نحو منهجية عملية في حفظ القرآن .. للشيخ محمد حسين يعقوب
صفحة 1 من اصل 1
نحو منهجية عملية في حفظ القرآن .. للشيخ محمد حسين يعقوب
نحو منهجية عملية
في حفظ القرآن الكريم
[size=25]انتشرت الصحوة الإسلامية المباركة في عصرنا، وأصبحت نتائجها ظاهرة لكل أحد، ولعل من بعض ثمارها المباركة عودة كثير من شباب الأمة إلى القرآن الكريم قراءة وحفظاً، ونظراً لسلوك كثير من أولئك مسلكاً غير مـنهجي أثناء مرحلة الحفظ، مما يؤدي إلى سوء الحفظ سواء أكان ذلك من حيث النطق أو الاستـيـعاب لكامل ما يحفظ، أو استقرار الحفظ وثباته في الذهن، بالإضافة إلى عدم مواصلة الكثـيـر منهم للحفظ والتوقف بعد ابتداء المشوار، أو حتى عدم الابتداء من الأصل مع وجود رغبة صادقة، وحرص أكيد للتشرف بحفظ القرآن الكريم.
ولقد بادرت في كتابة هذه السطور علـهـــا أن تفـيــــد الراغبين في حفظ كتاب الله الكريم، وقد حاولت الاستفادة من أصحاب الخبرة في هذا المجـــال رجاء أن يكون الطرح أكثر فائدة وواقعية، وقد قمت بتقسيم الموضوع إلى ثلاثة أقسام كالتالي:
أولاً: ما ينبغي فعله لمن أراد حفظ القرآن الكريم قبل أن يحفظ.
ثانياً: خطوات عملية مقترحة لحفظ القرآن الكريم.
ثالثاً: ما يفعله الحافظ بعد أن يحفظ.
وإليك قارئي الكريم التفصيل والبيان:
أولا: ما ينبغي فعله لمن أراد حفظ القرآن الكريم قبل أن يحفظ:
1- الإخلاص لله تعالى:
لا يخفى أن الإخلاص وإرادة وجه الله تعالى شرط لصحة العمل وقـبـولــــه إن كان عبادياً محضاً كالصلاة والصيام والطواف..الخ، كما أنه شرط للثواب ونيل الأجر في الأمور المباحة كالأكل والشرب وحسن المعاشرة للناس... الخ. وبما أن قراءة القرآن الكريم وحـفـظـه مـــن الأمور العبادية المحضة، فإنها لا تقبل عند الله تعالى إلا بالإخلاص، وهي داخلة في مـثـل قـوله تعالى {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}، وقـولـــه تعالى في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه».
2- استشعار عظمة القرآن الكريم ومعرفة منزلته:
ومن الأمور التي تحقق ذلك:
* تذكر أن القرآن الكريم كلام الله تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} وعظمته مأخوذة من عظمة الله، ولا أعظم من الله، وبالتالي فلا أعظم ولا أقدس من كلامه سبحانه.
* إدراك الأمر الذى نزل من أجله القرآن الكريم، وهو هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور: {ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}،{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.
* من عظمة القرآن الكريم عظمة الشهر الذي أنزل فيه وهو (شهر رمضان)؛ فهو أفضل الشهور، وعظمة الليلة التي أنزل فيها وهي (ليلة القدر)؛ فهي خير الليالي، وعظمة الرسول الذي أنزل عـلـيــه القرآن الكريم؛ فهو إمام الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم ولا فخر، وعظمة معلمه ومتعلمه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان أفضليتهما: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه», وفي رواية «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه».
* وصف الله تعالى لـــه بالعظمة في مثل قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالْقُرْآنَ العَظِيمَ}، ويكفي هذا في بيان مقدار عظمته وجلاله.
3- إدراك فضل أهل القرآن الكريم وعظم ثوابهم:
وقد جاء بيان ذلك في كثير من النصوص ومنها:
* ما رواه عمر رضي الله عـنـــه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين».
* ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله بـــه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها؛ لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».
* عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: «أيكم يحــب أن يـغــــدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم , فقلنا: يا رسول الله، نحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلِّم أو يقــرأ آيـتـيـن من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل».
* عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه».
* عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها».
* عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله».
* عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران».
* عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريــح لــهـــا، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر».
[/size]في حفظ القرآن الكريم
[size=25]انتشرت الصحوة الإسلامية المباركة في عصرنا، وأصبحت نتائجها ظاهرة لكل أحد، ولعل من بعض ثمارها المباركة عودة كثير من شباب الأمة إلى القرآن الكريم قراءة وحفظاً، ونظراً لسلوك كثير من أولئك مسلكاً غير مـنهجي أثناء مرحلة الحفظ، مما يؤدي إلى سوء الحفظ سواء أكان ذلك من حيث النطق أو الاستـيـعاب لكامل ما يحفظ، أو استقرار الحفظ وثباته في الذهن، بالإضافة إلى عدم مواصلة الكثـيـر منهم للحفظ والتوقف بعد ابتداء المشوار، أو حتى عدم الابتداء من الأصل مع وجود رغبة صادقة، وحرص أكيد للتشرف بحفظ القرآن الكريم.
ولقد بادرت في كتابة هذه السطور علـهـــا أن تفـيــــد الراغبين في حفظ كتاب الله الكريم، وقد حاولت الاستفادة من أصحاب الخبرة في هذا المجـــال رجاء أن يكون الطرح أكثر فائدة وواقعية، وقد قمت بتقسيم الموضوع إلى ثلاثة أقسام كالتالي:
أولاً: ما ينبغي فعله لمن أراد حفظ القرآن الكريم قبل أن يحفظ.
ثانياً: خطوات عملية مقترحة لحفظ القرآن الكريم.
ثالثاً: ما يفعله الحافظ بعد أن يحفظ.
وإليك قارئي الكريم التفصيل والبيان:
أولا: ما ينبغي فعله لمن أراد حفظ القرآن الكريم قبل أن يحفظ:
1- الإخلاص لله تعالى:
لا يخفى أن الإخلاص وإرادة وجه الله تعالى شرط لصحة العمل وقـبـولــــه إن كان عبادياً محضاً كالصلاة والصيام والطواف..الخ، كما أنه شرط للثواب ونيل الأجر في الأمور المباحة كالأكل والشرب وحسن المعاشرة للناس... الخ. وبما أن قراءة القرآن الكريم وحـفـظـه مـــن الأمور العبادية المحضة، فإنها لا تقبل عند الله تعالى إلا بالإخلاص، وهي داخلة في مـثـل قـوله تعالى {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}، وقـولـــه تعالى في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه».
2- استشعار عظمة القرآن الكريم ومعرفة منزلته:
ومن الأمور التي تحقق ذلك:
* تذكر أن القرآن الكريم كلام الله تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} وعظمته مأخوذة من عظمة الله، ولا أعظم من الله، وبالتالي فلا أعظم ولا أقدس من كلامه سبحانه.
* إدراك الأمر الذى نزل من أجله القرآن الكريم، وهو هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور: {ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}،{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.
* من عظمة القرآن الكريم عظمة الشهر الذي أنزل فيه وهو (شهر رمضان)؛ فهو أفضل الشهور، وعظمة الليلة التي أنزل فيها وهي (ليلة القدر)؛ فهي خير الليالي، وعظمة الرسول الذي أنزل عـلـيــه القرآن الكريم؛ فهو إمام الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم ولا فخر، وعظمة معلمه ومتعلمه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان أفضليتهما: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه», وفي رواية «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه».
* وصف الله تعالى لـــه بالعظمة في مثل قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالْقُرْآنَ العَظِيمَ}، ويكفي هذا في بيان مقدار عظمته وجلاله.
3- إدراك فضل أهل القرآن الكريم وعظم ثوابهم:
وقد جاء بيان ذلك في كثير من النصوص ومنها:
* ما رواه عمر رضي الله عـنـــه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين».
* ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله بـــه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها؛ لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».
* عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: «أيكم يحــب أن يـغــــدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم , فقلنا: يا رسول الله، نحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلِّم أو يقــرأ آيـتـيـن من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل».
* عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه».
* عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها».
* عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله».
* عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران».
* عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريــح لــهـــا، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر».
elbouari_tetouan- عدد الرسائل : 673
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
مواضيع مماثلة
» فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب
» قصة الشاب المغربي الذي أصبح ملياردير للشيخ محمد حسان
» الأسباب الشرعية وأثرها في الفقه الإسلامي للشيخ العلامة محمد التاويل رحمه الله
» محمود درويش شاعر فلسطين والإنسانية:محمد حسين فضل الله الحياة - 07/11/08
» هل في القرآن الكريم كلمات غير عربية؟/د.محمد وهدان
» قصة الشاب المغربي الذي أصبح ملياردير للشيخ محمد حسان
» الأسباب الشرعية وأثرها في الفقه الإسلامي للشيخ العلامة محمد التاويل رحمه الله
» محمود درويش شاعر فلسطين والإنسانية:محمد حسين فضل الله الحياة - 07/11/08
» هل في القرآن الكريم كلمات غير عربية؟/د.محمد وهدان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى