كتمان الأسرار

من طرف iswal الجمعة 26 نوفمبر 2010 - 16:00

● قال صلى الله عليه وسلم: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود.
● من أفشى سره أفسد أمره، ومن كتم سره ملك أمره.
● أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره.
● قال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من كتم سره كان الخيار بيده.
● وقال: ما أفشيت سري إلى أحد قط فلمته، إذ كان صدري به أضيق.
● وقال علي رضي الله عنه: سرّك أسيرك فإذا تكلمت به صرت أسيره.
وقال الشاعر:
إذا المرء أفشى سره بلسانه
ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يستودع السر أضيق
●إذا رأى الشخص في نومه رؤيا حسنة فليستبشر بها، وليذكرها لمن أحب منإخوانه، أما إذا رأى رؤيا سيئة يكرهها فليتفل عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذبالله من شرها، ولا يذكرها لأحد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرههفلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوذ بالله من شرها فإنها لنتضره إن شاء الله. متفق عليه.
* وما يحدث في البيوت إنما هو أسرار يجبعلى الإنسان أن يكتمها ولا يفشيها للآخرين، وعليه أن يلتزم بالكتمان فيعلاقته مع زوجته، فلا يفشي ما يحدث بينهما، لأنه أمانة. قال صلى الله عليهوسلم: إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي الى المرأةوتفضي إليه ثم ينشر سرها. رواه مسلم.

من طرف iswal الجمعة 26 نوفمبر 2010 - 16:02

يروى أن رجلا تكلم عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فأكثر، فقال له: كم دونلسانك من حجاب؟ قال: شفتاي وأسناني، قال: أفما كان لك ما يرد كلامك!.وتعاليم الإسلام تشدد على أن ينصرف الإنسان إلى ما يعود عليه بالنفعوالفائدة، وأن يكون اهتمامه بإصلاح نفسه وتزكيتها، أكثر من اهتمامه بمافعل الناس وبما صنعوا! والأحاديث الشريفة دعت إلى أن يحفظ المرء لسانه منالعثرات ويصون كلامه من الزلات، وألا ينشغل بما لا يعنيه، يقول صلى اللهعليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، وسكوت الإنسان عما لايعنيه، وعدم اقتحامه أمورا لا تخصه، ليس بالأمر السهل على النفس، يقول أحدالصالحين: «أمرٌ أنا في طلبه منذ عشرين سنة، لم أقدر عليه، ولست بتاركطلبه، قالوا: وما هو؟ قال: السكوت عما لا يعنيني». وإذا ترك الإنسان ما لايعنيه، وأقبل على شأنه وخاصة نفسه، صفا ذهنه، واستنار فكره، واضاء قلبه،وأعطاه الله الحكمة.
ويترتب على ترك ما لا يعني حكم عظيمة وفوائدجليلة، ذلك أن الاشتغال فيما لا يعني يفضي غالبا إلى الوقوع فيما حرم اللهمن انتهاك الحرمات وسوء الظن وغير ذلك. ويؤدي إلى وقوع العداوة والبغضاءبين المسلمين. ومن الأمور التي لا تعني ويكره للمرء التدخل فيها، السؤالعن أحوال الناس وأمورهم الخاصة من غير سبب يقتضي ذلك أو داع يسوغه، وتتبععورات الناس والتفتيش عنها والتشهير بذكرها. والحديث الشريف يوجه كذلكللاشتغال بما ينفع، كما جاء في الحديث الآخر: احرص على ما ينفعك. وذلكباغتنام الأوقات بالخيرات، فإن الدنيا مزرعة للآخرة.
اغتنم ركعتين في ظلمة الليــــل
إذا كنت فارغا مستريحا
وإذا ما هممت بالخوض في الباطل
فاجعل مكانه تسبيحا
وجاءفي الأثر: يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذل أو الجذع في عيننفسه! ويرى أنه قيل للقمان: ما بلغ بك ما نرى؟ أي من علو المكانة والفضل.فقال: صدق الحديث وأداء الامانة وترك ما لا يعنيني.
والنفس إن لمتشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، فمن اشتغل بالناس نسي امر نفسه، وأوشكاشتغاله بالناس أن يوقعه في أعراضهم بالقيل والقال، كما أن انشغال المرءبنفسه وبما يعنيه فيه حفظ للوقت، ومسارعة في الخير.
وقد وصف اللهالمؤمنين بقوله: «والذين هم عن اللغو معرضون» فمن صان لسانه عن فضولالقول، سلم من انزلاقه فيما لا يحبه الله ويرضاه، وحمى منطقة من الغيبةوالنميمة، ولذلك حث الاسلام في مواطن كثيرة على لزوم الصمت الا بما فيهذكر الله تعالى، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال تعالى «لا خير فيكثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس». وان ممايعين على ترك المرء ما لا يعنيه، تذكر ان الواجبات اكثر من الاوقات وانالعمر قصير كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعمار امتي مابين الستين الى السبعين، واقلهم من يجوز ذلك». فمثل هذا العمر الذي لايكاد يتسع لما يلزم ويجب، أفيتسع للفضول وما لا يعني؟! والمرء مسؤول عنعمره، وما يلفظ الانسان من قول الا وهو مسطر في صحائفه مجزي به، ليعلم انللكلمة مسؤولية وتبعة.
وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلمالمسلمون من لسانه ويده». وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسولالله ما النجاة؟ قال: «امسك عليك لسانك». وقال صلى الله عليه وسلم: «منقال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال». وقال:وان امرءا عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء فيه»، يقول ابن مسعود رضيالله عنه: والذي لا اله غيره، ما على ظهر الارض شيء احوج الى طول سجن منلسان! وقال رجل لبعض الحكماء يا قبيح الوجه، فقال ما كان خلق وجهي اليفأحسنه!
رأى أبو الدرداء رضي الله عنه امرأة سليطة اللسان فقال: لو كانت هذه خرساء كان خيرا لها!
وكمهو قبيح ان ينسى الانسان عيوب نفسه، وينظر في عيوب اخوانه بمنظار مكبر ولوأننا اشتغلنا بعيوبنا لأشغلتنا عن عيوب الناس. ومن تتبع عورات الناس تتبعالله عورته، فالجزاء من جنس العمل. وفي الحديث: «لا تظهر الشماتة لأخيكفيعافيه الله ويبتليك».
يروى عن الشافعي رحمه الله انه قال:
اذا شئت ان تحيا سليما من الاذى
ودينك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايبا
فصنها وقل: يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وفارق ولكن بالتي هي أحسن

وفي الحديث: «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس».
قال احدهم: مال عيوبي لا أراها، وعيوب غيري اركض وراها! وقديما قالوا: من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه!

كتمان الأسرار

كتمان الأسرار

طوبى لمن اشتغل بعيوب نفسه كتمان الأسرار