أسطورة البارصا
صفحة 1 من اصل 1
أسطورة البارصا
مباراة كالحلم، لفريق يلعب كرة خيالية تبهر وتدهش وتعبث بالعقل وتربك
الأعصاب.. فتظل مشدوها كأنك أمام لوحة من لوحات الطبيعة الساحرة حينما يعجز
أمامها اللسان عن الكلام.. فيصمت إكراما وإعجابا وتقديرا لما تراه العين
من إبداع وتميز وتفوق.
فرجة بكل المقاييس ودروس في كل شيء.. «اللعب» والتفاني والاستماتة والنزال
والتضحية والتجاوب مع الآخر، التركيز والتفاعل والانفعال والاتحاد والعطاء
والمهنية والاحترافية.. هكذا هو فريق البارصا الأسطوري بلاعبيه الظاهرة،
وهكذا كانت مباراة نهاية كأس رابطة الأبطال التي جمعته بفريق مانشيستر
الإنجليزي بملعب ويمبلي.
حفل جميل بتفاصيل تنظيمية ولمسة إنجليزية حضارية وجمهور يؤثث الملعب بروح رياضية تجعل المباراة أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع.
كنت دائما أتساءل لمَ يخلق هذا الفريق الحدث، لمَ يعشقه محبو الكرة إلى هذه
الدرجة التي تجعل المقاهي تعرف حالة طوارئ صباح كل مباراة مسائية؟
لمَ تخلو الشوارع وتصبح الأجواء «برصاوية»، لمَ استطاع الفريق أن يأسر
القلوب ويجذب الملايين من العشاق عبر العالم، لمَ يحصد الألقاب تلو الألقاب
وينتصر ليعد بالفوز فينتصر ليلعب وينتصر.. ما السر؟ ما الوصفة السحرية
للاعبين مهرة لا يقهرون.. ماذا وراء «كرة حقيقية تتفوق على الكرة
الاستعراضية» كما قال أحد المعلقين منتشيا مزهوا فخورا..
تابعت بفضول مباريات عدة للفريق الأسطورة، وشاهدت بعض التسجيلات عن أسلوب
«العمل» والتداريب والتنظيم والعلاقة بين اللاعبين، فوجدت الجواب واضحا في
تفاصيل كثيرة تؤسس مدرسة كروية أو بالأحرى أكاديمية اسمها «فريق برشلونة
الكطالاني»، حينها فقط وجدت الجواب وفهمت أن للفريق فلسفة.
فكرة القدم ليست ركضا جسديا خلف كرة، بل هي أصعب من ذلك بكثير.. والفرجة لا
تصنع أبدا بالصدفة وبالحظ وحسب الظروف بل يلزم الكثير من العمل المضني
والتفكير والتخطيط وخيال واسع وأسلوب علمي وفلسفة.. كي تخلق فريقا وصف
لاعبوه بالمبدعين والفنانين والمهندسين والرسامين لما يقدمونه على «خشبة»
الملعب من لوحات كروية فنية وتخطيطات هندسية ومشاهد رائعة آسرة.
لقد أحببت كرة القدم منذ الطفولة، وكنت أتابع كل مباريات الأسود وأدركت
مبكرا أن تلك الكرة الساحرة تستطيع أن توحد الشعوب وتسعد الكادحين، فقد
كانت رياضة البسطاء والمغلوبين وأصبحت صناعة لا تكتفي بالموهبة بل تلزمها
مدارس وخبراء وتكوين.
لن أقارن.. فقد توقفت عن المقارنة بين العباد والأفكار والأحلام والخيارات
منذ زمن، فقط سأروي بأسى كيف مررت قرب المركب الرياضي محمد الخامس بالبيضاء
قبل أيام ووجدت الفوضى في الموعد.. جماهير «كروية» محتجة وتذاكر في السوق
السوداء وصراخ وتدمير وطريق مقطوعة، وعلمت من جهة أخرى بأن ملعب مراكش
الحديث الجميل قد نال نصيبه من الكدمات والجروح كأن عدوا اقتحمه وليس
جمهورا يبحث عن المتعة والفرجة وتذوق الكرة.
إنها رياضة سامية، ببعد إنساني راق توحد العالم، وتتطور بتطوره.. لم تعد
تلتقط لاعبيها من الأزقة فقط بل أصبحت علما قائما بذاته، والدليل فريق
البارصا وتاكتيكه وأسلوبه ومنظومته وهويته وبصمته، حتى التعليق الكروي تغير
وفوجئت بمصطلحات علمية جديدة يواكب بها المعلقون «النجوم» في المباريات
الكبرى، لم تعد مصطلحات «الهجوم والدفاع» هي السائدة بل هناك مواكبة لغوية
فكرية معرفية لثورة كرة القدم الحديثة، تطور آمل أن نواصل سيرنا حذوه وأن
أستطيع يوما الذهاب لرؤية مباراة دون خوف ولا ترقب ولا امتعاض.
أجدد دعوتي للنسوة، شاهدن مباريات الكرة رفقة أزواجكن، فهذا أفضل من طردهم
نحو المقاهي، إنها متعة حقيقية حينما يكون الفريق والجمهور والملعب والمعلق
في الموعد.
بشرى ايجورك
المساء
الأعصاب.. فتظل مشدوها كأنك أمام لوحة من لوحات الطبيعة الساحرة حينما يعجز
أمامها اللسان عن الكلام.. فيصمت إكراما وإعجابا وتقديرا لما تراه العين
من إبداع وتميز وتفوق.
فرجة بكل المقاييس ودروس في كل شيء.. «اللعب» والتفاني والاستماتة والنزال
والتضحية والتجاوب مع الآخر، التركيز والتفاعل والانفعال والاتحاد والعطاء
والمهنية والاحترافية.. هكذا هو فريق البارصا الأسطوري بلاعبيه الظاهرة،
وهكذا كانت مباراة نهاية كأس رابطة الأبطال التي جمعته بفريق مانشيستر
الإنجليزي بملعب ويمبلي.
حفل جميل بتفاصيل تنظيمية ولمسة إنجليزية حضارية وجمهور يؤثث الملعب بروح رياضية تجعل المباراة أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع.
كنت دائما أتساءل لمَ يخلق هذا الفريق الحدث، لمَ يعشقه محبو الكرة إلى هذه
الدرجة التي تجعل المقاهي تعرف حالة طوارئ صباح كل مباراة مسائية؟
لمَ تخلو الشوارع وتصبح الأجواء «برصاوية»، لمَ استطاع الفريق أن يأسر
القلوب ويجذب الملايين من العشاق عبر العالم، لمَ يحصد الألقاب تلو الألقاب
وينتصر ليعد بالفوز فينتصر ليلعب وينتصر.. ما السر؟ ما الوصفة السحرية
للاعبين مهرة لا يقهرون.. ماذا وراء «كرة حقيقية تتفوق على الكرة
الاستعراضية» كما قال أحد المعلقين منتشيا مزهوا فخورا..
تابعت بفضول مباريات عدة للفريق الأسطورة، وشاهدت بعض التسجيلات عن أسلوب
«العمل» والتداريب والتنظيم والعلاقة بين اللاعبين، فوجدت الجواب واضحا في
تفاصيل كثيرة تؤسس مدرسة كروية أو بالأحرى أكاديمية اسمها «فريق برشلونة
الكطالاني»، حينها فقط وجدت الجواب وفهمت أن للفريق فلسفة.
فكرة القدم ليست ركضا جسديا خلف كرة، بل هي أصعب من ذلك بكثير.. والفرجة لا
تصنع أبدا بالصدفة وبالحظ وحسب الظروف بل يلزم الكثير من العمل المضني
والتفكير والتخطيط وخيال واسع وأسلوب علمي وفلسفة.. كي تخلق فريقا وصف
لاعبوه بالمبدعين والفنانين والمهندسين والرسامين لما يقدمونه على «خشبة»
الملعب من لوحات كروية فنية وتخطيطات هندسية ومشاهد رائعة آسرة.
لقد أحببت كرة القدم منذ الطفولة، وكنت أتابع كل مباريات الأسود وأدركت
مبكرا أن تلك الكرة الساحرة تستطيع أن توحد الشعوب وتسعد الكادحين، فقد
كانت رياضة البسطاء والمغلوبين وأصبحت صناعة لا تكتفي بالموهبة بل تلزمها
مدارس وخبراء وتكوين.
لن أقارن.. فقد توقفت عن المقارنة بين العباد والأفكار والأحلام والخيارات
منذ زمن، فقط سأروي بأسى كيف مررت قرب المركب الرياضي محمد الخامس بالبيضاء
قبل أيام ووجدت الفوضى في الموعد.. جماهير «كروية» محتجة وتذاكر في السوق
السوداء وصراخ وتدمير وطريق مقطوعة، وعلمت من جهة أخرى بأن ملعب مراكش
الحديث الجميل قد نال نصيبه من الكدمات والجروح كأن عدوا اقتحمه وليس
جمهورا يبحث عن المتعة والفرجة وتذوق الكرة.
إنها رياضة سامية، ببعد إنساني راق توحد العالم، وتتطور بتطوره.. لم تعد
تلتقط لاعبيها من الأزقة فقط بل أصبحت علما قائما بذاته، والدليل فريق
البارصا وتاكتيكه وأسلوبه ومنظومته وهويته وبصمته، حتى التعليق الكروي تغير
وفوجئت بمصطلحات علمية جديدة يواكب بها المعلقون «النجوم» في المباريات
الكبرى، لم تعد مصطلحات «الهجوم والدفاع» هي السائدة بل هناك مواكبة لغوية
فكرية معرفية لثورة كرة القدم الحديثة، تطور آمل أن نواصل سيرنا حذوه وأن
أستطيع يوما الذهاب لرؤية مباراة دون خوف ولا ترقب ولا امتعاض.
أجدد دعوتي للنسوة، شاهدن مباريات الكرة رفقة أزواجكن، فهذا أفضل من طردهم
نحو المقاهي، إنها متعة حقيقية حينما يكون الفريق والجمهور والملعب والمعلق
في الموعد.
بشرى ايجورك
المساء
ادريس- عدد الرسائل : 539
العمر : 59
Localisation : سلا الجديدة
Emploi : نشيط مشتغل
تاريخ التسجيل : 17/03/2008
مواضيع مماثلة
» أسطورة الريف
» أسطورة / أحمد بنميمون
» محمد بن عبد الكريم الخطابي أسطورة الريف
» رحيل Paul Newman
» أسطورة القذافي.. صناعة عربية أجنبية مشتركة
» أسطورة / أحمد بنميمون
» محمد بن عبد الكريم الخطابي أسطورة الريف
» رحيل Paul Newman
» أسطورة القذافي.. صناعة عربية أجنبية مشتركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى