ريح تجُر الريح من أوْتارِها - رشيد المومني
صفحة 1 من اصل 1
ريح تجُر الريح من أوْتارِها - رشيد المومني
هُنا
عَلى مرْأىً منْ ظِلالِكَ
أَيْ بيْن بابِ الْقبْوِ وبابِ السَّماءِ
سَنُفْضِي لَكَ بِجُمَاع الْقوْلِ
بأسْرَارِ التَّدْوينِ
سَنرْعَى شَجرَ غُموضِكَ
نتَعهَّدُ بالسَّقْيِ وبالتَّشْذِيب جُذورَه
سَنجُودُ على عيْنيْكَ بِليْل الرُّؤيا
كَيْ تشْهدَ ما يحْجُبُه عنْك السَّقْفُ الواطئُ والعَالي
ما تخْفيهِ العَرصاتُ
دُكْنةُ الأسْوارِ
قيامَةُ أجْسادِهِنَّ
أَطْيافٌ لا تُفْصِحُ عنْ أشْكالِها
تتَراقَصُ حوْلكَ فِي وَضَح الْعَتَمَاتِ
لك أنْ تذْهبَ الآنَ
وِجْهتُك كِتابٌ يَتَوارَى
خلْفَ كِتابٍ يَتوارى
خَلفَ حِجابٍ لكَ أنْ تفْتَحَهُ
لتُعيدَ كِتَابةَََ ما يُمْليهِ الْعابرُ منْ منْفاهُ إلى منْفاكَ
وما يُمْليه عليْك الممْسوسُ
إذا ما الحَضْرةُ رجَّت إيوانَ العقْلِ
وشجَّتْ عُمُدَ الْمنْزهِ
لا ما تُمْليه عليك الأسْماءُ أو الأحقابُ
وتأمَّلْ كيْف يَطيبُ لِشمْسِكَ أن تُكسِّر ما فِي آنيةِ الغُروبِ
من لََوْزٍ علَى مَقْبرَةِ المُلوكِ في الْمُرْتفَع المُعَلَّق فوْقَ قَرْنِ
الثَّورِ.
وأنتَ تولِّي ظهْركَ شَطْر وادي الْعَبيدِ
لاتعْبأ بنداءات الألوان المُتجمْهرةِ قُبالتكَ
اعْبُرْ قنْطرةََََ الْكأْسِ
نُباركْ وقْفتَكَ علَى عَتباتِ سُلالتِك
نُبارِكْ نقْرَ أناملِك على بَابِ النُّونِ بابِ الْمَحْوِ بابِ الفقْدِ
بابِ العيْن بابِ القُطْب بابِ الشِّدَّة بابِ اللَّذة بابِ التِّيهِ
وأبْوابِ إشاراتٍ تتَفتَّح فيها زهْرةُ غِبْطتك الأولى دهْشتِك
وإيغالِك في سُجُفِ دُروبٍ بيْضاءَ تُهنْدسُ بِمدادِ جُمُوحِك
أنْواءَها.
وحيثُ لنْ تكُون لك عَدا قَرابةِ الْماء وغيرُ قراباتِ
الصَّباحاتِ المفْقُودةِ كمَا طَراوةِ أعْشابٍ آيلةٍ لاحْتِراقِها
وحيْثُ لنْ تكونَ لَكَ سِوى قََرابةِ زَمنٍ يهْتفُ باسْمكَ حينَ
يَراكَ
استغاثاتِ لَبُوءاتٍ تتَخَبَّط في فِخاخٍ نُصِبَتْ أصْلاً
لاصْطيادِ أياطلِ الرَّغْبةِ
لنْ يكُونَ ثمَّةَ مِيثاقٌ أشْرفَ
مِن مِيثَاق الْغُبار
ولا ألْواحٌ أكثرَ قداسَةً
مِنْ ألْواح مَساكِن الْموْتى
سَرَّبْناها إلى عُمْق قنِّينةِ الغرْبةِ
لِنُودِعَها غَطْرَسةَََ البِحارِ
ريحٌ عمياءُ
تكنِسُ ما يكْتبهُ الدَّهرُ علَى فضَّة ألواحكَ
طُوفانٌ أبْيضُ
يمْحُو أثَراً
عبثاً حاولْتُ إضاءَةَ أسْرارهِ
وهْمٌ يتلذَّذ برَمادِ أمَاسِيه
يَتقدَّمُ في لَيْلِ صِباهُ
مُنْتشِياً بسُلافِ الحَكْي
وأنا بِِيَديْنِِ ضاحِكتيْن
أتسلَّل منْ رَحِم الأبَدِيَّة
لاشَيْء أمَامِي
غيْر سُورِها الْكَتومِ
و هَذه الخَصَّةُ المُتَهَتِّكةُ في صَلواتِها الغَسَقِيَّةِ
ريحٌ
تجُرُّ
الرِّيحَ
مِنْ
أوْتارِها
سِرْ في أثَري
أكُنْ دلِيلَكَ
حيْثُ أشْهى الْحَافاتِ تهفُو لنُزولِنا
مأْهُولةً بِِحَيْرة الظِّلالِ
بِقبائلَ أرَّقها التَّطْوافْ
ومَرايا تَتكسَّر فيها أصْداءُ النَّقْر علَى وجَع الفِضَّةِ
أهلاً بِيَدِ القاتِلِ تحْضِن جَسَدَ الْمقْتولِ
بمُوشَّح مجْنونٍ يعْصِفُ بسكُونِ الْعقّل
أهْلاً بسُهاد ِالْعانِس
بالضَّحِك المُرّ ِيجُوبُ أقالِيمَ كآبتِه
بِِرَوائِح مِسْكٍ تتَصَاعَد في مَغْنى الرَّهبةِ
بأتانٍ تائِهةٍ في غبَش العِيدِ
!ولَكَمْ أنتَ وسِيمٌ يا يومَ الجمعة
! لكمْ أنْتَ حَزينٌ يا مُؤنِسَ الغُرباء
! لكَم أنتِ مرْعبةٌ يا بوَّابَةَ الْخَريفِ
وهلْ ثَمَّة أبْهَى من ترحَالٍ
منْذورٍ لِضَياعِه فِيكِ؟
سَفرٌ
في دُروبٍ
تُفْضي
إلى دُروبها
بيْن شُعوبٍ
يتَهالكُ في دَمِها مَاءُ الهُجْنةِ
حيثُ سُلالةُ الصَّحْراءُ
ترْقُدُ في حِضْن سُلالاتِ الجِبال
سُلالةُ الغابةِ في سريرِ سُلالةِ البُسْتانِ
مشْرقٌ تحت سقفِ غروبه يَفْنى
بيْنمَا الْبِحارُ تفرَّقَتْ في سَواقٍ تتَرقْرَقُ بمياهٍ عادِمة يتَهادَى فِيها الْكوْثرُ
تجْري بِدَمٍ مَسْفوكٍ
عَرقا تَجْري
خمْراً معْصُورا فِي غَيْرِ مَواسِمهِ
فِيما ماؤُكَ
يسْتنْطِقُ عَطَشاً
لايبْرحُ دمَكَ
الْمَخْبولَ
منِ جَسدٍ
أمْ روحٍ إسْمُكِ هَذا الذي ناءَتْ بِخِفَّتِه الغُيومُ؟
والنَّهرُ أزْرقَ
يتَدفَّقُ منْ سَرادِيبَ
تَسْهرُ قي ظُلمتِها أطْيافُ الْجِنِّياتِ
صمْتٌ رجيمٌ
يسودُ جَلالُُه مَجْرى هوائِكِ
! عجَبا
الشَّبابيكُ غَارقةٌ في ليل أسْرارِها
لا عَصافير تطرِّز بغنائِها نَسيجَ الْمَدى
لا قِطَطَ تَتلصَّصُ بِمُوائِها علَى قَيْلُولَةِ الظِّلالْ
والْعَابِرونَ
ذَوُو النَّظرات الفارِغَةِ
يهْتِفُونَ
بتحَاياهم الخَفيضَةِ
إلَى
سَاكِنَةٍ
لا تُرى
منْ هناك؟
أيُّ نبيٍّ ذاك النَّازلُ منَ الحلَقَة ؟
أيةُ جِنِّيةٍ تِلكَ الطالعةُ مِنَ الدّهْليز؟
وأيُّ طيْفٍ ذاكَ الذِي يتَقدَّمُ راقِصاً
مِنْ تحْتِ شَجرةِ الرمَّان؟
منْ هُناك؟
وقدْ أخْفتْ الدُّكنةُ ضَوْءَ الزِّليجِ فمَا منْ صَوْتٍ غيرصَدَى
المَاءِ اللاَّهِج بِحضُورٍ مُلْتبسٍ كَمَُمَ الصَّرخة في حُنْجُرةِ
الطِّفل ،ماءٌ يُكلِّمني من دَاخلِ خَابِيةٍ عنْ ماءٍ مِن مَطَر
يتَهاطَل فوْقَ الأبْراج.ماءٌ يحْلم بامرأةٍ تتَخَبَّط فِيهِ .ماءٌ
يقْرأُ ما خَطَّتْه يدُ العَارفِ فِي سَقْْفِ النَّافورَةِ .ماءٌ حيرانٌ
يتساءَلُ عن أسْرارِ المَاءِ.
خَرجْنا دُونَ إذنٍ منَ الصَّحْو
فلا تفتحِ الْبابَ لِطارقِ الظِّلِّ
لاتُعرِّج على مبْنى الْهِباتِ
لا تَصْحُ مِن يَقظاتكَ
لا تُكاشفْهم بتاريخِ ازْديادِ المَوْتِ فِيكِ
لا تُحمِّلهم غيْرَ مَالاطاقةَ لهُمْ بنِسْيانِه
! وأنْتَ أيُّها المعْنى
! أيُّها النَّهْر المدْسوسُ في غيْر مجْراهُ
حيْثُ اللَّيْلُ وحْدَه واقِفا هُناكَ
بِدَياجِيرهِ الرَّمادية الْغائمة النَّظراتِ
والصَّريرُ المُتسرِّبُ خِلْسةً إليَّ
يُكاشِفُني بأحْوالِ جمْرٍ يَبْعثُ النِّدَّ حَيًّا
لِيغْدوَ ذَهباً في أوَّل الفَجْرِ بَعِيداً عنْ أَََعيُنِ الْعَرَّاف.
ولقدْ أنْعمْنا عليْكَ بهَواءٍ مُرٍّ وشُموسٍ حَارقةٍ عَساك تَرى
يدَكَ السَّوْداءَ بيْضاء، وعَساكَ إنْ أخْنى عليْك ما أنتَ فِيه
الآن وحاقتْ بكَ أحْلافُ غيلانٍ وأشْجارٍلا أعْنابَ فيها ولاَ
ظِلٍّ . فهلْ لكَ منْكَ ما أنتَ بهِ آيبٌ إلى حيْثُ لا صوْتَ
سِوى خَببٍ واهِن يعْدو به الأثرُ ، وحيْثُ لاغِلالَ لاَ ر سْمَ
ولاَ كِتابةَ ثَمةَ غير ما ستذْرو نِثارَهُ الريحُ؟
وسَمعْنا هَذا وَذاك لُغاتٍ بلوْنِ الْخَرُّوبِ
وأخْرى بلوْنِ الصَّمْغِ
لُغاتٍ بِرائحةِ الْحَنّاءِ
وأُخْرى بِلوْنِ الْكَيْدِ والأغْلالِ المُطْبقةِ على شَهواتِ الرُّوحِ
حيْثُ الأجْسادُ مدثَّرةٌ بِغُبارالنِّسْيان والْعَناصِرُ تسْأل عنْ
تَارِيخِ أسْمائِها وألْوانِكَ.
ليْسَ لِي
أنْ أتَهَجَّى
ما ليْسَ لي
أنْهارٌ منْ عسَلٍ وأوْحالٍ
ولْْْْهى تَفِدُ إليْكَ عبْرَ أبْوابِك السَّبْعةِ
أيْضا
ذِئابٌ لاتَعْوي
أعْلامُ مَواسِمَ
يُحْييها الصُّمُّ والبُكْم ُ
تِيجانٌ تَتساقََطُ
فوْقَ عُروشٍ معْزولهْ
وقََرابِينُ أساطيرَ لا دَمَ يَسْري فِي دِماهَا
عَبْر أبْوابِكِ السَّبْعة
تَفِدُ ملائكةُ الرحْمانِ
سُيوفٌ وأوْتار فُتِلَتْ من جِلدِ الحِرباءِ
ألْسنةٌٌ لاتفُكُّ طلاسِمَ لَغْوِها أبْراجُ بابِلَ
هديرُ رحىً لاتكُفُّ عنْ دورانها فِيك
منْذ فجْر رنِين فأسِك
فوْقَ الصَّخْر أو تَحتَهْ
!قولِي
في ذِمَّةِ أي غازٍ أو فاتحٍ
هي الآن مَفاتيح أرْواحٍ
تتناسَخُ أرْواحُها فيك؟
(من ديوان شعر قيد النشر،
يحمل نفس العنوان)
الملحق الثقافي
الاتحاد الاشتراكي
06 -5 -2011
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 65
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
مواضيع مماثلة
» الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي وشغف الرحيل في مجاهل الما بين - رشيد المومني
» موعد مع الريح...
» بيني… وبين الحلاج / فاطمة المومني
» أجود بالخير من الريح المرسلة
» 'لئلا تنثرها الريح' جديد المعتقل السياسي السابق صلاح الوديع يعود بقصائد إنسانية تبعث الحياة والأمل
» موعد مع الريح...
» بيني… وبين الحلاج / فاطمة المومني
» أجود بالخير من الريح المرسلة
» 'لئلا تنثرها الريح' جديد المعتقل السياسي السابق صلاح الوديع يعود بقصائد إنسانية تبعث الحياة والأمل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى