صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بعد كارثة اليابان.. هل يعيد العالم النظر في استخدامات الطاقة النووية؟!

اذهب الى الأسفل

بعد كارثة اليابان.. هل يعيد العالم النظر في استخدامات الطاقة النووية؟! Empty بعد كارثة اليابان.. هل يعيد العالم النظر في استخدامات الطاقة النووية؟!

مُساهمة من طرف ربيع الخميس 17 مارس 2011 - 18:12

وسط مشاهد الدمار التي تعرضها شاشات التلفزة العالمية من شمال اليابان،
يبدو من غير الإنصاف التعاطي مع جانب واحد من هذه الكارثة، أو استخلاص أي
نتائج. ومع ذلك، فإن المأساة تطرح سؤالاً ملحاً لم يكن العالم ينتبه إليه
طوال السنوات الأخيرة، وهو: ما مدى سلامة وأمان استخدام الطاقة النووية
للأغراض السلمية؟
يقابل هذا السؤال سؤال ملح آخر وهو: هل كان العالم
ليستمر ويتطور ويصل الى ما وصل إليه من انجازات خيالية لولا الطاقة
النووية، فيما المصادر التقليدية لإنتاج الطاقة تنضب؟ صحيح أن تفجير
القنبلتين الذريتين في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945
خلق موجة تاريخية من الرعب النووي الشامل، لا تزال آثاره تتجذر في عقول
الناس حتى وقتنا الحالي، لكن في الوقت نفسه استطاعت البلدان المتطورة خلال
الستين عاما المنصرمة، التوصل إلى جملة من التطبيقات السلمية للطاقة
النووية، شملت مجالات الصناعة وإنتاج الكهرباء والزراعة والطب وغيرها.

بالنظر
الى تاريخ اليابان مع الزلازل، فإن لديها مبرراً قوياً لتكون الأكثر حذراً
في تطوير الطاقة النووية واستخدامها. صحيح أن اليابان تتخذ الاحتياطات
اللازمة أكثر من أي بلد آخر في العالم، وبدت هذه الإجراءات أكثر من كافية
حتى اللحظة، نسبة لحجم الكارثة، فالسجل الياباني في اجراءات السلامة لا
مثيل له، ويضاف إلى سجلها ما يتمتع به الشعب الياباني من درجة عالية من
الانضباط وقدرة كبيرة على الاحتمال. ومع ذلك حصل الذي حصل. وها هو العالم
يحبس الأنفاس وهو يترقب ما ستؤول إليه الأحوال، وما إذا كانت المأساة ستمر
من دون كارثة نووية تتخطى حدود فوكوشيما واليابان كلها!

انتقادات أهملت
وحتى
الآن، من الممكن الاشارة الى تجربة اليابان في دحض المخاوف بشأن السلامة
العامة. فهناك الافتراض دائما بأن شيئا ما حول الحوادث النووية السابقة لن
يتكرر في اليابان. فحادث ثري مايل ايلاند النووي (الأسوأ في تاريخ
الولايات المتحدة) نتج عن عطل ميكانيكي تسبب في تسخين قلب المفاعل. وبعد
هذا الحادث، بدأ تطبيق اجراءات وتصميمات مختلفة. وقد عكس حادث تشرنوبيل
النووي في أوكرانيا وجود عيوب في التصميم، لكن إهمال البنية التحتية
للمفاعل وغياب الانضباط عموماً في الاتحاد السوفيتي السابق، لا سيما خلال
السنوات الأخيرة، كانت من أبرز العوامل التي أدت إلى حدوث تلك الكارثة.
لكن من المتعارف عليه عالميا أن اليابان تتخذ أقصى إجراءات السلامة في
مفاعلاتها النووية وتحظى بثقة عالمية في هذا المجال.
ولكن بعد ما حدث
أخيراً، فإن كل الافتراضات ذات الصلة بأمن المنشآت النووية وسلامتها يجب
أن تفتح للجدل مرة أخرى. فقد يتبيّن أنه كان من الأفضل الاستعانة بخبراء
غير يابانيين لضمان سلامة مفاعل فوكوشيما. فالبعض بدأ بالفعل في تسليط
الضوء على الانتقادات التي كانت قد وجهت لليابان قبل الحادث، والتي اعتبرت
أن الحكومة ضحت بالسلامة العامة من أجل خفض التكلفة، وأنه كان بالإمكان
خفض مستويات الإشعاع المبتعثة من المفاعل لو تم اتخاذ اجراءات السلامة
الكافية. لكن المسؤولين بدوا واثقين من احتواء الانصهار النووي إن لم يكن
منع حدوثه تماما.

السيناريو الأفضل
ومع ذلك، فانه حتى لو حدث
السيناريو الأفضل، فإنه لن يكون كافيا لتبديد الشكوك التي تولدت لدى
الكثيرين الآن بشأن الطاقة النووية، بعد أن ساورت البعض لفترة طويلة.
إنه
لأمر بديهي أن ما حدث هو كارثة طبيعية فاقت في فداحتها كل التوقعات، حتى
في حالة اليابان ذات الطبيعة الجيولوجية الهشة، بيد أن لها دلالات خطرة.
فاذا كان اليابانيون بكل ما لديهم من معرفة وتكنولوجيا يعجزون عن بناء
مفاعلات نووية قادرة على تحمل الكوارث الطبيعية (مثل الزلازل)، فمن ذا
الذي يستطيع؟
لقد طرح هذا السؤال الكبير في بريطانيا فور حدوث كارثة
اليابان. وقيل إن وزير الطاقة البريطاني كريس هدني طلب من كبير المفتشين
النووين إعداد تقرير حول «دلالات الوضع في اليابان والدروس المستفادة منه».

تفكير حالم
وبعد
أن ضغط عليه محاوره في مقابلة مع «بي.بي.سي»، تفادى الوزير الحديث عن
التأثير المحتمل على الرأي العام البريطاني لما يحدث في اليابان، مصراً
على أن العامة يمكنهم تشكيل آرائهم بناء على التقرير المرتقب. وهذا قد
يعكس شكلاً من أشكال التفكير الحالم من جانب الوزير، فالصور الواردة من
اليابان والتقارير عن التسربات الاشعاعية والأوامر بإجلاء أكثر من 200 ألف
شخص من محيط مفاعل فوكوشيما (30 كلم مربع) وما أعاده هذا الوضع من ذكريات
حول مفاعلي تشرنوبيل وثري مايل ايلاند، كلها عوامل ستؤثر ليس على الرأي
العام البريطاني فقط، بل على الرأي العام العالمي بأكمله.

التعاطي الإيجابي
على
الجانب الآخر، هناك من يقول إنه ليس من المناسب أن نغالي في تحفظاتنا لدى
التفكير في التطبيقات السلمية للطاقة النووية، فنضيع فرصة علمية وحضارية
ثمينة تعد صمام الأمان لشعبنا والأجيال القادمة ضد العودة إلى صحراء
التخلف والفقر إذا ما نضبت المصادر التقليدية لإنتاج الطاقة، حينئذ يكون
الأوان قد فات ولن يعود!
فبعد مرور ما يزيد على نصف قرن من اكتشاف
العلم لأسرار النواة، تعد الطاقة النووية مصدرا لإنتاج حوالي 20% من مجمل
الطاقة الكهربائية في العالم، وتجهز الطاقة المتولدة في المحطات
الكهرونووية في الوقت الحاضر ما يقرب من %35 من احتياجات دول الاتحاد
الأوروبي. كما أن الخزين الطبيعي الكوني من البترول والغاز الطبيعي محدود
بكمية وأجل منتهيين لا محالة، الأمر الذي يعني أن التعاطي الإيجابي مع
التطبيقات السلمية للطاقة النووية هو الفلسفة الأرجح. فالنظائر المشعة،
المنتجة في تلك المفاعلات، تستخدم في أبحاث المياه الجوفية والمياه
السطحية، وفي أبحاث استكشاف البترول وفي تقنيات تعقيم التمور وتحسين أصناف
الذرة وغيرها من المنتجات الزراعية.
منذ أول هجوم عسكري ذري عرفته
البشرية في عام 1945، نشأ الصراع التاريخي المستمر بين مجموعة حريصة على
مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، وتؤيد التطبيقات السلمية للطاقة
الذرية، وتعد العزوف عنها تخلفا في الميدان الحضاري والاقتصادي
والتكنولوجي، ومجموعة أخرى تشكك في جدوى تلك التطبيقات بدافع إنساني سببه
الخوف من الدمار الذري الشامل، وتؤكد أبدية البترول والغاز الطبيعي
واستحالة نضوبهما من باطن الأرض. وفي الوقت الحاضر، نجد كفة مؤيدي استخدام
المحطات الكهرونووية لغرض إنتاج الطاقة متعادلة مع كفة معارضيه. وقد رجحت
كفة المعارضين، بعيد تفجير القنبلتين الذريتين، وفي بداية الخمسينات. ثم
تصاعدت بعد ذلك الأصوات الداعية إلى تطوير الاستفادة من الطاقة النووية.
وبدأت حقبة ذهبية للتطبيقات السلمية للطاقة الذرية استمرت ثلاثين عاما.
على أن الجهود الداعية إلى تحريم تلك التطبيقات لم تتوقف يوما، وكانت
تتعزز كلما حصلت حوادث نووية كبيرة هددت الإنسان والبيئة بشتى المخاطر،
كالحادثتين الرئيسيتين في ثري مايل آيلاند وتشرنوبيل.
بالإضافة إلى
ذلك، نرى موجة الخوف من الطاقة النووية تظهر للعيان كلما تفاقم خطر
الأعمال الإرهابية الدولية، حيث يُخشى من استيلاء جماعة من الخارجين عن
القانون على مواد مشعة، بهدف إلحاق الأذى بالناس وتلويث البيئة، أو القيام
بعمليات تخريب داخل المفاعلات الحرارية نفسها، الأمر الذي قد يتسبب في
حصول كارثة بيئية لا حصر لها. وعلى الضد من ذلك، نلحظ رجحان كفة مؤيدي
الاستفادة السلمية من الطاقة النووية في الفترات التي تشهد ارتفاعاً في
أسعار البترول العالمية، أو عندما تحدث أزمات أو توترات سياسية في أنحاء
من العالم قريبة من آبار البترول. ويبقى بالطبع الرجحان الأعظم لكفة مؤيدي
استخدام الطاقة النووية كلما دار الحديث حول احتمال نضوب الأنواع
التقليدية من الوقود في العالم كالفحم والبترول بعد مدة محدودة من الزمن.

تعليمات السلامة هي الأساس
هناك
في الوقت الحاضر 440 مفاعلا نوويا لأغراض التطبيقات السلمية على مستوى
العالم، فهل تشكل هذه الآلات العملاقة المتطورة أي خطر على الجنس البشري؟
وهل تهدد بيئته؟
النظائر المشعة أو المفاعلات النووية لا تؤذي أحداً ما
لم يتعرض للإشعاع الصادر عنها مباشرة، من دون الالتزام بتعليمات السلامة
النووية.
يعد الاستخدام العسكري لهذا النوع من الطاقة، أي القنابل
بجميع أنواعها (الذرية والهيدروجينية والنيوترونية وقذائف اليورانيوم
المنضب وغيرها)، له مخاطر جمة على الحياة والصحة العامة، ناهيك عن التلوث
البيئي الكارثي الناشئ جراء استخدام ذلك النوع من السلاح.
النفايات
المشعة الناتجة عرضاً في المفاعلات النووية أصبحت مشكلة عويصة لبعض
البلدان المعتمدة بصورة أساسية في إنتاج طاقتها على المحطات الكهرونووية
مثل فرنسا، التي أضحت تجد صعوبة بالغة في التخلص من تلك النفايات السامة
على أرضها.
تتميز المحطات النووية لإنتاج الطاقة بعدم إطلاقها غازات
الاحتباس الحراري كما هي الحال عند استخدام محطات الوقود التقليدي لإنتاج
الطاقة.

تأثيرات حتمية وعشوائية
الأضرار
الصحية التي يصاب بها الإنسان لدى تعرضه للإشعاع النووي هي نتيجة تأثير
تلك الأشعة على الخلية الحية، وهذا التأثير نوعان: حتمي وعشوائي. الأول
يسبب أضرارا مباشرة يطلق عليها عادة أمراض التعرض للإشعاع، ومنها: سرطان
الجلد وعتمة عدسة العين والتلف الحاصل في النسيج الحي. ولحسن الحظ فإن جسم
الإنسان يمتلك ميكانزمة دفاعية وظيفتها تعويض التلف الحاصل من جراء التعرض
للإشعاع (شرط أن يكون بجرعة خفيفة) أو مسببات السرطان الكيميائية على
الدوام. واستنادا إلى ذلك فإن التعرض الإشعاعي قد يقود إلى احدى النتائج
الآتية: الترميم الذاتي للخلية المتعرضة، أو موت الخلية، كما يحصل لملايين
الخلايا كل يوم التي يعوضها الجسم تلقائياً، أو الترميم المشوه للخلية مما
يسبب تغييراً بيوفيزيائياً.
أما التأثيرات العشوائية، فتبدأ بعمليات
تغيير فيزيائي تحصل في داخل الذرات والجزيئات للخلية الحية، وتشمل التأين
والتهيج. وتكون تلك العمليات على أشدها في خلايا الحامض الأميني معقدة
التركيب والوظيفة. ومن نتائج هذا الصنف الإصابة بالأضرار الوراثية أو
اللوكيميا وأنواع أخرى من السرطانات بعد حصول تغيير في خلايا الحامض
الأميني.

بعد كارثة اليابان.. هل يعيد العالم النظر في استخدامات الطاقة النووية؟! 683665Pictures20110317c9eeb5fe6a4e4de6b150014c31a0ac9b


ربيع
ربيع

ذكر عدد الرسائل : 1432
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى