بعد عشر سنوات على رحيلها السندريلا أسطورة تعيش في القلوب
صفحة 1 من اصل 1
بعد عشر سنوات على رحيلها السندريلا أسطورة تعيش في القلوب
سعاد حسني
كانت السندريلا سعاد حسني وما زالت الاسطورة.. فما زلنا نتذكرها ونشتاق
إليها، وكلما شاهدنا أفلامها التي تصلح لليوم والغد وللسنوات القادمة، نشعر
انها تعبر عنا وعن احاسيسنا واحلامنا.. كانت تشعرنا في افلامها بأنها
الأخت والحبيبة والجارة، والحلم والتمني.. بأداء متنوع من السحر، مستمد من
موهبة مشعة انعكست صدقا وتألقا وتميزا فى الأداء وفي عشق لإسعاد الناس التي
تقبل على مشاهدة افلامها حتى يومنا هذا.. لأنها أفلام دخلت القلوب. كانت
تصنع بعناية.. كانت تصنع بحب يظهر في كل لقطة على شاشة السينما، يراها
الجمهور ويحس بها. وهذا هو ذكاء الفنانة التي لا تموت ذكراها برحيلها،
والتي استغلت ذكاءها في اختيار فريق العمل الذي صاحبها من مخرجين ومؤلفين
ومصورين ورفقاء نجاحاتها.. واؤكد هذه هي الفنانة التي لن ولم تتكرر حتى
الآن.
غادرت سعاد حسني الحياة منذ عشر سنوات، وتحديدا في الحادي
والعشرين من شهر يونيو عام 2001، لكني أحسست أنها ما زالت تعيش بيننا حين
قامت ثورة الشباب في 25 يناير، وتخيلتها في ميدان التحرير تقف بين الشباب
الثائر لتعبر عن امالهم وطموحاتهم في اغنيات كتبت خصيصا لهم.. ومن أجل
تحقيق احلامهم واهدافهم الوطنية.
بالتأكيد لم تقصد سعاد حسني ان تصبح أغنية "الدنيا ربيع" من بين أهم الأغنيات التى ترددت ولا تزال عن مصر بعد ثورة 25 يناير .
قبل
عشر سنوات، رحلت السندريلا سعاد حسنى عن عمر يناهز الثامنة والخمسين بعد
حياة عريضة امتلأت بالنجاح والصخب والشائعات التي احاطت بحياتها، ولم
تتركها حتى بعد موتها وسقوطها من شرفة شقتها في لندن والتي قيل وقتها انها
حادثة انتحار.
ولا احد يعلم حتى الآن، على وجه اليقين، ما إذا كانت
انتحرت او قتلت، لكن ما هو مؤكد أن جثتها وجدت ملقاة اسفل عمارة مشؤومة في
لندن، حيث كانت تقيم هناك في شقة مع صديقة لها من مصر.
الحاضرة الغائبة
الذين
يقولون إن سعاد حسني انتحرت لديهم اسبابهم، وأهمها انها كانت يئست من
الشفاء بعد ان طال علاجها في لندن، وفقدت نجوميتها، حيث انها ماتت معنويا
ولم يبق الا ان تموت جسديا.. وقد انتهى التحقيق الطويل في انجلترا الى انها
انتحرت.
اما الذين يقولون انها قتلت، فلديهم أيضا اسبابهم، واهمها انها
كانت بدأت تتماثل للشفاء، وانها قالت للمقربين منها انها سوف تعود الى
مصر، بل انها سوف تعود الى السينما بدليل انها تقرأ سيناريوهات عرضت عليها.
وفي المحصلة فإن جملة تصرفاتها قبل موتها لا توحي أنها مقبلة على الموت بل
على الحياة.
ومعنى هذا ان موت سعاد حسنى سوف يظل لغزا، مثل موت النجوم
من امثالها.. فلا احد يعرف حتى الآن سر موت الأميرة ديانا، ومارلين مونرو،
واسمهان، وداليدا، وسوزان تميم، وغيرهن من النجمات الشهيرات.
ورغم رحيل
سعاد حسني منذ عشر سنوات، إلا أن الصحافة لم تتوقف يوما عن الكتابة عنها.
فهي الحاضر الغائب طول الوقت، وخصوصا فى هذه الايام عندما تقدمت اسرة
الفنانة الراحلة ببلاغ الى النائب العام بتوقيع اختيها جانجاه وجيلى عبد
المنعم حافظ قدمته المحامية برلنتي عبد الحميد شيخون طالبت فيه بفتح
التحقيق في القضية واتهمت فيه اربعة اشخاص بينهم مسؤول كبير فى النظام
السابق بالتورط في مقتلها بعد ان اعلنت عن رغبتها في كشف المستور من خلال
كتابة مذكراتها ونشرها في كتاب او تسجيلها في حلقات تلفزيونية، وطلبوا
الاستماع لعدد من الشهود من الشخصيات المهمة مع تقديم ادلة جديدة.
معالم الشخصية
ظلت
سعاد حسني ذات الوجه الانساني الانيق الناعم، على مدى 32 عاما تملأ الشاشة
بالحيوية والفن، تخطف العيون والانتباه، وتخلق جوا من العذوبة والشقاوة
البريئة. ارتبط بها الجميع شبابا وفتيات وكبارا.. الكل وجد فيها الحلم
المفقود، فرضت وجودها بقوة على الجماهير من خلال تنوع ادوارها بين الشقاوة
والحب والمراهقة والغناء الاستعراضي، واشهر اغنياتها "يا واد يا تقيل" التي
غنتها في فيلم "خللي بالك من زوزو" عام 1972 ولها بصمات واضحة في مثل هذه
الادوار التي ادتها امام اشهر نجوم الشاشة العربية والتي جعلت منها حلم كل
شاب، كموهبة فنية مكتملة المواصفات للفتاة الأنثى التي داعبت خيال
الستينيات بكل طموحاته واحلامه واحباطاته.
فرس جامح
كانت السندريلا
سعاد حسني كحصان جامح لا أحد يستطيع ان يوقف اندفاعها، وكانت لديها قدرة
فائقة على توظيف امكانياتها لخدمة الدور الذي تلعبه.. كانت خليطا فريدا من
المهارات الغنائية والتمثيلية والاستعراضية، يندر ان تتكرر. فقد استطاعت ان
تجسد اعمالها السينمائية على الشاشة الكبيرة ادوارا مختلفة، إننا لن نجد
دورا واحدا يشابه الدور الذي سبق ان لعبته.. نجدها البنت الرومانسية
الحالمة نعيمة في فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959، وهذا الدور يختلف تماما عن
دور الفلاحة البدائية فاطمة الذي لعبته في فيلم "الزوجة الثانية" عام 1967.
كما ان دور "زوزو الماظية" في فيلم "خللي بالك من زوزو" حيث تؤدي دور
طالبة جامعية وبنت لفنانة من شارع محمد علي، يختلف تماما عن دور البنت
المراهقة "ايمان" الذي لعبته في فيلم "الثلاثة يحبونها" عام 1965، وتختلف
ادوارها ايضا مثل دور مديحة في فيلم "غروب وشروق"، وتهاني في "على من نطلق
الرصاص"، وزينب في "الكرنك"، وليلى في "الحب الضائع"، وعايدة في "اين
عقلي"، وناهد وميرفت في "بئر الحرمان" واحسان في "القاهرة 30"، وسهام في
"اهل القمة".
الأرقام لا تكذب
لم يبالغ الذين اطلقوا عليها "سندريلا
الشاشة"، فقد كانت من ابرز فنانات جيلها ان لم تكن ابرزهن على الاطلاق. ان
نظرة واحدة لسجل افلام سعاد حسني يمكن ان تعطينا دلالة نهائية، فالارقام لا
تكذب ابدا. واهم مثل يضرب عادة هو عدد المخرجين الذين عمل معهم النجم، فقد
عملت سعاد حسني مع 37 مخرجا منهم 36 مصريا يمثلون مختلف الاجيال من أقلهم
شأنا إلى أعظمهم، تعاملت مع جميع نجوم السينما المصرية من الخمسينيات حتى
الستينيات والسبعينيات باستثناء الفنانين فريد الاطرش واسماعيل ياسين، حتى
اصبحت بطلة امامهم، ثم بدأ اسمها يكتب قبل اسمهم مع منتصف السبعينيات، ثم
صعد فرسان سباق جدد في ظلها خلال فترة السبعينيات والثمانينات اصبحوا نجوما
كبارا فيما بعد.
كان النجم الاسمر احمد زكي آخر سلسلة نجوم الشاشة
الذين وقفوا امام سعاد حسني ولمدة 13 عاما، قدما معا بإبداعهما ضمن الابداع
الكلي أربعة أفلام تعتبر نموذجا هاما من نماذج التفاعل والمقدرة على
الارتفاع لمستويات جيدة من فن الاداء التمثيلي، تكمل حلقة من التعاون الفني
بين سعاد حسني وبين نجوم مرحلة خصبة بدأت في السبعينيات وجمعت بينها وبين
محمود ياسين وحسين فهمي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وعزت العلايلي نجوم
هذه الفترة. ثم جاء احمد زكي بمواصفاته المختلفة عن الملامح الكلاسيكية
للسينما، وكذلك ملامح هؤلاء النجوم، ليكمل معها، او تكمل هي معه، مسيرتها
الفريدة كممثلة استطاعت التألق وقدمت ابداعات متاميزة مع زملاء المهنة في
ثلاثة اجيال متتالية.
أغلى من الرجال
من الجدير بالذكر هنا ان سعاد
حسني كانت واحدة من نجمات السينما المصرية اللاتي لهن بصمات واضحة في
السينما المصرية، ووصل أجرها ذات يوم لتكون اغلى من اي نجم رجل من نجوم
الشباك على غير عادة هذه السينما تاريخيا، والدليل على ذلك انه في استفتاء
احسن مائة فيلم مصري الذي اجراه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1996
بمناسبة مئوية السينما المصرية، حصلت سعاد حسني على المركز الثاني بعد فاتن
حمامة بفارق فيلم واحد، وبرصيد تسعة افلام هي: القاهرة 30، الزوجة
الثانية، غروب وشروق، زوجتي والكلب، الكرنك، الاختيار، خللي بالك من زوزو،
اهل القمة، وعلى من نطلق الرصاص.
لقاء يتجدد
كان من حسن حظي انني
عرفت السندريلا سعاد حسني اثناء عملها في فيلم "الطريق" مع رشدي اباظه
وشادية عام 1964، ثم تعددت اللقاءات بصورة دائمة في منزل مدير التصوير
السينمائي المعروف وحيد فريد بحضور عدد كبير من الفنانين، منهم الفنانة
ليلى فوزى وزوجها الاعلامي جلال معوض وصلاح ذو الفقار وفؤاد المهندس
والمخرج حلمي حليم وصباح وكوثر شفيق وسعيد ابو بكر ونادية لطفي. ولا ابالغ
إذا قلت ان خفة دمها مدهشة، وحكاياتها مسلية، وصراحتها مخيفة للبعض. لكن
طيبتها جعلتها تحتل مكانا مهما في قلوب كل من عرفوها، وعلى مدار سنوات
طويلة اصبحت من اقرب الناس اليها على الصعيد الشخصى، وكثيرا ما كان يدور
بيننا حوار افصحت فيه عن عشرات الاسرار والخفايا ليس من حقي البوح بها، لكن
كان من اهم ما حكته لي ذات يوم انها احبت فنها اكثر من اي شيء اخر ، وان
هذا الحب منعها من الزواج بعبد الحليم حافظ اكبر مطربي عصره، وحتى غيره في
هذه المرحلة، فهي تعشق شغلها لدرجة مرضية.
زواج لم يتم
تعجبت كثيرا
مما قالوه عن "حدوتة" زواج السندريلا سعاد حسني من العندليب الاسمر عبد
الحليم حافظ .. رغم اني كنت من المترددين الدائمين على بيت اعز الناس عبد
الحليم حافظ، ولم اشاهد سعاد حسني ابدا هناك في حياتي، فكيف تزوجته؟!
ليس
صحيحا ما قيل من اشاعات بأن الغرام كان على اشده بين سعاد وعبد الحليم،
فالمجتمع الفني في مصر لا ينسى ابدا ان من أجمل قصص الحب التي سمعها وشهدها
في أوائل الستينيات قصة الحب الذي جمع بين قلبي سعاد حسني وعبد الحليم
حافظ، وهو حب ملأ قلب العندليب الاسمر بالسعادة واورث السندريلا الناعمة
الهموم والمتاعب والقلق النفسي، حتى وصل بها الحال في النهاية الى ان تنفي
ما يردده البعض عن علاقتها بالعندليب على انها علاقة حب، حتى قيل انها هي
التي تحبه "وهو مش واخد باله"، وهذا ما جعلها تشعر بالألم من هذه التعليقات
التي كانت تجرحها وتحرجها امام جمهورها الذي تحبه وتحرص عليه.
عقدة الخوف
ولا
شك ان عبد الحليم حافظ كان صادقا فيما رواه عن حبه الأول، ومع هذا فإن حبه
للسندريلا بعد ذلك كان ايضا حبا قويا، وان كان هذا الحب قد تحكمت فيه
بالنسبة للعندليب عقدة الخوف، لأنه عندما أحب سعاد كان وضع قدمه على اول
طريق الشهرة، وبات يساوره خوف من ان يخسر ولو نسبة ضئيلة من المعجبات فيما
لو تزوج، ولأنه ثانيا كان بدأ يحس باعراض المرض الذي اخذ يدمر كبده، وتصور
معه ان الزواج سوف يصبح مرهقا له وللمرأة التي يختارها لتكون زوجته.. كان
عبد الحليم يقسو على نفسه، ويخنق في صدره كل قلقه ومشاعره وخوفه من
المستقبل، مما خلق هوة بينه وبين سعاد اضطرت معها في النهاية الى القول انه
بالنسبة اليها ليس اكثر من زميل تحترمه، وليس هو فتى الاحلام الذي تحبه!
وبعد ذلك تزوجت سعاد المخرج علي بدرخان، الذي رأت فيه زوجا من طراز خاص، وهذا لا يعني ان عبد الحليم حافظ لم يعجبها.
ولأن
سعاد حسني كان لها عقل راجح استطاعت ان تجد في علي بدرخان ضالتها
المنشودة. وأنا متأكد أن سعاد وعبد الحليم حافظ لم يتزوجا فعلا، ليس فقط
لأنني كنت ملازما لهما خطوة خطوة، لكن لأني استشهدت بمدير التصوير وحيد
فريد، وهو الذي اكد لي عدم زواجهما فعلا.
ملف مفتوح
ما
زال ملف قضية مقتل السندريلا سعاد حسني مفتوحا، فالقضية التي شغلت الرأى
العام على مدار السنوات العشر الماضية، ما زالت قادرة على جذب الانتباه
وإثارة الفضول لمعرفة المزيد من اسرارها. فالقضية في حد ذاتها واحدة من
اشهر الالغاز فى عالم الجريمة، بالإضافة إلى الجدل القانوني الذي اثارته
القضية، وما زال مستمرا منذ الايام الاولى لوقوع الجريمة التي واجهت عددا
من الازمات القانونية، لما لها من ابعاد دولية وسياسية.
خالد بطراوي - القبس
ربيع- عدد الرسائل : 1432
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/07/2008
مفاجأة: رجلان وامرأة ضربوا سعاد حسني بـ«اللكمات» وألقوها من الشرفة!
مفاجآت جديدة تفجرها تحقيقات «سكوتلانديارد» في قضايا مقتل الفنانة سعاد حسني ود.أشرف مروان والفريق الليثي ناصف والتي تم فتح ملفاتها من جديد الأسابيع الماضية خاصة في ظل وجود معلومات جديدة تؤكد أن بعض أفراد النظام السابق كانوا وراء الضغوط التي مورست لغلق تلك الملفات. التحقيقات الجديدة توصلت إلي مفاجأت عديدة في قضية «السندريللا» منها أن هناك أشخاصا صعدوا إلي شقتها واعتدوا عليها بالضرب قبل أن يلقوها من شرفتها.
وذهبت التحقيقات إلي أبعد من ذلك عندما شكك «سكوتلانديارد» في أن مصريين تابعين لمنظمة المافيا الدولية بلندن نفذوا العمليات الثلاث.
الموضوع مصري خالص والبداية الفريق الليثي ناصف في 1973 ثم سعاد حسني في 2001 وبعدها الدكتور أشرف مروان عام 2007، أما النهاية فمن شباك إحدي الشقق بوسط العاصمة الإنجليزية لندن يلقي منه أحدهم وتقيد القضية في سكوتلاند يارد بوصفين جنائيين كسوابق ثلاث لم تحدث من قبل في تاريخ الجهاز الإنجليزي حيث تقيد القضايا علي أنها شبهة انتحار وفي ذات الوقت ضد مجهول وهو الوصف الذي تعاد دراسته وفحصه بدقة وهدوء بعيدا عن كافة الضغوط فالوصف الأول يقيد ضد المنتحر أما الثاني فبدون شك يقيد ضد الجاني المجهول وهما وصفان جنائيان متضاربان ومتعارضان في علوم البحث الجنائي.
هذا قدرهم لكن الضحايا الثلاث لم يعرف عنهم يوما ميلهم للانتحار أو ما يسمي، في علم النفس بفقد السيطرة علي النفس بل علي العكس كان كل منهم بالدليل القاطع يخطط للاستمرار في الحياة غير أن الجاني كان له قرار مختلف جعل «سكوتلاند يارد» العريق بتاريخه الطويل بعد أن زال سر التشويش علي التحقيقات كما قالوا هذا الأسبوع متمثلا في النظام المصري السابق يقرر دون ضغوط خارجية ودون طلب من أحد إعادة فتح التحقيق سرا -حتي دون إخطار الأسر المعنية في مصر- في القضايا الثلاث نظرا لتشابهها، بل تطابقها كما أكد أحد المحققين الذين عينوا للقضايا الثلاث الأسبوع الماضي، وكان يحقق في أوراق قضية أشرف مروان علي أساس توزيع القضايا التي بدأت بآخر حادثة وهي الأقرب زمنيا بالنسبة لعلوم الطب الشرعي الجنائي الحديث.
الواقع يقول إن أوراق ملفات تلك القضايا الثلاث تأبي أن تغلق وتصرخ للمصريين حققوني، فقد بدأ التحقيق في لندن بشكل دقيق للغاية وهادئ في قضيتين الأولي الخاصة بسعاد حسني التي لقيت حتفها من الطابق السادس شقة (6 إيه) ببناية ستيوارت تاور بحي ميدافيل بوسط لندن في حوالي التاسعة مساء الخميس الموافق 21 يونيو 2001 والثانية قضية الراحل الدكتور أشرف مروان الذي لقي مصرعه من شرفة شقته بالطابق الخامس بعقار كارلتون هاوس الكائن بضاحية سانت جيمس القريبة من قصر باكنجهام في الساعة الواحدة وأربعين دقيقة ظهر الأربعاء 27 يونيو 2007، أما القضية الثالثة والتي أعيد فتحها الأسبوع الماضي للاستدلال والمعلومات فهي قضية الراحل الفريق الليثي ناصف الذي لقي حتفه في 24 أغسطس 1973 من شرفة شقته (11 إيه) بالدورالحادي عشر ببناية ستيوارت تاور التي علمنا أن سكان لندن أطلقوا عليها بعد حادثة سعاد حسني لقب (برج الانتحار).
أدلة ودلالات كانت واضحة وتم تجاهلها، وتصريح خطير حصلنا عليه من محقق كبير في سكوتلاند يارد وبالرغم من سرية التحقيقات إلا أنه قرر منحنا القليل، فمهنية الرجل وصراحته تشيران إلي ثقة بالغة وأنهم متأكدون من أن تلك الحوادث تبعد كل البعد عن كونها مجرد عمليات انتحار.
حادثة الفنانة سعاد حسني (السندريللا) والتي فقدت حياتها في ظروف مشابهة بتلك التي فقد الليثي ناصف فيها حياته ففي التاسعة مساء الخميس الموافق 21 يونيو 2001 ومن شرفة النافذة التابعة للشقة (6 إيه) بالبناية المكونة من 16 طابقا والمعروفة باسم ستيوارت تاور يشاهد طفل من أصل مغربي شخصا ما يرتدي السواد يسقط من شرفة شقة مقابلة لمنزله فيجري يحكي لأمه التي تتصل بدورها بالشرطة وتتفجر حقيقة أن الجثة التي عثر عليها أسفل العقار كانت جثة «السندريللا» التي كانت تسكن ضيفة في شقة مواطنة مصرية تدعي نادية يسري مقيمة بلندن وتعمل في مجال العقارات غير أنها كانت خارج المبني ساعة الحادثة، وتنقل «حسني» لمشرحة حي (ويست منستر) الشهير ويشهد فريق التحقيق أنه كانت هناك ضغوط شديدة من النظام الحاكم في مصر طالبت لندن بغلق قضية سعاد حسني حفاظا علي العلاقات بين البلدين في واقعة تدخل لم تثبت في الدفاتر بسبب حساسية الموقف والقضية لكنهم ما كانوا ليعيدوا فتح القضية لولا أنهم مدركون لما حدث يومها.
وقد حاولنا استدراج أي من المحققين كي نسمع منه اسم مصري واحد وقف وراء الكواليس أو كان مهتما بشكل خاص بغلق القضية، لكننا فشلنا في معرفة أية بيانات عن ذلك الاسم غير أنهم أكدوا أنه بسبب الضغوط التي مارستها القاهرة يومها يمكن أن نتفهم لماذا مثلا أعلنت المحكمة الإنجليزية عن أنها ستصدر حكمها النهائي في مقتل سعاد حسني يوم 21 ديسمبر 2002 ثم تأجلت الجلسة إلي 13 فبراير 2003 ثم تأجلت مرة أخري إلي 31 يوليو 2003، وقد صدر قرارها المشوب بالشك بحفظ التحقيق علي أساسين متناقضين وسارت المحكمة وراء ما كتب في نهاية تحقيقات «سكوتلاند يارد» ورددته حيث جاء في حكمها حفظ القضية علي أساس أنها انتحار ثم علي أساس أنها ضد مجهول.
أما الجديد الذي ننفرد بنشره اليوم فهو توصل البيانات الأولية ومن واقع التقرير المبدئي السري للطب الشرعي وهو ذلك الذي حجب يومها بسبب ضغوط نظام مبارك لأسباب ربما تتكشف بعد ذلك يفيد أن حالة من العنف اليدوي قد مورست علي جسد القتيلة وأن المؤشرات البحثية تشير إلي أن القتيلة قد جري بينها وبين أفراد من الذكور بينهما سيدة يرجح أن عددهم ثلاثة بما فيهم السيدة، حوار شرس وأنهم كمموا فمها وساوموها علي تسليمهم نص «خطي» أكدت معلومات سكوتلاند يارد أن الضحية التي كانت تمثل تاريخا معينا لبلدها مصر قد أنهت لتوها كتابته، وأنهم حققوا معها لعدة دقائق قليلة كي تسلمهم أي نسخة أخري بما في ذلك شرائط صوتية كانت قد سجلتها بمعرفة شخص مصري كان قد حضر لندن خصيصا بناء علي طلبها لذلك وأنها عندما رفضت اعتدوا عليها بالضرب (بالبونيات) بطريقة محترفة للغاية تدل علي تدريب هؤلاء علي التعذيب دون ترك الآثار علي جسد المعذب وأنها حاولت في فترة ما الدفاع عن نفسها واعتدت بالضرب بالصفع علي أحدهم وأنها جذبت المرأة التي كانت معهم وتحقق معها من شعرها مما ترك في يدها شعرة نسائية يميل لونها للإحمرار وأن تحليلا لعناصر الدي إن إيه قد جري سرا ليؤكد أن الجناة مما تركوه من آثار بشرية تمثلت ملامحها علي أظافر القتيلة والشعرة التي وجدت قد كانوا شرقيين بل إن النتائج ذهبت لأبعد من ذلك حيث كشفت أنهم مسلمون.
خاصة أن الـ«دي إن إيه» يحدد منشأ الإنسان وعناصر جسد المسلم الشرقي التي تختلف كل الاختلاف عن عناصر جسد الأوروبي والهندي والأمريكي فكل ديانة أو فصيل بشري له عناصر خاصة وعلي هذا حددوا ديانة الجناة.
أما بقية ما كتب في التقرير الأولي الملخص والمركز فإنهم اغتاظوا علي ما يبدو من القتيلة بسبب مقاومتها لهم وربما بدأت في الصراخ ولو لثوان فعادوا وكمموا فمها وجري أحدهم علي شرفة الشقة ويبدو أنه ذكر قوي طوله يتراوح بين 180 و190 سنتيمترا وعن طريق مقص حاد مسنون جيدا من النوع المستخدم في تنظيف الأسماك بالمطاعم المتخصصة قام بعمل قطع طولي وعرضي في شبكة الحماية من الطيور والتي كانت موجودة تغطي كل الشرفة ونظرا لأنه لا يمكن له رمي القتيلة بمفرده دون أن يزيح له أحدهم الشبكة ليفتح له المجال في قذف القتيلة فقد جذب هذا الشخص الشبكة من الطرف الآخر مما سبب معه قطعا صغيرا لم يحدث بالمقص بل عن طريق الجذب وعندما أصبحت الشرفة مكشوفة قام الذي حمل القتيلة بمساعدة شخص آخر يرجح أنها السيدة التي صاحبتهما في وضع القتيلة في وضع أفقي أمامهم وكانت قد أغشي عليها من الخوف وهناك شواهد لتوقف قلبها قبل رميها بوجود تخثر في حجيرات القلب تفيد بالسكتة قبل السقوط ودفعها ذلك الشخص القوي لتطير في الهواء بعيدا عن الشرفة لتثبت عملية سقوطها أنها ألقي بها ولم تسقط ، غير أن تفسيرا جانبيا علمنا أنه كتب بالقلم الرصاص قال إن الفاعل عندما وضع سعاد في وضع أفقي وكأنها تنام علي ظهرها كان يقصد أن يلقي بها كأنها عملة معدنية سقطت في مكانها لأنه خبير قتل، لكن سجلت الأرصاد اللندنية في هذا اليوم حركة رياح باردة شديدة صاحبت تحديدا ساعة الوفاة وأن بعد الجثة عن مكان الإلقاء حدث بفعل حركة الدفع والرياح التي عظمت المسافة.
التقرير الأولي وإن كان سريا يكشف أن «السندريللا» قتلت بلا شك ومن القاهرة مورست ضغوط من المؤكد أنها ضغوط تفوق تلك التي يمكن لصفوت الشريف لو سلمنا جدلا أنه المستفيد كما أشيع مؤخرا أن يمارسها فهي بلا تهويل ضغوط أقوي وأكبر وأكثر تأثيرا.
وهنا ننتقل للقضية الثانية وهي ملف الراحل الدكتور أشرف مروان الذي فقد حياته في 27 يونيو 2007 ستة أيام وستة أعوام فصلت بين مقتله وبين مقتل السندريللا وكأن الرقم ستة هو قدر الرجل وهو الذي حرم إسرائيل من أثمن 6 ساعات في تاريخها فكان انتصار حرب أكتوبر.
الغريب أننا نجد كلام المصدر عندما قال: «إن من كتب هنا نقل من هناك» وكان يقصد ملف سعاد حسني ومن قبلها الليثي ناصف، فمراون توجد علي جسده كدمات مشابهة ولو أنها أقل وربما لكبر سنه ولمعاناته من العديد من الأمراض كانت مقاومته أقل.
أما التقرير الأول لمروان فقد أثبت أنه كان يعاني من مرض في مفاصل قدميه وركبته يمنعه من تسلق حتي درجات السلم وأنه كان يستخدم عكازًا طبيا وجد بعد الحادثة بحمام الشقة يمكنه من دخول الحمام وتسلق درجة الدش، وأن الفرضية في التحقيق الأولي بأنه وقف علي سور الشرفة بالطابق السادس وقفز بنفسه ليلقي حتفه فرضية كتب بين قوسين (فرضية فاسدة) في الاستدلال.
أما الجديد أن سكوتلاند يارد توصلت لمعلومة مؤكدة تفيد بأن أشرف مروان كان قد حكي لدكتور إسرائيلي يوثق معلومات «مروان» أن الأخير قد تردد في إضافة فصل كامل بمذكراته حكي فيه عن شخصية سياسية مصرية ظلت في سدة الحكم حتي 2007 كانت تتجسس لحساب إسرائيل وأن السادات كان الوحيد الذي يعلم بذلك وأن ذلك الشخص كان في عام 1973 يعمل في الهيئة العامة للاستعلامات دون أن أعلم من المصدر اسم ذلك الشخص الذي عرفه السادات ومروان وحدهما حتي دون علم أي جهاز مصري آخر وأنهما كانا يستخدمانه لنقل معلومات خاطئة للعدو.
«سكوتلاند يارد» أعادت التحقيق حاليا مع الدكتور الإسرائيلي "أهرون برجمان" الشاهد الأخير في قضية الراحل «مروان» الذي كان يوثق معه بعض الأجزاء التاريخية في مذكراته دون أن يكون علي علم بكل ما جاء في المذكرات، وكان «مروان» قد ترك لبرجمان ثلاث رسائل علي جهاز أنسر ماشين هاتف أرضي حيث كان برجمان يعد كتابًا جديدًا عن أشرف مروان أما ما يوجد بالتسجيلات فقد علمنا أنه التالي:
التاريخ 26 يونيو 2007 الساعة الثانية ظهرا تقريبا ويظهر صوت الدكتور أشرف مروان يقول: "هاي من أجل كتابي من فضلك اتصل إلي علي تليفوني المحمول شكرًا" ثم يغلق الخط. وتأتي بعد ذلك الرسالة الثانية لـ«مروان» فقد ترك يومها، علي غير العادة نهائيا، ثلاث رسائل كانت الأخيرة في حياته وفيها قال:
"هالو هل يمكنك الاتصال بي من أجل موضوع الكتاب شكرا".
ثم تأتي الرسالة الثالثة وفيها: "هاي مساء الخير هل يمكن أن تتصل بي من أجل موضوع الكتاب الذي أنا موضوعه شكرا".
تلك الرسائل جعلت من الدكتور الإسرائيلي آخر شاهد في قصة مقتل مروان وقد شهد الرجل أن مروان لا يمكن أن يكون قد انتحر حيث كان مصمما علي إكمال مذكراته الشخصية التي كان من المفترض أنها ستكشف أسرار شخصيات كبيرة من مصر.
وفي الحقيقة لا ننسي أن التسجيلات الصوتية والورقية قد اكتشفت الشرطة البريطانية أنها سرقت بالكامل ، وكأننا ننقل من ملف سعاد حسني وملف الليثي ناصف فرجل أعمال يقف في شرفة شقته بالصدفة يشاهد هذه المرة بوضوح رجلين شرقيين يقفان في شرفة مروان عقب إلقائهما إياه من الشرفة ولا يأخذ قاضي التحقيق بتلك الشهادة الحاسمة في القضية.
وفي الأربعاء 14 يوليو 2010 وبعد أعوام من التحقيقات يقرر رئيس المحكمة في كورنر كورت القاضي "وليام دولمان" إصدار ما سمي بالحكم المفتوح مقرا بأنه للأسف لم يستطع تحديد سبب الوفاة وفي جمل عريضة واضحة يقول إنه لم يجد أدلة علي انتحار أشرف مروان كما أنه لم يجد دليلاً علي أنه قتل، وأكمل قائلا: "ببساطة ليست لدينا حقائق بما حدث في تلك الساعة لذلك الرجل الشجاع الذي - في رأيي الشخصي - لم يقدم بنفسه علي الانتحار غير أننا لم نجد الدليل ولم تقدم سكوتلاند يارد أي معلومة يمكن لي أخذها في الاعتبار علي الرغم من التحقيق المطول والدقيق".
أما القضية الثالثة فهي ملف «الليثي ناصف» قائد الحرس الجمهوري في عصر السادات الذي وجد بـ«البيجاما» و«شبشب» المنزل لا يزال في قدمه بعد أن كان من المفترض أنه سقط من شرفة شقته بالدور الحادي عشر بستيوارت تاور في 24 أغسطس 1973 والغريب أن التحقيقات أشارت إلي أن «ناصف» استأذن زوجته التي كانت تشاهد معه التلفاز ليدخل الحمام في الطرف الآخر من الشقة وكانت ابنته هدي تجلس في صالة الشقة أمام النافذة التي من المفترض أنه سقط منها والأدهي أن النافذة كانت مغلقة.
أما شهادة الدكتور صفوت حمزة طبيب الحرس الجمهوري الذي عاين الجثة بعد عودتها للقاهرة شهد بأنه لم ير أي علامات تدل علي أن صاحب تلك الجثة قد سقط من الطابق الحادي عشر علي أرض أسفلتية واستندت الشرطة لأقوال شاهد بريطاني كان يجلس في بناية مقابلة لبناية الليثي حيث أكد أنه شاهد الليثي يدخن سيجارة ثم يترنح ويسقط، العجيب أن ذلك الشاهد في تحقيقات محكمة كورنر كورت بلندن أخطأ في قصته عدة مرات حتي استبعدته المحكمة ونحته كشاهد جانبا ، أما زوجته "شوفيكة" التي تعود لأصل تركي وأم ابنتيه هدي ومني فأكدت لسكوتلاند يارد يومها عدم وجود بقعة دم واحدة علي جثة الليثي ناصف وحقيقة وجود «شبشب» الحمام في قدمه حتي بعد سقوطه وهي تقريبا شهادة قريبة أعاد شهادتها الدكتور مصطفي الفقي في 9 اكتوبر 2008 مع أنه نفي يوم الحادث أي شبهة جنائية بالنسبة لليثي وتلقفت السلطات البريطانية شهادته لتغلق التحقيق.
«الفقي» راجع ذاكرته حيث كان وقتها قنصلا لمصر بالانابة في العاصمة البريطانية وشهد الوقائع التي صاحبت الحادث إلي أن تم تقييده علي أساس أنه انتحار في توصيف عجيب لا يقبله حاليا سكوتلاند يارد الجديد.
أما العامل المشترك في الملفات الثلاثة فهو الاشتراك في معلومة واحدة وهي علم الغير أن الضحية تكتب مذكراتها وأن الجاني كان في كل المرات يترك الضحية لتنهي كل المذكرات وهو علي مقربة وربما يكون معروفا للضحية وعندما يتأكد أن الضحية أنهت الكتابة وعلي وشك النشر يظهر ليقتلها ثم يسرق المذكرات بطريقة تؤكد حاليا لسكوتلاند يارد أن المنفذ لديه معلومات حتي عن مكان إخفاء الضحية للنص الكتابي ، وفي واقعة «سعاد» كانت التسجيلات الصوتية مع شخص مصري سجل مذكرات سعاد حسني، وفي حادثة مروان دخل الجاني مباشرة لمكان المذكرات التي اختفت من مسرح الجرائم التي راح ضحيتها الضحايا الثلاث عقب مصرعهم أيا كانت الطريقة مع أنها واحدة.
معلومة أخري شديدة الأهمية تفيد بأن سكوتلاند يارد يشك حاليا في أن مصريين تابعين لمنظمة المافيا الدولية بلندن قد نفذوا كل العمليات الثلاث حيث إن الطابع الجنائي يؤكد بجلاء، علي حد وصف المصدر الذي نقل لي القصة، أن الجاني واحد من الناحية التنفيذية إلا أنه لا يمكن لشخص نفذ عملية قتل شرسة في 1973 وعمره ربما تراوح وقتها بين 25 و35 أن يكون قادرا علي تنفيذ نفس الطريقة في 2001 ويعيدها في 2007 والفرضية الحالية أن منظمة إجرامية لها تلك الطريقة في القتل والتخلص من الخصوم تعمل بنفس الأسلوب مع تغيير الأفراد علي مدي 35 عاما ، وهي طريقة متواجدة في أوروبا، فمثلا المافيا عندما تتخلص من شخص أوشي بعملياتهم فإنهم يقتلونه ويضعون وردة في فمه ولو كان قد سرقهم يقتلونه ويضعون عملة معدنية فئة الدولار الأمريكي في جيبه الأيمن ولو كان خانهم فإنهم يلقون به من النافذة تماما كما حدث في ملفات الليثي ناصف وسعاد حسني وأشرف مروان.. لقد تقدمت شقيقة الفنانة سعاد حسني ببلاغ حمل رقم 8308 لسنة 2011 طالبت فيه في 11 يونيو الجاري بالتحقيق مع نادية يسري صديقة سعاد حسني التي أخفت حقيقة أنها وجدت بقعة دماء علي وسادة سعاد.
روز اليوسف
ربيع- عدد الرسائل : 1432
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/07/2008
مواضيع مماثلة
» من مذكرات السندريلا سعاد حسنى : صفوت الشريف هدد بقتل حليم إذا لم تستجب لطلباته
» مراكش فيها وفيها !!!
» رحيل Paul Newman
» أسطورة الريف
» أسطورة / أحمد بنميمون
» مراكش فيها وفيها !!!
» رحيل Paul Newman
» أسطورة الريف
» أسطورة / أحمد بنميمون
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى