قبل الشهرة والزعامة

من طرف ربيع السبت 25 يونيو 2011 - 8:00

باراك أوباما

صورهم
وتصريحاتهم شبه اليومية تغطي وسائل الإعلام.. ولا تكاد تمر ساعات قليلة من
دون أن نسمع شيئاً عنهم، أو من دون أن نراهم على شاشات التلفزيون وعلى
الصفحات الأولى.. إنهم الزعماء الذين يقودون العالم في الوقت الحاضر،
والذين سيسجل التاريخ أسماءهم، البعض بحروف من نور والبعض الآخر بحروف من
نار.. وستعرف الأجيال المقبلة أي نوع من القادة عرف العالم مطلع القرن
الحادي والعشرين.

أحد مواقع الإنترنت نشر قبل أيام تحقيقاً مصوراً
عن ماضي بعض رؤساء الدول والحكومات، حين كانوا مجرد طلبة في الجامعات
يحلمون بالعثور على فرصة في الحياة.. وبين الحلم والواقع كانوا مثل غيرهم
يلهون ويلعبون.. والآن سنقوم برحلة سريعة مع بعض هؤلاء قبل الشهرة والزعامة
والتصريحات الرنانة.
باراك أوباما (رئيس الولايات المتحدة)
في
فبراير 2010 طلب الأطباء من الرئيس الأميركي أن يقلع عن التدخين، لكن من
الواضح أن الرجل لم ينجح في محاولاته، على الرغم من أنه يستخدم بدائل
النيكوتين للتغلب على إلحاح جسمه على طلب التدخين. الكثيرون يأملون أن ينجح
في الإقلاع، والكثيرون غيرهم ينظرون إلى الموضوع من زاوية أخرى، ففشله في
الإقلاع يعني من وجهة نظرهم أنه إنسان عادي وليس الرجل الخارق القادر على
كل شيء.. والدليل أنه عاجز أمام السيجارة مثله مثل أي مدمن.
ولو نظرنا
إلى صورته أيام الجامعة وهو بالملامح التمثيلية، السيجارة بين شفتيه
والقبعة على رأسه وعيناه مركزتان على الكاميرا، لرأينا أنه يوحي بقدرته على
التعامل مع الآخرين وهي شرط للزعامة لا بد منه.
غوردن براون (رئيس وزراء بريطانيا)
صورته
القديمة هذه لا تترك مجالاً للشعور بالراحة، فهي توحي بأنه شخص أخرق أو
أبله، كما يقول موقع الإنترنت الذي نشر الصورة مع التعليق. فالشعر طويل بلا
ترتيب، والقميص زهري مع ربطة عنق مشجرة ،وجاكيت غير متوازنة.. مجموعة
متناقضة في ما بينها، تؤكد أن الرجل وقت التقاط الصورة كان يفكر في أي شيء
باستثناء شكله في الصورة وضرورة ظهوره في ملابس أنيقة.
ويضيف التعليق أن
صورة يديه المرتجفتين والعصبيتين مع نظرته الجانبية توحي بأن دوافعه لدخول
عالم السياسة، لاحظ الملصقات الانتخابية خلفه، كانت أكثر أهمية من مجرد
بريق وشهرة.
نيكولا ساركوزي (رئيس فرنسا)
يقولون ان لا أحد في العالم
يمكن أن يضع الوشاح حول رقبته بالأناقة التي يتقنها الرجل الفرنسي.. وها
هو ساركوزي بشعره الطويل والقميص المفتوح ونظرة اللامبالاة التي توحي
بالثقة الكبيرة في النفس.. فهل تنبئ الصورة بما هو عليه اليوم؟
سيلفيو برلوسكوني (رئيس وزراء إيطاليا)
من
المعروف عن برلوسكوني أنه كثير المزاح، فقد وصف سمرة الرئيس الأميركي
أوباما يوماً بالقول انه تعرض للشمس أكثر من اللازم. ومن المعروف عن الرجل
أيضاً زلات لسانه التي لا تنتهي بالإضافة لحبه للنساء كما يكرر دائماً.
ويتحدث
معارضوه عن أخطائه في السياسة كما في العلاقات الاجتماعية، ويتهمونه
باستخدام المال السياسي والرشوة لشراء الأصوات وتكميم معارضيه، لكن صورته
اليوم توحي بأنه مؤسس عريق لعصابات المافيا.
أنجيلا ميركل (مستشارة ألمانيا)
شباب
وابتسامة واثقة وجلسة متواضعة على صخرة، في حين أن زوجات الزعماء يسعين
لارتداء أفخر الملابس.. أما هي فملابسها، حتى اليوم، تدل على بساطتها كما
تظهر في الصورة، تنورة طويلة جداً وشعر قصير، أم عادية بكل معنى الكلمة،
واقعية بلا تصنع، وهي الصفات ذاتها التي تقف وراء شعبيتها الكبيرة.
روبيرت موغابي (رئيس زيمبابوي)
هل
يستطيع أحد أن يفسر إصرار الرجل على القفازات البيضاء في حفل الزفاف غير
حب العظمة والأبهة؟ أو كما يقول التعليق المرفق مع الصورة، يبدو أن موغابي
لا يعرف أن الزبد لا بد أن يذوب في النهاية.
محمود أحمدي نجاد (رئيس إيران)
يقول
المتخصصون أن صورة الرجل تدل على قدرته على تقرير مصيره والسيطرة على
الأمور.. فصورته تدل على جديته، وعلى رغبته أيضاً في الظهور بمظهر لطيف.
وخلال
عمله السياسي اشتهر نجاد بمواقفه المتشددة تجاه الغرب، لكنه في الوقت نفسه
يعمل جاهداً على دعم سمعته باعتباره ابن الشعب، وغالباً ما يتحدث عن
تصميمه على تمكين المرأة في المجتمع الإيراني.
فلاديمير بوتين (رئيس وزراء روسيا)
وصف
رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل روسيا مرة بالقول انها أشبه
بلغز ملفوف داخل صندوق مغلق. ومن الواضح أن هذا الوصف ينطبق أيضاً على رئيس
الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من أن بطل مصارعة الجودو، الذي
تربى في صفوف المخابرات الروسية الأكثر غموضاً بين بقية أجهزة المخابرات في
العالم، يحاول الظهور وكأنه كتاب مفتوح.
وفي أيام شبابه الأولى اشتهر
بوتين بين زملائه بقدرته الفائقة على المراوغة، وعلى التملص من المواقف
المحرجة، من دون التخلي عن هدوء الملامح والسيطرة على الأعصاب.
خوسيه ثاباتيرو (رئيس وزراء أسبانيا)
لا
تختلف صورته الحالية عن صورته أيام الدراسة الجامعية، ففي معظم الأوقات
يصر رئيس الوزراء على ارتداء بنطلون جينز وقميص ملون وحذاء رياضي، ما لم
يكن مضطراً للتواجد في مناسبة رسمية.
وخلال توليه رئاسة الحكومة لدورتين
تشريعيتين حقق العديد من وعوده الانتخابية، فسحب قوات بلاده من العراق،
وزاد عدد الموجود منها في أفغانستان. سهل إجراءات الطلاق وأقر قانون زواج
مثليي الجنس، كما أقرت حكومته مجموعة من القوانين التي تساوي بين الرجل
والمرأة في كل شيء، بما في ذلك الأجور وساعات العمل، بالإضافة لقانون
يجر.ّم العنف المنزلي، وقانون العفو عن المقيمين بصورة غير مشروعة في
البلاد.
كيفن رود (وزير خارجية أستراليا)
يتندرون في استراليا على
رئيس الوزراء السابق كيفن رود، فيقولون أنه ول.د والنظارات على عينيه وربطة
العنق في مكانها، إذ يستحيل مشاهدته في أي مكان من دون هذا الثنائي المكمل
لشخصيته منذ سنوات شبابه الأولى.
وتجدر الإشارة إلى أن الرجل (مواليد
سبتمبر 1957)، الذي تسلق سلم الشهرة والزعامة بسرعة البرق، اضطر في 24
يونيو 2010 للاستقالة من رئاسة الحكومة ومن زعامة حزب العمال الحاكم بعد
خلافات داخلية حادة، مما أفسح المجال لنائبته جوليا جيرالد للفوز
بالمنصبين، وهو يشغل الآن منصب وزير الخارجية.