نساء وقعن في حب الطغاة
صفحة 1 من اصل 1
نساء وقعن في حب الطغاة
هتلر وموسوليني
صحيح أن شخصية هتلر غنية عن التعريف، إلا أن الكثيرين يجهلون مسار هذا
الرجل غريب الأطوار، الذي أدهشت صلابته وقسوته الكثيرين. لم يكن أحد
ليتوقع أن يصل أدولف هتلر
إلى ما وصل إليه أبدا، حيث إنه نشأ في أسرة فقيرة في النمسا وكان والده
موظفا صغيرا في الجمارك. كان أدولف هتلر طفلا مستواه الدراسي عادي أو أقل،
بينما كان ذكاؤه حادا وكان مهووسا بالفنون الجميلة، لاعتقاده أنه رسام
ممتاز. أما والده فكان رأيه مخالفا تماما: كان يود أن يصير موظفا حكوميا،
إلا أن إصرار أدولف جعله يتقدم إلى كلية الفنون الجميلة، التي رفضته من
أول اختبار، ثم عاد ليجري الاختبار مرة أخرى، إلا انه رُفض من جديد، لذلك
طلب من إدارة الكلية أن توضح له السبب، فردت عليه الكلية بأنه لا يمكن
قبوله، لأن رسومه تافهة جدا ولأنه يميل أكثر إلى الرسم الهندسي، لذلك بدأ
أدولف في التفكير في الهندسة، إلا أن نقطه كانت ضعيفة، فلم يستطع أن يلتحق
بها وحدث في ذلك الوقت أن توفي والده عام 1904، لذلك قرر أن يسافر إلى
فيينا، العاصمة، ليعمل هناك. لم تكن لديه وظيفة تشغله، لذلك عمل على رسم
لوحات فيها بيوت، لكي يبيعها ويعيش منها. وأثناء تواجده في فيينا، توفيت
والدته عام 1907. وعندما اختلط في ذلك الوقت مع مجتمع فيينا، الذي كان فيه
يهود كثيرون وكان يكرههم كرها شديدا، لكثرة تواجدهم هناك، لذلك ظهرت لديه
فكره معاداة السامية، وهنا بدأ يتجه إلى السفر من النمسا إلى ألمانيا،
خاصة أن النمسا تطبق التجنيد الإجباري، على عكس ألمانيا. كما أن ألمانيا
ليس فيها تعدد قوميات، كما هو الأمر في النمسا، حيث كانت تعرف بدولة
النمسا والمجر، لذلك انتقل إلى مدينة ميونيخ في ألمانيا.
عاش هتلر طفولة مضطربة، حيث كان أبوه عنيفاً في معاملته له ولأمه، حتى إن
هتلر نفسَه صرّح بأنه في صباه كان يتعرض عادةً للضرب من قِبَل أبيه.
وبعدها بسنوات، تحدث هتلر إلى مدير أعماله قائلاً: «عقدت -حينئذ- العزم
على ألا أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط. وبعد ذلك بأيام،
سنحت لي الفرصة كي أضع إرادتي موضع الاختبار. أما والدتي، فقد وقفت في رعب
تحتمي وراء الباب. أما أنا، فأخذت أحصي، في صمت، عدد الضربات التي كانت
تنهال على مؤخرتي»...
رسائل حب إلى الديكتاتور هتلر
من الصعب تخيل هتلر كشخص محبوب لدى النساء، ومع ذلك فأدولف هتلر تلقى
رسائل أكثر بكثير من مجموعة «البيتلز» وميك جاغر... ففي سنة 1933، وصل عدد
الرسائل التي تلقاها من المعجبات 3000 رسالة، وفي نهاية العام، وصل العدد
إلى ما مجموعه 5000. وفي سنة 1934، تعدى عدد الرسائل الغرامية 12000
و10000 رسالة في نهاية 1941. كانت هذه الرسائل تخزّن في الأرشيف وكانت
هناك تعليمات صارمة موجهة للمسؤولين عن البريد بألا تتم الإجابة عن أي
رسالة من رسائل المعجبات، إلا في حالة ما إذا أعلنت إحداهن نيتها في
القدوم إلى برلين لمقابلة الزعيم هتلر لتقبيله.. ففي هذه الحالة، يكونون
مضطرين للإجابة. وقد حدث أن توصلوا بمثل هذه الرسالة من إحدى المعجبات وما
كان إلا أن أجابوا «سيدي، سيدتي، أشعركم أنني تسلمت رسالتكم الموجهة
للزعيم وأود أن أعلمكم أن زعيمنا، تماشيا مع مبادئه، لا يتورط في مثل هذه
العلاقات الحميمية. تقبلوا سلامي، ألبر بورمان». وقد كانت هذه الرسائل،
على عكس ما يمكن أن يعتقده الجميع، تزعج الزعيم هتلر، رغم كونها تعبر عن
رأي العامة فيه. ومع ذلك، كان أدولف يطّلع على هذه الرسائل وكان يستعين
بألبير بورمان، الذي كان يُلخّص له ذلك الكم الهائل من الرسائل، لكي لا
يضيع في قراءتها الوقتَ والجهد...
قصيدة شعرية إلى هتلر
في سنة 1933، تلقى هتلر قصيدة شعرية من معجبة كانت تود تخليد أسطورة هتلر من خلال قصيدتها، التي كانت تود نشرها في الصحف:
«كلنا نهتف باسم الزعيم هتلر
مصدر سلامنا وسلمنا
آه يا زعيم! آه يا منقذنا
تتحمل المتاعب والعتاب وتعمل جاهدا لتسيير أمور العباد
فليعش أدولف هتلر
بطل محبوب ومشهور وطاعتك واجبنا
فلنحمد الله جميعا ونهز أكفنا إلى السماء صارخين:
«يعيش هتلر، يعيش»...
ويبدو أن هذه القصيدة لم ترق للزعيم، إذ جاءها الجواب سريعا ومفاجئا:
«عزيرتي السيدة كلوز، يشكرك الزعيم على هذه القصيدة، لكنْ، للأسف، لا
يمكننا أن نعطيك الضوء الأخضر لنشرها، لأن مبادئ زعيمنا لا تقبل أي مدح
لشخصه».
هدايا للزعيم
في فصل الشتاء الموالي، قامت السيدة فون هايدن بإرسال وعاء كبير من العسل
مع بعض التوصيات، لكي يحافظ هتلر على صحته، مُرفقة هديتها هذه برسالة
تقول: «أيها الزعيم، لقد فرحت كثيرا عندما علمت بتوصلكم بهديتي... وأود أن
أرسل إليكم المزيد، من حين إلى آخر، لكي أساهم في الحفاظ على صحتكم
وسلامتكم التي تخدم هذه البلاد. مع أجمل المتمنيات».
كما أن العديد من المعجبات كن يأسفن لرؤية هتلر منشغلا بالعمل السياسي،
فهن كنّ يرين فيه الأبَ الصالح كذلك، وكان من أطرف الرسائل التي تلقاها
رسالة وصلته في الـ23 من أبريل سنة 1935 من فريدل س. وتقول: «عزيزي أدولف
هتلر! امرأة من ولاية سكسونيا تود أن تنجب منكم طفلا. هذه رغبة جامحة أحس
بها تجاهك، ففكرة ألا تكونوا أبا تفقدني السيطرة على نفسي. هذا، إذن، كل
ما كنت أريد أن أخبركم به في هذه الرسالة. أعرف أن الاستجابة للرسائل هي
مسألة وقت فقط. يمكننا أن نقرأها ونضعها جانبا، ويمكننا، أحيانا أخرى، أن
نقرأها ويبقى صداها في أنفسنا، وأحايين كثيرة، يمكن أن نقرأها ونستجيب
لها. إن رغباتي تسكنها العديد من المخاوف. فأنا أخشى ألا تصلكم رسالتي.
وبهذا لن تنجبوا يوما طفلا وسوف تحسون، يوما بعد يوم، بأنكم تقدمتم في
السن وقد فات الأوان على ذلك، إلا أنني أصر على ضرورة إنجاب طفل منكم،
فهذه أكبر متمنياتي»...
هوس النساء
في سنة 1938، كتبت ثلاث نساء من «براندنبورغ»، جنوب برلين، وهن مارتنا
إيمس وآنا لوبيان وإليزابيث باسلور، رسالة جماعية إلى الزعيم هتلر،
يُعبّرن فيها عن حبهن له، لمجرد أنهن لمحنه في أحد القطارات:
«سيدي الزعيم! شاءت الصدف أن نلمحكم يوم الاستفتاء في «براندبورغ» في
قاطرة على الساعة الواحدة وعشرين دقيقة. كنا نشك، في بادئ الأمر، في أن
تكونوا أنتم، أيها الزعيم، لكننا تأكدنا من أنكم كنتم على متن ذلك القطار!
نحن حقا محظوظات وسعيدات، لأننا رأيناكم، ولو من بعيد، ولأنكم لوحتم لنا
بيدكم. نحن نشكركم، من أعماق قلوبنا ونود لو تُشرّفنا بتوقيع لكل واحدة
منا لكي نحتفظ به كذكرى غالية على قلوبنا. شكرا لزعيمنا!»...
عاشقة من مصر
كانت الرسائل الغرامية تنهال على أدولف ومن جميع أنحاء العالم. وقد
بلغت أوجها في متم سنة 1930. رسالة من الإسكندرية، مصر 21 نونبر 1938:
«سيدي الزعيم،
لا أعرف من أين أبدأ رسالتي هذه، كثيرة هي السنوات التي مضت، والتي كنت
أحس فيها بحزن شديد وفراغ وبحث عن المجهول... لكن كل هذا انتهى الآن، فقد
فهمت، أخيرا، أنكم تجسدون، سيدي، كل ما كنت أبحث عنه طيلة هذه السنوات.
أعرف جيدا أنكم تتمتعون بشخصية قوية وعظيمة وأنني امرأة عادية لا تمثل
بالنسبة إليكم أي شيء، فهي تعيش في بلاد بعيدة حتما لن تخرج منها يوما،
إلا أنني مصرة على التعبير على مكنوناتي ومصرة على أن تقرؤوا كلماتي هذه.
إنها لسعادة كبرى حين نكتشف، أخيرا، سبب وجودنا في هذه الحياة، حين نقع في
حب شخص مثل شخصكم. في بعض الأحيان، أحس برغبة جمة في الموت إلى جانب
صورتكم، لكي تكون آخر شيء يلمحه بصري. كلماتي هذه لا أكتبها إلى ذاك
الزعيم العظيم الذي يهابه الجميع، كلماتي هذه أكتبها، بكل بساطة، إلى ذاك
الرجل الذي أحبه من كل قلبي، فأنا مستعدة لكي أضحي بكل حياتي من أجل اتباع
خطاكم... إلسا هاغين، تحت أمركم مدى الحياة»...
عقود زواج هتلر
لم تكتف معجبات هذا الدكتاتور بإرسال كلمات الحب والهيام هذه، بل كانت
العديد منهن يرسلن إليه عقودا للزواج، تحمل إمضاءهن، وكن ينتظرن، بفارغ
الصبر، أن ترجع إليهن هذه العقود وعليها إمضاء الزعيم... ومن النساء من لا
يتنازلن أبدا عما يعتقدنه ملكا لهن، فداغمار داسيل لم تتلق يوما أي جواب
على رسائلها، ومع ذلك، استمرت في إرسالها إلى هتلر إلى أن تعدى عددها 250
صفحة في المجموع... وكانت أول رسالة بعثت بها داسيل في مناسبة الاحتفال
بالعيد العشرين للحزب النازي، آنذاك، في 1940 وتواصلت الرسائل إلى حدود
1941، وكانت في أول رسالة على النحو التالي:
«سيدي الزعيم، اليوم، أود أن أعبر لكم عن ولائي وحبي وإخلاصي لكم، فأفكاري
ومشاعري كلها ملك سيادتكم. أنتم، يا حبيبي، ويا أعظم شخص في هذا الكون،
أيها الساهر على أمننا وسلامنا والمطبق للمشيئة السماوية على وجه الأرض.
أعبر لكم عن تقديري، يا أعظم رئيس عرفته البشرية، أعبر لكم عن حبي الخالص
واللا منتهي وعن حب كافة الشعب... يا أيها الزعيم، إن روحي تشعر بالراحة
والطمأنينة والفرح لوجودكم!»...
أديل ر.
مودين يوم 6 يوليوز 1929:
«سيدي،إنني أحس بحرج شديد ويداي ترتعشان، وأنا أكتب هذه الرسالة. ولكنْ،
إيمانا مني بكلماتكم، التحلي بالشجاعة والمضي قدما. وها أنا اليوم، تحليت
بالشجاعة، آملة أن تصلكم رسالتي هذه وتقرؤوا فحواها. وأنا أكتب أتخيلكم
وأنتم تقرؤون هذه السطور، ومجرد تخيل ذلك، يشعرني بسعادة هائلة... أتمنى
أن يأتي يوم تمنحونني فيه 10 دقائق من وقتكم، لكي أكلمكم شخصيا. تأكدوا
أنني سأكون أسعد امرأة على وجه الأرض وسأكون شاكرة لكم لو تخبرونني قبلها
بأيام، لكي أجهز نفسي للسفر. سأنتظر إجابتكم بفارغ الصبر، وفيتكم الدائمة».
موسولوني.. دون جوان الإيطاليات
على عكس أدولف هتلر، كان موسوليني يستجيب لبعض رغبات معجباته في فترة حكمه
كرئيس الدولة الإيطالية وكرئيس لوزرائها، وفي بعض المراحل، كوزير للخارجية
والداخلية. هذا الديكتاتور من مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية وزعمائها.
سمي «الدوتشي» (بالإيطالية: إل ضوچي) أي القائد. انخرط في حزب العمال
الوطني ولكنه غادره، بسبب معارضة الحزب دخولَ إيطاليا الحرب. عمل موسوليني
في تحرير صحيفة «إفانتي» (إلى الامام) ومن ثم أسس ما يعرف بـ«وحدات
الكفاح»، التي أصبحت نواة حزبه الفاشي، الذي وصل به إلى الحكم، بعد
المسيرة التي خاضها من ميلانو في الشمال حتى روما في الوسط. دخل الحرب
العالمية الثانية مع دول المحور، أُعدِم مع أعوانه الـ17 في ميدان «دونجو»
في ميلانو على يد الشعب الإيطالي، عام 1945. وكهتلر تماما، كانت لدى
موسولوني معجبات كثيرات، إذ كان عدد الرسائل الغرامية التي يتلقاها في
الشهر الواحد يتعدى 600000 رسالة، كانت تُخزَّن في الأرشيف. كان موسولوني
محط إعجاب نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، إذ كانت بعض الرسائل التي
تصله مكتوبة على ورق ثمين وبشكل يوحي بمركز صاحبتها، وكان البعض الآخر
مكتوبا في ورق شبه ممزق ورديء، ومع ذلك، فمشاعر الكونتيسات والفلاحات كانت
متشابهة. ولم يكن موسوليني يقبل انتقادا لسياسته أو تصرفاته إلا من قبل
معجباته، ويبقى السؤال هو ماذا كان سيحصل لهؤلاء المنتقدات لو كانوا
رجالا! وبدون شك، كان موسوليني يرحب بأي شيء مصدره النساء، سواء كان حبا
أو إعجابا أو انتقادا أو حتى حقدا !...
فيروڤييري فالكونارا
9 غشت 1942
«سيدي موسوليني، أنا جد حزينة ولم أجد أحدا سواكم لكي أستنجد به، لأنني
أعتبركم كملاكي الحارس. لقد حرمتني عائلتي من آلة الخياطة التي كنت أعتمد
عليها لكي أكسب رزقي. ولكي أكسب قوتي، كان علي أن أعمل في شركة للزبدة،
لكنني كنت أبكي كلما ذهبت إلى العمل هناك، فأنا لا أزاول المهنة التي أحب،
والتي لطالما حلمت بمزاولتها !... أنا فتاة من عامة الشعب، وأنتم في خدمة
الشعب، أنتم تحبوننا كثيرا. ربما كان طلبي كبيرا، لكن احتياجي الكبير لكم
هو الذي دفعني إلى اللجوء إليكم. سأكون جد سعيدة لو قدمتم لي آلة للخياطة.
تقبلوا فائق احترامي وإخلاصي».
مايكلا س.
14 دجنبر 1925
«عزيزي موسوليني لقد رأيتكم البارحة عندما زرتم مدينتنا العتيقة، تبادلنا
النظرات، وقد عبرت لكم عن احترامي وإخلاصي وعشقي... أنا امرأة ينبض قلبها
حبا ولست كأولئك النساء اللواتي استقبلنك البارحة معرضات حياتكم للخطر،
فلم يتوانين عن كسر زجاج سيارتكم لكي يلمسنكم! كم هن غبيات! قبل أن تزوروا
مدينتنا، كنت أتعس امرأة على وجه الأرض، فأنا امرأة متزوجة برجل بارد، فهو
بمثابة حبل ملتفّ على عنقي ويخنقني شيئا فشيئا، كنت أخشى من ألا أصادف
الحب يوما ! واليوم، أنا على اقتناع تام بحبي لكم.. وقد علمت، مما تكتبه
الجرائد، أنكم تتفادون الوقوع في الحب ،أنتم تُضحّون بحياتكم في سبيل
إيطاليا! لا تأكلون ولا تشربون ولا تنامون، في سبيل راحتنا ! والحقيقة،
أنني منذ أن رأيتكم صرتُ لا أنام ولا آكل ولا أشرب. ركضت البارحة كثيرا،
لكي لا تغيبوا عن ناظريّ، فقد أحسست في نظرتكم بحرارة أبهجتْ قلبي ! إن
هذه الوردة تنتظر من يقطفها، فلا تتركوها تذبل، فإذا اقتربتم منها
ستكتشفون بستانا مليئا بالعاطفة والإخلاص والحب».
سيفرينا ر.
13 يناير 1940
«عزيزي موسوليني، بصفتي شابة فاشية، أود لو أحصل على جواب منكم، خصوصا في
الأيام القادمة. ربما كان ما أطلبه مبالَغا فيه، إلا أنني أتمنى أن يكون
ردكم إيجابيا. أنا أبلغ 20 عاما وسأتزوج في فبراير القادم. كنت أود القدوم
إلى روما لكي أقابلكم قبل هذا، إلا أنني لم أتمكن من ذلك، ومع هذا فأنا ما
زلت أرغب في أن أتلقى منكم كلمة تمنحني الشجاعة والعزم، للمضي قدما في
حياة لائقة بامرأة فاشية مثلي... فلتلبوا رغبة فتاة في مقام ابنتكم تقطن
في مكان بعيد ولا تستطيع الوصول إليكم وترسلوا إلي رسالة، ولو حتى من سطر
واحد».
ما السر في هذا الحب؟
كيف يمكن، يا ترى، أن نفسر هذا الرصيد الغني من المعجبات الذي تمتع به كل
من هتلر وموسولوني؟ فحتى ألمانيا التي تعرف بكبار المحللين النفسيين
والفلاسفة لن تستطيع تفسير ارتباط وحب النساء لهذا الدكتاتور أو ذاك . ولا
ننسى أن هؤلاء النساء معظمهن نساء أوربيات مثقفات ومستقلات، وبدون شك، فقد
نجح هؤلاء الدكتاتوريون في سلب قلوب وعقول النساء، بفضل خطابهم الصارم
واللبِق في نفس الوقت.
وبفضل عنايتهم بشكلهم الخارجي، فقد كان من المستحيل أن يظهر هتلر أو
موسوليني للملأ بمظهر غير لائق، لأن هذا يعتبر تقليلا من ذكاء هؤلاء
النساء اللواتي سينبهرن فقط بتسريحة هتلر أو موسوليني، ولأن هذين الأخيرين
فهما سريعا، في خضمّ بحثهما عن السلطة، أنه من الضروري كسب ود وحب النساء
أولا، ولكنْ دون الارتباط بهن بشكل وثيق. وللحصول على السلطة، سيعتمد كل
من هتلر وموسوليني على النساء، فالحب العابر والمغامرات العاطفية، سواء مع
البورجوازيات أو مع النساء البسيطات، كانت كلها تجارب عابرة في حياة
الطغاة. تارة يعنفونهن وتارة يحتقرونهن، لكنهم سرعان ما يلجؤون إليهن.
ناديا، كلارا، ماجدة، هيلينا والقائمة طويلة... كلهن نساء عايشن الطغاة
حتى آخر لحظة في حياتهن، فيهن الزوجات والعشيقات والرفيقات.. امتلكن سلطة
فعلية على هؤلاء الطغاة، لكنْ في الخفاء. هؤلاء الطغاة قاسون وعنيفون
واستبداديون ومخادعون، ومع ذلك، تعشقهن النساء حتى النخاع، فالطرفان معا
في حاجة إلى بعضهما البعض...
إرسيليس.
روما 29 يوليوز 1923
«سيدي موسوليني، اليوم هو عيد ميلادكم، عندما كان أبي على قيد الحياة، كنت
أكتب له دائما رسالة في عيد ميلاده وكنت أخبئها له في مكان ما، لتكون
مفاجأة له. واليوم، لا وجود لا لوالدي ولا لوالدتي، وجدتي تقول لي دائما
في وقت الشدة إنكم بمثابة والدي وإنكم الملاك الذي يحرسنا ويحرس إيطاليا
بكاملها ،ولهذا فأنا أتمنى لكم عيد ميلاد سعيدا. أتمنى أن تجدوا هذه
الرسالة كما كان والدي يجد رسالتي، فآنذاك كان والدي يقرؤها وينظر إلى
مبتسما، وعيناه تحمران مع قراءة كل كلمة من كلماتي، كان ينهض ويقبلني
بعدها. ولا أعرف ما إذا كنتم ستفعلون نفس الشيء عند قراءة رسالتي هذه،
لكنني أتمنى أن ترسلوا إلي صورة لكم، فهي ستكون بمثابة تلك الابتسامة التي
كانت تعتلي وجه أبي عند قراءة رسائلي. لدي ألبوم مليء بصور لكم، اقتطعتُها
من الجرائد، لكن صورة مهداة منكم شخصيا كفيلة بأن تعوضني عن 3 سنوات من
الفراغ».
المساء
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
مواضيع مماثلة
» كتاب «نساء الديكتاتور» .. قصة نسوة وقعن في غرام الحاكم المستبد
» اهداء الى نساء بلدي..والى نساء العالم..
» قصص محظيات وهوانم نظام مصر السابق
» عندما يحارب الطغاة الإبداع : الجواهري.. شاعر العرب الأكبر لم يجد قبراً في وطنه
» نساء المغرب المكافحات من اجل لقمة العيش بشرف..
» اهداء الى نساء بلدي..والى نساء العالم..
» قصص محظيات وهوانم نظام مصر السابق
» عندما يحارب الطغاة الإبداع : الجواهري.. شاعر العرب الأكبر لم يجد قبراً في وطنه
» نساء المغرب المكافحات من اجل لقمة العيش بشرف..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى