«الكماليون» يضطهدون الآخرين.. وأنفسهم أيضا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
«الكماليون» يضطهدون الآخرين.. وأنفسهم أيضا
يؤدي التوق المبالغ به لتحقيق الكمال في مختلف نواحي الحياة إلى جنون بعضالناس، وإلى جعل الحياة مع الإنسان الذي لا يسمح بارتكاب أي أخطاء، ولوكانت صغيرة، مرهقة وتعيسة، ليس فقط للذين يحيطون به، وإنما له شخصيا أيضا.
كمايؤدي عدم رضاء الإنسان الذي يبحث عن الكمال عن واقعه إلى تعرضه للعديد منالأمراض، وفي مقدمتها الكآبة وفشل الوظائف الجنسية والتوتر المستمر.
صحيحأن التوق نحو الكمال حسب الدراسات النفسية الحديثة أمر مفيد في العديد منالقضايا، ويمكن اعتباره محرك الدفع الذي يصل بفضله الإنسان إلى مستوياتأعلى، غير أن المشكلة تحصل عندما يتحول السعي نحو الأفضل إلى هوس.
واستمرارالإحساس بعدم تحقيق الرضا الداخلي لفترة طويلة، يجعل الإنسان الذي يبحث عنالكمال، يتوقف عن احترام نفسه والاستخفاف بها، الأمر الذي يمكن أن يسببلديه حالة عميقة من الإحباط.
الناس يحاولون عادة أن يكونوا كاملين فيمختلف نواحي الحياة، فمعظم النساء مثلا يحلمن بالحصول على جسم مثالي، ومنأجل تحقيق هذا الهدف هن مستعدات لفعل أي شيء، إلى درجة أن البعض منهنيتوقفن عن تناول الطعام، وبالتالي يصبن باضطرابات صحية كثيرة يمكن أن تؤديفي بعض الحالات إلى الوفاة.
كما يميل الناس الذين يعانون مرض «الكمال»نحو الانتحار، ما ان تظهر مشاكل كبيرة بوجههم لا يستطيعون حلها بالنظرلعدم مقدرتهم على التعايش معها.
كارثة في العمل
أما المجالالآخر الذي يظهر فيه الجنوح نحو الكمال، فهو العمل، فالدراسات الحديثةتؤكد أن الكمال ليس له أي علاقة بسعي الإنسان لأن يؤدي عملا ممتازا أو كييبرز في مجال ما، إنما هو توق لا حدود له للظهور أمام الآخرين بمظهرالإنسان الكمالي، فالكماليون مثلا يركزون على التفاصيل غير الجوهرية،وبالتالي يمضون وقتا أطول من الآخرين، وأكثر مما هو ضروري، في تنفيذالمشاريع، الأمر الذي يجعل إنتاجية العمل تعاني من ذلك.
الطبيبالنفسي ج. كلايتون لافيرتي صاحب كتاب «الكمال وسيلة مضمونة نحو السعادة»،أجرى بحثا تابع فيه أسلوب حياة 9211 شخصا من مديري الأعمال والموظفين فيمناصب عالية، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن الكمالية ليست مكسبا لأي صاحبعمل، بل يمكن أن يمثل صاحبها كارثة بالنسبة للشركة التي يعمل بها، لأنالكماليين لا يستطيعون الاعتراف بالأخطاء التي يرتكبونها، بل يحاولونالتمويه عليها كي يدعموا الصورة المرسومة حولهم بأنهم بلا أخطاء.
العيش مع الكماليين يتطلب صبرا
الناسالذين يضعون مقاييس عالية لأنفسهم، يستخدمون المقاييس نفسها على الآخرين،غير أن القليل من الناس يستجيبون لمثل هذه المقاييس، أما عندما يختارونشريك الحياة فإنهم يمارسون الإرهاب الحقيقي عليه.
وحسب المختصينالنفسيين يمكن القول أن الإنسان الذي يسعى نحو الكمال لا يعاني وحده فيالعلاقة مع شريك الحياة، لأن الكماليين يحاولون فرض مقاييسهم أو معاييرهمعلى الطرف الآخر ويحاولون تغييره. وإضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الشركاءيعيشون مع مشاكلهم وحدهم، وبالتالي يفتدون قدرة الاستماع إلى الآخرين أودعمهم، لأنهم يريدون الدعم والثناء لأنفسهم.
أما في حال عثور الكماليينعلى شركاء يقومون بدعمهم والثناء عليهم يوميا، فإنهم يصبحون سعداء فعلا،غير أن المشكلة تكمن هنا في أن عددا قليلا من الناس يمكن أن يتحمّل ذلك،لهذا عندما يدرك «السيد الكامل» أو «السيدة الكاملة»، أن زواجهما لن يكونكاملا، يهربون من العلاقة.
وعلى الرغم من أن العيش مع الناس الكماليينصعب جدا، فإن الأمر صعب أيضا بالنسبة لهم شخصيا، لأن التوتر الداخلي الذييعيشونه يؤدي إلى ظهور العديد من المشاكل الصحية لديهم، حيث يعانون منآلام متكررة في الصدر ومن متاعب في المعدة، لاسيما القرحة أو إصابةالبنكرياس، والى حدوث اضطرابات جنسية لديهم.
التربية هي المسؤولة
المعلوماتالأكبر حول كيفية التصرف في الحياة يحصل عليها الكماليون خلال الطفولة منأهاليهم، لأن الإنسان في الطفولة والمراهقة يكون أكثر قابلية للبلورة،لهذا يكبر بسهولة داخله شعور بأنه سيكون جيدا عندما يحقق النجاح، أماعندما تكون للأهل مطالب عالية على الأولاد توجب عليهم بذل جهود هائلة كييسمعوا مديحا، فإنهم لا يستطيعون التخلص من هذا الشعور في الكبر.
كيف يمكن معرفة الإنسان الكمالي؟
• يضع مقاييس عالية لنفسه وللآخرين.
• يشكك في قدراته من دون مبرر.
• يهتم بشكل هوسي بالأخطاء الممكنة.
• يشدد بشكل كبير على القضايا التنظيمية والتفصيلية.
• يحاول أن ينفذ كل المطالب التي يتوقعها منه الأهل أو الناس الذين يشكلون قدوة بالنسبة له، على الرغم من عبثيتها أحيانا.
الياس توما
كمايؤدي عدم رضاء الإنسان الذي يبحث عن الكمال عن واقعه إلى تعرضه للعديد منالأمراض، وفي مقدمتها الكآبة وفشل الوظائف الجنسية والتوتر المستمر.
صحيحأن التوق نحو الكمال حسب الدراسات النفسية الحديثة أمر مفيد في العديد منالقضايا، ويمكن اعتباره محرك الدفع الذي يصل بفضله الإنسان إلى مستوياتأعلى، غير أن المشكلة تحصل عندما يتحول السعي نحو الأفضل إلى هوس.
واستمرارالإحساس بعدم تحقيق الرضا الداخلي لفترة طويلة، يجعل الإنسان الذي يبحث عنالكمال، يتوقف عن احترام نفسه والاستخفاف بها، الأمر الذي يمكن أن يسببلديه حالة عميقة من الإحباط.
الناس يحاولون عادة أن يكونوا كاملين فيمختلف نواحي الحياة، فمعظم النساء مثلا يحلمن بالحصول على جسم مثالي، ومنأجل تحقيق هذا الهدف هن مستعدات لفعل أي شيء، إلى درجة أن البعض منهنيتوقفن عن تناول الطعام، وبالتالي يصبن باضطرابات صحية كثيرة يمكن أن تؤديفي بعض الحالات إلى الوفاة.
كما يميل الناس الذين يعانون مرض «الكمال»نحو الانتحار، ما ان تظهر مشاكل كبيرة بوجههم لا يستطيعون حلها بالنظرلعدم مقدرتهم على التعايش معها.
كارثة في العمل
أما المجالالآخر الذي يظهر فيه الجنوح نحو الكمال، فهو العمل، فالدراسات الحديثةتؤكد أن الكمال ليس له أي علاقة بسعي الإنسان لأن يؤدي عملا ممتازا أو كييبرز في مجال ما، إنما هو توق لا حدود له للظهور أمام الآخرين بمظهرالإنسان الكمالي، فالكماليون مثلا يركزون على التفاصيل غير الجوهرية،وبالتالي يمضون وقتا أطول من الآخرين، وأكثر مما هو ضروري، في تنفيذالمشاريع، الأمر الذي يجعل إنتاجية العمل تعاني من ذلك.
الطبيبالنفسي ج. كلايتون لافيرتي صاحب كتاب «الكمال وسيلة مضمونة نحو السعادة»،أجرى بحثا تابع فيه أسلوب حياة 9211 شخصا من مديري الأعمال والموظفين فيمناصب عالية، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن الكمالية ليست مكسبا لأي صاحبعمل، بل يمكن أن يمثل صاحبها كارثة بالنسبة للشركة التي يعمل بها، لأنالكماليين لا يستطيعون الاعتراف بالأخطاء التي يرتكبونها، بل يحاولونالتمويه عليها كي يدعموا الصورة المرسومة حولهم بأنهم بلا أخطاء.
العيش مع الكماليين يتطلب صبرا
الناسالذين يضعون مقاييس عالية لأنفسهم، يستخدمون المقاييس نفسها على الآخرين،غير أن القليل من الناس يستجيبون لمثل هذه المقاييس، أما عندما يختارونشريك الحياة فإنهم يمارسون الإرهاب الحقيقي عليه.
وحسب المختصينالنفسيين يمكن القول أن الإنسان الذي يسعى نحو الكمال لا يعاني وحده فيالعلاقة مع شريك الحياة، لأن الكماليين يحاولون فرض مقاييسهم أو معاييرهمعلى الطرف الآخر ويحاولون تغييره. وإضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الشركاءيعيشون مع مشاكلهم وحدهم، وبالتالي يفتدون قدرة الاستماع إلى الآخرين أودعمهم، لأنهم يريدون الدعم والثناء لأنفسهم.
أما في حال عثور الكماليينعلى شركاء يقومون بدعمهم والثناء عليهم يوميا، فإنهم يصبحون سعداء فعلا،غير أن المشكلة تكمن هنا في أن عددا قليلا من الناس يمكن أن يتحمّل ذلك،لهذا عندما يدرك «السيد الكامل» أو «السيدة الكاملة»، أن زواجهما لن يكونكاملا، يهربون من العلاقة.
وعلى الرغم من أن العيش مع الناس الكماليينصعب جدا، فإن الأمر صعب أيضا بالنسبة لهم شخصيا، لأن التوتر الداخلي الذييعيشونه يؤدي إلى ظهور العديد من المشاكل الصحية لديهم، حيث يعانون منآلام متكررة في الصدر ومن متاعب في المعدة، لاسيما القرحة أو إصابةالبنكرياس، والى حدوث اضطرابات جنسية لديهم.
التربية هي المسؤولة
المعلوماتالأكبر حول كيفية التصرف في الحياة يحصل عليها الكماليون خلال الطفولة منأهاليهم، لأن الإنسان في الطفولة والمراهقة يكون أكثر قابلية للبلورة،لهذا يكبر بسهولة داخله شعور بأنه سيكون جيدا عندما يحقق النجاح، أماعندما تكون للأهل مطالب عالية على الأولاد توجب عليهم بذل جهود هائلة كييسمعوا مديحا، فإنهم لا يستطيعون التخلص من هذا الشعور في الكبر.
كيف يمكن معرفة الإنسان الكمالي؟
• يضع مقاييس عالية لنفسه وللآخرين.
• يشكك في قدراته من دون مبرر.
• يهتم بشكل هوسي بالأخطاء الممكنة.
• يشدد بشكل كبير على القضايا التنظيمية والتفصيلية.
• يحاول أن ينفذ كل المطالب التي يتوقعها منه الأهل أو الناس الذين يشكلون قدوة بالنسبة له، على الرغم من عبثيتها أحيانا.
الياس توما
rotba- عدد الرسائل : 1121
العمر : 34
Emploi : Active
تاريخ التسجيل : 16/03/2007
رد: «الكماليون» يضطهدون الآخرين.. وأنفسهم أيضا
الكمال لله وحده ...
صدورعبد العظيم- عدد الرسائل : 317
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
مواضيع مماثلة
» ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟
» الحجاب لك أنت أيضا أيها الرجل
» حليمة بولند ملكة الإنترنت أيضا
» محمد خير الدين: رواية أكــاديــر
» شبيهك أيضا لا يدخن - قصة قصيرة - عبدالقادر وساط
» الحجاب لك أنت أيضا أيها الرجل
» حليمة بولند ملكة الإنترنت أيضا
» محمد خير الدين: رواية أكــاديــر
» شبيهك أيضا لا يدخن - قصة قصيرة - عبدالقادر وساط
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى