديد اقتصر على الزكوات والأعشار الدينية علاوة على الجزية، وكانت
المدن تؤدي ضرائب غير مباشرة تعرف بالمستفاد استعاض أبو سعيد المريني عن
جميعها بالمكس والقبالة....لكن هذه الجبايات تغيرت منذ عهد السعديين خلال
القرن العاشر الهجري حيث نظمت جباية « النائبة» عام 960 هـ/1552م في عهد
محمد المهدي، كما أعيد نظام الخراج أيام المنصور وتطورت الجبايات فشملت
السكر والفضة والذهب، واحتكر المخزن بيع الكبريت والفولاذ والتبغ إلى أن
استعيض عن الزكوات الدينية عام 1319 هـ/1901م بضريبة « الترتيب.....وقد
فكر السلطان محمد الثالث في فرض ضريبة على الماني تقدر بمستفاد أو كراء
شهر واحد في السنة وتؤخذ حتى على الا ملاك المخزنية المكراة).
كما تحدث عن القروض وكيفية تسديدها وشروط منحها، وخطابات الاعتماد التي
استعملها التجار بين فاس وتافيلالت والتخوم الجزائرية والتي لم تكن
بالمجان، فكان التجار في فاس يقومون بدور البنوك، كما تحدث عن دور اليهود
في هذا الميدان، وقد تبنى المخزن هذا النظام نفسه في تلك الفترة، يقول
الأستاذ في هذا الصدد»: (وكان المخزن نفسه يستخدم هذه الطريقة لدفع أجور
عماله في التخوم الصحراوية فكان تجار فاس يقومون بنفس الدور الذي تقوم به
البنوك والمصارف.
الزراعة وسياسة التركيز الجهوي:
وتحدث عن أنواع المزروعات في بلاد الهبط ومميزاتها رابطا إياها بالأندلس
في عهد الموحدين، كما صحح بعض أسماء الأشجار والفواكه في منطقة القصر
الكبير أو المغرب .وتعرض إلى التبغ وما دار حوله من تحليل وتحريم يقول في
هذا الصدد: ( أما التبغ فقد امتازت المنطقة بزراعته وخاصة مقدمة الريف وقد
صدرت في شأنه ظهائر ومراسيم حرمت زراعته تارة ثم رفعت عنها الحجر تارة
أخرى لأن بيت المال كان يستفيد من تصديرها أو من الضرائب المفروضة عليها،
وقد جرؤ بعض العلماء على تحليل شرب الدخان المحصل من التبغ وصدرت في ذلك
دراسات تعارضت فيها الآراء).
السدود:
وتعرض إلى تعريفها وفوائدها، مشيرا إلى أولى السدود التي ظهر في الأندلس
يقول الأستاذ: ولعل أول سد عرفته الأندلس هو سد بلنسية Herta de Valence
الذي حجز مياه نهر تومة Toma حيث حفرت سبع قنوات على ضفتيه ثم تفرعت لسقي
السهول المجاورة فكانت كل قناة تفتح خلال يوم واحد من أيام الأسبوع).
ثم عدد نظام الري في المغرب ابتداء من المرابطين المعروف بالخطارات، كما
عدد السدود التي أنشئت في عهد الحماية وفي عهد الاستقلال، وسياسة المرحوم
الحسن الثاني الذي أعلن انطلاقة السدود سنة 1967 لري مليون هكتار يقول
الأستاذ: ( وفي عام 1967 أعلن جلالة الحسن الثاني انطلاقة سياسة السدود
باتخاذ قراره السامي لبناء ستة سدود تشكل المرحلة الأولى من برنامج واسع
يستهدف، بالإضافة إلى آلاف البحيرات أو السدود التلية collinairesسقي
مليون هكتار قبل عام 2000 وقد تم بناء سد محمد الخامس عام 1967 وسد الحسن
الداخل عام 1968 وتليه سد القنصرة عام 1969 وسد مولاي يوسف ثم سدود كرو
والمنصور الذهبي وادريس الأول ويوسف بن تاشفين عام 1969).
الأسطول المغربي
وقطعه في العرائش:
وتعرض الأستاذ إلى تطور الأسطول المغربي عبر العصور ابتداء من عهد
الموحدين قائلا: ( أنشأ عبد المومن القطائع عام 557 هـ/1161م في سواحل
العدوة والأندلس فصنع منها زهاء مائتي قطعة أعد منها في مرسى المعمورة
بحلق البحر على وادي سبو بمقربة سلا مائة وعشرين قطعة، وقد بلغت هذه القطع
400 حسب ابن أبي زرع).
وعدد قواد الأسطول والمعاهدات مثل المعاهدة مع هولندا التي قال فيها:
(والواقع أن الهدف الأساسي من السفارة هو إمضاء معاهدة تحالف تضمن حرية
الدخول للجانبين في مراسي البلدين مع إمكان تزويد المغرب بالربابين والسفن
والعتاد وقد أمضيت في 24 دجنبر 1610م/1019 هـ من طرف السفير سامويل بالاش
من جهة وثلاثة مندوبين عن الولايات المتحدة من جهة أخرى ولعل هذه السفارة
هي أعظم سفارة مغربية لهولندا في عهد السعديين، لأنها أسفرت عن توقيع أول
معاهدة بين البلدين ضمنت عدم تصادم مراكب البلدين في البحر...)
ويقول في اهتمام العلويين بالأسطول: ( أما الأسطول العلوي فأول من وضع
الأسس لبناء أسطول وطني قوي هو السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الذي كان
للمغرب في عهده حسب الناصري خمسون سفينة منها ثلاثون حراقة أو فرقاطة
بإمرة ستين رئيسا أو ضابطا يشرفون على خمسة آلاف بحار وألفين بحار وألفين
من الرماة......ويظهر أن الأسطول العلوي ارتفع بعد بضع سنوات أي 1185
هـ/1771 م إلى عشرين قطعة، وهكذا شرع السلطان سيدي محمد بن محمد بن عبد
الله منذ بداية عهده في صنع مراكب في دار الصناعة بأبي رقراق وجهز كل واحد
منها ببطاريات يبلغ عدد مدافعها ما بين 26 و36...).
وتحدث عن البحار المغربية قبل صدور القانون الدولي، وعن ظهير سابع مارس
1917 القاضي بتأسيس البحرية المغربية، وعن المدارس البحرية والتدريبات
البحرية وفي هذا الصدد يقول الأستاذ: ( بظهير سابع مارس 1917 « تأسست
البحرية البخارية المغربية رافعة العلم المغربي فقسم المغرب آنذاك إلى ست
مناطق ملاحية « الرباط ، البيضاء ، الجديدة ، اسفي ، الصويرة ،
السعيدية..... ولعل أول مدرسة حملت هذا الاسم هي متحف الاودايا الذي كان
يتخرج فيه ربابنة البحر، في عام 1202 هـ/1787م استقدم المولى محمد بن عبد
الله من آيت عطا ستمائة رجل مع أربعمائة من العبيد وجهتهم لتطوان لأخذ
السلاح والكسوة ،ثم إلى طنجة للتدريب على ركوب البحر في الغلائط، وكانت
لديه منها عشرون كانوا يركبون فيها كل يوم ويخرجون للبوغاز وسواحل اسبانيا
ويتطارحون مع بعضهم بعضا بقصد التعليم).



abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى