مراكش فيها وفيها !!!
+27
الزهرة
chabah
آمال
zerouali
ادريس
ابن الأطلس
بنت جبالة
abdelhamid
منصور
izarine
بديعة
cheikhi
خديجة
rotba
المخلوطي
iswal
القيطي
elbouari_tetouan
nezha
mohamed
sabil
said
liliyalili
krikar
oiseaulibre
ع أ ع
عبدالبارئ بوهالي
31 مشترك
صفحة 1 من اصل 8
صفحة 1 من اصل 8 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
اين هي الدرسة اليوم والله وتعطي الفلوس باش تشوفها فيها لا شوفتي الوقت تمكننه وتالاله وتطوره هدا زمن آخر
رد: مراكش فيها وفيها !!!
اخي عبدالنور..في المناطق الجبلية بالاطلس الكبير لا يزال الحصاد بالمنجل والدراس بالدرسة والبهايم والحرث بالمحراث والزوجة....وذلك اعتبارا لطبيعة سطح الاراضي الذي لا يسمح باستعمال الالات الفلاحية الحديثة ...والدرسة التي في الصورة تساعية وعيالية !!!!!!!!!!!
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
ضريح يوسف بن تاشفين..
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
صبرك يا ايوب
----------
----------
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
المسرح الملكي
---------
---------
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
مراكش : الاطلس الكبير
-----------------
-----------------
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
مراكش/البوم الكتبية...
-----------------------
http://yeoman.photo.doctissimo.fr/Maroc/Marrakech-La-Koutoubia-diaporama781258-54861-2.html
-----------------------
http://yeoman.photo.doctissimo.fr/Maroc/Marrakech-La-Koutoubia-diaporama781258-54861-2.html
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
مراكش/ الاطلس + النخيل..
-------------------
http://rutabaga.photo.doctissimo.fr/Maroc-Marrakech-Atlas-alb549-1.html
-------------------
http://rutabaga.photo.doctissimo.fr/Maroc-Marrakech-Atlas-alb549-1.html
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
قضى أزيد من ستين سنة يصدح بنغمات الغيطة فوق صوامع مساجد مراگش
الاحد 9 شتنبر 2007
أكادير
: الأحداث المغربية هو واحد من جنود رمضان المجهولين الذين يحولون ليل
مدينة مراكش إلى سمفونية رائعة بفعل ما يتصاعد من آلته الموسيقية من شدو
وأنغام بعد أن يكون قد اعتلى صومعة احد مساجد بهجة الجنوب، ليشرع في تشنيف
آذان السامعين بنتف من قصائد المدح النبوي والتوسلات . الحاج أحمد بلعباس
أو رياض السنباطي كما يلقبه أصدقاؤه واحد من الوجوه المعروفة ببهجة
الجنوب. استقر منذ مدة بأحد البيوت المتواضعة بحي سيدي بن سليمان رفقة
أسرته الصغيرة. شخص قليل الكلام بالرغم من كون شهرته قد عمت الآفاق بفعل
ارتباطه بآلة الغيطة. استهوته الأنغام منذ مدة طويلة فأجاد العزف على آلة
الماندولين قبل ان يحول وجهته شطر الغيطة حيث أتقن العزف على نغماتها بحيث
تجاوز ارتباطه بهذه الآلة العجيبة أكثر من 60 سنة، إذ يؤكد أن أول عهد له
بها كان سنة 1946 والمغرب لازال يعيش زمن الحجر والاستعمار.
هو اليوم معلم خياط يعتمد في كسب قوت أفراد اسرته الصغيرة على هذه المهنة،
التي اتخذها وسيلة لكسب رزقه وقوت عياله لأن الصنعة حسبه «إلى ما غنات
تستر وقيل تزيد فالعمر». غير أنه لا يكاد شهر شعبان يؤذن بالرحيل ايذانا
بحلول شهر الغفران حتى يستل المعلم احمد آلة الغيطة من مكمنها ويشرع في
تهييئها للقيام بالواجب الذي تركه له معلموه، بحيث لازال يحتفظ بالغيطة
التي وهبها له معلمه سيدي محمد بن مبارك وهو على فراش الموت بعد أن
استقدمه خصيصا ليودعه إياها .
يجاهد المعلم احمد كثيرا لتفسير تركيبة هذه الآلة الغرائبية التي يعتبرها
من صنع الجن ويسوق قصة طويلة لشرح الظروف والأسباب الكامنة خلف ابتكارها،
حيث يؤكد المعلم احمد أن للغيطة ارتباطا وثيقا بنبي الله سليمان الذي سخر
له الله عز وجل حكم الانس والجن والشجر والحجر مما جعل الغرور والتيه
يتسربان الى قلبه فصاح يوما في حاشيته بغير قليل من التنطع والكبرياء « لا
ملك يعلو فوق ملكي ولا سلطان يضاهي سطوة حكمي ونفوذي». ولأنه لم يستغفر
الخالق الذي من عليه بهذا الملك الشاسع فقد سلط عليه الله أضعف سلاطينه
وهو سلطان النوم، حيث غالبه طيلة أيام وليال عدها الحاج احمد في21 يوما لم
يستيقض خلالها سليمان من غفوته مما جعل الحاشية تخاف عليه وتتوجس خيفة من
هذا النوم الذي طال به. وبالنظر لقوة شخصية سيدنا سليمان ونفاذ حكمه فإنه
لم يقو أحد على الدخول عليه في بيت نومه لاستطلاع جلية الخبر حيث اجتمع
القوم وشرعوا يفكرون ويدبرون حيث اهتدى أحد ملوك الجن إلى حيلة ترفع عن
الجميع الحرج وتوصل الى الغرض المطلوب ومن ثمة ابتكر آلة الغيطة وطفق
الغلمان والجواري يعزفون ألحانا شدية امام غرفة نوم سليمان حيث استيقض من
نومه الطويل وأدرك عظم ذنبه وخطأه واستغفر الله كثيرا عما بدر منه من تيه
وخيلاء وتعجب بالنفس، ومن يومها والغيطة مرتبطة بفترات الليل الطويلة حيث
لا يحلو الاستماع الى نغماتها إلا في هذه الأوقات إذ تهجع الأرواح وتستلقي
الاجساد وتحلق المهج في بحر الملك والملكوت. كما اصبحت الغيطة من يومها «
تصبح على الملوك في الاعياد والمناسبات». قصة لا يكل ولايمل الحاج احمد من
ترديدها على مسامع جلسائه ويرويها بلهجة المتيقن. مستدلا على ذلك ببعض
الاجزاء المكونة لهذه الآلة الغرائبية والتي تسمى « الذخيرة» وتشبه في
تركيبتها حسب الحاج احمد عين الجني. وللبرهنة على ذلك، يشرع صاحبنا في
تفكيك آلته وعرض أجزائها وقطعها. فهي غالبا ما تصنع من عود المشمش وتنقسم
الى جزءين : التنور والذخيرة. حيث تبرز «الجعبة» المحددة في طول القصبة و
«الذخيرة» وتكون بالجهة الموالية لفم العازف، ثم هناك «التنور» الذي يشبه
في شكله البوق ليتم بـ «اللولة» وهي قطعة تصنع من النحاس ويتم ادخالها في
«الذخيرة» حيث ترتبط بها قطعة قصب صغيرة نسمى بدورها «القصبة» ، أما
«الصدفة» فهي قطعة دائرية تحبس النفس وتساعد على تجميع الصوت لترسله رقيقا
و عبارة عن نغمات رائعة. أما «الجوا» فهو تلك القطعة من القماش التي تنسج
على مقاس الآلة ويتم تجميعها داخلها لحفظها من الغبار وكل عوادي الزمان .
الحاج احمد واحد من الاوفياء لهذه الصنعة التي بارت مع تطورات أزمنة
الحداثة وأصبحت مجرد ذكرى لزمن غابر ما يجعل صاحبنا آخر الفرسان في عالم
الغيطة بعد أن أصبحت صنعة لا تضمن لصاحبها مدخولا كافيا يكفيه الحاجة وذل
السؤال، خصوصا بعد أن غيب الموت شيوخ هذه الصنعة ومعلميها الكبار ووجهت
بالصد من الاجيال اللاحقة التي استهوتها بدل ذلك نغمات «الريكي» و«الهيب
هوب». لذلك نجد الحاج احمد مصرا على التشبث بهذه الصنعة بالرغم من انه لم
يعد يعتمد على مدخولها وامتهن بدل ذلك مهنة الخياطة ولم يعد امامه سوى شهر
رمضان لاخراج هذا المارد من قمقمه وتشنيف آذان السامعين بإيقاعات خالدة
تردد من خلالها بعض مقاطع «البردة» و«الهمزية» وقصائد التوسلات .
ما أن يهل شهر رمضان حتى يسارع الحاج احمد الى آلته يتسنم بها صهوة صوامع
مساجد بهجة الجنوب خصوصا المساجد الكبرى كمسجد باب دكالة والمواسين
وبنصالح وكذا سيدي بلعباس ومولاي اليزيد وباب ايلان ومولاي الشريف، حيث
يشرع صاحبنا في تبادل الادوار مع النفار والمهلل وتنطلق السمفونية من
الثانية صباحا الى حدود الرابعة حيث يفسح المجال بعدها للمؤذن للقيام
بدوره. ويؤكد الحاج احمد أنه غير مستعد للتنازل عن هذا الدور باعتبار
المهمة إنسانية بالدرجة الاولى، لأن الغيطة هي مؤنس المريض في عزلته ومفرج
كرب المقهور في وحدته، وهو يصر على اختيار الألحان ذات البعد النفسي
كقصيدة «السيف القاطع» للشيخ سيدي احمد بناصر دفين رياض العروس التي
أبدعها زمن احتلال البرتغال لبعض التخوم المغربية وشروعهم في قهر
المواطنين المغاربة خاصة الأشخاص الذين يحظون لديهم بالاحترام والتوقير
كسيدي احمد بناصر الذي لم يسلم من جور المحتل وظلمه بعد ان زج به في برودة
الزنازن ليطلق هذه الصرخة الشعرية التي أصبحت محببة لعازف الغيطة. تقول
بعض مقاطعها :
ياربنا يا خالق الأنفاس حل بيننا وبين شر الناس ياربنا ياخالق العوالم حل
بيننا وبين كل ظلم وطبعا يبقى لبعض القصائد المراكشية قصب السبق في رزنامة
أداء الحاج احمد الموسيقية كقول الشاعر:
تشفع يارسول الله فينا فما نرجو الشفاعة من سواك واسرع في إغاثتنا نرى
المولى يسارع في رضاك يحكي الحاج احمد بنبرة لا تخلو من أسف وحسرة ما آل
إليه واقع أصحاب الغيطة اليوم بالرغم من الدور النبيل الذي ما فتئوا
يضطلعون به ويقول : «ان الصعود الى الصومعة والعزف من على صهوتها كان
بالنسبة لنا أصحاب الصنعة بمثابة وسام الجندية. «وكان المعلم يجاهد في
تدريب النشء ليورتهم هذه الصنهة بالنظر لمهمتها النبيلة، وكان أرباب
الصنعة يقسمون الى ثلاثة أقسام. فهناك المعلم والصانع والمتعلم. وتقسم
المداخيل حسب هذا التصنيف. ففي الوقت الذي يحظى المعلم بـ«قسمة» تفرد «نصف
قسمة» للصانع وربعها للمتعلم وفي ذلك قمة الديمقراطية حيث يفرد لكل نصيب
بالرغم من تفاوت الطبقات». كما لازال الحاج احمد يتذكر كثرة الإقبال الذي
كانت تحظى به «تاغياط» من طرف سكان مدينة البهجة، بحيث كانوا ينتهزون
الفرص لتنظيم جلسات انس وطرب تتسيد فيها الغيطة وأنغامها. كما كان الجميع
يتحلق أسفل الصوامع في ليالي رمضان لتشنيف الآذان بتلك المعزوفات الروحية
التي تصدح من الغيطة فوق المئذنة فترى الاجساد تترنح وقد استبدت بها لحظات
وجد صوفية تأخذ بالعقول والألباب وتسبح بالانفس في جو الملك والملكوت، ولا
يعود يفصل بينها وبين الخالق سوى حجاب رقيق. وبدورهم لم يكن المراكشيون
يبخلون عن أرباب الصنعة بحيث كانوا ينتهزون فرصة النصف من رمضان وليلة
«الفضيلة» التي تزامن يوم 27 من هذا الشهر المبارك وكذا ايام العيد
ليسبغوا بعضا من أريحيتهم على هؤلاء الجنود المجهولين فتجد الاسر
المراكشية تفرد حقا معلوما من مالها ومن طيبات أكلها وبعض «الشهيوات»
لجنود رمضان كالغياط والنفار والمهلل.
وبالرغم من تغير الأحوال بعد تسرب مظاهر الحداثة والعصرنة مما جعل هذه
الصناعات تعرف نوعا من الفتور بعد ان هجرها اهلها وغاب عنها مريدوها
وعشاقها، فإن الحاج احمد لا زال متشبثا بـ«غيطته» لا يرضى عنها بديلا يعض
عليها بالنواجذ بعض ان قضى في رحابها ازيد من 60 سنة، عاصر خلالها فطاحل
هذا النوع من الموسيقى والطرب وتشرب منهم أصول الصنعة وأسرارها. فهو مازال
متشبثا بالته بالرغم من مظاهر الكبر التي باتت تلف جسده وخصلات الشيب التي
تغزو رأسه ولحيته، بحيث ما أن يسأله أحد عن طبيعة هذا الفن حتى يسارع الى
آلته ليخرجها من صندوق ظل يحتفظ به في منزله لهذا الغرض ويشرع في الشرح
والتفسير قبل أن تمتد أصابعه لتشرع في عزف نغمات آية في الدقة والاتقان
ليختم حديثه بهذه القولة المأثورة «صنعة الغيطة إلى زيانت كرم عيالك ومتع
خيالك واللي بقا ماشي ديالك».
الاحداث المغربية
الاحد 9 شتنبر 2007
أكادير
: الأحداث المغربية هو واحد من جنود رمضان المجهولين الذين يحولون ليل
مدينة مراكش إلى سمفونية رائعة بفعل ما يتصاعد من آلته الموسيقية من شدو
وأنغام بعد أن يكون قد اعتلى صومعة احد مساجد بهجة الجنوب، ليشرع في تشنيف
آذان السامعين بنتف من قصائد المدح النبوي والتوسلات . الحاج أحمد بلعباس
أو رياض السنباطي كما يلقبه أصدقاؤه واحد من الوجوه المعروفة ببهجة
الجنوب. استقر منذ مدة بأحد البيوت المتواضعة بحي سيدي بن سليمان رفقة
أسرته الصغيرة. شخص قليل الكلام بالرغم من كون شهرته قد عمت الآفاق بفعل
ارتباطه بآلة الغيطة. استهوته الأنغام منذ مدة طويلة فأجاد العزف على آلة
الماندولين قبل ان يحول وجهته شطر الغيطة حيث أتقن العزف على نغماتها بحيث
تجاوز ارتباطه بهذه الآلة العجيبة أكثر من 60 سنة، إذ يؤكد أن أول عهد له
بها كان سنة 1946 والمغرب لازال يعيش زمن الحجر والاستعمار.
هو اليوم معلم خياط يعتمد في كسب قوت أفراد اسرته الصغيرة على هذه المهنة،
التي اتخذها وسيلة لكسب رزقه وقوت عياله لأن الصنعة حسبه «إلى ما غنات
تستر وقيل تزيد فالعمر». غير أنه لا يكاد شهر شعبان يؤذن بالرحيل ايذانا
بحلول شهر الغفران حتى يستل المعلم احمد آلة الغيطة من مكمنها ويشرع في
تهييئها للقيام بالواجب الذي تركه له معلموه، بحيث لازال يحتفظ بالغيطة
التي وهبها له معلمه سيدي محمد بن مبارك وهو على فراش الموت بعد أن
استقدمه خصيصا ليودعه إياها .
يجاهد المعلم احمد كثيرا لتفسير تركيبة هذه الآلة الغرائبية التي يعتبرها
من صنع الجن ويسوق قصة طويلة لشرح الظروف والأسباب الكامنة خلف ابتكارها،
حيث يؤكد المعلم احمد أن للغيطة ارتباطا وثيقا بنبي الله سليمان الذي سخر
له الله عز وجل حكم الانس والجن والشجر والحجر مما جعل الغرور والتيه
يتسربان الى قلبه فصاح يوما في حاشيته بغير قليل من التنطع والكبرياء « لا
ملك يعلو فوق ملكي ولا سلطان يضاهي سطوة حكمي ونفوذي». ولأنه لم يستغفر
الخالق الذي من عليه بهذا الملك الشاسع فقد سلط عليه الله أضعف سلاطينه
وهو سلطان النوم، حيث غالبه طيلة أيام وليال عدها الحاج احمد في21 يوما لم
يستيقض خلالها سليمان من غفوته مما جعل الحاشية تخاف عليه وتتوجس خيفة من
هذا النوم الذي طال به. وبالنظر لقوة شخصية سيدنا سليمان ونفاذ حكمه فإنه
لم يقو أحد على الدخول عليه في بيت نومه لاستطلاع جلية الخبر حيث اجتمع
القوم وشرعوا يفكرون ويدبرون حيث اهتدى أحد ملوك الجن إلى حيلة ترفع عن
الجميع الحرج وتوصل الى الغرض المطلوب ومن ثمة ابتكر آلة الغيطة وطفق
الغلمان والجواري يعزفون ألحانا شدية امام غرفة نوم سليمان حيث استيقض من
نومه الطويل وأدرك عظم ذنبه وخطأه واستغفر الله كثيرا عما بدر منه من تيه
وخيلاء وتعجب بالنفس، ومن يومها والغيطة مرتبطة بفترات الليل الطويلة حيث
لا يحلو الاستماع الى نغماتها إلا في هذه الأوقات إذ تهجع الأرواح وتستلقي
الاجساد وتحلق المهج في بحر الملك والملكوت. كما اصبحت الغيطة من يومها «
تصبح على الملوك في الاعياد والمناسبات». قصة لا يكل ولايمل الحاج احمد من
ترديدها على مسامع جلسائه ويرويها بلهجة المتيقن. مستدلا على ذلك ببعض
الاجزاء المكونة لهذه الآلة الغرائبية والتي تسمى « الذخيرة» وتشبه في
تركيبتها حسب الحاج احمد عين الجني. وللبرهنة على ذلك، يشرع صاحبنا في
تفكيك آلته وعرض أجزائها وقطعها. فهي غالبا ما تصنع من عود المشمش وتنقسم
الى جزءين : التنور والذخيرة. حيث تبرز «الجعبة» المحددة في طول القصبة و
«الذخيرة» وتكون بالجهة الموالية لفم العازف، ثم هناك «التنور» الذي يشبه
في شكله البوق ليتم بـ «اللولة» وهي قطعة تصنع من النحاس ويتم ادخالها في
«الذخيرة» حيث ترتبط بها قطعة قصب صغيرة نسمى بدورها «القصبة» ، أما
«الصدفة» فهي قطعة دائرية تحبس النفس وتساعد على تجميع الصوت لترسله رقيقا
و عبارة عن نغمات رائعة. أما «الجوا» فهو تلك القطعة من القماش التي تنسج
على مقاس الآلة ويتم تجميعها داخلها لحفظها من الغبار وكل عوادي الزمان .
الحاج احمد واحد من الاوفياء لهذه الصنعة التي بارت مع تطورات أزمنة
الحداثة وأصبحت مجرد ذكرى لزمن غابر ما يجعل صاحبنا آخر الفرسان في عالم
الغيطة بعد أن أصبحت صنعة لا تضمن لصاحبها مدخولا كافيا يكفيه الحاجة وذل
السؤال، خصوصا بعد أن غيب الموت شيوخ هذه الصنعة ومعلميها الكبار ووجهت
بالصد من الاجيال اللاحقة التي استهوتها بدل ذلك نغمات «الريكي» و«الهيب
هوب». لذلك نجد الحاج احمد مصرا على التشبث بهذه الصنعة بالرغم من انه لم
يعد يعتمد على مدخولها وامتهن بدل ذلك مهنة الخياطة ولم يعد امامه سوى شهر
رمضان لاخراج هذا المارد من قمقمه وتشنيف آذان السامعين بإيقاعات خالدة
تردد من خلالها بعض مقاطع «البردة» و«الهمزية» وقصائد التوسلات .
ما أن يهل شهر رمضان حتى يسارع الحاج احمد الى آلته يتسنم بها صهوة صوامع
مساجد بهجة الجنوب خصوصا المساجد الكبرى كمسجد باب دكالة والمواسين
وبنصالح وكذا سيدي بلعباس ومولاي اليزيد وباب ايلان ومولاي الشريف، حيث
يشرع صاحبنا في تبادل الادوار مع النفار والمهلل وتنطلق السمفونية من
الثانية صباحا الى حدود الرابعة حيث يفسح المجال بعدها للمؤذن للقيام
بدوره. ويؤكد الحاج احمد أنه غير مستعد للتنازل عن هذا الدور باعتبار
المهمة إنسانية بالدرجة الاولى، لأن الغيطة هي مؤنس المريض في عزلته ومفرج
كرب المقهور في وحدته، وهو يصر على اختيار الألحان ذات البعد النفسي
كقصيدة «السيف القاطع» للشيخ سيدي احمد بناصر دفين رياض العروس التي
أبدعها زمن احتلال البرتغال لبعض التخوم المغربية وشروعهم في قهر
المواطنين المغاربة خاصة الأشخاص الذين يحظون لديهم بالاحترام والتوقير
كسيدي احمد بناصر الذي لم يسلم من جور المحتل وظلمه بعد ان زج به في برودة
الزنازن ليطلق هذه الصرخة الشعرية التي أصبحت محببة لعازف الغيطة. تقول
بعض مقاطعها :
ياربنا يا خالق الأنفاس حل بيننا وبين شر الناس ياربنا ياخالق العوالم حل
بيننا وبين كل ظلم وطبعا يبقى لبعض القصائد المراكشية قصب السبق في رزنامة
أداء الحاج احمد الموسيقية كقول الشاعر:
تشفع يارسول الله فينا فما نرجو الشفاعة من سواك واسرع في إغاثتنا نرى
المولى يسارع في رضاك يحكي الحاج احمد بنبرة لا تخلو من أسف وحسرة ما آل
إليه واقع أصحاب الغيطة اليوم بالرغم من الدور النبيل الذي ما فتئوا
يضطلعون به ويقول : «ان الصعود الى الصومعة والعزف من على صهوتها كان
بالنسبة لنا أصحاب الصنعة بمثابة وسام الجندية. «وكان المعلم يجاهد في
تدريب النشء ليورتهم هذه الصنهة بالنظر لمهمتها النبيلة، وكان أرباب
الصنعة يقسمون الى ثلاثة أقسام. فهناك المعلم والصانع والمتعلم. وتقسم
المداخيل حسب هذا التصنيف. ففي الوقت الذي يحظى المعلم بـ«قسمة» تفرد «نصف
قسمة» للصانع وربعها للمتعلم وفي ذلك قمة الديمقراطية حيث يفرد لكل نصيب
بالرغم من تفاوت الطبقات». كما لازال الحاج احمد يتذكر كثرة الإقبال الذي
كانت تحظى به «تاغياط» من طرف سكان مدينة البهجة، بحيث كانوا ينتهزون
الفرص لتنظيم جلسات انس وطرب تتسيد فيها الغيطة وأنغامها. كما كان الجميع
يتحلق أسفل الصوامع في ليالي رمضان لتشنيف الآذان بتلك المعزوفات الروحية
التي تصدح من الغيطة فوق المئذنة فترى الاجساد تترنح وقد استبدت بها لحظات
وجد صوفية تأخذ بالعقول والألباب وتسبح بالانفس في جو الملك والملكوت، ولا
يعود يفصل بينها وبين الخالق سوى حجاب رقيق. وبدورهم لم يكن المراكشيون
يبخلون عن أرباب الصنعة بحيث كانوا ينتهزون فرصة النصف من رمضان وليلة
«الفضيلة» التي تزامن يوم 27 من هذا الشهر المبارك وكذا ايام العيد
ليسبغوا بعضا من أريحيتهم على هؤلاء الجنود المجهولين فتجد الاسر
المراكشية تفرد حقا معلوما من مالها ومن طيبات أكلها وبعض «الشهيوات»
لجنود رمضان كالغياط والنفار والمهلل.
وبالرغم من تغير الأحوال بعد تسرب مظاهر الحداثة والعصرنة مما جعل هذه
الصناعات تعرف نوعا من الفتور بعد ان هجرها اهلها وغاب عنها مريدوها
وعشاقها، فإن الحاج احمد لا زال متشبثا بـ«غيطته» لا يرضى عنها بديلا يعض
عليها بالنواجذ بعض ان قضى في رحابها ازيد من 60 سنة، عاصر خلالها فطاحل
هذا النوع من الموسيقى والطرب وتشرب منهم أصول الصنعة وأسرارها. فهو مازال
متشبثا بالته بالرغم من مظاهر الكبر التي باتت تلف جسده وخصلات الشيب التي
تغزو رأسه ولحيته، بحيث ما أن يسأله أحد عن طبيعة هذا الفن حتى يسارع الى
آلته ليخرجها من صندوق ظل يحتفظ به في منزله لهذا الغرض ويشرع في الشرح
والتفسير قبل أن تمتد أصابعه لتشرع في عزف نغمات آية في الدقة والاتقان
ليختم حديثه بهذه القولة المأثورة «صنعة الغيطة إلى زيانت كرم عيالك ومتع
خيالك واللي بقا ماشي ديالك».
الاحداث المغربية
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
مراكش:جليز Gueliz
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
رد: مراكش فيها وفيها !!!
باب النقب
عبدالبارئ بوهالي- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006
صفحة 1 من اصل 8 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
مواضيع مماثلة
» التغطية فيها وفيها
» سباطة: «شفت الخاتم وعجبني» تألقت فيها نعيمة سميح بعدما فشل فيها مطرب آخر قبلها
» الدنيا جرى فيها إيه؟
» ابادة شعب قضية فيها نظر ...
» "وألقينا فيها رواسي.."
» سباطة: «شفت الخاتم وعجبني» تألقت فيها نعيمة سميح بعدما فشل فيها مطرب آخر قبلها
» الدنيا جرى فيها إيه؟
» ابادة شعب قضية فيها نظر ...
» "وألقينا فيها رواسي.."
صفحة 1 من اصل 8
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى