ترجمة الشيخ سيدي عبد الله بن عبد الصمد كنون رحمه الله

هو الأستاذ الفقيه المؤرخ الأديب سيدي عبد الله بن الفقيه العلامة المدرس
سيدي عبد الصمد ابن الفقيه العلامة المدرس سيدي التهامي بن المدني كنون
الفاسي مولدا الطنجي استيطانا من بيت آل كنون المشهورين بفاس من قديم
الزمان وقد قدم سلفه من قبيلة بني مستارة بناحية وزان واشتهروا بالعلم
ويتقلد المناصب العلمية الدينية كالإمامة والخطابة والقضاء والإفتاء
والتدريس .. كان مولده بمدينة فاس في يوم السبت 30 شبعان الأبرك عام 1326
هجرية ورحل به والده إلى مدينة طنجة وعمره نحو ستة أعوام بقصد التوجه إلى
الشرق العربي فحالت الحرب العالمية الثانية دون تحقيق هذه الأمنية فدرس
القرآن الكريم على الفقيه الحاج أحمد أشرقي بمكتب وادي أحرضان وعليه حفظه
.. ثم تلقى فنون العلم على والده فقرأ عليه المختصر بالخرشي والتحفة بالشيخ
التاودي ابن سودة والألفية بالمكودي والموضح والمرشد المعين بميارة وبشرح
الشيخ نفسه أيضا ومتن السنوسية بشرح المؤلف والسلم بالقويسني وبناني وجمع
الجوامع بالمحلي وصحيح البخاري بالقسطلاني وصحيح مسلم بالأبي والشفا للقاضي
عياض وحاشية جد المترجم سيدي التهامي وسنن ابن ماجه بحاشية الشيخ أيضا
والطرفة في اصطلاح الحديث لسيدي العربي الفاسي بشرح الفاسي والتفسير
بالجلالين وبالخطيب الشربيني ونظم السنوسية لأبي العباس الوريندي التلمساني
بشرح الشيخ كذلك ونظم اصطلاح الحديث لابن زكري التلمساني بشرح الشيخ أيضا
وملخص التلخيص لشيخ الإسلام زكرياء الأنصاري بشرح الشيخ أيضا وهمزية
البوصيري ببنيس وفرائض المختصر بالخرشي والقلصادي في الحساب والعمل الفاسي
بشرح الشيخ كذلك، وقرا على العلامة سيدي أحمد مصباح لامية الأفعال ببحرق
الصغير وشمائل الترمذي بالبيجوري في كتب أخرى .. وعلى الفقيه سيدي عبد
السلام بن غازي الفاسي الألفية بابن عقيل والتلخيص بمختصر السعد والخزرجية
في العروض بالزموري في كتب أخرى .. وعلى الفقيه سيدي محمد بن عبد السلام
السميحي .. وعلى أخيه الفقيه سيدي أحمد السميحي رسالة القيرواني بأبي الحسن
واستعارة الشيخ الطيب ابن كيران بالبوري في كتب أخرى .. وعلى الفقيه سيدي
عبد السلام ابن الأشهب الأجرومية بالأزهري في كتب أخرى .. وعلى الفقيه
المحدث سيدي أبي شعيب الدكالي بعض دروس من صحيح البخاري وذلك حين كان يرد
على طنجة .. وعلى الفقيه المحدث سيدي عبد الله بن إدريس السنوسي الفاسي بعض
دروسه الحديثية في صحيح الإمام البخاري ثم انتهى من الدراسة عام 1349
هجرية بيد أنه بقي ملازما دروس والده الفقهية والحديثية خاصة إلى أن توفي
رحمه الله وكان يقوم بإلقاء بعض الدروس بالجامع الكبير وغيره بطنجة .. عين
مدرسا بالمدرسة الإسلامية الرسمية الابتدائية بطنجة وقام بتأسيس مدرسة
عربية حرة بنفس المدينة وعين كذلك مديرا للمعهد الديني بالجامع الكبير
بطنجة الذي كان من بين الأشخاص الذين سعوا في إنشائه ..، له العديد من
المؤلفات منها : النبوغ المغربي في الأدب العربي، شرح الشمشقية، شرح مقصورة
المكودي، محاذي الزقاقية، مجلة لقمان، فضيحة المبشرين في احتجاجهم بالقرآن
المبين، التعاشيب، واحة الفكر، المنتخب من شعر ابن زاكور، مدخل إلى تاريخ
المغرب، أمراؤنا الشعراء، ذكريات مشاهير رجال المغرب، أدب الفقهاء، وتقلد
في عدة مناصب إدارية علمية إلى أن أجاب داعي ربه في حي القصبة بمهجره مدينة
طنجة صباح الأحد 5 حجة الحرام عام 1409 هجرية ودفن بمقبرة المجاهدين بطنجة
المحروسة.