صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تضخيم الدولة العربية.. قوة النظام وهشاشته!

اذهب الى الأسفل

تضخيم الدولة العربية.. قوة النظام وهشاشته! Empty تضخيم الدولة العربية.. قوة النظام وهشاشته!

مُساهمة من طرف ربيع الخميس 23 يونيو 2011 - 19:56

تضخيم الدولة العربية.. قوة النظام وهشاشته! 170527Pictures20110621aa411c909b114f378ace979005884b11

من المدهش خلال الأحداث التي شهدتها منطقتنا العربية الأشهر الماضية أن
الدولة التي بدت من قبل صلبة إلى حد الجمود، قوية إلى درجة الغطرسة، مهيمنة
ومتغلغلة في تفاصيل المجتمع وأركانه إلى حد ابتلاعه، بدت خلال فترة قصيرة،
قياسا إلى عمر نظامها، هشة متضعضعة، تحت وطأة انتفاضات وثورات شعبية عارمة
ما عادت تطيق هذا الجمود والتيبس.

كشفت الدولة عن شخصنتها
وفئويتها. ودخلت في مواجهة سافرة وصريحة بين ممثلي نظامها وشعوبها، وهو ما
عرى تماما مفهوم الدولة على المستوى العربي، بحيث يحق أن نتساءل أي دولة
كانت تلك؟ هذا السؤال يحاول كتاب «تضخيم الدولة العربية.. السياسة والمجتمع
في الشرق الأوسط» للدكتور نزيه الأيوبي، الصادرة ترجمته أخيرا عن المنظمة
العربية للترجمة أن يجيب عليه بالعودة إلى مراحل تكون الدولة الشرق أوسطية
«العربية خصوصا».
اللافت في كتاب الأيوبي، الحاصل على الدكتوراه في
العلوم السياسية من جامعة أكسفورد، والذي درس في جامعات كاليفورنيا ولوس
أنجلوس وغيرهما، أن مؤلّ.فه أنجزه في نهايات القرن الماضي (1994)، وكأنه
يتنبأ أو يضع لنا باكرا أسباب الفشل والتعثر فيما يتعلق بأمرين شغلا الفكر
السياسي العربي وهما: مفهوم الدولة، والقومية العربية.
سؤال جارح
يصوغ
الأيوبي سؤاله الجارح في توطئة كتابه كالتالي: مع أن معظم الدول العربية
«صلبة»، والكثير منها في واقع الحال دول «ضارية»، فإن قلة قليلة منها هي
دول قوية حقا، وعلى الرغم من أنها تمتلك بيروقراطيات ضخمة، وجيوشا قوية
وسجونا قاسية، فإنها ضعيفة على نحو يدعو إلى الأسى حينما تواجه مسائل من
قبيل جباية الضرائب، أو كسب الحروب، أو تشكيل قوة هيمنة فعلا، أو
أيديولوجيا تستطيع أن تمضي بالدولة أبعد من المستوى القسري».
من جهة
أخرى يتساءل المؤلف «مع أن الجميع يسمون أنفسهم عربا، ما السر إذا في أن
هناك في الواقع عشرين دولة عربية متفرقة، تتباين كلها تباينا جسيما في
الحجم وفي الموارد؟... ما السبب الذي يجعل هذه الدول تنخرط بنشاط عارم في
كم كبير من المحاولات الهادفة إلى الوحدة السياسية، تفشل جميعها على الدوام
الواحدة تلو الأخرى؟».
سمات أساسية
يقدم الأيوبي بانوراما واسعة في
كتاب تقارب صفحاته الألف، متابعا تطور مفهوم الدولة العربية من خلال واقع
تعالق هذه الدولة مع أنظمة أخرى منذ الفتوح الإسلامية وحتى عصرنا الراهن،
متجنبا النظرة الاستشراقية، التي تضع مفهوم الدولة كما تبلور في الغرب
الليبرالي مقياسا، وكذا في توصيف الماركسية التقليدية للنظم الشرق أوسطية
تحت اسم «نمط الانتاج الآسيوي».
ورغم اعتماد الأيوبي على بعض المبادئ
الماركسية المطورة على أيدي غرامشي وبولانتزاس وألتوسير، وذلك في رؤيته
لطبيعة الإنتاج وملكية وسائله ودورها شبه الحاسم في تشكيل الجماعة السياسية
والأيديولوجيات، إلا أنه يستبعد أن يتم ذلك بشكل مباشر وأحادي يتمثل في
بنية تحتية تنتج بالضرورة بنية فوقية من نوع ما. ومن ثم فهو لا يستبعد أثر
الثقافة العكسي، وكذلك طبيعة المكان وجغرافيته في تشكيل نظام الدولة وطبيعة
تمثيلها.
كما يرفض الأيوبي بالمقابل النظريات العربية وغير العربية
التي ترى مشكلة الدولة متجذرة في الثقافة أو العقل العربي كقدر تاريخي. ومن
أجل هذا يقدم الأيوبي مفهوما هو «التعالق»، الذي يعني أن هذه الدولة لم
تكن وحيدة البعد عبر مسارها التاريخي، وإن كان ثمة عوامل قد ساهمت في
الإبقاء على سمات أساسية فيها مثل الاستبداد والشخصنة، وعدم التمييز بين
الدولة والمجتمع (إلى درجة ابتلاعه تقريبا)، ومن ثم ابقائه معزولا
وفردانيا، يتغلغل فيه الفساد والمصالح الخاصة بطريقة تبدو وكأنها تعيد
نفسها.
يعني التعالق اضطرار هذه النظم لمواجهة تحديات من نظم أخرى تعيد
في إطار علاقتها بها (مثلما حدث مع النظام الليبرالي الغربي بشكله
الاستعماري) وفق مصالح نخبتها.
تميع وانتقائية
رغم ما تبديه هذه
الدولة من مرونة تصل إلى درجة التميع، فإنها تعيد انتاج أسباب فشلها
باستمرار. هكذا مثلا تعالق في كل لحظة تاريخية نمطا انتاج لينتجا شكلا
هجينا من السلطة والوعي، الإقطاعي، والخراجي قديما، أو الرأسمالي والدولتي
حديثا. وهو ما جعل أيضا أيديولوجية الدولة في كل وقت «انتقائية» وغير
مستقرة.
دخلت الرأسمالية، على سبيل المثال، وتحرير السوق، لكنهما
ترافقا مع استبداد وتمدد بيروقراطي، لم ينتجا طبقة برجوازية قائدة. ظهرت
مشاريع صناعية، لكنها لم تنتج طبقة عمالية حقيقية مستقرة. ولم يظهر في جميع
الأحوال مفهوم للفرد بل بقي «ذرة مفردة بقدر جزئي، دون أن تضفي عليه صفة
الفردانية بشكل كامل»، وهو ما يعني انتفاء مفهوم التعاقد في الدولة الذي
يفترض أن يربط بين الفرد المتمتع بحقوق قانونية وفكرية وبين الدولة من
الجهة الأخرى.
على الدوام كانت الدولة العربية تتغلغل في النشاط
الاقتصادي والفكري وتحكم سيطرتها أمنيا دون أن تتمكن من اقناع الجماهير بها
عن طريق غير القسر، ودون أن تكون مدعومة بكتلة اجتماعية تتقبل شرعية
الطبقة الحاكمة.
تضخيم الدولة العربية إذن يعني أنها تنطوي على مغالاة
في التقدير قوتها وفعاليتها الحقيقية وكما يقول الأيوبي إنها «دولة ضارية
كثيرا ما تلجأ إلى القسر الفج في سبيل المحافظة على نفسها».
هوس الهوية
تعد
مشكلة فشل «القومية العريية»، مع الإلحاح الدائم على ضرورتها في الوقت
نفسه، مع ظهور منافس لها أخيرا هو الأصولية الإسلامية كاشفة من جانب آخر
لمأزق الدولة العربية. ويظهر الأيوبي مفارقة مدهشة حين يبين كيف أن
الأيدولوجيا القومية كانت أحيانا أداة لتعزيز الدولة القطرية إزاء جيرانها.
ويعود الأيوبي إلى أزمة مفهوم القومية العربية الذي نشأ كرد فعل، متأثرا
بالنظريات القومية الألمانية. ويتابع الأيوبي «لاتزال القومية العربية تتسم
بنوع من «الهوس بالهوية»: فالسؤال السرمدي هو إلى الأبد: «من نحن»؟ وبصورة
نادرة جدا «ما نحن فاعلون»؟ وكيف نستطيع أن نفعل ذلك؟
والأكثر من ذلك،
كما يقول الأيوبي، ان هذا البحث عن الهوية لا يظهر إلا على مستوى جامد من
ردة الفعل والانفعال، وهو ليس نتيجة الضلوع الفعلي في عمل حقيقي لبناء
الذات من خلال التفاعل مع الآخر، بل هو مسألة نظرية صرفة، ينحصر اهتمامها
بـ«عرض أنفسنا للآخر» على شكل رسائل تعريف لا حصر لها.
ظلال الحاضر
يصعب
استيعاب جميع الموضوعات التي تناولها الأيوبي عبر فصول كتابه، خاصة أنه
يتناول بالتفصيل تطور كل دولة عربية على حدة، وتراه مفرقا بين الدول ذات
الطبيعة الجمهورية الشعبوية، والأخرى ذات الطابع الملكي، والقائمة على أسس
القرابة، متناولا مشكلات النمو البيروقراطي، والعلاقات المدنية العسكرية،
واللبرلة الاقتصادية والخصخصة، ومستقبل الديموقراطية مختتما بفصل عن
«الدولة القوية، الصلبة، والضارية».
لكن يبقى الكتاب ملقيا بظله على
الحاضر ومفسرا للحيرة التي يجد الثائرون أنفسهم أمامها اليوم بعد تخلصهم من
رموز الأنظمة القديمة في الافتقار إلى طبقة أو كتلة اجتماعية تقود
التغيير، ومفاهيم متفق عليها لنظام دولة عادلة تقوم على التعاقد لا
الشعارات.


مهاب نصر - القبس

تضخيم الدولة العربية.. قوة النظام وهشاشته! 385423Pictures20110621299b02bf8ff84dc28584bc4795e7c81f
ربيع
ربيع

ذكر عدد الرسائل : 1432
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى