**قصائد من وحي الذكريات**
صفحة 1 من اصل 1
28072010
**قصائد من وحي الذكريات**
من منا لم يستمتع /ونحن تلاميذ بالإبتدائي أو الإعدادي/ ببعض النوادر والطرف الشعرية الرائعة، لشعراء عظام لا تزال أشعارهم راسخة في عقولنا ووجداننا كنارعلى علم؟
*من هذه التحف الخالدة ،التي ألهمتني وأخذت بكياني ووجداني /وأنا بالقسم الخامس ابتدائي/ قصيدة الشاعر والفأر..
-حوارممتع وشجي ،جمع بين شاعر فقير..لايمتلك من حطام الدنيا سوى كراساته وأوراقه وثمة دواوين شعرية ومؤلفات تتناول شتى ضروب الأدب...وفأر صغيرمرح كله حيوية ونشاط..ينشد لقمة صائغة تزيل جوعه ..أو جرعة ماء تطفىء عطشه...لكنه لايجدها في هذا المنزل الغريبة أطواره..مما يجعله يفضل النأي والبعد عن صديقه الشاعر..تاركه فريسة الأسى والحزن على هذا الفراق المفاجىء.../
قصيدة نادرة لشاعر الحمراء: محمد بن إبراهيم الشاعر و الفار
نلــت عطفـي وحنـاني ثـم فارقـت مكــاني
يا ترى هل تهت عني أم نهـــاك الأبوان
كــــان بيتــي كسمــاء نحــن فيـه فرقـــدان
كنت لي خيــر أنيــس نشــط فـــي كــل آن
ولكـــــم تبــدو لطيفــا فــي تنــاء و تـــدان
مستقيمـا في هـــروب كحصــان في رهان
مـــــن يميــن لشمــال كــرة في صولجــان
لست تدري في مسيـر مسرعــا أم متــوان
أخطــى الأربــع تبــدو كانسيــاب الافعـــوان
ليــس ما تفســده لـــي مــن إدام فــي أوان
ليــس لي زرع وزيت وطعــام في جفــان
ليــس مـن شئ عليــه يتعـــادى الأخــوان
فــأواري لــك هــــرا مقلتـــاه جمــرتـــان
منــزو عنــك بعيــــدا ويـــداه تبطشـــــان
ليــس ما يوجــب هذا منك فارجع في أمان
بســم الفـــأر بخبـــــــث بسمـة فيها ازدرانـي
قــال لي والقول منـــــه مثل سهــم قد رماني
كــل مــا قلتــه حــــــق وغنــي عـن بيـــــان
وهوعذري حيـن عن بيــــــــــــتك ألــوي لعنـانــي
ما الــــذي أفعل في أر كان بيــت رمضانـي
أتغـــــدى بقــريــــض لفــــلان و فـــــــلان
و مقامات أبــــي الفضـــــــــــــل البديـــع الهمدانــي
و مقامات الحريـــري تحت ديوان ابن هاني
و اللــــزوميـــات منها نسخــة أو نسختـــان
وعليها النصف من شر ح المحلى و البناني
وحصيـــــر من تــراث لبني عبــد المـــدان
و رســـوم لـــــرفــــاق علقت في الجـــدران
بعضها كهـل وبعـــض للصبــا في العنفوان
والـــدي أمـس و أمــي في رجوعي سألاني
يا تــرى إذ غبـــت عنا* كنـــت في أي مكان
قلـــت قد كنــت ببيـــت من أعاجيب الزمان
و إذا مـــــا شئتمــــا أن تريـــاه فاتبعـــانــي
رأيـــاه ثــــــــم قـــــالا وهمـا لي ناصحان
ان ذا بــــيت أديـــــــب مولـع بالشعـر عان
لا تلجـــه بعـــد هــــــذا فهـو يعدي بالتداني
وتـــراني كيـف أعصي من هما لي والدان؟
كفــــلانـــــــي بحنــــان وصغيـــرا ربيانـي
قــــد عنانـــي ما عناهم وعنــاهم ما عنـاني
قـــلت والقلــب مـن الغيــــــــــــظ يعانـي ما يعانـي
هكـــذا تنكـــر عهــدي هكذا يا ابـن الزواني
أمــن أجل المال أبقــى مفردا من دون ثــان
و كـــذا حتــى مــن الفٍٍئــــــــــران أرمــى بهـــوان
أو مــا يكفــي بـــأنــي ذو معــــان و بيـــان
و لسانـــي دو يــــراع و يراعـــي دو لسان
فــإذا صغــت قريــضا فقـــواف كالجمــــــان
و خــــلال طــاهـــرات عـــرفت منــد زمـان
و ضميــــر لي شريف عــــرفتـــه الثقـــلان
وإذا استصــرخ باسمي لــم أكـن بالمتوانــي
ثـــــم أبقــــى هكـــذا لا مــن أراه و يـرانـي
قـــال يا خيــر أديـــب دعــك من ذا الهذيـان
اكسـب المـال لتحظـى مــن رفـاق بالتدانــي
ووداعــا إن أمــــــي و أبــــي ينتظـــــران
*من هذه التحف الخالدة ،التي ألهمتني وأخذت بكياني ووجداني /وأنا بالقسم الخامس ابتدائي/ قصيدة الشاعر والفأر..
-حوارممتع وشجي ،جمع بين شاعر فقير..لايمتلك من حطام الدنيا سوى كراساته وأوراقه وثمة دواوين شعرية ومؤلفات تتناول شتى ضروب الأدب...وفأر صغيرمرح كله حيوية ونشاط..ينشد لقمة صائغة تزيل جوعه ..أو جرعة ماء تطفىء عطشه...لكنه لايجدها في هذا المنزل الغريبة أطواره..مما يجعله يفضل النأي والبعد عن صديقه الشاعر..تاركه فريسة الأسى والحزن على هذا الفراق المفاجىء.../
قصيدة نادرة لشاعر الحمراء: محمد بن إبراهيم الشاعر و الفار
نلــت عطفـي وحنـاني ثـم فارقـت مكــاني
يا ترى هل تهت عني أم نهـــاك الأبوان
كــــان بيتــي كسمــاء نحــن فيـه فرقـــدان
كنت لي خيــر أنيــس نشــط فـــي كــل آن
ولكـــــم تبــدو لطيفــا فــي تنــاء و تـــدان
مستقيمـا في هـــروب كحصــان في رهان
مـــــن يميــن لشمــال كــرة في صولجــان
لست تدري في مسيـر مسرعــا أم متــوان
أخطــى الأربــع تبــدو كانسيــاب الافعـــوان
ليــس ما تفســده لـــي مــن إدام فــي أوان
ليــس لي زرع وزيت وطعــام في جفــان
ليــس مـن شئ عليــه يتعـــادى الأخــوان
فــأواري لــك هــــرا مقلتـــاه جمــرتـــان
منــزو عنــك بعيــــدا ويـــداه تبطشـــــان
ليــس ما يوجــب هذا منك فارجع في أمان
بســم الفـــأر بخبـــــــث بسمـة فيها ازدرانـي
قــال لي والقول منـــــه مثل سهــم قد رماني
كــل مــا قلتــه حــــــق وغنــي عـن بيـــــان
وهوعذري حيـن عن بيــــــــــــتك ألــوي لعنـانــي
ما الــــذي أفعل في أر كان بيــت رمضانـي
أتغـــــدى بقــريــــض لفــــلان و فـــــــلان
و مقامات أبــــي الفضـــــــــــــل البديـــع الهمدانــي
و مقامات الحريـــري تحت ديوان ابن هاني
و اللــــزوميـــات منها نسخــة أو نسختـــان
وعليها النصف من شر ح المحلى و البناني
وحصيـــــر من تــراث لبني عبــد المـــدان
و رســـوم لـــــرفــــاق علقت في الجـــدران
بعضها كهـل وبعـــض للصبــا في العنفوان
والـــدي أمـس و أمــي في رجوعي سألاني
يا تــرى إذ غبـــت عنا* كنـــت في أي مكان
قلـــت قد كنــت ببيـــت من أعاجيب الزمان
و إذا مـــــا شئتمــــا أن تريـــاه فاتبعـــانــي
رأيـــاه ثــــــــم قـــــالا وهمـا لي ناصحان
ان ذا بــــيت أديـــــــب مولـع بالشعـر عان
لا تلجـــه بعـــد هــــــذا فهـو يعدي بالتداني
وتـــراني كيـف أعصي من هما لي والدان؟
كفــــلانـــــــي بحنــــان وصغيـــرا ربيانـي
قــــد عنانـــي ما عناهم وعنــاهم ما عنـاني
قـــلت والقلــب مـن الغيــــــــــــظ يعانـي ما يعانـي
هكـــذا تنكـــر عهــدي هكذا يا ابـن الزواني
أمــن أجل المال أبقــى مفردا من دون ثــان
و كـــذا حتــى مــن الفٍٍئــــــــــران أرمــى بهـــوان
أو مــا يكفــي بـــأنــي ذو معــــان و بيـــان
و لسانـــي دو يــــراع و يراعـــي دو لسان
فــإذا صغــت قريــضا فقـــواف كالجمــــــان
و خــــلال طــاهـــرات عـــرفت منــد زمـان
و ضميــــر لي شريف عــــرفتـــه الثقـــلان
وإذا استصــرخ باسمي لــم أكـن بالمتوانــي
ثـــــم أبقــــى هكـــذا لا مــن أراه و يـرانـي
قـــال يا خيــر أديـــب دعــك من ذا الهذيـان
اكسـب المـال لتحظـى مــن رفـاق بالتدانــي
ووداعــا إن أمــــــي و أبــــي ينتظـــــران
حاجي حفيظ- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 345
العمر : 66
Localisation : بني ملال
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
**قصائد من وحي الذكريات** :: تعاليق
رد: **قصائد من وحي الذكريات**
محمد بن إبراهيم المراكشي
نشأته:
ولد محمد بن إبراهيم في بيت متواضع في مراكش وتوفي فيها. وكان أبوه سراجاً، أصله من هوارة، إحدى قبائل سوس. وبعد دراسته في القرآن، التحق بجامع ابن يوسف، ثم بكلية القرويين. فاق أقرانه في اللغة والنحو والبلاغة والعروض، والقراءات والفقه. وكان أبوه يريده أن يكون من رجال الدين، ولكنه كان يميل إلى الأدب والشعر العربي.
اطلع على دواوين العصر العباسي، فأخذ يقول الشعر وهو في سن الخامسة عشرة، وكان مكثراً من نظم اللزوميات على طريقة المعرّي. برز في كل فنون الشعر وخصوصاً في المديح والهجاء، كان يحب الدَّعة والتنعم بالملذَّات.
مدح بعضاً من أعيان أيامه وجاهرهم، وفي سنة 1935 حجَّ إلى بيت الله الحرام، وألقى قصيدةً في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه، وأثابه ثواباً جزيلاً. وفي طريق العودة زار مصر ورجال الأدب والفنّ بها، وألقى محاضرة عن ابن عباس ويوسف بن تاشفين، وعاب على أحمد شوقي ما جاء في روايته التمثيلية "أميرة الأندلس" عن يوسف بن تاشفين. و ألقى قصيدة منها:
وفي المغرب شارك مع الوطنيين فَسُجنَ. توفي شاعر الحمراء بسكتة قلبية وعمره 58 خريفاً
إنتاجاته:
له ديوان روض الزيتون، وهو اسمٌ للحي الذي كان يسكنه، فجُمعَ الديوان بعد اندثاره في شاعر الحمراء في الغربال، والمطعم البلدي، والله في البؤساء.../
نشأته:
ولد محمد بن إبراهيم في بيت متواضع في مراكش وتوفي فيها. وكان أبوه سراجاً، أصله من هوارة، إحدى قبائل سوس. وبعد دراسته في القرآن، التحق بجامع ابن يوسف، ثم بكلية القرويين. فاق أقرانه في اللغة والنحو والبلاغة والعروض، والقراءات والفقه. وكان أبوه يريده أن يكون من رجال الدين، ولكنه كان يميل إلى الأدب والشعر العربي.
اطلع على دواوين العصر العباسي، فأخذ يقول الشعر وهو في سن الخامسة عشرة، وكان مكثراً من نظم اللزوميات على طريقة المعرّي. برز في كل فنون الشعر وخصوصاً في المديح والهجاء، كان يحب الدَّعة والتنعم بالملذَّات.
مدح بعضاً من أعيان أيامه وجاهرهم، وفي سنة 1935 حجَّ إلى بيت الله الحرام، وألقى قصيدةً في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه، وأثابه ثواباً جزيلاً. وفي طريق العودة زار مصر ورجال الأدب والفنّ بها، وألقى محاضرة عن ابن عباس ويوسف بن تاشفين، وعاب على أحمد شوقي ما جاء في روايته التمثيلية "أميرة الأندلس" عن يوسف بن تاشفين. و ألقى قصيدة منها:
تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى | وما ضرَّ شوقي لو تأمَّل عن بعد |
إنتاجاته:
له ديوان روض الزيتون، وهو اسمٌ للحي الذي كان يسكنه، فجُمعَ الديوان بعد اندثاره في شاعر الحمراء في الغربال، والمطعم البلدي، والله في البؤساء.../
قصيدة أخرى لنفس الشاعر:محمد بن إبراهيم..تتناول موضوع الهجاء بكل مقاييسه ...هجاء من العيار الثقيل..لمطعم بطنجة ذاق فيه شاعرنا الأمرين..مماجعله يهاجمه هجوما عنيفا لارحمة فيه ولاهوادة ولالين..في هذه القصيدة التي عنوا نها هجو المطعم البلدي
قصيدة هجوالمطعم البلدي
للشاعر
محمد بن ابراهيم
إن كان في كل أرض ما تشان بــــــه * فإن طنجة فيها المطعم البلدي
أخلاق أربابها كالمسك فــــــــي أرج * بعكس أخلاق رب المطعم البلدي
يأتيك بالأكل والذباب يتبـــــــــــــــعه * وكالضباب ذباب المطعم البــلدي
والبق كالفول إن جهلت بـــــــــــــــه * فعشه في فراش المطعم البلدي
ما بالبراغيث إن تثاءبت عجـــــــب * لما ترى حجمها بالمطعم البـــــلدي
تلقاك راقصة بالباب قائلـــــــــــــــــة * يامرحبا بضيوف المطعم البلــــــــــــدي
تبيت روحك بالأحلام في رعــــــــب * إن نمت فوق سرير المطعم البلـــــدي
وفي السقوف من الجدران خشخشة * فأي نوم ترى بالمطعم البلـــــــــــدي
ولا تعج فيه ابان المصيف ففـــــــي * المصيف نار لظى بالمطعم البلـــــــدي
وفي الشتاء من الثلج الفراش به * ومن حديد جدار المطعم البـــــــلـــــدي
أما الطبيب فعجل بالذهاب ـــــــــله * إذا أكلت طعام المطعم البــــــــــــــلدي
الطرف في أرق والقلب في خنق * والنفس في قلق بالمطعم البلــــــــدي
الصدر منقبض والمرء ممتعض * والشر معترض بالمطعم البـــــــــلدي
يا من مناه المكان الرحب في سفر * كالقبر في الضيق بيت المطعم البلدي
وليلة زارني في الفجر صاحبـــــه * ياشقوتي بنزول المطعم البـــــــــلدي
وكالمدافع خلف الباب سعلتـــــــــه * يهتز منها جدار المطعم البلـــــــــــدي
دق ، فمن قلت قال افتح فقلت لمن قال افتحن أنا رب المطعم البلـــــــــدي
أشر من رؤية الجلاد رؤيتــــــــه * لما يزورك رب المطعم البلـــــــــــــــدي
وكم ثقيل رأت عيني وما نظرت * فيهم مثيلا لرب المطعم البلـــــــــــــدي
طاب الحديث له فجاء يسألنــــي * وقال:ماذا ترى في المطعم البلـــــــدي
فقلت خيرافقال:الخير أعرفــــــه * ويعرف الناس خير المطعم البلــــــــدي
إن كان عندك قل لي من ملاحظة * مثل الضباب بأفق المطعم البلـــــــــــدي
فقال: إن فضول الناس يقلقنـــي * هذا الذباب ذباب المطعم البلـــــــــــــدي
فقلت والبق قال : البق ليس به * بأس إذا كان بق المطعم البلـــــــــــــدي
فقلت:هذي البراغيث التي كثرت * مابالها كبرت في المطعم البــــــــــــلدي
فهزني كصديق لي يداعبنـــــــي * وقال:تلك جيوش المطعم البلــــــــــــدي
فقلت: عفوا فما لي من ملاحظة * وإنني معجب بالمطعم البلـــــــــــــــــــدي
فقال:ها أنت للحق اهتديت فقل * إذن متى ستزور المطعم البـــــــــــــــلدي
فقلت:إن قدر الله الشقاوة لـــي * فإنني سأزور المطعم البلــــــــــــــــــــدي
ينسى الفتى كل مقدور يمر به * إلا مبيت الفتى بالمطعم البلــــــــــــــــــــدي
يامن قضى الله أن يرمي به سفر * إياك إياك قرب المطعم البلـــــــــــــــــــدي
للشاعر
محمد بن ابراهيم
إن كان في كل أرض ما تشان بــــــه * فإن طنجة فيها المطعم البلدي
أخلاق أربابها كالمسك فــــــــي أرج * بعكس أخلاق رب المطعم البلدي
يأتيك بالأكل والذباب يتبـــــــــــــــعه * وكالضباب ذباب المطعم البــلدي
والبق كالفول إن جهلت بـــــــــــــــه * فعشه في فراش المطعم البلدي
ما بالبراغيث إن تثاءبت عجـــــــب * لما ترى حجمها بالمطعم البـــــلدي
تلقاك راقصة بالباب قائلـــــــــــــــــة * يامرحبا بضيوف المطعم البلــــــــــــدي
تبيت روحك بالأحلام في رعــــــــب * إن نمت فوق سرير المطعم البلـــــدي
وفي السقوف من الجدران خشخشة * فأي نوم ترى بالمطعم البلـــــــــــدي
ولا تعج فيه ابان المصيف ففـــــــي * المصيف نار لظى بالمطعم البلـــــــدي
وفي الشتاء من الثلج الفراش به * ومن حديد جدار المطعم البـــــــلـــــدي
أما الطبيب فعجل بالذهاب ـــــــــله * إذا أكلت طعام المطعم البــــــــــــــلدي
الطرف في أرق والقلب في خنق * والنفس في قلق بالمطعم البلــــــــدي
الصدر منقبض والمرء ممتعض * والشر معترض بالمطعم البـــــــــلدي
يا من مناه المكان الرحب في سفر * كالقبر في الضيق بيت المطعم البلدي
وليلة زارني في الفجر صاحبـــــه * ياشقوتي بنزول المطعم البـــــــــلدي
وكالمدافع خلف الباب سعلتـــــــــه * يهتز منها جدار المطعم البلـــــــــــدي
دق ، فمن قلت قال افتح فقلت لمن قال افتحن أنا رب المطعم البلـــــــــدي
أشر من رؤية الجلاد رؤيتــــــــه * لما يزورك رب المطعم البلـــــــــــــــدي
وكم ثقيل رأت عيني وما نظرت * فيهم مثيلا لرب المطعم البلـــــــــــــدي
طاب الحديث له فجاء يسألنــــي * وقال:ماذا ترى في المطعم البلـــــــدي
فقلت خيرافقال:الخير أعرفــــــه * ويعرف الناس خير المطعم البلــــــــدي
إن كان عندك قل لي من ملاحظة * مثل الضباب بأفق المطعم البلـــــــــــدي
فقال: إن فضول الناس يقلقنـــي * هذا الذباب ذباب المطعم البلـــــــــــــدي
فقلت والبق قال : البق ليس به * بأس إذا كان بق المطعم البلـــــــــــــدي
فقلت:هذي البراغيث التي كثرت * مابالها كبرت في المطعم البــــــــــــلدي
فهزني كصديق لي يداعبنـــــــي * وقال:تلك جيوش المطعم البلــــــــــــدي
فقلت: عفوا فما لي من ملاحظة * وإنني معجب بالمطعم البلـــــــــــــــــــدي
فقال:ها أنت للحق اهتديت فقل * إذن متى ستزور المطعم البـــــــــــــــلدي
فقلت:إن قدر الله الشقاوة لـــي * فإنني سأزور المطعم البلــــــــــــــــــــدي
ينسى الفتى كل مقدور يمر به * إلا مبيت الفتى بالمطعم البلــــــــــــــــــــدي
يامن قضى الله أن يرمي به سفر * إياك إياك قرب المطعم البلـــــــــــــــــــدي
**الرمزية في الأدب :
الرمزية مذهب أدبي يعبر عن التجارب الأدبية بكل مكوناتها من شعروقصة أورواية وغيرها من الفنون الأدبية الأخرى، بواسطة الرمز أو الإشارة أو التلميح..
والرمز معناه الإيحاء: أي التعبير الغير المباشر عن عدة قضايا اجتماعية وسياسية أو أخلاقية... التي لا تقوى اللغة على أدائها أو لا يراد التعبير عنها مباشرة ، لعدة أسباب..
*ومن القصائد الفريدة من نوعها في هذا الباب ، قصيدة : الأسد ووزيره الحمار، لأمير الشعراء أحمد شوقي التي تتناول موضوعا حساسا ذو شجون بلغة سهلة سلسة لاتخلومن الدعابة والمرح والسخرية ..
إليكم ا لقصيدة
الأسد ووزيره الحمار
www.sudaneseonline.com/uploadpic/Nov09upload/donkey1.jpg&t=1&h=196&w=103&usg=__ZrgCuceoRzbvyJDL9JYVbx6b1JQ=" style="width: 103px;height: 196px" alt="" />
عدل سابقا من قبل حاجي حفيظ في الخميس 28 أكتوبر 2010 - 0:01 عدل 2 مرات
الرمزية مذهب أدبي يعبر عن التجارب الأدبية بكل مكوناتها من شعروقصة أورواية وغيرها من الفنون الأدبية الأخرى، بواسطة الرمز أو الإشارة أو التلميح..
والرمز معناه الإيحاء: أي التعبير الغير المباشر عن عدة قضايا اجتماعية وسياسية أو أخلاقية... التي لا تقوى اللغة على أدائها أو لا يراد التعبير عنها مباشرة ، لعدة أسباب..
*ومن القصائد الفريدة من نوعها في هذا الباب ، قصيدة : الأسد ووزيره الحمار، لأمير الشعراء أحمد شوقي التي تتناول موضوعا حساسا ذو شجون بلغة سهلة سلسة لاتخلومن الدعابة والمرح والسخرية ..
إليكم ا لقصيدة
الأسد ووزيره الحمار
اللـيثُ مـلك القِــفــــار .......... ومــا تـضـم الـصحاري سعــت اليـه الـرعـايـا .......... يومـــاً بـكـل انـكــــسار قالت: تعيـش وتـبـقى .......... يـــا دامــــي الأظــــفـار مـات الـوزير فمــن ذا .......... يسـوس أمـر الضـواري قـال: الحمار وزيـري .......... قـضى بهـذا اخـتـيــاري فاستـضحكت ثم قالت: .......... مـاذا رأى في الحــمار؟ وخـلـفـتـه ، وطــارت .......... بـمـضحــــك الأخــــبار حتـى اذا الشهــر ولـى .......... كـلـيــلـة أو نـهـــــــار لم يشـعــــر اللـيـث الا .......... ومـلــكـه فـي دمـــــار الـقـرد عـنـد الـيـمـيـن .......... والكـلب عـند اليـســــار والـقـط بيـن يـديـــــــه .......... يلهــو بعَـظـَـمَةِ فـــــار! فقال: من في جـدودي .......... مثـلـي عـديـم الـوقـــار؟ أين اقتـداري وبطـشي .......... وهـيـبـتـي واعـتـبــاري فـجـاءه الـــقـرد ســراً .......... وقــال بعـد اعـــــــتـذار يا عـالـي الـجـاه فـيـنـا .......... كـــن عــالـي الأنـــظار راي الـرعــية فـيـكــم .......... من رأيكـم في الحمــار! |
www.sudaneseonline.com/uploadpic/Nov09upload/donkey1.jpg&t=1&h=196&w=103&usg=__ZrgCuceoRzbvyJDL9JYVbx6b1JQ=" style="width: 103px;height: 196px" alt="" />
عدل سابقا من قبل حاجي حفيظ في الخميس 28 أكتوبر 2010 - 0:01 عدل 2 مرات
من الشعر الذي درسناه ونحن بالقسم الإعداي شعر النقائض وذلك بأن يقول الشاعر قصيدة يفتخر بنفسه وقبيلته ويعرض بشاعرآخرأويهجوقبيلة الشاعر الآخر...
فإذا سمع الشاعر المهجوتلك القصيدة نقضها ، أي نقض معانيها وفضح أكاذيبها ولا بد من اتفاق القصيدتين البادئة بالهجاء والمنقوضة في البحروحرف الروي وحركة حرف الروي..
وبما أن شعر النقائض يعتمد على نقض المعنى المشتمل على معارف كثيرة فإنه لابد لشاعر النقائض من المعرفة التامة بمثالب القبائل وأنسابها وأيامها، حتى يتسنى له نقض كل ما يورده الشاعر الذي هجاه أو هجا قبيلته...ومن فحولة الشعراء في هذا الضرب من الشعر: الشاعران جريروالفرزدق...
*كان جريرمرسل العنان لا يعوقه قيد ،حاد الذهن ، خبيث اللسان، والفرزدق سليط اللسان،فاجر النفس متين الشعر،وسهل القافية، للإ ثنين نقائض عديده ، وهجاءات جمة ، أنقل لكم بعضٌ منها :
الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعزّ وأطولُ
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه ومجاشعٌ وأبو الفوارس نهشلِ
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم أبداً إذا عُد الفعال الأفضل ..
ـ يرد عليه جرير :
أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الأسفل
بيتٌ يُحمم قينكم بفنائه دنساً مقاعدهُ خبيثُ المدخل ِ
قُتل الزبير وأنت عاقد حبوةٍ تباً لحبوتك التي لم تحللِ
وافاك غدرك بالزبير على منى ومجرُ جعثنكم بذات الحرمل
بات الفرزدق يستجير لنفسه وعجان جعثن كالطريق المعمل ..
( جعثن أخت الفرزدق )
ـ الفرزدق :
حُلل الملوك لباسنا في أهلنا والسابغاتإلى الوغى نتسربل
ــ جرير :
لا تذكروا حُلل الملوك فإنكم بعد الزبيركحائضٍ لم تغسلِ
ـ ـ الفرزدق :
أحلامنا تزن الجبال رزانةً وتخالنا جُناً إذا لم نجهلُ
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم وإليه كان حباء جفنة يُنقلُ
إنا لنضربُ رأس كل قبيلةٍ وأبوك خلف أتانه يتقملُ
ـ ـ جرير :
كان الفرزدق إذ يعوذ بخالهِ مثل الذليل يعوذ تحت القرملِ
افخر بضبةَ أن أمك منهم ليس بن ضبةَ بالمعم المخولِ
ابلغ بني وقبان أن حلومهم خفت فلا يزنون حبة خردل..
فإذا سمع الشاعر المهجوتلك القصيدة نقضها ، أي نقض معانيها وفضح أكاذيبها ولا بد من اتفاق القصيدتين البادئة بالهجاء والمنقوضة في البحروحرف الروي وحركة حرف الروي..
وبما أن شعر النقائض يعتمد على نقض المعنى المشتمل على معارف كثيرة فإنه لابد لشاعر النقائض من المعرفة التامة بمثالب القبائل وأنسابها وأيامها، حتى يتسنى له نقض كل ما يورده الشاعر الذي هجاه أو هجا قبيلته...ومن فحولة الشعراء في هذا الضرب من الشعر: الشاعران جريروالفرزدق...
*كان جريرمرسل العنان لا يعوقه قيد ،حاد الذهن ، خبيث اللسان، والفرزدق سليط اللسان،فاجر النفس متين الشعر،وسهل القافية، للإ ثنين نقائض عديده ، وهجاءات جمة ، أنقل لكم بعضٌ منها :
الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعزّ وأطولُ
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه ومجاشعٌ وأبو الفوارس نهشلِ
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم أبداً إذا عُد الفعال الأفضل ..
ـ يرد عليه جرير :
أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الأسفل
بيتٌ يُحمم قينكم بفنائه دنساً مقاعدهُ خبيثُ المدخل ِ
قُتل الزبير وأنت عاقد حبوةٍ تباً لحبوتك التي لم تحللِ
وافاك غدرك بالزبير على منى ومجرُ جعثنكم بذات الحرمل
بات الفرزدق يستجير لنفسه وعجان جعثن كالطريق المعمل ..
( جعثن أخت الفرزدق )
ـ الفرزدق :
حُلل الملوك لباسنا في أهلنا والسابغاتإلى الوغى نتسربل
ــ جرير :
لا تذكروا حُلل الملوك فإنكم بعد الزبيركحائضٍ لم تغسلِ
ـ ـ الفرزدق :
أحلامنا تزن الجبال رزانةً وتخالنا جُناً إذا لم نجهلُ
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم وإليه كان حباء جفنة يُنقلُ
إنا لنضربُ رأس كل قبيلةٍ وأبوك خلف أتانه يتقملُ
ـ ـ جرير :
كان الفرزدق إذ يعوذ بخالهِ مثل الذليل يعوذ تحت القرملِ
افخر بضبةَ أن أمك منهم ليس بن ضبةَ بالمعم المخولِ
ابلغ بني وقبان أن حلومهم خفت فلا يزنون حبة خردل..
**المتنبي يهجو كافور الإخشيدي ، حاكم مصر:
عـيـدٌ بِـأيَّـةِ حـــالٍ عُـــدتَ يـــا عِـيــد *** ُبِـمـا مَـضَـى أَم لأَمْــرٍ فِـيـكَ تـجـدِيـدُ
أَمــــا الأَحِــبــةُ فـالـبَـيَـداءُ دُونَــهُـــمُ *** فَـلَـيـتَ دُونَـــكَ بَـيْــدًا دونَــهــا بِــيــدُ
لَولا العُلَى لم تجِبْ بِي ما أَجُوبُ بِها *** وَجـنــاءُ حَـــرْفٌ وَلا جَـــرْداءُ قَــيــدُودُ
وَكـانَ أطْيَـبَ مِــنْ سيـفِـي مَعانَـقَـة *** أَشْـبــاهُ رَونَــقــه الـغِـيــدُ الأَمـالِـيــدُ
لم يَتْرُكِ الدَهْرُ مِنْ قَلبـي وَلا كَبِـدي *** شَـيْـئــاً تتـيِّـمـهُ عَــيْــنٌ وَلا جــيـــد
يـاساقِيـيَّ أَخَـمـرٌ فــي كُؤوسِكـمـا *** أم فــي كُؤُوسِكُـمـا هَــمٌّ وتَسْـهِـيـدُ
أَصَـخْـرَةُ أَنــا مـــا لـــي لا تُحِـرِّكُـنـي *** هــذي الـمُـدامُ وَلا هــذي الأَغـارَيـدُ
إذا أَرَدْتُ كُـمَـيْــتَ الــلَّــوْنِ صـافِــيَــة *** ًوَجَدْتُـهـا وحَبِـيـبُ الـنَـفْـسِ مَـفـقُـودُ
مــاذا لَقِـيْـتُ مِــنَ الـدُنْـيـا وأَعْـجَـبُـه *** أنِّـي بِمـا أَنــا شــاكٍ مِـنْـهُ مَحـسُـود
أَمْـسَـيْـتُ أَرْوَحَ مُـثــرٍ خـازِنًــا ويَــــدًا *** أَنـــا الـغَـنِـيُّ وأَمــوالِــي الـمَـواعِـيـدُ
إِنّــــي نَــزَلــتُ بِـكَـذابِـيـنَ ضَـيـفُـهُـم *** ُعَـنِ القِـرَى وعَـنِ التَـرحـالِ مِـحـدُودُ
جُـودُ الرّجـالِ مـنَ الأَيْـدِي وَجُـودُهُـمُ *** مـنَ اللِـسـانِ فَــلا كَـانُـوا وَلاالـجـوُدُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن نفوسِهِـمِ *** إِلا وفـــي يـــدِهِ مِـــن نَتَـنِـهـا عُــــود
أكُلمـا اغْـتَـالَ عَـبـدُ الـسُـوءِ سـيـده *** َو خـانَـه فَـلَـهُ فـــي مـصــرَ تَمـهـيـد
صــار الخَـصِـي إِمــام الآبِـقـيـن بِـهــا *** فـالـحُـر مستـعـبَـد والـعَـبـدُ مَـعـبُـودُ
نـامَـت نواطِـيـرُ مِـصـرٍ عَــن ثَعالِـبِـهـا *** فقـد بَشِـمْـنَ ومــا تَفْـنـى العناقـيـدُ
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّصــالــحٍ بــــأخٍ *** لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود
لاتشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن *** ٍيُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ
وَلا تَوهـمـتُ أَن الـنـاس قَــدْ فُـقِـدُوا *** وأًن مِـثْــلَ أَبـــي البـيـضـاءِ مَــوجــودُ
وأَنَّ ذَاالأَسْــوَدَ المَثْـقـوبَ مـشْـفَـرُهُ *** تـطِـيـعُـهُ ذي الـعَـضـارِيـطُ الـرعـادِيــد
جَوعـانُ يأكـلُ مِـن زادي ويُمِسكُنـي *** لِـكَـي يُـقـالَ عَظِـيـمُ الـقـدرِ مَقـصُـودُ
وَيـلُـمِّـهـا خُــطَّـــةً وَيــلُـــم قـابـلِـهــا *** لِمِثْـلِـهـا خُــلِــقَ الـمـهـريَّـةُ الــقُــودُ
وعِندَهـا لَــذَّ طَـعْـم الـمـوتِ شـارِبُـهُ *** إِن الـمَـنِـيَّـةَ عِــنْــدَ الــــذُلّ قِـنـديــدُ
مَن علَّـم الأسـودَ المَخْصِـيَّ مكرُمـة *** أَقَـومُــهُ الـبِـيـضُ أَمْ آبــــاؤهُ الـصِـيــدُ
أم أُذْنُــه فــي يــدِ النّـخَّـاسِ دامِـيــةً *** أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلـسَـيْـنِ مَـــردُودُ
أولَـــى الـلِـئــام كُـوَيـفـيـرٌ بِـمَـعــذِرَة *** فـي كُـلِّ لُـؤْم وبَـعـض الـعُـذْرِتَفنِـيـدُ
وَذاك أن الـفـحـولَ الـبِـيـضَ عـاجِــزَة *** عنِ الجَميلِ فكَيـفَ الخِصْيَـةُ السُـودُ
غريب المعاني
(2) البيداء : الصحراء ، و جمعها بيدٌ ، و دون الشىء : أى بينى و بينه
(3) وجناء : الناقة الشديدة ، حرف’ : الناقةالضامرةالصلبة، جرداء : الفرس القصيرة الشعر ، قيدود’ : الطويلة العنق
(4) غيد’ : جمع غاده و هى المتثنيه ليناً ، الأماليد : جمع أملود ، و أملوده هى الناعمه المستوية القوام
(5) جيد : العنق ، تيمه : استعبده ، و المتيم بالشىء : العاشق الولِه
(6) تسهيد : السهر ، و مخاطبته لساقيين عاده عربيه قديمه
(7) المدام : الخمر ، الأغاريد : الأغانى و مفردها أغروده
8) كمَيْت : اللون الأحمر فيه سواد ، و أراد الشاعر بها الخمر الجيده الفاخره
(9) ماذا : أراد بها الشاعر تعظيم ما لقاه فى تلك الدنيا
(10) أروح : اسم تفضيل من الراحه ، أى أكثرهم راحه ، مثرِ : الواسع الثراء أى أن الشاعر كثير الغَناء و لكنه مستريح من نقل المال و تخزينه حيث أن كل ثروته هى مواعيد ( كافور الاخشيدى )
(11) القِرى : اكرام الضيف ، الترحال : السفر و المغادره
(12) جود : الكرم ، فلا كانوا و لا الجود : يدعو الشاعر علي كافور الاخشيدى و على عطاياه
(13) عود : خشبة
(14) عبد السؤ : كافور ، سيده : يتحدث الشاعر عن الملك الصغير ابن (محمد بن طغج الاخشيدى ) حيث اعتلى كافور العرش بعد مماته
(15) الآبق : العبد الهارب من سيده
(16) نواطير مصر : قصد بذلك ساداتها و أشرافها ، ثعالبها : أردا بذلك كافور و أعوانه ، بشم : أخذته تخمه من كثرة الأكل ، العناقيد: أراد بها خيرات مصر المسلوبه
(18) مناكيد : جمع منكود أى قليل الخير
(19) محمود : مشكور ، أحسب : أظن
(20) أبى البيضاء : كنا الشاعر كافور بأبى البيضاء هزؤاً به
(21) مِشفر : شفة البعير ، العضاريط : جمع عضروط و هو الذى يخدم بطعامه ، الرعاديد : الجبناء و هى جمع رعديد
(22) مقصود : يقصده الناس و يأتون اليه
(23) ويلمها : كلمة تعجب أصلها وي لأمها ، قابلها : أى قابل تلك الخطه ، المهرية : منسوبه الى ( مهره ابن حيدان ) و هو أبو قبيله تشتهر بالأبل ، القود : الطوال الظهور أى الابل طويلة الظهر
(24) لذَّ : استلذ و استمتع ، المنية : الموت ، قنديد : عسل قصب السكر
(25) مكرمةً : كرم الأخلاق ، الصيد : جمع أصيد و هو الملك العظيم ، البيض : استهزاء بكافور العبد الأسود
(26) النخاس : تاجر العبيد ، دامية : تقطر دماً ، قدره’ :شأنه و مقامه ، مردود : مرتجع
(27) كويفير : تصغير كافور للاستهانه ، تفنيد : لوم و تقريع
شرح القصيدة :
تَصَوَّرَ أبو الطيب رجلاً يبارك له بمَقْدم العيد ، ويهنئه بحلوله ، ويتمنى له دوام الصحة والعافية والعمر الطويل .
وبرزت على وجه الشاعر إماراتُ الأسى ، وعلامات القهر والذل ، وراح يسأل نفسه ، أو يقول لصاحبه : أتهنّئني بالعيد ، وأيَّ عيد تَعني ؟ وهل نحن نعيش فرحة العيد كما يجب أن تكون الفرحة ، ونستقبل العيد كما يجب أن يُستقبل ؟؟ وبماذا نفرح ، بل لماذا ، هل نحن بخير ، هل نحن بنعمى ، هل نحن إلا مضطهدون حيارى ضائعون ، في العتمات نصحو وننام ؟
ولماذا العيد ؟ بأية حال عدْتَ يا هذا العيد ! أعدت بالذل والهوان والعَسْف والقهر والكذب وألوان البلايا كعهدي بك ، تحملها لي في كل قدوم ، أم جئت تحمل جديداً وفرحاً وبشرى ؟؟
أنا لا أظنُّك تعرف الخير ولا الفرح .. فأنت أنت.. في الماضي وفي الحاضر .. وغداً إلى نهاية الزمان ..
أين أهلي ؟ أين أصحابي ؟ أين أحبتي ؟ أين أصفيائي ؟ أين فرحي ؟ أين هناء أيامي ؟ أنت لا تعرفها يا عيد ! وأنت لا تحمِلها ! وأنت لا تبشِّرني بقدومها ! إذن !! فلْتخسأْ يا عيد !
ولْتذهبْ إلى غير عودة .. ولأبقَ أنا الضائعَ الغريبَ الباكي .. في أرض التيه وصحراء الضياع ، وضياع فرحة العيد .
عدْ أيها العيد من حيث قدمت ، أنا لا أريدك ، ولا أحبك ، ولتكن كل مسافات الدنيا ، وصحراواتها فاصلاً بيني وبينك !
سأبقى أنا رجلَ المعالي ، وطالبَ العز والمجد والشموخ . ولولا العلا لم أمتَط صهوة جواد أصيل ، أو ظهر ناقة قوية شديدة التحمل ، وأقطع المسافات ، وأجوب الأرجاء ولو حملت غير ذلك لهجرت السيف البتار ، وركنت إلى زاوية أتعاطى الحب والمُدام مع غادة غراءَ فرعاءَ مصقولٍ عوارضُها ، وعبَبْت اللذات ، ونهبت الشهوات ..
ولكن أوّاه .. ثمَّ أوّاه !!
هل أصلح أنا لتلك الأمور ، بل هل أبقى ليَ الزمان من قلبي وكبدي شيئاً تتيِّمه عين ، أو يسحره جيد ؟
لقد غدوتُ بالياً في كلّ شيء .. فلا عيدَ .. ولا فرحَ .. ولا حبَّ .. ولا عين َ .. ولا جيدَ .. تَصلُح لي ،
أو أَصلحُ لها ..
وراح الشاعر يَشرَق بالدمع ، ويهزّ رأسه المطرقَ ذات اليمين وذات الشمال ، وهو يسيل بالأسى والألم ، ويغمغم سائلاً ساقييه الجالسين عن يمينٍ وشمال ، يملأان له الكأسَ بعد الكأس ، ويسقيانه خمرة صافية ، علّه يسلو أو ينسى .. يا ساقِيَيَّ ! ماذا تسقياني ؟ أخمر في كؤوسكما أم همٌّ وسهاد وعذابٌ فيهما ؟ ,,
والعهد بالخمر أنها تُنْسي وتُسْلي ، ولكنْ ما بال خمرتكما ؟ هل انقلبت أو استحالت إلى شراب يزيد الهم ويكوي الفؤاد ؟
أتُرى هي الخمرة التي ما عادت تفعل شيئاً أو تؤثر في نفس شاربها أم أن الشارب هو الذي استحال وتغير ؟ أتُراني أصبحتُ صخرة ، لا تحس ، ولا تشعر ، ولا تسكر ، ولا تطرب ، ولا تسمع ، ولا تتأثر ؟
ما لي تغيرتُ كلَّ هذا التغير .. ومالي استحلت إلى هذه الطبيعة ؟ لماذا أطلب الخمرة ووسيلة اللذة فأراها ، وأصِل إليها ، وأسأل عن حبيبي - سيف الدولة - ؟ عن قرّة عيني فلا أرى له وجوداً ؟؟
عذابٌ أنتِ يا هذه الحياة .. لم أعش سروركِ يوماً .. وهل تعرفين يا حياةُ معنى السرور؟ وكذلك أنا لم
أفارق النكدَ والمصائبَ يوماً ، بل لم تفارقني هي .. والعجيبُ الغريب أنّ الناس يحسدونني على ما أنا فيه
من عذابٍ وشكوى ..
إنّ المضحك في هذه الدنيا انقلابُ الأمور ، وانعكاس المفاهيم ، يظنون أني بلغت الراحة العظمى ، وامتلأت خزائني وجيوبي بالأحمر والأصفر والدينار والغوالي ..وهم على حق فيما يظنون ، ولكن خزائني وجيوبي ودنانيري وأحمري وأصفري مواعيدُ عرقوب ، وأكاذيب حاكم حقير ..
وحين وصل الشاعر إلى بيان حاله الحاضر .. غلى مرجله النفسي ، وراح يقذف باللهب والحمم ، ويحرق كل ما حواليه ..
لقد نزلتُ بأرض الكذابين ، المخادعين .. وإذا أردتَ تفصيلاً ، أو بعضَ تفصيل عن كذبهم وحقارتهم فاعلمْ أن أول صفة لهم أن ضيفهم لا هو بالمكرَّم الذي يُقدَّم له طعامٌ أو شرابٌ أو مأوى ، ولا يُسمَح له أن يضرب في الأرض يلتمس طعاماً أو شراباً أو مأوى .. إنهم لا يرحمونه ، ولا يتركون رحمة الله تنزل عليه ..
هل رأيت أحقرَ من هؤلاء وأسفل وأحط وأدنـى ؟
كذابون كلهم .. وأقل ما تجد من كذبهم أنهم يدّعون الكرم والسخاء ، ويعِدون المواعيد ، ويؤمِّلون الأماني ، ويبنون لك في الخيال ألف قصر وقصر .. وتلك جميعاً ألفاظ بألفاظ ، لا حقيقة لها ولا واقع .. جودهم بألسنتهم وأقوالهم .. يقولون ما لا يفعلون لا بارك الله فيهم ولا فى كرمهم..
هل رأيت أنتنَ منهم وأقذر معاملةً ونفساً وروحاً وخُبْثَ طَوِيَّة ؟
تصورْ أن مَلَك الموت حين يأتي لقبض روح أحدهم يشمئز من كريه ريحها ، ونجاسة مادتها ، فيلتقطها بملقط طويل الذراعين ، ويسد خياشيمه حين خروجها اتقاءً من كراهية رائحتها ..
ويلٌ لهذه البلاد ، وويلٌ لهؤلاء العباد .. كم يصبرون على الهوان ويركنون إلى الذل ويرضون بالخضوع والانكسار !
وكلما قفز عبد حقير على سيده واغتاله نصّب نفسه سيداً مكانه ، وأعلن للملأ هذه السيادة الجديدة ، فسمعوا له وأطاعوا ، وذلوا وخضعوا !!
يالَسخرية المقادير ! ويالَعجائب الحياة !! لقد صار العبد الخصيُّ الأسود ، الهارب من أسياده قائدَ البلد ، وحاكم المدينة ، ورئيس الناس .. استعبد الأحرار ، وسوّد العبيد.. استخف قومَه فأطاعوه . لقد جعل عاليَها سافلَها .. وقلَب الأمور ، وغيّر الموازين ، وبدّل الدنيا غير الدنيا
ويحَ مصر ! وما دهاها !! خيرها يعُمُّ الدنيا ، وزادها يُشبِع العالمين ، وقطافها يملأ السلال والغلال ، لقد تسلطت عليها الذئاب والثعالب ، وراحوا يسرقون كل خيراتها وينعمون بها ، وقد بشمْنَ من كثرة السلب والأكل ، ومصر ما تزال تعطي وتعطي ..
لقد نام حراس مصر عن حمايتها ، ورقدوا هانئين مطمئنين ، وراحت الثعالب تغتنمها فرصةً للانقضاض على كل خيراتها ، وكان لها ذلك .. وما زال حرّاس مصر في هجوعهم سادرين … واهاً لمصر .. كم هي مبتلاةٌ بثعالبها وبنواطيرها !
وتستمر ثورة البركان في الاندفاع ، فيرى العبدَ كافوراً وحده في هذه الحياة ، ويرى الأذى والشرَّ في الدنيا قد تمثلت فيه وحدَه ، ويصب جامَ غضبه على العبيد جميعاً ، ممثَّلين بشخص كافور .. ويبدأ بإرسال الحكمة تِلْوَ الحكمة في شأن العبيد .. فيقول : إياك إياك أن تغترَّ بأُخُوّة بني آدم . وإياك أن تؤمن أن الأبيض أخو الأسود ، وأن الحر أخو العبد ، وأن الإنسان أخو الإنسان ..
لا .. لا .. مُحالٌ هذا ، وليس صحيحاً ذلك أبداً ، فالعبدُ عبدٌ ، وسيبقى عبداً ولو تزيّا العبد بزِيِّ الحر ، ولو وُلِد في بيت الأحرار ، ولو تصور بكل صوَر الأحرار .. فسيبقى عبداً ذليلاً حقيراً إلى الأبد ..
وإذا اشتريت عبداً لخدمتك ، أو لتحرث عليه ، أو تفلح ، أو تزرع ، أو تركب ، فاشتر في الوقت ذاته عصاً غليظة ، لتُلهب جسده بها ، وتسلخَ جلده عن لحمه .. فالعبيد أنجاس أينما وجدوا ، وحيثما حلّوا ، ورحلوا .. وكافور الإخشيدي على رأسهم وزعيمُهم ..
ويلتفت المتنبي إلى نفسه ، وينظر فيما آل إليه أمره بعد قدومه هذه الديار ، ويستغرب أن ترميَ به المقادير إلى هذا المصير ، إذ لم يحسب أنه سيأتي عليه زمان يسيء إليه فيه عبد ، ثم يمدحه الناس ويشكرونه على هذه الإساءة ، ولم يَدُر في خَلَده أن الرجال الكرام قد فُقدوا من هذا الوجود ، وغابوا عن الأعين ، ولم يبق في الساحة إلا ذلك الأسودُ المأفون .. ذلك العبد الذي شقَّ له أسياده شفَته ليربطوه بها ، كما يُربط البعير وكل حيوان .
لم يتوهمْ أن هذا الشفاهيَّ سيسود الناس ، ويحكم الرجال والبلاد والعباد ، ويطيعونه ويأتمرون بأمره ، ويصفونه بالكريم ، وهو في الحقيقة يأكل حقوق الآخرين ، ويأبى عليهم أن يصلوا إليها ، ويتمتعوا بها
وعند هذه النقطة الحرجة من وصف هؤلاء القوم راح أبو الطيب يشتم هذه السياسة ، ويسب هذه الخطةَ وراسميها والقائمين عليها ، ويدعو إلى امتطاء صهوات الخيل وإشهار السيوف ، وتقتيلِ كلِّ من يقبَلها ، أو يقول بها ، أو يرضاها لنفسه .
وإذا قُتِل المرء وهو يحارب مثل هذه الخباثات فإن ميتته مشرفة ، وإن لشهادته طعمَ العسل ولذيذَ الشراب .
ومن جديد ..
يعود الشاعر إلى السؤال الكبير الذي حيّره وحيّر العالمين ، ولم يجد له جواباً شافياً .. يتلخص في رغبته
أن يعرف : مَن علّم الأسودَ المخصيَّ الذي انتزع أسياده منه عنوانَ الفحولة والرجولة .. مَن علّمه طريق المكارم ، مَن دلَّه على قيادة الناس ، مَن أتاح له فرصة الظهور والتعالي ، مَن سوّده على البلاد والعباد .. مَن هم هؤلاء ؟ أتُراهم أبناءُ جِلدته السود ، أم هم العبيد ، الأرقاء ، الأذلاء ؟
لا .. لا.. ما أهلُه همُ الذين علموه هذه العزة ، بل هم النخّاسون الذين يتاجرون بالأرقاء والعبيد ، والذين يربطونهم بالحبال من أعناقهم ، أو آذانهم ، أو أنوفهم ، أو شفاههم ، والذين يفرِكون آذانهم كلّما تحرّكوا حركةً غيرَ عادية .
بلى !! هم النخاسون .. أو لعلهم المشترون الذين يساومون في أثمانهم عند تقويم أثمانهم .. والذين لا يدفعون ثمن الواحد من هؤلاء أكثر من فَلسَيْنِ قيمةً وثمناً ..
أما أنا !
فأعذرك يا كافور .. لأنّك رُبِّيتَ في المهانة ، ورضعت من مراضع الذل والقهر .. والذي يتربى في هذه المرابي يكون معذوراً إن كان من البيض ، أو كان من الفحول ذوي البشَرة البيضاء ، ويُعذر أكثر إذا كان مخصياً ، أسودَ الوجه كالليل ، أسودَ البشَرة كفعاله وأصوله .
عـيـدٌ بِـأيَّـةِ حـــالٍ عُـــدتَ يـــا عِـيــد *** ُبِـمـا مَـضَـى أَم لأَمْــرٍ فِـيـكَ تـجـدِيـدُ
أَمــــا الأَحِــبــةُ فـالـبَـيَـداءُ دُونَــهُـــمُ *** فَـلَـيـتَ دُونَـــكَ بَـيْــدًا دونَــهــا بِــيــدُ
لَولا العُلَى لم تجِبْ بِي ما أَجُوبُ بِها *** وَجـنــاءُ حَـــرْفٌ وَلا جَـــرْداءُ قَــيــدُودُ
وَكـانَ أطْيَـبَ مِــنْ سيـفِـي مَعانَـقَـة *** أَشْـبــاهُ رَونَــقــه الـغِـيــدُ الأَمـالِـيــدُ
لم يَتْرُكِ الدَهْرُ مِنْ قَلبـي وَلا كَبِـدي *** شَـيْـئــاً تتـيِّـمـهُ عَــيْــنٌ وَلا جــيـــد
يـاساقِيـيَّ أَخَـمـرٌ فــي كُؤوسِكـمـا *** أم فــي كُؤُوسِكُـمـا هَــمٌّ وتَسْـهِـيـدُ
أَصَـخْـرَةُ أَنــا مـــا لـــي لا تُحِـرِّكُـنـي *** هــذي الـمُـدامُ وَلا هــذي الأَغـارَيـدُ
إذا أَرَدْتُ كُـمَـيْــتَ الــلَّــوْنِ صـافِــيَــة *** ًوَجَدْتُـهـا وحَبِـيـبُ الـنَـفْـسِ مَـفـقُـودُ
مــاذا لَقِـيْـتُ مِــنَ الـدُنْـيـا وأَعْـجَـبُـه *** أنِّـي بِمـا أَنــا شــاكٍ مِـنْـهُ مَحـسُـود
أَمْـسَـيْـتُ أَرْوَحَ مُـثــرٍ خـازِنًــا ويَــــدًا *** أَنـــا الـغَـنِـيُّ وأَمــوالِــي الـمَـواعِـيـدُ
إِنّــــي نَــزَلــتُ بِـكَـذابِـيـنَ ضَـيـفُـهُـم *** ُعَـنِ القِـرَى وعَـنِ التَـرحـالِ مِـحـدُودُ
جُـودُ الرّجـالِ مـنَ الأَيْـدِي وَجُـودُهُـمُ *** مـنَ اللِـسـانِ فَــلا كَـانُـوا وَلاالـجـوُدُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن نفوسِهِـمِ *** إِلا وفـــي يـــدِهِ مِـــن نَتَـنِـهـا عُــــود
أكُلمـا اغْـتَـالَ عَـبـدُ الـسُـوءِ سـيـده *** َو خـانَـه فَـلَـهُ فـــي مـصــرَ تَمـهـيـد
صــار الخَـصِـي إِمــام الآبِـقـيـن بِـهــا *** فـالـحُـر مستـعـبَـد والـعَـبـدُ مَـعـبُـودُ
نـامَـت نواطِـيـرُ مِـصـرٍ عَــن ثَعالِـبِـهـا *** فقـد بَشِـمْـنَ ومــا تَفْـنـى العناقـيـدُ
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّصــالــحٍ بــــأخٍ *** لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود
لاتشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن *** ٍيُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ
وَلا تَوهـمـتُ أَن الـنـاس قَــدْ فُـقِـدُوا *** وأًن مِـثْــلَ أَبـــي البـيـضـاءِ مَــوجــودُ
وأَنَّ ذَاالأَسْــوَدَ المَثْـقـوبَ مـشْـفَـرُهُ *** تـطِـيـعُـهُ ذي الـعَـضـارِيـطُ الـرعـادِيــد
جَوعـانُ يأكـلُ مِـن زادي ويُمِسكُنـي *** لِـكَـي يُـقـالَ عَظِـيـمُ الـقـدرِ مَقـصُـودُ
وَيـلُـمِّـهـا خُــطَّـــةً وَيــلُـــم قـابـلِـهــا *** لِمِثْـلِـهـا خُــلِــقَ الـمـهـريَّـةُ الــقُــودُ
وعِندَهـا لَــذَّ طَـعْـم الـمـوتِ شـارِبُـهُ *** إِن الـمَـنِـيَّـةَ عِــنْــدَ الــــذُلّ قِـنـديــدُ
مَن علَّـم الأسـودَ المَخْصِـيَّ مكرُمـة *** أَقَـومُــهُ الـبِـيـضُ أَمْ آبــــاؤهُ الـصِـيــدُ
أم أُذْنُــه فــي يــدِ النّـخَّـاسِ دامِـيــةً *** أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلـسَـيْـنِ مَـــردُودُ
أولَـــى الـلِـئــام كُـوَيـفـيـرٌ بِـمَـعــذِرَة *** فـي كُـلِّ لُـؤْم وبَـعـض الـعُـذْرِتَفنِـيـدُ
وَذاك أن الـفـحـولَ الـبِـيـضَ عـاجِــزَة *** عنِ الجَميلِ فكَيـفَ الخِصْيَـةُ السُـودُ
غريب المعاني
(2) البيداء : الصحراء ، و جمعها بيدٌ ، و دون الشىء : أى بينى و بينه
(3) وجناء : الناقة الشديدة ، حرف’ : الناقةالضامرةالصلبة، جرداء : الفرس القصيرة الشعر ، قيدود’ : الطويلة العنق
(4) غيد’ : جمع غاده و هى المتثنيه ليناً ، الأماليد : جمع أملود ، و أملوده هى الناعمه المستوية القوام
(5) جيد : العنق ، تيمه : استعبده ، و المتيم بالشىء : العاشق الولِه
(6) تسهيد : السهر ، و مخاطبته لساقيين عاده عربيه قديمه
(7) المدام : الخمر ، الأغاريد : الأغانى و مفردها أغروده
8) كمَيْت : اللون الأحمر فيه سواد ، و أراد الشاعر بها الخمر الجيده الفاخره
(9) ماذا : أراد بها الشاعر تعظيم ما لقاه فى تلك الدنيا
(10) أروح : اسم تفضيل من الراحه ، أى أكثرهم راحه ، مثرِ : الواسع الثراء أى أن الشاعر كثير الغَناء و لكنه مستريح من نقل المال و تخزينه حيث أن كل ثروته هى مواعيد ( كافور الاخشيدى )
(11) القِرى : اكرام الضيف ، الترحال : السفر و المغادره
(12) جود : الكرم ، فلا كانوا و لا الجود : يدعو الشاعر علي كافور الاخشيدى و على عطاياه
(13) عود : خشبة
(14) عبد السؤ : كافور ، سيده : يتحدث الشاعر عن الملك الصغير ابن (محمد بن طغج الاخشيدى ) حيث اعتلى كافور العرش بعد مماته
(15) الآبق : العبد الهارب من سيده
(16) نواطير مصر : قصد بذلك ساداتها و أشرافها ، ثعالبها : أردا بذلك كافور و أعوانه ، بشم : أخذته تخمه من كثرة الأكل ، العناقيد: أراد بها خيرات مصر المسلوبه
(18) مناكيد : جمع منكود أى قليل الخير
(19) محمود : مشكور ، أحسب : أظن
(20) أبى البيضاء : كنا الشاعر كافور بأبى البيضاء هزؤاً به
(21) مِشفر : شفة البعير ، العضاريط : جمع عضروط و هو الذى يخدم بطعامه ، الرعاديد : الجبناء و هى جمع رعديد
(22) مقصود : يقصده الناس و يأتون اليه
(23) ويلمها : كلمة تعجب أصلها وي لأمها ، قابلها : أى قابل تلك الخطه ، المهرية : منسوبه الى ( مهره ابن حيدان ) و هو أبو قبيله تشتهر بالأبل ، القود : الطوال الظهور أى الابل طويلة الظهر
(24) لذَّ : استلذ و استمتع ، المنية : الموت ، قنديد : عسل قصب السكر
(25) مكرمةً : كرم الأخلاق ، الصيد : جمع أصيد و هو الملك العظيم ، البيض : استهزاء بكافور العبد الأسود
(26) النخاس : تاجر العبيد ، دامية : تقطر دماً ، قدره’ :شأنه و مقامه ، مردود : مرتجع
(27) كويفير : تصغير كافور للاستهانه ، تفنيد : لوم و تقريع
شرح القصيدة :
تَصَوَّرَ أبو الطيب رجلاً يبارك له بمَقْدم العيد ، ويهنئه بحلوله ، ويتمنى له دوام الصحة والعافية والعمر الطويل .
وبرزت على وجه الشاعر إماراتُ الأسى ، وعلامات القهر والذل ، وراح يسأل نفسه ، أو يقول لصاحبه : أتهنّئني بالعيد ، وأيَّ عيد تَعني ؟ وهل نحن نعيش فرحة العيد كما يجب أن تكون الفرحة ، ونستقبل العيد كما يجب أن يُستقبل ؟؟ وبماذا نفرح ، بل لماذا ، هل نحن بخير ، هل نحن بنعمى ، هل نحن إلا مضطهدون حيارى ضائعون ، في العتمات نصحو وننام ؟
ولماذا العيد ؟ بأية حال عدْتَ يا هذا العيد ! أعدت بالذل والهوان والعَسْف والقهر والكذب وألوان البلايا كعهدي بك ، تحملها لي في كل قدوم ، أم جئت تحمل جديداً وفرحاً وبشرى ؟؟
أنا لا أظنُّك تعرف الخير ولا الفرح .. فأنت أنت.. في الماضي وفي الحاضر .. وغداً إلى نهاية الزمان ..
أين أهلي ؟ أين أصحابي ؟ أين أحبتي ؟ أين أصفيائي ؟ أين فرحي ؟ أين هناء أيامي ؟ أنت لا تعرفها يا عيد ! وأنت لا تحمِلها ! وأنت لا تبشِّرني بقدومها ! إذن !! فلْتخسأْ يا عيد !
ولْتذهبْ إلى غير عودة .. ولأبقَ أنا الضائعَ الغريبَ الباكي .. في أرض التيه وصحراء الضياع ، وضياع فرحة العيد .
عدْ أيها العيد من حيث قدمت ، أنا لا أريدك ، ولا أحبك ، ولتكن كل مسافات الدنيا ، وصحراواتها فاصلاً بيني وبينك !
سأبقى أنا رجلَ المعالي ، وطالبَ العز والمجد والشموخ . ولولا العلا لم أمتَط صهوة جواد أصيل ، أو ظهر ناقة قوية شديدة التحمل ، وأقطع المسافات ، وأجوب الأرجاء ولو حملت غير ذلك لهجرت السيف البتار ، وركنت إلى زاوية أتعاطى الحب والمُدام مع غادة غراءَ فرعاءَ مصقولٍ عوارضُها ، وعبَبْت اللذات ، ونهبت الشهوات ..
ولكن أوّاه .. ثمَّ أوّاه !!
هل أصلح أنا لتلك الأمور ، بل هل أبقى ليَ الزمان من قلبي وكبدي شيئاً تتيِّمه عين ، أو يسحره جيد ؟
لقد غدوتُ بالياً في كلّ شيء .. فلا عيدَ .. ولا فرحَ .. ولا حبَّ .. ولا عين َ .. ولا جيدَ .. تَصلُح لي ،
أو أَصلحُ لها ..
وراح الشاعر يَشرَق بالدمع ، ويهزّ رأسه المطرقَ ذات اليمين وذات الشمال ، وهو يسيل بالأسى والألم ، ويغمغم سائلاً ساقييه الجالسين عن يمينٍ وشمال ، يملأان له الكأسَ بعد الكأس ، ويسقيانه خمرة صافية ، علّه يسلو أو ينسى .. يا ساقِيَيَّ ! ماذا تسقياني ؟ أخمر في كؤوسكما أم همٌّ وسهاد وعذابٌ فيهما ؟ ,,
والعهد بالخمر أنها تُنْسي وتُسْلي ، ولكنْ ما بال خمرتكما ؟ هل انقلبت أو استحالت إلى شراب يزيد الهم ويكوي الفؤاد ؟
أتُرى هي الخمرة التي ما عادت تفعل شيئاً أو تؤثر في نفس شاربها أم أن الشارب هو الذي استحال وتغير ؟ أتُراني أصبحتُ صخرة ، لا تحس ، ولا تشعر ، ولا تسكر ، ولا تطرب ، ولا تسمع ، ولا تتأثر ؟
ما لي تغيرتُ كلَّ هذا التغير .. ومالي استحلت إلى هذه الطبيعة ؟ لماذا أطلب الخمرة ووسيلة اللذة فأراها ، وأصِل إليها ، وأسأل عن حبيبي - سيف الدولة - ؟ عن قرّة عيني فلا أرى له وجوداً ؟؟
عذابٌ أنتِ يا هذه الحياة .. لم أعش سروركِ يوماً .. وهل تعرفين يا حياةُ معنى السرور؟ وكذلك أنا لم
أفارق النكدَ والمصائبَ يوماً ، بل لم تفارقني هي .. والعجيبُ الغريب أنّ الناس يحسدونني على ما أنا فيه
من عذابٍ وشكوى ..
إنّ المضحك في هذه الدنيا انقلابُ الأمور ، وانعكاس المفاهيم ، يظنون أني بلغت الراحة العظمى ، وامتلأت خزائني وجيوبي بالأحمر والأصفر والدينار والغوالي ..وهم على حق فيما يظنون ، ولكن خزائني وجيوبي ودنانيري وأحمري وأصفري مواعيدُ عرقوب ، وأكاذيب حاكم حقير ..
وحين وصل الشاعر إلى بيان حاله الحاضر .. غلى مرجله النفسي ، وراح يقذف باللهب والحمم ، ويحرق كل ما حواليه ..
لقد نزلتُ بأرض الكذابين ، المخادعين .. وإذا أردتَ تفصيلاً ، أو بعضَ تفصيل عن كذبهم وحقارتهم فاعلمْ أن أول صفة لهم أن ضيفهم لا هو بالمكرَّم الذي يُقدَّم له طعامٌ أو شرابٌ أو مأوى ، ولا يُسمَح له أن يضرب في الأرض يلتمس طعاماً أو شراباً أو مأوى .. إنهم لا يرحمونه ، ولا يتركون رحمة الله تنزل عليه ..
هل رأيت أحقرَ من هؤلاء وأسفل وأحط وأدنـى ؟
كذابون كلهم .. وأقل ما تجد من كذبهم أنهم يدّعون الكرم والسخاء ، ويعِدون المواعيد ، ويؤمِّلون الأماني ، ويبنون لك في الخيال ألف قصر وقصر .. وتلك جميعاً ألفاظ بألفاظ ، لا حقيقة لها ولا واقع .. جودهم بألسنتهم وأقوالهم .. يقولون ما لا يفعلون لا بارك الله فيهم ولا فى كرمهم..
هل رأيت أنتنَ منهم وأقذر معاملةً ونفساً وروحاً وخُبْثَ طَوِيَّة ؟
تصورْ أن مَلَك الموت حين يأتي لقبض روح أحدهم يشمئز من كريه ريحها ، ونجاسة مادتها ، فيلتقطها بملقط طويل الذراعين ، ويسد خياشيمه حين خروجها اتقاءً من كراهية رائحتها ..
ويلٌ لهذه البلاد ، وويلٌ لهؤلاء العباد .. كم يصبرون على الهوان ويركنون إلى الذل ويرضون بالخضوع والانكسار !
وكلما قفز عبد حقير على سيده واغتاله نصّب نفسه سيداً مكانه ، وأعلن للملأ هذه السيادة الجديدة ، فسمعوا له وأطاعوا ، وذلوا وخضعوا !!
يالَسخرية المقادير ! ويالَعجائب الحياة !! لقد صار العبد الخصيُّ الأسود ، الهارب من أسياده قائدَ البلد ، وحاكم المدينة ، ورئيس الناس .. استعبد الأحرار ، وسوّد العبيد.. استخف قومَه فأطاعوه . لقد جعل عاليَها سافلَها .. وقلَب الأمور ، وغيّر الموازين ، وبدّل الدنيا غير الدنيا
ويحَ مصر ! وما دهاها !! خيرها يعُمُّ الدنيا ، وزادها يُشبِع العالمين ، وقطافها يملأ السلال والغلال ، لقد تسلطت عليها الذئاب والثعالب ، وراحوا يسرقون كل خيراتها وينعمون بها ، وقد بشمْنَ من كثرة السلب والأكل ، ومصر ما تزال تعطي وتعطي ..
لقد نام حراس مصر عن حمايتها ، ورقدوا هانئين مطمئنين ، وراحت الثعالب تغتنمها فرصةً للانقضاض على كل خيراتها ، وكان لها ذلك .. وما زال حرّاس مصر في هجوعهم سادرين … واهاً لمصر .. كم هي مبتلاةٌ بثعالبها وبنواطيرها !
وتستمر ثورة البركان في الاندفاع ، فيرى العبدَ كافوراً وحده في هذه الحياة ، ويرى الأذى والشرَّ في الدنيا قد تمثلت فيه وحدَه ، ويصب جامَ غضبه على العبيد جميعاً ، ممثَّلين بشخص كافور .. ويبدأ بإرسال الحكمة تِلْوَ الحكمة في شأن العبيد .. فيقول : إياك إياك أن تغترَّ بأُخُوّة بني آدم . وإياك أن تؤمن أن الأبيض أخو الأسود ، وأن الحر أخو العبد ، وأن الإنسان أخو الإنسان ..
لا .. لا .. مُحالٌ هذا ، وليس صحيحاً ذلك أبداً ، فالعبدُ عبدٌ ، وسيبقى عبداً ولو تزيّا العبد بزِيِّ الحر ، ولو وُلِد في بيت الأحرار ، ولو تصور بكل صوَر الأحرار .. فسيبقى عبداً ذليلاً حقيراً إلى الأبد ..
وإذا اشتريت عبداً لخدمتك ، أو لتحرث عليه ، أو تفلح ، أو تزرع ، أو تركب ، فاشتر في الوقت ذاته عصاً غليظة ، لتُلهب جسده بها ، وتسلخَ جلده عن لحمه .. فالعبيد أنجاس أينما وجدوا ، وحيثما حلّوا ، ورحلوا .. وكافور الإخشيدي على رأسهم وزعيمُهم ..
ويلتفت المتنبي إلى نفسه ، وينظر فيما آل إليه أمره بعد قدومه هذه الديار ، ويستغرب أن ترميَ به المقادير إلى هذا المصير ، إذ لم يحسب أنه سيأتي عليه زمان يسيء إليه فيه عبد ، ثم يمدحه الناس ويشكرونه على هذه الإساءة ، ولم يَدُر في خَلَده أن الرجال الكرام قد فُقدوا من هذا الوجود ، وغابوا عن الأعين ، ولم يبق في الساحة إلا ذلك الأسودُ المأفون .. ذلك العبد الذي شقَّ له أسياده شفَته ليربطوه بها ، كما يُربط البعير وكل حيوان .
لم يتوهمْ أن هذا الشفاهيَّ سيسود الناس ، ويحكم الرجال والبلاد والعباد ، ويطيعونه ويأتمرون بأمره ، ويصفونه بالكريم ، وهو في الحقيقة يأكل حقوق الآخرين ، ويأبى عليهم أن يصلوا إليها ، ويتمتعوا بها
وعند هذه النقطة الحرجة من وصف هؤلاء القوم راح أبو الطيب يشتم هذه السياسة ، ويسب هذه الخطةَ وراسميها والقائمين عليها ، ويدعو إلى امتطاء صهوات الخيل وإشهار السيوف ، وتقتيلِ كلِّ من يقبَلها ، أو يقول بها ، أو يرضاها لنفسه .
وإذا قُتِل المرء وهو يحارب مثل هذه الخباثات فإن ميتته مشرفة ، وإن لشهادته طعمَ العسل ولذيذَ الشراب .
ومن جديد ..
يعود الشاعر إلى السؤال الكبير الذي حيّره وحيّر العالمين ، ولم يجد له جواباً شافياً .. يتلخص في رغبته
أن يعرف : مَن علّم الأسودَ المخصيَّ الذي انتزع أسياده منه عنوانَ الفحولة والرجولة .. مَن علّمه طريق المكارم ، مَن دلَّه على قيادة الناس ، مَن أتاح له فرصة الظهور والتعالي ، مَن سوّده على البلاد والعباد .. مَن هم هؤلاء ؟ أتُراهم أبناءُ جِلدته السود ، أم هم العبيد ، الأرقاء ، الأذلاء ؟
لا .. لا.. ما أهلُه همُ الذين علموه هذه العزة ، بل هم النخّاسون الذين يتاجرون بالأرقاء والعبيد ، والذين يربطونهم بالحبال من أعناقهم ، أو آذانهم ، أو أنوفهم ، أو شفاههم ، والذين يفرِكون آذانهم كلّما تحرّكوا حركةً غيرَ عادية .
بلى !! هم النخاسون .. أو لعلهم المشترون الذين يساومون في أثمانهم عند تقويم أثمانهم .. والذين لا يدفعون ثمن الواحد من هؤلاء أكثر من فَلسَيْنِ قيمةً وثمناً ..
أما أنا !
فأعذرك يا كافور .. لأنّك رُبِّيتَ في المهانة ، ورضعت من مراضع الذل والقهر .. والذي يتربى في هذه المرابي يكون معذوراً إن كان من البيض ، أو كان من الفحول ذوي البشَرة البيضاء ، ويُعذر أكثر إذا كان مخصياً ، أسودَ الوجه كالليل ، أسودَ البشَرة كفعاله وأصوله .
شكرا جزيلا الأخ حاجي حفيظ على هذه القصائد الرائعة وعلى الشرح المرافق لها ورحم الله شاعر الحمراء
مواضيع مماثلة
» ست قصائد عن طنجة
» قصائد - عبد الكريم الطبال
» قصائد \ عبد الكريم الطبال
» قصائد فوق جناح الرغبة
» قصائد للشاعرة أمل الأخضر
» قصائد - عبد الكريم الطبال
» قصائد \ عبد الكريم الطبال
» قصائد فوق جناح الرغبة
» قصائد للشاعرة أمل الأخضر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى