محمد خير الدين: رواية أكــاديــر
صفحة 1 من اصل 1
محمد خير الدين: رواية أكــاديــر
محمد خير الدين
كان محمد خير الدين في الرابعة
والعشرين وقت أن أصدر روايته الأولى «أكادير»، التي نركب ههنا مغامرة
ترجمتها لقراء العربية. رواية تحكي قصة موظف ترسله مؤسسة الضمان الاجتماعي
إلى المدينة المنكوبة بزلزال 1960 ليجمع ملفات بالسكان المنكوبين. لكن تلك
القصة
فيها لا تعدو أن تكون مجرد
ذريعة لبناء كتابة شذَرية متمردة على أعراف الكتابة السردية، فإذا «أكادير»
قد جاءت نصاً مفرداً بصيغة الجمع؛ فهو يهز هزاً بنية السرد الروائي، بل
يطيح بها ولا يبقي لها على قائمة، حتى أن إدموند عمران المالح عَدًّ هذه
الرواية بأنها «لا تنبئ بميلاد روائي مبدع باللغة الفرنسية فحسب، بل تنبئ
كذلك عن ميلاد استثنائي لشاعر كبير بأنفاس شعرية وأسطورية كبيرة».
وقد
توجت رواية «أكادير» بجائزة فريدة كذلك هي «Les enfants terribles»
لمؤسسها جون كوكتو. وهي لذلك كله وغيره – استعادة صاحبها إلى مهاده اللغوي
مثلاً – تستحق هذه المحاولة في الترجمة ضمن مشروع لنقل أدب خير الدين إلى
العربية قطعنا فيه أربع ترجمات، والبقية تأتي.
عبد الرحيم حزل بيان اليوم : 23 - 07 - 2012
غلاف الرواية
عدل سابقا من قبل izarine في الأحد 5 أغسطس 2012 - 18:21 عدل 1 مرات
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 1 - لقد كذبوا عليَّ. فلأ أثر ههنا لأي مدينة
هو الصبح يكتنف آخر الأسطح في قريتي ونصب عينيَّ يمتد الأفق الرطب الدبق
تتخلله أشعة حادة رفيقي في السفر فَرِحٌ أن استطاع العودة إلى بيته بعد لأي
بل أزعم أنه يجتهد ليكتم غبطته إنه يصوِّر لي دارته القديمة المعلقة كعش
لقالق فوق رأس القصبة قال إن ريحاً قوية تهب عليها من المرتفعات ريح هادئة
وصافية أين منها الريح المتربة التي تهب من أسفل في الطريق الوسخة والمرافئ
لقد هوت دارته وقت أن انهارت المدينة ففقد زوجته وبُنيته لكنه ليس بنادم
على تلك المصيبة هو الذي كان قبل ذلك يريد أن يطلّق زوجته ويعهد ببُنيته
إلى منظمة خيرية بل كان على العكس يستخفه الفرح ما دمت لم أمت ففيمَ تعنيني
حياة الآخرين كلا إن ذلك لا يساوي شيئاً بل لا يستحق مني حزقة الحافلة تجر
هيكلها البطيء إيه سنصل وسنرى على الأقل ركام من بلادي فاطمئن صديق نجا
مثلي من تلك الليلة الرهيبة أرسل إليَّ في الثكنة بصورة يظهر فيها واقفاً
يستند إلى باب بيته المتداعي صورة تأخذ بالمشاعر أنا أيضاً أحب أن أتصور
هكذا أمام مسكني فهو شيء يأخذ بمشاعري لكن ليس في الداخل أبداً عندما أنظر
في الورق أو في التذكار أحب أن أحس بنفسي حراً وآمناً خارج الإسمنت المسلح
في الهواء الطلق سنرى إن الأمر يدور عليه خاصة سأرى ماذا كان مسكني على أني
لا أؤمن كثيراً بهذا الأمر إنني أعرف العسكريين والدارات لا توجد فوق
القصبات وأما أنا فإن هذه المدينة التي أرسلني إليها مسؤولي الجديد لأقوِّم
وضعية في غاية الاختلال فأنا لا أعرفها جيداً حقاً إنني مررت بها بل أمضيت
هنالك ليلة خلال العطلة وقرأت الصحيفة التي تحكي وقائع الكارثة يبدو أن
الجرذان صارت فيها جيشاً يفترس الجيف كليشيهات قمت بتفحصها وما بقي في
ذاكرتي غير أنقاض مكومة فوق بعضها وذلك الهدير التي أحسسته وقت أن كنت أهيئ
حقيبتي ليس بالمعنى الحقيقي كلا إنني لم أحصل على أي ضمانة بشأن هذه
المدينة فلم يزيدوا على أن قالوا لي في المكتب المسير إن القائد قد صرِف
ويقع عليك أن تقوم بهذه العملية على أحسن وجه يمكنها أن تطول كثيراً ما لم
تتفرغ لها كلياً بعد ذلك سلموني شيكاً لحامله ثم إنني ليس في نيتي أن أطيل
في الحديث عن هذه المدينة.
***
لم
يسعني الوقت لأنام. لكن ينبغي أن أنعم بشيء من الراحة. إنه الأحد. رحل
طباخي. أعدت قراءة بعض التقارير القديمة وبعض نصوصي المصفرّة. سيكون عليَّ
أن أرمي بها في النار. تبدلت أحوالي منذ أن وصلت إلى هذه البلدة. لقد كذبوا
عليَّ. فلأ أثر ههنا لأي مدينة. نعم، إن أبعد من هنا تُرى بقايا لبنايات
وطرق صاعدة منبعجة. هل كان ههنا من عمارات؟ المكان يعمره الصمت واستسلام
لائح حتى على الحجر. نسيت اسم تلك الفتاة التي نغصت عليَّ حياتي. كان عليَّ
أن أفترق عنها من أول مداعبة. أنا المخطئ. لا يمكنني أن أستقر في أي مكان
إلا هنا. شكراً رئيسي على أن أرسلتني على وجه السرعة إلى الخطر، في هذه
القشور السوداء التي تسمِّن الموت والجمود. مدينة مغمورة... لم أر رفيقي في
السفر بعد. ربما يكون مات. كان أول شيء أحرص عليه : أن أكتب إلى رئيسي
المباشر، أخبره بالحظوظ القليلة المتاحة لي في أن أعيد الحياة إلى الناس
هنا. لست أنا الإله الطيب. إنهم أناس مصدومون. إن الذين رأوا ما حدث من
بعيد لن يعودوا بعد. أن أقول له إن كل مبادرة للتقويم ستكون باطلة، وأن هذه
المدينة أصبحت الآن تنتمي إلى الصحراء المجاورة، وأن الرجال سيكون
بمقدورهم أن يبتنوا لهم مساكن فوق الجبل، على مقربة من هذا المكان. لي خالة
تعيش في الجبل، على مقربة من هذا المكان، وربما تعيش هناك أمي أيضاً. لن
أذهب لرؤية خالتي أو أمي. لن أبرح بعد هذا المكان. لا يمكنني أن أبدأ
بالعمل على الفور. فلا أعرف ما هي مهمتي. لي مكتب، هو مستودع عتيق، وجدت
فيه أربعة كراس، وطاولتين، وشباكاً مسيجاً، وملفات، وآلة كاتبة وعدادة،
وصورة للملك المتوفى وأخرى للملك الحالي، ومكنسة، وسطلاً من الزنك، وإسفنجة
من نوع سبونتكس، ومنفضة ريش، ومسدساً من نوع M.A.B عيار 7,65 ملمتر، و38
رصاصة، إلخ. مكتبي يوجد وسط أرض بور تتناثر فيه شقاف القناني والفضلات.
هاكم كيف هو على وجه الإجمال : إنه على هيأة مواز بطول 8 أمتار وعرض 3,5
وعلو 3 أمتار، ليس فيه باب مزججة بل ستار معدني شبه صدئ، يصعب كثيراً خفضه،
فسخرت شاوشاً ليفعل. ويكون عليه أيضاً أن يتلقى كل ملتمس يرد عليه، وأن
يكون حاضراً عندما أغيب أنا، قلت له إنني ليس عندي توقيت معلوم، وإنه يتفق
لي أن أترك العمل معلقاً وإن عليه أن يكون حاضراً على الدوام.
***
ذات
صباح تلقيت الأمر التالي : نظراً لخطورة الوضعية، ندعوك أن تهيئ منذ الآن
لتهجير سكان مدينتك. فيلزم أن تجعلوهم في حمى من أي خطر. وسنعلمك في الوقت
المناسب. ستكون إلى جانبك السلطات المحلية التي سننقل إليها نسخة من هذه
المذكرة. قلت إن المدينة قد دُكت، لكنني لم أذكر بأي قدر. بنايات شديدة
الغموض تطل على الصخرة المتآكلة والبحر تليق بألبوم لعالم للآثار. وفي بعض
الأنحاء بيوت متفرقة قد أعيد ترميمها. فما عاد فيها أثر لصدع أو شق! لكنني
أشعر بوضوح بوجود جثة للمدينة تحت الأرض. تسلح الجنود بجرافاتهم وشاحناتهم
وفؤوسهم، وقاموا بدك بقايا حائط كانت تخدش النظر. وأشم كذلك انبعاث روائح
مقلقة؛ روائح جرذان نافقة، وأعضاء بشرية متفسخة، وعفونة الجوارير المنبعجة،
ورائحة المرسى والشاطئ اللذين ما عاد يقبل عليهما أحد، وقد تراكمت عليهما
القشريات والأسماك الميتة! لكنني صرت من طول وجودي في هذا المكان أتعود هذا
الهواء الجديد. صرت على نحو غامض أنا أيضاً تفوح مني مثل العفونة التي في
ذلك الجو، وانتهى بي الأمر إلى أن صرت إذا اضطجعت أو جلست أشعر بالتخدر،
لكنني لم ألبث منتظراً، ونهضت ملسوع الخياشيم بتلك الرائحة الزاكمة.
ترجمة: عبد الرحيم حزل
23 - 07 - 2012
تتخلله أشعة حادة رفيقي في السفر فَرِحٌ أن استطاع العودة إلى بيته بعد لأي
بل أزعم أنه يجتهد ليكتم غبطته إنه يصوِّر لي دارته القديمة المعلقة كعش
لقالق فوق رأس القصبة قال إن ريحاً قوية تهب عليها من المرتفعات ريح هادئة
وصافية أين منها الريح المتربة التي تهب من أسفل في الطريق الوسخة والمرافئ
لقد هوت دارته وقت أن انهارت المدينة ففقد زوجته وبُنيته لكنه ليس بنادم
على تلك المصيبة هو الذي كان قبل ذلك يريد أن يطلّق زوجته ويعهد ببُنيته
إلى منظمة خيرية بل كان على العكس يستخفه الفرح ما دمت لم أمت ففيمَ تعنيني
حياة الآخرين كلا إن ذلك لا يساوي شيئاً بل لا يستحق مني حزقة الحافلة تجر
هيكلها البطيء إيه سنصل وسنرى على الأقل ركام من بلادي فاطمئن صديق نجا
مثلي من تلك الليلة الرهيبة أرسل إليَّ في الثكنة بصورة يظهر فيها واقفاً
يستند إلى باب بيته المتداعي صورة تأخذ بالمشاعر أنا أيضاً أحب أن أتصور
هكذا أمام مسكني فهو شيء يأخذ بمشاعري لكن ليس في الداخل أبداً عندما أنظر
في الورق أو في التذكار أحب أن أحس بنفسي حراً وآمناً خارج الإسمنت المسلح
في الهواء الطلق سنرى إن الأمر يدور عليه خاصة سأرى ماذا كان مسكني على أني
لا أؤمن كثيراً بهذا الأمر إنني أعرف العسكريين والدارات لا توجد فوق
القصبات وأما أنا فإن هذه المدينة التي أرسلني إليها مسؤولي الجديد لأقوِّم
وضعية في غاية الاختلال فأنا لا أعرفها جيداً حقاً إنني مررت بها بل أمضيت
هنالك ليلة خلال العطلة وقرأت الصحيفة التي تحكي وقائع الكارثة يبدو أن
الجرذان صارت فيها جيشاً يفترس الجيف كليشيهات قمت بتفحصها وما بقي في
ذاكرتي غير أنقاض مكومة فوق بعضها وذلك الهدير التي أحسسته وقت أن كنت أهيئ
حقيبتي ليس بالمعنى الحقيقي كلا إنني لم أحصل على أي ضمانة بشأن هذه
المدينة فلم يزيدوا على أن قالوا لي في المكتب المسير إن القائد قد صرِف
ويقع عليك أن تقوم بهذه العملية على أحسن وجه يمكنها أن تطول كثيراً ما لم
تتفرغ لها كلياً بعد ذلك سلموني شيكاً لحامله ثم إنني ليس في نيتي أن أطيل
في الحديث عن هذه المدينة.
***
لم
يسعني الوقت لأنام. لكن ينبغي أن أنعم بشيء من الراحة. إنه الأحد. رحل
طباخي. أعدت قراءة بعض التقارير القديمة وبعض نصوصي المصفرّة. سيكون عليَّ
أن أرمي بها في النار. تبدلت أحوالي منذ أن وصلت إلى هذه البلدة. لقد كذبوا
عليَّ. فلأ أثر ههنا لأي مدينة. نعم، إن أبعد من هنا تُرى بقايا لبنايات
وطرق صاعدة منبعجة. هل كان ههنا من عمارات؟ المكان يعمره الصمت واستسلام
لائح حتى على الحجر. نسيت اسم تلك الفتاة التي نغصت عليَّ حياتي. كان عليَّ
أن أفترق عنها من أول مداعبة. أنا المخطئ. لا يمكنني أن أستقر في أي مكان
إلا هنا. شكراً رئيسي على أن أرسلتني على وجه السرعة إلى الخطر، في هذه
القشور السوداء التي تسمِّن الموت والجمود. مدينة مغمورة... لم أر رفيقي في
السفر بعد. ربما يكون مات. كان أول شيء أحرص عليه : أن أكتب إلى رئيسي
المباشر، أخبره بالحظوظ القليلة المتاحة لي في أن أعيد الحياة إلى الناس
هنا. لست أنا الإله الطيب. إنهم أناس مصدومون. إن الذين رأوا ما حدث من
بعيد لن يعودوا بعد. أن أقول له إن كل مبادرة للتقويم ستكون باطلة، وأن هذه
المدينة أصبحت الآن تنتمي إلى الصحراء المجاورة، وأن الرجال سيكون
بمقدورهم أن يبتنوا لهم مساكن فوق الجبل، على مقربة من هذا المكان. لي خالة
تعيش في الجبل، على مقربة من هذا المكان، وربما تعيش هناك أمي أيضاً. لن
أذهب لرؤية خالتي أو أمي. لن أبرح بعد هذا المكان. لا يمكنني أن أبدأ
بالعمل على الفور. فلا أعرف ما هي مهمتي. لي مكتب، هو مستودع عتيق، وجدت
فيه أربعة كراس، وطاولتين، وشباكاً مسيجاً، وملفات، وآلة كاتبة وعدادة،
وصورة للملك المتوفى وأخرى للملك الحالي، ومكنسة، وسطلاً من الزنك، وإسفنجة
من نوع سبونتكس، ومنفضة ريش، ومسدساً من نوع M.A.B عيار 7,65 ملمتر، و38
رصاصة، إلخ. مكتبي يوجد وسط أرض بور تتناثر فيه شقاف القناني والفضلات.
هاكم كيف هو على وجه الإجمال : إنه على هيأة مواز بطول 8 أمتار وعرض 3,5
وعلو 3 أمتار، ليس فيه باب مزججة بل ستار معدني شبه صدئ، يصعب كثيراً خفضه،
فسخرت شاوشاً ليفعل. ويكون عليه أيضاً أن يتلقى كل ملتمس يرد عليه، وأن
يكون حاضراً عندما أغيب أنا، قلت له إنني ليس عندي توقيت معلوم، وإنه يتفق
لي أن أترك العمل معلقاً وإن عليه أن يكون حاضراً على الدوام.
***
ذات
صباح تلقيت الأمر التالي : نظراً لخطورة الوضعية، ندعوك أن تهيئ منذ الآن
لتهجير سكان مدينتك. فيلزم أن تجعلوهم في حمى من أي خطر. وسنعلمك في الوقت
المناسب. ستكون إلى جانبك السلطات المحلية التي سننقل إليها نسخة من هذه
المذكرة. قلت إن المدينة قد دُكت، لكنني لم أذكر بأي قدر. بنايات شديدة
الغموض تطل على الصخرة المتآكلة والبحر تليق بألبوم لعالم للآثار. وفي بعض
الأنحاء بيوت متفرقة قد أعيد ترميمها. فما عاد فيها أثر لصدع أو شق! لكنني
أشعر بوضوح بوجود جثة للمدينة تحت الأرض. تسلح الجنود بجرافاتهم وشاحناتهم
وفؤوسهم، وقاموا بدك بقايا حائط كانت تخدش النظر. وأشم كذلك انبعاث روائح
مقلقة؛ روائح جرذان نافقة، وأعضاء بشرية متفسخة، وعفونة الجوارير المنبعجة،
ورائحة المرسى والشاطئ اللذين ما عاد يقبل عليهما أحد، وقد تراكمت عليهما
القشريات والأسماك الميتة! لكنني صرت من طول وجودي في هذا المكان أتعود هذا
الهواء الجديد. صرت على نحو غامض أنا أيضاً تفوح مني مثل العفونة التي في
ذلك الجو، وانتهى بي الأمر إلى أن صرت إذا اضطجعت أو جلست أشعر بالتخدر،
لكنني لم ألبث منتظراً، ونهضت ملسوع الخياشيم بتلك الرائحة الزاكمة.
ترجمة: عبد الرحيم حزل
23 - 07 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 2 - لن أُقتَل بين الزهور البيضاء، بل في مجرى من الدم وروث البقر
الوسائل التي بين يدي لا تكفي
لتهدئة الأعصاب. فأنا أتلقى في كل يوم عشرات الملتمسات. أحاول أن أدرس كل
حالة على حدة. لكنني أخلص في نهاية الأمر إلى حالة مشتركة وواحدة، هل يجوز
لي أن أقول متطابقة؟ إن السكان لا يريدون أن يتركوا مدينتهم، التي تعتبر،
حسبما يقولون، مهداً لحضارتهم والرحم الذي سيتشكل فيه تاريخهم. وهم لا
يعرفون أن تاريخهم قد تشكل سلفاً. فما أعظمها إرادة وأعظمه إيماناً كانوا
بهما ينتشلون من تحت الأنقاض أغراضاً لم تعد صالحة للاستعمال! فالتذكارات
الأسرية قد اختلطت بقطع من الفسيفساء أو قطع من الزليج، والستائر والأقفال
التي تم العثور عليها. وذلك الذي يحتفظ خفية بسلامي من زوجته. ولقد أطلعني
عليه. فنصحته بأن يخفيه. فأسر إليَّ أنه يعبد زوجته أكثر مما يعبد الله،
وإن لم يكن يقلّ عن الناس إيماناً بالله. ولم أتفق معه في هذا الأمر...
***
أمضيت
سحابة يوم أمس في الصيد. فأخرجت من الأمواج ما به أقتات عليه أسبوعاً. لم
أكلف الطباخ بتمليح الأسماك. كانت قواريس ذات شوارب صغيرة وكانت تبتسم في
اختلاجتها الأخيرة. وقد عنّ لي أن أتركها حية. كنت أفعل من قبل. لكنها تكون
أنقليسات من التي تعيش في الأنهار. الأفق البحري وردي ضارب إلى الخضرة.
فكنت أرى لسان البحر يبرز من خلال البخار. وأرى شعافاً جبلية تفرق بينها
مسافة متساوية وفرقاً من الطيور تشق الأفق الأبيض. أشبه بعباد الشمس. أحب
النوارس تحلق فوق البحر وفوق الميناء في الظهيرة. الآن أنهمك في دراسة بعض
الملتمسات. إنني بصدد مشوهين ومجانين. لكنني سأقدم إليهم يد المساعدة...
فهذا ملتمس يهددني فيه صاحبه أن يقاتلني إن لم أعثر له على الموقع المضبوط
حيث كان يقوم منزله. يقول إنه يقوم فوق تلة متحجرة، لكنه لم يعد يعرف أن
يهتدي إلى تلك التلة، لكثرة ما يقوم من تلال من حول الساحل. ويقول كذلك
إننا نهتم بموظفي الدولة أكثر مما نهتم بالمواطنين الناجين. وهو محق في هذا
الأمر. ويضيف، قبل أن يوقع رسالته، إنه لا يملك عنواناً، لكن يمكنني أن
أزوره، كلا، بل هو الذي سيأتي لزيارتي عندما يستيقن من أنني أشاطره تعاسته.
ثم يلحق برسالته ثلاث وريقات، يصور لي فيها كيف كانت حياته قبل الكارثة.
ويحدثني عن عشيقته، عن غزالته التي يحبها أكثر مما قد يحب آنسة حسنة
الأخلاق، ويقول إنها غزالة تفقه كلامي إليها، وتذهب لتقضي حاجتها في
المرحاض، وتلعق حليبها، وتأكل أوراق الخس أو أوراق البرسيم عندما أعطيها
الأمر، وفي عنقها جرس صغير من النحاس الأحمر منحفر عليه اسمها الذي ليس لك
عنه الآن من علم، لقد سرقوني إياها، فأنا موقن من أنها لم تمت، فالحيوان لا
ينفق مثلما يهلك الكائن البشري في ثوران الأرض، وأنا أعرف من أخذها، إن من
أخذها مقدَّم ليهديها إلى جلالة الملك الذي يهديني رعباً، نعم؛ فبمجيئه
هوى كل شيء إلى الأرض؛ فهو يشرب في شهر الصيام، فهل ترى ذلك شيئاً طبيعياً،
ويطعم ووزراؤه من أشهى الأطباق، ويستأثر لنفسه بأفضل النساء في البلد؛
وأما أنت فلا يمكنني أن أقول عنك شيئاً حتى الآن، فأنت تعرف عدالتي، نعم
سيدي، إننا بعيدون عن ذلك العالم الملكي، نفلت من زمنه ومن قوانينه، السن
بالسن، والعين بالعين، كما كان في الماضي. لم أعد أعرف من قالها، لكن أصدق
على كلامه، ولو كان حاضراً اليوم فمن المؤكد أنه سيعينني على تنظيف
مدينتنا. لقد جئتَ من عندهم، إنهم هم الذين أرسلوك عندنا؛ لكننا نحن
الآمرون، إنني متفهم كثيراً وإلا لأجبرتك على أن تجد لي بيتي كما هو، لا
ينقص منه حجر. ههنا ينتهي ملتمسه. وحدثت نفسي أن هذه القضية لا تحتاج أن
نجعلها في ملف؛ سأحتفظ بالرسالة في سري، وبين أوراقي الشخصية. لكن صاحبها
لم يفصح عن اسمه؛ ولم يكشف عن هويته بإشارة من تلك الإشارات التي تفلت في
العادة من الأشخاص أمثاله. فقد كان يمكنه أن يصف نفسه. وقد كان يمكن لآخرين
غيري أن يشعروا بالخوف من مجهول يهددهم، وأما أنا فلا. فقد سبق لي أن
واجهت نفسي بمشكلة الموت، وأنا أتفكر فيها لا ترتعد فيَّ فريصة. ولو أن هذا
الرجل قد أطلق عليَّ النار فلن أكون ميتاً أكثر مما أنا ميت. ولذلك فلن
أنفصل عن هذا الدفق الذي يقول لي إنني أنا بالفعل الذي أتجول أو أعمل.
والأحرى أن يسمى ذلك القدرةَ على الحضور حيث نكون غائبين. لشد ما يمكن
للكلمات أن تكون مزعجة. إن الكلمة فخ يقبض عليك ولا يفلتك أبداً. والحاصل
أنني سأرى عندما يحين الوقت ما ينبغي أن أفعل: فربما يأتي قاتلي عندي. كلا،
بل سيضرب لي موعداً في مكان ما. لن أُقتل بين الناس المسحورين والزهور
البيضاء، بل في مجرى من الدم، وفي روث البقر، أو في كومة جذور يابسة. ذلك
ما لا يدونه الناس في كتابهم الذهبي. فهم يحبون الزخارف والتسليات، ولاشك
أنهم غير مخطئين، فهم إذ يفعلون يزيدون هيبتهم العلمية التي كان القدماء
يسمونها الاكتشاف، وهي كلمة أصبحت مهجورة. أنظر في بقية العرائض. ليس لها
أهمية، لكنها مؤثرة. تصاوير ليس لها مثيل لكن يربطها جميعاً خيط ناظم، أو
لنقل يحركها دافع واحد. فهذا فقد أسرته. غير أنه يعتقد أنه سيكون من اليسير
عليه أن يعيد صنع حياته، إن وافقت حكومة صاحب الجلالة. لقد طلب معونة
مالية كبيرة، بالنظر إلى أنه قد خسر كذلك ثلاث عمارات ومتجرين لبيع المواد
الغذائية. والعريضة الأخيرة هي لعامل لا يطلب إلا أن يجد مكاناً ثابتاً.
إنه أعزب ولم يخسر شيئاً أثناء الكارثة. باستثناء حافظة نقود تحتوي على
أوراق هوية وصورة لخطيبته. لا يفوه عنها بكلمة.
24-07-2012
لتهدئة الأعصاب. فأنا أتلقى في كل يوم عشرات الملتمسات. أحاول أن أدرس كل
حالة على حدة. لكنني أخلص في نهاية الأمر إلى حالة مشتركة وواحدة، هل يجوز
لي أن أقول متطابقة؟ إن السكان لا يريدون أن يتركوا مدينتهم، التي تعتبر،
حسبما يقولون، مهداً لحضارتهم والرحم الذي سيتشكل فيه تاريخهم. وهم لا
يعرفون أن تاريخهم قد تشكل سلفاً. فما أعظمها إرادة وأعظمه إيماناً كانوا
بهما ينتشلون من تحت الأنقاض أغراضاً لم تعد صالحة للاستعمال! فالتذكارات
الأسرية قد اختلطت بقطع من الفسيفساء أو قطع من الزليج، والستائر والأقفال
التي تم العثور عليها. وذلك الذي يحتفظ خفية بسلامي من زوجته. ولقد أطلعني
عليه. فنصحته بأن يخفيه. فأسر إليَّ أنه يعبد زوجته أكثر مما يعبد الله،
وإن لم يكن يقلّ عن الناس إيماناً بالله. ولم أتفق معه في هذا الأمر...
***
أمضيت
سحابة يوم أمس في الصيد. فأخرجت من الأمواج ما به أقتات عليه أسبوعاً. لم
أكلف الطباخ بتمليح الأسماك. كانت قواريس ذات شوارب صغيرة وكانت تبتسم في
اختلاجتها الأخيرة. وقد عنّ لي أن أتركها حية. كنت أفعل من قبل. لكنها تكون
أنقليسات من التي تعيش في الأنهار. الأفق البحري وردي ضارب إلى الخضرة.
فكنت أرى لسان البحر يبرز من خلال البخار. وأرى شعافاً جبلية تفرق بينها
مسافة متساوية وفرقاً من الطيور تشق الأفق الأبيض. أشبه بعباد الشمس. أحب
النوارس تحلق فوق البحر وفوق الميناء في الظهيرة. الآن أنهمك في دراسة بعض
الملتمسات. إنني بصدد مشوهين ومجانين. لكنني سأقدم إليهم يد المساعدة...
فهذا ملتمس يهددني فيه صاحبه أن يقاتلني إن لم أعثر له على الموقع المضبوط
حيث كان يقوم منزله. يقول إنه يقوم فوق تلة متحجرة، لكنه لم يعد يعرف أن
يهتدي إلى تلك التلة، لكثرة ما يقوم من تلال من حول الساحل. ويقول كذلك
إننا نهتم بموظفي الدولة أكثر مما نهتم بالمواطنين الناجين. وهو محق في هذا
الأمر. ويضيف، قبل أن يوقع رسالته، إنه لا يملك عنواناً، لكن يمكنني أن
أزوره، كلا، بل هو الذي سيأتي لزيارتي عندما يستيقن من أنني أشاطره تعاسته.
ثم يلحق برسالته ثلاث وريقات، يصور لي فيها كيف كانت حياته قبل الكارثة.
ويحدثني عن عشيقته، عن غزالته التي يحبها أكثر مما قد يحب آنسة حسنة
الأخلاق، ويقول إنها غزالة تفقه كلامي إليها، وتذهب لتقضي حاجتها في
المرحاض، وتلعق حليبها، وتأكل أوراق الخس أو أوراق البرسيم عندما أعطيها
الأمر، وفي عنقها جرس صغير من النحاس الأحمر منحفر عليه اسمها الذي ليس لك
عنه الآن من علم، لقد سرقوني إياها، فأنا موقن من أنها لم تمت، فالحيوان لا
ينفق مثلما يهلك الكائن البشري في ثوران الأرض، وأنا أعرف من أخذها، إن من
أخذها مقدَّم ليهديها إلى جلالة الملك الذي يهديني رعباً، نعم؛ فبمجيئه
هوى كل شيء إلى الأرض؛ فهو يشرب في شهر الصيام، فهل ترى ذلك شيئاً طبيعياً،
ويطعم ووزراؤه من أشهى الأطباق، ويستأثر لنفسه بأفضل النساء في البلد؛
وأما أنت فلا يمكنني أن أقول عنك شيئاً حتى الآن، فأنت تعرف عدالتي، نعم
سيدي، إننا بعيدون عن ذلك العالم الملكي، نفلت من زمنه ومن قوانينه، السن
بالسن، والعين بالعين، كما كان في الماضي. لم أعد أعرف من قالها، لكن أصدق
على كلامه، ولو كان حاضراً اليوم فمن المؤكد أنه سيعينني على تنظيف
مدينتنا. لقد جئتَ من عندهم، إنهم هم الذين أرسلوك عندنا؛ لكننا نحن
الآمرون، إنني متفهم كثيراً وإلا لأجبرتك على أن تجد لي بيتي كما هو، لا
ينقص منه حجر. ههنا ينتهي ملتمسه. وحدثت نفسي أن هذه القضية لا تحتاج أن
نجعلها في ملف؛ سأحتفظ بالرسالة في سري، وبين أوراقي الشخصية. لكن صاحبها
لم يفصح عن اسمه؛ ولم يكشف عن هويته بإشارة من تلك الإشارات التي تفلت في
العادة من الأشخاص أمثاله. فقد كان يمكنه أن يصف نفسه. وقد كان يمكن لآخرين
غيري أن يشعروا بالخوف من مجهول يهددهم، وأما أنا فلا. فقد سبق لي أن
واجهت نفسي بمشكلة الموت، وأنا أتفكر فيها لا ترتعد فيَّ فريصة. ولو أن هذا
الرجل قد أطلق عليَّ النار فلن أكون ميتاً أكثر مما أنا ميت. ولذلك فلن
أنفصل عن هذا الدفق الذي يقول لي إنني أنا بالفعل الذي أتجول أو أعمل.
والأحرى أن يسمى ذلك القدرةَ على الحضور حيث نكون غائبين. لشد ما يمكن
للكلمات أن تكون مزعجة. إن الكلمة فخ يقبض عليك ولا يفلتك أبداً. والحاصل
أنني سأرى عندما يحين الوقت ما ينبغي أن أفعل: فربما يأتي قاتلي عندي. كلا،
بل سيضرب لي موعداً في مكان ما. لن أُقتل بين الناس المسحورين والزهور
البيضاء، بل في مجرى من الدم، وفي روث البقر، أو في كومة جذور يابسة. ذلك
ما لا يدونه الناس في كتابهم الذهبي. فهم يحبون الزخارف والتسليات، ولاشك
أنهم غير مخطئين، فهم إذ يفعلون يزيدون هيبتهم العلمية التي كان القدماء
يسمونها الاكتشاف، وهي كلمة أصبحت مهجورة. أنظر في بقية العرائض. ليس لها
أهمية، لكنها مؤثرة. تصاوير ليس لها مثيل لكن يربطها جميعاً خيط ناظم، أو
لنقل يحركها دافع واحد. فهذا فقد أسرته. غير أنه يعتقد أنه سيكون من اليسير
عليه أن يعيد صنع حياته، إن وافقت حكومة صاحب الجلالة. لقد طلب معونة
مالية كبيرة، بالنظر إلى أنه قد خسر كذلك ثلاث عمارات ومتجرين لبيع المواد
الغذائية. والعريضة الأخيرة هي لعامل لا يطلب إلا أن يجد مكاناً ثابتاً.
إنه أعزب ولم يخسر شيئاً أثناء الكارثة. باستثناء حافظة نقود تحتوي على
أوراق هوية وصورة لخطيبته. لا يفوه عنها بكلمة.
24-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 3 -
لكن أليس هذا هو الأوان للتفكير فيَّ. الحقيقة، ها أنذا قد تحررت من عمل
روتيني شاق. فأنا الآن في بيتي. ربما سأصفه. ليس الوقت بليل ولا نهار. ما
قولي عن هلال من شحم يصل الأرض بالسماء، والرمل بالأشجار، والزجاجيات
بحواجز السبل تتعرج صوب الجبال! من ههنا أرى كل شيء ما عدا المدينة. ينبغي
للمرء أن يصمد لفسحة استنشاق! وزملائي الذين يذهبون بزوجاتهم إلى أفضل
العلب الليلية. يحدث ذلك على الجانب الآخر من حياتي. وها هو ذا سجل بها.
إنها مدينة حقيقية واقفة. تشكل نواتها مئات من العمارات المتآكلة أو شبه
المتآكلة. البيوت في هذا الموضع أغلى كراء مما في غيره. المدينة يحيط بها
حزام من أبنية ودارات وقصور يستأثر بنظري منها واحد وردي (إنه إقامة صيفية
لشخص يقال إنه كان اشتراكياً). بين الحزام والحزام ثانويات ومدارس وبيوت
واطئة وقاعات للسينما وملاعب لكرة القدم وشوارع عريضة تحف بها غرانيق
وأشجار دخيلة وملتقيات للطرق ينتصب فيها على الدوام خيال الشرطي، وشوارع
مظلمة نتنة يجري فيها ماء النوافير العمومية، وتلك البنايات كريهة الرائحة،
المنفغرة فيها نوافذ يتدلى فيها الغسيل شبه المنظف وقطع من اللحم الجاف،
ذلك هو الجانب الأشد دلالة من المدينة. لقد ولدت في واحد من تلك الجحور
الكريهة، بين رائحة الدجاج المذبوح ومواء القطط العنيد. مدينتي ليست كومة
سوقية. ولقد لزمني عشر سنين لأعرفها شارعاً شارعاً، وبناية بناية. الضواحي،
البعيدة عن المركز، أكثر جاذبية، في رأيي. البنايات في الضواحي تتمايز
بوضوح بعضها عن بعض. فكل في عزلته. بل إن تلك هي القاعدة التي قام عليها
التصميم. والطريق الوسيطة للجميع. لم نتخذ لنا أصدقاء. فليس لدينا الوقت
لنذهب لندق باباً أخرى غير بابنا. لا نطيل في النقاش مع البقال ونسدد مبلغ
مشترياتنا نقداً. ونشعر بالهدوء العميم.
****
المدينة
تسقط قطرة زيت صفراء تتخللها عروق حمراء وبيضاء، فوق التجعدات اللينة في
ذاكرتي. الطرق تتقدم في غير انتظام صوب الغيمة الشاحبة يدفعها ليل المعابد
والريح. المدينة تولي وجهها صوب الميناء، وأرصفة القطار، والمسابح،
والكونتيكات؛ حيث تشق ساقاي الزبدى البحري : مدينتي التي أحملها في منشفتي،
مدينتي سكين الشمس. لست أتباهى، من خشيتي الكبيرة أن أفهم نفسي. إنني ههنا
أترجح في قار حام وفي الأوراش التي سيكتشفها السياح غداً مع الفجر. إنني
أتضجر، أتضجر، وندبة بعد ندبة، ألتقط زمني شرغوف حقيقي. أنتهك، وأورِّم،
ليس فيه خصمي، أنكره وأسحبه في الطين الأخضر، لكنني لم أدرك بعد ما الذي
يجعل الأولياندر الذي ألاقيه حيثما ذهبت من ساحل شبه المدينة هذه ينفجر في
دخائلي ولماذا أتعلق به وأنا أحلم في الليل. لاشك أن معناه أنني لم أجئ حيث
أعطوني التعليمات وأنكم تعلمون. لاشك أن هذا يفسد عليَّ نيتي. ولماذا أشغل
بالي لماذا؟ لاشك أنني سيكون بمقدوري أن أقول كلمة عن سمني. إنه قبل كل
شيء جحر. حجر عصري. ما عادت الطوبينات تقدر أن تصنع جلدات مثله. يوجد جحري
على وجه الأرض ويكاد يكون داخل الأرض. إنها طريقة للتكهن بالصدمة، عجباً!
الشاوش:
سيدي، إن بيتك عش عناكب يسافر مع الريح فلا تنحل عراه
أنا:
إن مسكني مدينة باردة تفوح منها
رائحة العقبان المنسورية
مسكن احتج عليه قائد اللعبة الحاسمة
اتركني
القايد :
حزام من رماد السماء تهذي لرؤية إيماني الشبيه بإيمان النسر
ومعترضتي وعمامتي الحجازية وبرقي الطي يجول
ظهره الشبيه بخمار الوحش وسط حشد الناجين
إلهي الشيلم إلهي المجاعة إلهي البيت القصر العدالة
الملفات المذكرات دفاتر الفواتير القطائع مع
شيخوخة الماضي التي تتأكل ممالكهم بكل وقاحة
لأجل أن تضعف حيواتنا الكسوفية
الطباخ :
ماتت أمي وأبي يعيش تحت تينة
في الريف حيث تركت إسبانيا صفيحتها الصدئة
إنني أفسد في هذا النسيان السماني الطائر
بسحر الأرض الصالحة
أنا:
أنا نواسير ! الملك أنا الجلالة !
القايد:
شيخ العرب لم يُقتل لم يقتل الشيخ الإفريقي
لا جثة ولا لحم يتطاير بين كواكبنا
الشاوش:
يحيا الإفريقي
أنا:
هل تتذكرون عربات المقاتلين المسلحين
قنابل، ورشاشات؟
والشعب المتحلل في الثفل القرآني؟
الخليفة:
سيدي أتذكر في الصباح أعدِم وطنيونا
واغتصبت الأزواج
وكان الزعماء ينتظرون على المأدبة
القايد :
أفكر في الأمر
الطباخ :
إن الأرغانة تتجعد والأرض تضيق والقلب
يتحجر مجرحاً بعقبان الأخطار
مفسد سيدي
يدخل المفسد
25-07-2012
روتيني شاق. فأنا الآن في بيتي. ربما سأصفه. ليس الوقت بليل ولا نهار. ما
قولي عن هلال من شحم يصل الأرض بالسماء، والرمل بالأشجار، والزجاجيات
بحواجز السبل تتعرج صوب الجبال! من ههنا أرى كل شيء ما عدا المدينة. ينبغي
للمرء أن يصمد لفسحة استنشاق! وزملائي الذين يذهبون بزوجاتهم إلى أفضل
العلب الليلية. يحدث ذلك على الجانب الآخر من حياتي. وها هو ذا سجل بها.
إنها مدينة حقيقية واقفة. تشكل نواتها مئات من العمارات المتآكلة أو شبه
المتآكلة. البيوت في هذا الموضع أغلى كراء مما في غيره. المدينة يحيط بها
حزام من أبنية ودارات وقصور يستأثر بنظري منها واحد وردي (إنه إقامة صيفية
لشخص يقال إنه كان اشتراكياً). بين الحزام والحزام ثانويات ومدارس وبيوت
واطئة وقاعات للسينما وملاعب لكرة القدم وشوارع عريضة تحف بها غرانيق
وأشجار دخيلة وملتقيات للطرق ينتصب فيها على الدوام خيال الشرطي، وشوارع
مظلمة نتنة يجري فيها ماء النوافير العمومية، وتلك البنايات كريهة الرائحة،
المنفغرة فيها نوافذ يتدلى فيها الغسيل شبه المنظف وقطع من اللحم الجاف،
ذلك هو الجانب الأشد دلالة من المدينة. لقد ولدت في واحد من تلك الجحور
الكريهة، بين رائحة الدجاج المذبوح ومواء القطط العنيد. مدينتي ليست كومة
سوقية. ولقد لزمني عشر سنين لأعرفها شارعاً شارعاً، وبناية بناية. الضواحي،
البعيدة عن المركز، أكثر جاذبية، في رأيي. البنايات في الضواحي تتمايز
بوضوح بعضها عن بعض. فكل في عزلته. بل إن تلك هي القاعدة التي قام عليها
التصميم. والطريق الوسيطة للجميع. لم نتخذ لنا أصدقاء. فليس لدينا الوقت
لنذهب لندق باباً أخرى غير بابنا. لا نطيل في النقاش مع البقال ونسدد مبلغ
مشترياتنا نقداً. ونشعر بالهدوء العميم.
****
المدينة
تسقط قطرة زيت صفراء تتخللها عروق حمراء وبيضاء، فوق التجعدات اللينة في
ذاكرتي. الطرق تتقدم في غير انتظام صوب الغيمة الشاحبة يدفعها ليل المعابد
والريح. المدينة تولي وجهها صوب الميناء، وأرصفة القطار، والمسابح،
والكونتيكات؛ حيث تشق ساقاي الزبدى البحري : مدينتي التي أحملها في منشفتي،
مدينتي سكين الشمس. لست أتباهى، من خشيتي الكبيرة أن أفهم نفسي. إنني ههنا
أترجح في قار حام وفي الأوراش التي سيكتشفها السياح غداً مع الفجر. إنني
أتضجر، أتضجر، وندبة بعد ندبة، ألتقط زمني شرغوف حقيقي. أنتهك، وأورِّم،
ليس فيه خصمي، أنكره وأسحبه في الطين الأخضر، لكنني لم أدرك بعد ما الذي
يجعل الأولياندر الذي ألاقيه حيثما ذهبت من ساحل شبه المدينة هذه ينفجر في
دخائلي ولماذا أتعلق به وأنا أحلم في الليل. لاشك أن معناه أنني لم أجئ حيث
أعطوني التعليمات وأنكم تعلمون. لاشك أن هذا يفسد عليَّ نيتي. ولماذا أشغل
بالي لماذا؟ لاشك أنني سيكون بمقدوري أن أقول كلمة عن سمني. إنه قبل كل
شيء جحر. حجر عصري. ما عادت الطوبينات تقدر أن تصنع جلدات مثله. يوجد جحري
على وجه الأرض ويكاد يكون داخل الأرض. إنها طريقة للتكهن بالصدمة، عجباً!
الشاوش:
سيدي، إن بيتك عش عناكب يسافر مع الريح فلا تنحل عراه
أنا:
إن مسكني مدينة باردة تفوح منها
رائحة العقبان المنسورية
مسكن احتج عليه قائد اللعبة الحاسمة
اتركني
القايد :
حزام من رماد السماء تهذي لرؤية إيماني الشبيه بإيمان النسر
ومعترضتي وعمامتي الحجازية وبرقي الطي يجول
ظهره الشبيه بخمار الوحش وسط حشد الناجين
إلهي الشيلم إلهي المجاعة إلهي البيت القصر العدالة
الملفات المذكرات دفاتر الفواتير القطائع مع
شيخوخة الماضي التي تتأكل ممالكهم بكل وقاحة
لأجل أن تضعف حيواتنا الكسوفية
الطباخ :
ماتت أمي وأبي يعيش تحت تينة
في الريف حيث تركت إسبانيا صفيحتها الصدئة
إنني أفسد في هذا النسيان السماني الطائر
بسحر الأرض الصالحة
أنا:
أنا نواسير ! الملك أنا الجلالة !
القايد:
شيخ العرب لم يُقتل لم يقتل الشيخ الإفريقي
لا جثة ولا لحم يتطاير بين كواكبنا
الشاوش:
يحيا الإفريقي
أنا:
هل تتذكرون عربات المقاتلين المسلحين
قنابل، ورشاشات؟
والشعب المتحلل في الثفل القرآني؟
الخليفة:
سيدي أتذكر في الصباح أعدِم وطنيونا
واغتصبت الأزواج
وكان الزعماء ينتظرون على المأدبة
القايد :
أفكر في الأمر
الطباخ :
إن الأرغانة تتجعد والأرض تضيق والقلب
يتحجر مجرحاً بعقبان الأخطار
مفسد سيدي
يدخل المفسد
25-07-2012
عدل سابقا من قبل izarine في الأحد 5 أغسطس 2012 - 18:28 عدل 1 مرات
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 4 -كان الملك يبيع البلد بيع التصفية
المفسد:
آه، أسناني، كبدي، سيدي (يصر على أسنانه)، إنا
ثمل أن أعرف أنك قائدنا. إن قبيلتنا كانت على مر التاريخ شعباً. وأنت
تتمتع بدعم جيش التحرير.
يدخل قائد جيش التحرير.
سيدي، الأمازيغي مند أن كانت المشيمة وقبل أن تكون قطرة المني
أمازيغي من غير فروسية ومن غير كرنيب عن طريق العاصفة والقمم الجبلية
عن طريق شعر السعتر وعن طريق البلدة التي في رأسي
أمازيعي هذه الكلمة عملة الجنة
من غير رنة الكمبري
ومن غير لوتار ومن غير طبل ولا أقوال
وزير السياحة والفنون الجميلة
ومن غير حفل التمور
التي بدونها لا يكون أمازيغي ولا خرج من تجاعيد
الرمل المتحرك
أنا أنت سيدي إيماني أعتبرك شاهداً
قضيتنا هي قضية إنسان يتنكر
لجذوره الفاسدة
بالفضيحة والرعب
ينبغي أن نكف عن عبادة الله وأن نخلق
شهادتنا
الرب النبي
الحضور :
أيها النبي جد لنا إلهاً حقيقياً
أنا :
إن إلهتكم الجنوبية المتوهجة
قطعوا الدخلاء وستنبتون عقيدتكم
في العشب العنيف للزمن لكن ستكونون شعباً مقاتلاً
الطباخ :
سأدعو أبي ليأتي
الشاوش :
سأدعو أمي لتأتي
القايد :
إن أرضي هناك تئن من النسيان
ومن الزوابع
وابنتي هناك تموت تحت أعقاب البنادق
والطلقات الهمجية
من البنادق
والمسدسات
الخليفة :
إنني أبغض مبادئ الملكية أمقت أوروبا وإن تكن قوانينها
أوضح من الدستور الذي يتسكع لدينا
في الشوارع والأودية
والأفواه والأسوت
الحضور :
نمقت مبادئ الملكية
أنا :
الجنوبي سكني الحقيقي شيطاني وإلهي الطيب
الجنوبي
مثل الذي سيقول أمي أرضي حياتي
كالذي سيسافر عبر الخزامى
والسرخس
في القمم التي تلوح من البعيد وقد اكتست بالشمس
أيها الجنوبي يا وطني
وسيموني ناهباً
من ذاكرتي الشك القدري ومن ظلي دعابة الأبراج أيها الجنوبي الدفاق
قطفة تخربش عليها مغامرتي
فجراً تاريخياً جديداً
تعرفون أننا تحررنا بفعل الكارثة
من الملكيات البدائية
وتعرفون أن نقيصة الملكيات هي
الحلول محل كل واحد وهي
الحلول محل الجميع
الشاوش :
هي الحلول محل الجميع
الحشد :
أن نغير الله
القايد :
أيتها الأرض التي لطالما تُهجيت تحت أنظار الكارثة
أرض أجفلت بفعل أنياب الذئب والكلب المسعور
أرض سامة لكن منيعة
منذ أن كانت الأسطورة المضحكة ومنذ أن كانت نزهات موريتانيا
ونزهات جنوب قوس قزح المنتصب
أيتها الأرض الشرعية
حيث لا يمكن أن يرتسم طيف ولا تاج إنني أسلم بقوتك
أنا :
أيتها الأنهار التي يتنصت إليها بقايا أوخامنا الرقيقة المبصوقة
من فم مر
فليكن.
إنني أستولي على هذه السلطة وأوقع على جوعي من برد وحمادة
وبحر وضباب يمزج جزيرات الجريمة
الفلاح :
فليستمعوا إلى متاهتي. في قديم كانت تتصاعد من أفخاذ
رائحة قديمة
الأزمة المجنونة الحانقة فتطرد جبالنا وتطرد حنطتنا
قبل الصيف
قبل زهرة اللوز المتوردة
قبل كلامي
كان الملك يريد ملح الدم
كان الملك يأكل الحمى الصفراء من أحداقنا
كان الملك يزين عبيده بألقاب تراتبية
كان الملك يبيع البلد بيع التصفية
الخليفة :
الملك الضريح المفتوح المنبطح على الأرض
26-07-2012
آه، أسناني، كبدي، سيدي (يصر على أسنانه)، إنا
ثمل أن أعرف أنك قائدنا. إن قبيلتنا كانت على مر التاريخ شعباً. وأنت
تتمتع بدعم جيش التحرير.
يدخل قائد جيش التحرير.
سيدي، الأمازيغي مند أن كانت المشيمة وقبل أن تكون قطرة المني
أمازيغي من غير فروسية ومن غير كرنيب عن طريق العاصفة والقمم الجبلية
عن طريق شعر السعتر وعن طريق البلدة التي في رأسي
أمازيعي هذه الكلمة عملة الجنة
من غير رنة الكمبري
ومن غير لوتار ومن غير طبل ولا أقوال
وزير السياحة والفنون الجميلة
ومن غير حفل التمور
التي بدونها لا يكون أمازيغي ولا خرج من تجاعيد
الرمل المتحرك
أنا أنت سيدي إيماني أعتبرك شاهداً
قضيتنا هي قضية إنسان يتنكر
لجذوره الفاسدة
بالفضيحة والرعب
ينبغي أن نكف عن عبادة الله وأن نخلق
شهادتنا
الرب النبي
الحضور :
أيها النبي جد لنا إلهاً حقيقياً
أنا :
إن إلهتكم الجنوبية المتوهجة
قطعوا الدخلاء وستنبتون عقيدتكم
في العشب العنيف للزمن لكن ستكونون شعباً مقاتلاً
الطباخ :
سأدعو أبي ليأتي
الشاوش :
سأدعو أمي لتأتي
القايد :
إن أرضي هناك تئن من النسيان
ومن الزوابع
وابنتي هناك تموت تحت أعقاب البنادق
والطلقات الهمجية
من البنادق
والمسدسات
الخليفة :
إنني أبغض مبادئ الملكية أمقت أوروبا وإن تكن قوانينها
أوضح من الدستور الذي يتسكع لدينا
في الشوارع والأودية
والأفواه والأسوت
الحضور :
نمقت مبادئ الملكية
أنا :
الجنوبي سكني الحقيقي شيطاني وإلهي الطيب
الجنوبي
مثل الذي سيقول أمي أرضي حياتي
كالذي سيسافر عبر الخزامى
والسرخس
في القمم التي تلوح من البعيد وقد اكتست بالشمس
أيها الجنوبي يا وطني
وسيموني ناهباً
من ذاكرتي الشك القدري ومن ظلي دعابة الأبراج أيها الجنوبي الدفاق
قطفة تخربش عليها مغامرتي
فجراً تاريخياً جديداً
تعرفون أننا تحررنا بفعل الكارثة
من الملكيات البدائية
وتعرفون أن نقيصة الملكيات هي
الحلول محل كل واحد وهي
الحلول محل الجميع
الشاوش :
هي الحلول محل الجميع
الحشد :
أن نغير الله
القايد :
أيتها الأرض التي لطالما تُهجيت تحت أنظار الكارثة
أرض أجفلت بفعل أنياب الذئب والكلب المسعور
أرض سامة لكن منيعة
منذ أن كانت الأسطورة المضحكة ومنذ أن كانت نزهات موريتانيا
ونزهات جنوب قوس قزح المنتصب
أيتها الأرض الشرعية
حيث لا يمكن أن يرتسم طيف ولا تاج إنني أسلم بقوتك
أنا :
أيتها الأنهار التي يتنصت إليها بقايا أوخامنا الرقيقة المبصوقة
من فم مر
فليكن.
إنني أستولي على هذه السلطة وأوقع على جوعي من برد وحمادة
وبحر وضباب يمزج جزيرات الجريمة
الفلاح :
فليستمعوا إلى متاهتي. في قديم كانت تتصاعد من أفخاذ
رائحة قديمة
الأزمة المجنونة الحانقة فتطرد جبالنا وتطرد حنطتنا
قبل الصيف
قبل زهرة اللوز المتوردة
قبل كلامي
كان الملك يريد ملح الدم
كان الملك يأكل الحمى الصفراء من أحداقنا
كان الملك يزين عبيده بألقاب تراتبية
كان الملك يبيع البلد بيع التصفية
الخليفة :
الملك الضريح المفتوح المنبطح على الأرض
26-07-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 5 - هيئ لي جوازاً أريد أن أرحل إلى فرنسا وأكون مجرد عامل منجمي في معْي الأرض السوداء
الشاوش:
راع سيد راع ومعه قطيعه يثغو في الخارج
يدخل الراعي
ليسمعني
النبي. فسأسر إليه بما يفكر الحجر، وما يطهو البلق، الحجر يردد صوتي على
الأشجار المتوحشة، الأشجار المتوحشة تحفر نبرتي في الأرض البليلة. دم الأرض
يقول إن عروقي تحن إليك حنيناً مستقيماً
فأنصت
الأفق يترصد
الدائرة تنفتح
تحيط ببجماطتي يقطينتي الطرية نائي المعلم
تحيط بي
أنا نفسي
لكنني أعرف أن الخرائط تكذب
أعرف أنني على هذا الكوكب
لست وحيداً ولا مع أشباهي
هيه
هيئ لي جوازاً أريد أن أرحل إلى فرنسا
وأكون مجرد عامل منجمي
في معْي الأرض السوداء
أخرج النار من خياشيم الجرأة والجسارة
وأعطي أعضائي
إلى البنات
الأثرياء يشترون الغيضات
أوه، أنا فرنسا أنا أرحل إلى فرنسا بسرعة أنا أنفق
يدخل القطيع
القطيع :
مخاطباً الراعي.
أيها البوصلة، هيه، أيها البوصلة، لا تذهب إلى فرنسا فالعيش هناك رهيب،
أنا أحب أن يبري قرني الغرانيت والسيليس ليس الآن أصير الموت المقهقه في وجه السماء
مخاطباً إياي.
إن كنت وحدك الملك السيد الحكومة فامنع هذا الرجل
أن يرحل أو فاقتله وكن أنت لنا المرشد
عنزة :
ههنا قطعت رؤوسنا لكن
سنمكث ههنا
ههنا دبغت جلودنا فباله عليك ماذا ستصنع في فرنسا البرد والثلج والواجب اليومي
ونايك هل سترمي به متسولاً ستصير أواه، فلا تذهب
جدْي :
إنها تكذب هيا يا سيدي صديقي
إن إخوتي هناك تعيش في ورق ستة
أشخاص وسط
الصراصير وتجاعيد العمل
لكن المال أصبح يزرع أصدق من الصلاة
وفي كل يوم
تأتي المومسات أزود مما ينبغي
صارخات
من يريد مومساً من يريد المهبل بخمس فرنكات
أوه يا خصيتي أواه يا عضوي المسروق من الديك المتجعد
رعد
هيا
أنا :
اذبحوا هذا الجديَ
الحشد :
اذبحوه
يعدون لوح من خشب الأرز. يمسك بالجدي رجلان قويان. ويكبلان قوائمة. ويمددونه فوق اللوح.
الطباخ :
سأشرب من دمه وسأنفخ في مثانته.
يتم قتل الجدي. وبعد لحظات، يتم سلخه. ويرمى إلى الكلاب الضالة. صمت.
صوت من الخارج :
إنهم يقتلوننا. سقط القتلة المستأجرون
تحت فأس الأراضي المتحركة
من المستنقعات
وجاء قتلة آخرون
كمثل قناني سم كمثل رمال متحركة.
إلهي
إنها النقاعة النقاعة الوحيدة
التي تقدم إلينا بعد العمل. يداي
أوه، أصابعي ما عدتِ سوى سبعة
لا تحفري بعد
وكوني اللحم الذي يجرؤ على الضحك من القرن
الشرير
يدخل متسول يلوح بقنينة خمر أحمر شبه فارغة
المتسول:
سلاماً. كليتاي. دهائي. هنالك تنصب أنصاف الكرات الأرضية
ههنا يتصاعد الغضب،
عين الإعصار والنجميات،
تلتصق
بندوبي. ههنا
ترقص الخراب.
راية راية مجرحة كبغداد متصلة
أرض مشؤومة منكوزة
أنا:
اطردوا هذا المجنون.
فيطردون المتسول.
أنا:
أنكم
تفعلون حسناً. المدينة سقطت. الأسطح على وجه قشرة الأرض، والشمس المشوية
في أوانها، والرمال المبعثرة، التي تتقوض تحت حذائي. لقد حلمت بحوار حقيقي.
27 - 07 - 2012
راع سيد راع ومعه قطيعه يثغو في الخارج
يدخل الراعي
ليسمعني
النبي. فسأسر إليه بما يفكر الحجر، وما يطهو البلق، الحجر يردد صوتي على
الأشجار المتوحشة، الأشجار المتوحشة تحفر نبرتي في الأرض البليلة. دم الأرض
يقول إن عروقي تحن إليك حنيناً مستقيماً
فأنصت
الأفق يترصد
الدائرة تنفتح
تحيط ببجماطتي يقطينتي الطرية نائي المعلم
تحيط بي
أنا نفسي
لكنني أعرف أن الخرائط تكذب
أعرف أنني على هذا الكوكب
لست وحيداً ولا مع أشباهي
هيه
هيئ لي جوازاً أريد أن أرحل إلى فرنسا
وأكون مجرد عامل منجمي
في معْي الأرض السوداء
أخرج النار من خياشيم الجرأة والجسارة
وأعطي أعضائي
إلى البنات
الأثرياء يشترون الغيضات
أوه، أنا فرنسا أنا أرحل إلى فرنسا بسرعة أنا أنفق
يدخل القطيع
القطيع :
مخاطباً الراعي.
أيها البوصلة، هيه، أيها البوصلة، لا تذهب إلى فرنسا فالعيش هناك رهيب،
أنا أحب أن يبري قرني الغرانيت والسيليس ليس الآن أصير الموت المقهقه في وجه السماء
مخاطباً إياي.
إن كنت وحدك الملك السيد الحكومة فامنع هذا الرجل
أن يرحل أو فاقتله وكن أنت لنا المرشد
عنزة :
ههنا قطعت رؤوسنا لكن
سنمكث ههنا
ههنا دبغت جلودنا فباله عليك ماذا ستصنع في فرنسا البرد والثلج والواجب اليومي
ونايك هل سترمي به متسولاً ستصير أواه، فلا تذهب
جدْي :
إنها تكذب هيا يا سيدي صديقي
إن إخوتي هناك تعيش في ورق ستة
أشخاص وسط
الصراصير وتجاعيد العمل
لكن المال أصبح يزرع أصدق من الصلاة
وفي كل يوم
تأتي المومسات أزود مما ينبغي
صارخات
من يريد مومساً من يريد المهبل بخمس فرنكات
أوه يا خصيتي أواه يا عضوي المسروق من الديك المتجعد
رعد
هيا
أنا :
اذبحوا هذا الجديَ
الحشد :
اذبحوه
يعدون لوح من خشب الأرز. يمسك بالجدي رجلان قويان. ويكبلان قوائمة. ويمددونه فوق اللوح.
الطباخ :
سأشرب من دمه وسأنفخ في مثانته.
يتم قتل الجدي. وبعد لحظات، يتم سلخه. ويرمى إلى الكلاب الضالة. صمت.
صوت من الخارج :
إنهم يقتلوننا. سقط القتلة المستأجرون
تحت فأس الأراضي المتحركة
من المستنقعات
وجاء قتلة آخرون
كمثل قناني سم كمثل رمال متحركة.
إلهي
إنها النقاعة النقاعة الوحيدة
التي تقدم إلينا بعد العمل. يداي
أوه، أصابعي ما عدتِ سوى سبعة
لا تحفري بعد
وكوني اللحم الذي يجرؤ على الضحك من القرن
الشرير
يدخل متسول يلوح بقنينة خمر أحمر شبه فارغة
المتسول:
سلاماً. كليتاي. دهائي. هنالك تنصب أنصاف الكرات الأرضية
ههنا يتصاعد الغضب،
عين الإعصار والنجميات،
تلتصق
بندوبي. ههنا
ترقص الخراب.
راية راية مجرحة كبغداد متصلة
أرض مشؤومة منكوزة
أنا:
اطردوا هذا المجنون.
فيطردون المتسول.
أنا:
أنكم
تفعلون حسناً. المدينة سقطت. الأسطح على وجه قشرة الأرض، والشمس المشوية
في أوانها، والرمال المبعثرة، التي تتقوض تحت حذائي. لقد حلمت بحوار حقيقي.
27 - 07 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 6 - الحاصل أنها مدينة للحيوان أو حديقة للحيوان. وبين الأناسي، تجد الحيوانات الأكثر استئناساً 1/2
«أيديكم خلف رؤوسكم، ولا ضجيج»، قال الفقيه. قلت عني إني الفقيه، أنا؟ كلا،
فما هي مزحة. انصرفوا عني جميعاً، الواحد تلو الآخر. إنهم يبتعدون.
المدينة تعاود الطلوع عارية. الممثلون ليس لهم من أهمية. المسرح مستحيل.
سيهز الحجارة أكتافها، ستريكم. سيأتي من جديد بالكارثة. فقيلما سيكون مجار
الحديث دائماً. الحيطان النَّخرة لم تعد تصمد إلا مثلما أصمد أنا. أغلقت
المكتب في الزوال، وتوجهت إلى الميناء. رأيت الماء جامداً. ثم قفلت راجعاً.
لكن بدلاً من أن أعود إلى البيت، ذهبت لأرى إن كان للهضبة التي تحدّث عنها
ذلك الذي سيغتدي عليَّ بعدُ، أو يقتلني بعد، توجد بالفعل. نعم، إنها
موجودة. لكن ليس عليها من أثر لبيت. كيف أمكنني أن أعثر على هذه الهضبة؟
إنه الشعور فحسب. أحصيت الموقع المضبوط للبيت. بدقة مثيرة، بطبيعة الحال.
دخلت المنزل في القبو. انقلبت على الأرض من جديد. لم أقل افتح يا سمسم.
تناهت إليَّ فجأة ضحكة عدوِّي في الخصم. كان يضرب غزالته، أو عشيقته. حاولت
أن أخرج من المسكن وأنا أرفعه. لم أفلح في الأمر. لقد تلاشت سريعاً في عمق
الأرض. وصارت مبهمة غامضة وثقيلة. قلت إنني لابد أن أعود إليها. وطُقْ...
لقد تبخروا، أولئك الكلاب. أردت أن أصطنع من نفسي مستقصياً. لقد أرهقوني،
وتركوني. إلى درجة أنني وصلت إلى هنا، أنا، أنا دائماً، من أزعج؟ أنا،
مستحيل. ماذا أقول؟ لم أسأل نفسيبشأن عملي. سأبدأ بعد وقت قليل في معرفته.
لقد كلفت بأن أقيم المدينة من سقطتها. أعن طريق المحكمة؟ أستعيد مدينة؟ أين
هو مكان المأساة؟ ومن الفاعل؟ لا أفهم. مدينة تكون مريحة، ونقية، ونقية.
بها شوارع جميلة، ومن غير أزقة، وارتعاشات من الريح بطول الواجهات، وعطور
فواحة تبعث على الحلم، ومصلحة للنظام منتظمة وليست قاسية، وملتقيات لطرق من
غير أضواء حمراء، وإجمالاً فصل حقيقي، يقود كل واحد إلى الحياة الجيدة،
مدينة بلا حشد، تسلم فيها كل طلبية في البيت من غير أن يُرى القائم
بالتسليم، وحيث يكون على كل واحد أن يقوم بمهمة محددة. لا مدينة من أحمر
وأبيض فوق قمة حمراء طرقها من الحفر العميقة. مدينة من طوابق مبعثرة حسب
التضاريس. بدون أرض ظاهرة، ولا غبار. وبدون سلالم لكن بها زرابي متنقلة
وسيارة أجرة كهربائية لكل واحد. سأضع تصميماً لهذه المدينة. ولربما يكون
ذلك هو السبب الذي لأجله كلفت بأن أكون هنا.
***
الحاصل
أنها مدينة للحيوان أو حديقة للحيوان. بين الأناسي، تجد الحيوانات الأكثر
استئناساً. حيوانات متحضرة بإفراط، شديدة تهذب، ومزعجة لأجل ذلك أيضاً. أنا
قادم من مكان آخر.لا يزال الوقت مبكراًُ جداً. هل وصلت إلى هنا؟ ولأي غرض؟
إنني لا أستعمل السلالم. بل أتسلق السور الترابي من غير أي شيء. في الشباك
الذي يوجد على ارتفاع عشرة أمتار على سمح الأرض، قرد ساجو حليق جيداً.
أطلب أن أدخل المدينة. مستحيل. أنت غريب. ونحن لا نقبل هنا بأي غرابة. ومن
أدراني إن كنت جاسوساً أو ساحراً. ألوية القرود، في صفوف متراصة، تنتظرني
في الأسفل. أقفز أرضاً، فأصير داخل الجانب الممنوع من مدينة الحيوان. مماش
تحفها أشجار مجلوبة. هرير محركات، تماسيح قواطير تسهر في الماء المنتن في
أحواض مستطيلة. قصور للعدالة في ساحات خفيضة ومحامون مهيَّجون. ربما
يتداولون بشأني. من يكون هذا الدخيل؟ لا أعرف. أأنا دخيل؟ إنكم تهزأون.
أواصل. نساء كلبات أو ضبعات متبرجة تدخن سيجارة تلو أخرى. خمارات بها
غوريلات بنظارات ولا تشرب غير قشدة بعوض الملاريا. وأبعد من ذلك، ظلي
المتمدد فوق مربع من زجاج. أطوَّق، وألاحَق، ويطلَق عليَّّ الرصاص.
29 - 07 - 2012
فما هي مزحة. انصرفوا عني جميعاً، الواحد تلو الآخر. إنهم يبتعدون.
المدينة تعاود الطلوع عارية. الممثلون ليس لهم من أهمية. المسرح مستحيل.
سيهز الحجارة أكتافها، ستريكم. سيأتي من جديد بالكارثة. فقيلما سيكون مجار
الحديث دائماً. الحيطان النَّخرة لم تعد تصمد إلا مثلما أصمد أنا. أغلقت
المكتب في الزوال، وتوجهت إلى الميناء. رأيت الماء جامداً. ثم قفلت راجعاً.
لكن بدلاً من أن أعود إلى البيت، ذهبت لأرى إن كان للهضبة التي تحدّث عنها
ذلك الذي سيغتدي عليَّ بعدُ، أو يقتلني بعد، توجد بالفعل. نعم، إنها
موجودة. لكن ليس عليها من أثر لبيت. كيف أمكنني أن أعثر على هذه الهضبة؟
إنه الشعور فحسب. أحصيت الموقع المضبوط للبيت. بدقة مثيرة، بطبيعة الحال.
دخلت المنزل في القبو. انقلبت على الأرض من جديد. لم أقل افتح يا سمسم.
تناهت إليَّ فجأة ضحكة عدوِّي في الخصم. كان يضرب غزالته، أو عشيقته. حاولت
أن أخرج من المسكن وأنا أرفعه. لم أفلح في الأمر. لقد تلاشت سريعاً في عمق
الأرض. وصارت مبهمة غامضة وثقيلة. قلت إنني لابد أن أعود إليها. وطُقْ...
لقد تبخروا، أولئك الكلاب. أردت أن أصطنع من نفسي مستقصياً. لقد أرهقوني،
وتركوني. إلى درجة أنني وصلت إلى هنا، أنا، أنا دائماً، من أزعج؟ أنا،
مستحيل. ماذا أقول؟ لم أسأل نفسيبشأن عملي. سأبدأ بعد وقت قليل في معرفته.
لقد كلفت بأن أقيم المدينة من سقطتها. أعن طريق المحكمة؟ أستعيد مدينة؟ أين
هو مكان المأساة؟ ومن الفاعل؟ لا أفهم. مدينة تكون مريحة، ونقية، ونقية.
بها شوارع جميلة، ومن غير أزقة، وارتعاشات من الريح بطول الواجهات، وعطور
فواحة تبعث على الحلم، ومصلحة للنظام منتظمة وليست قاسية، وملتقيات لطرق من
غير أضواء حمراء، وإجمالاً فصل حقيقي، يقود كل واحد إلى الحياة الجيدة،
مدينة بلا حشد، تسلم فيها كل طلبية في البيت من غير أن يُرى القائم
بالتسليم، وحيث يكون على كل واحد أن يقوم بمهمة محددة. لا مدينة من أحمر
وأبيض فوق قمة حمراء طرقها من الحفر العميقة. مدينة من طوابق مبعثرة حسب
التضاريس. بدون أرض ظاهرة، ولا غبار. وبدون سلالم لكن بها زرابي متنقلة
وسيارة أجرة كهربائية لكل واحد. سأضع تصميماً لهذه المدينة. ولربما يكون
ذلك هو السبب الذي لأجله كلفت بأن أكون هنا.
***
الحاصل
أنها مدينة للحيوان أو حديقة للحيوان. بين الأناسي، تجد الحيوانات الأكثر
استئناساً. حيوانات متحضرة بإفراط، شديدة تهذب، ومزعجة لأجل ذلك أيضاً. أنا
قادم من مكان آخر.لا يزال الوقت مبكراًُ جداً. هل وصلت إلى هنا؟ ولأي غرض؟
إنني لا أستعمل السلالم. بل أتسلق السور الترابي من غير أي شيء. في الشباك
الذي يوجد على ارتفاع عشرة أمتار على سمح الأرض، قرد ساجو حليق جيداً.
أطلب أن أدخل المدينة. مستحيل. أنت غريب. ونحن لا نقبل هنا بأي غرابة. ومن
أدراني إن كنت جاسوساً أو ساحراً. ألوية القرود، في صفوف متراصة، تنتظرني
في الأسفل. أقفز أرضاً، فأصير داخل الجانب الممنوع من مدينة الحيوان. مماش
تحفها أشجار مجلوبة. هرير محركات، تماسيح قواطير تسهر في الماء المنتن في
أحواض مستطيلة. قصور للعدالة في ساحات خفيضة ومحامون مهيَّجون. ربما
يتداولون بشأني. من يكون هذا الدخيل؟ لا أعرف. أأنا دخيل؟ إنكم تهزأون.
أواصل. نساء كلبات أو ضبعات متبرجة تدخن سيجارة تلو أخرى. خمارات بها
غوريلات بنظارات ولا تشرب غير قشدة بعوض الملاريا. وأبعد من ذلك، ظلي
المتمدد فوق مربع من زجاج. أطوَّق، وألاحَق، ويطلَق عليَّّ الرصاص.
29 - 07 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 7 - الحاصل أنها مدينة للحيوان أو حديقة للحيوان. وبين الأناسي، تجد الحيوانات الأكثر استئناساً. 2/2
القذائف تنزلق على وركيَّ. يخيل إليَّ أنني أرى أبي. لا يتعرف عليَّ. أحاول
أن أقطع عليه الطريق. فيطلب النجدة. يأتي رجال الشرطة القرود بأعداد
كبيرة. أفلح في أن أشق لي منفذاً بينهم. يطاردونني. وذلك أسوأ. وبعد لأي
يمر الأناسي أشباهي. لا ينظرون إليَّ مجرد نظرة. بلى، إن أصغرهم يشير
إليَّ أن أتبعه. فأتوجه ناحيته. ماذا جئت تفعل ههنا، يقول لي؟ لا أعرف.
وأنت، ماذا تفعل ههنا؟ كنت أمر، في الزمن. أغراني ما كنت أسمع من رجل شيخ
عن هذه المدينة، فأقسمت أن أدخلها. لكن من ذلك الحين وأنا لا أفلح في
الخروج منها. إنهم لا يدعون أحداً يدخل أو يخرج. تقدمت بطلب للخروج إلى
الرئيس ويستيتي. فقوبل بالرفض. فقد رد عليَّ بقوله : إنك تعتبر مواطناً.
لقد سجلناك في تاريخ مدينتنا كعضو من السكان النشيطين والمثابرين. فهل يجوز
لنا أن نخسر رجلاً ثميناً مثلك؟ فانصرفت عن الأمر. فقد تزوجت برتيلاء
تارانتية بيضاء. فأنجبت لي رجلين رتيلاوين كثيفي الشعر. الأعمال الآن. ما
معنى ذلك؟ إننا لا نضيع وقتاً ههنا، يقول لي رفيقي. وزيرة الأشغال
العمومية، السيدة لاكروفيت تقوم بعملها غير قيام. فالشعب في حاجة إلى بيوت
ليشعر بالأمان. أمهات أربع وأربعين مرخص لها من لدن الحكومة تهاجم كل من
يخل بهذا القانون. سنزور في ما بعد أكواخ العمال. أما الآن، فسأذهب بك إلى
الولاية. وهناك سيعدون لك دفتراً للأسرة بعد أن يزوِّجوك. لن تحتاج إلى أن
تختار زوجتك. فستقفان أمام الباب، وسينظر إليكما ببغاء، وسيتفوه باسم.
فينفتح باب وإذا فتاة تنادي عليكما من الجانب الآخر. فتمضيان نحوها، وإن
كانت لا تستحق ذلك العناء، وكانت مفرطة في الحيوانية. مفهوم. نهم. وإلا
فستتعرضان للتمزيق من الرئيسات الببغاوات. فإن منها في ذلك المكان لا أقل
من مائة. وصدقني، إنهن عارفات بالرجال. إننا ننفصل عن الرجال إخواننا. ها
إن القرود ينعم النظر إليَّ الآن بحسد. النسور تتقافز. لقد أوصد عليها في
أقفاص. وجندي يراقبها وقد تسلح بشباك من أسلاك حديدية وقاذفة لهب. فلماذا
لا يفرجون عنها؟ إنها متمردات. ومتآمرات. تريد أن تساعد الرجال على التخلص
من الحيوانات الحاكمة. ستقدم للمحاكمة في غضون ثمانية أيام. وماذا سيكون
الحكم؟ عقوبة الإعدام، يجيب رفيقي. فتوضع في قفص من حجر ويصب عليها
البنزين. وسيقوم الحاكم بشخصه بإضرام النار بمحضر العُقاب ذي الأسنان، وزير
المؤامرات. كما جرى لبوحمارة! ومن يكون؟ ما عدت أتذكر. لكنها إبادة جماعية
حقيقية. كلا، بل سيفرج عن نسور أخرى. بل إن منها التي ستُجعل في أعلى
المناصب. وهي لا تنتمي إلى أي حزب سياسي، وتكتفي بأن تعيش. لا تحضر أي تجمع
وطني. فهي تلتزم الصمت. والرجال؟ ما هو دورهم على وجه التحديد؟ سيطول بنا
شرح ذلك كثيراً. سنعود إليه. الولاية عبارة عن زريبة ضاجة. استقبلنا الوالي
بشخصه في مكتبه. ناجا مهذارة تسمح نظارتيه دون توقف. عادة عصبية،يوشوش لي
رفيقي. لا تهتمم، يضيف. إنك سعيدة جداً، بالأكيد، بخطئك، يصيح بي الولي.
لأن الرجال لا يأتون عندنا بطريق الخطإ. لقد صرنا على علم بوجودك هنا. وقد
كان في نيتنا أن نصفيك، لكن من حظك أنك لقيت المساندة الكاملة من هذا
السيد. لطلك قررنا أن نحتفظ بك. سنعهد بك إلى بيت للإصلاح، وبعد ذلك سيكون
بمقدورك أن تتمتع بالحقوق نفسها المكفولة لأي مواطن آخر. لكن سنهيئ لك
أولاً بطاقة هوية مناسبة. وسنزوجك. اتبعوني. مكتب الولي ليس بالكبير جداً،
لكنه مرفه جداً. تتوسطه طاولة مبرنقة، وبه كرسي وثلاث متكآت. مروحية تحت
النافذة، وخزانة إلى الحائط قبالة الولي. خرجنا الواحد عقب الآخر. الناجا
تحيي مرؤوسيها بتحريك الرأس. اجتزنا فناء مسمنتاً ينحفر في وسطه درع سلحفاة
عظيمة ينبجس بماء. إنه من عمل الفأرات البيضاء، يقول الولي. أنتم أيضاً،
سيكون لكم إسهام في بناء مدينتنا. ثم أضاف، بعد صمت قصير : سترون. ندخل
طبقة سفلى تضيئها مشاعل. تنتزع الناجا من الحائط باقة لهب. تشد بيدها
اليمنى على اللهب؛ لا أعود أرى غير يدها، تحيط بألسنة لهب طويلة. تدفع
الناجا رجلها اليمنى بابا متزعزعاً فيسمع له أنين بفعل تلك الصدمة. ادخلوا،
تقول لي. ولا تنبسوا بكلمة مهما يحدث. سأعيد إغلاق الباب. سألبث ههنا أنا
وصديقك. وأما أنت فقف قدام الباب الثالثة في الداخل وانتظر. فإذا انتهى
الأمر، التحقنا بك. مفهوم؟ نعم، سيدي الوالي.
31 - 07 - 2012
أن أقطع عليه الطريق. فيطلب النجدة. يأتي رجال الشرطة القرود بأعداد
كبيرة. أفلح في أن أشق لي منفذاً بينهم. يطاردونني. وذلك أسوأ. وبعد لأي
يمر الأناسي أشباهي. لا ينظرون إليَّ مجرد نظرة. بلى، إن أصغرهم يشير
إليَّ أن أتبعه. فأتوجه ناحيته. ماذا جئت تفعل ههنا، يقول لي؟ لا أعرف.
وأنت، ماذا تفعل ههنا؟ كنت أمر، في الزمن. أغراني ما كنت أسمع من رجل شيخ
عن هذه المدينة، فأقسمت أن أدخلها. لكن من ذلك الحين وأنا لا أفلح في
الخروج منها. إنهم لا يدعون أحداً يدخل أو يخرج. تقدمت بطلب للخروج إلى
الرئيس ويستيتي. فقوبل بالرفض. فقد رد عليَّ بقوله : إنك تعتبر مواطناً.
لقد سجلناك في تاريخ مدينتنا كعضو من السكان النشيطين والمثابرين. فهل يجوز
لنا أن نخسر رجلاً ثميناً مثلك؟ فانصرفت عن الأمر. فقد تزوجت برتيلاء
تارانتية بيضاء. فأنجبت لي رجلين رتيلاوين كثيفي الشعر. الأعمال الآن. ما
معنى ذلك؟ إننا لا نضيع وقتاً ههنا، يقول لي رفيقي. وزيرة الأشغال
العمومية، السيدة لاكروفيت تقوم بعملها غير قيام. فالشعب في حاجة إلى بيوت
ليشعر بالأمان. أمهات أربع وأربعين مرخص لها من لدن الحكومة تهاجم كل من
يخل بهذا القانون. سنزور في ما بعد أكواخ العمال. أما الآن، فسأذهب بك إلى
الولاية. وهناك سيعدون لك دفتراً للأسرة بعد أن يزوِّجوك. لن تحتاج إلى أن
تختار زوجتك. فستقفان أمام الباب، وسينظر إليكما ببغاء، وسيتفوه باسم.
فينفتح باب وإذا فتاة تنادي عليكما من الجانب الآخر. فتمضيان نحوها، وإن
كانت لا تستحق ذلك العناء، وكانت مفرطة في الحيوانية. مفهوم. نهم. وإلا
فستتعرضان للتمزيق من الرئيسات الببغاوات. فإن منها في ذلك المكان لا أقل
من مائة. وصدقني، إنهن عارفات بالرجال. إننا ننفصل عن الرجال إخواننا. ها
إن القرود ينعم النظر إليَّ الآن بحسد. النسور تتقافز. لقد أوصد عليها في
أقفاص. وجندي يراقبها وقد تسلح بشباك من أسلاك حديدية وقاذفة لهب. فلماذا
لا يفرجون عنها؟ إنها متمردات. ومتآمرات. تريد أن تساعد الرجال على التخلص
من الحيوانات الحاكمة. ستقدم للمحاكمة في غضون ثمانية أيام. وماذا سيكون
الحكم؟ عقوبة الإعدام، يجيب رفيقي. فتوضع في قفص من حجر ويصب عليها
البنزين. وسيقوم الحاكم بشخصه بإضرام النار بمحضر العُقاب ذي الأسنان، وزير
المؤامرات. كما جرى لبوحمارة! ومن يكون؟ ما عدت أتذكر. لكنها إبادة جماعية
حقيقية. كلا، بل سيفرج عن نسور أخرى. بل إن منها التي ستُجعل في أعلى
المناصب. وهي لا تنتمي إلى أي حزب سياسي، وتكتفي بأن تعيش. لا تحضر أي تجمع
وطني. فهي تلتزم الصمت. والرجال؟ ما هو دورهم على وجه التحديد؟ سيطول بنا
شرح ذلك كثيراً. سنعود إليه. الولاية عبارة عن زريبة ضاجة. استقبلنا الوالي
بشخصه في مكتبه. ناجا مهذارة تسمح نظارتيه دون توقف. عادة عصبية،يوشوش لي
رفيقي. لا تهتمم، يضيف. إنك سعيدة جداً، بالأكيد، بخطئك، يصيح بي الولي.
لأن الرجال لا يأتون عندنا بطريق الخطإ. لقد صرنا على علم بوجودك هنا. وقد
كان في نيتنا أن نصفيك، لكن من حظك أنك لقيت المساندة الكاملة من هذا
السيد. لطلك قررنا أن نحتفظ بك. سنعهد بك إلى بيت للإصلاح، وبعد ذلك سيكون
بمقدورك أن تتمتع بالحقوق نفسها المكفولة لأي مواطن آخر. لكن سنهيئ لك
أولاً بطاقة هوية مناسبة. وسنزوجك. اتبعوني. مكتب الولي ليس بالكبير جداً،
لكنه مرفه جداً. تتوسطه طاولة مبرنقة، وبه كرسي وثلاث متكآت. مروحية تحت
النافذة، وخزانة إلى الحائط قبالة الولي. خرجنا الواحد عقب الآخر. الناجا
تحيي مرؤوسيها بتحريك الرأس. اجتزنا فناء مسمنتاً ينحفر في وسطه درع سلحفاة
عظيمة ينبجس بماء. إنه من عمل الفأرات البيضاء، يقول الولي. أنتم أيضاً،
سيكون لكم إسهام في بناء مدينتنا. ثم أضاف، بعد صمت قصير : سترون. ندخل
طبقة سفلى تضيئها مشاعل. تنتزع الناجا من الحائط باقة لهب. تشد بيدها
اليمنى على اللهب؛ لا أعود أرى غير يدها، تحيط بألسنة لهب طويلة. تدفع
الناجا رجلها اليمنى بابا متزعزعاً فيسمع له أنين بفعل تلك الصدمة. ادخلوا،
تقول لي. ولا تنبسوا بكلمة مهما يحدث. سأعيد إغلاق الباب. سألبث ههنا أنا
وصديقك. وأما أنت فقف قدام الباب الثالثة في الداخل وانتظر. فإذا انتهى
الأمر، التحقنا بك. مفهوم؟ نعم، سيدي الوالي.
31 - 07 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 8 - ينبغي أن أعترف أنني لا أبحث عن الحقيقة وقد تلقيت أوامر لهذا الغرض
تبادل لإطلاق النار. تختفي الناجا ورائي. وتطلق النار على المعتدي. غربان
أنصاف ببغاوات. الرصاص، وينبغي لي أن أكرر، تنزلق على وركيَّ، وجبهتي،
وأظافري. ولا حتى ثقب! الببغاء يئن. والناجا وفت بوعدها. وها قد صُفيَ.
فتيات حباريات تقذفن مدادهن في وجهي. تتشبث الناجا بمعطفي. تمد إليَّ
بمسدس. لا أعرف أن أستعمله. لم يسعفنها الوقت لتعلمني كيف أستعمله. تصرخ :
أيها الرعب، أيها القوادون، أيتها القحاب، أيها الرعب،
أيها الفلاسفة، أيها المبقِرون، أيها المزورون، أيتها الصهارة الصفراء،
يا سمعتي، أيتها الغيبوبة، أيها الأخساء،
إنني أدينكم،
إنني أثقبكم، أيها التتار،أنا والي الشرطة
الناجا متسلحة بأسنان ماهرة، رعب
أسند
جسم الناجا التي يتمدد ويأخذ في التصلب رويدا رويداً. يبقى دم الناجا
الأبيض عالقاً بأصابعي. لقد نفقت لكن صوته يزيد في حفر المغارة. إلى أن
يقوضها. أخرج من الضوضاء. مدينتي، ومكتبي، والشاوش، والطباخ والملتمِسون.
جميعهم في بيتي. الملفات حيث تركتها في اليوم الذي قبلُ. تراني اغتلتها؟
إننا ههنا لأعيد تصحيح وضعية في غاية التقلب.
ينبغي أن أعترف أنني لا
أبحث عن الحقيقة. وقد تلقيت أوامر لهذا الغرض. المهم : أن أخلص إلى نتائج
منطقية. ولا يهم كثيراً أن تكون حقيقية. وإذن، فسوف لا أنفق وقتي أجوب
المدن المجاورة بغاية استبيان قرينة تستحق أن تؤخذ في الحسبان. لكن لا
يخطئن التقدير أحد. فأنا أعرف ما أريد. وإذا كنت لا أصرح به في الحال،
فلخشيتي أن ألاقي الرفض. لن تكون مهمتي وضع سجل عقاري، أو إنقاذ أي كان.
فأنا بمنأى عن كل طارئ. لكن لاشيء يمكنه أن يحرمني ساقيَّ. فلنر... في هذا
الصباح ورد عليَّ التلكس. تأكيد لمن، ولأي شيء؟ لا أعرف. إنني أحيا في
الحاضر. لكن هل الحاضر هو حاضر واحد على الدوام؟ من المستهدف؟ إن كنت أنا،
فسأتوارى عن الأنظار. كلا، بل المستهدف شخص آخر. لأسباب ليس بها من علم.
إننى محكوم بالجمود. فما عدت أخرج، ههنا سيجري كل شيء. المسرحية التي ستجري
أطوارها أمام أعينكم سيكون بيتي لها المسرح.
غرفة للنوم مشققة حيطانها،
ومغطاة برسوم بالريشة. سرير مبعثر. مائدة. كرسي حديدي أخضر. حقيبة. وفوق
الحقيبة كدس كتب ومجلات. الغرفة خافتة الضوء.
غريب:
هذا بيت؟ تمزحون. كلا، ما هو ببيت حقيقي. بل هي عادة تخدر دماءكم وحركاتكم
يلوح بالحجرين العظيمين المنحوتين
ها هي أحجارنا، سيدي. فبم توحي لك؟
أنا:
لاشيء غير أطلال من غير متحف. متفتتة في النسيان. مع أنكم تحملونها بأنفسكم...
الغريب:
أنت لماح. فأن علي بالفعل أن أحملها بنفسي.
أنا:
لأي غرض. ما دامت لا تصلح لشيء.
الغريب:
المؤكد أنكم تكنون احتراماً كبيراً لأسلافكم.
أنا:
وبذا تكون من أسلافي. وهذا الحجر، ألا يكون جدتي، أحياناً؟
الغريب:
إنك تسب نفسك. وإنه لشيء مؤسف.
أنا:
ماذا جئت تفعل هنا إذن؟ ومن أين أتيت؟ فأنت لم تكلف نفسك أن تدق على الباب قبل أن تدخل. هل تعرف أن مثل هذا الفعل...
الغريب:
لا تقل شيئاً يشعرني بالخجل. أعرف ماذا يكون، للأسف.
أنا:
إذن فلتوضح لي الأمر بصفة نهائية.
الغريب:
سأحول البيت إلى قنطرة وعرة، أو إلى ورقة سميكة من ورق الصبار جافة تقذف أشواكها. إنه...
أنا:
تبا لعنائك الضائع. أنا أريد الحقيقة
الغريب:
إنه غريب. لا يبدو أنك تحمل إجراءاتي دائماً على محمل الجد. وإذن سأغيرك.
يزيل عمامته، وقندورته، وجوربيه. ويجلس أرضاً، مشبكاً ساقيه.
والالالالالايدالالالالالي
إن الذي لا يعرف متى تمر اليمائم ذلك الذي
يكشف عن شكارته ذلك الذي
يهوي ورأسه أولاً في قاع سماء توسوس من غير أن تفهم مستنقع الزمن الذي غادر من غير أن يستأذن عتاقته
هو بدعي. والالايدالالي...
01 - 08 - 2012
أنصاف ببغاوات. الرصاص، وينبغي لي أن أكرر، تنزلق على وركيَّ، وجبهتي،
وأظافري. ولا حتى ثقب! الببغاء يئن. والناجا وفت بوعدها. وها قد صُفيَ.
فتيات حباريات تقذفن مدادهن في وجهي. تتشبث الناجا بمعطفي. تمد إليَّ
بمسدس. لا أعرف أن أستعمله. لم يسعفنها الوقت لتعلمني كيف أستعمله. تصرخ :
أيها الرعب، أيها القوادون، أيتها القحاب، أيها الرعب،
أيها الفلاسفة، أيها المبقِرون، أيها المزورون، أيتها الصهارة الصفراء،
يا سمعتي، أيتها الغيبوبة، أيها الأخساء،
إنني أدينكم،
إنني أثقبكم، أيها التتار،أنا والي الشرطة
الناجا متسلحة بأسنان ماهرة، رعب
أسند
جسم الناجا التي يتمدد ويأخذ في التصلب رويدا رويداً. يبقى دم الناجا
الأبيض عالقاً بأصابعي. لقد نفقت لكن صوته يزيد في حفر المغارة. إلى أن
يقوضها. أخرج من الضوضاء. مدينتي، ومكتبي، والشاوش، والطباخ والملتمِسون.
جميعهم في بيتي. الملفات حيث تركتها في اليوم الذي قبلُ. تراني اغتلتها؟
إننا ههنا لأعيد تصحيح وضعية في غاية التقلب.
ينبغي أن أعترف أنني لا
أبحث عن الحقيقة. وقد تلقيت أوامر لهذا الغرض. المهم : أن أخلص إلى نتائج
منطقية. ولا يهم كثيراً أن تكون حقيقية. وإذن، فسوف لا أنفق وقتي أجوب
المدن المجاورة بغاية استبيان قرينة تستحق أن تؤخذ في الحسبان. لكن لا
يخطئن التقدير أحد. فأنا أعرف ما أريد. وإذا كنت لا أصرح به في الحال،
فلخشيتي أن ألاقي الرفض. لن تكون مهمتي وضع سجل عقاري، أو إنقاذ أي كان.
فأنا بمنأى عن كل طارئ. لكن لاشيء يمكنه أن يحرمني ساقيَّ. فلنر... في هذا
الصباح ورد عليَّ التلكس. تأكيد لمن، ولأي شيء؟ لا أعرف. إنني أحيا في
الحاضر. لكن هل الحاضر هو حاضر واحد على الدوام؟ من المستهدف؟ إن كنت أنا،
فسأتوارى عن الأنظار. كلا، بل المستهدف شخص آخر. لأسباب ليس بها من علم.
إننى محكوم بالجمود. فما عدت أخرج، ههنا سيجري كل شيء. المسرحية التي ستجري
أطوارها أمام أعينكم سيكون بيتي لها المسرح.
غرفة للنوم مشققة حيطانها،
ومغطاة برسوم بالريشة. سرير مبعثر. مائدة. كرسي حديدي أخضر. حقيبة. وفوق
الحقيبة كدس كتب ومجلات. الغرفة خافتة الضوء.
غريب:
هذا بيت؟ تمزحون. كلا، ما هو ببيت حقيقي. بل هي عادة تخدر دماءكم وحركاتكم
يلوح بالحجرين العظيمين المنحوتين
ها هي أحجارنا، سيدي. فبم توحي لك؟
أنا:
لاشيء غير أطلال من غير متحف. متفتتة في النسيان. مع أنكم تحملونها بأنفسكم...
الغريب:
أنت لماح. فأن علي بالفعل أن أحملها بنفسي.
أنا:
لأي غرض. ما دامت لا تصلح لشيء.
الغريب:
المؤكد أنكم تكنون احتراماً كبيراً لأسلافكم.
أنا:
وبذا تكون من أسلافي. وهذا الحجر، ألا يكون جدتي، أحياناً؟
الغريب:
إنك تسب نفسك. وإنه لشيء مؤسف.
أنا:
ماذا جئت تفعل هنا إذن؟ ومن أين أتيت؟ فأنت لم تكلف نفسك أن تدق على الباب قبل أن تدخل. هل تعرف أن مثل هذا الفعل...
الغريب:
لا تقل شيئاً يشعرني بالخجل. أعرف ماذا يكون، للأسف.
أنا:
إذن فلتوضح لي الأمر بصفة نهائية.
الغريب:
سأحول البيت إلى قنطرة وعرة، أو إلى ورقة سميكة من ورق الصبار جافة تقذف أشواكها. إنه...
أنا:
تبا لعنائك الضائع. أنا أريد الحقيقة
الغريب:
إنه غريب. لا يبدو أنك تحمل إجراءاتي دائماً على محمل الجد. وإذن سأغيرك.
يزيل عمامته، وقندورته، وجوربيه. ويجلس أرضاً، مشبكاً ساقيه.
والالالالالايدالالالالالي
إن الذي لا يعرف متى تمر اليمائم ذلك الذي
يكشف عن شكارته ذلك الذي
يهوي ورأسه أولاً في قاع سماء توسوس من غير أن تفهم مستنقع الزمن الذي غادر من غير أن يستأذن عتاقته
هو بدعي. والالايدالالي...
01 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 9 - أنا مرسول خاص من جلالة الكاهنة... ملكتنا وملكتك أيضا
أنا:
اخرس. لقد فهمت. أنت رايس منكود الحظ، هذا كل ما في الأمر. يحسن بك أن تسوح في الأوحال وفي الأسواق.
الغريب:
أنا مرسول خاص من جلالة الكاهنة.
أنا:
لا أعرفها.
الغريب:
إنها ملكتنا، يا سيدي. وهي ملكتك أنت أيضاً.
أنا:
لا أعرفها.
الغريب:
أنا أعرف.
أنا:
فيم
يمكن لهذا الأمر أن يعنيني؟ لقد ضقت ذرعاً بالملوك وبالأغبياء أمثالك. لقد
جئت إلى هنا لكي أساعد الشعب. فما عدت أتحمل شمسياتهم البيضاء الجميلة
وجيادهم.
الغريب:
أيس حصان. إنني أعرف قصتك. ليس خطأي إن كنت تافهاً.
أنا:
قصتي؟ أنا؟ ليس لي قصة. إنني أتحدى أي أحد يقول إنه قادر أن يصنع لي قصة.
الغريب:
لا أتحدث عنك. بل عن حياتك. إنني أسخر. فلوك كل شيء، يا سيدي، يسبب الهذيان.
أنا:
إنك غامض. لا أسمح لك بأن ترفع وإياي الكلفة.
الغريب: ينبغي أن أرفع وإياك الكلفة. لكن احذر أن تفرط وإياي في الكلفة.
أنا :
تطمع في أن تشرع القانون في بيتي. إنك أحمق.
الغريب:
يصفعني.
لقد
نسيت أقوالك قبل بضعة أيام. إنك فاقد للذاكرة. لا، إنك لا تملك منها
فتيلا. إذن، فلتنصت إلي.إنني أحذرك، لا تحاول بعد أن تصطنع الجهل. شيطان،
إنك تعرف كل شيء. نعم، إنك تعرف أين تضع قدميك.
أنا:
إنني أنصت.
الغريب:
سأحكي لك حكاية الإنسان.
في البدء كانت الظلمات. هزت الأرض كتفيها
وقالت للصمت: ارفع يديك. فاستقال الصمت وبزغت الشمس،
وكانت لا تزال نحيفة، أشبه بجثة،
لكن فراشة من حيث جاءت أملت عليها الطريقة لتلعب ترابها
وإذا النور الحقيقي يؤخذ في الظهور من غير انتظام
عبر تيارات وبحار
فهذا سر الأرض وإن لم يسعدها فحركت عينيها المبهورتين
وصاحت: أحتاج إلى ظل لا يغتفر!
ومن أعلى ألقت إليه الشمس بمغمد أجنحة. فأمسكت به الأرض بمخالبها المتوهجة،
وحكت به عضوها وانتظرت أن تزمع الزمجرة في رحمها
لكن الشمس ضحكت منها طويلاً. صاحت
الأرض من جديد: أريد ظلاً لا يغتفر. ولم يأت شيء.
ما خلا صوت ضحكة الشمس. وإذا الأرض
مشعثة الشعر، تقذف دمها وتلبث وحيدة،
منخرقة برصاص الشمس الهازئة
المتخبطة في روث النيازك الزاعقة
المضايقَة بالكلمات التي فاهت بها. ولما ملت
الأرض الانتظار ابتكرت عدسية مكبرة بعد أن ضحت بالرمل
وأخذت تنحت ردفيها ورأسها
وباطن قدميها. وانبثقت حية جلجلية من تحت نعلها الصافر
فتناولتها وحملتها إلى شفتيها
(وهكذا لم نعد نتحدث لا عن حواء ولا عن آدم)
وأصبحت شجرة تفاح على وجه الدم زبداً رشيقاً
على مستوى الحاجز
فتعجلت النوم وإياها
لكن الحية لدغتها. ومن تلك اللدغة ولدت الخليقة الرفيعة
والوضيعة التي هي الإنسان السلبي.
في
السنة القابلة، سأقص عليك بقية الأزمنة. ولنكن الآن أكثر واقعية. سأدعو
الهواة ومدعو المعرفة بالتاريخ. سنثرثر للحظة. بفضلك إن فررت.
أنا:
كلا! إن الأمر يزداد إبهاماً، وهو لذلك أيضاً يثير اهتمامي.
الغريب:
يخطب في حشد.
حان
الوقت. دقت الساعة. لنفتح الباب الحقيقية. إن أبناءنا وأبناء أبنائنا لا
يعرفوننا. فلنبدأ بإعطائهم درساً سُرياً. أخرجوا جميعاً من قبوركم. قوضوا
الربوة. أزيحوا الحجارة. أواه، اخرجوا! سيكون من الصعب عليَّ، أنا وحدي، أن
أقنع هؤلاء الجاحدين. ومع ذلك، فإن جنسنا يذوي في أسطورة القرن العشرين
تلك الأسطورة الفظيعة. أوه، أوه، هووهووو، أخرجوا جميعاً.
زمجرة
تحأرضية. يتغير الإطار. تينة مبقعة بالأبيض والأسود. زيز في غناء متقطع.
رجال بجلود مدبوغة، أقرب إلى الخضرة، يتلون بما ينعكس عليه من أشعة الشمس،
بين الرمادي والأصفر، وحتى الأزرق. امرأة بلباس في غاية البساطة. وهي التي
تتولى الكلام.
المرأة:
أنا الكاهنة الأمازيغية. الروم يسمونني
الملكة الحية على بلاد البربر. لكنني شيوعية، حقاً، مثل الحية. أحب إخواني
كثيراً، وأكره الرجال.
الرايس:
ليس عندنا وجود لعبيد. فنحن آلهة أنفسنا،
لكن،
لا نسود أحداً. لقد ترك لنا الرومان كنوزاً من اللحم،
فاتخذنا لنا منهم إخواناً.
أنا:
هذا روث قديم. فليس لديكم إذن جديد لتقترحوه عليَّ. هذه المرأة...
الكاهنة:
عجبا، هذه المرأة! هل كلمة مني تخلق وضاعة؟ هل ظل ينهيني قبل مغيب
الشمس الذي لسنا مولهين به؟
02 - 08 - 2012
اخرس. لقد فهمت. أنت رايس منكود الحظ، هذا كل ما في الأمر. يحسن بك أن تسوح في الأوحال وفي الأسواق.
الغريب:
أنا مرسول خاص من جلالة الكاهنة.
أنا:
لا أعرفها.
الغريب:
إنها ملكتنا، يا سيدي. وهي ملكتك أنت أيضاً.
أنا:
لا أعرفها.
الغريب:
أنا أعرف.
أنا:
فيم
يمكن لهذا الأمر أن يعنيني؟ لقد ضقت ذرعاً بالملوك وبالأغبياء أمثالك. لقد
جئت إلى هنا لكي أساعد الشعب. فما عدت أتحمل شمسياتهم البيضاء الجميلة
وجيادهم.
الغريب:
أيس حصان. إنني أعرف قصتك. ليس خطأي إن كنت تافهاً.
أنا:
قصتي؟ أنا؟ ليس لي قصة. إنني أتحدى أي أحد يقول إنه قادر أن يصنع لي قصة.
الغريب:
لا أتحدث عنك. بل عن حياتك. إنني أسخر. فلوك كل شيء، يا سيدي، يسبب الهذيان.
أنا:
إنك غامض. لا أسمح لك بأن ترفع وإياي الكلفة.
الغريب: ينبغي أن أرفع وإياك الكلفة. لكن احذر أن تفرط وإياي في الكلفة.
أنا :
تطمع في أن تشرع القانون في بيتي. إنك أحمق.
الغريب:
يصفعني.
لقد
نسيت أقوالك قبل بضعة أيام. إنك فاقد للذاكرة. لا، إنك لا تملك منها
فتيلا. إذن، فلتنصت إلي.إنني أحذرك، لا تحاول بعد أن تصطنع الجهل. شيطان،
إنك تعرف كل شيء. نعم، إنك تعرف أين تضع قدميك.
أنا:
إنني أنصت.
الغريب:
سأحكي لك حكاية الإنسان.
في البدء كانت الظلمات. هزت الأرض كتفيها
وقالت للصمت: ارفع يديك. فاستقال الصمت وبزغت الشمس،
وكانت لا تزال نحيفة، أشبه بجثة،
لكن فراشة من حيث جاءت أملت عليها الطريقة لتلعب ترابها
وإذا النور الحقيقي يؤخذ في الظهور من غير انتظام
عبر تيارات وبحار
فهذا سر الأرض وإن لم يسعدها فحركت عينيها المبهورتين
وصاحت: أحتاج إلى ظل لا يغتفر!
ومن أعلى ألقت إليه الشمس بمغمد أجنحة. فأمسكت به الأرض بمخالبها المتوهجة،
وحكت به عضوها وانتظرت أن تزمع الزمجرة في رحمها
لكن الشمس ضحكت منها طويلاً. صاحت
الأرض من جديد: أريد ظلاً لا يغتفر. ولم يأت شيء.
ما خلا صوت ضحكة الشمس. وإذا الأرض
مشعثة الشعر، تقذف دمها وتلبث وحيدة،
منخرقة برصاص الشمس الهازئة
المتخبطة في روث النيازك الزاعقة
المضايقَة بالكلمات التي فاهت بها. ولما ملت
الأرض الانتظار ابتكرت عدسية مكبرة بعد أن ضحت بالرمل
وأخذت تنحت ردفيها ورأسها
وباطن قدميها. وانبثقت حية جلجلية من تحت نعلها الصافر
فتناولتها وحملتها إلى شفتيها
(وهكذا لم نعد نتحدث لا عن حواء ولا عن آدم)
وأصبحت شجرة تفاح على وجه الدم زبداً رشيقاً
على مستوى الحاجز
فتعجلت النوم وإياها
لكن الحية لدغتها. ومن تلك اللدغة ولدت الخليقة الرفيعة
والوضيعة التي هي الإنسان السلبي.
في
السنة القابلة، سأقص عليك بقية الأزمنة. ولنكن الآن أكثر واقعية. سأدعو
الهواة ومدعو المعرفة بالتاريخ. سنثرثر للحظة. بفضلك إن فررت.
أنا:
كلا! إن الأمر يزداد إبهاماً، وهو لذلك أيضاً يثير اهتمامي.
الغريب:
يخطب في حشد.
حان
الوقت. دقت الساعة. لنفتح الباب الحقيقية. إن أبناءنا وأبناء أبنائنا لا
يعرفوننا. فلنبدأ بإعطائهم درساً سُرياً. أخرجوا جميعاً من قبوركم. قوضوا
الربوة. أزيحوا الحجارة. أواه، اخرجوا! سيكون من الصعب عليَّ، أنا وحدي، أن
أقنع هؤلاء الجاحدين. ومع ذلك، فإن جنسنا يذوي في أسطورة القرن العشرين
تلك الأسطورة الفظيعة. أوه، أوه، هووهووو، أخرجوا جميعاً.
زمجرة
تحأرضية. يتغير الإطار. تينة مبقعة بالأبيض والأسود. زيز في غناء متقطع.
رجال بجلود مدبوغة، أقرب إلى الخضرة، يتلون بما ينعكس عليه من أشعة الشمس،
بين الرمادي والأصفر، وحتى الأزرق. امرأة بلباس في غاية البساطة. وهي التي
تتولى الكلام.
المرأة:
أنا الكاهنة الأمازيغية. الروم يسمونني
الملكة الحية على بلاد البربر. لكنني شيوعية، حقاً، مثل الحية. أحب إخواني
كثيراً، وأكره الرجال.
الرايس:
ليس عندنا وجود لعبيد. فنحن آلهة أنفسنا،
لكن،
لا نسود أحداً. لقد ترك لنا الرومان كنوزاً من اللحم،
فاتخذنا لنا منهم إخواناً.
أنا:
هذا روث قديم. فليس لديكم إذن جديد لتقترحوه عليَّ. هذه المرأة...
الكاهنة:
عجبا، هذه المرأة! هل كلمة مني تخلق وضاعة؟ هل ظل ينهيني قبل مغيب
الشمس الذي لسنا مولهين به؟
02 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 10 - إن ماركس لم يغير من وجه التاريخ الكثير. لكن دروسه كثيراً ما يصعب فهمها، ينبغي الإقرار بذلك
أنا:
لا. فأنا شكاك. فما أكثر ما سمعت من كذب شنيع. فما عاد يمكنني أن أستسلم لما أسمع.
الكاهنة:
ملكياتكم التي منعت مائة مرة، رقصاتكم
الخسوفية،
توقفاتكم في ركض الدم،
جرائمكم،
أبهاتكم بدون حبق ولا أبسنت بدون حفل حقيقي،
الشعب المقهور بالجوع المرهقين بأجرام لا تمس
يسوح عند تخوم العدم،
جنودكم المفوضين حاناتكم ومفسدوكم
أيقظونا بضجيجهم العظيم
نحن نعرف جيداً دورك. ينبغي لك إذن أن تتوقف عن النضال في سبيل قضية ضارة. أن تستقدموا الشعب إلى هنا. سنلقنهم حقيقتنا وكربنا.
أنا:
حقيقة.
كرب. كرب-حقيقة. لا هذا ولا ذاك. ماذا؟ لا أعرف إلى ما ترمي. إنني في حال,
وسأبقى في هذه الحالة. والآخرون يفعلون الشيء نفسه. فما الداعي إلى
التغير؟ وما معنى أن نتغير؟ نحن...
الرايس:
الأفعى تبدل جلدها الأفعى الحقيقية
مرة في السنة
أنا:
أنا لست أفعى.
الكاهنة
إن
ماركس لم يغير من وجه التاريخ الكثير. لكن دروسه كثيراً ما يصعب فهمها،
ينبغي الإقرار بذلك. إنه إنسان يجرؤ على أن يعيش الحياة يوماً بيوم. وما هو
بملك.
الرايس:
يا قوسي،
ستخترق بنبلتك الأولى بطن
الملك المرتجف
بطنه السمين.
أنا:
إنكم تسبون ملكي. أيها القتلة!
الحشد:
القتلة الملوك القراصنة في الصحراء المتقلبة.
قتلة!
الكاهنة:
اقتل القيح يصيب قلب التمساح القاطور
التقيح يصيب الكبد الملكية
جميعهم وأنا:
القتلة الملوك القادمون من الرمال الحيضية
قتلة الملكات اللابسات من سلع الشعب
أنا:
سدوا أفواهكم. تباً لكم فلتسدوا أفواهكم!
فلاح:
فلتتمرد،
أنا:
كلا.
الرايس:
احبس نفسك، لقد آن الأوان. أواه يا صديقي،
يا بني، صاعقتي التي لم تنفجر،
إيقاعي الممحو في هويس دمي المترب، أواه
خرابي العفن، حصاني المفضل القتيل بضربات أعقاب وحشية، أواه
وهمي المنتشل عند اقتران الخطر والفضيحة
فراري الذي رسمه رجل يقال رسمه أرخيمديس فوق الريح الوليدة
منذ أن كانت فيلسوف على جلد البحر غير المعلوم،
أواه
جسدي الذي نهشه ثلاثون ذئباً...
الكاهنة:
أواه يا فضيلتي الملغاة بمجرد قطر يديَّ
القويتين لتحفر الشتاء الوشيك حقل
في بركة وجهي الطارئ أواه المغرقة المشققة الجاهلة المنكرَة المداسة المحطمة
مثل بيض بدون سوداء أواه أيتها الأرض
النزقة الأرض ضحية لامبالاة أولادنا
إنك تحرقين رجلي كلماتي من قبر ومن جذور
من هندباء ومن شجر الأرغان ممتلئ فمي المتيبس
الرايس:
صنعت سلاسل لكن الزمن
شاسع مترام – وابل من ورود النسيان
الضارب إلى الخضرة شبه العاري وسط العلاسيج المتأمَّلة
الزمن الساطع من عيني اللتين أفقدهما
بالنوم تحت إكليل الغار مصاص دم وظلالاً تتجمع ضد عنف الشجارات الخرساء – اليوم ليس غداً غير إلا أن يكون نشيدي
يستأجر حجر الفلَك المقدر،
أيتها الأجوبة المتلقفة أيتها الكلمات الخنثى أيتها الأرض الباردة،
رشاشي بين شؤون الزمن،
دقائق متفجرة كبيض غيكُّو...
نحن محقرون مجرورون في إسهال
خزيكم، سيدي يا راقصنا الفزع
بالعرش المعيب لمغوي حمام
التهاب زائدتي الروم علموني أن أقسم مسكني
أن أزدري إخوتي الرعناء ألن تكون أنت مدير هذا الجحيم من غير لهب
طفلي المنحط حتى الدم الفاسد
اللابس تبناً بليلاً وأشواك عناب
المتلوي من رعدات زهو غير مسمى
طفلي رطانتي الحقيقية ثمالتي التي لا تصيب فاكهة كرْم البداية المنتهية
في ضوضاء المدن الساقطة في
اليرحم -
أنا
برابرة من الأسماء التي على أذرعكم تشدون في ملازمهم
على نسائهم الوحيدات والإنسالات المتهورة،
لستم أسلافي بأي حال.
يظهر مسكني من جديد، وسط أرمدة بليلة، وصحف تهاجمها دوائر من لهب.
في
بيتي. أنا في بيتي. تخلوا عن محاولاتكم، وعودوا من حيث جئتم. شرطيِّي
الفساد. لن أكون ملكاً أبداً. لن أكون غير مساعد للفظ الحاكم. ولا حتى
شريكاً له. ولا حتى ساعده الأيمن. فارحلوا.
03 - 08 - 2012
لا. فأنا شكاك. فما أكثر ما سمعت من كذب شنيع. فما عاد يمكنني أن أستسلم لما أسمع.
الكاهنة:
ملكياتكم التي منعت مائة مرة، رقصاتكم
الخسوفية،
توقفاتكم في ركض الدم،
جرائمكم،
أبهاتكم بدون حبق ولا أبسنت بدون حفل حقيقي،
الشعب المقهور بالجوع المرهقين بأجرام لا تمس
يسوح عند تخوم العدم،
جنودكم المفوضين حاناتكم ومفسدوكم
أيقظونا بضجيجهم العظيم
نحن نعرف جيداً دورك. ينبغي لك إذن أن تتوقف عن النضال في سبيل قضية ضارة. أن تستقدموا الشعب إلى هنا. سنلقنهم حقيقتنا وكربنا.
أنا:
حقيقة.
كرب. كرب-حقيقة. لا هذا ولا ذاك. ماذا؟ لا أعرف إلى ما ترمي. إنني في حال,
وسأبقى في هذه الحالة. والآخرون يفعلون الشيء نفسه. فما الداعي إلى
التغير؟ وما معنى أن نتغير؟ نحن...
الرايس:
الأفعى تبدل جلدها الأفعى الحقيقية
مرة في السنة
أنا:
أنا لست أفعى.
الكاهنة
إن
ماركس لم يغير من وجه التاريخ الكثير. لكن دروسه كثيراً ما يصعب فهمها،
ينبغي الإقرار بذلك. إنه إنسان يجرؤ على أن يعيش الحياة يوماً بيوم. وما هو
بملك.
الرايس:
يا قوسي،
ستخترق بنبلتك الأولى بطن
الملك المرتجف
بطنه السمين.
أنا:
إنكم تسبون ملكي. أيها القتلة!
الحشد:
القتلة الملوك القراصنة في الصحراء المتقلبة.
قتلة!
الكاهنة:
اقتل القيح يصيب قلب التمساح القاطور
التقيح يصيب الكبد الملكية
جميعهم وأنا:
القتلة الملوك القادمون من الرمال الحيضية
قتلة الملكات اللابسات من سلع الشعب
أنا:
سدوا أفواهكم. تباً لكم فلتسدوا أفواهكم!
فلاح:
فلتتمرد،
أنا:
كلا.
الرايس:
احبس نفسك، لقد آن الأوان. أواه يا صديقي،
يا بني، صاعقتي التي لم تنفجر،
إيقاعي الممحو في هويس دمي المترب، أواه
خرابي العفن، حصاني المفضل القتيل بضربات أعقاب وحشية، أواه
وهمي المنتشل عند اقتران الخطر والفضيحة
فراري الذي رسمه رجل يقال رسمه أرخيمديس فوق الريح الوليدة
منذ أن كانت فيلسوف على جلد البحر غير المعلوم،
أواه
جسدي الذي نهشه ثلاثون ذئباً...
الكاهنة:
أواه يا فضيلتي الملغاة بمجرد قطر يديَّ
القويتين لتحفر الشتاء الوشيك حقل
في بركة وجهي الطارئ أواه المغرقة المشققة الجاهلة المنكرَة المداسة المحطمة
مثل بيض بدون سوداء أواه أيتها الأرض
النزقة الأرض ضحية لامبالاة أولادنا
إنك تحرقين رجلي كلماتي من قبر ومن جذور
من هندباء ومن شجر الأرغان ممتلئ فمي المتيبس
الرايس:
صنعت سلاسل لكن الزمن
شاسع مترام – وابل من ورود النسيان
الضارب إلى الخضرة شبه العاري وسط العلاسيج المتأمَّلة
الزمن الساطع من عيني اللتين أفقدهما
بالنوم تحت إكليل الغار مصاص دم وظلالاً تتجمع ضد عنف الشجارات الخرساء – اليوم ليس غداً غير إلا أن يكون نشيدي
يستأجر حجر الفلَك المقدر،
أيتها الأجوبة المتلقفة أيتها الكلمات الخنثى أيتها الأرض الباردة،
رشاشي بين شؤون الزمن،
دقائق متفجرة كبيض غيكُّو...
نحن محقرون مجرورون في إسهال
خزيكم، سيدي يا راقصنا الفزع
بالعرش المعيب لمغوي حمام
التهاب زائدتي الروم علموني أن أقسم مسكني
أن أزدري إخوتي الرعناء ألن تكون أنت مدير هذا الجحيم من غير لهب
طفلي المنحط حتى الدم الفاسد
اللابس تبناً بليلاً وأشواك عناب
المتلوي من رعدات زهو غير مسمى
طفلي رطانتي الحقيقية ثمالتي التي لا تصيب فاكهة كرْم البداية المنتهية
في ضوضاء المدن الساقطة في
اليرحم -
أنا
برابرة من الأسماء التي على أذرعكم تشدون في ملازمهم
على نسائهم الوحيدات والإنسالات المتهورة،
لستم أسلافي بأي حال.
يظهر مسكني من جديد، وسط أرمدة بليلة، وصحف تهاجمها دوائر من لهب.
في
بيتي. أنا في بيتي. تخلوا عن محاولاتكم، وعودوا من حيث جئتم. شرطيِّي
الفساد. لن أكون ملكاً أبداً. لن أكون غير مساعد للفظ الحاكم. ولا حتى
شريكاً له. ولا حتى ساعده الأيمن. فارحلوا.
03 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 11 -
الكاهنة
باكية في هدوء:
إننا راحلون. طردنا البدو
هنالك قناديل. ونحن نعود لنرتمي في نواة الخسوف.
فماذا سنتعلم منذ أن جعلنا في الأكفان؟
أحقاداً وأوبئة تحيق بالورود
التي تأبى أن تزحف تحت المطر.
وتشيد قصوراً لكن لن تدخلوها، وينابيع من غير ماء لترووا بها أظماءكم الحارقة،
وصراخاً من غير أمعاء لتمولوا بها أجواعكم المتواضعة؟ أهذا م تريدون؟ إننا راحلون من غير خفر ولا مزمار،
ومن
غير قهقهات. وسنشمر عن سوعدنا في الخرافة الممحوة للهذيان عندما لا يعود
تمرداً. إنني راحل لكني لا تنس أنني يمكنني أن أدك هذا الملك. إنني شيوعي.
فليخبر زمن الرصاص به زمن المعارك. إنني شيوعي
أيها الزمن هل تعلم؟
الزمن مزبلتي. الزمن يرقاني. الزمن المعلق الآن في الهواء
كشجرة مقتلعة من الجذور بفعل الزوابع الذكية.
ذات الرؤوس الصغيرة.
يفر خلال خرائب هيكله العظمي.
الحشد
فيما يتفرق.
إنني أنصرف. ننصرررف.
إلى درجة الضحك. لم يعثر على شيء، أو يبتكر شيء. لقد صنع، نعم، ربما ينبغي أن يعاد صنعه.
لماذا
رحلوا؟ وبماذا حدثوني على وجه التحديد؟ أسكن ممكنة سالبة. في فرنسا حيث
كنت أعيش. المملكة الحالية أشبه بزريبة للتيوس. لكن ههنا ليست فرنسا. ومن
حسن حظي أنني لا أزال قادراً على التعرف على بيتي. وأنا في قرارة نفسي
متضامن مع الناس الذين دعوني. لا يعني ذلك أنني لا أعي العم الذي يستبد
بهم. مسرور أو شبه مسرور أن أعيش سقوط المدينة التي تغنى السياح بجوها
ولونها المحلي. ههنا لا يكون للكلمات من معنى إلا أن تقطع في الجملة إلى
ثلاثة ردود. جسد سالب. سأحاول الخروج منه. أو أفضل. أن أصور ذلك في صورة
روبورتاج صحافي؟ سيكون فيه خيانة للزلزال ولأتفه الأنقاض في المدينة. ثم
حدثت تحولات. لا يمكن إلا أن نطيع غير المخلوق. منذ البداية، كانت الطريق
سبيلاً دون شك. بل كانت سبيلاً خاطئة. لكن لاحاجة إلى التكرار. أن نتحدث عن
طريقة عيش فرد منعزل لكن مضطرم وسط الممثلين الصامتين. كلا على الإطلاق.
على الإطلاق. أن تمد قائمتيك خارجاً. براز مريض. عذراء مريضة... لن يدعونا
نحبها أبداً. قلبت المائدة. طقطقة الأواني. الأغوال التي تتلاشى عندما
يقترب الهدوء. لن أكون أنا هو الموضوع. لقد مضيت حتى أقصى ندم في حياتي
البدائية. لن أعلق بشيء على النقائص التي تعتورها. المنافذ، لكن، هذا
يتجاوز الحد، هذا الوجود لا يمت بصلة إلى ما أعتقد أنها حياتي الحقيقية. لا
تحسبوني فيلسوفاً! إنني ههنا أخلق روابط، وهيهات! دقيقة. ها هم النزهاء
قادمون.
بيتي من جديد. يختفي. أكمة. بياض متحرك خلف الأكمة. شخص...
يتكلم. أتعرف على الصوت المنغوم ليوسف الملك الأول. أحييه. يميط عنه
اللثام. لم يترجل عن ناقته. كحشد صمت من قواد القوافل يتبعه.
إنني أطلب
الصفح مرة أخرى. إن كنت جئت من طوفان الزمن الموبوء، فما كان بيدي. إنني
مؤمن صالح، مومن، مسلم، لا إله إلا الله وحده لاشريك له. فها هو ذا زمني،
مراكش قائمة بفضلنا بين أصابع الجبال الحمراء.
اغتصبوني
مراكش. نحن في ساحة فسيحة.
ما
أنا بالجبان. رأيت المتاجرات التي وقعت قبلي. وتلك التي وقعت بعدي. لقد
عانى شعبي كثيراً،ة بسبب حفنة من الطفيليين. وبسبب نزوات ملك سوقي. فلتأتلف
مملكتي من جديد! إحركت بدون فروسية. الأمازيغي إحركت الحقيقي. سوف لا أوحد
بلاد البربر، لكن سأمنحها اسماً : مراكش، سيكون مواتياً لها كسلهام. كانت
الكاهنة كانت امرأة شرسة تهدم إيمان الإنسان. ثلاثية فصوص أنشأتها العظاءة
العجوز التي تصير الرجال سكان كهوف يكسوهم الشعر. تشرب منيهم السيئ.
الهذيان كان صلاتها الكبرى. لأجل ذلك غيرت كل شيء. ومن حسن الحظ أن هذه
الأرض لم تعد تحمل اسم بلاد البربر. الآن أصبحت المغرب. لكن أي خطيئة! تُدك
جميع المؤسسات. لقد أقصيت إلى الظل. سأقتلهم جميعاً، هذا وعد. لقد وضعوا
للشعب بيوتاً من القصدير في الوحل، ليبول عليها المارة المتعجلون. لقدصيروا
الشعب شيئاً ثانوياُ، أقرب إلى الأداة. أنت من الشعب، ستعمل. لأنك لن تقعد
أمامي أبداً، أيها الدنيء. شعبي الصريع شرذمة كواسر بالمزاحين المحنكين.
شعبي القاعد في الخرافات، المتدفئ بكلمات لا تخرج بيضاً لصنع عجة. شعبي
المنتهك، شعبي المجزأ بسرعة التصديق.شعبي الذي من غير أن يكون يدين بشيء
إلى الماضي مكوم في اللغة المعتادة. شعبي المستعبد. نظيري الأخرق، الملك
الذي ليس له اسم قاطور، عقا أو إغوان، الفاشي، الغامض. وشعبي الذي بيع من
أجل طن من الفرح. إن هذا الملك عصاب مهتاج. كمثل المراهقين إذ يخرجون للسفر
التي تراهم بعدئذ يسيرون من أنفسهم صوب السجون. السجان قاسي القلب.
العذراء التي تعمل لأجل العرفاء. مائة اعتداء واعتداء في الشوارع المريبة،
للمرسى في إضراب. لاجدوى من اللجوء إلى الإحصائيات. الحمى الدائمة.
المستشفيات المكتظة. المدارس الممنوعة عمن هم دون سن السابعة وفوق سن
الرابعة عشرة. القمح الأمريكي لأجل البطون كبطني. الأوغاد لا يفتأون يرضعون
من الأرض بقرة ضامرة، إذار من خشب يابس، مريض منذ العواصف. بذلة الانتهازي
اللامعة. رشاشة الحارس الخاص. الشعب المكوم، المنهك في أسفل الطريق في
لصوص المدن العتيقة... ما هذه مدينتي. كلا.
يوسف يترجل. يجلس على حصير، ويدعو شيخاً.
فصدي. اليوم مولد تقديسي. فصدي، أيها الشيخ.
الشيخ يزيل عنه سلهامه، وينحني على رقبة الملك. سكين صغير، شديد الدقة، يلتمع بين أصابعه.
05 - 08 - 2012
باكية في هدوء:
إننا راحلون. طردنا البدو
هنالك قناديل. ونحن نعود لنرتمي في نواة الخسوف.
فماذا سنتعلم منذ أن جعلنا في الأكفان؟
أحقاداً وأوبئة تحيق بالورود
التي تأبى أن تزحف تحت المطر.
وتشيد قصوراً لكن لن تدخلوها، وينابيع من غير ماء لترووا بها أظماءكم الحارقة،
وصراخاً من غير أمعاء لتمولوا بها أجواعكم المتواضعة؟ أهذا م تريدون؟ إننا راحلون من غير خفر ولا مزمار،
ومن
غير قهقهات. وسنشمر عن سوعدنا في الخرافة الممحوة للهذيان عندما لا يعود
تمرداً. إنني راحل لكني لا تنس أنني يمكنني أن أدك هذا الملك. إنني شيوعي.
فليخبر زمن الرصاص به زمن المعارك. إنني شيوعي
أيها الزمن هل تعلم؟
الزمن مزبلتي. الزمن يرقاني. الزمن المعلق الآن في الهواء
كشجرة مقتلعة من الجذور بفعل الزوابع الذكية.
ذات الرؤوس الصغيرة.
يفر خلال خرائب هيكله العظمي.
الحشد
فيما يتفرق.
إنني أنصرف. ننصرررف.
إلى درجة الضحك. لم يعثر على شيء، أو يبتكر شيء. لقد صنع، نعم، ربما ينبغي أن يعاد صنعه.
لماذا
رحلوا؟ وبماذا حدثوني على وجه التحديد؟ أسكن ممكنة سالبة. في فرنسا حيث
كنت أعيش. المملكة الحالية أشبه بزريبة للتيوس. لكن ههنا ليست فرنسا. ومن
حسن حظي أنني لا أزال قادراً على التعرف على بيتي. وأنا في قرارة نفسي
متضامن مع الناس الذين دعوني. لا يعني ذلك أنني لا أعي العم الذي يستبد
بهم. مسرور أو شبه مسرور أن أعيش سقوط المدينة التي تغنى السياح بجوها
ولونها المحلي. ههنا لا يكون للكلمات من معنى إلا أن تقطع في الجملة إلى
ثلاثة ردود. جسد سالب. سأحاول الخروج منه. أو أفضل. أن أصور ذلك في صورة
روبورتاج صحافي؟ سيكون فيه خيانة للزلزال ولأتفه الأنقاض في المدينة. ثم
حدثت تحولات. لا يمكن إلا أن نطيع غير المخلوق. منذ البداية، كانت الطريق
سبيلاً دون شك. بل كانت سبيلاً خاطئة. لكن لاحاجة إلى التكرار. أن نتحدث عن
طريقة عيش فرد منعزل لكن مضطرم وسط الممثلين الصامتين. كلا على الإطلاق.
على الإطلاق. أن تمد قائمتيك خارجاً. براز مريض. عذراء مريضة... لن يدعونا
نحبها أبداً. قلبت المائدة. طقطقة الأواني. الأغوال التي تتلاشى عندما
يقترب الهدوء. لن أكون أنا هو الموضوع. لقد مضيت حتى أقصى ندم في حياتي
البدائية. لن أعلق بشيء على النقائص التي تعتورها. المنافذ، لكن، هذا
يتجاوز الحد، هذا الوجود لا يمت بصلة إلى ما أعتقد أنها حياتي الحقيقية. لا
تحسبوني فيلسوفاً! إنني ههنا أخلق روابط، وهيهات! دقيقة. ها هم النزهاء
قادمون.
بيتي من جديد. يختفي. أكمة. بياض متحرك خلف الأكمة. شخص...
يتكلم. أتعرف على الصوت المنغوم ليوسف الملك الأول. أحييه. يميط عنه
اللثام. لم يترجل عن ناقته. كحشد صمت من قواد القوافل يتبعه.
إنني أطلب
الصفح مرة أخرى. إن كنت جئت من طوفان الزمن الموبوء، فما كان بيدي. إنني
مؤمن صالح، مومن، مسلم، لا إله إلا الله وحده لاشريك له. فها هو ذا زمني،
مراكش قائمة بفضلنا بين أصابع الجبال الحمراء.
اغتصبوني
مراكش. نحن في ساحة فسيحة.
ما
أنا بالجبان. رأيت المتاجرات التي وقعت قبلي. وتلك التي وقعت بعدي. لقد
عانى شعبي كثيراً،ة بسبب حفنة من الطفيليين. وبسبب نزوات ملك سوقي. فلتأتلف
مملكتي من جديد! إحركت بدون فروسية. الأمازيغي إحركت الحقيقي. سوف لا أوحد
بلاد البربر، لكن سأمنحها اسماً : مراكش، سيكون مواتياً لها كسلهام. كانت
الكاهنة كانت امرأة شرسة تهدم إيمان الإنسان. ثلاثية فصوص أنشأتها العظاءة
العجوز التي تصير الرجال سكان كهوف يكسوهم الشعر. تشرب منيهم السيئ.
الهذيان كان صلاتها الكبرى. لأجل ذلك غيرت كل شيء. ومن حسن الحظ أن هذه
الأرض لم تعد تحمل اسم بلاد البربر. الآن أصبحت المغرب. لكن أي خطيئة! تُدك
جميع المؤسسات. لقد أقصيت إلى الظل. سأقتلهم جميعاً، هذا وعد. لقد وضعوا
للشعب بيوتاً من القصدير في الوحل، ليبول عليها المارة المتعجلون. لقدصيروا
الشعب شيئاً ثانوياُ، أقرب إلى الأداة. أنت من الشعب، ستعمل. لأنك لن تقعد
أمامي أبداً، أيها الدنيء. شعبي الصريع شرذمة كواسر بالمزاحين المحنكين.
شعبي القاعد في الخرافات، المتدفئ بكلمات لا تخرج بيضاً لصنع عجة. شعبي
المنتهك، شعبي المجزأ بسرعة التصديق.شعبي الذي من غير أن يكون يدين بشيء
إلى الماضي مكوم في اللغة المعتادة. شعبي المستعبد. نظيري الأخرق، الملك
الذي ليس له اسم قاطور، عقا أو إغوان، الفاشي، الغامض. وشعبي الذي بيع من
أجل طن من الفرح. إن هذا الملك عصاب مهتاج. كمثل المراهقين إذ يخرجون للسفر
التي تراهم بعدئذ يسيرون من أنفسهم صوب السجون. السجان قاسي القلب.
العذراء التي تعمل لأجل العرفاء. مائة اعتداء واعتداء في الشوارع المريبة،
للمرسى في إضراب. لاجدوى من اللجوء إلى الإحصائيات. الحمى الدائمة.
المستشفيات المكتظة. المدارس الممنوعة عمن هم دون سن السابعة وفوق سن
الرابعة عشرة. القمح الأمريكي لأجل البطون كبطني. الأوغاد لا يفتأون يرضعون
من الأرض بقرة ضامرة، إذار من خشب يابس، مريض منذ العواصف. بذلة الانتهازي
اللامعة. رشاشة الحارس الخاص. الشعب المكوم، المنهك في أسفل الطريق في
لصوص المدن العتيقة... ما هذه مدينتي. كلا.
يوسف يترجل. يجلس على حصير، ويدعو شيخاً.
فصدي. اليوم مولد تقديسي. فصدي، أيها الشيخ.
الشيخ يزيل عنه سلهامه، وينحني على رقبة الملك. سكين صغير، شديد الدقة، يلتمع بين أصابعه.
05 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
12 - شعبي الذي خُدِع. إن لم يخدعه الديماغوجيون، يخدعه أبناؤه، المجندون حديثاً من أجل أجور تافهة..
أواه،
فصد ضد الهذيان، من أجل أن أرى أفضل أمامي وورائي إن كان من رؤوس ماكرة.
ما هذه مدينتي. ارتفعت إلى مستوى قرون الاعتيادات المستقيمة من غير أزندة
ولا بارود. مدينتي الزاهية في رخاء الربيع، في حمرتها. لقد حدث نزاع حقيقي
بين الجيران. مدينتي التي صارت هيأة أركان. مشوهة. قذرة. مدينتي التي تطوف
بها ساحرات عمياء. مدينتي. فليكن. إنني أفهم متطلبات هذا العصر. لكن هذا
الاستغلال للشعب نفسه بنفسه. شعبي الذي يطعم نوسيات من غير دقيق. شعبي
البساط الطائر. شعبي من غير دهاء.
يوسف يصمت على حين غرة. هنالك صموتات تملؤك علامات فارقة وأخرى تنورك.
شعبي
الذي خُدِع. إن لم يخدعه الديماغوجيون، يخدعه أبناؤه، المجندون حديثاً من
أجل أجور تافهة. شعبي الذي بدون ناطق باسمه. شعبي الذي مثل صفر في وسط
السماء تماماً. لقد عزِلتُ، وسُجنت. اغتصبوا بناتي، ونسائي. اغتصبوني أنا
نفسي. أين هو الشرف؟ الجريمة في أوج النشاط. المذنبون يقهقهون في الكواليس،
من غير عقاب. يقبض على الزعماء مثل أرانب لا تملك لنفسها شيئاً. ولاأحد
نعم لاأحد يسخط أو يجسر على الاحتجاج. الصحف تطرح أسئلة غبية. المؤرخون
يفركون راحاتهم : هذا جديد! السياسيون يتجعدون في العزلة والسجون. النواب
يدهنون بعصيدة الطحلب والأرغان الأحمر الآجري. الجريمة متواصلة. ولقد
أخمنا! كيف السبيل إلى مساعدة هذا الشعب العاجز الذي لا يطاق؟ هل هو عصر
التضحية؟ عصر الخطر. إنه عصر الخطر التافه. لن أذكر أولئك الذين قتلوني.
ولا الموازين لا تنوي أن تقف أمام عيني. أدخنة، هذه القذارات لممالك بدون
وصايا. توافه، هذه المعجزات التي أسيئ صنعها. إن مسار التاريخ ليس باروداً
مشتعلاً. صمت على الضجات يتكومون فيه أمواتاً أو أحياء، لكنهم انتهوا من
الزمن. لقد أذنت المستقبل لكن من يجرؤ على الاعتراض تعلى هذا المنطق؟
التالي. سأحرص على إدانة وجود أسطورة.
مراكش. ومن بعيد تقريبُ [حصان]. إنه الليل. شخصية جديدة.
يوسف:
يتلهى.
التالي.
الشخصية الجديدة:
من
ذا الذي لا يعرفني؟ إنني معروف منذ أن كان الذهب ينقل من السودان إلينا
فوق ظهر العبد الموسوم. اسمي؟ لأي شيء ما زل يصلح؟ إنني مذهَّب بعرق النجوم
التي أنفذتها مزاريقي. جئت بإمبراطورية متنورة إلى المواطن البسيط. من
سواحل السنغال حتى تلمسان.
وأحب الضحك والصلاة والشعر
كثيراً ما يملأ فرحاً عروقي.
لا أخشى أن ألام من العدم. لم أوظف أخباريين. همهمة
صوتي المصم مثل النبع الحقيقي
يتخم من زمن ظلي المثالي. لكن المستقبل ما عاد يعنيني.
يوسف :
حتى الملك الحقيقي يستقيل. ليس من زمن
لا يرتخي بعد مجده الأرجواني.
أحمد المنصور الذهبي، شاعر كذلك
يتغنى بفؤاد الشعب غير المتعود على فيض من الغزوات
يسمن
مثل النهر.
غير أني عيني مفتوحة على المستقبل.
لكن المستقبل لا ينتمي إلى للشعب، الشعب
ينبغي لأن يقوم بعمله الذي هو عمل خزاف وعمل فنان.
لم أكن ملكاً، ولا أنت، ولا أي أحد،
لقد أمسكت بالشعب من يده
وتسكعنا في آكلات الليل،
من غير ضجيج.
أنا:
تمت إبطال مؤامرة هذا الصباح. أمس صباحاً.
غداً مساء.
يوسف:
مؤامرة؟ هل صحيح؟ أه، شعبي، متاهتي.
إنك تستعيد قواك. أرضي ستهتز باتجاهات جديدة.
إنك تستعيد قواك. أرضي ستهتز بصوت بدون شجار.
أبطل. شعبي اللايغفر له. أجنحة مقصوصة في أوج التحليق. ستُحبس من جديد. رقيق طفلي. ما اسم الملك الجالس على العرش؟
أنا:
لا يمكنني أن أقوله، يا رفيقي. فليس له اسم.
يوسف:
إنه هدرة العصر.
أنا:
هدرة تمتلك أسلحة مصنعة.
هدرة تدير
من فوق رؤسائنا
قنبلة ذرية.
يوسف:
هدرة متعذرة الوصف. كدت أخاطر بنفسي. إنني أعود فوراً إلى تراب ظلي. لن أراقبك بعد.
ينصرف. يلبث حشد ضاج. شخصية جديدة، قصيرة وجافة، يشرع في الكلام.
كل ما قال أسلافي دجل ينبغي أن نصمد، عيني التي لا تخشى جمرات السماء
ولا جمرات الأرض،
لحيتي التي تسائل المتفرج اللامبالي، وجهي المستدق باستقامة مثل رمح (إنها شجاعتي)،
حمحماتي على الموج المتكسر، جنودي، أنا نفسي،
أولاد بغايا أولادي الذين من إماء جميلات مثل عجلات،
قصوري التي قذفت بالحقد، ملكي الذي يدوم
مع أهواله. كل ما يقول أسلافي دجل
حصاني المموه في العاصفة، الرؤوس المملحة،
أعشاري ديوني غراماتي،
اسمي مثل طبل يفكَّك
كل ما يقول أسلافي دجل وخداع
السن الخامس لنجمتي
كانت هي الأقل وزناً
الحوذان المسلطن
شديد البشاعة
السن الخامس لنجمتي المنفية بيننا في الوقت الحاضر
سقطت عليَّ لوحدي مذ مجدها
شعبي
ألا بئساًَ للملك الذي لا يكون باسمك
ليزل قدرك
نحن المحزون المكمم
ترجمة: عبد الرحيم حزل
عبد الرحيم حزل بيان اليوم : 06 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
رد: محمد خير الدين: رواية أكــاديــر
- 13 -
سلالتي خانت شعبي. سلالتي تتعامل مع المهربين. سلالتي تستغل أشلاء لحمها
سلالتي لن يكون لها نصب تذكاري. سلالتي الديكتاتورية.
ليتفرج الجميع على سقوط سلالتي. لم تحتفظ من الفجر بسر التحولات. سلالتي التي من رماد. قضية خاسرة.
طلقات،
رشقات، صرخات. صمت. سيسقط الستار أرضاً، وقد مزقه الحشد. في ساحة صغيرة،
قبالة البحر، رجال ونساء. طيور بحرية. الشخصية نفسها، التي أصبحت الآن
لامرئية، تواصل الكلام.
انظر، يا ألمي، شؤون هذا الزمن
الجوف البليد الذي تركناه
عند نهاية رؤيا لم أختلف إليها كثيراً
من حجارة تحالفات أخطار غير مسبوقة
مثل زنبور يهتز في قلب مجرد
أطلال
في ملصقات مشطوبة بمداد قاتل
أن تملي على مهل البراءة لكن أولئك الذين يتسلقون ينكتبون على أسنان غل الأشياء بدون وجهة
مخرب
مغرق مزود بشباك من خزامى
أكاذيب متوهجة
إنكم تصنعون حياة قاسية من نجيليات متعددة هل هو فرح؟ خضراء مثل صفعة ردت بهزات
بعد تبدلات الحنش
بطائق بنكية من دماء جنود
من مجاذيف رخامية معرقة بجشاءات من دم
بدون جواز سفر
لكن دمر نفسك يا شعبي العجيب
الذي أنا منه
سأقنع المأساة العمل الإجرائي
للراية
يكفي عندما تقذف أسناني الإثنان والثلاثون
أعضاء نارية في نظراتك الخرقاء
هذا البلد قسم وفتت
بين النوايا السيئة والغضب
هنا وهناك
أبراج منيعة تطلق منها النار على الملك الدجال مجاعة جزر يابس فول من غير مساعدات صيف ومطر
يجففان الأرض التي صارت غابة خسوف
كان لكل واحد بندقية فبها يتحدث كان كل واحد يقتل
وجاءت أوروبا مزخرفة بحماية
لم تف بها
قياد عضات شوكران وجلجليات
يوماً بعد يوم
صارت جثتك يا علندي واسعة
لكن سأكون أنا المخطئ دائماً
نعم
أن أنجبت التماعات
خادعة
أن ألبست مدرة
الدون السماوي
المتخفف من أثقاله نسيان كمائنه
أنا
السيئ الختان الذي أعرج
في الضحكة النتنة تطلقها الشعوب المغثية
التي لا تعرف
أن ميلادك وسط الأعاصير يعني أن تشج
وجه الملك الليلي
يخمد
الصوت. تغيير للديكور. الرباط. نحن في ساحة المشور الكبيرة. نرى في
الخلفية سور القصر المائل إلى السواد. حرس أسود مخفور بجنود بيض يحرسون
المدخل. إذن فهو يوم جمعة، لأن العلم الوطني قد أبدل لوناً بلون. تظهر
حاشية بجلابيب متلامعة : بيضاء. يعلن عن خروج الملك. لكن ليس الملك من يخرج
من القصر. بل جنرال. يتلقاه الحشد بهتاف وحماس. يمر الموكب يُسمع صوت
ينقله مكبر للصوت. إنه صوت إمام.
أعز الله ملكنا بعلم وجهل من كل
النجوم. وليزده العلي القدير ثراء فوق ثراء. وليبعد عنه الأرواح الشريرة
فلا تعلق بروحه. إنه يعدنا بالثروة وبالجنة. الفرح العابر والديمومة
الهادئة للملح البحري. إنه يربطنا بالسماء بحبل سري وبقوة صلواته. وليشف
الله معالي الجنرال اليد اليمنى لجلالته من اضطرابات البواسير. فلتصلوا له.
صلوا لكي يراجع قائمة المدانين السياسيين. ولكي يعفو عن أخوتنا المتمردين.
ولكي يعود التوازن إلى اقتصادنا الوطني. الله أكبر.
إمام آخر:
لقد غدر بنا الملك. فنحن نفضل الجمهورية. فهي مصدر لسلم حقيقي ولعدالة.
الملك لاشأن له بدوننا.
جواب:
ملك مفرط الطيبوبة بالنسبة إلى مجرمين من طينتك.
أواه مفرط الطيبوبة.
الإمام الأول:
إن
الملك يسود على هوة بلا أمعاء ولا كبد. الملك يعلن لنفسه نسباً إلى
العدالة الإلهية. فهو يوجد ضد كل انشقاق، وضد كل الأمراض الإديولوجية التي
تتأكل هذا القرن. والملك يعرف أنه يحكم دولة مجانين وقطعاوات تدعو إلى
الرثاء.
فوضوي:
أنا الملك. الحرب الأهلية.
القطائع. إنك تعطون جميعاً. لم تمضوا قط أبعد من مؤخراتكم. لاوجود لملك.
ليس سوى القوة المالية. الأرض لم تولد مع ملك لكي يحسن قيادتها. بل هم، في
نظري، شرطيون سابقون (لم يمونوا يسمون كذلك)، ومرضى سابقون ليس لأمراضهم
شفاء هم الذين ابتكروا هذه الكلمة وجعلوها لهم لقباً. إنهم محتالون، بكل
تأكيد. عباقرة للألم الدائم. إن شئتم. لكن ما هم بقديسين، كما تقولون.
ينبغي أن تنظفوا بيتكم. ينبغي أن تعرفوا كيف تسندون لأنفسكم دوراً حقيقياً.
ترجمة عبد الرحيم حزل بيان اليوم : 07 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
- 14 -الناس يحبون زوجي لأنه قتل. ولو أنه نجا من ذلك العمل الشجاع، لكان تعرض للاغتيال مثل الآخرين-
عريف :
لا يعوزني شيء. فأنا مطعم، ومسكَن، ومنظَّف الثياب، وبين الفينة والأخرى أطلق رصاصة من رشاشي أو بندقيتي. الناس يعملون لأجلي. ليس هنالك حرب. لا يزيد الأمر عن فتن. توجد فتن. وأما نحن فنسعى إلى السلم.
أرملة :
هاكم كيف فقدت زوجي. وهاكم كيف ضاع زوجي هو نفسه : في زمن القنابل، وفي خلو من زمن الأحقاد والاعتقلات التعسفية، في زمن البارود والدموع، كان السرير يلبث فارغاً، من شق نعاس بدون نوافذ حيث يأتي الربيع ليوقف حياتي بضرب السياط، كنت أرى الشارع المظلم، المدوخ، كنت مضطرمة ككومة أغصان (فأنا امرأة تعرف جيداً أصلها الجسدي المنخدش، الجاف، المشقق كسيل قاحل بعد الفيضانات الهائلة) ومع ذلك فقد كنت في ذلك الانتظار العبثي أعرف أن لاجدوى من انتظاره. فما أكثر ما قلت لنفسي امضي لتقتلي أياً كان... أول من تصادفين في الشارع. لكنني لم أكن أعرف أن أقتل، وكنت أخشى أن أنجو بجريمتي. كان لي خمسة أبناء. وقد رحل أبوهم ولم يعد أبداً. وقد صار جميع الناس الآن يعرفون أنه قد كان حاول أن يطعن الملك. والجميع يعرف أن قائداً هو من قتله. والجميع يعرف أن أولادي يموتنون برداً وجوعاً. ومع ذلك فاسم زوجي الفقيد قد بقي اسماً مجيداً؛ ففي كل مدينة من مدن المملكة زقاق أو شارع يسمى باسمه. لكن ما تلك بمكافأة. كلا، إن الناس يحبون زوجي لأنه قتل. ولو أنه نجا من ذلك العمل الشجاع، لكان تعرض للاغتيال مثل الآخرين. وأما الذين كان عندهم شيء من الإدراك فقد فروا بأنفسهم. واختاروا النفي. إن النضال لم يجد فتيلاً، ولم ينقذ الشعب. بل على العكس، ساهم في الحكم عليه بمصير مأساوي إلى الأبد.
الملك :
إن أولئك الذين ناضلوا قد فعلوا بعزم. لقد ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن.
مجهول :
إنك أنت الوطن. وأنت عالم المصائد والليالي الأفقية. وما نحن إلا نقطة، تافهون، وأفواه مرة. وأنت السور والمتراس.
الإمام الأول :
ليكن ملكنا هو الأقوى.
قرصان :
فليدم عمله.
عامل :
فليتبخر طموحه. إن الملك لم يضع رحلة قط في المصنع. إنه سلبي. لم يدخل بيتي أبداً لكي يرى بأي حمى أصطلي. إن الملك لا يمرض. الملك شريك لليأس.
نقابي :
يحيا التناقض. من دون الملك أو عميل شبيه لا يمكنني أن أحيا. الوحدة؟ يا لها من جنون وتفاهة! ويا له من خُرق! حقاً إنني لا أقدر أن أحيا من غير الملك. فمن غير الملك أنا غير معقول.
مدبرة :
الملك يأمر بالرفع من الأسعار. الملك يعيش على دم الشعب.
العراف :
إنني أقرأ في عظمي، لا أقرأ بل أرى بالأحرى
في عظمي
كيف يُكتب المستقبل وكيف
تولد وردة
في الحدائق الباذخة التي ينعم بها الملوك القتلة المستأجرون
وردة من دم
عندما يشق سكين الشرايين ويجدلها باتباع خرائط السماء التي هي دائما
المدبرة للمآسي.
إنني أتخبط في البرميل الوردي الهائل من دم وشرايين مفتوحة
أواه، لن تمضي بعيداً لن تطأ رمال فم لحسن
ولا الطريق المنيعة للملاك الذي يستعيد
الأرواح الطفلية
هذا الشعب الذي تجعله يرسف في القذارات هذا الشعب
الذي تلوكه بتلذذ هذا الشعب
الذي تصفقه في تجاعيد العدم هذا الشعب
الذي تبدأ في تعذيبه بالأسئلة من جديد هذا الشعب
الذي تنغص عليه حياته وتلوثه بأصابعك
هذا الشعب
لن يدعك تتمادى في غيك كثيراً
وزير الداخلية :
شعب أو غير شعب، لاأحد يطبق القانون، ما عداي أنا وبموافقة من الملك بطبيعة الحال. لقد درست في المدرسة العسكرية. وقد سمعتم عني.
الملك :
أنا أظل ملكاً. والشعب يظل شعباً وطفلاً.
الفلاحون :
لارغبة لنا في التقاتل. فنحن شديدو التعب. سنتقاتل في غد.
الملك :
وإلى من توكلون بالسلطة؟
الفلاحون :
إلينا أنفسنا، طبعاً!
الملك :
لا يمكنكم أن تحكموا أمة بطرقة ديمقراطية. فأنتم غير متعلمين. ولا تعرفون أن تقرأوا أو تكتبوا.
الفلاحون :
إننا لا نعرف أن نقرأ أو نكتب.
الطالب :
أنأ أعرف أن أقرأ وأكتب.
الملك :
إنك لا تعرف شيئاً. إنني أنا الذي آمر.
الفلاحون :
إنه يكتب جميع رسائلنا.
الملك :
سأرهقكم بالضرائب إن أنتم لم تلتزموا الهدوء.
الفلاحون :
سندفع. لكن ستدفع أنت أيضاً. غداً.
08-08-2012
لا يعوزني شيء. فأنا مطعم، ومسكَن، ومنظَّف الثياب، وبين الفينة والأخرى أطلق رصاصة من رشاشي أو بندقيتي. الناس يعملون لأجلي. ليس هنالك حرب. لا يزيد الأمر عن فتن. توجد فتن. وأما نحن فنسعى إلى السلم.
أرملة :
هاكم كيف فقدت زوجي. وهاكم كيف ضاع زوجي هو نفسه : في زمن القنابل، وفي خلو من زمن الأحقاد والاعتقلات التعسفية، في زمن البارود والدموع، كان السرير يلبث فارغاً، من شق نعاس بدون نوافذ حيث يأتي الربيع ليوقف حياتي بضرب السياط، كنت أرى الشارع المظلم، المدوخ، كنت مضطرمة ككومة أغصان (فأنا امرأة تعرف جيداً أصلها الجسدي المنخدش، الجاف، المشقق كسيل قاحل بعد الفيضانات الهائلة) ومع ذلك فقد كنت في ذلك الانتظار العبثي أعرف أن لاجدوى من انتظاره. فما أكثر ما قلت لنفسي امضي لتقتلي أياً كان... أول من تصادفين في الشارع. لكنني لم أكن أعرف أن أقتل، وكنت أخشى أن أنجو بجريمتي. كان لي خمسة أبناء. وقد رحل أبوهم ولم يعد أبداً. وقد صار جميع الناس الآن يعرفون أنه قد كان حاول أن يطعن الملك. والجميع يعرف أن قائداً هو من قتله. والجميع يعرف أن أولادي يموتنون برداً وجوعاً. ومع ذلك فاسم زوجي الفقيد قد بقي اسماً مجيداً؛ ففي كل مدينة من مدن المملكة زقاق أو شارع يسمى باسمه. لكن ما تلك بمكافأة. كلا، إن الناس يحبون زوجي لأنه قتل. ولو أنه نجا من ذلك العمل الشجاع، لكان تعرض للاغتيال مثل الآخرين. وأما الذين كان عندهم شيء من الإدراك فقد فروا بأنفسهم. واختاروا النفي. إن النضال لم يجد فتيلاً، ولم ينقذ الشعب. بل على العكس، ساهم في الحكم عليه بمصير مأساوي إلى الأبد.
الملك :
إن أولئك الذين ناضلوا قد فعلوا بعزم. لقد ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن.
مجهول :
إنك أنت الوطن. وأنت عالم المصائد والليالي الأفقية. وما نحن إلا نقطة، تافهون، وأفواه مرة. وأنت السور والمتراس.
الإمام الأول :
ليكن ملكنا هو الأقوى.
قرصان :
فليدم عمله.
عامل :
فليتبخر طموحه. إن الملك لم يضع رحلة قط في المصنع. إنه سلبي. لم يدخل بيتي أبداً لكي يرى بأي حمى أصطلي. إن الملك لا يمرض. الملك شريك لليأس.
نقابي :
يحيا التناقض. من دون الملك أو عميل شبيه لا يمكنني أن أحيا. الوحدة؟ يا لها من جنون وتفاهة! ويا له من خُرق! حقاً إنني لا أقدر أن أحيا من غير الملك. فمن غير الملك أنا غير معقول.
مدبرة :
الملك يأمر بالرفع من الأسعار. الملك يعيش على دم الشعب.
العراف :
إنني أقرأ في عظمي، لا أقرأ بل أرى بالأحرى
في عظمي
كيف يُكتب المستقبل وكيف
تولد وردة
في الحدائق الباذخة التي ينعم بها الملوك القتلة المستأجرون
وردة من دم
عندما يشق سكين الشرايين ويجدلها باتباع خرائط السماء التي هي دائما
المدبرة للمآسي.
إنني أتخبط في البرميل الوردي الهائل من دم وشرايين مفتوحة
أواه، لن تمضي بعيداً لن تطأ رمال فم لحسن
ولا الطريق المنيعة للملاك الذي يستعيد
الأرواح الطفلية
هذا الشعب الذي تجعله يرسف في القذارات هذا الشعب
الذي تلوكه بتلذذ هذا الشعب
الذي تصفقه في تجاعيد العدم هذا الشعب
الذي تبدأ في تعذيبه بالأسئلة من جديد هذا الشعب
الذي تنغص عليه حياته وتلوثه بأصابعك
هذا الشعب
لن يدعك تتمادى في غيك كثيراً
وزير الداخلية :
شعب أو غير شعب، لاأحد يطبق القانون، ما عداي أنا وبموافقة من الملك بطبيعة الحال. لقد درست في المدرسة العسكرية. وقد سمعتم عني.
الملك :
أنا أظل ملكاً. والشعب يظل شعباً وطفلاً.
الفلاحون :
لارغبة لنا في التقاتل. فنحن شديدو التعب. سنتقاتل في غد.
الملك :
وإلى من توكلون بالسلطة؟
الفلاحون :
إلينا أنفسنا، طبعاً!
الملك :
لا يمكنكم أن تحكموا أمة بطرقة ديمقراطية. فأنتم غير متعلمين. ولا تعرفون أن تقرأوا أو تكتبوا.
الفلاحون :
إننا لا نعرف أن نقرأ أو نكتب.
الطالب :
أنأ أعرف أن أقرأ وأكتب.
الملك :
إنك لا تعرف شيئاً. إنني أنا الذي آمر.
الفلاحون :
إنه يكتب جميع رسائلنا.
الملك :
سأرهقكم بالضرائب إن أنتم لم تلتزموا الهدوء.
الفلاحون :
سندفع. لكن ستدفع أنت أيضاً. غداً.
08-08-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
(15) - إن التاريخ ليس له وجود. لقد لفِّق باتباع ترتيب زمني صحيح نسبياً. فأبرز بعض الأحداث. فسمي ذلك تاريخاً 2/1
بيتي من جديد. تغطي حيطانه بقع طويلة من حبر أسود. أقول لكم إنني لم أتزحزح
من هذا المكان. لا أعرف البتة كيف وقع ما وقع. ماذا ذهبت أصنع عند الملوك؟
الحقيقة أنني لامعرفة لي بالتاريخ. فلامعرفة لي بتاريخي ولا بتاريخ بلدي.
ربما يكون لي تاريخ. لا أعرف. من الممكن أن يكون لي تاريخ، يخصني. وهذه
المدينة كذلك ينبغي أن يكون لها تاريخ. أقرب شبهاً بتاريخي. وإذن، فأنا
أقول لكم إن التاريخ ليس له وجود. لقد لفِّق باتباع ترتيب زمني صحيح
نسبياً. فأبرز بعض الأحداث. فسمي ذلك تاريخاً. من المؤكد أنهم قد أحكموا
صنعه. لكنهم أخطأوا بشأن الأمور التي جمعوها على هذه الصورة. فهي لا تمت
إلى بعضها بصلة. يشعر المرء بالدفء. هل بإضاعته تاريخه؟ لا يمكن للمرء ألا
يتصور له تاريخاً. كيفما كان. سأحرص إذن على أن أمتثل. بدأت أضيق درعاً
بتذبذبي. ومع ذلك فهو لا يشعرني بالخوف. فهل تُراني ولدتُ؟ نعم ولدت، إذن
فأنا أحيا، إذن فأنا هو الذي ولدتُ. منذ متى؟ في سنة تسع وثلاثين. حسب ما
قيل لي. فهل صحيح أنني ولدت؟ وما معنى أن يولد المرء؟ إن «ولد» أصلها فعل
ثلاثي. صفعة حقيقية. «ولد» إن في حرف اللام شيئاً صادماً. فكأنه يطردك من
الهاوية، ويداك أمامك. لكنه شيء يمضي وينقضي. لا، أنا ما رأيت نفسي أولد.
أليس كذلك؟ إني موجود، وهذا كل ما هو أنا. كبرت مثل الجميع، ومثلما تكبر
حتى الدواب، ولم يكن في ذلك ما يثير أسى المحيطين بي. لقد بقوا على فتورهم.
واحد كنت أحبه. ذاك جدي. لقد مات دون أن أدري لم كنت أكن به المحبة. وما
زلت أحمله في قلبي. هو الوحيد الذي أحبني فعلاً. كان يقاسمني قهو ته. نصفاً
نصفاً. كنت أتناولها في كؤوس صغيرة سميكة. كانت كؤوساً مضلعة؛ فكانت تعكس
ألواناً... عندما أكون في المطبخ... لا تتصوروا مطبخاً كما هو المطبخ
عندكم... كانت الشمس تنفذ من كوة دائرية، فتكون شعاعاً مستطيلاً ملؤه غبار
أزرق وأصفر، كنت أحب جدي، كان مختلفاً عن أبي، كان قصيراً، أحدب... وهو ما
لم أكن أطيقه... كان الصبية لا يفتأون يكلمونني فيه، فكنت أتعارك، لكنني
كنت أتبين في ثرثرة الكبار تلميحات تزيد بشاعة شخص جدي... لم تكن له لحية،
كانت جدتي المتوفاة هي الأخرى تعتبره حكيماً ورجلاً مستقيماً ليس له مثيل،
أأكون أحببته بسبب حذبته؟ كانت جدتي تقول إنه لم يعرف قط كيف يمسك ببندقية
بالطريقة الصحيحة، لكنه لم يكن يخاف الموت، لم يعرف أن يقتل، فلم يذبح قط
خروفاً، كان شخص آخر يتولى خروف العيد، فكنا نعطيه الكرش والكبد والرأس،
لكن في خلال المجاعة الكبرى لم يكن لدينا خروف ولا ذرة، ولا يمكنك أن تعرف
إلى أي حد هزلت، فقد كنت على وشك أن أضع أباك، كان جدك يلبث ساكتاً، وقد
يذهب أحياناً ليلقي نظرة من إحدى تلك الكوى (كان يشير لي إلى سور الحجارة
للسطح الذي يطل على الخارج، لا على الشارع)، وكان كثيراً ما يقول إنه يود
لو يوقف الاقتتال الذي كان يقسم القرية إلى عشيرتين متعاديتين لكن
المتقاتلين كانوا يأتون ليطلبوا منه المشورة فيعلنون اقتناعهم بها... لم
أكن أتصور جداً من غير قسوة ولم تكن أمي تودني لكني كنت أبكي إذا ما قيل في
حقها كلام فاحش ما أن أعود من المسجد حتى تحدجني بنظرة صارمة ثم تدير لي
ظهرها أبي لم يكن هناك آه كم كنت أحبه كأسطورة كنت أقول لنفسي إنه هو الذي
يأتيتي بالحلويات وبالصبية التي تملأ علي ليالي وتثير في الرعشات صديقتي
الأولى كنت أعبدها أيضاً ومن خلالها هي كنت أحب أبي الغائب لكنه حين يأتي
كان يفتح حقيبة خاصة ويفرغها تواً من كل محتوياتها التي هي علب كبيرة كان
يناولني إياها تباعاً كنت أحب أبي وألواح الشوكولاتة التي كان يأتيني بها
من هنالك كنت أتطلع إلى مرافقته في السفر لكني كنت متخوفاً من الذهاب
بعيداً جداً كان العالم هو في هذا المكان حيث أعيش بصورة منتظمة كان
خرذوناً فراشة نجمة ما أن يخيم الظلام كان ذلك الحرف الميت المسجل في
السماء والسادر في ضلاله كان باب حديقة تقصدها الأرواح الجديدة للنباتات
والحيوانات العظيمة بالنسبة لهذه الأرض فيما قيل لي وراء الجبل كان
يعــــــني لدي المـوت العنيف للأطفال العاقلين.
09 - 08 - 2012
من هذا المكان. لا أعرف البتة كيف وقع ما وقع. ماذا ذهبت أصنع عند الملوك؟
الحقيقة أنني لامعرفة لي بالتاريخ. فلامعرفة لي بتاريخي ولا بتاريخ بلدي.
ربما يكون لي تاريخ. لا أعرف. من الممكن أن يكون لي تاريخ، يخصني. وهذه
المدينة كذلك ينبغي أن يكون لها تاريخ. أقرب شبهاً بتاريخي. وإذن، فأنا
أقول لكم إن التاريخ ليس له وجود. لقد لفِّق باتباع ترتيب زمني صحيح
نسبياً. فأبرز بعض الأحداث. فسمي ذلك تاريخاً. من المؤكد أنهم قد أحكموا
صنعه. لكنهم أخطأوا بشأن الأمور التي جمعوها على هذه الصورة. فهي لا تمت
إلى بعضها بصلة. يشعر المرء بالدفء. هل بإضاعته تاريخه؟ لا يمكن للمرء ألا
يتصور له تاريخاً. كيفما كان. سأحرص إذن على أن أمتثل. بدأت أضيق درعاً
بتذبذبي. ومع ذلك فهو لا يشعرني بالخوف. فهل تُراني ولدتُ؟ نعم ولدت، إذن
فأنا أحيا، إذن فأنا هو الذي ولدتُ. منذ متى؟ في سنة تسع وثلاثين. حسب ما
قيل لي. فهل صحيح أنني ولدت؟ وما معنى أن يولد المرء؟ إن «ولد» أصلها فعل
ثلاثي. صفعة حقيقية. «ولد» إن في حرف اللام شيئاً صادماً. فكأنه يطردك من
الهاوية، ويداك أمامك. لكنه شيء يمضي وينقضي. لا، أنا ما رأيت نفسي أولد.
أليس كذلك؟ إني موجود، وهذا كل ما هو أنا. كبرت مثل الجميع، ومثلما تكبر
حتى الدواب، ولم يكن في ذلك ما يثير أسى المحيطين بي. لقد بقوا على فتورهم.
واحد كنت أحبه. ذاك جدي. لقد مات دون أن أدري لم كنت أكن به المحبة. وما
زلت أحمله في قلبي. هو الوحيد الذي أحبني فعلاً. كان يقاسمني قهو ته. نصفاً
نصفاً. كنت أتناولها في كؤوس صغيرة سميكة. كانت كؤوساً مضلعة؛ فكانت تعكس
ألواناً... عندما أكون في المطبخ... لا تتصوروا مطبخاً كما هو المطبخ
عندكم... كانت الشمس تنفذ من كوة دائرية، فتكون شعاعاً مستطيلاً ملؤه غبار
أزرق وأصفر، كنت أحب جدي، كان مختلفاً عن أبي، كان قصيراً، أحدب... وهو ما
لم أكن أطيقه... كان الصبية لا يفتأون يكلمونني فيه، فكنت أتعارك، لكنني
كنت أتبين في ثرثرة الكبار تلميحات تزيد بشاعة شخص جدي... لم تكن له لحية،
كانت جدتي المتوفاة هي الأخرى تعتبره حكيماً ورجلاً مستقيماً ليس له مثيل،
أأكون أحببته بسبب حذبته؟ كانت جدتي تقول إنه لم يعرف قط كيف يمسك ببندقية
بالطريقة الصحيحة، لكنه لم يكن يخاف الموت، لم يعرف أن يقتل، فلم يذبح قط
خروفاً، كان شخص آخر يتولى خروف العيد، فكنا نعطيه الكرش والكبد والرأس،
لكن في خلال المجاعة الكبرى لم يكن لدينا خروف ولا ذرة، ولا يمكنك أن تعرف
إلى أي حد هزلت، فقد كنت على وشك أن أضع أباك، كان جدك يلبث ساكتاً، وقد
يذهب أحياناً ليلقي نظرة من إحدى تلك الكوى (كان يشير لي إلى سور الحجارة
للسطح الذي يطل على الخارج، لا على الشارع)، وكان كثيراً ما يقول إنه يود
لو يوقف الاقتتال الذي كان يقسم القرية إلى عشيرتين متعاديتين لكن
المتقاتلين كانوا يأتون ليطلبوا منه المشورة فيعلنون اقتناعهم بها... لم
أكن أتصور جداً من غير قسوة ولم تكن أمي تودني لكني كنت أبكي إذا ما قيل في
حقها كلام فاحش ما أن أعود من المسجد حتى تحدجني بنظرة صارمة ثم تدير لي
ظهرها أبي لم يكن هناك آه كم كنت أحبه كأسطورة كنت أقول لنفسي إنه هو الذي
يأتيتي بالحلويات وبالصبية التي تملأ علي ليالي وتثير في الرعشات صديقتي
الأولى كنت أعبدها أيضاً ومن خلالها هي كنت أحب أبي الغائب لكنه حين يأتي
كان يفتح حقيبة خاصة ويفرغها تواً من كل محتوياتها التي هي علب كبيرة كان
يناولني إياها تباعاً كنت أحب أبي وألواح الشوكولاتة التي كان يأتيني بها
من هنالك كنت أتطلع إلى مرافقته في السفر لكني كنت متخوفاً من الذهاب
بعيداً جداً كان العالم هو في هذا المكان حيث أعيش بصورة منتظمة كان
خرذوناً فراشة نجمة ما أن يخيم الظلام كان ذلك الحرف الميت المسجل في
السماء والسادر في ضلاله كان باب حديقة تقصدها الأرواح الجديدة للنباتات
والحيوانات العظيمة بالنسبة لهذه الأرض فيما قيل لي وراء الجبل كان
يعــــــني لدي المـوت العنيف للأطفال العاقلين.
09 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
إن التاريخ ليس له وجود. لقد لفِّق باتباع ترتيب زمني صحيح نسبياً. فأبرز بعض الأحداث. فسمي ذلك تاريخاً..
- 15 -
كان جدي يبوح لي بأسراره كلها
لم يكن سافر قط لقد ولد حيث كان يعيش وحيث سيموت من جراء عقابيل هذيان ليس
رعاشياً كان يحث أبي على تناول تلك البسكويتة الجميلة التي تركها أحدهم
بجنب صخرة وعرة موسومة بندوب أحدثها فيها ماء الشتاء أو عواصف تأتي هي
الأخرى سمراء لأنها تقتلع بعض تراب وربما جاءت محملة بشجيرات شوكية هزيلة
إذا مرت بسطح للأرض أو حجر أشد رهافة لكن زبداً من ملايير الفقاقيع
المتداخلة كان يخفي بطن الإعصار مات ذات صباح كانت شمسه ترسم على أصدغ
الناس قبوراً طويلة بقطع الزجاج بشظايا أوان وقد كانت خالتي رمت حزمتها من
الحطب الأخضر على عتبة البيت كانت تجهش بالبكاء وكنت أحاول أن أفر من تلك
الكلمة الموت كان عدوي اللدود وكم هو أشد مكراً من جسدي الصغير الراكض
هلعاً بين الحجارة والجذور التي نبشتها الخنازير البرية والجرذان التي لم
تكن تقنع بالحفر العميقة بل كانت تقرض الشجرة وتهيل عليها مجارف من التراب
المسحوق وأما الخنازير فقد كانت تتلف الجنائن والحقول المزروعة باتجاه
السيل الرئيسي فقد كان في هذا البلد عدد كبير من السيول والسواقي لكن أهمها
هو الذي يقطع الجبل فكأنه نهر لكن مياهه تتبخر ما أن يقع عليها أول حر لكن
يفضل منها برك من الماء يقصدها الصبية للاستحمام وقد كنت أنا نفسي أصيد
فيها طيوراً صغيرة وأنقليسات إذن فهذا النهر لم يكن سيلاً ولا كان مجرى
مائياً يستحق أن نسميه نهراً بل كان وادياً كبيراً هجيناً مهما سمي نهراً
سيلاً وادياً دون تمييز لقد مات كانت الشمس تسم ذلك النهار بالدموع والبيت
بالنساء لأنهم أجبروني على العودة إليه لأحضر مراسيم تهييء الجنازة وأرى
للمرة الأخيرة وجه جدي وأقبل جبينه وألمسه للمرة الأخيرة كانت تفوح منه
رائحة الحبق والماء الفائر استعاروا لوحاً خشبياً كبيراً فكان فوق المربع
الإسمنتي حيث اعتاد جدي أن يتوضأ في الصباح والظهيرة والمساء ربما لا أزال
أتذكر كان الماء يغلي في طسوت كثيرة هي الطسوت نفسها التي كانوا يصنعون
فيها الأكلات الكبيرة في أعياد الأضحى في الصيف عندما كان الناس يتوافدون
على بيتنا جعل رجلان يقومان بتغسيله الأخير كانا يقلبانه وهم يهمهمون ربما
كانا يفكران أنهما سيفعل بهما الشيء نفسه ذات كان الماء يضوع كذلك برائحة
مزيج من الصابونيات والريحان لكن البخار والرغوة كانا معزيين كان جسد جدي
ممدداً فوق اللوح يرشح نصف عار فلم يسترا غير أسفل بطنه احتفظ وجهه
بابتسامة متحجرة مبلولة كان يظهرها على محياه في حياته شيء غريب لكنني كنت
أفكر في الامحاء الوشيك تحت التراب البليل وفي كل الصرخات الحادة التي
يعتقد أن الجثث تطلقها ما أن يهال عليها التراب كانوا يصورون لي مشاهد
غريبة كنت أرى في أرقي الذي تسببه لي الحمى تلك الصبية التي كانت تنقل إلى
أمها كلام الجيران والتي استنطقتها في القبر حية ذات أجراس جعلت تهز التراب
والأكمة هزاً عنيفاً وتوشك أحياناً أن تهد الأرض من فوق القبر التي كان
يمشي عليها رجال ونساء ما زالوا أحياء كان للصبية نهدان حليبيان مدوران
ومستدقان لكن الحية لم تكترث إلى مفاتنها الذاوية بل كانت تشويها بلسانها
وترهقها حتى لقد انتزعت منها أصغر سر تالف في دمها المجمد الواهن منذ أن
أغمضت لها أمها بمحضر الطالب جفنيها عندما خيل إليها قبل أن تموت أنها لمحت
بعيداً وأقرب إلى عينيها طيوراً هازئة تحمل بين مخالبها أعشاشاً مزقزقة
كانت تبغي دون شك أن تشتتها في الفضاء جريمة أنا وفجأة خرست لم تكن أمها
غاضبة من المصير الغاشم كانت تريد أن تبقى لوحدها ربما حان الوقت لكي تبدل
حياتها وبيتها وترحل عن هذا البلد حيث ولدت منذ مواسم الدرس كسائر أولئك
النساء اللائي يأتين إلى المدن الكبرى ولا يزلن يعلق بهن روث البهائم
ومجرحات الأيدي فلا يستطعن أن يعجبن الرجال لكنهن يصرفن سحابة يومهن في
إصلاح أجسادهن وتعطير أنفسهن وكثيراً ما يصرن يلقين القبول هو ممدد العين
زرقاء ضاربة إلى السواد وذلك المكر بين الفينة والأخرى إذ كان يهديني من
العقارب الميتة المسحوقة في المساء والصباح عندما تجتذب المصابيح الحشرات
والخفافيش مخفخفة تحت أعمدة الخشب يسود في تلك القاعة حيث كنا نأتلف بعد
الكسكس الشهي واللبن حيث تختلط روائح الصعتر والتراب الندي والعشب وربما
الفصة أيضاً.
12 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
16 - إن الموتى لا يفكرون مهما يقال إنهم لا يُسألون لا يتحركون لا يحركون لوح النضيد الذي يجعل من فوقهم 2/1
كنت أفكر في كل ما كانت بقرتها تطعم وتمنحني إياه في شكل سائل أبيض مراع
كاملة من نباتات تتعذر عن الوصف وطيور صغيرة جداً تسقط من فروع الأشجار إذ
تهزها الريح العاصفة فيم يمكنه أن يفكر الآن؟ في حدبته في يديه التي فتلتا
حبالاً كثيرة لا نزال نسقي بها الماء الذي يصير يإلى تناقص الصيف كان يلعق
حتى نسغ التينات الرماديات أو فيَّ أنا الذي كان يتركني مع أشياء لم أكن
أعرف دائماً كيف أستأنسها ومع خشائش كنت أحبسها علب لحليب فارغة في القبو
حيث كنت أمزج بين طنين الذباب التالف على زجاج النوافذ القذرة في ضجاتي
الصغيرة غير الإرادية أخطائي الصغيرة رعشاتي تحت غطاء من الصوف الخشن
زياراتي لجدتي أم أمي التي توفيت بصورة مختلفة هاكم كيف كانت ميتة من قبل
أن يقرروا أن يدفنوها لأنها لم تعد تقدر أن تنهض من سريرها البالي القذر أو
تتكلم أو تسمع ما يقال لها كانت راحة قدميها صلبة متشققة كأنها الطين
الجاف كانت لا تزال يرشح العرق من رجليها ومن عظام أصابعها التي تكاد تلوح
للعيان كنت أخاف أن أبقى لوحدي وإياها بين الفينة والأخرى يعود شبحها على
الرغم من جموحي سأتحدث عنه دون شك في هذا الكتاب فيبلبلني ويلتصق بجلدي
كثياب دبق قيل لي إنها ماتت أسبوعاً بعد لكنها كانت قد توفيت قبل ذلك بكثير
كان يكفي أن تحمل إلى المقبرة حتى إن الناس لم يبكوها لكنهم لبثوا حزانى
ولم يكنسوا البيت حتى لا يمحوا آثارها شيء غير معقول لقد أذعنوا للعادات
حتى ينسوا الذكرى تماماً لكن الحديث ظل يدور عنها بعد ثلاثة أشهر من دفنها
من حول سدادات الآبار وفي قلب الجبل في الصباح الباكر الشمس كذلك كانت
تحدثني عنها إذ تستذكر نهاراً أمضيته بين ذراعيها عندما كانت لا تزال على
صحتها. فيم كان جدي يفكر إذن؟ إن الموتى لا يفكرون مهما يقال إنهم لا
يُسألون لا يتحركون لا يحركون لوح النضيد الذي يجعل من فوقهم ولا ينزل أحد
من السماء ليسألهم معتقدهم السالف لكنه كان ينظر إلى العالم الذي سيرحل عنه
عالم السطح الذي لا يمكن أن نتجرد منه إلا على مضض شديد كان ملفوفاً
بألغاز أشبه ما يكون بغناء نحتفظ منه ببضع كلمات تحت اللسان بضع كلمات تبدو
لك مسبقاً شديدة الغرابة وليس لها من أي معنى لكننا نصير نكتشفها بما نجعل
نرجعها في أفواهنا.
أنا أشد شحوباً من المعتاد ربما أكون خائفاً لكنني
مجبر مع ذلك على أن أبقى أنظر إليه وإلى المغسلين اللذين لا تتوقفان عن
الهمهمة غير متفززين من تقليب رفات وهما يتمتمان بنتف جمل مقطعة كنت أعرفها
وهما في قرارتهما أشبه بالمسرورين بالسبيل التي رسمت لهما خلال الأشواك
والحر والشتاءات وشتى الحوادث في أرض كثيرة الحصى تراني صرت جباناً؟ كلا
بالتأكيد كسيح بعينين فارغتين لجد لن يكون في مقدوره بعد أن يرفع معي
الكلفة يقذف إلي الآن بكلمات غير مفهومة من تحت خاتم الصمت الذي يدوسها
سيفتتها يتلفها بالضوضاء بيديه يضمها هما نفسهما دون شك يدا مغسل مسرور بأن
يستطيع أن يطعم جيداً بعد عمله أو هما يدان خارجتان من مخلوق يصعب تحديده
يدا هيكل عظمي مرصص ملفوف الأصابع كلها ستشده إلى ظله الساقط كتينة شوكية
كانت عمتي ممددة من جديد فوق درج أثناء موسم البذر كان الأمر شبيهاً من
بعوضة لسعتها أنا شخصياً لا أتحمل اليعاسيب كنت أرميها بمدرات من الطين
الحجارة وأباريق الماء لكنها لم تكن هي السبب في نوبات الحمى التي كانت
تصيبني منذ أن عرفت صرت أحبها ضداً على قتلتها الصغار القذرين الذين كانوا
يباغتونها عند حواف البرك تتنشف فيسحقونها بحصى كبير أو بغصينات الخروب
كانت عمتي تبكي تتحدث عن المطر عن النار عن التهتكات في بطنها المتشابكة
وهي تسيل ببطء من بؤبؤيها المبهمين وجدتي لأمي تتيه ومكنسة في يدها وهي
تضحك من نفسها تبصق على جثة جدي إنها صفراء نسيت أن أجيء بها ليس لكم ما
تفعلون بعيني الصدئتين وصدغي اللذين وخطهما الشيب تمحو آثار الجد وأعنف
عمتي إنك حتى لم تتزوج لم أجد من يرغب فيَّ إنه الموت المعجزة الوحيدة
أكياس التراب الصريح عجوز تماماً تماماً لا زوج لا أم لأسرة أي عار! أواه
نعم، من أجل إعداد طبق من البيض للقائد الذي لم تتزوجيه قط لن يعينك أخوك
قولي هل يأتيك بحايكات وبلغ وأحذية من الحرير الأحمر والأزرق لاشيء ابني
الذي هو أقل ثراء لا يأتي قط بدون هدية لأجلي
أمه صارت كامدة وأمي التي
كانت تهز كتفيها لن تكف قط عن الحديث عن والديَّ لا عني أنا قط ضقت درعاً
بذلك ربما أتصور فراراً آخر ماذا تفعل عند أصدقائنا أقرباء بنية صديقتي؟
ليس لي صبية عداها تقول في غير حياء لجدتي لأمي وعمتي إذ تمر بهما من غير
أن تلقي إلي بنظرة بعينيها اللتين صارتا تزدادان كموداً كأنها مريضة، الكبد
مقيئ عطش الشديد جثة لا تُدفن أبداً لا يمكن أن يُتحلل منها كما اليوم هذه
المدينة الثابتة كمثل استشعار وجدتي التي لم تكن تألم المغسلان العمة
المرهقة بألف بعوضة صفراء وسوداء ورمادية تنقب في نهديها كأنهما خراجان جف
فيهما القيح الحيطان المبقعة بلطخات مداد الجشاءات الصغيرة لليوم المطير
الآن العمود الفقري للوادي طيران الديك الذبيح صوت الديك الذبيح خدا أمي
المشققان بالبرد الجثة الجثة المغسلان شتلات الصبار المسورة بحويطات من
الحصى الأملس البئر الذي يأتي شرع في توسيع عيونه النخلات الثلاث فوق البئر
الملتفة صغراها على الأخريين حلفاؤها المنخرقة حيث يسكن قاتلي المستقبلي
سيدي
أبي سيدي أبي،
في البدء كانت نظرته الصريحة الثاقبة نظرته في
خضرة الحباحب أحب نوارس الجد شفتيه المنفرجتين كانت الأسطح تكتظ أحياناً
بأرتال النوارس المياه في حفرة وهي تتقافز وكأنها تبغي أن تؤلف لها كتاباً
أو ترمي إلى إشعاري بذلك ببساطة الفرسان الثلاثة بلا لح وتيرة كلام رجل حسن
التربية وصوت صعلوك تتخلله حركات الحانة التي كنت أرتاد كانوا يلقون إلي
بالفتات كنت أؤدي خدمات للناس قبل أن يموت أبي، أبي ميت؟ نعم أبي ميت كنا
نسكن معاً كوخاً ضيقاً يقوم في الضاحية فوق تلة يعمرها روث الثيران الأبقار
كانت الحرب وكان دكانه قد تعرض للنهب من الجنود، فكاد يقتل واحداً منهم،
أبي ميت، دفنته في الكوخ، ووضعت على رأسه حزاماً من حرير جوربين وساعة
قديمة، واريته الثرى ورحلت ليلاً، قطعت حقولاً للذرة وراء أحياء قصديرية،
فلحق بي أبي، زاحفاً ينادي عليَّ كمثل دابة، عريض الجسم، كأنها سمكة لياء،
كان يتحرك، ويغذ السير مجهد الأنفاس، يصفر باسمي اختبأت تحت أوراق كثيفة،
لكنه لم يفقد قدرته على الشم، فإذ تعرف موقعي اقتلع الشجرة، فانجرجرت بدوري
على الأرض فجعل يمشي فوقي، كنت أتضاحك وأبكي، وحين شعرت أنه ينوي أن
يسحقني لأن الأرض كانت تزداد صلابة كلما أمعن عليَّ وطأً، إذا بي أنهض
بقفزة واحدة، وركضت لاهثاً وأنا أتصبب عرقاً في خضم من البرد، فلم يقبض
عليَّ لأنني تجاوزت المستنقع، وصرت على الجانب الآخر من الحمإ المائي وأنا
أقول إنه الماء الكريه، وأرتعد بل أحوزق إنه الماء لأجل فمي القبيح، كنت
قلقاً، وكنت أريد أن أنقذه لكنني لم أعد أتعرف فيه على أبي وكنت خائفاً على
معدتي التي لم تشفق من الخبز، قال، ههنا ينبغي أن أُدفن، يا ولدي، اذهب في
سبيلك، وألقى بنفسه في المستنقع، لكن قد لا يكون هذا حقيقياً، وإذا ما
كانت لدي ذكرى ما فسنرى ذلك جيداً إنني بالمرصاد وسأرى جيدا، أم كان هنالك
هياج؟ في المدينة؟ ينبغي أن نرى، الهياج، أي هياج؟ الطلاب يقذفون بتباناتهم
على النوافذ، رافعين من فوق عشرة أكتاف شرطياً يخشى على ابنه القتل، وفي
الأخير وصل العسكريون، إنهم أولاد الحرام الذين قالوها، ثم كان الاشتباك،
أهذا هو الهياج؟ طلقات النار، مساء، في الربيع، كنت مسروراً وأنا أرى زهرة
أو نبتة خضراء من تلك الخضرة الطرية غير الخادعة كأنها مكتسية ندى الخروج
من ركام من الأقذار صوب الضواحي، مساء.
13 - 08 - 2012
كاملة من نباتات تتعذر عن الوصف وطيور صغيرة جداً تسقط من فروع الأشجار إذ
تهزها الريح العاصفة فيم يمكنه أن يفكر الآن؟ في حدبته في يديه التي فتلتا
حبالاً كثيرة لا نزال نسقي بها الماء الذي يصير يإلى تناقص الصيف كان يلعق
حتى نسغ التينات الرماديات أو فيَّ أنا الذي كان يتركني مع أشياء لم أكن
أعرف دائماً كيف أستأنسها ومع خشائش كنت أحبسها علب لحليب فارغة في القبو
حيث كنت أمزج بين طنين الذباب التالف على زجاج النوافذ القذرة في ضجاتي
الصغيرة غير الإرادية أخطائي الصغيرة رعشاتي تحت غطاء من الصوف الخشن
زياراتي لجدتي أم أمي التي توفيت بصورة مختلفة هاكم كيف كانت ميتة من قبل
أن يقرروا أن يدفنوها لأنها لم تعد تقدر أن تنهض من سريرها البالي القذر أو
تتكلم أو تسمع ما يقال لها كانت راحة قدميها صلبة متشققة كأنها الطين
الجاف كانت لا تزال يرشح العرق من رجليها ومن عظام أصابعها التي تكاد تلوح
للعيان كنت أخاف أن أبقى لوحدي وإياها بين الفينة والأخرى يعود شبحها على
الرغم من جموحي سأتحدث عنه دون شك في هذا الكتاب فيبلبلني ويلتصق بجلدي
كثياب دبق قيل لي إنها ماتت أسبوعاً بعد لكنها كانت قد توفيت قبل ذلك بكثير
كان يكفي أن تحمل إلى المقبرة حتى إن الناس لم يبكوها لكنهم لبثوا حزانى
ولم يكنسوا البيت حتى لا يمحوا آثارها شيء غير معقول لقد أذعنوا للعادات
حتى ينسوا الذكرى تماماً لكن الحديث ظل يدور عنها بعد ثلاثة أشهر من دفنها
من حول سدادات الآبار وفي قلب الجبل في الصباح الباكر الشمس كذلك كانت
تحدثني عنها إذ تستذكر نهاراً أمضيته بين ذراعيها عندما كانت لا تزال على
صحتها. فيم كان جدي يفكر إذن؟ إن الموتى لا يفكرون مهما يقال إنهم لا
يُسألون لا يتحركون لا يحركون لوح النضيد الذي يجعل من فوقهم ولا ينزل أحد
من السماء ليسألهم معتقدهم السالف لكنه كان ينظر إلى العالم الذي سيرحل عنه
عالم السطح الذي لا يمكن أن نتجرد منه إلا على مضض شديد كان ملفوفاً
بألغاز أشبه ما يكون بغناء نحتفظ منه ببضع كلمات تحت اللسان بضع كلمات تبدو
لك مسبقاً شديدة الغرابة وليس لها من أي معنى لكننا نصير نكتشفها بما نجعل
نرجعها في أفواهنا.
أنا أشد شحوباً من المعتاد ربما أكون خائفاً لكنني
مجبر مع ذلك على أن أبقى أنظر إليه وإلى المغسلين اللذين لا تتوقفان عن
الهمهمة غير متفززين من تقليب رفات وهما يتمتمان بنتف جمل مقطعة كنت أعرفها
وهما في قرارتهما أشبه بالمسرورين بالسبيل التي رسمت لهما خلال الأشواك
والحر والشتاءات وشتى الحوادث في أرض كثيرة الحصى تراني صرت جباناً؟ كلا
بالتأكيد كسيح بعينين فارغتين لجد لن يكون في مقدوره بعد أن يرفع معي
الكلفة يقذف إلي الآن بكلمات غير مفهومة من تحت خاتم الصمت الذي يدوسها
سيفتتها يتلفها بالضوضاء بيديه يضمها هما نفسهما دون شك يدا مغسل مسرور بأن
يستطيع أن يطعم جيداً بعد عمله أو هما يدان خارجتان من مخلوق يصعب تحديده
يدا هيكل عظمي مرصص ملفوف الأصابع كلها ستشده إلى ظله الساقط كتينة شوكية
كانت عمتي ممددة من جديد فوق درج أثناء موسم البذر كان الأمر شبيهاً من
بعوضة لسعتها أنا شخصياً لا أتحمل اليعاسيب كنت أرميها بمدرات من الطين
الحجارة وأباريق الماء لكنها لم تكن هي السبب في نوبات الحمى التي كانت
تصيبني منذ أن عرفت صرت أحبها ضداً على قتلتها الصغار القذرين الذين كانوا
يباغتونها عند حواف البرك تتنشف فيسحقونها بحصى كبير أو بغصينات الخروب
كانت عمتي تبكي تتحدث عن المطر عن النار عن التهتكات في بطنها المتشابكة
وهي تسيل ببطء من بؤبؤيها المبهمين وجدتي لأمي تتيه ومكنسة في يدها وهي
تضحك من نفسها تبصق على جثة جدي إنها صفراء نسيت أن أجيء بها ليس لكم ما
تفعلون بعيني الصدئتين وصدغي اللذين وخطهما الشيب تمحو آثار الجد وأعنف
عمتي إنك حتى لم تتزوج لم أجد من يرغب فيَّ إنه الموت المعجزة الوحيدة
أكياس التراب الصريح عجوز تماماً تماماً لا زوج لا أم لأسرة أي عار! أواه
نعم، من أجل إعداد طبق من البيض للقائد الذي لم تتزوجيه قط لن يعينك أخوك
قولي هل يأتيك بحايكات وبلغ وأحذية من الحرير الأحمر والأزرق لاشيء ابني
الذي هو أقل ثراء لا يأتي قط بدون هدية لأجلي
أمه صارت كامدة وأمي التي
كانت تهز كتفيها لن تكف قط عن الحديث عن والديَّ لا عني أنا قط ضقت درعاً
بذلك ربما أتصور فراراً آخر ماذا تفعل عند أصدقائنا أقرباء بنية صديقتي؟
ليس لي صبية عداها تقول في غير حياء لجدتي لأمي وعمتي إذ تمر بهما من غير
أن تلقي إلي بنظرة بعينيها اللتين صارتا تزدادان كموداً كأنها مريضة، الكبد
مقيئ عطش الشديد جثة لا تُدفن أبداً لا يمكن أن يُتحلل منها كما اليوم هذه
المدينة الثابتة كمثل استشعار وجدتي التي لم تكن تألم المغسلان العمة
المرهقة بألف بعوضة صفراء وسوداء ورمادية تنقب في نهديها كأنهما خراجان جف
فيهما القيح الحيطان المبقعة بلطخات مداد الجشاءات الصغيرة لليوم المطير
الآن العمود الفقري للوادي طيران الديك الذبيح صوت الديك الذبيح خدا أمي
المشققان بالبرد الجثة الجثة المغسلان شتلات الصبار المسورة بحويطات من
الحصى الأملس البئر الذي يأتي شرع في توسيع عيونه النخلات الثلاث فوق البئر
الملتفة صغراها على الأخريين حلفاؤها المنخرقة حيث يسكن قاتلي المستقبلي
سيدي
أبي سيدي أبي،
في البدء كانت نظرته الصريحة الثاقبة نظرته في
خضرة الحباحب أحب نوارس الجد شفتيه المنفرجتين كانت الأسطح تكتظ أحياناً
بأرتال النوارس المياه في حفرة وهي تتقافز وكأنها تبغي أن تؤلف لها كتاباً
أو ترمي إلى إشعاري بذلك ببساطة الفرسان الثلاثة بلا لح وتيرة كلام رجل حسن
التربية وصوت صعلوك تتخلله حركات الحانة التي كنت أرتاد كانوا يلقون إلي
بالفتات كنت أؤدي خدمات للناس قبل أن يموت أبي، أبي ميت؟ نعم أبي ميت كنا
نسكن معاً كوخاً ضيقاً يقوم في الضاحية فوق تلة يعمرها روث الثيران الأبقار
كانت الحرب وكان دكانه قد تعرض للنهب من الجنود، فكاد يقتل واحداً منهم،
أبي ميت، دفنته في الكوخ، ووضعت على رأسه حزاماً من حرير جوربين وساعة
قديمة، واريته الثرى ورحلت ليلاً، قطعت حقولاً للذرة وراء أحياء قصديرية،
فلحق بي أبي، زاحفاً ينادي عليَّ كمثل دابة، عريض الجسم، كأنها سمكة لياء،
كان يتحرك، ويغذ السير مجهد الأنفاس، يصفر باسمي اختبأت تحت أوراق كثيفة،
لكنه لم يفقد قدرته على الشم، فإذ تعرف موقعي اقتلع الشجرة، فانجرجرت بدوري
على الأرض فجعل يمشي فوقي، كنت أتضاحك وأبكي، وحين شعرت أنه ينوي أن
يسحقني لأن الأرض كانت تزداد صلابة كلما أمعن عليَّ وطأً، إذا بي أنهض
بقفزة واحدة، وركضت لاهثاً وأنا أتصبب عرقاً في خضم من البرد، فلم يقبض
عليَّ لأنني تجاوزت المستنقع، وصرت على الجانب الآخر من الحمإ المائي وأنا
أقول إنه الماء الكريه، وأرتعد بل أحوزق إنه الماء لأجل فمي القبيح، كنت
قلقاً، وكنت أريد أن أنقذه لكنني لم أعد أتعرف فيه على أبي وكنت خائفاً على
معدتي التي لم تشفق من الخبز، قال، ههنا ينبغي أن أُدفن، يا ولدي، اذهب في
سبيلك، وألقى بنفسه في المستنقع، لكن قد لا يكون هذا حقيقياً، وإذا ما
كانت لدي ذكرى ما فسنرى ذلك جيداً إنني بالمرصاد وسأرى جيدا، أم كان هنالك
هياج؟ في المدينة؟ ينبغي أن نرى، الهياج، أي هياج؟ الطلاب يقذفون بتباناتهم
على النوافذ، رافعين من فوق عشرة أكتاف شرطياً يخشى على ابنه القتل، وفي
الأخير وصل العسكريون، إنهم أولاد الحرام الذين قالوها، ثم كان الاشتباك،
أهذا هو الهياج؟ طلقات النار، مساء، في الربيع، كنت مسروراً وأنا أرى زهرة
أو نبتة خضراء من تلك الخضرة الطرية غير الخادعة كأنها مكتسية ندى الخروج
من ركام من الأقذار صوب الضواحي، مساء.
13 - 08 - 2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
(17) - إن الموتى لا يفكرون مهما يقال إنهم لا يُسألون لا يتحركون لا يحركون لوح النضيد الذي يجعل من فوقهم 2/2
أمه صارت كامدة وأمي التي كانت تهز كتفيها لن تكف قط عن الحديث عن والديَّ
لا عني أنا قط ضقت درعاً بذلك ربما أتصور فراراً آخر ماذا تفعل عند
أصدقائنا أقرباء بنية صديقتي؟ ليس لي صبية عداها تقول في غير حياء لجدتي
لأمي وعمتي إذ تمر بهما من غير أن تلقي إلي بنظرة بعينيها اللتين صارتا
تزدادان كموداً كأنها مريضة، الكبد مقيئ عطش الشديد جثة لا تُدفن أبداً لا
يمكن أن يُتحلل منها كما اليوم هذه المدينة الثابتة كمثل استشعار وجدتي
التي لم تكن تألم المغسلان العمة المرهقة بألف بعوضة صفراء وسوداء ورمادية
تنقب في نهديها كأنهما خراجان جف فيهما القيح الحيطان المبقعة بلطخات مداد
الجشاءات الصغيرة لليوم المطير الآن العمود الفقري للوادي طيران الديك
الذبيح صوت الديك الذبيح خدا أمي المشققان بالبرد الجثة الجثة المغسلان
شتلات الصبار المسورة بحويطات من الحصى الأملس البئر الذي يأتي شرع في
توسيع عيونه النخلات الثلاث فوق البئر الملتفة صغراها على الأخريين حلفاؤها
المنخرقة حيث يسكن قاتلي المستقبلي سيدي
أبي سيدي أبي،
في
البدء كانت نظرته الصريحة الثاقبة نظرته في خضرة الحباحب أحب نوارس الجد
شفتيه المنفرجتين كانت الأسطح تكتظ أحياناً بأرتال النوارس المياه في حفرة
وهي تتقافز وكأنها تبغي أن تؤلف لها كتاباً أو ترمي إلى إشعاري بذلك ببساطة
الفرسان الثلاثة بلا لح وتيرة كلام رجل حسن التربية وصوت صعلوك تتخلله
حركات الحانة التي كنت أرتاد كانوا يلقون إلي بالفتات كنت أؤدي خدمات للناس
قبل أن يموت أبي، أبي ميت؟ نعم أبي ميت كنا نسكن معاً كوخاً ضيقاً يقوم في
الضاحية فوق تلة يعمرها روث الثيران الأبقار كانت الحرب وكان دكانه قد
تعرض للنهب من الجنود، فكاد يقتل واحداً منهم، أبي ميت، دفنته في الكوخ،
ووضعت على رأسه حزاماً من حرير جوربين وساعة قديمة، واريته الثرى ورحلت
ليلاً، قطعت حقولاً للذرة وراء أحياء قصديرية، فلحق بي أبي، زاحفاً ينادي
عليَّ كمثل دابة، عريض الجسم، كأنها سمكة لياء، كان يتحرك، ويغذ السير مجهد
الأنفاس، يصفر باسمي اختبأت تحت أوراق كثيفة، لكنه لم يفقد قدرته على
الشم، فإذ تعرف موقعي اقتلع الشجرة، فانجرجرت بدوري على الأرض فجعل يمشي
فوقي، كنت أتضاحك وأبكي، وحين شعرت أنه ينوي أن يسحقني لأن الأرض كانت
تزداد صلابة كلما أمعن عليَّ وطأً، إذا بي أنهض بقفزة واحدة، وركضت لاهثاً
وأنا أتصبب عرقاً في خضم من البرد، فلم يقبض عليَّ لأنني تجاوزت المستنقع،
وصرت على الجانب الآخر من الحمإ المائي وأنا أقول إنه الماء الكريه، وأرتعد
بل أحوزق إنه الماء لأجل فمي القبيح، كنت قلقاً، وكنت أريد أن أنقذه لكنني
لم أعد أتعرف فيه على أبي وكنت خائفاً على معدتي التي لم تشفق من الخبز،
قال، ههنا ينبغي أن أُدفن، يا ولدي، اذهب في سبيلك، وألقى بنفسه في
المستنقع، لكن قد لا يكون هذا حقيقياً، وإذا ما كانت لدي ذكرى ما فسنرى ذلك
جيداً إنني بالمرصاد وسأرى جيدا، أم كان هنالك هياج؟ في المدينة؟ ينبغي أن
نرى، الهياج، أي هياج؟ الطلاب يقذفون بتباناتهم على النوافذ، رافعين من
فوق عشرة أكتاف شرطياً يخشى على ابنه القتل، وفي الأخير وصل العسكريون،
إنهم أولاد الحرام الذين قالوها، ثم كان الاشتباك، أهذا هو الهياج؟ طلقات
النار، مساء، في الربيع، كنت مسروراً وأنا أرى زهرة أو نبتة خضراء من تلك
الخضرة الطرية غير الخادعة كأنها مكتسية ندى الخروج من ركام من الأقذار صوب
الضواحي، مساء.
15-08-2012
لا عني أنا قط ضقت درعاً بذلك ربما أتصور فراراً آخر ماذا تفعل عند
أصدقائنا أقرباء بنية صديقتي؟ ليس لي صبية عداها تقول في غير حياء لجدتي
لأمي وعمتي إذ تمر بهما من غير أن تلقي إلي بنظرة بعينيها اللتين صارتا
تزدادان كموداً كأنها مريضة، الكبد مقيئ عطش الشديد جثة لا تُدفن أبداً لا
يمكن أن يُتحلل منها كما اليوم هذه المدينة الثابتة كمثل استشعار وجدتي
التي لم تكن تألم المغسلان العمة المرهقة بألف بعوضة صفراء وسوداء ورمادية
تنقب في نهديها كأنهما خراجان جف فيهما القيح الحيطان المبقعة بلطخات مداد
الجشاءات الصغيرة لليوم المطير الآن العمود الفقري للوادي طيران الديك
الذبيح صوت الديك الذبيح خدا أمي المشققان بالبرد الجثة الجثة المغسلان
شتلات الصبار المسورة بحويطات من الحصى الأملس البئر الذي يأتي شرع في
توسيع عيونه النخلات الثلاث فوق البئر الملتفة صغراها على الأخريين حلفاؤها
المنخرقة حيث يسكن قاتلي المستقبلي سيدي
أبي سيدي أبي،
في
البدء كانت نظرته الصريحة الثاقبة نظرته في خضرة الحباحب أحب نوارس الجد
شفتيه المنفرجتين كانت الأسطح تكتظ أحياناً بأرتال النوارس المياه في حفرة
وهي تتقافز وكأنها تبغي أن تؤلف لها كتاباً أو ترمي إلى إشعاري بذلك ببساطة
الفرسان الثلاثة بلا لح وتيرة كلام رجل حسن التربية وصوت صعلوك تتخلله
حركات الحانة التي كنت أرتاد كانوا يلقون إلي بالفتات كنت أؤدي خدمات للناس
قبل أن يموت أبي، أبي ميت؟ نعم أبي ميت كنا نسكن معاً كوخاً ضيقاً يقوم في
الضاحية فوق تلة يعمرها روث الثيران الأبقار كانت الحرب وكان دكانه قد
تعرض للنهب من الجنود، فكاد يقتل واحداً منهم، أبي ميت، دفنته في الكوخ،
ووضعت على رأسه حزاماً من حرير جوربين وساعة قديمة، واريته الثرى ورحلت
ليلاً، قطعت حقولاً للذرة وراء أحياء قصديرية، فلحق بي أبي، زاحفاً ينادي
عليَّ كمثل دابة، عريض الجسم، كأنها سمكة لياء، كان يتحرك، ويغذ السير مجهد
الأنفاس، يصفر باسمي اختبأت تحت أوراق كثيفة، لكنه لم يفقد قدرته على
الشم، فإذ تعرف موقعي اقتلع الشجرة، فانجرجرت بدوري على الأرض فجعل يمشي
فوقي، كنت أتضاحك وأبكي، وحين شعرت أنه ينوي أن يسحقني لأن الأرض كانت
تزداد صلابة كلما أمعن عليَّ وطأً، إذا بي أنهض بقفزة واحدة، وركضت لاهثاً
وأنا أتصبب عرقاً في خضم من البرد، فلم يقبض عليَّ لأنني تجاوزت المستنقع،
وصرت على الجانب الآخر من الحمإ المائي وأنا أقول إنه الماء الكريه، وأرتعد
بل أحوزق إنه الماء لأجل فمي القبيح، كنت قلقاً، وكنت أريد أن أنقذه لكنني
لم أعد أتعرف فيه على أبي وكنت خائفاً على معدتي التي لم تشفق من الخبز،
قال، ههنا ينبغي أن أُدفن، يا ولدي، اذهب في سبيلك، وألقى بنفسه في
المستنقع، لكن قد لا يكون هذا حقيقياً، وإذا ما كانت لدي ذكرى ما فسنرى ذلك
جيداً إنني بالمرصاد وسأرى جيدا، أم كان هنالك هياج؟ في المدينة؟ ينبغي أن
نرى، الهياج، أي هياج؟ الطلاب يقذفون بتباناتهم على النوافذ، رافعين من
فوق عشرة أكتاف شرطياً يخشى على ابنه القتل، وفي الأخير وصل العسكريون،
إنهم أولاد الحرام الذين قالوها، ثم كان الاشتباك، أهذا هو الهياج؟ طلقات
النار، مساء، في الربيع، كنت مسروراً وأنا أرى زهرة أو نبتة خضراء من تلك
الخضرة الطرية غير الخادعة كأنها مكتسية ندى الخروج من ركام من الأقذار صوب
الضواحي، مساء.
15-08-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
(18) - دمي يعاكس سائلي اللمفاوي الضارب إلى السواد، دم عدم، دم نحلة، دمي الشاسع، دمي الذي من غير اسم، دم هو على الدوام ليل 1/2
كانت التنوك تقطع أطراف المدينة بسرعة خاطفة، لم يكن عيداً، الرمي إلى
الأمام لكن ليس صوب الحشد، كان الخوف من حرب أهلية، رشقات الرشاشات،
والصفوف المتراصة لقوات الأمن، كانوا يرمون البيوت أيضاً، فاضطر أولاد
الزنا إلى الرد لكنهم اكتفوا بإطلاق الرصاص في الهواء، وفي اليوم الذي بعدُ
وجدت جثث في الحفر، مذبوحة أو مشوهة وكان أولاد الزنا لا يزالون لم
يرحلوا، ثم شرع الناس ينهبون المدينة، كانت أضواء المرور في الملتقيات
مكسرة ومبرومة ومقتلعة، وزجاج المتاجر الكبيرة محطماً، والسيارات محروقة،
والشوارع مسدودة، وأعمدة الكهرباء مقتلع معظمها، كانت المدينة تسير عن بكرة
أبيها إلى تلاش بطيء في الدخان القذر المتصاعد من الحافلات والمستودعات
المحترقة، لقد ولدت الحمى فاحشة فهي تزحف كما كان يفعل أبي وهي تشتبك بكل
شيء في طريقها، ليالي إطلاق النار، هدير الشاحنات المغطاة المليئة بالجثث،
عمليات الدفن من دون تعرف على الموتى، الصباحات الباكرة المرتعدة، دم مجفف
على الطريق، أنا ودراجتي النارية، الشبان الذين قتلوا بأيدي العساكر،
عمليات التفتيش، عمليات التنقيب، الهويات الزائفة، الإضرابات الدائمة،
المداهمات، مدمنو الكحول الساخطون خطباء دهاة، هيا يا أبنائي، نحن نريد
حرية عادلة، حقيقية، فناضلوا يا أبنائي، هذه التلميذة في الثانوية المصابة،
التي كسرت عظمتا ساقيها نقلت مع الآخرين ولم تنقل إلى المستشفى، الهياج
كأنه هدية، منظر يتقدم بمقدار، يتفكك ورائي، العين جالس فوق الأسلاك
الجديدة، أسنان الربيع، الغصب المحتد، المعجزة؟ الأشياء المتصادمة، ضحكة
الجندي مقلداً الوزير أو المدفع، برد الدم المسفوح، الأغبياء،
البيروقراطيون الذين يتشبثون بقوتهم، المحافظون، المحافظ أثناء الاحتفال
الشعبي للمقاطعات فرنسا في حديقة الجامعة العربية، الجسد البارد للحاكم
المقذوف من الأرض، كأنه تمثاله، لباسه الرمادي، سيجارته الحمراء لزوماً
الموقدة ليلاً لم يعد يمر من تحت بطني التي صارت لدنة من فرط السكر
والصراخ، والشقاء، الخضر الرديئة المشتراة من شارع الهذيان في قلب باريس،
العين لا رأس ولا قالب للتيوس، أصدقاء صديقي الكاتب الذي رحل عن بلده قبلي،
لقد عرف كيف ينظم ذلك الشجار التقليدي الذي يحبطني، يستنسخني، يخفيني تحت
خشب وأوغاد قد أفرطوا في شرب خمرة محمضة، من كرم الزوال تلتمع خبط عشواء
تحت بطانة بذلتي الوحيد الذي أملك منذ عدة أجور، بودلير جالساً إلى طاولتي،
كلا، إلى المقصف، موكب كتاب العالم، الجوائز المحتقرة،
الأنا-أذهب-للعمل-في-المصنع، والرسائل التي أرتقبها كأنها لب الخبز، لن
أطعم بعد، الخفايا، والسحب النملية والشاعر المولود كأنما هو مأمور
بالأعاصير، يجرجر هيكل إنسان مفري الجسم بالإهانة، وهو يشرب، ويدخن، ويفعل
الحب، ويلتهم مشيمة أمه، لكن الموت يشق له طريقاً تحت ظله المدمى عندما
يستبد به الغثيان فيشرب حياته من عنق الزجاجة، ومتاعب المال، والناشرون
مدراء السعر الموحد، وصاحب الفندق العابر، أنا كاتب، وأزن عشرة كيلوغرامات،
قامتي؟ 10,0 حرروا نسخة أصلية، ها هو جوازي للسفر:
المملكة المغربية
الاسم العائلي؟
الأسماء الشخصية؟
مولود في؟
مكان الولادة؟
المهنة: متمرد
العنوان: يهودي تائه
القر
الذي يسود غرفتي التي تطل على الزقاق، نافذتي التي لا تنغلق، كتابي المقلب
بصورة سيئة، تيهاني، هدفي، رأسي هناك وهنا متى ستكف إذن عن أن تكون بغلاً
بهذه الصورة؟ رأسي، لقياي، حافظة أوراقي، وجدي الذي مضيت أنبش قبره لمجرد
أن أعرف إن كان لم يغير مكانه، الموت الذي يرفضني، أنا عفن، لحاء الشجرة
العتيقة المهووسة، لحاء شجرة التفاح التي كنت وصفتها، دمي يعاكس سائلي
اللمفاوي الضارب إلى السواد، دم عدم، دم نحلة، دمي الشاسع، دمي الذي من غير
اسم، دم هو على الدوام ليل، دم نجمة أبسنت بأحقاد كأنها سيوف الشيلم، ذكرى
سيئة، تتفجر من هاوية دموعي، دم موقد أقداح الأهوال، يعزق خفية من جبص ومن
لطخات، دم رعد محتد على ظهر حمار كيف أمسكك من لحية الجريمة، دم بعدد
الجزر التي تتقصف في ضحكة البدوي، دم ركاب يخب وحيداً في مواخير الإعصار،
دم مستشفى، دم ماخور، دم أضحوكات نجمات بحر نافقة من العطش، ملء ملعقة من
بعوض الملاريا لأجل العُقاب الهائج، دم كذبة، بانجو بدون أسئلة بالمقلوب
ترسمني، دم سلبي، دم عصية، دم فرعون عندما كان الأب يقول سمكة يحلق بهدوء
بين أرض وسهم، بهدوء نزهة الدعاسق، بهدوء ذلك الدفع لملحمة غزيرة، دم في
عينيك من غير زاد، دم سفلس بدون فرضة للتوقيف، دم عين قاتل مستأجر لحانات
شراساتي، دم بدون بلا حشمة، دم يتنازل يفرخ قمر الرمل على وجه رئتيَّ، دم
سبوس في شبه جزيرة الأحد، دم خشبية، زياتيني من دم تصفق أجنحتها، دم حوصلة
دجاجة وخراطيني المختالة المسحورة، دم من الوابل الذي يهمي عليَّ من
البصلة، دم انتفاخ، دم سوق للبراغيث يأتي إيماءات، دم لنناقش أسعار التبغ،
دم في المصنع الأحمر لشطحي، دم يفوح برائحة الطحالب والبول، دم ضربة خنجر
لمافيا مشؤومة، دم وسواس، دم وحيد دوماً فرس نحيل، دم تضرب بجمع يدك على
خدَّي السلفيين، عندما يقمق منخراي من مكتوب الياسمين، دم شوارع الدار
البيضاء خلال المظاهرات الطلابية، دم أنصت إليك، دم أحذرك من توتر لأم أربع
وأربعين، دم وإلا فمرسى يتنضد فوق أذرع البازلت، دم قذارة، أحفر ورق بردي
وحجراً أسود حجري الأسود للتحريض، دم طمث، دم إن كان أخي قد سهر على زينة
مبيدات الأرق تقول لما كانت الورود ههنا، دم ارفع يديك، دم همجية، طبقتي من
اللصوص مصدر قِدمي سيئة العائد، دم صاعد من بدغات في أيادي لتُشَد، يتعذر
كشفها حتى في صنارة العصاعص، معجم روائحي غير اللاتمحى، دم حي قصديري من
غير أن يحمر الملك خجلاً ليالي حباحب، دم لكنني أنبح كلب حقيقي، أفرغ لوحدي
أبناك الدم، دم هيجان إلق المتوسط المتجول في هذه الحديقة حيث كانت الصدقة
تعقد دكات، دم مملح ومدخن، دم زلزالي يبدؤني من إصبع الرجل، مثوليتي هي
صياح السقاوات، دم معذِّب، طفيلية برغوثة ودماميل، أواه مأسواي عندما يقتل
العرب الذئب، دم حار، دم رئيس، امحاء اسم شعلتك، دم يترك لي ظلاً، أنا مغمض
العينين منذ الأسطورة، أيها الطبل السيئ لم تفصح عن اسمك من مصهر ويرقان،
دم أرة لبحيرات مرجانية من قارات ضد من يظهر هذا المرجان المتقيح، دم
ترسانتي، دم قنطرتي الوعرة، دم أفضل من العيش، دم أسوأ الصفات، دم حيوات
كثيرة ونحل كثير، تحين عودتي، دم أدين لك أحلك، انصرف، أألم من عظمتك
القاطعة، دم لا أعرف، دم وحيد في هذه الأنا التي وحدها لا يتبدل، دم لعبة
محزنة، تخدرني بساقيك كساقي جلكا، إنك تقيلني من وظائف الملاك اللهوب، دم
مخالف للطبيعة، دم عملة زائفة، أراوغ وليس عن سهو يسلمني الدم، أمضي إلى
ضوضاء المدن بدون اسم حقيقي، وفي كل مكان ألاقي سحباً ذرية، وفوق جميع
الخيوط الهاتفية تحط أجرام سيئة النية وأعمدة ماء، إنني لا أكلمك إلا لأننا
نظل غير منفصلين، تقول، نحن غير قابلين للفصل، نحن قابلان للفصل، أرد أنا
حالفاً في اللحظة نفسها حين يتم اغتيالي، لقد بنيتك بذوقي، وببراعة الفخاخ،
وما فاتني أن آخذ بنصيب من سحر فودو الذي خلعه من العرش الأوروبي ذو
الأسنان القاطعة، واليدين شديدتي الطول، ومن علم العظاءة المتبسمة، أبو
الآباء، أبو السمكة العجوز التي صنعتها الرتيلاء المقدسة أمام أبي الآباء
وأم الآباء، إنني لم أجعلك على مقاس الله، ولا رفعتك بطول الكرة الأرضية،
أعطيتك صوتي، فنحن متعادلان.
16-08-2012
الأمام لكن ليس صوب الحشد، كان الخوف من حرب أهلية، رشقات الرشاشات،
والصفوف المتراصة لقوات الأمن، كانوا يرمون البيوت أيضاً، فاضطر أولاد
الزنا إلى الرد لكنهم اكتفوا بإطلاق الرصاص في الهواء، وفي اليوم الذي بعدُ
وجدت جثث في الحفر، مذبوحة أو مشوهة وكان أولاد الزنا لا يزالون لم
يرحلوا، ثم شرع الناس ينهبون المدينة، كانت أضواء المرور في الملتقيات
مكسرة ومبرومة ومقتلعة، وزجاج المتاجر الكبيرة محطماً، والسيارات محروقة،
والشوارع مسدودة، وأعمدة الكهرباء مقتلع معظمها، كانت المدينة تسير عن بكرة
أبيها إلى تلاش بطيء في الدخان القذر المتصاعد من الحافلات والمستودعات
المحترقة، لقد ولدت الحمى فاحشة فهي تزحف كما كان يفعل أبي وهي تشتبك بكل
شيء في طريقها، ليالي إطلاق النار، هدير الشاحنات المغطاة المليئة بالجثث،
عمليات الدفن من دون تعرف على الموتى، الصباحات الباكرة المرتعدة، دم مجفف
على الطريق، أنا ودراجتي النارية، الشبان الذين قتلوا بأيدي العساكر،
عمليات التفتيش، عمليات التنقيب، الهويات الزائفة، الإضرابات الدائمة،
المداهمات، مدمنو الكحول الساخطون خطباء دهاة، هيا يا أبنائي، نحن نريد
حرية عادلة، حقيقية، فناضلوا يا أبنائي، هذه التلميذة في الثانوية المصابة،
التي كسرت عظمتا ساقيها نقلت مع الآخرين ولم تنقل إلى المستشفى، الهياج
كأنه هدية، منظر يتقدم بمقدار، يتفكك ورائي، العين جالس فوق الأسلاك
الجديدة، أسنان الربيع، الغصب المحتد، المعجزة؟ الأشياء المتصادمة، ضحكة
الجندي مقلداً الوزير أو المدفع، برد الدم المسفوح، الأغبياء،
البيروقراطيون الذين يتشبثون بقوتهم، المحافظون، المحافظ أثناء الاحتفال
الشعبي للمقاطعات فرنسا في حديقة الجامعة العربية، الجسد البارد للحاكم
المقذوف من الأرض، كأنه تمثاله، لباسه الرمادي، سيجارته الحمراء لزوماً
الموقدة ليلاً لم يعد يمر من تحت بطني التي صارت لدنة من فرط السكر
والصراخ، والشقاء، الخضر الرديئة المشتراة من شارع الهذيان في قلب باريس،
العين لا رأس ولا قالب للتيوس، أصدقاء صديقي الكاتب الذي رحل عن بلده قبلي،
لقد عرف كيف ينظم ذلك الشجار التقليدي الذي يحبطني، يستنسخني، يخفيني تحت
خشب وأوغاد قد أفرطوا في شرب خمرة محمضة، من كرم الزوال تلتمع خبط عشواء
تحت بطانة بذلتي الوحيد الذي أملك منذ عدة أجور، بودلير جالساً إلى طاولتي،
كلا، إلى المقصف، موكب كتاب العالم، الجوائز المحتقرة،
الأنا-أذهب-للعمل-في-المصنع، والرسائل التي أرتقبها كأنها لب الخبز، لن
أطعم بعد، الخفايا، والسحب النملية والشاعر المولود كأنما هو مأمور
بالأعاصير، يجرجر هيكل إنسان مفري الجسم بالإهانة، وهو يشرب، ويدخن، ويفعل
الحب، ويلتهم مشيمة أمه، لكن الموت يشق له طريقاً تحت ظله المدمى عندما
يستبد به الغثيان فيشرب حياته من عنق الزجاجة، ومتاعب المال، والناشرون
مدراء السعر الموحد، وصاحب الفندق العابر، أنا كاتب، وأزن عشرة كيلوغرامات،
قامتي؟ 10,0 حرروا نسخة أصلية، ها هو جوازي للسفر:
المملكة المغربية
الاسم العائلي؟
الأسماء الشخصية؟
مولود في؟
مكان الولادة؟
المهنة: متمرد
العنوان: يهودي تائه
القر
الذي يسود غرفتي التي تطل على الزقاق، نافذتي التي لا تنغلق، كتابي المقلب
بصورة سيئة، تيهاني، هدفي، رأسي هناك وهنا متى ستكف إذن عن أن تكون بغلاً
بهذه الصورة؟ رأسي، لقياي، حافظة أوراقي، وجدي الذي مضيت أنبش قبره لمجرد
أن أعرف إن كان لم يغير مكانه، الموت الذي يرفضني، أنا عفن، لحاء الشجرة
العتيقة المهووسة، لحاء شجرة التفاح التي كنت وصفتها، دمي يعاكس سائلي
اللمفاوي الضارب إلى السواد، دم عدم، دم نحلة، دمي الشاسع، دمي الذي من غير
اسم، دم هو على الدوام ليل، دم نجمة أبسنت بأحقاد كأنها سيوف الشيلم، ذكرى
سيئة، تتفجر من هاوية دموعي، دم موقد أقداح الأهوال، يعزق خفية من جبص ومن
لطخات، دم رعد محتد على ظهر حمار كيف أمسكك من لحية الجريمة، دم بعدد
الجزر التي تتقصف في ضحكة البدوي، دم ركاب يخب وحيداً في مواخير الإعصار،
دم مستشفى، دم ماخور، دم أضحوكات نجمات بحر نافقة من العطش، ملء ملعقة من
بعوض الملاريا لأجل العُقاب الهائج، دم كذبة، بانجو بدون أسئلة بالمقلوب
ترسمني، دم سلبي، دم عصية، دم فرعون عندما كان الأب يقول سمكة يحلق بهدوء
بين أرض وسهم، بهدوء نزهة الدعاسق، بهدوء ذلك الدفع لملحمة غزيرة، دم في
عينيك من غير زاد، دم سفلس بدون فرضة للتوقيف، دم عين قاتل مستأجر لحانات
شراساتي، دم بدون بلا حشمة، دم يتنازل يفرخ قمر الرمل على وجه رئتيَّ، دم
سبوس في شبه جزيرة الأحد، دم خشبية، زياتيني من دم تصفق أجنحتها، دم حوصلة
دجاجة وخراطيني المختالة المسحورة، دم من الوابل الذي يهمي عليَّ من
البصلة، دم انتفاخ، دم سوق للبراغيث يأتي إيماءات، دم لنناقش أسعار التبغ،
دم في المصنع الأحمر لشطحي، دم يفوح برائحة الطحالب والبول، دم ضربة خنجر
لمافيا مشؤومة، دم وسواس، دم وحيد دوماً فرس نحيل، دم تضرب بجمع يدك على
خدَّي السلفيين، عندما يقمق منخراي من مكتوب الياسمين، دم شوارع الدار
البيضاء خلال المظاهرات الطلابية، دم أنصت إليك، دم أحذرك من توتر لأم أربع
وأربعين، دم وإلا فمرسى يتنضد فوق أذرع البازلت، دم قذارة، أحفر ورق بردي
وحجراً أسود حجري الأسود للتحريض، دم طمث، دم إن كان أخي قد سهر على زينة
مبيدات الأرق تقول لما كانت الورود ههنا، دم ارفع يديك، دم همجية، طبقتي من
اللصوص مصدر قِدمي سيئة العائد، دم صاعد من بدغات في أيادي لتُشَد، يتعذر
كشفها حتى في صنارة العصاعص، معجم روائحي غير اللاتمحى، دم حي قصديري من
غير أن يحمر الملك خجلاً ليالي حباحب، دم لكنني أنبح كلب حقيقي، أفرغ لوحدي
أبناك الدم، دم هيجان إلق المتوسط المتجول في هذه الحديقة حيث كانت الصدقة
تعقد دكات، دم مملح ومدخن، دم زلزالي يبدؤني من إصبع الرجل، مثوليتي هي
صياح السقاوات، دم معذِّب، طفيلية برغوثة ودماميل، أواه مأسواي عندما يقتل
العرب الذئب، دم حار، دم رئيس، امحاء اسم شعلتك، دم يترك لي ظلاً، أنا مغمض
العينين منذ الأسطورة، أيها الطبل السيئ لم تفصح عن اسمك من مصهر ويرقان،
دم أرة لبحيرات مرجانية من قارات ضد من يظهر هذا المرجان المتقيح، دم
ترسانتي، دم قنطرتي الوعرة، دم أفضل من العيش، دم أسوأ الصفات، دم حيوات
كثيرة ونحل كثير، تحين عودتي، دم أدين لك أحلك، انصرف، أألم من عظمتك
القاطعة، دم لا أعرف، دم وحيد في هذه الأنا التي وحدها لا يتبدل، دم لعبة
محزنة، تخدرني بساقيك كساقي جلكا، إنك تقيلني من وظائف الملاك اللهوب، دم
مخالف للطبيعة، دم عملة زائفة، أراوغ وليس عن سهو يسلمني الدم، أمضي إلى
ضوضاء المدن بدون اسم حقيقي، وفي كل مكان ألاقي سحباً ذرية، وفوق جميع
الخيوط الهاتفية تحط أجرام سيئة النية وأعمدة ماء، إنني لا أكلمك إلا لأننا
نظل غير منفصلين، تقول، نحن غير قابلين للفصل، نحن قابلان للفصل، أرد أنا
حالفاً في اللحظة نفسها حين يتم اغتيالي، لقد بنيتك بذوقي، وببراعة الفخاخ،
وما فاتني أن آخذ بنصيب من سحر فودو الذي خلعه من العرش الأوروبي ذو
الأسنان القاطعة، واليدين شديدتي الطول، ومن علم العظاءة المتبسمة، أبو
الآباء، أبو السمكة العجوز التي صنعتها الرتيلاء المقدسة أمام أبي الآباء
وأم الآباء، إنني لم أجعلك على مقاس الله، ولا رفعتك بطول الكرة الأرضية،
أعطيتك صوتي، فنحن متعادلان.
16-08-2012
عدل سابقا من قبل izarine في الجمعة 17 أغسطس 2012 - 15:31 عدل 1 مرات
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
18 - دمي يعاكس سائلي اللمفاوي الضارب إلى السواد، دم عدم، دم نحلة، دمي الشاسع، دمي الذي من غير اسم، دم هو على الدوام ليل 2/2
القر الذي يسود غرفتي التي تطل على الزقاق، نافذتي التي لا تنغلق، كتابي
المقلب بصورة سيئة، تيهاني، هدفي، رأسي هناك وهنا متى ستكف إذن عن أن تكون
بغلاً بهذه الصورة؟ رأسي، لقياي، حافظة أوراقي، وجدي الذي مضيت أنبش قبره
لمجرد أن أعرف إن كان لم يغير مكانه، الموت الذي يرفضني، أنا عفن، لحاء
الشجرة العتيقة المهووسة، لحاء شجرة التفاح التي كنت وصفتها، دمي يعاكس
سائلي اللمفاوي الضارب إلى السواد، دم عدم، دم نحلة، دمي الشاسع، دمي الذي
من غير اسم، دم هو على الدوام ليل، دم نجمة أبسنت بأحقاد كأنها سيوف
الشيلم، ذكرى سيئة، تتفجر من هاوية دموعي، دم موقد أقداح الأهوال، يعزق
خفية من جبص ومن لطخات، دم رعد محتد على ظهر حمار كيف أمسكك من لحية
الجريمة، دم بعدد الجزر التي تتقصف في ضحكة البدوي، دم ركاب يخب وحيداً في
مواخير الإعصار، دم مستشفى، دم ماخور، دم أضحوكات نجمات بحر نافقة من
العطش، ملء ملعقة من بعوض الملاريا لأجل العُقاب الهائج، دم كذبة، بانجو
بدون أسئلة بالمقلوب ترسمني، دم سلبي، دم عصية، دم فرعون عندما كان الأب
يقول سمكة يحلق بهدوء بين أرض وسهم، بهدوء نزهة الدعاسق، بهدوء ذلك الدفع
لملحمة غزيرة، دم في عينيك من غير زاد، دم سفلس بدون فرضة للتوقيف، دم عين
قاتل مستأجر لحانات شراساتي، دم بدون بلا حشمة، دم يتنازل يفرخ قمر الرمل
على وجه رئتيَّ، دم سبوس في شبه جزيرة الأحد، دم خشبية، زياتيني من دم تصفق
أجنحتها، دم حوصلة دجاجة وخراطيني المختالة المسحورة، دم من الوابل الذي
يهمي عليَّ من البصلة، دم انتفاخ، دم سوق للبراغيث يأتي إيماءات، دم لنناقش
أسعار التبغ، دم في المصنع الأحمر لشطحي، دم يفوح برائحة الطحالب والبول،
دم ضربة خنجر لمافيا مشؤومة، دم وسواس، دم وحيد دوماً فرس نحيل، دم تضرب
بجمع يدك على خدَّي السلفيين، عندما يقمق منخراي من مكتوب الياسمين، دم
شوارع الدار البيضاء خلال المظاهرات الطلابية، دم أنصت إليك، دم أحذرك من
توتر لأم أربع وأربعين، دم وإلا فمرسى يتنضد فوق أذرع البازلت، دم قذارة،
أحفر ورق بردي وحجراً أسود حجري الأسود للتحريض، دم طمث، دم إن كان أخي قد
سهر على زينة مبيدات الأرق تقول لما كانت الورود ههنا، دم ارفع يديك، دم
همجية، طبقتي من اللصوص مصدر قِدمي سيئة العائد، دم صاعد من بدغات في أيادي
لتُشَد، يتعذر كشفها حتى في صنارة العصاعص، معجم روائحي غير اللاتمحى، دم
حي قصديري من غير أن يحمر الملك خجلاً ليالي حباحب، دم لكنني أنبح كلب
حقيقي، أفرغ لوحدي أبناك الدم، دم هيجان إلق المتوسط المتجول في هذه
الحديقة حيث كانت الصدقة تعقد دكات، دم مملح ومدخن، دم زلزالي يبدؤني من
إصبع الرجل، مثوليتي هي صياح السقاوات، دم معذِّب، طفيلية برغوثة ودماميل،
أواه مأسواي عندما يقتل العرب الذئب، دم حار، دم رئيس، امحاء اسم شعلتك، دم
يترك لي ظلاً، أنا مغمض العينين منذ الأسطورة، أيها الطبل السيئ لم تفصح
عن اسمك من مصهر ويرقان، دم أرة لبحيرات مرجانية من قارات ضد من يظهر هذا
المرجان المتقيح، دم ترسانتي، دم قنطرتي الوعرة، دم أفضل من العيش، دم أسوأ
الصفات، دم حيوات كثيرة ونحل كثير، تحين عودتي، دم أدين لك أحلك، انصرف،
أألم من عظمتك القاطعة، دم لا أعرف، دم وحيد في هذه الأنا التي وحدها لا
يتبدل، دم لعبة محزنة، تخدرني بساقيك كساقي جلكا، إنك تقيلني من وظائف
الملاك اللهوب، دم مخالف للطبيعة، دم عملة زائفة، أراوغ وليس عن سهو يسلمني
الدم، أمضي إلى ضوضاء المدن بدون اسم حقيقي، وفي كل مكان ألاقي سحباً
ذرية، وفوق جميع الخيوط الهاتفية تحط أجرام سيئة النية وأعمدة ماء، إنني لا
أكلمك إلا لأننا نظل غير منفصلين، تقول، نحن غير قابلين للفصل، نحن قابلان
للفصل، أرد أنا حالفاً في اللحظة نفسها حين يتم اغتيالي، لقد بنيتك بذوقي،
وببراعة الفخاخ، وما فاتني أن آخذ بنصيب من سحر فودو الذي خلعه من العرش
الأوروبي ذو الأسنان القاطعة، واليدين شديدتي الطول، ومن علم العظاءة
المتبسمة، أبو الآباء، أبو السمكة العجوز التي صنعتها الرتيلاء المقدسة
أمام أبي الآباء وأم الآباء، إنني لم أجعلك على مقاس الله، ولا رفعتك بطول
الكرة الأرضية، أعطيتك صوتي، فنحن متعادلان.
17-08-2012
المقلب بصورة سيئة، تيهاني، هدفي، رأسي هناك وهنا متى ستكف إذن عن أن تكون
بغلاً بهذه الصورة؟ رأسي، لقياي، حافظة أوراقي، وجدي الذي مضيت أنبش قبره
لمجرد أن أعرف إن كان لم يغير مكانه، الموت الذي يرفضني، أنا عفن، لحاء
الشجرة العتيقة المهووسة، لحاء شجرة التفاح التي كنت وصفتها، دمي يعاكس
سائلي اللمفاوي الضارب إلى السواد، دم عدم، دم نحلة، دمي الشاسع، دمي الذي
من غير اسم، دم هو على الدوام ليل، دم نجمة أبسنت بأحقاد كأنها سيوف
الشيلم، ذكرى سيئة، تتفجر من هاوية دموعي، دم موقد أقداح الأهوال، يعزق
خفية من جبص ومن لطخات، دم رعد محتد على ظهر حمار كيف أمسكك من لحية
الجريمة، دم بعدد الجزر التي تتقصف في ضحكة البدوي، دم ركاب يخب وحيداً في
مواخير الإعصار، دم مستشفى، دم ماخور، دم أضحوكات نجمات بحر نافقة من
العطش، ملء ملعقة من بعوض الملاريا لأجل العُقاب الهائج، دم كذبة، بانجو
بدون أسئلة بالمقلوب ترسمني، دم سلبي، دم عصية، دم فرعون عندما كان الأب
يقول سمكة يحلق بهدوء بين أرض وسهم، بهدوء نزهة الدعاسق، بهدوء ذلك الدفع
لملحمة غزيرة، دم في عينيك من غير زاد، دم سفلس بدون فرضة للتوقيف، دم عين
قاتل مستأجر لحانات شراساتي، دم بدون بلا حشمة، دم يتنازل يفرخ قمر الرمل
على وجه رئتيَّ، دم سبوس في شبه جزيرة الأحد، دم خشبية، زياتيني من دم تصفق
أجنحتها، دم حوصلة دجاجة وخراطيني المختالة المسحورة، دم من الوابل الذي
يهمي عليَّ من البصلة، دم انتفاخ، دم سوق للبراغيث يأتي إيماءات، دم لنناقش
أسعار التبغ، دم في المصنع الأحمر لشطحي، دم يفوح برائحة الطحالب والبول،
دم ضربة خنجر لمافيا مشؤومة، دم وسواس، دم وحيد دوماً فرس نحيل، دم تضرب
بجمع يدك على خدَّي السلفيين، عندما يقمق منخراي من مكتوب الياسمين، دم
شوارع الدار البيضاء خلال المظاهرات الطلابية، دم أنصت إليك، دم أحذرك من
توتر لأم أربع وأربعين، دم وإلا فمرسى يتنضد فوق أذرع البازلت، دم قذارة،
أحفر ورق بردي وحجراً أسود حجري الأسود للتحريض، دم طمث، دم إن كان أخي قد
سهر على زينة مبيدات الأرق تقول لما كانت الورود ههنا، دم ارفع يديك، دم
همجية، طبقتي من اللصوص مصدر قِدمي سيئة العائد، دم صاعد من بدغات في أيادي
لتُشَد، يتعذر كشفها حتى في صنارة العصاعص، معجم روائحي غير اللاتمحى، دم
حي قصديري من غير أن يحمر الملك خجلاً ليالي حباحب، دم لكنني أنبح كلب
حقيقي، أفرغ لوحدي أبناك الدم، دم هيجان إلق المتوسط المتجول في هذه
الحديقة حيث كانت الصدقة تعقد دكات، دم مملح ومدخن، دم زلزالي يبدؤني من
إصبع الرجل، مثوليتي هي صياح السقاوات، دم معذِّب، طفيلية برغوثة ودماميل،
أواه مأسواي عندما يقتل العرب الذئب، دم حار، دم رئيس، امحاء اسم شعلتك، دم
يترك لي ظلاً، أنا مغمض العينين منذ الأسطورة، أيها الطبل السيئ لم تفصح
عن اسمك من مصهر ويرقان، دم أرة لبحيرات مرجانية من قارات ضد من يظهر هذا
المرجان المتقيح، دم ترسانتي، دم قنطرتي الوعرة، دم أفضل من العيش، دم أسوأ
الصفات، دم حيوات كثيرة ونحل كثير، تحين عودتي، دم أدين لك أحلك، انصرف،
أألم من عظمتك القاطعة، دم لا أعرف، دم وحيد في هذه الأنا التي وحدها لا
يتبدل، دم لعبة محزنة، تخدرني بساقيك كساقي جلكا، إنك تقيلني من وظائف
الملاك اللهوب، دم مخالف للطبيعة، دم عملة زائفة، أراوغ وليس عن سهو يسلمني
الدم، أمضي إلى ضوضاء المدن بدون اسم حقيقي، وفي كل مكان ألاقي سحباً
ذرية، وفوق جميع الخيوط الهاتفية تحط أجرام سيئة النية وأعمدة ماء، إنني لا
أكلمك إلا لأننا نظل غير منفصلين، تقول، نحن غير قابلين للفصل، نحن قابلان
للفصل، أرد أنا حالفاً في اللحظة نفسها حين يتم اغتيالي، لقد بنيتك بذوقي،
وببراعة الفخاخ، وما فاتني أن آخذ بنصيب من سحر فودو الذي خلعه من العرش
الأوروبي ذو الأسنان القاطعة، واليدين شديدتي الطول، ومن علم العظاءة
المتبسمة، أبو الآباء، أبو السمكة العجوز التي صنعتها الرتيلاء المقدسة
أمام أبي الآباء وأم الآباء، إنني لم أجعلك على مقاس الله، ولا رفعتك بطول
الكرة الأرضية، أعطيتك صوتي، فنحن متعادلان.
17-08-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
20 - الناس يتوقون إلى القضاء على الذيول الصغيرة للغرائز التي تبدو لهم ذكية وتدفعهم إلى البقاء واقفين طوال الوقت على الرغم من غضبهم 1/2
تقول في نفسك، وأعترض، إنني أنتسب إلى حضارة نموس ومقرنات فوضوية، لا أعرف
آسيا، روايات والكتب الغليظة الجمل والقوافي الانقلابات ثورات القلب الدم
كأنه وردية مهداة إلى المتمردين السياسيين لدمي تقطع النفس والمؤن على من
يريد أن يظفر منها بنصيب، إنني أختفي بطبيعة الحال، دم-حطب، دم-بنزين
دم-شجار الدم، صدقوني إنني أرى بوضوح السلوك السيئ للدم والعينين
الابييضاضيتين، لا أمر إلا وألحظ حواجز الدم، الدم وسردين الدم الأسود،
رأيت النزيف في الرقبة وفي العانة، كان ذلك فوق عرش من نضيد وفوق الفراغ
المتوسط في الهذيان، الفتاة العانس المغتاظة من جراء أعمال الحقل وبسبب كل
الآبار التي حفرتها كانت تغوص حتى رأسها في الحجارة وتضحك وهي شبه ناعسة،
فيما كانت الطبيبة من فوقها وعند مستواها ترسم الطوفان، والدخان، والثلج،
الحرب، الموت كان حاضراً، كنت أحدث نفسي، ألها قلب، ودم، وجسد يقدر أن
يغويني؟ كان كذباً، بل الموت كان له شعر رمادي طويل، كان الموت أسود بكامله
شعر مقرن، الموت ليس موصوفاً، موت الدم اللابد غير مرئي في مهملات
أحزاننا، وانصعاقاتنا، ضممته إلى روحي، ومنحته قلبي، فصنع منه طائراً
يرافقه حيث يقتل ويجرد من الثياب، حيث يأكل ويثمل، إن للموت نوايا حسنة،
الموت يبرر من غير أن يعاقب ونحن فعلنا الحب المقدس من غير أن أعرف لماذا،
أعددت له كعكة رائعة من منيَّ ومن دمي الطحينيين، وسوف لا تنسى مداعباتي،
وتردادي ابقي-لا-تذهبي-أنا-زوجك-أنت-مختارتي-الكبرى، ليس عن قريب على كل
حال، ربما تعود ذات ليلة وليس من خصيتي ستطلع، ستهتف، وتنادي علي من بعيد
أيها السيد مثل القيصر، أيتها البومة مثل القرصان أو الإعصار، تعال
لأسمَّك، تعال لألبسك توجة بيضاء وهاذية، أه أن ننسى، ولا نعود نؤمن، أن
نحب أن نموت بالتقسيط، نصب مشاءون راكبو سيارات راكبو دراجات ملوك دجالون
كتاب جمرك غزوات، المساء يفتح المقاهي، الحباحب تبتلع الشمس، الرجل يفسد
كبده، يرقعون لي دمي، أشعر بالألم حيث أحمر، أُرى أعدو تحت الطنافس
والموائد دفقَ صهارة، أعدي الفسيفساء، أمزق الكنبات، أحطم الأزهار، أسد
المراحيض، لا أحترم المال الذي يسقط من الجيوب المثقوبة للمساكين الذين
يخافونك، دمي إغوانة، وأنا لا أفتأ مسائلاً دمي الذي أنعته بمزبلة حضرية،
وبجرذ موبوء، وبوباء أقمار نتنة، وبإنكار لكل ما نسعد ونلهث للتشبث به
أثناء المطر حين يكون الفحم الحجري في نفاسة الدم، دمي المقيئ، دمي الذي لا
يمضي إلى كراكن سبيكتي اللبان مملئ الشوارب وقص الشعر على الطريقة
الإيطالية، دمي الذي يعرج، ينثلم قرنه، يدفع إلى الشيخوخة، دمي التافه، دمي
العادي، دمي ترغال الشتاء حيث أتعلم كيف أختفي، وأن أجيد عد الصقيع
والبرَد، دمي رصيف، دمي لقيط وديع ومحتال، لا كلب صالونات لا لأجل السيدات
ذوات الضحكات النحاسية الحمراء إن الابتسامة عباد الشمس الحقيقية هي أنت
دمي المحتشم تنزلق نحو جذور الفوضى، دمي جذام، دمي كمثل سن جوست فوق منصة
الإعدام، دمي ترتعد، دمي تدهن شريراً حقيقياً، دمي إنك تطلق النار، دمي إن
لك نظرة إرهابية، دمي إنك هربت من حدبة في يد سيد مرصوفة، دمي الذي فيه
تنقرع سلاسل وأجراس حقيقية لقصور، دمي الذي يمضي ظهيرة سيئة والذي سيمضي
ليلة سيئة ويوم إثنين من أخاديد، دمي إنك لا تربح في اليانصيب، دمي إنك
تجرجر مرقك التارة المنقذفة من قعر نسغ لأجرام ذبيحة عل الصوان وشجر
الخرنوب على آخر حلزونيات الدوار وتضحية مؤجلة، دمي إنك تنصت إلى الهاوية
وإلى قدماء المهنة الذين يعرفون أن يلفظوا الكلمات مصنع علبة مصبرات وحوالة
بريدية، دمي إنك لم تفهم أن عليك أن تتوضأ كما يفعل المسلم الصالح، دمي
ينبغي أن أنفجر ذات يوم، إنني أصفق أبواب دمي، أفقد في تقحلاته ياقوت
اليواقيت، ودم الدماء وأسوأ الأسوإ، دمي ناشر، دمي إنني أؤثر المنفى ومعي
أطنان من طيور الترغلة والعاج وأصيح إن ملكنا لص، أعد له وجبة عدس وعقارب،
لأجل دمي أقطعك بالشفرة وأنا أنزع أمعاءك، دمي اليهودي الملياردير، دمي
المغربي البروليتاري، دمي الذي لا يكتب، دمي الذي يستأجر اليأس، دمي الذي
يشتم السحب والأشجار الشائخة، دمي الذي هو رعد هل يحب؟، دمي الذي يندفع منه
ذباب مؤلم، دمي حيث يستمني حمار أعزب، دمي مترجحاً من رصيف رملي إلى طحلب،
ومن طحلب إلى قطيعة، دمي غرب أحتفظ منه بجرح، دمي قطاف أيام منحوسة، دمي
بدون طالع،
دمي أشرع في القراءة، دمي أسلمك بنزاهة، دمي امض، لا تشرح
لي شيئاً، إنك تجثث فكري، من دسيستي الطويلة تصنع إحصائيات مخزية، دمي لا
أصمت بعد، إنني أجعل لك ربطة عنق، وأرهقك، وأجعلك سخرة، وأدعكك، وأبخرك،
وسأتخلص منك عن أول منعطف، دمي انتحار حوت، دمي جلبة، دمي الذي بدونه أصير
منجم كبريت، دمي ، دمي شاعر، دمي راية حرب، دمي مذبح، دمي بستوليروس، دمي
زبد مدمج في فوضى الرؤى والشروق، دمي بمصاعدك أغتصب الشيوخ، دمي بفضائلك
أغتصب النجوم، دمي بحوروساتك أحرف الميازين، دمي إنا خصمك، دمي لا أومن بك،
لقد وضعونا في صندوق قمامة رصاصي لكي نقتتل، دمي من حيث لا أجيء، دمي من
غير سابق، دمي عداء، دمي على مراحل، دمي كونغولي، دمي انحلالاً من تشومبي
الشيطان، دمي شارع، دمي هنالك إخوة يبكون ويُبكون، هنالك ثلوج تنزف ويمكنها
أن تنزف، دمي إنك تطاردني بالصياح، لا أعصب عينيك، دمي الاجتماع، دمي لو
كنت أستطيع أن أدخل في كل واحد فسيقال وداعاً لكل ما يدور، دمي الكوكايين،
دمي الذي من الدم لا يدين لأحد بغير بلبلة راقصة، دمي المشرك في كل قضايا
الإرهاب، وكل الاعتداءات، دمي المعمر على هيأة طاغية بابل وبغداد، دمي الذي
يحتد فوق ضفاف الليالي المولدية، دمي الذي لأجله تنشئ الحباحب نصاً أشجى
من أسفار التكوين، دمي كزياتين ضمن ذهب التين، دمي حين قال الصحراوي ولما
رأيت، ولما رأيت لا الرمل بعدُ ولا الكراهية ولا حصاني، لما رأيت ما
يصَّاعد مني من حليب النياق تمر الكواكب شفاه الركوع الرقيقة وفرحة الشعوب
في ساحات العمل، دم هو دمي غير القابل للتشريح، يا دماً سأستمر بك على
الرغم من مرارة السفر، على الرغم من الغسق المكدس إلى يميني، أقول لك يمكنك
أن تجهض، أنت تجثم على شعري، أنت أكثر السلالات فساداً، تخترع أمجاداً
وهزائم، أنت المسؤول عن المدافعة التي ألقاها من كل ما يتحرك يتنفس يزحف،
وكل ما يمنح نفسه أو يتأبى وكل ما يئن حين تخلقه، أيها الدم يمكنك أن تكون
صديقي امرأتي وذريتي، سأحرسك بلا هوادة يا عشاً من وحل، أنا الأشد حذقاً
ورغبة في الانتقام من كواسر الطير، دم هو دمي هذا الذي من بيوض اليأس
والهياج، أو موت زعيم؟ فهل نعود إلى أبي المستنقع؟ كلا، الموت متنكر اللباس
لأجل حفل لا سابق له، كلا، الموت جملة، لاء الدم، وها إنه قيل الدم، حيث
لن يغامر بنفسه أحد، ما خلا دمي وأنا، أصدقاء جيدون، أسرة حسنة، أيها
الأثيم هل تفهمني؟ طردوا، وأهينوا من رب العمل، وأنذروا مرات كثيرة، أم هو
موت أحمق، كلا، بل موت الجميع، السيارات، والممثلين الفاشلين الجُرب،
أسوار، مدن، فتية وفتيات، رجال أنفسهم، كناريات، وميتروهات، وشبكات طرق،
وطائرات، وغابات، ومصانع، ومجاري للمياه، وجوارير، و... و...، الموت، ماذا،
وجماعة، وبالإجماع، حتى لا يسمع أحد الله يلقي خطابه في مجمع الكسلاء، دمي
قاتلاً دمي، بل إن الأمر يسري على الأناسي أيضاً، فهم يتقاتلون، انتحار؟
كلا، إنهم يتوقون إلى القضاء على الذيول الصغيرة للغرائز التي تبدو لهم
ذكية وتدفعهم إلى البقاء واقفين طوال الوقت على الرغم من غضبهم، وأما أنا
فعندما كنت صغيراً لم يكن أبي يتجول بي، كنت أخرج لوحدي، عدا أنني كنت أذهب
لوحدي إلى المدرسة، كانت المدرسة توجد على بعد عشرين كيلومتراً من بيتنا،
لكن لم يكن بيتي، كنا ندفع إيجاراً والأستاذ قائلاً من الطارق، إذا قرعت
باب قاعة الدرس، من الطارق، ادخل، فأدفع الباب بعد أن أدير مزلاجاً، ما
اسمك؟ ولم أكن أتكلم، صوت الأستاذ باحثاً في صوت الأستاذ عن اسمي، لم يكن
بحوزتي دفتر، ولا لوح، ولا طبشور، كنت أحفظ كل شيء ولم تكن بي حاجة إلى
أدوات، فهل كان الأستاذ راضياً عن تلميذه؟ بالطبع، فقد كنت أحصل دائماً على
لوحة الشرف، وقد كانت الفتيات يطلبن مني دائماً أن أريهن واجباتي، وفي وقت
الإنشاء لم يكن يتركنني برهة، في ساحة المدرسة، كيف ماذا تكون، المدرسة،
أم الساحة؟
22-08-2012
آسيا، روايات والكتب الغليظة الجمل والقوافي الانقلابات ثورات القلب الدم
كأنه وردية مهداة إلى المتمردين السياسيين لدمي تقطع النفس والمؤن على من
يريد أن يظفر منها بنصيب، إنني أختفي بطبيعة الحال، دم-حطب، دم-بنزين
دم-شجار الدم، صدقوني إنني أرى بوضوح السلوك السيئ للدم والعينين
الابييضاضيتين، لا أمر إلا وألحظ حواجز الدم، الدم وسردين الدم الأسود،
رأيت النزيف في الرقبة وفي العانة، كان ذلك فوق عرش من نضيد وفوق الفراغ
المتوسط في الهذيان، الفتاة العانس المغتاظة من جراء أعمال الحقل وبسبب كل
الآبار التي حفرتها كانت تغوص حتى رأسها في الحجارة وتضحك وهي شبه ناعسة،
فيما كانت الطبيبة من فوقها وعند مستواها ترسم الطوفان، والدخان، والثلج،
الحرب، الموت كان حاضراً، كنت أحدث نفسي، ألها قلب، ودم، وجسد يقدر أن
يغويني؟ كان كذباً، بل الموت كان له شعر رمادي طويل، كان الموت أسود بكامله
شعر مقرن، الموت ليس موصوفاً، موت الدم اللابد غير مرئي في مهملات
أحزاننا، وانصعاقاتنا، ضممته إلى روحي، ومنحته قلبي، فصنع منه طائراً
يرافقه حيث يقتل ويجرد من الثياب، حيث يأكل ويثمل، إن للموت نوايا حسنة،
الموت يبرر من غير أن يعاقب ونحن فعلنا الحب المقدس من غير أن أعرف لماذا،
أعددت له كعكة رائعة من منيَّ ومن دمي الطحينيين، وسوف لا تنسى مداعباتي،
وتردادي ابقي-لا-تذهبي-أنا-زوجك-أنت-مختارتي-الكبرى، ليس عن قريب على كل
حال، ربما تعود ذات ليلة وليس من خصيتي ستطلع، ستهتف، وتنادي علي من بعيد
أيها السيد مثل القيصر، أيتها البومة مثل القرصان أو الإعصار، تعال
لأسمَّك، تعال لألبسك توجة بيضاء وهاذية، أه أن ننسى، ولا نعود نؤمن، أن
نحب أن نموت بالتقسيط، نصب مشاءون راكبو سيارات راكبو دراجات ملوك دجالون
كتاب جمرك غزوات، المساء يفتح المقاهي، الحباحب تبتلع الشمس، الرجل يفسد
كبده، يرقعون لي دمي، أشعر بالألم حيث أحمر، أُرى أعدو تحت الطنافس
والموائد دفقَ صهارة، أعدي الفسيفساء، أمزق الكنبات، أحطم الأزهار، أسد
المراحيض، لا أحترم المال الذي يسقط من الجيوب المثقوبة للمساكين الذين
يخافونك، دمي إغوانة، وأنا لا أفتأ مسائلاً دمي الذي أنعته بمزبلة حضرية،
وبجرذ موبوء، وبوباء أقمار نتنة، وبإنكار لكل ما نسعد ونلهث للتشبث به
أثناء المطر حين يكون الفحم الحجري في نفاسة الدم، دمي المقيئ، دمي الذي لا
يمضي إلى كراكن سبيكتي اللبان مملئ الشوارب وقص الشعر على الطريقة
الإيطالية، دمي الذي يعرج، ينثلم قرنه، يدفع إلى الشيخوخة، دمي التافه، دمي
العادي، دمي ترغال الشتاء حيث أتعلم كيف أختفي، وأن أجيد عد الصقيع
والبرَد، دمي رصيف، دمي لقيط وديع ومحتال، لا كلب صالونات لا لأجل السيدات
ذوات الضحكات النحاسية الحمراء إن الابتسامة عباد الشمس الحقيقية هي أنت
دمي المحتشم تنزلق نحو جذور الفوضى، دمي جذام، دمي كمثل سن جوست فوق منصة
الإعدام، دمي ترتعد، دمي تدهن شريراً حقيقياً، دمي إنك تطلق النار، دمي إن
لك نظرة إرهابية، دمي إنك هربت من حدبة في يد سيد مرصوفة، دمي الذي فيه
تنقرع سلاسل وأجراس حقيقية لقصور، دمي الذي يمضي ظهيرة سيئة والذي سيمضي
ليلة سيئة ويوم إثنين من أخاديد، دمي إنك لا تربح في اليانصيب، دمي إنك
تجرجر مرقك التارة المنقذفة من قعر نسغ لأجرام ذبيحة عل الصوان وشجر
الخرنوب على آخر حلزونيات الدوار وتضحية مؤجلة، دمي إنك تنصت إلى الهاوية
وإلى قدماء المهنة الذين يعرفون أن يلفظوا الكلمات مصنع علبة مصبرات وحوالة
بريدية، دمي إنك لم تفهم أن عليك أن تتوضأ كما يفعل المسلم الصالح، دمي
ينبغي أن أنفجر ذات يوم، إنني أصفق أبواب دمي، أفقد في تقحلاته ياقوت
اليواقيت، ودم الدماء وأسوأ الأسوإ، دمي ناشر، دمي إنني أؤثر المنفى ومعي
أطنان من طيور الترغلة والعاج وأصيح إن ملكنا لص، أعد له وجبة عدس وعقارب،
لأجل دمي أقطعك بالشفرة وأنا أنزع أمعاءك، دمي اليهودي الملياردير، دمي
المغربي البروليتاري، دمي الذي لا يكتب، دمي الذي يستأجر اليأس، دمي الذي
يشتم السحب والأشجار الشائخة، دمي الذي هو رعد هل يحب؟، دمي الذي يندفع منه
ذباب مؤلم، دمي حيث يستمني حمار أعزب، دمي مترجحاً من رصيف رملي إلى طحلب،
ومن طحلب إلى قطيعة، دمي غرب أحتفظ منه بجرح، دمي قطاف أيام منحوسة، دمي
بدون طالع،
دمي أشرع في القراءة، دمي أسلمك بنزاهة، دمي امض، لا تشرح
لي شيئاً، إنك تجثث فكري، من دسيستي الطويلة تصنع إحصائيات مخزية، دمي لا
أصمت بعد، إنني أجعل لك ربطة عنق، وأرهقك، وأجعلك سخرة، وأدعكك، وأبخرك،
وسأتخلص منك عن أول منعطف، دمي انتحار حوت، دمي جلبة، دمي الذي بدونه أصير
منجم كبريت، دمي ، دمي شاعر، دمي راية حرب، دمي مذبح، دمي بستوليروس، دمي
زبد مدمج في فوضى الرؤى والشروق، دمي بمصاعدك أغتصب الشيوخ، دمي بفضائلك
أغتصب النجوم، دمي بحوروساتك أحرف الميازين، دمي إنا خصمك، دمي لا أومن بك،
لقد وضعونا في صندوق قمامة رصاصي لكي نقتتل، دمي من حيث لا أجيء، دمي من
غير سابق، دمي عداء، دمي على مراحل، دمي كونغولي، دمي انحلالاً من تشومبي
الشيطان، دمي شارع، دمي هنالك إخوة يبكون ويُبكون، هنالك ثلوج تنزف ويمكنها
أن تنزف، دمي إنك تطاردني بالصياح، لا أعصب عينيك، دمي الاجتماع، دمي لو
كنت أستطيع أن أدخل في كل واحد فسيقال وداعاً لكل ما يدور، دمي الكوكايين،
دمي الذي من الدم لا يدين لأحد بغير بلبلة راقصة، دمي المشرك في كل قضايا
الإرهاب، وكل الاعتداءات، دمي المعمر على هيأة طاغية بابل وبغداد، دمي الذي
يحتد فوق ضفاف الليالي المولدية، دمي الذي لأجله تنشئ الحباحب نصاً أشجى
من أسفار التكوين، دمي كزياتين ضمن ذهب التين، دمي حين قال الصحراوي ولما
رأيت، ولما رأيت لا الرمل بعدُ ولا الكراهية ولا حصاني، لما رأيت ما
يصَّاعد مني من حليب النياق تمر الكواكب شفاه الركوع الرقيقة وفرحة الشعوب
في ساحات العمل، دم هو دمي غير القابل للتشريح، يا دماً سأستمر بك على
الرغم من مرارة السفر، على الرغم من الغسق المكدس إلى يميني، أقول لك يمكنك
أن تجهض، أنت تجثم على شعري، أنت أكثر السلالات فساداً، تخترع أمجاداً
وهزائم، أنت المسؤول عن المدافعة التي ألقاها من كل ما يتحرك يتنفس يزحف،
وكل ما يمنح نفسه أو يتأبى وكل ما يئن حين تخلقه، أيها الدم يمكنك أن تكون
صديقي امرأتي وذريتي، سأحرسك بلا هوادة يا عشاً من وحل، أنا الأشد حذقاً
ورغبة في الانتقام من كواسر الطير، دم هو دمي هذا الذي من بيوض اليأس
والهياج، أو موت زعيم؟ فهل نعود إلى أبي المستنقع؟ كلا، الموت متنكر اللباس
لأجل حفل لا سابق له، كلا، الموت جملة، لاء الدم، وها إنه قيل الدم، حيث
لن يغامر بنفسه أحد، ما خلا دمي وأنا، أصدقاء جيدون، أسرة حسنة، أيها
الأثيم هل تفهمني؟ طردوا، وأهينوا من رب العمل، وأنذروا مرات كثيرة، أم هو
موت أحمق، كلا، بل موت الجميع، السيارات، والممثلين الفاشلين الجُرب،
أسوار، مدن، فتية وفتيات، رجال أنفسهم، كناريات، وميتروهات، وشبكات طرق،
وطائرات، وغابات، ومصانع، ومجاري للمياه، وجوارير، و... و...، الموت، ماذا،
وجماعة، وبالإجماع، حتى لا يسمع أحد الله يلقي خطابه في مجمع الكسلاء، دمي
قاتلاً دمي، بل إن الأمر يسري على الأناسي أيضاً، فهم يتقاتلون، انتحار؟
كلا، إنهم يتوقون إلى القضاء على الذيول الصغيرة للغرائز التي تبدو لهم
ذكية وتدفعهم إلى البقاء واقفين طوال الوقت على الرغم من غضبهم، وأما أنا
فعندما كنت صغيراً لم يكن أبي يتجول بي، كنت أخرج لوحدي، عدا أنني كنت أذهب
لوحدي إلى المدرسة، كانت المدرسة توجد على بعد عشرين كيلومتراً من بيتنا،
لكن لم يكن بيتي، كنا ندفع إيجاراً والأستاذ قائلاً من الطارق، إذا قرعت
باب قاعة الدرس، من الطارق، ادخل، فأدفع الباب بعد أن أدير مزلاجاً، ما
اسمك؟ ولم أكن أتكلم، صوت الأستاذ باحثاً في صوت الأستاذ عن اسمي، لم يكن
بحوزتي دفتر، ولا لوح، ولا طبشور، كنت أحفظ كل شيء ولم تكن بي حاجة إلى
أدوات، فهل كان الأستاذ راضياً عن تلميذه؟ بالطبع، فقد كنت أحصل دائماً على
لوحة الشرف، وقد كانت الفتيات يطلبن مني دائماً أن أريهن واجباتي، وفي وقت
الإنشاء لم يكن يتركنني برهة، في ساحة المدرسة، كيف ماذا تكون، المدرسة،
أم الساحة؟
22-08-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
(21) - الناس يتوقون إلى القضاء على الذيول الصغيرة للغرائز التي تبدو لهم ذكية وتدفعهم إلى البقاء واقفين طوال الوقت على الرغم من غضبهم 2/2
دمي أشرع في القراءة، دمي أسلمك بنزاهة، دمي امض، لا تشرح لي شيئاً، إنك
تجثث فكري، من دسيستي الطويلة تصنع إحصائيات مخزية، دمي لا أصمت بعد، إنني
أجعل لك ربطة عنق، وأرهقك، وأجعلك سخرة، وأدعكك، وأبخرك، وسأتخلص منك عن
أول منعطف، دمي انتحار حوت، دمي جلبة، دمي الذي بدونه أصير منجم كبريت، دمي
، دمي شاعر، دمي راية حرب، دمي مذبح، دمي بستوليروس، دمي زبد مدمج في فوضى
الرؤى والشروق، دمي بمصاعدك أغتصب الشيوخ، دمي بفضائلك أغتصب النجوم، دمي
بحوروساتك أحرف الميازين، دمي إنا خصمك، دمي لا أومن بك، لقد وضعونا في
صندوق قمامة رصاصي لكي نقتتل، دمي من حيث لا أجيء، دمي من غير سابق، دمي
عداء، دمي على مراحل، دمي كونغولي، دمي انحلالاً من تشومبي الشيطان، دمي
شارع، دمي هنالك إخوة يبكون ويُبكون، هنالك ثلوج تنزف ويمكنها أن تنزف، دمي
إنك تطاردني بالصياح، لا أعصب عينيك، دمي الاجتماع، دمي لو كنت أستطيع أن
أدخل في كل واحد فسيقال وداعاً لكل ما يدور، دمي الكوكايين، دمي الذي من
الدم لا يدين لأحد بغير بلبلة راقصة، دمي المشرك في كل قضايا الإرهاب، وكل
الاعتداءات، دمي المعمر على هيأة طاغية بابل وبغداد، دمي الذي يحتد فوق
ضفاف الليالي المولدية، دمي الذي لأجله تنشئ الحباحب نصاً أشجى من أسفار
التكوين، دمي كزياتين ضمن ذهب التين، دمي حين قال الصحراوي ولما رأيت، ولما
رأيت لا الرمل بعدُ ولا الكراهية ولا حصاني، لما رأيت ما يصَّاعد مني من
حليب النياق تمر الكواكب شفاه الركوع الرقيقة وفرحة الشعوب في ساحات العمل،
دم هو دمي غير القابل للتشريح، يا دماً سأستمر بك على الرغم من مرارة
السفر، على الرغم من الغسق المكدس إلى يميني، أقول لك يمكنك أن تجهض، أنت
تجثم على شعري، أنت أكثر السلالات فساداً، تخترع أمجاداً وهزائم، أنت
المسؤول عن المدافعة التي ألقاها من كل ما يتحرك يتنفس يزحف، وكل ما يمنح
نفسه أو يتأبى وكل ما يئن حين تخلقه، أيها الدم يمكنك أن تكون صديقي امرأتي
وذريتي، سأحرسك بلا هوادة يا عشاً من وحل، أنا الأشد حذقاً ورغبة في
الانتقام من كواسر الطير، دم هو دمي هذا الذي من بيوض اليأس والهياج، أو
موت زعيم؟ فهل نعود إلى أبي المستنقع؟ كلا، الموت متنكر اللباس لأجل حفل لا
سابق له، كلا، الموت جملة، لاء الدم، وها إنه قيل الدم، حيث لن يغامر
بنفسه أحد، ما خلا دمي وأنا، أصدقاء جيدون، أسرة حسنة، أيها الأثيم هل
تفهمني؟ طردوا، وأهينوا من رب العمل، وأنذروا مرات كثيرة، أم هو موت أحمق،
كلا، بل موت الجميع، السيارات، والممثلين الفاشلين الجُرب، أسوار، مدن،
فتية وفتيات، رجال أنفسهم، كناريات، وميتروهات، وشبكات طرق، وطائرات،
وغابات، ومصانع، ومجاري للمياه، وجوارير، و... و...، الموت، ماذا، وجماعة،
وبالإجماع، حتى لا يسمع أحد الله يلقي خطابه في مجمع الكسلاء، دمي قاتلاً
دمي، بل إن الأمر يسري على الأناسي أيضاً، فهم يتقاتلون، انتحار؟ كلا، إنهم
يتوقون إلى القضاء على الذيول الصغيرة للغرائز التي تبدو لهم ذكية وتدفعهم
إلى البقاء واقفين طوال الوقت على الرغم من غضبهم، وأما أنا فعندما كنت
صغيراً لم يكن أبي يتجول بي، كنت أخرج لوحدي، عدا أنني كنت أذهب لوحدي إلى
المدرسة، كانت المدرسة توجد على بعد عشرين كيلومتراً من بيتنا، لكن لم يكن
بيتي، كنا ندفع إيجاراً والأستاذ قائلاً من الطارق، إذا قرعت باب قاعة
الدرس، من الطارق، ادخل، فأدفع الباب بعد أن أدير مزلاجاً، ما اسمك؟ ولم
أكن أتكلم، صوت الأستاذ باحثاً في صوت الأستاذ عن اسمي، لم يكن بحوزتي
دفتر، ولا لوح، ولا طبشور، كنت أحفظ كل شيء ولم تكن بي حاجة إلى أدوات، فهل
كان الأستاذ راضياً عن تلميذه؟ بالطبع، فقد كنت أحصل دائماً على لوحة
الشرف، وقد كانت الفتيات يطلبن مني دائماً أن أريهن واجباتي، وفي وقت
الإنشاء لم يكن يتركنني برهة، في ساحة المدرسة، كيف ماذا تكون، المدرسة، أم
الساحة؟
23-08-2012
تجثث فكري، من دسيستي الطويلة تصنع إحصائيات مخزية، دمي لا أصمت بعد، إنني
أجعل لك ربطة عنق، وأرهقك، وأجعلك سخرة، وأدعكك، وأبخرك، وسأتخلص منك عن
أول منعطف، دمي انتحار حوت، دمي جلبة، دمي الذي بدونه أصير منجم كبريت، دمي
، دمي شاعر، دمي راية حرب، دمي مذبح، دمي بستوليروس، دمي زبد مدمج في فوضى
الرؤى والشروق، دمي بمصاعدك أغتصب الشيوخ، دمي بفضائلك أغتصب النجوم، دمي
بحوروساتك أحرف الميازين، دمي إنا خصمك، دمي لا أومن بك، لقد وضعونا في
صندوق قمامة رصاصي لكي نقتتل، دمي من حيث لا أجيء، دمي من غير سابق، دمي
عداء، دمي على مراحل، دمي كونغولي، دمي انحلالاً من تشومبي الشيطان، دمي
شارع، دمي هنالك إخوة يبكون ويُبكون، هنالك ثلوج تنزف ويمكنها أن تنزف، دمي
إنك تطاردني بالصياح، لا أعصب عينيك، دمي الاجتماع، دمي لو كنت أستطيع أن
أدخل في كل واحد فسيقال وداعاً لكل ما يدور، دمي الكوكايين، دمي الذي من
الدم لا يدين لأحد بغير بلبلة راقصة، دمي المشرك في كل قضايا الإرهاب، وكل
الاعتداءات، دمي المعمر على هيأة طاغية بابل وبغداد، دمي الذي يحتد فوق
ضفاف الليالي المولدية، دمي الذي لأجله تنشئ الحباحب نصاً أشجى من أسفار
التكوين، دمي كزياتين ضمن ذهب التين، دمي حين قال الصحراوي ولما رأيت، ولما
رأيت لا الرمل بعدُ ولا الكراهية ولا حصاني، لما رأيت ما يصَّاعد مني من
حليب النياق تمر الكواكب شفاه الركوع الرقيقة وفرحة الشعوب في ساحات العمل،
دم هو دمي غير القابل للتشريح، يا دماً سأستمر بك على الرغم من مرارة
السفر، على الرغم من الغسق المكدس إلى يميني، أقول لك يمكنك أن تجهض، أنت
تجثم على شعري، أنت أكثر السلالات فساداً، تخترع أمجاداً وهزائم، أنت
المسؤول عن المدافعة التي ألقاها من كل ما يتحرك يتنفس يزحف، وكل ما يمنح
نفسه أو يتأبى وكل ما يئن حين تخلقه، أيها الدم يمكنك أن تكون صديقي امرأتي
وذريتي، سأحرسك بلا هوادة يا عشاً من وحل، أنا الأشد حذقاً ورغبة في
الانتقام من كواسر الطير، دم هو دمي هذا الذي من بيوض اليأس والهياج، أو
موت زعيم؟ فهل نعود إلى أبي المستنقع؟ كلا، الموت متنكر اللباس لأجل حفل لا
سابق له، كلا، الموت جملة، لاء الدم، وها إنه قيل الدم، حيث لن يغامر
بنفسه أحد، ما خلا دمي وأنا، أصدقاء جيدون، أسرة حسنة، أيها الأثيم هل
تفهمني؟ طردوا، وأهينوا من رب العمل، وأنذروا مرات كثيرة، أم هو موت أحمق،
كلا، بل موت الجميع، السيارات، والممثلين الفاشلين الجُرب، أسوار، مدن،
فتية وفتيات، رجال أنفسهم، كناريات، وميتروهات، وشبكات طرق، وطائرات،
وغابات، ومصانع، ومجاري للمياه، وجوارير، و... و...، الموت، ماذا، وجماعة،
وبالإجماع، حتى لا يسمع أحد الله يلقي خطابه في مجمع الكسلاء، دمي قاتلاً
دمي، بل إن الأمر يسري على الأناسي أيضاً، فهم يتقاتلون، انتحار؟ كلا، إنهم
يتوقون إلى القضاء على الذيول الصغيرة للغرائز التي تبدو لهم ذكية وتدفعهم
إلى البقاء واقفين طوال الوقت على الرغم من غضبهم، وأما أنا فعندما كنت
صغيراً لم يكن أبي يتجول بي، كنت أخرج لوحدي، عدا أنني كنت أذهب لوحدي إلى
المدرسة، كانت المدرسة توجد على بعد عشرين كيلومتراً من بيتنا، لكن لم يكن
بيتي، كنا ندفع إيجاراً والأستاذ قائلاً من الطارق، إذا قرعت باب قاعة
الدرس، من الطارق، ادخل، فأدفع الباب بعد أن أدير مزلاجاً، ما اسمك؟ ولم
أكن أتكلم، صوت الأستاذ باحثاً في صوت الأستاذ عن اسمي، لم يكن بحوزتي
دفتر، ولا لوح، ولا طبشور، كنت أحفظ كل شيء ولم تكن بي حاجة إلى أدوات، فهل
كان الأستاذ راضياً عن تلميذه؟ بالطبع، فقد كنت أحصل دائماً على لوحة
الشرف، وقد كانت الفتيات يطلبن مني دائماً أن أريهن واجباتي، وفي وقت
الإنشاء لم يكن يتركنني برهة، في ساحة المدرسة، كيف ماذا تكون، المدرسة، أم
الساحة؟
23-08-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
(22) - بعت كل أغراضي، إلا حقيبة من الفرو وملاءة وشرشفاً وقميصين وحذاء، ورحلت عن بيتي 2/1
المدرسة، حسن، المدرسة كانت تتكون من أربع بنايات بعلو خمسة عشر متراً على
هيأة مستطيلاً في الوسط، تلك كانت ساحة المدرسة، الفصول مرصوصة ومتساوية
المساحة، وتوجد فصول في الأسفل وفي الطابق الأول، الذين يمضون دائماً إلى
الطابق الأول يكونون يكبرونني، كنت أحدث نفسي، إنهم وصلوا، وكنت أنتظر
بدوري اليوم الذي سيقال لي فيه، اصعد هذا الدرج، لكنني كنت أحب الفصل حيث
كنت، فقد كانت له ثلاث نوافذ، نوافذ يمكنني منها أن أرى شجرة عظيمة تتحرك
في البعيد ومرور فلاحات وبقرات، كنت أحب الفلاحات والبقرات، السماء أيضاً،
بيد أن السماء تبدلت، فما عادت السماء كما تركتها، إن السماء التي في
ذاكرتي ما هي السماء نفسها، فهي رمادية، قذرة، كريهة، قدرية، بشعة، إنها
خرقة حقيقية، إن كل ما احتفظت به من الماضي مفرط البشاعة، كان في حياة
فاصل، سور، مركز حدودي، حراس بلهٌ وفاسدون يتوقفون إلى ما لانهاية، وقد
بدأت أخافهم، أخاف منها، وبدأت أقول لنفسي ها هو الوحش الحقيقي، سيخلق لك
غير قليل من الشياطين الصغار ستظل تسحبك في كل مكان، رأيت كيف يسقط الرجال
من غير مسبقات سيئة، فمن أعلى نفوسهم يتدحرجون، صوب الأسفل القذر للفساد
والبراز، مع أنه فريد من نوعه، البراز، وشيئاً فشيئاً بدأت أكرهه، وأما
الآن فما عدت أهتم، صرت أهزأ كثيراً من التعذيب الذي نزل به، لقد فصلته
عني، وجعلته بمنأى عني، بالنسبة إليَّ حياتي ليس فيها حتى إحدى وعشرين، فهي
لا تزيد عن تسع عشرة، لكن يمكنني الآن أن أقول عنها شيئاً، الآن وقد صرت
لا أشعر عنها حتى ولا بالندم، الآن حيث ما عاد لها وجود، إلا على هيأة رجات
بين الفينة والأخرى، واهتزازات، في النعاس، سواء حين تتكوم فيه أو حين
تنهض منه، وتنطلق من جديد، معنفة إياي أنا المستقل عن حياتي، أيها الرفيق
تعال هنا، فهي تخنخن، ثم كمثل بنية صغيرتي كما في الماضي، وتمارس الجنس ليس
معي فعضوي كان لا يزال صغيراً، تمجن وهي خانبة، وتخز به مهبلها، وتبلله لا
كما تفعل مومس المواخير، وهي لا تفتأ تحاول أن تدخله فيها، حتى أين أقول؟
إنه لن يمضي أبعد من نفسه، مدغدغاً خصيتي، وعانتي، والزغب الصغير الذي
يكسوني، ناظراً في ثقب السرة إن كنت لففت فيها قضيبي، صارخاً أن يزول
ويمحي، يسقط كتلة جامدة، ضعيفة، وفجأة يصير معفراً، ثم لا يعود منه شيء،
كذا هي حياتي، من نعاس، من أسود فطري، لاشيء مني خارج العالم نفسه، لاشيء
لأجل السيد الراشد نفسه، العامل في خدمة السادة الماكرين، الغارقين في عطر
الممثلات، ولذلك أجريت فصلاً في حياتي، سآخذ منذ الآن أرميها شيئاً فشيئاً،
أسبح، أتزعنف، لا أتلقى بعد أمراً من أحد، سأصطنع لي حياة مستقلة في مكان
آخر بعيدا عن هنا وسط الملتمسين، لا حياة ناسك، أو حياة نبتة، أو حياة
إنسان، بل حياة لا تنطبق عليها صفة بعينها كما قبل أو أشبه، تماماً كمثل
شخص ليس له وجود، حيوان أعيد اكتشافه، تنعكس صورته على بركة بما يقع عليها
من أشعة الشمس بكل بساطة، فهو يرعى، ويتبرز، ويتبول كثيراً، حيوان قد أعيد
إلى جلده الذي استعاد شعره، انصرف، لست لست جديراً بأن تكون على شاكلتنا،
ليس في إفريقيا غير المتخلفين، والبدائيين، وقطط الضيون العظيمة، وأنهار
النيجر، والكتبان الرملية، والغرابات للعين ودعك الدماغ، وجلود ليس لأجلي
أنا منحسة، ومسوخ، وعواقب إشعاعية، وتجارب، بعوض الحمى الصفراء، وعيارات،
وأمراض البريبري، وترانزيستورات، وخنادق، ومفازات، ومتاحف متحف إفريقيا؟ ما
عدت أطيق حياتي الآن وكيف تسير، يحسن بي أن أرمي بها في صندوق للقمامة،
وبذا أفلحت في التخلص منها، رفضت كل عروض العمل المقترحة عليَّ، وبعت كل
أغراضي، إلا حقيبة من الفرو، وملاءة، وشرشفاً، وقميصين وحذاء، ورحلت عن
بيتي، كنت مسروراً أن تحررت نهائياً، قضيت الليلة فوق عشب بليل، أيقظني قرع
أجراس في الصباح، فسرت أتسكع في الأحياء الفقيرة من المدينة، قلبت في
فضلات كثيرة بحثاً عن كسرة خبز أو قناني فارغة لأبيعها فقد كنت لا أزال
بحاجة إلى نقود، سأستقل أول حافلة وجهتها الجنوب، وفي نهاية الأمر سرقت من
مدبرة حافظةَ نقودها، وبفضل ذلك أنا الآن في مأمن، لم أقتصر على الاستقرار
بين أهل القرية، بل مضيت عاقداً العزم حتى البراري، في بلد جدي وجد جدي،
وجده، توقفت هنالك لأتقرى المكان، لم يكذب جدي أن قال إنه قد سمع من يتكلم
في هذا المكان وأنه قد كان المنطلق لجنسنا، هناك وجدت عظام خراف وكلاب
قديمة، وبقايا أسوار تملؤها الصدوع، وقد اندفن في الرمل نصفها، فهذا يعني
أن حضارتنا قد بلغت ههنا الأوج، بقايا فراديس قديمة، وجذوع أشجار متفتتة،
ورغوة مصفرة على هيأة دوائر عند سافلة الأسوار، والجد ملتصق برجل.
24-08-2012
هيأة مستطيلاً في الوسط، تلك كانت ساحة المدرسة، الفصول مرصوصة ومتساوية
المساحة، وتوجد فصول في الأسفل وفي الطابق الأول، الذين يمضون دائماً إلى
الطابق الأول يكونون يكبرونني، كنت أحدث نفسي، إنهم وصلوا، وكنت أنتظر
بدوري اليوم الذي سيقال لي فيه، اصعد هذا الدرج، لكنني كنت أحب الفصل حيث
كنت، فقد كانت له ثلاث نوافذ، نوافذ يمكنني منها أن أرى شجرة عظيمة تتحرك
في البعيد ومرور فلاحات وبقرات، كنت أحب الفلاحات والبقرات، السماء أيضاً،
بيد أن السماء تبدلت، فما عادت السماء كما تركتها، إن السماء التي في
ذاكرتي ما هي السماء نفسها، فهي رمادية، قذرة، كريهة، قدرية، بشعة، إنها
خرقة حقيقية، إن كل ما احتفظت به من الماضي مفرط البشاعة، كان في حياة
فاصل، سور، مركز حدودي، حراس بلهٌ وفاسدون يتوقفون إلى ما لانهاية، وقد
بدأت أخافهم، أخاف منها، وبدأت أقول لنفسي ها هو الوحش الحقيقي، سيخلق لك
غير قليل من الشياطين الصغار ستظل تسحبك في كل مكان، رأيت كيف يسقط الرجال
من غير مسبقات سيئة، فمن أعلى نفوسهم يتدحرجون، صوب الأسفل القذر للفساد
والبراز، مع أنه فريد من نوعه، البراز، وشيئاً فشيئاً بدأت أكرهه، وأما
الآن فما عدت أهتم، صرت أهزأ كثيراً من التعذيب الذي نزل به، لقد فصلته
عني، وجعلته بمنأى عني، بالنسبة إليَّ حياتي ليس فيها حتى إحدى وعشرين، فهي
لا تزيد عن تسع عشرة، لكن يمكنني الآن أن أقول عنها شيئاً، الآن وقد صرت
لا أشعر عنها حتى ولا بالندم، الآن حيث ما عاد لها وجود، إلا على هيأة رجات
بين الفينة والأخرى، واهتزازات، في النعاس، سواء حين تتكوم فيه أو حين
تنهض منه، وتنطلق من جديد، معنفة إياي أنا المستقل عن حياتي، أيها الرفيق
تعال هنا، فهي تخنخن، ثم كمثل بنية صغيرتي كما في الماضي، وتمارس الجنس ليس
معي فعضوي كان لا يزال صغيراً، تمجن وهي خانبة، وتخز به مهبلها، وتبلله لا
كما تفعل مومس المواخير، وهي لا تفتأ تحاول أن تدخله فيها، حتى أين أقول؟
إنه لن يمضي أبعد من نفسه، مدغدغاً خصيتي، وعانتي، والزغب الصغير الذي
يكسوني، ناظراً في ثقب السرة إن كنت لففت فيها قضيبي، صارخاً أن يزول
ويمحي، يسقط كتلة جامدة، ضعيفة، وفجأة يصير معفراً، ثم لا يعود منه شيء،
كذا هي حياتي، من نعاس، من أسود فطري، لاشيء مني خارج العالم نفسه، لاشيء
لأجل السيد الراشد نفسه، العامل في خدمة السادة الماكرين، الغارقين في عطر
الممثلات، ولذلك أجريت فصلاً في حياتي، سآخذ منذ الآن أرميها شيئاً فشيئاً،
أسبح، أتزعنف، لا أتلقى بعد أمراً من أحد، سأصطنع لي حياة مستقلة في مكان
آخر بعيدا عن هنا وسط الملتمسين، لا حياة ناسك، أو حياة نبتة، أو حياة
إنسان، بل حياة لا تنطبق عليها صفة بعينها كما قبل أو أشبه، تماماً كمثل
شخص ليس له وجود، حيوان أعيد اكتشافه، تنعكس صورته على بركة بما يقع عليها
من أشعة الشمس بكل بساطة، فهو يرعى، ويتبرز، ويتبول كثيراً، حيوان قد أعيد
إلى جلده الذي استعاد شعره، انصرف، لست لست جديراً بأن تكون على شاكلتنا،
ليس في إفريقيا غير المتخلفين، والبدائيين، وقطط الضيون العظيمة، وأنهار
النيجر، والكتبان الرملية، والغرابات للعين ودعك الدماغ، وجلود ليس لأجلي
أنا منحسة، ومسوخ، وعواقب إشعاعية، وتجارب، بعوض الحمى الصفراء، وعيارات،
وأمراض البريبري، وترانزيستورات، وخنادق، ومفازات، ومتاحف متحف إفريقيا؟ ما
عدت أطيق حياتي الآن وكيف تسير، يحسن بي أن أرمي بها في صندوق للقمامة،
وبذا أفلحت في التخلص منها، رفضت كل عروض العمل المقترحة عليَّ، وبعت كل
أغراضي، إلا حقيبة من الفرو، وملاءة، وشرشفاً، وقميصين وحذاء، ورحلت عن
بيتي، كنت مسروراً أن تحررت نهائياً، قضيت الليلة فوق عشب بليل، أيقظني قرع
أجراس في الصباح، فسرت أتسكع في الأحياء الفقيرة من المدينة، قلبت في
فضلات كثيرة بحثاً عن كسرة خبز أو قناني فارغة لأبيعها فقد كنت لا أزال
بحاجة إلى نقود، سأستقل أول حافلة وجهتها الجنوب، وفي نهاية الأمر سرقت من
مدبرة حافظةَ نقودها، وبفضل ذلك أنا الآن في مأمن، لم أقتصر على الاستقرار
بين أهل القرية، بل مضيت عاقداً العزم حتى البراري، في بلد جدي وجد جدي،
وجده، توقفت هنالك لأتقرى المكان، لم يكذب جدي أن قال إنه قد سمع من يتكلم
في هذا المكان وأنه قد كان المنطلق لجنسنا، هناك وجدت عظام خراف وكلاب
قديمة، وبقايا أسوار تملؤها الصدوع، وقد اندفن في الرمل نصفها، فهذا يعني
أن حضارتنا قد بلغت ههنا الأوج، بقايا فراديس قديمة، وجذوع أشجار متفتتة،
ورغوة مصفرة على هيأة دوائر عند سافلة الأسوار، والجد ملتصق برجل.
24-08-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
(22) - بعت كل أغراضي إلا حقيبة من الفرو وملاءة وشرشفاً وقميصين وحذاء، ورحلت عن بيتي 2/2
إنه الله أم من يكون؟ نعم، إنه هو من يتكلم الآن، ومنذ أن شرع إلهه يتكلم
حتى تطلع خصلا شعر من بين الأعشاب الجافة في البراري، تدور فوق رؤوس لعب،
وسرعان ما صارت أجساداً مكتملة، من غير أذرع ولا سيقان، تشرع في النهيق،
الله الشهير، القطعاوة الكبير الخنثى، الجد قائلاً، اخرسوا إذن، سيقتصر على
سؤالكم، لكن الأجساد تزداد كبراً إلى أن تبلغ السحاب، وكان الله بالقرب
صغيراً جداً، كان الشعر يغطي السحب ببقع من دم، فلم أكن أتردد، لم أستطب
العيش ههنا فعدت إلى مدينتي في اليوم الموالي، لكنني صرت منذ ذلك الوقت لا
أثق في الناس، لقد أدخلوني المستشفى لأنني كنت خائر القوى، لكن يفترض في
الأناسي أن يهتموا بي فوق ما فعلوا، لقد فعلوا ذلك لأنني واحد منهم، فهم
يهتمون جيداً بالكلاب وبالقطط، عدا أنهم هم وحدهم المسئولون عن حالتي
الجديدة، فلقد أعادوني إلى الطبيعة التي لا يريدون، مع ذلك، أن يعترفوا
باعتبارها جوابهم المباشر، فألوك ماضيّ كيفما كان، وقد أتركه من غير
استئذان، لكني لا أفارقه قط لوقت طويل، عندما يتفق لي حلم، وبذلك أمكنني أن
أعيش في أماكن كثيرة في وقت واحد، وهذا ينسيني حياتي الكريهة المنفرة، وقد
يتفق لي أن أفترق عنهم لكنني لا ألبث أن أجدهم دائماً، فيكون مبتدؤ لقائنا
بسورات فرح، لكن سرعان ما تنقلب إلى فظاظة وضيق، لذلك أفضل رفقة جدي، وهل
هي ذي قصته، التي كتبها بنفسه، وهي باختصار تقدم ملخصاً لحياتي.
وثيقة
وصلنا
منذ الفجر. لا أعرف لماذا نحن هنا. لا يزال الفجر يغلف كل الأرجاء. لا
نتكلم. مركوزون على بعد أربعة أمتار من بعضنا البعض. لا أقدر أن أحصي
بعضنا. لسنا في الشارع. ثم إن من المستحيل عليَّ أن أحدد لنا مكاناً. لكن
يمكنني أن أزعم أنه ركن منعزل من القرية، لكن سيكون زعماً خاطئاً. الريح
ساكنة، وتمطر ضوءاً في بطء شديد. ويخيل إلينا أنه مترب. ومع ذلك فهو ينفذ
إليَّ. فلا أعرف أن أحرك لساني، ولا أتصور أن تكون هنالك كلمات ومشاعر
قادرة على أن تبعث فيها من حركة. غير عابئ بالضوء الذي يسقط خفياً لا يُرى.
وغير عابئ وكأني سعيد. آه، إنني أرى : لقد وصلت إلى هذا المكان من غير أن
أعرف لي وجهة. فكأن كياني كله قد دفعني إليه دفعاً. توقفت لدى مروري أمام
عمارة رمادية ضاربة إلى البياض. تكدست الأغراض. وقبالة باب العمارة توقفت
شاحنة سوداء. كانت مفتوحة المؤخرة. نظرت إليها. كلا، بل بصري، وثبته في
الفراغ. ثنيت يدي قليلاً ورفعتها إلى محجر عيني اليسرى، قبل أن أغمض عيني
الأخرى. ما عدت أستبين غير فراغ الأفق. لا يكلمني أحد. فأنا شجرة. حاضر،
ليس إلا. أدور حول نفسي. أرى العمارة. ورجالاً على قارعة الطريق. إنهم
يحملون لوحاً كبيراً بقعرين. لا أقول إنه نعش. وإلا لكذبت. إنهم يعملون
بحماس لوضع اللوح في مؤخر الشاحنة, تمنعهم امرأة أن يفعلوا. وجهها متورم.
إنها تبكي. فلا يهتمون. بل إنهم يضحكون. ضحكة مقتضبة. كعندما لا تكون بك
رغبة حقيقية في الضحك، لكنك تكون مجبراً على الضحك. وباختصار، إنها ضحكة
تفتح أشداقهم كسكين، قد قوض لبرهة ذلك الهدوء الذي كان يطبع سحناتهم. نسيت
أن أقول إن الرجال يتشحون سواداً. فأنا لا أحتاج إلى أن أحكي عما لا أعرف
إلا قليلاً! ما زلنا ههنا. لا أعرف الآخرين. ولا يعرفونني. أسمع أشبه بأزيز
في الهواء. لكن المؤكد أننا لا نستطيع تنفساً. وفي الهواء تعني من
حوالينا. في الأعلى، والأسفل، وفي كل الأرجاء. فلنتفكر! إنه سطحي، سطحي،
بشكل مريع.
26-08-2012
حتى تطلع خصلا شعر من بين الأعشاب الجافة في البراري، تدور فوق رؤوس لعب،
وسرعان ما صارت أجساداً مكتملة، من غير أذرع ولا سيقان، تشرع في النهيق،
الله الشهير، القطعاوة الكبير الخنثى، الجد قائلاً، اخرسوا إذن، سيقتصر على
سؤالكم، لكن الأجساد تزداد كبراً إلى أن تبلغ السحاب، وكان الله بالقرب
صغيراً جداً، كان الشعر يغطي السحب ببقع من دم، فلم أكن أتردد، لم أستطب
العيش ههنا فعدت إلى مدينتي في اليوم الموالي، لكنني صرت منذ ذلك الوقت لا
أثق في الناس، لقد أدخلوني المستشفى لأنني كنت خائر القوى، لكن يفترض في
الأناسي أن يهتموا بي فوق ما فعلوا، لقد فعلوا ذلك لأنني واحد منهم، فهم
يهتمون جيداً بالكلاب وبالقطط، عدا أنهم هم وحدهم المسئولون عن حالتي
الجديدة، فلقد أعادوني إلى الطبيعة التي لا يريدون، مع ذلك، أن يعترفوا
باعتبارها جوابهم المباشر، فألوك ماضيّ كيفما كان، وقد أتركه من غير
استئذان، لكني لا أفارقه قط لوقت طويل، عندما يتفق لي حلم، وبذلك أمكنني أن
أعيش في أماكن كثيرة في وقت واحد، وهذا ينسيني حياتي الكريهة المنفرة، وقد
يتفق لي أن أفترق عنهم لكنني لا ألبث أن أجدهم دائماً، فيكون مبتدؤ لقائنا
بسورات فرح، لكن سرعان ما تنقلب إلى فظاظة وضيق، لذلك أفضل رفقة جدي، وهل
هي ذي قصته، التي كتبها بنفسه، وهي باختصار تقدم ملخصاً لحياتي.
وثيقة
وصلنا
منذ الفجر. لا أعرف لماذا نحن هنا. لا يزال الفجر يغلف كل الأرجاء. لا
نتكلم. مركوزون على بعد أربعة أمتار من بعضنا البعض. لا أقدر أن أحصي
بعضنا. لسنا في الشارع. ثم إن من المستحيل عليَّ أن أحدد لنا مكاناً. لكن
يمكنني أن أزعم أنه ركن منعزل من القرية، لكن سيكون زعماً خاطئاً. الريح
ساكنة، وتمطر ضوءاً في بطء شديد. ويخيل إلينا أنه مترب. ومع ذلك فهو ينفذ
إليَّ. فلا أعرف أن أحرك لساني، ولا أتصور أن تكون هنالك كلمات ومشاعر
قادرة على أن تبعث فيها من حركة. غير عابئ بالضوء الذي يسقط خفياً لا يُرى.
وغير عابئ وكأني سعيد. آه، إنني أرى : لقد وصلت إلى هذا المكان من غير أن
أعرف لي وجهة. فكأن كياني كله قد دفعني إليه دفعاً. توقفت لدى مروري أمام
عمارة رمادية ضاربة إلى البياض. تكدست الأغراض. وقبالة باب العمارة توقفت
شاحنة سوداء. كانت مفتوحة المؤخرة. نظرت إليها. كلا، بل بصري، وثبته في
الفراغ. ثنيت يدي قليلاً ورفعتها إلى محجر عيني اليسرى، قبل أن أغمض عيني
الأخرى. ما عدت أستبين غير فراغ الأفق. لا يكلمني أحد. فأنا شجرة. حاضر،
ليس إلا. أدور حول نفسي. أرى العمارة. ورجالاً على قارعة الطريق. إنهم
يحملون لوحاً كبيراً بقعرين. لا أقول إنه نعش. وإلا لكذبت. إنهم يعملون
بحماس لوضع اللوح في مؤخر الشاحنة, تمنعهم امرأة أن يفعلوا. وجهها متورم.
إنها تبكي. فلا يهتمون. بل إنهم يضحكون. ضحكة مقتضبة. كعندما لا تكون بك
رغبة حقيقية في الضحك، لكنك تكون مجبراً على الضحك. وباختصار، إنها ضحكة
تفتح أشداقهم كسكين، قد قوض لبرهة ذلك الهدوء الذي كان يطبع سحناتهم. نسيت
أن أقول إن الرجال يتشحون سواداً. فأنا لا أحتاج إلى أن أحكي عما لا أعرف
إلا قليلاً! ما زلنا ههنا. لا أعرف الآخرين. ولا يعرفونني. أسمع أشبه بأزيز
في الهواء. لكن المؤكد أننا لا نستطيع تنفساً. وفي الهواء تعني من
حوالينا. في الأعلى، والأسفل، وفي كل الأرجاء. فلنتفكر! إنه سطحي، سطحي،
بشكل مريع.
26-08-2012
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
مواضيع مماثلة
» التخييـل في مواجهـة الفقــدان قراءة في رواية: 'حيوات متجاورة' لمحمد برادة: شرف الدين ماجدولين
» "شيخ الرماية" رواية محمد أنقار
» نصوص الشيخ بدر الدين محمد الغزي
» لماذا لا يؤثر الدين على سلوكنا؟/محمد الراجي
» تلفزيون الأطفال والولوج الى المعرفة . إعداد: محمد خير الدين
» "شيخ الرماية" رواية محمد أنقار
» نصوص الشيخ بدر الدين محمد الغزي
» لماذا لا يؤثر الدين على سلوكنا؟/محمد الراجي
» تلفزيون الأطفال والولوج الى المعرفة . إعداد: محمد خير الدين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى