ترجمة الشيخ العلامة السيد محمد الراضى كنون الادريسى الشريف الحسنى رضى الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
ترجمة الشيخ العلامة السيد محمد الراضى كنون الادريسى الشريف الحسنى رضى الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وآله وصحبه وسلم تسليما
نسبه
هو الشريف سيدي محمد بن حمزة بن العلامة الفقيه المجاهد سيدي محمد بن قاسم
بن مولاي العربي بن علي بن محمد بن مولاي أحمد بن سيدي عبد الله الشريف
دفين بيته بمدشر الزواقين من قبيلة بني مستارة عام 1218 هـ بن الحسين بن
عيسى بن عيسى بن الولي الصالح سيدي زَيْزُون الزواق بن محمد بن مصباح بن
أحمد بن حمزة بن سليمان بن ناصر بن يحيى بن العارف بالله الولي الصالح سيدي
أحمد صاحب الضريح بمدشر بوبريح بقبيلة بني زروال بن يوسف بن الولي الصالح
سيدي كنون بن عمران بن عبد الرحمان بن سليمان بن الحسن بن سيدي عمران بن
محمد بن محمد بن أحمد بن الولي الصالح الشهير سيدي كنون الأول بن أحمد بن
مولانا إدريس الأزهر مؤسس مدينة فاس بن مولانا إدريس الأكبر فاتح المغرب بن
مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن
مولانا علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت
سيد الوجود وعلم الشهود مولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولادته
ولد بتاريخ 23 شعبان 1378هـ موافق 3 مارس 1959م بمدينة ابن سليمان (نواحي
الدار البيضاء) بالمغرب، وهو نفس اليوم الذي توفي فيه العلامة العارف بالله
القاضي سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه،
أي 23 شعبان 1363هـ، وهو على وجه التحديد الذكرى الخامسة عشرة لوفاته.
هذا بالنسبة للشهر الهجري أما بالنسبة للشهر الميلادي فيصادف هذا اليوم عيد عرش جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه،
كما يصادف يوم سابع ولادته الذكرى الخمسين لوفاة قريبه العلامة المقدم
الكبير سيدي محمد [فتحا] كنون رضي الله عنه. المتوفي بتاريخ 28 شعبان
1328هـ.
نشأته
عاش المترجم له فترة مهمة من طفولته في مدينة تطوان، وبها فتح عينيه، فتعلم
القراءة والكتابة، وحفظ كتاب الله تعالى في المسيد برواية ورش عن نافع، ثم
التحقت أسرته بمدينة الرباط،
وبهذه الأخيرة تابع دراسته الابتدائية والثانوية والعالية بانتظام، إلى أن
حصل على شهادات جامعية عالية، وذلك في نطاق الأدب واللغة العربية والدراسات
الإسلامية، كما حصل على شهادات عالية أخرى بموريتانيا أثناء فترة دراسته
بها والتي استمرت زهاء 8 سنوات.منها دبلوم المدرسة العليا للأساتذة
بنواكشوط.
تمسكه بعهد الطريقة التجانية
تمسك صاحبنا بورد الطريقة التجانية في سن مبكرة على وجه التحديد عام 1394هـ
ــ 1974م، وكان سنه وقتئذ لا يتجاوز 15 سنة، وذلك على يد الفقيه الفاضل
البركة سيدي محمد بن عبد الله، مقدم الزاوية التجانية بمدينة الرباط،
بمنزله الكائن بجوار دار الحديث الحسنية، بحي ديور الجامع من المدينة
المذكورة.
وكان لهذا المقدم كتاب يسجل فيه أسامي كافة الفقراء الذين يأخذون عنه
الورد، فلما أراد أن يلقن صاحب الترجمة أتى بذلك الكتاب على عادته ،فوجده
قد امتلأ إلى غاية صفحته الأخيرة، ولم يبق فيه إلا سطر واحد، بحيث لا يكفي
إلا لوضع اسم شخص واحد لا غير، وبذلك كان اسمه هو آخر ما حمله هذا الكناش
من أسامي سادتنا الفقراء الذين أخذوا عن المقدم المذكور. ثم توفي هذا
المقدم بعد ذلك بأسابيع قليلة.
نسبه
هو الشريف سيدي محمد بن حمزة بن العلامة الفقيه المجاهد سيدي محمد بن قاسم
بن مولاي العربي بن علي بن محمد بن مولاي أحمد بن سيدي عبد الله الشريف
دفين بيته بمدشر الزواقين من قبيلة بني مستارة عام 1218 هـ بن الحسين بن
عيسى بن عيسى بن الولي الصالح سيدي زَيْزُون الزواق بن محمد بن مصباح بن
أحمد بن حمزة بن سليمان بن ناصر بن يحيى بن العارف بالله الولي الصالح سيدي
أحمد صاحب الضريح بمدشر بوبريح بقبيلة بني زروال بن يوسف بن الولي الصالح
سيدي كنون بن عمران بن عبد الرحمان بن سليمان بن الحسن بن سيدي عمران بن
محمد بن محمد بن أحمد بن الولي الصالح الشهير سيدي كنون الأول بن أحمد بن
مولانا إدريس الأزهر مؤسس مدينة فاس بن مولانا إدريس الأكبر فاتح المغرب بن
مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن
مولانا علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت
سيد الوجود وعلم الشهود مولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولادته
ولد بتاريخ 23 شعبان 1378هـ موافق 3 مارس 1959م بمدينة ابن سليمان (نواحي
الدار البيضاء) بالمغرب، وهو نفس اليوم الذي توفي فيه العلامة العارف بالله
القاضي سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه،
أي 23 شعبان 1363هـ، وهو على وجه التحديد الذكرى الخامسة عشرة لوفاته.
هذا بالنسبة للشهر الهجري أما بالنسبة للشهر الميلادي فيصادف هذا اليوم عيد عرش جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه،
كما يصادف يوم سابع ولادته الذكرى الخمسين لوفاة قريبه العلامة المقدم
الكبير سيدي محمد [فتحا] كنون رضي الله عنه. المتوفي بتاريخ 28 شعبان
1328هـ.
نشأته
عاش المترجم له فترة مهمة من طفولته في مدينة تطوان، وبها فتح عينيه، فتعلم
القراءة والكتابة، وحفظ كتاب الله تعالى في المسيد برواية ورش عن نافع، ثم
التحقت أسرته بمدينة الرباط،
وبهذه الأخيرة تابع دراسته الابتدائية والثانوية والعالية بانتظام، إلى أن
حصل على شهادات جامعية عالية، وذلك في نطاق الأدب واللغة العربية والدراسات
الإسلامية، كما حصل على شهادات عالية أخرى بموريتانيا أثناء فترة دراسته
بها والتي استمرت زهاء 8 سنوات.منها دبلوم المدرسة العليا للأساتذة
بنواكشوط.
تمسكه بعهد الطريقة التجانية
تمسك صاحبنا بورد الطريقة التجانية في سن مبكرة على وجه التحديد عام 1394هـ
ــ 1974م، وكان سنه وقتئذ لا يتجاوز 15 سنة، وذلك على يد الفقيه الفاضل
البركة سيدي محمد بن عبد الله، مقدم الزاوية التجانية بمدينة الرباط،
بمنزله الكائن بجوار دار الحديث الحسنية، بحي ديور الجامع من المدينة
المذكورة.
وكان لهذا المقدم كتاب يسجل فيه أسامي كافة الفقراء الذين يأخذون عنه
الورد، فلما أراد أن يلقن صاحب الترجمة أتى بذلك الكتاب على عادته ،فوجده
قد امتلأ إلى غاية صفحته الأخيرة، ولم يبق فيه إلا سطر واحد، بحيث لا يكفي
إلا لوضع اسم شخص واحد لا غير، وبذلك كان اسمه هو آخر ما حمله هذا الكناش
من أسامي سادتنا الفقراء الذين أخذوا عن المقدم المذكور. ثم توفي هذا
المقدم بعد ذلك بأسابيع قليلة.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: ترجمة الشيخ العلامة السيد محمد الراضى كنون الادريسى الشريف الحسنى رضى الله عنه
تتلمذه وأخذه عن بعض كبار أعلام الطريقة التجانية
ثم تعرف صاحب الترجمة بعد ذلك على الأستاذ المقرئ الفقيه سيدي الحاج محمد
الزرهوني إمام الزاوية التجانية بالرباط، حيث ضريح الولي الصالح سيدي محمد
العربي بن السائح رضي الله عنه، فاستفاد منه كثيرا، وكان يسكن بجوار الضريح
المذكور، وهو من أكابر الأولياء، وقد صرح له بأشياء كثيرة تدل على علو كعب
هذا المقدم في مجال المعرفة الإلهية،
وهو الذي كان يفتح ذكر الوظيفة بالزاوية المذكورة، وكان جَهُوري الصوت،
كثير الخشوع، لا يلتفت حالة الذكر، ولا يعرف حَتَّى مَنْ هُوَ جالسٌ إلى
يمينِهِ أو يسَارِهِ، وكان يغيب في جوهرة الكمال، لدرجة أنه يصبح شخصا آخر
من كثرة إقباله على الحضرة وخشوعه وانكساره، كما كان كثير المحبة لصاحب هذه
الترجمة، وغالبا ما كان يتناول وجبة الغداء معه في بيته المجاور للضريح
المذكور، وذكر لي الأستاذ سيدي محمد كنون أنه كان يخصه حينها بمعارف وأسرار
جمة، وتوفي هذا المقدم رحمه الله بمكة المكرمة في موسم الحج لعام 1402 هـ
ــ 1982م .
وتعرف مترجمنا عقب ذلك على الفقيه العلامة المقدم سيدي أحمد الشياظمي، وهو
من مقدمي الطريقة التجانية، وسبب معرفته به أنه رأى رؤيا مفادها أن رجلا من
الأفاضل جاء إليه، وأخبره بأنه إن أراد ملاقاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فهو كثير التواجد في ذلك المكان من ذلك المسجد، وأشار إلى البيت الذي
يقطن به إمام ذلك المسجد بحي اليوسفية بالرباط، وهو الحاج أحمد الشياظمي
المذكور، فاستيقظ، ومن الغد ذهب على الفور إلى ذلك المسجد، وصلى خلف إمامه
المذكور، ثم دخل معه إلى بيته فاستقبله بحرارة ورحب به، فقضى معه أشهرا
طويلة يجالسه في البيت ذاته إلى حدود الساعة الواحدة صباحا وربما أكثر.
وقد استفاد منه كثيرا، وكان سن هذا المقدم إذ ذاك يزيد على الثمانين سنة،
وكان شديد المحبة لسماع قصائد مترجمنا وأشعاره التي كان يكتبها بانتظام
آنذاك، وكان ينشدها بين يديه، فيطرب لها المقدم المذكور غاية الطرب،
وذكر لي الأستاذ سيدي محمد كنون أن قريحته جادت ذات مرة بقصيدة متعلقة
بشؤون الموت والفراق والبرزخ وما إليه، فأنشدها بين يديه كعادته ،فبكى بكاء
طويلا، ثم ترك المسجد في اليوم الموالي، وسلم مفاتحه للجماعة القائمين به،
وذهب إلى مدينة الخميسات حيث يوجد أهله وعشيرته، وبها توفي ضمن الأسبوع
نفسه رحمه الله في شهر صفر 1401 هـ - دجنبر 1980 م .
ثم رآه بعد وفاته بأسبوعين في المنام، وهو في حالة حسنة، يصلي إلى جانبه
صلاة الظهر بالمسجد الكبير بحي اليوسفية بالرباط، فلما فرغوا من الصلاة
تقدم إليه مترجمنا يستفسره عن أحوال الآخرة؟ وما لاقاه فيها من نعيم
ومقامات ودرجات وغيرها؟ ففر منه مسرعا خارج المسجد، فتبعه وهو يعدو بسرعة
إلى أن أمسك به من الخلف، فسأله حينها عن الآخرة والبرزخ وما رآه فيهما؟
فأجابه على الفور قائلا : ما كنت
لأفشي لك سر الله.
وتعرف مترجمنا أيضا على الفقيه الجليل الولي الصالح سيدي الحاج لَحْسَن
الفطواكي رضي الله عنه، مقدم الزاوية التجانية بحي اليوسفية بالرباط، وهو
من أبرز المقدمين الذين استفاد منهم، وترعرع تحت جناحهم، وكان سيدي الحاج
لَحْسن الفطواكي رضي الله عنه على جانب عظيم من الولاية، وله بيت صغير
بالزاوية يقطن فيه، ولا تزيد مساحة هذا البيت عن مترين مربعة،
وقد لازمهُ مترجمنا مدة تزيد على 18 سنة، منها سنتان اثنتان كان خلالهما
لصيقا به صباحا ومساء، ينام معه في ذلك البيت الضيق المذكور، ويعمل ما في
جهده لخدمته وإدخال السرور عليه، وكان هذا البيت يحتوي على سرير واحد لا
غير، وكان يحبذ أن ينام على الأرض أملا في أن يخدم هذا الرجل الفاضل
ويوَفِّرَ له بعض الاحتياجات اللازمة، من سقي الماء وتحضير أواني الأكل
وكؤوس الشاي وما إلى ذلك،
غير أنه ومن أول ليلة أقسم عليه بالله العظيم أن لا ينام مترجمنا إلا على
ذلك السرير، وفضَّل هو (أي سيدي الحاج لْحْسن الفطواكي) رضي الله عنه أن
ينام على الأرض، وكان هذا الأمر شاقا على مترجمنا، لكنه قَبِلَهُ مخافة أن
يُحْرَمَ من مصاحبة هذا الولي الجليل. فلما استفسره عن هذا الإجراء قال له
على الفور: كيف أنام على السرير وأتركك تنام أنت على الأرض؟ وأنت شريف من
ذرية مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها؟
ولدى أول ليلة بات معه فيها في ذلك البيت الضيق، أراد مترجمنا عند حلول
منتصف الليل أو بعده بقليل، أن يطفئ النور [الشمعة]بغية الاستجابة للنوم،
وكان المقدم المذكور قد أخذ مكانه ونام، فَأَبَتْ الشمعَةُ أن تنطفئ، فحاول
معها بكل قوته على مدى نصف ساعة لكي يطفئها، فلم يستطع،
ثم أعطاه الله قوة فأطفأها، وصعد على السرير لينام، فلم تمر إلا عشر دقائق
حتى عادت الشمعة للاشتعال من جديد، دون أن يمسها أحد، فاستغرب من ذلك
كثيراً وتعجب، فانتبه له المقدم المذكور وقال: اتركها عليك ما شأنك بها،
وكانت هذه هي أول كرامة بين مترجمنا وبين هذا الولي الفاضل، ثم توالت بعد
ذلك كرامات عديدة، شاهدها ولمسها وعايشها باستمرار.
وكان هذا المقدم حينها يناهز التسعين من عمره، كما كان يقوم من الليل 4
ساعات قبل الفجر، فلا تسمع إلا دقات تسبيحه، ونبرات صلاة الفاتح لما أغلق
التي يرددها ويتلفظ بها في سره، وأحيانا بجهره وبقوة، وكيف لا وقد كان من
أصحاب الأحوال والمقامات الكبيرة، وقد توفي رحمه الله في حدود عام 1414هـ ـ
1994م.
واجتمع أيضا صاحب الترجمة أيضا بالولي الصالح العارف بالله مولاي الحسن
الكثيري رضي الله عنه، وهو أحد جلة المفتوح عليهم من أهل هذه الطريقة، كان
كثير الاجتماع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، وكان يصرح له
بذلك، كما كان يحبه كثيرا ويعطف عليه.
وغالبا ما كان ينام معه في بيت واحد بمنزله بحي يعقوب المنصور بمدينة
الرباط، وقد أفرده هذا المقدم الجليل بمعارف كثيرة وفوائد وفرائد وأسرار،
كما أتحفه بما يحق له أن يفتخر به إلى أن يلقى الله تعالى، وكان لا يناديه
إلا بالسيادة، وقد اتصلت الرابطة الروحية بينهما إلى أن شاهد من كراماته
ومناقبه ما لا يعد ولا يحصى،
ولا يختلف اثنان في قطبانية مولاي الحسن الكثيري رضي الله عنه، والكلام عنه
يحتاج إلى مجلدات وأسفار كثيرة. توفي رضي الله عنه بداره ببني كثير من
منطقة جبالة ناحية مدينة وزان عام 1406 هـ - 1986م،
واجتمع أيضا صاحب الترجمة بالولي الصالح سيدي محمد بن المامون السباعي رضي
الله عنه، وذلك بمحل سكناه بمدينة آسفي، وهو أحد أشهر علماء ومقدمي الطريقة
التجانية في عصره، زاره مرات، ودعا له بكل خير، وأذن له في بعض الأذكار
الاختيارية، وبشره بأمور كثيرة لا داعي لذكرها في هذا المحل. وتوفي رحمه
الله يوم الأربعاء 20 ربيع الأول عام 1403 هـ - 5 يناير 1983م، ودفن بمقبرة
بوديس بمدينة آسفي.
واجتمع أيضا بالمدينة ذاتها (آسفي) بالعارف بالله المقدم الجليل سيدي الحاج
عبد القادر بن سيدي المحجوب الشعيبي العبدي رضي الله عنه، أحد كبار رجال
الطريقة التجانية ومقدميها المخلصين، وأمده هو الآخر بفوائد وأسرار جمة،
كما كاشفه بأمور ومطالب كثيرة كان يخفيها في باطنه،
وتوفي هذا المقدم الجليل بمحل سكناه بمدينة آسفي يوم الأحد 19 محرم الحرام
عام 1397 هـ ــ 10 يناير 1977م. ودفن بمقبرة بوديس من المدينة المذكورة.
ومنهم العلامة المقدم الجليل الفاضل سيدي الحاج محمد أقصبي رضي الله عنه،
أحد كبار المفتوح عليهم من رجال الطريقة التجانية، زارهُ مترجمنا مرارا
وتبرك به ودعا له، واستفاد منه أمورا جليلة، وأقبل عليه إقبالا عظيما،
وقد أدركته المنية يوم الجمعة ثاني شهر رمضان عام 1411 هـ - 19 مارس 1991م بمدينة فاس وبها دفن.
وضرب صاحب الترجمة صِلَات المودة والأخوة والتلمذة مع كثير من المقدمين
الأفاضل، منهم صديقه وحبيبه السيد العلامة الشريف سيدي محمد العمارتي، وكان
عالما فاضلا جليلا يحبه ويجله ويحترمه، كما دارت بين الطرفين رسائل عديدة،
وله معه كثير من المواقف المشهودة، وقد لحق بربه بعد مرض لم ينفع معه علاج
يوم الخميس 7 صفر 1416هـ - 6 يوليوز 1995م، ودفن بمقبرة باب عجيسة بفاس.
ومنهم صديقه ومحبه الفقيه الفاضل المقدم سيدي أحمد أعراب، المعروف
بالخليفة، وهو كبير الزاوية التجانية بقبيلة بني وراين، تولى هذه المسؤولية
عقب وفاة زوج والدته ومربيه العلامة الولي الصالح سيدي الحاج الحسن بن عبد
الرحمن الركراكي، فكان في مكان المسؤولية أدبا وعلما ومعرفة وفهما، إلى أن
أدركته المنية يوم الجمعة 28 صفر عام 1429هـ ــ 7 مارس 2008م.
ومنهم صديقه وحبيبه المقدم الجليل سيدي ابراهيم الزعفراني الملقب ب(بوغروم)
مقدم الزاوية التجانية بحي يعقوب المنصور بمدينة الرباط، كان معروفا
بالكرم مع تواضع وسكينة وأدب عال، وكان يلقب مترجمنا بخادم الأعتاب
الشريفة، زاره في مرض موته أكثر من مرتين، ودعا له بما يرجو من الله قبوله
وتحقيقه، توفي هذا المقدم بمنزله بمدينة الرباط يوم الخميس 7 ربيع الأول
عام 1411 - 27 شتنبر 1990. ودفن بمقبرة لعلو من المدينة ذاتها.
ومنهم محل والد مترجمنا وحبيبه وصفيه العلامة الأستاذ المقدم الحاج إبراهيم
هان، أصله من بلاد مالي، استوطن مدينة فاس منذ عقد الخمسينيات من القرن
الميلادي الماضي، وكان من جلة مقدمي الطريقة التجانية، له به صداقة طويلة،
تزيد على العشرين سنة، وهو من عداد شيوخه المعتمدين، وكان كثيرا ما يزوره
بمدينة الرباط، لحق هذا المقدم بربه بعد مرض لم ينفع معه علاج يوم الجمعة
10 ربيع الأول عام 1428هـ ــ 30 مارس 2007م. ودفن بمقبرة باب عجيسة بمدينة
فاس. وقد رثاه مترجمنا بأبيات.
المصدر : هنا
ثم تعرف صاحب الترجمة بعد ذلك على الأستاذ المقرئ الفقيه سيدي الحاج محمد
الزرهوني إمام الزاوية التجانية بالرباط، حيث ضريح الولي الصالح سيدي محمد
العربي بن السائح رضي الله عنه، فاستفاد منه كثيرا، وكان يسكن بجوار الضريح
المذكور، وهو من أكابر الأولياء، وقد صرح له بأشياء كثيرة تدل على علو كعب
هذا المقدم في مجال المعرفة الإلهية،
وهو الذي كان يفتح ذكر الوظيفة بالزاوية المذكورة، وكان جَهُوري الصوت،
كثير الخشوع، لا يلتفت حالة الذكر، ولا يعرف حَتَّى مَنْ هُوَ جالسٌ إلى
يمينِهِ أو يسَارِهِ، وكان يغيب في جوهرة الكمال، لدرجة أنه يصبح شخصا آخر
من كثرة إقباله على الحضرة وخشوعه وانكساره، كما كان كثير المحبة لصاحب هذه
الترجمة، وغالبا ما كان يتناول وجبة الغداء معه في بيته المجاور للضريح
المذكور، وذكر لي الأستاذ سيدي محمد كنون أنه كان يخصه حينها بمعارف وأسرار
جمة، وتوفي هذا المقدم رحمه الله بمكة المكرمة في موسم الحج لعام 1402 هـ
ــ 1982م .
وتعرف مترجمنا عقب ذلك على الفقيه العلامة المقدم سيدي أحمد الشياظمي، وهو
من مقدمي الطريقة التجانية، وسبب معرفته به أنه رأى رؤيا مفادها أن رجلا من
الأفاضل جاء إليه، وأخبره بأنه إن أراد ملاقاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فهو كثير التواجد في ذلك المكان من ذلك المسجد، وأشار إلى البيت الذي
يقطن به إمام ذلك المسجد بحي اليوسفية بالرباط، وهو الحاج أحمد الشياظمي
المذكور، فاستيقظ، ومن الغد ذهب على الفور إلى ذلك المسجد، وصلى خلف إمامه
المذكور، ثم دخل معه إلى بيته فاستقبله بحرارة ورحب به، فقضى معه أشهرا
طويلة يجالسه في البيت ذاته إلى حدود الساعة الواحدة صباحا وربما أكثر.
وقد استفاد منه كثيرا، وكان سن هذا المقدم إذ ذاك يزيد على الثمانين سنة،
وكان شديد المحبة لسماع قصائد مترجمنا وأشعاره التي كان يكتبها بانتظام
آنذاك، وكان ينشدها بين يديه، فيطرب لها المقدم المذكور غاية الطرب،
وذكر لي الأستاذ سيدي محمد كنون أن قريحته جادت ذات مرة بقصيدة متعلقة
بشؤون الموت والفراق والبرزخ وما إليه، فأنشدها بين يديه كعادته ،فبكى بكاء
طويلا، ثم ترك المسجد في اليوم الموالي، وسلم مفاتحه للجماعة القائمين به،
وذهب إلى مدينة الخميسات حيث يوجد أهله وعشيرته، وبها توفي ضمن الأسبوع
نفسه رحمه الله في شهر صفر 1401 هـ - دجنبر 1980 م .
ثم رآه بعد وفاته بأسبوعين في المنام، وهو في حالة حسنة، يصلي إلى جانبه
صلاة الظهر بالمسجد الكبير بحي اليوسفية بالرباط، فلما فرغوا من الصلاة
تقدم إليه مترجمنا يستفسره عن أحوال الآخرة؟ وما لاقاه فيها من نعيم
ومقامات ودرجات وغيرها؟ ففر منه مسرعا خارج المسجد، فتبعه وهو يعدو بسرعة
إلى أن أمسك به من الخلف، فسأله حينها عن الآخرة والبرزخ وما رآه فيهما؟
فأجابه على الفور قائلا : ما كنت
لأفشي لك سر الله.
وتعرف مترجمنا أيضا على الفقيه الجليل الولي الصالح سيدي الحاج لَحْسَن
الفطواكي رضي الله عنه، مقدم الزاوية التجانية بحي اليوسفية بالرباط، وهو
من أبرز المقدمين الذين استفاد منهم، وترعرع تحت جناحهم، وكان سيدي الحاج
لَحْسن الفطواكي رضي الله عنه على جانب عظيم من الولاية، وله بيت صغير
بالزاوية يقطن فيه، ولا تزيد مساحة هذا البيت عن مترين مربعة،
وقد لازمهُ مترجمنا مدة تزيد على 18 سنة، منها سنتان اثنتان كان خلالهما
لصيقا به صباحا ومساء، ينام معه في ذلك البيت الضيق المذكور، ويعمل ما في
جهده لخدمته وإدخال السرور عليه، وكان هذا البيت يحتوي على سرير واحد لا
غير، وكان يحبذ أن ينام على الأرض أملا في أن يخدم هذا الرجل الفاضل
ويوَفِّرَ له بعض الاحتياجات اللازمة، من سقي الماء وتحضير أواني الأكل
وكؤوس الشاي وما إلى ذلك،
غير أنه ومن أول ليلة أقسم عليه بالله العظيم أن لا ينام مترجمنا إلا على
ذلك السرير، وفضَّل هو (أي سيدي الحاج لْحْسن الفطواكي) رضي الله عنه أن
ينام على الأرض، وكان هذا الأمر شاقا على مترجمنا، لكنه قَبِلَهُ مخافة أن
يُحْرَمَ من مصاحبة هذا الولي الجليل. فلما استفسره عن هذا الإجراء قال له
على الفور: كيف أنام على السرير وأتركك تنام أنت على الأرض؟ وأنت شريف من
ذرية مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها؟
ولدى أول ليلة بات معه فيها في ذلك البيت الضيق، أراد مترجمنا عند حلول
منتصف الليل أو بعده بقليل، أن يطفئ النور [الشمعة]بغية الاستجابة للنوم،
وكان المقدم المذكور قد أخذ مكانه ونام، فَأَبَتْ الشمعَةُ أن تنطفئ، فحاول
معها بكل قوته على مدى نصف ساعة لكي يطفئها، فلم يستطع،
ثم أعطاه الله قوة فأطفأها، وصعد على السرير لينام، فلم تمر إلا عشر دقائق
حتى عادت الشمعة للاشتعال من جديد، دون أن يمسها أحد، فاستغرب من ذلك
كثيراً وتعجب، فانتبه له المقدم المذكور وقال: اتركها عليك ما شأنك بها،
وكانت هذه هي أول كرامة بين مترجمنا وبين هذا الولي الفاضل، ثم توالت بعد
ذلك كرامات عديدة، شاهدها ولمسها وعايشها باستمرار.
وكان هذا المقدم حينها يناهز التسعين من عمره، كما كان يقوم من الليل 4
ساعات قبل الفجر، فلا تسمع إلا دقات تسبيحه، ونبرات صلاة الفاتح لما أغلق
التي يرددها ويتلفظ بها في سره، وأحيانا بجهره وبقوة، وكيف لا وقد كان من
أصحاب الأحوال والمقامات الكبيرة، وقد توفي رحمه الله في حدود عام 1414هـ ـ
1994م.
واجتمع أيضا صاحب الترجمة أيضا بالولي الصالح العارف بالله مولاي الحسن
الكثيري رضي الله عنه، وهو أحد جلة المفتوح عليهم من أهل هذه الطريقة، كان
كثير الاجتماع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، وكان يصرح له
بذلك، كما كان يحبه كثيرا ويعطف عليه.
وغالبا ما كان ينام معه في بيت واحد بمنزله بحي يعقوب المنصور بمدينة
الرباط، وقد أفرده هذا المقدم الجليل بمعارف كثيرة وفوائد وفرائد وأسرار،
كما أتحفه بما يحق له أن يفتخر به إلى أن يلقى الله تعالى، وكان لا يناديه
إلا بالسيادة، وقد اتصلت الرابطة الروحية بينهما إلى أن شاهد من كراماته
ومناقبه ما لا يعد ولا يحصى،
ولا يختلف اثنان في قطبانية مولاي الحسن الكثيري رضي الله عنه، والكلام عنه
يحتاج إلى مجلدات وأسفار كثيرة. توفي رضي الله عنه بداره ببني كثير من
منطقة جبالة ناحية مدينة وزان عام 1406 هـ - 1986م،
واجتمع أيضا صاحب الترجمة بالولي الصالح سيدي محمد بن المامون السباعي رضي
الله عنه، وذلك بمحل سكناه بمدينة آسفي، وهو أحد أشهر علماء ومقدمي الطريقة
التجانية في عصره، زاره مرات، ودعا له بكل خير، وأذن له في بعض الأذكار
الاختيارية، وبشره بأمور كثيرة لا داعي لذكرها في هذا المحل. وتوفي رحمه
الله يوم الأربعاء 20 ربيع الأول عام 1403 هـ - 5 يناير 1983م، ودفن بمقبرة
بوديس بمدينة آسفي.
واجتمع أيضا بالمدينة ذاتها (آسفي) بالعارف بالله المقدم الجليل سيدي الحاج
عبد القادر بن سيدي المحجوب الشعيبي العبدي رضي الله عنه، أحد كبار رجال
الطريقة التجانية ومقدميها المخلصين، وأمده هو الآخر بفوائد وأسرار جمة،
كما كاشفه بأمور ومطالب كثيرة كان يخفيها في باطنه،
وتوفي هذا المقدم الجليل بمحل سكناه بمدينة آسفي يوم الأحد 19 محرم الحرام
عام 1397 هـ ــ 10 يناير 1977م. ودفن بمقبرة بوديس من المدينة المذكورة.
ومنهم العلامة المقدم الجليل الفاضل سيدي الحاج محمد أقصبي رضي الله عنه،
أحد كبار المفتوح عليهم من رجال الطريقة التجانية، زارهُ مترجمنا مرارا
وتبرك به ودعا له، واستفاد منه أمورا جليلة، وأقبل عليه إقبالا عظيما،
وقد أدركته المنية يوم الجمعة ثاني شهر رمضان عام 1411 هـ - 19 مارس 1991م بمدينة فاس وبها دفن.
وضرب صاحب الترجمة صِلَات المودة والأخوة والتلمذة مع كثير من المقدمين
الأفاضل، منهم صديقه وحبيبه السيد العلامة الشريف سيدي محمد العمارتي، وكان
عالما فاضلا جليلا يحبه ويجله ويحترمه، كما دارت بين الطرفين رسائل عديدة،
وله معه كثير من المواقف المشهودة، وقد لحق بربه بعد مرض لم ينفع معه علاج
يوم الخميس 7 صفر 1416هـ - 6 يوليوز 1995م، ودفن بمقبرة باب عجيسة بفاس.
ومنهم صديقه ومحبه الفقيه الفاضل المقدم سيدي أحمد أعراب، المعروف
بالخليفة، وهو كبير الزاوية التجانية بقبيلة بني وراين، تولى هذه المسؤولية
عقب وفاة زوج والدته ومربيه العلامة الولي الصالح سيدي الحاج الحسن بن عبد
الرحمن الركراكي، فكان في مكان المسؤولية أدبا وعلما ومعرفة وفهما، إلى أن
أدركته المنية يوم الجمعة 28 صفر عام 1429هـ ــ 7 مارس 2008م.
ومنهم صديقه وحبيبه المقدم الجليل سيدي ابراهيم الزعفراني الملقب ب(بوغروم)
مقدم الزاوية التجانية بحي يعقوب المنصور بمدينة الرباط، كان معروفا
بالكرم مع تواضع وسكينة وأدب عال، وكان يلقب مترجمنا بخادم الأعتاب
الشريفة، زاره في مرض موته أكثر من مرتين، ودعا له بما يرجو من الله قبوله
وتحقيقه، توفي هذا المقدم بمنزله بمدينة الرباط يوم الخميس 7 ربيع الأول
عام 1411 - 27 شتنبر 1990. ودفن بمقبرة لعلو من المدينة ذاتها.
ومنهم محل والد مترجمنا وحبيبه وصفيه العلامة الأستاذ المقدم الحاج إبراهيم
هان، أصله من بلاد مالي، استوطن مدينة فاس منذ عقد الخمسينيات من القرن
الميلادي الماضي، وكان من جلة مقدمي الطريقة التجانية، له به صداقة طويلة،
تزيد على العشرين سنة، وهو من عداد شيوخه المعتمدين، وكان كثيرا ما يزوره
بمدينة الرباط، لحق هذا المقدم بربه بعد مرض لم ينفع معه علاج يوم الجمعة
10 ربيع الأول عام 1428هـ ــ 30 مارس 2007م. ودفن بمقبرة باب عجيسة بمدينة
فاس. وقد رثاه مترجمنا بأبيات.
المصدر : هنا
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مكتبة الأستاذ محمد الراضي كنون الحسني بالرباط
(من إعداد الأستاذ أحمد بن عبد الله سكيرج الأنصاري الخزرجي)
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وآله وصحبه وسلم تسليما
هو
الشريف سيدي محمد بن حمزة بن العلامة الفقيه المجاهد سيدي محمد بن قاسم بن
مولاي العربي بن علي بن محمد بن مولاي أحمد بن سيدي عبد الله الشريف دفين
بيته بمدشر الزواقين من قبيلة بني مستارة
عام 1218 هـ بن الحسين بن عيسى بن عيسى بن الولي الصالح سيدي زَيْزُون
الزواق بن محمد بن مصباح بن أحمد بن حمزة بن سليمان بن ناصر بن يحيى بن
العارف بالله الولي الصالح سيدي أحمد صاحب الضريح بمدشر بوبريح بقبيلة بني
زروال بن يوسف بن الولي الصالح سيدي كنون بن عمران بن عبد الرحمان بن
سليمان بن الحسن بن سيدي عمران بن محمد بن محمد بن أحمد بن الولي الصالح
الشهير سيدي كنون الأول بن أحمد بن مولانا إدريس الأزهر مؤسس مدينة فاس بن
مولانا إدريس الأكبر فاتح المغرب بن مولانا عبد الله الكامل بن مولانا
الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن مولانا علي كرم الله وجهه ومولاتنا
فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيد الوجود وعلم الشهود مولانا محمد
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد
بتاريخ 23 شعبان 1378هـ موافق 3 مارس 1959م بمدينة ابن سليمان (نواحي
الدار البيضاء) بالمغرب، وهو نفس اليوم الذي توفي فيه العلامة العارف بالله
القاضي سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه،
أي 23 شعبان 1363هـ، وهو على وجه التحديد الذكرى الخامسة عشرة لوفاته.
هذا بالنسبة للشهر الهجري أما بالنسبة للشهر الميلادي فيصادف هذا اليوم عيد عرش جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه،
كما
يصادف يوم سابع ولادته الذكرى الخمسين لوفاة قريبه العلامة المقدم الكبير
سيدي محمد [فتحا] كنون رضي الله عنه. المتوفي بتاريخ 28 شعبان 1328هـ.
عاش
المترجم له فترة مهمة من طفولته في مدينة تطوان، وبها فتح عينيه، فتعلم
القراءة والكتابة، وحفظ كتاب الله تعالى في المسيد برواية ورش عن نافع، ثم
التحقت أسرته بمدينة الرباط،
وبهذه
الأخيرة تابع دراسته الابتدائية والثانوية والعالية بانتظام، إلى أن حصل
على شهادات جامعية عالية، وذلك في نطاق الأدب واللغة العربية والدراسات
الإسلامية، كما حصل على شهادات عالية أخرى بموريتانيا أثناء فترة دراسته
بها والتي استمرت زهاء 8 سنوات.منها دبلوم المدرسة العليا للأساتذة
بنواكشوط.
تمسك
صاحبنا بورد الطريقة التجانية في سن مبكرة على وجه التحديد عام 1394هـ ــ
1974م، وكان سنه وقتئذ لا يتجاوز 15 سنة، وذلك على يد الفقيه الفاضل البركة
سيدي محمد بن عبد الله، مقدم الزاوية التجانية بمدينة الرباط، بمنزله
الكائن بجوار دار الحديث الحسنية، بحي ديور الجامع من المدينة المذكورة.
وكان
لهذا المقدم كتاب يسجل فيه أسامي كافة الفقراء الذين يأخذون عنه الورد،
فلما أراد أن يلقن صاحب الترجمة أتى بذلك الكتاب على عادته ،فوجده قد امتلأ
إلى غاية صفحته الأخيرة، ولم يبق فيه إلا سطر واحد، بحيث لا يكفي إلا لوضع
اسم شخص واحد لا غير، وبذلك كان اسمه هو آخر ما حمله هذا الكناش من أسامي
سادتنا الفقراء الذين أخذوا عن المقدم المذكور. ثم توفي هذا المقدم بعد ذلك
بأسابيع قليلة.
ثم تعرف صاحب الترجمة بعد ذلك على الأستاذ المقرئ الفقيه سيدي الحاج محمد الزرهوني إمام
الزاوية التجانية بالرباط، حيث ضريح الولي الصالح سيدي محمد العربي بن
السائح رضي الله عنه، فاستفاد منه كثيرا، وكان يسكن بجوار الضريح المذكور،
وهو من أكابر الأولياء، وقد صرح له بأشياء كثيرة تدل على علو كعب هذا
المقدم في مجال المعرفة الإلهية،
وهو
الذي كان يفتح ذكر الوظيفة بالزاوية المذكورة، وكان جَهُوري الصوت، كثير
الخشوع، لا يلتفت حالة الذكر، ولا يعرف حَتَّى مَنْ هُوَ جالسٌ إلى يمينِهِ
أو يسَارِهِ، وكان يغيب في جوهرة الكمال، لدرجة أنه يصبح شخصا آخر من كثرة
إقباله على الحضرة وخشوعه وانكساره، كما كان كثير المحبة لصاحب هذه
الترجمة، وغالبا ما كان يتناول وجبة الغداء معه في بيته المجاور للضريح
المذكور، وذكر لي الأستاذ سيدي محمد كنون أنه كان يخصه حينها بمعارف وأسرار
جمة، وتوفي هذا المقدم رحمه الله بمكة المكرمة في موسم الحج لعام 1402 هـ
ــ 1982م .
وكان
قبل ذهابه للحج قد ودع صاحبنا المذكور وداعا حارا، كأنه يشير له من ورائه
بأنه آخر لقاء بينهما في دار الدنيا، وقد رآه بعد وفاته في عالم النوم، وهو
في حالة جد حسنة داخل ضريح الولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح رضي
الله تعالى عنه، فقال له : يا سيدي كيف بك أنت معنا هنا؟ وقد جاءنا الخبر
بوفاتك بمكة قبل أيام كثيرة؟ فأجابه قائلا: أنا من أصحاب مولانا الشيخ أبي
العباس التجاني رضي الله عنه، فاحسُبني (بمعنى اعْدُدْنِي) كما تشاء من الأموات أو من الأحياء.
وتعرف مترجمنا عقب ذلك على الفقيه العلامة المقدم سيدي أحمد الشياظمي،
وهو من مقدمي الطريقة التجانية، وسبب معرفته به أنه رأى رؤيا مفادها أن
رجلا من الأفاضل جاء إليه، وأخبره بأنه إن أراد ملاقاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فهو كثير التواجد في ذلك المكان من ذلك المسجد، وأشار إلى البيت
الذي يقطن به إمام ذلك المسجد بحي اليوسفية بالرباط، وهو الحاج أحمد
الشياظمي المذكور، فاستيقظ، ومن الغد ذهب على الفور إلى ذلك المسجد، وصلى
خلف إمامه المذكور، ثم دخل معه إلى بيته فاستقبله بحرارة ورحب به، فقضى معه
أشهرا طويلة يجالسه في البيت ذاته إلى حدود الساعة الواحدة صباحا وربما
أكثر.
وقد
استفاد منه كثيرا، وكان سن هذا المقدم إذ ذاك يزيد على الثمانين سنة، وكان
شديد المحبة لسماع قصائد مترجمنا وأشعاره التي كان يكتبها بانتظام آنذاك،
وكان ينشدها بين يديه، فيطرب لها المقدم المذكور غاية الطرب،
وذكر
لي الأستاذ سيدي محمد كنون أن قريحته جادت ذات مرة بقصيدة متعلقة بشؤون
الموت والفراق والبرزخ وما إليه، فأنشدها بين يديه كعادته ،فبكى بكاء
طويلا، ثم ترك المسجد في اليوم الموالي، وسلم مفاتحه للجماعة القائمين به،
وذهب إلى مدينة الخميسات حيث يوجد أهله وعشيرته، وبها توفي ضمن الأسبوع
نفسه رحمه الله في شهر صفر 1401 هـ - دجنبر 1980 م .
ثم
رآه بعد وفاته بأسبوعين في المنام، وهو في حالة حسنة، يصلي إلى جانبه صلاة
الظهر بالمسجد الكبير بحي اليوسفية بالرباط، فلما فرغوا من الصلاة تقدم
إليه مترجمنا يستفسره عن أحوال الآخرة؟ وما لاقاه فيها من نعيم ومقامات
ودرجات وغيرها؟ ففر منه مسرعا خارج المسجد، فتبعه وهو يعدو بسرعة إلى أن
أمسك به من الخلف، فسأله حينها عن الآخرة والبرزخ وما رآه فيهما؟ فأجابه
على الفور قائلا : ما كنت
لأفشي لك سر الله.
وتعرف مترجمنا أيضا على الفقيه الجليل الولي الصالح سيدي الحاج لَحْسَن الفطواكي رضي الله عنه،
مقدم الزاوية التجانية بحي اليوسفية بالرباط، وهو من أبرز المقدمين الذين
استفاد منهم، وترعرع تحت جناحهم، وكان سيدي الحاج لَحْسن الفطواكي رضي الله
عنه على جانب عظيم من الولاية، وله بيت صغير بالزاوية يقطن فيه، ولا تزيد
مساحة هذا البيت عن مترين مربعة،
وقد
لازمهُ مترجمنا مدة تزيد على 18 سنة، منها سنتان اثنتان كان خلالهما لصيقا
به صباحا ومساء، ينام معه في ذلك البيت الضيق المذكور، ويعمل ما في جهده
لخدمته وإدخال السرور عليه، وكان هذا البيت يحتوي على سرير واحد لا غير،
وكان يحبذ أن ينام على الأرض أملا في أن يخدم هذا الرجل الفاضل ويوَفِّرَ
له بعض الاحتياجات اللازمة، من سقي الماء وتحضير أواني الأكل وكؤوس الشاي
وما إلى ذلك،
غير
أنه ومن أول ليلة أقسم عليه بالله العظيم أن لا ينام مترجمنا إلا على ذلك
السرير، وفضَّل هو (أي سيدي الحاج لْحْسن الفطواكي) رضي الله عنه أن ينام
على الأرض، وكان هذا الأمر شاقا على مترجمنا، لكنه قَبِلَهُ مخافة أن
يُحْرَمَ من مصاحبة هذا الولي الجليل. فلما استفسره عن هذا الإجراء قال له
على الفور: كيف أنام على السرير وأتركك تنام أنت على الأرض؟ وأنت شريف من
ذرية مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها؟
ولدى
أول ليلة بات معه فيها في ذلك البيت الضيق، أراد مترجمنا عند حلول منتصف
الليل أو بعده بقليل، أن يطفئ النور [الشمعة]بغية الاستجابة للنوم، وكان
المقدم المذكور قد أخذ مكانه ونام، فَأَبَتْ الشمعَةُ أن تنطفئ، فحاول معها
بكل قوته على مدى نصف ساعة لكي يطفئها، فلم يستطع،
ثم
أعطاه الله قوة فأطفأها، وصعد على السرير لينام، فلم تمر إلا عشر دقائق
حتى عادت الشمعة للاشتعال من جديد، دون أن يمسها أحد، فاستغرب من ذلك
كثيراً وتعجب، فانتبه له المقدم المذكور وقال: اتركها عليك ما شأنك بها،
وكانت هذه هي أول كرامة بين مترجمنا وبين هذا الولي الفاضل، ثم توالت بعد
ذلك كرامات عديدة، شاهدها ولمسها وعايشها باستمرار.
وكان
هذا المقدم حينها يناهز التسعين من عمره، كما كان يقوم من الليل 4 ساعات
قبل الفجر، فلا تسمع إلا دقات تسبيحه، ونبرات صلاة الفاتح لما أغلق التي
يرددها ويتلفظ بها في سره، وأحيانا بجهره وبقوة، وكيف لا وقد كان من أصحاب
الأحوال والمقامات الكبيرة، وقد توفي رحمه الله في حدود عام 1414هـ ـ
1994م.
واجتمع أيضا صاحب الترجمة أيضا بالولي الصالح العارف بالله مولاي الحسن الكثيري رضي الله عنه،
وهو أحد جلة المفتوح عليهم من أهل هذه الطريقة، كان كثير الاجتماع برسول
الله صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، وكان يصرح له بذلك، كما كان يحبه
كثيرا ويعطف عليه.
وغالبا
ما كان ينام معه في بيت واحد بمنزله بحي يعقوب المنصور بمدينة الرباط، وقد
أفرده هذا المقدم الجليل بمعارف كثيرة وفوائد وفرائد وأسرار، كما أتحفه
بما يحق له أن يفتخر به إلى أن يلقى الله تعالى، وكان لا يناديه إلا
بالسيادة، وقد اتصلت الرابطة الروحية بينهما إلى أن شاهد من كراماته
ومناقبه ما لا يعد ولا يحصى،
ولا
يختلف اثنان في قطبانية مولاي الحسن الكثيري رضي الله عنه، والكلام عنه
يحتاج إلى مجلدات وأسفار كثيرة. توفي رضي الله عنه بداره ببني كثير من منطقة جبالة ناحية مدينة وزان عام 1406 هـ - 1986م
واجتمع أيضا صاحب الترجمة بالولي الصالح سيدي محمد بن المامون السباعي رضي الله عنه،
وذلك بمحل سكناه بمدينة آسفي، وهو أحد أشهر علماء ومقدمي الطريقة التجانية
في عصره، زاره مرات، ودعا له بكل خير، وأذن له في بعض الأذكار الاختيارية،
وبشره بأمور كثيرة لا داعي لذكرها في هذا المحل. وتوفي رحمه الله يوم
الأربعاء 20 ربيع الأول عام 1403 هـ - 5 يناير 1983م، ودفن بمقبرة بوديس
بمدينة آسفي.
واجتمع أيضا بالمدينة ذاتها (آسفي) بالعارف بالله المقدم الجليل سيدي الحاج عبد القادر بن سيدي المحجوب الشعيبي العبدي رضي الله عنه،
أحد كبار رجال الطريقة التجانية ومقدميها المخلصين، وأمده هو الآخر بفوائد
وأسرار جمة، كما كاشفه بأمور ومطالب كثيرة كان يخفيها في باطنه،
وتوفي
هذا المقدم الجليل بمحل سكناه بمدينة آسفي يوم الأحد 19 محرم الحرام عام
1397 هـ ــ 10 يناير 1977م. ودفن بمقبرة بوديس من المدينة المذكورة.
ومنهم العلامة المقدم الجليل الفاضل سيدي الحاج محمد أقصبي رضي الله عنه،
أحد كبار المفتوح عليهم من رجال الطريقة التجانية، زارهُ مترجمنا مرارا
وتبرك به ودعا له، واستفاد منه أمورا جليلة، وأقبل عليه إقبالا عظيما،
وقد أدركته المنية يوم الجمعة ثاني شهر رمضان عام 1411 هـ - 19 مارس 1991م بمدينة فاس وبها دفن.
وضرب صاحب الترجمة صِلَات المودة والأخوة والتلمذة مع كثير من المقدمين الأفاضل، منهم صديقه وحبيبه السيد العلامة الشريف سيدي محمد العمارتي،
وكان عالما فاضلا جليلا يحبه ويجله ويحترمه، كما دارت بين الطرفين رسائل
عديدة، وله معه كثير من المواقف المشهودة، وقد لحق بربه بعد مرض لم ينفع
معه علاج يوم الخميس 7 صفر 1416هـ - 6 يوليوز 1995م، ودفن بمقبرة باب عجيسة
بفاس.
ومنهم صديقه ومحبه الفقيه الفاضل المقدم سيدي أحمد أعراب، المعروف بالخليفة، وهو كبير الزاوية التجانية بقبيلة بني
وراين، تولى هذه المسؤولية عقب وفاة زوج والدته ومربيه العلامة الولي
الصالح سيدي الحاج الحسن بن عبد الرحمن الركراكي، فكان في مكان المسؤولية
أدبا وعلما ومعرفة وفهما، إلى أن أدركته المنية يوم الجمعة 28 صفر عام
1429هـ ــ 7 مارس 2008م.
ومنهم صديقه وحبيبه المقدم الجليل سيدي ابراهيم الزعفراني الملقب
ب(بوغروم) مقدم الزاوية التجانية بحي يعقوب المنصور بمدينة الرباط، كان
معروفا بالكرم مع تواضع وسكينة وأدب عال، وكان يلقب مترجمنا بخادم الأعتاب
الشريفة، زاره في مرض موته أكثر من مرتين، ودعا له بما يرجو من الله قبوله
وتحقيقه، توفي هذا المقدم بمنزله بمدينة الرباط يوم الخميس 7 ربيع الأول
عام 1411 - 27 شتنبر 1990. ودفن بمقبرة لعلو من المدينة ذاتها.
ومنهم محل والد مترجمنا وحبيبه وصفيه العلامة الأستاذ المقدم الحاج إبراهيم هان،
أصله من بلاد مالي، استوطن مدينة فاس منذ عقد الخمسينيات من القرن
الميلادي الماضي، وكان من جلة مقدمي الطريقة التجانية، له به صداقة طويلة،
تزيد على العشرين سنة، وهو من عداد شيوخه المعتمدين، وكان كثيرا ما يزوره
بمدينة الرباط، لحق هذا المقدم بربه بعد مرض لم ينفع معه علاج يوم الجمعة
10 ربيع الأول عام 1428هـ ــ 30 مارس 2007م. ودفن بمقبرة باب عجيسة بمدينة
فاس. وقد رثاه مترجمنا بأبيات.
ومنهم صديقه الحميم سيدي محمد البردعي،
أحد جلة التجانيين المخلصين، مضت بينهما صداقة طويلة تزيد على 25 سنة،
وكانت له غيرة كبيرة على الإسلام والمسلمين عامة وعلى الطريقة التجانية
خاصة، إلى أن أدركته المنية بمحل سكناه بحي السعادة بمدينة فاس، بعد مرض لم
ينفع معه علاج، وقد طال مرضه مدة سنتين إلى أن لقي ربه يوم الثلاثاء 15
ربيع الثاني عام 1429هـ، 22 أبريل 2008م، تغمده الله برحمته
ومنهم محبه الشريف البركة، المقدم سيدي محمد الأمين بن سيدي عبد المالك بن محمد الأمين بن العارف بالله الولي الصالح سيدي سعيد الدراركي رضي الله عنه،
وهو من عداد شيوخه المعتمدين، لحق بربه بعد مرض ألزمه الفراش مدة شهرين،
وكان ذلك على الساعة 4 من صباح يوم الأربعاء 18 جمادى الثانية 1423هـ ــ 27
غشت 2002م، ودفن بجانب قبر والده، ضمن الرياض الكائن بضريح جده سيدي الحاج
سعيد الدراركي رضي الله عنه بمدينة أكادير.
ومنهم محبه العزيز صاحب القدر السامي سيدي عبد الله الشرادي،
إمام الزاوية التجانية الكائنة بضريح العلامة الولي الصالح سيدي العربي بن
السائح رضي الله عنه، كان رجلا صالحا يحبه ويسدي له النصائح تلو النصائح،
وقد استفاد منه مترجمنا كثيرا، وهو رجل مبارك، قصير القامة، عالي الهمة،
توفي رحمه الله بعد مرض طويل لم ينفع معه علاج يوم الخميس 22 رجب 1411هـ ــ
7 فبراير 1991م. ودفن بمدينة سيدي قاسم حيث يقطن أهله وعشيرته.
ومنهم محبه العلامة الداعية الكبير سيدي حسن بن علي سيس،
ابن بنت صاحب الفيضة العلامة الشيخ ابراهيم انياس الكولخي رحمه الله ورضي
عنه، كان لا يستقيم له حال إلا بالاجتماع بمترجمنا ومحادثته والتماس خالص
دعواته، ولا زال نفس هذا الحال بينه وبين أخيه العلامة الإمام سيدي التجاني
بن علي سيس، شرفه الله وأعلى شأنه، وأمده بوابل إحسانه، وكانت وفاة سيدي
حسن سيس ببلده بسنغال يوم الأربعاء 11 شعبان 1429هـ ـــ13 غشت 2008م.
وكان
مترجمنا قد التقى به قبل هذا التاريخ بأيام قلائل بفندق حسان بمدينة
الرباط، وتذاكر معه كثيرا، وتوادعا وداعاً حارا، وكان هذا آخر لقاء بين
الرجلين،
وقال
له ضمن هذا القاء : لقد نزلت هذه المرة بهذا الفندق في الغرفة رقم 114،
وهي الغرفة ذاتها التي نزل بها جدي الشيخ ابراهيم انياس خلال آخر زيارة له
للمغرب، ثم قال له : ورقم هذه الغرفة يوافق عدد سور القرآن الكريم، وهي
غرفة مباركة، نزل بها عدد من كبار شيوخ التجانية لدى مقدمهم للمغرب.
ومنهم محبه الفقيه الجليل، المقرئ المقدم الفاضل، سيدي الحاج محمد بن هاشم العلوي،
كان إماما بالزاوية التجانية الكائنة بضريح العلامة الولي الصالح سيدي
محمد العربي بن السائح رضي الله عنه، كما كان يتقدم لفتح ذكر الوظيفة
بساداتنا الفقراء بعد صلاة العصر، جالسه مترجمنا مرارا، وتبرك به والتمس
منه الدعاء، لا سيما بين صلاة الظهرين، حيث كان من عادة هذا المقدم الجلوس
في الزاوية في هذا الوقت والاشتغال بقراءة القرآن، وذلك بصوت جليل خافت.
وقد توفي رحمه الله يوم الجمعة 14 شعبان عام 1411هـ ــ 1 مارس 1991م بمدينة
الرباط وبها دفن بمقبرة الشهداء.
ومنهم العلامة الفاضل سيدي عبد الواحد بن عبد الله أحد
مشاهير أعلام الطريقة التجانية بمدينة الرباط، وهو فقيه مشهور، غني عن
التعريف، كثيرا ما كان مترجمنا يراه بالزاوية التجانية الكائنة بضريح
العلامة الولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح رضي الله عنه، خصوصا بين
العشاءين، حيث كان هذا الأخير مواظبا على ذكر الوظيفة باستمرار بعد صلاة
المغرب، وهو رجل وسيم، جميل الصورة، دائم الابتسامة، لبَّى داعي ربه يوم
الأحد 14 رمضان عام 1411هـ ــ31 مارس 1991م. وصلي على جنازته بالزاوية
المذكورة، ودفن بروضة لعلو، وكان مترجمنا حاضرا في جنازته.
ومنهم محبه العلامة صاحب التآليف الكثيرة الحاج إدريس بن محمد العابد العراقي رحمه
الله ورضي عنه، كانت بينهما محبة ومودة وإخلاص تام، وقد أفاد مترجمنا
وأفاده هو الآخر بفرائد ومعلومات جمة، توفي رحمه الله يوم الإثنين 22 شوال
1430هـ ــ 12 أكتوبر 2009م، أي بعد 4 أيام من ذكرى مرور قرنين على وفاة
سيدنا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه، ودفن بجوار قبر والده سيدي
محمد العابد العراقي بالقباب خارج باب الفتوح بفاس.
ومنهم محبه العلامة الأديب المقدم سيدي البشير بن التهامي أفيلال التطواني، أحد كبار علماء مدينة تطوان والمتوفي بها يوم 12 ذي القعدة الحرام عام 1414هـ ــ 23 أبريل 1994م.
ومنهم المقدم الكبير العلامة سيدي التهامي الدريبكي،
تردد مترجمنا كثيرا على منزله المجاور لضريح سيدي عبد الله بن حسون بمدينة
سلا، وأخذ عنه الإذن في كثير من الأمور، ولهذا المقدم حظ كبير من الصلاح
والإستقامة، وهو من عداد الأولياء الكبار،
وقد
أتحفه بأخبار كثير من أعلام الطريقة التجانية ومقدميها السابقين بمدينتي
الرباط وسلا، خصوصا منهم الذين عاصروا بخاري الطريقة العلامة الولي الصالح
سيدي محمد العربي بن السائح رضي الله عنه، كسيدي محمد بن يحيى بلامينو
الرباطي، وسيدي عبد الله التادلي، وأحمد بن قاسم جسوس، والطيب عواد
السلاوي، والمكي الزواوي، وسيدي محمد بن الحسني، وسيدي عبد القادر لوبريس،
وغيرهم من الأعلام الذين عاصرهم واجتمع بهم واستفاد منه
ومنهم الملامتي الشريف المبارك سيدي أحمد الخلطي،
كان كثير الكرامات، وكانت تجمع بينه وبين مترجمنا مودة ومحبة وإخلاص، زاره
مرات عديدة بدوار الجديد بمدينة سيدي قاسم، كما كان يجالسه كثيرا عند
مقدمه لضريح سيدي محمد العربي بن السائح بمدينة الرباط، وقد استفاد منه
كثيرا.
ومنهم محبه العلامة العارف بالله سيدي أحمد بن العلامة القطب الشهير سيدي محمد بن عبد الواحد النظيفي،
اجتمع به مرات عديدة، لعل من أبرزها لما زاره ببيته بمدينة مراكش رفقة
حفيد الشيخ التجاني رضي الله عنه الشريف سيدي محمد الطاهر، فأذن له حينئذ
في كثير من أسرار الطريقة، ودعا معه، وأخذ بيديه داخل ضريح والده المذكور،
وبقي ماسكاً له بيديه إلى أن أدخله معه من الباب الصغير إلى قلب داره
المجاورة للزاوية، توفي هذا المقدم الجليل عام ..
ومنهم محبه العلامة الفقيه سيدي محمد [فتحا] بن العلامة الحافظ الشهير سيدي محمد الحجوجي الحسني،
من خيرة مقدمي الطريقة التجانية بالمغرب حاليا، يناهز عمره التسعين سنة،
اجتمع به عشرات المرات، وأخذ عنه، واستفاد منه، وتلقى على يديه كثيرا من
الفوائد والفرائد الهامة،
ومنهم محبه وصفيه ومحل أخيه ووالده المقدم الفاضل، الولي الصالح، البركة الجليل، سيدي الحاج محمد بن مصطفى بن إسماعيل المعروفي،
كان مقدما بضريح الولي الصالح العلامة سيدي محمد العربي بن السائح رضي
الله عنه. صاحبه مترجمنا مدة تزيد على 30 سنة، وكان على جانب عظيم من
الولاية، غير أنه كان يحب الخمول ويفضله، مع العلم أنه من أهل الخصوصية
العظمى، توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 29 ذي القعدة الحرام عام 1428هـ ــ10
دجنبر 2007م، ودفن بمقبرة الشهداء بمدينة الرباط.
ومنهم محبه العلامة المقدم الفاضل سيدي مصطفى العلوي السناري المدني،
له مؤلفات، وهو من جلة أعلام الطريقة التجانية في بلاد الحجاز، لا سيما
بالمدينة المنورة، كانت له بمترجمنا صداقة وأخوة متينة، وكان هذا المقدم
كثير التردد على المغرب لزيارة ضريح الشيخ رضي الله عنه بمدينة فاس، وكذلك
لمدينة الرباط حيث ضريح خليفته الولي الصالح العلامة سيدي محمد العربي بن
السائح رضي الله عنه، ولقي ربه يوم الجمعة 15 ذو الحجة عام 1427هـ ــ 5
يناير 2007م.
ومنهم العلامة الشهير سيدي إبراهيم صالح الحسيني من
نيجيريا، التقى به مرات لدى مقدمه للمغرب، وبين الرجلين محبة ومودة عظيمة،
ولازال كل منهما يسأل عن الآخر، وقد تذبجا معا بما لديهما من الأسانيد.
ومنهم العلامة الأستاذ سيدي عمر مسعود،
من كبار أعلام السودان، زاره مرات ببيته بمدينة الرباط، وتربط بينهما أخوة
وصداقة عظيمة، كما يثني كل منهما عن الآخر، وقد ذكر لي الأستاذ سيدي محمد
كنون أن هذا العالم هو أحد أبرز أعلام الطريقة التجانية في العصر الحالي،
وسينصر الله به هذه الطائفة المباركة كما نصر الإسلام بسميه عمر بن الخطاب
هذا وتربط الصداقة المتينة بين مترجمنا والعديد من أبناء سيدنا الشيخ رضي الله عنهم، خصوصا الشريف الجليلمولاي
الطاهر بن سيدي البشير بن سيدي محمد الكبير بن سيدي محمد البشير بن سيدي
محمد الحبيب بن القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم سيدنا الشيخ أحمد
التجاني رضي الله عنه، حيث تجمعهما صداقة تزيد على 30 سنة.
وتربطه نفس العلاقة أيضا بالشريف الفاضل سيدي علي حيدرة بن
سيدي محمد الحبيب نزيل مدينة دكار السنغالية، بن سيدي محمود بن سيدي محمد
البشير بن سيدي محمد الحبيب بن القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم سيدنا
الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه، وقد أجازه هذا الشريف بإجازة مطولة تقع
في صفحات
ولصاحب الترجمة مؤلفات وتحقيقات كثيرة ، تزيد على الأربعين ما بين تحقيق وتأليف، ومن أبرزها:
1) دراسة
وتحقيق لكتاب جواهر المعاني، وبلوغ الأماني، في فيض أبي العباس سيدي أحمد
التجاني،للعارف بربه سيدي الحاج علي حرازم برادة الفاسي رضي الله عنه
2) تمام الأماني، ببعض مناقب وأخبار الشيخ التجاني،
3) وثائق القطب الرباني الشيخ سيدي أحمد بن محمد التجاني،
4) رسائل معلمة معالم سوس، الفقيه أبي عبد الله سيدي محمد أكنسوس،
5) خلاصة المسك الفائح، بذكر بعض مناقب مولانا محمد العربي بن السائح،
6) رسائل العلامة القاضي الحاج أحمد سكيرج الأنصاري الخزرجي، (في ما يزيد على أربع مجلدات)
7) إتحاف السائل، فيما توصل به العلامة سيدي أحمد سكيرج من الرسائل،
تعريف موجز ببعض جوانب حياة العلامة الفقيه الأستاذ سيدي محمد بن محمد الحجوجي،
9) حديقة المنى والأماني، في ترجمة سيدي العربي العلمي اللحياني،
10) رسائل العلامة سيدي عبد الكريم بن العربي بنيس،
11) السر الباهر، في الرحلة مع سيدي محمد الطاهر،
12) فهرس شامل لمؤلفات الطريقة التجانية،
13) مقتطفات من شعر الأديب سيدي عبد القادر لوبريس،
14) ترجمة الفقيه سيدي محمد بن يحيى بلامينو الرباطي،
15) ترجمة العلامة سيدي أحمد بن قاسم جسوس،
16) ترجمة العلامة سيدي الطيب عواد السلاوي،
17) ترجمة العلامة الحافظ سيدي أحمد بن موسى السلاوي الحسناوي،
18) مقتطفات من رسائل العلامة سيدي محمد فتحا بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري الخزرجي،
19) نساء تجانيات،
20) يوميات تجانية،
21) تحقيق كتاب إتحاف أهل المراتب العرفانية، بذكر بعض رجال الطريقة التجانية، في ثمان مجلدات، للعلامة سيدي محمد الحجوجي
22) دراسة
وتحقيق لكتاب رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ سيدي أحمد
التجاني من الأصحاب، للعلامة القاضي سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي
الله عنه (في أربع مجلدات)
… إلى غير ذلك من مؤلفاته وتحقيقاته الكثيرة
وله قصائد متعددة في مدح جدته مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها، جمعها في ديوانه [الفاطميات]
وله
كذلك قصائد في مدح مولانا الشيخ رضي الله عنه، ومن جملتها قصيدته البدر
اللامع، في مدح صاحب الختم الجامع، وهي قصيدة مشجرة على حروف صلاة الفاتح
لما أغلق. نظمها تيمنا بهذه الصلاة الشريفة. يقول في مطلعها:
من أسانيده في الطريقة التجانية أنه أخذ الإجازة بذلك عن
•
عن حفيد الشيخ الشريف سيدي علي حيدرة عن والده الخليفة الشريف سيدي محمد
الحبيب عن والده الخليفة سيدي محمود عن والده الخليفة سيدي محمد البشير عن
العارف بالله سيدي الطاهر بوطيبة التلمساني عن القطب الشهير سيدي الحاج علي
التماسيني عن مولانا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله تعالى عنه.
•
وله إذن آخر عن الشريف سيدي محمد (فتحا) الحجوجي عن والده العلامة الشريف
سيدي محمد الحجوجي عن الشريف سيدي محمد بن العربي العلوي الزرهوني الملقب
بسلطان المقدمين عن القطب الشهير سيدي محمد العربي بن السائح عن العارف
بالله سيدي محمد بن الهاشمي السرغيني عن العارف بالله سيدي محمد بن عبد
الواحد بناني المصري عن مولانا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله تعالى
عنه.
•
ولمولانا العربي بن السائح رضي الله عنه أسانيد كثيرة أخرى منها: عن
العارف بالله سيدي عبد الوهاب بن الأحمر الفاسي عن مولانا الشيخ أبي العباس
التجاني رضي الله تعالى عنه.
• ومنها: عن سيدي محمد بن أبي النصر العلوي السجلماسي عن مولانا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله تعالى عنه.
• ومنها عن القطب الشهير سيدي الحاج علي التماسيني رضي الله عنه عن مولانا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله تعالى عنه.
• ومنها أسانيد أخرى لا داعي لذكرها..
•
وأخذ كذلك : عن الأستاذ المرحوم سيدي إبراهيم هان عن الشيخ ماحي عن
العلامة صاحب الفيضة سيدي إبراهيم انياس عن العارف بالله تعالى سيدي الحاج
أحمد سكيرج الفاسي الأنصاري الخزرجي عن العارف بالله سيدي أحمد العبدلاوي
عن القطب الشهير سيدي الحاج علي التماسيني رضي الله عنه عن مولانا الشيخ
أبي العباس التجاني رضي الله تعالى عنه.
من
الغرائب التي حق لأسرة العلامة العارف بالله سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
الوقوف عندها والإستغراب لها والتأمل فيها أَنَّهُ أوصى رحمه الله قبل
وفاته بعض أبنائه وحفدته بالاحتفاظ على خزانة كتبه وصيانتها والإهتمام بها،
وأخبرهم أنه سيظهر بعد خمسين عامًا مِن وفاته من سيُخرج هذه الكتب من
مكانها ويحييها.
ومما
يذكر في هذا الصدد أن العلامة الأستاذ سيدي محمد الراضي كنون رأى ذات ليلة
في منامه فضيلة العلامة المرحوم سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه، قائلا له
من باب التواضع: أنا لست بشيء، فأجابه مترجمنا بقوله : لا يا سيدي أنت شيء
وأي شيء، وكُتُبُك شاهدة عليك إلى يوم لقاء الله تعالى، فرد عليه العلامة
سكيرج في تلك الرؤيا العجيبة بقوله : اذهب لمنزلي حيث ولدي سيدي محمد
الكبير، وخذ منه الكتب [يعني الخزانة]
وتراءى العلامة سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه في الليلة ذاتها لحفيده سيدي محمد الكبير رحمه
الله، وذلك في المنام أيضا، وقال له : سيأتي عندك رجل من الشرفاء،
فاستقبله جيدا، وامنحه ما أراده من كتبي، فاستيقظ سيدي محمد الكبير وصلى
الفجر، وبقي قائما على غير عادته في ساعة باكرة من الصباح، إلى أن دق باب
داره الشريف سيدي محمد الراضي كنون، فاستقبله بالحضن وقال له : منذ وفاة
جدي العلامة سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه لم أراه في النوم إلى غاية هذه
الليلة. وقد قال لي : كيت وكيت، ثم مكنه بعد ذلك من خزانة الكتب، وسلمه
كافة ما أراده منها، مع العلم أن سيدي محمد الكبير كان بخيلا بهذه الخزانة
لا يترك أحدا ليقترب منها ولا ليراها، فضلا على أن يتصفح كتبها أو يستعيرها
منه، ولو ورقة واحدة.
ثم
تعرف مترجمنا بعد ذلك بِعَدَدٍ من أفراد الأسرة السكيرجية ، فأحبوه محبة
عظيمة، واعتبروه فردا من أسرتهم، يحضر في مناسباتهم، ويجتمع معهم على طاولة
واحدة، ويكنون له أصفى عبارات المودة والمحبة ، وفي مقدمة هؤلاء السيدة
للا مريم كريمة العلامة سيدي أحمد سكيرج، والسيد محمد البشير سكيرج، والسيد عبد الحي سكيرج، والسيد عثمان سكيرج، والسيد الحاج أبو بكر سكيرج، والسيد عبد الهادي سكيرج، وكاتب هذه الترجمةالدكتور أحمد بن عبد الله سكيرج وآخرون
ولازال
مترجمنا بارك الله فيه بين أظهرنا نشيطا فعالا حيويا، يعمل جهده في جمع
تراث سيدنا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه ونشره وبثه بين الإخوان،
وذلك من خلال عمله إلى جانبنا داخل الموقع الإلكتروني لسيوطي زمانه بخاري
الطريقة التجانية في عصره العلامة العارف بالله سيدي أحمد بن الحاج العياشي
سكيرج رضي الله عنه، فهو جزاه الله خيرا يعرض كتبه ومؤلفاته وتحقيقاته فيه
مجانا، وقد منَّ الله تعالى علينا بسبب هذا العمل المشترك بالتعرف عليه
والاستفادة منه والحمد لله على ذلك، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
وسلم تسليما.
صورة لمترجمنا يسار الصورة رفقتي (كاتب هذه الأسطر) بمحل سكناي بالرباط
المصدر
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وآله وصحبه وسلم تسليما
نسبه
هو
الشريف سيدي محمد بن حمزة بن العلامة الفقيه المجاهد سيدي محمد بن قاسم بن
مولاي العربي بن علي بن محمد بن مولاي أحمد بن سيدي عبد الله الشريف دفين
بيته بمدشر الزواقين من قبيلة بني مستارة
عام 1218 هـ بن الحسين بن عيسى بن عيسى بن الولي الصالح سيدي زَيْزُون
الزواق بن محمد بن مصباح بن أحمد بن حمزة بن سليمان بن ناصر بن يحيى بن
العارف بالله الولي الصالح سيدي أحمد صاحب الضريح بمدشر بوبريح بقبيلة بني
زروال بن يوسف بن الولي الصالح سيدي كنون بن عمران بن عبد الرحمان بن
سليمان بن الحسن بن سيدي عمران بن محمد بن محمد بن أحمد بن الولي الصالح
الشهير سيدي كنون الأول بن أحمد بن مولانا إدريس الأزهر مؤسس مدينة فاس بن
مولانا إدريس الأكبر فاتح المغرب بن مولانا عبد الله الكامل بن مولانا
الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن مولانا علي كرم الله وجهه ومولاتنا
فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيد الوجود وعلم الشهود مولانا محمد
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولادته
ولد
بتاريخ 23 شعبان 1378هـ موافق 3 مارس 1959م بمدينة ابن سليمان (نواحي
الدار البيضاء) بالمغرب، وهو نفس اليوم الذي توفي فيه العلامة العارف بالله
القاضي سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه،
أي 23 شعبان 1363هـ، وهو على وجه التحديد الذكرى الخامسة عشرة لوفاته.
هذا بالنسبة للشهر الهجري أما بالنسبة للشهر الميلادي فيصادف هذا اليوم عيد عرش جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه،
كما
يصادف يوم سابع ولادته الذكرى الخمسين لوفاة قريبه العلامة المقدم الكبير
سيدي محمد [فتحا] كنون رضي الله عنه. المتوفي بتاريخ 28 شعبان 1328هـ.
نشأته
عاش
المترجم له فترة مهمة من طفولته في مدينة تطوان، وبها فتح عينيه، فتعلم
القراءة والكتابة، وحفظ كتاب الله تعالى في المسيد برواية ورش عن نافع، ثم
التحقت أسرته بمدينة الرباط،
وبهذه
الأخيرة تابع دراسته الابتدائية والثانوية والعالية بانتظام، إلى أن حصل
على شهادات جامعية عالية، وذلك في نطاق الأدب واللغة العربية والدراسات
الإسلامية، كما حصل على شهادات عالية أخرى بموريتانيا أثناء فترة دراسته
بها والتي استمرت زهاء 8 سنوات.منها دبلوم المدرسة العليا للأساتذة
بنواكشوط.
تمسكه بعهد الطريقة التجانية
تمسك
صاحبنا بورد الطريقة التجانية في سن مبكرة على وجه التحديد عام 1394هـ ــ
1974م، وكان سنه وقتئذ لا يتجاوز 15 سنة، وذلك على يد الفقيه الفاضل البركة
سيدي محمد بن عبد الله، مقدم الزاوية التجانية بمدينة الرباط، بمنزله
الكائن بجوار دار الحديث الحسنية، بحي ديور الجامع من المدينة المذكورة.
وكان
لهذا المقدم كتاب يسجل فيه أسامي كافة الفقراء الذين يأخذون عنه الورد،
فلما أراد أن يلقن صاحب الترجمة أتى بذلك الكتاب على عادته ،فوجده قد امتلأ
إلى غاية صفحته الأخيرة، ولم يبق فيه إلا سطر واحد، بحيث لا يكفي إلا لوضع
اسم شخص واحد لا غير، وبذلك كان اسمه هو آخر ما حمله هذا الكناش من أسامي
سادتنا الفقراء الذين أخذوا عن المقدم المذكور. ثم توفي هذا المقدم بعد ذلك
بأسابيع قليلة.
تتلمذه وأخذه عن بعض كبارأعلام الطريقة التجانية
ثم تعرف صاحب الترجمة بعد ذلك على الأستاذ المقرئ الفقيه سيدي الحاج محمد الزرهوني إمام
الزاوية التجانية بالرباط، حيث ضريح الولي الصالح سيدي محمد العربي بن
السائح رضي الله عنه، فاستفاد منه كثيرا، وكان يسكن بجوار الضريح المذكور،
وهو من أكابر الأولياء، وقد صرح له بأشياء كثيرة تدل على علو كعب هذا
المقدم في مجال المعرفة الإلهية،
وهو
الذي كان يفتح ذكر الوظيفة بالزاوية المذكورة، وكان جَهُوري الصوت، كثير
الخشوع، لا يلتفت حالة الذكر، ولا يعرف حَتَّى مَنْ هُوَ جالسٌ إلى يمينِهِ
أو يسَارِهِ، وكان يغيب في جوهرة الكمال، لدرجة أنه يصبح شخصا آخر من كثرة
إقباله على الحضرة وخشوعه وانكساره، كما كان كثير المحبة لصاحب هذه
الترجمة، وغالبا ما كان يتناول وجبة الغداء معه في بيته المجاور للضريح
المذكور، وذكر لي الأستاذ سيدي محمد كنون أنه كان يخصه حينها بمعارف وأسرار
جمة، وتوفي هذا المقدم رحمه الله بمكة المكرمة في موسم الحج لعام 1402 هـ
ــ 1982م .
وكان
قبل ذهابه للحج قد ودع صاحبنا المذكور وداعا حارا، كأنه يشير له من ورائه
بأنه آخر لقاء بينهما في دار الدنيا، وقد رآه بعد وفاته في عالم النوم، وهو
في حالة جد حسنة داخل ضريح الولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح رضي
الله تعالى عنه، فقال له : يا سيدي كيف بك أنت معنا هنا؟ وقد جاءنا الخبر
بوفاتك بمكة قبل أيام كثيرة؟ فأجابه قائلا: أنا من أصحاب مولانا الشيخ أبي
العباس التجاني رضي الله عنه، فاحسُبني (بمعنى اعْدُدْنِي) كما تشاء من الأموات أو من الأحياء.
وتعرف مترجمنا عقب ذلك على الفقيه العلامة المقدم سيدي أحمد الشياظمي،
وهو من مقدمي الطريقة التجانية، وسبب معرفته به أنه رأى رؤيا مفادها أن
رجلا من الأفاضل جاء إليه، وأخبره بأنه إن أراد ملاقاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فهو كثير التواجد في ذلك المكان من ذلك المسجد، وأشار إلى البيت
الذي يقطن به إمام ذلك المسجد بحي اليوسفية بالرباط، وهو الحاج أحمد
الشياظمي المذكور، فاستيقظ، ومن الغد ذهب على الفور إلى ذلك المسجد، وصلى
خلف إمامه المذكور، ثم دخل معه إلى بيته فاستقبله بحرارة ورحب به، فقضى معه
أشهرا طويلة يجالسه في البيت ذاته إلى حدود الساعة الواحدة صباحا وربما
أكثر.
وقد
استفاد منه كثيرا، وكان سن هذا المقدم إذ ذاك يزيد على الثمانين سنة، وكان
شديد المحبة لسماع قصائد مترجمنا وأشعاره التي كان يكتبها بانتظام آنذاك،
وكان ينشدها بين يديه، فيطرب لها المقدم المذكور غاية الطرب،
وذكر
لي الأستاذ سيدي محمد كنون أن قريحته جادت ذات مرة بقصيدة متعلقة بشؤون
الموت والفراق والبرزخ وما إليه، فأنشدها بين يديه كعادته ،فبكى بكاء
طويلا، ثم ترك المسجد في اليوم الموالي، وسلم مفاتحه للجماعة القائمين به،
وذهب إلى مدينة الخميسات حيث يوجد أهله وعشيرته، وبها توفي ضمن الأسبوع
نفسه رحمه الله في شهر صفر 1401 هـ - دجنبر 1980 م .
ثم
رآه بعد وفاته بأسبوعين في المنام، وهو في حالة حسنة، يصلي إلى جانبه صلاة
الظهر بالمسجد الكبير بحي اليوسفية بالرباط، فلما فرغوا من الصلاة تقدم
إليه مترجمنا يستفسره عن أحوال الآخرة؟ وما لاقاه فيها من نعيم ومقامات
ودرجات وغيرها؟ ففر منه مسرعا خارج المسجد، فتبعه وهو يعدو بسرعة إلى أن
أمسك به من الخلف، فسأله حينها عن الآخرة والبرزخ وما رآه فيهما؟ فأجابه
على الفور قائلا : ما كنت
لأفشي لك سر الله.
وتعرف مترجمنا أيضا على الفقيه الجليل الولي الصالح سيدي الحاج لَحْسَن الفطواكي رضي الله عنه،
مقدم الزاوية التجانية بحي اليوسفية بالرباط، وهو من أبرز المقدمين الذين
استفاد منهم، وترعرع تحت جناحهم، وكان سيدي الحاج لَحْسن الفطواكي رضي الله
عنه على جانب عظيم من الولاية، وله بيت صغير بالزاوية يقطن فيه، ولا تزيد
مساحة هذا البيت عن مترين مربعة،
وقد
لازمهُ مترجمنا مدة تزيد على 18 سنة، منها سنتان اثنتان كان خلالهما لصيقا
به صباحا ومساء، ينام معه في ذلك البيت الضيق المذكور، ويعمل ما في جهده
لخدمته وإدخال السرور عليه، وكان هذا البيت يحتوي على سرير واحد لا غير،
وكان يحبذ أن ينام على الأرض أملا في أن يخدم هذا الرجل الفاضل ويوَفِّرَ
له بعض الاحتياجات اللازمة، من سقي الماء وتحضير أواني الأكل وكؤوس الشاي
وما إلى ذلك،
غير
أنه ومن أول ليلة أقسم عليه بالله العظيم أن لا ينام مترجمنا إلا على ذلك
السرير، وفضَّل هو (أي سيدي الحاج لْحْسن الفطواكي) رضي الله عنه أن ينام
على الأرض، وكان هذا الأمر شاقا على مترجمنا، لكنه قَبِلَهُ مخافة أن
يُحْرَمَ من مصاحبة هذا الولي الجليل. فلما استفسره عن هذا الإجراء قال له
على الفور: كيف أنام على السرير وأتركك تنام أنت على الأرض؟ وأنت شريف من
ذرية مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها؟
ولدى
أول ليلة بات معه فيها في ذلك البيت الضيق، أراد مترجمنا عند حلول منتصف
الليل أو بعده بقليل، أن يطفئ النور [الشمعة]بغية الاستجابة للنوم، وكان
المقدم المذكور قد أخذ مكانه ونام، فَأَبَتْ الشمعَةُ أن تنطفئ، فحاول معها
بكل قوته على مدى نصف ساعة لكي يطفئها، فلم يستطع،
ثم
أعطاه الله قوة فأطفأها، وصعد على السرير لينام، فلم تمر إلا عشر دقائق
حتى عادت الشمعة للاشتعال من جديد، دون أن يمسها أحد، فاستغرب من ذلك
كثيراً وتعجب، فانتبه له المقدم المذكور وقال: اتركها عليك ما شأنك بها،
وكانت هذه هي أول كرامة بين مترجمنا وبين هذا الولي الفاضل، ثم توالت بعد
ذلك كرامات عديدة، شاهدها ولمسها وعايشها باستمرار.
وكان
هذا المقدم حينها يناهز التسعين من عمره، كما كان يقوم من الليل 4 ساعات
قبل الفجر، فلا تسمع إلا دقات تسبيحه، ونبرات صلاة الفاتح لما أغلق التي
يرددها ويتلفظ بها في سره، وأحيانا بجهره وبقوة، وكيف لا وقد كان من أصحاب
الأحوال والمقامات الكبيرة، وقد توفي رحمه الله في حدود عام 1414هـ ـ
1994م.
واجتمع أيضا صاحب الترجمة أيضا بالولي الصالح العارف بالله مولاي الحسن الكثيري رضي الله عنه،
وهو أحد جلة المفتوح عليهم من أهل هذه الطريقة، كان كثير الاجتماع برسول
الله صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، وكان يصرح له بذلك، كما كان يحبه
كثيرا ويعطف عليه.
وغالبا
ما كان ينام معه في بيت واحد بمنزله بحي يعقوب المنصور بمدينة الرباط، وقد
أفرده هذا المقدم الجليل بمعارف كثيرة وفوائد وفرائد وأسرار، كما أتحفه
بما يحق له أن يفتخر به إلى أن يلقى الله تعالى، وكان لا يناديه إلا
بالسيادة، وقد اتصلت الرابطة الروحية بينهما إلى أن شاهد من كراماته
ومناقبه ما لا يعد ولا يحصى،
ولا
يختلف اثنان في قطبانية مولاي الحسن الكثيري رضي الله عنه، والكلام عنه
يحتاج إلى مجلدات وأسفار كثيرة. توفي رضي الله عنه بداره ببني كثير من منطقة جبالة ناحية مدينة وزان عام 1406 هـ - 1986م
واجتمع أيضا صاحب الترجمة بالولي الصالح سيدي محمد بن المامون السباعي رضي الله عنه،
وذلك بمحل سكناه بمدينة آسفي، وهو أحد أشهر علماء ومقدمي الطريقة التجانية
في عصره، زاره مرات، ودعا له بكل خير، وأذن له في بعض الأذكار الاختيارية،
وبشره بأمور كثيرة لا داعي لذكرها في هذا المحل. وتوفي رحمه الله يوم
الأربعاء 20 ربيع الأول عام 1403 هـ - 5 يناير 1983م، ودفن بمقبرة بوديس
بمدينة آسفي.
واجتمع أيضا بالمدينة ذاتها (آسفي) بالعارف بالله المقدم الجليل سيدي الحاج عبد القادر بن سيدي المحجوب الشعيبي العبدي رضي الله عنه،
أحد كبار رجال الطريقة التجانية ومقدميها المخلصين، وأمده هو الآخر بفوائد
وأسرار جمة، كما كاشفه بأمور ومطالب كثيرة كان يخفيها في باطنه،
وتوفي
هذا المقدم الجليل بمحل سكناه بمدينة آسفي يوم الأحد 19 محرم الحرام عام
1397 هـ ــ 10 يناير 1977م. ودفن بمقبرة بوديس من المدينة المذكورة.
ومنهم العلامة المقدم الجليل الفاضل سيدي الحاج محمد أقصبي رضي الله عنه،
أحد كبار المفتوح عليهم من رجال الطريقة التجانية، زارهُ مترجمنا مرارا
وتبرك به ودعا له، واستفاد منه أمورا جليلة، وأقبل عليه إقبالا عظيما،
وقد أدركته المنية يوم الجمعة ثاني شهر رمضان عام 1411 هـ - 19 مارس 1991م بمدينة فاس وبها دفن.
وضرب صاحب الترجمة صِلَات المودة والأخوة والتلمذة مع كثير من المقدمين الأفاضل، منهم صديقه وحبيبه السيد العلامة الشريف سيدي محمد العمارتي،
وكان عالما فاضلا جليلا يحبه ويجله ويحترمه، كما دارت بين الطرفين رسائل
عديدة، وله معه كثير من المواقف المشهودة، وقد لحق بربه بعد مرض لم ينفع
معه علاج يوم الخميس 7 صفر 1416هـ - 6 يوليوز 1995م، ودفن بمقبرة باب عجيسة
بفاس.
ومنهم صديقه ومحبه الفقيه الفاضل المقدم سيدي أحمد أعراب، المعروف بالخليفة، وهو كبير الزاوية التجانية بقبيلة بني
وراين، تولى هذه المسؤولية عقب وفاة زوج والدته ومربيه العلامة الولي
الصالح سيدي الحاج الحسن بن عبد الرحمن الركراكي، فكان في مكان المسؤولية
أدبا وعلما ومعرفة وفهما، إلى أن أدركته المنية يوم الجمعة 28 صفر عام
1429هـ ــ 7 مارس 2008م.
ومنهم صديقه وحبيبه المقدم الجليل سيدي ابراهيم الزعفراني الملقب
ب(بوغروم) مقدم الزاوية التجانية بحي يعقوب المنصور بمدينة الرباط، كان
معروفا بالكرم مع تواضع وسكينة وأدب عال، وكان يلقب مترجمنا بخادم الأعتاب
الشريفة، زاره في مرض موته أكثر من مرتين، ودعا له بما يرجو من الله قبوله
وتحقيقه، توفي هذا المقدم بمنزله بمدينة الرباط يوم الخميس 7 ربيع الأول
عام 1411 - 27 شتنبر 1990. ودفن بمقبرة لعلو من المدينة ذاتها.
ومنهم محل والد مترجمنا وحبيبه وصفيه العلامة الأستاذ المقدم الحاج إبراهيم هان،
أصله من بلاد مالي، استوطن مدينة فاس منذ عقد الخمسينيات من القرن
الميلادي الماضي، وكان من جلة مقدمي الطريقة التجانية، له به صداقة طويلة،
تزيد على العشرين سنة، وهو من عداد شيوخه المعتمدين، وكان كثيرا ما يزوره
بمدينة الرباط، لحق هذا المقدم بربه بعد مرض لم ينفع معه علاج يوم الجمعة
10 ربيع الأول عام 1428هـ ــ 30 مارس 2007م. ودفن بمقبرة باب عجيسة بمدينة
فاس. وقد رثاه مترجمنا بأبيات.
ومنهم صديقه الحميم سيدي محمد البردعي،
أحد جلة التجانيين المخلصين، مضت بينهما صداقة طويلة تزيد على 25 سنة،
وكانت له غيرة كبيرة على الإسلام والمسلمين عامة وعلى الطريقة التجانية
خاصة، إلى أن أدركته المنية بمحل سكناه بحي السعادة بمدينة فاس، بعد مرض لم
ينفع معه علاج، وقد طال مرضه مدة سنتين إلى أن لقي ربه يوم الثلاثاء 15
ربيع الثاني عام 1429هـ، 22 أبريل 2008م، تغمده الله برحمته
ومنهم محبه الشريف البركة، المقدم سيدي محمد الأمين بن سيدي عبد المالك بن محمد الأمين بن العارف بالله الولي الصالح سيدي سعيد الدراركي رضي الله عنه،
وهو من عداد شيوخه المعتمدين، لحق بربه بعد مرض ألزمه الفراش مدة شهرين،
وكان ذلك على الساعة 4 من صباح يوم الأربعاء 18 جمادى الثانية 1423هـ ــ 27
غشت 2002م، ودفن بجانب قبر والده، ضمن الرياض الكائن بضريح جده سيدي الحاج
سعيد الدراركي رضي الله عنه بمدينة أكادير.
ومنهم محبه العزيز صاحب القدر السامي سيدي عبد الله الشرادي،
إمام الزاوية التجانية الكائنة بضريح العلامة الولي الصالح سيدي العربي بن
السائح رضي الله عنه، كان رجلا صالحا يحبه ويسدي له النصائح تلو النصائح،
وقد استفاد منه مترجمنا كثيرا، وهو رجل مبارك، قصير القامة، عالي الهمة،
توفي رحمه الله بعد مرض طويل لم ينفع معه علاج يوم الخميس 22 رجب 1411هـ ــ
7 فبراير 1991م. ودفن بمدينة سيدي قاسم حيث يقطن أهله وعشيرته.
ومنهم محبه العلامة الداعية الكبير سيدي حسن بن علي سيس،
ابن بنت صاحب الفيضة العلامة الشيخ ابراهيم انياس الكولخي رحمه الله ورضي
عنه، كان لا يستقيم له حال إلا بالاجتماع بمترجمنا ومحادثته والتماس خالص
دعواته، ولا زال نفس هذا الحال بينه وبين أخيه العلامة الإمام سيدي التجاني
بن علي سيس، شرفه الله وأعلى شأنه، وأمده بوابل إحسانه، وكانت وفاة سيدي
حسن سيس ببلده بسنغال يوم الأربعاء 11 شعبان 1429هـ ـــ13 غشت 2008م.
وكان
مترجمنا قد التقى به قبل هذا التاريخ بأيام قلائل بفندق حسان بمدينة
الرباط، وتذاكر معه كثيرا، وتوادعا وداعاً حارا، وكان هذا آخر لقاء بين
الرجلين،
وقال
له ضمن هذا القاء : لقد نزلت هذه المرة بهذا الفندق في الغرفة رقم 114،
وهي الغرفة ذاتها التي نزل بها جدي الشيخ ابراهيم انياس خلال آخر زيارة له
للمغرب، ثم قال له : ورقم هذه الغرفة يوافق عدد سور القرآن الكريم، وهي
غرفة مباركة، نزل بها عدد من كبار شيوخ التجانية لدى مقدمهم للمغرب.
ومنهم محبه الفقيه الجليل، المقرئ المقدم الفاضل، سيدي الحاج محمد بن هاشم العلوي،
كان إماما بالزاوية التجانية الكائنة بضريح العلامة الولي الصالح سيدي
محمد العربي بن السائح رضي الله عنه، كما كان يتقدم لفتح ذكر الوظيفة
بساداتنا الفقراء بعد صلاة العصر، جالسه مترجمنا مرارا، وتبرك به والتمس
منه الدعاء، لا سيما بين صلاة الظهرين، حيث كان من عادة هذا المقدم الجلوس
في الزاوية في هذا الوقت والاشتغال بقراءة القرآن، وذلك بصوت جليل خافت.
وقد توفي رحمه الله يوم الجمعة 14 شعبان عام 1411هـ ــ 1 مارس 1991م بمدينة
الرباط وبها دفن بمقبرة الشهداء.
ومنهم العلامة الفاضل سيدي عبد الواحد بن عبد الله أحد
مشاهير أعلام الطريقة التجانية بمدينة الرباط، وهو فقيه مشهور، غني عن
التعريف، كثيرا ما كان مترجمنا يراه بالزاوية التجانية الكائنة بضريح
العلامة الولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح رضي الله عنه، خصوصا بين
العشاءين، حيث كان هذا الأخير مواظبا على ذكر الوظيفة باستمرار بعد صلاة
المغرب، وهو رجل وسيم، جميل الصورة، دائم الابتسامة، لبَّى داعي ربه يوم
الأحد 14 رمضان عام 1411هـ ــ31 مارس 1991م. وصلي على جنازته بالزاوية
المذكورة، ودفن بروضة لعلو، وكان مترجمنا حاضرا في جنازته.
ومنهم محبه العلامة صاحب التآليف الكثيرة الحاج إدريس بن محمد العابد العراقي رحمه
الله ورضي عنه، كانت بينهما محبة ومودة وإخلاص تام، وقد أفاد مترجمنا
وأفاده هو الآخر بفرائد ومعلومات جمة، توفي رحمه الله يوم الإثنين 22 شوال
1430هـ ــ 12 أكتوبر 2009م، أي بعد 4 أيام من ذكرى مرور قرنين على وفاة
سيدنا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه، ودفن بجوار قبر والده سيدي
محمد العابد العراقي بالقباب خارج باب الفتوح بفاس.
ومنهم محبه العلامة الأديب المقدم سيدي البشير بن التهامي أفيلال التطواني، أحد كبار علماء مدينة تطوان والمتوفي بها يوم 12 ذي القعدة الحرام عام 1414هـ ــ 23 أبريل 1994م.
ومنهم المقدم الكبير العلامة سيدي التهامي الدريبكي،
تردد مترجمنا كثيرا على منزله المجاور لضريح سيدي عبد الله بن حسون بمدينة
سلا، وأخذ عنه الإذن في كثير من الأمور، ولهذا المقدم حظ كبير من الصلاح
والإستقامة، وهو من عداد الأولياء الكبار،
وقد
أتحفه بأخبار كثير من أعلام الطريقة التجانية ومقدميها السابقين بمدينتي
الرباط وسلا، خصوصا منهم الذين عاصروا بخاري الطريقة العلامة الولي الصالح
سيدي محمد العربي بن السائح رضي الله عنه، كسيدي محمد بن يحيى بلامينو
الرباطي، وسيدي عبد الله التادلي، وأحمد بن قاسم جسوس، والطيب عواد
السلاوي، والمكي الزواوي، وسيدي محمد بن الحسني، وسيدي عبد القادر لوبريس،
وغيرهم من الأعلام الذين عاصرهم واجتمع بهم واستفاد منه
ومنهم الملامتي الشريف المبارك سيدي أحمد الخلطي،
كان كثير الكرامات، وكانت تجمع بينه وبين مترجمنا مودة ومحبة وإخلاص، زاره
مرات عديدة بدوار الجديد بمدينة سيدي قاسم، كما كان يجالسه كثيرا عند
مقدمه لضريح سيدي محمد العربي بن السائح بمدينة الرباط، وقد استفاد منه
كثيرا.
ومنهم محبه العلامة العارف بالله سيدي أحمد بن العلامة القطب الشهير سيدي محمد بن عبد الواحد النظيفي،
اجتمع به مرات عديدة، لعل من أبرزها لما زاره ببيته بمدينة مراكش رفقة
حفيد الشيخ التجاني رضي الله عنه الشريف سيدي محمد الطاهر، فأذن له حينئذ
في كثير من أسرار الطريقة، ودعا معه، وأخذ بيديه داخل ضريح والده المذكور،
وبقي ماسكاً له بيديه إلى أن أدخله معه من الباب الصغير إلى قلب داره
المجاورة للزاوية، توفي هذا المقدم الجليل عام ..
ومنهم محبه العلامة الفقيه سيدي محمد [فتحا] بن العلامة الحافظ الشهير سيدي محمد الحجوجي الحسني،
من خيرة مقدمي الطريقة التجانية بالمغرب حاليا، يناهز عمره التسعين سنة،
اجتمع به عشرات المرات، وأخذ عنه، واستفاد منه، وتلقى على يديه كثيرا من
الفوائد والفرائد الهامة،
ومنهم محبه وصفيه ومحل أخيه ووالده المقدم الفاضل، الولي الصالح، البركة الجليل، سيدي الحاج محمد بن مصطفى بن إسماعيل المعروفي،
كان مقدما بضريح الولي الصالح العلامة سيدي محمد العربي بن السائح رضي
الله عنه. صاحبه مترجمنا مدة تزيد على 30 سنة، وكان على جانب عظيم من
الولاية، غير أنه كان يحب الخمول ويفضله، مع العلم أنه من أهل الخصوصية
العظمى، توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 29 ذي القعدة الحرام عام 1428هـ ــ10
دجنبر 2007م، ودفن بمقبرة الشهداء بمدينة الرباط.
ومنهم محبه العلامة المقدم الفاضل سيدي مصطفى العلوي السناري المدني،
له مؤلفات، وهو من جلة أعلام الطريقة التجانية في بلاد الحجاز، لا سيما
بالمدينة المنورة، كانت له بمترجمنا صداقة وأخوة متينة، وكان هذا المقدم
كثير التردد على المغرب لزيارة ضريح الشيخ رضي الله عنه بمدينة فاس، وكذلك
لمدينة الرباط حيث ضريح خليفته الولي الصالح العلامة سيدي محمد العربي بن
السائح رضي الله عنه، ولقي ربه يوم الجمعة 15 ذو الحجة عام 1427هـ ــ 5
يناير 2007م.
ومنهم العلامة الشهير سيدي إبراهيم صالح الحسيني من
نيجيريا، التقى به مرات لدى مقدمه للمغرب، وبين الرجلين محبة ومودة عظيمة،
ولازال كل منهما يسأل عن الآخر، وقد تذبجا معا بما لديهما من الأسانيد.
ومنهم العلامة الأستاذ سيدي عمر مسعود،
من كبار أعلام السودان، زاره مرات ببيته بمدينة الرباط، وتربط بينهما أخوة
وصداقة عظيمة، كما يثني كل منهما عن الآخر، وقد ذكر لي الأستاذ سيدي محمد
كنون أن هذا العالم هو أحد أبرز أعلام الطريقة التجانية في العصر الحالي،
وسينصر الله به هذه الطائفة المباركة كما نصر الإسلام بسميه عمر بن الخطاب
هذا وتربط الصداقة المتينة بين مترجمنا والعديد من أبناء سيدنا الشيخ رضي الله عنهم، خصوصا الشريف الجليلمولاي
الطاهر بن سيدي البشير بن سيدي محمد الكبير بن سيدي محمد البشير بن سيدي
محمد الحبيب بن القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم سيدنا الشيخ أحمد
التجاني رضي الله عنه، حيث تجمعهما صداقة تزيد على 30 سنة.
وتربطه نفس العلاقة أيضا بالشريف الفاضل سيدي علي حيدرة بن
سيدي محمد الحبيب نزيل مدينة دكار السنغالية، بن سيدي محمود بن سيدي محمد
البشير بن سيدي محمد الحبيب بن القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم سيدنا
الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه، وقد أجازه هذا الشريف بإجازة مطولة تقع
في صفحات
ولصاحب الترجمة مؤلفات وتحقيقات كثيرة ، تزيد على الأربعين ما بين تحقيق وتأليف، ومن أبرزها:
1) دراسة
وتحقيق لكتاب جواهر المعاني، وبلوغ الأماني، في فيض أبي العباس سيدي أحمد
التجاني،للعارف بربه سيدي الحاج علي حرازم برادة الفاسي رضي الله عنه
2) تمام الأماني، ببعض مناقب وأخبار الشيخ التجاني،
3) وثائق القطب الرباني الشيخ سيدي أحمد بن محمد التجاني،
4) رسائل معلمة معالم سوس، الفقيه أبي عبد الله سيدي محمد أكنسوس،
5) خلاصة المسك الفائح، بذكر بعض مناقب مولانا محمد العربي بن السائح،
6) رسائل العلامة القاضي الحاج أحمد سكيرج الأنصاري الخزرجي، (في ما يزيد على أربع مجلدات)
7) إتحاف السائل، فيما توصل به العلامة سيدي أحمد سكيرج من الرسائل،
تعريف موجز ببعض جوانب حياة العلامة الفقيه الأستاذ سيدي محمد بن محمد الحجوجي،
9) حديقة المنى والأماني، في ترجمة سيدي العربي العلمي اللحياني،
10) رسائل العلامة سيدي عبد الكريم بن العربي بنيس،
11) السر الباهر، في الرحلة مع سيدي محمد الطاهر،
12) فهرس شامل لمؤلفات الطريقة التجانية،
13) مقتطفات من شعر الأديب سيدي عبد القادر لوبريس،
14) ترجمة الفقيه سيدي محمد بن يحيى بلامينو الرباطي،
15) ترجمة العلامة سيدي أحمد بن قاسم جسوس،
16) ترجمة العلامة سيدي الطيب عواد السلاوي،
17) ترجمة العلامة الحافظ سيدي أحمد بن موسى السلاوي الحسناوي،
18) مقتطفات من رسائل العلامة سيدي محمد فتحا بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري الخزرجي،
19) نساء تجانيات،
20) يوميات تجانية،
21) تحقيق كتاب إتحاف أهل المراتب العرفانية، بذكر بعض رجال الطريقة التجانية، في ثمان مجلدات، للعلامة سيدي محمد الحجوجي
22) دراسة
وتحقيق لكتاب رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ سيدي أحمد
التجاني من الأصحاب، للعلامة القاضي سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي
الله عنه (في أربع مجلدات)
… إلى غير ذلك من مؤلفاته وتحقيقاته الكثيرة
وله قصائد متعددة في مدح جدته مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها، جمعها في ديوانه [الفاطميات]
وله
كذلك قصائد في مدح مولانا الشيخ رضي الله عنه، ومن جملتها قصيدته البدر
اللامع، في مدح صاحب الختم الجامع، وهي قصيدة مشجرة على حروف صلاة الفاتح
لما أغلق. نظمها تيمنا بهذه الصلاة الشريفة. يقول في مطلعها:
ا أَمِنَ الحُبِّ وَالهيَامِ اتِّقَاءُ * أَمْ مِنَ اللُّبِّ مِنْهُمَا الإِنْزِوَاءُ
ل لَوْ عَلَى العَيْنِ مِنْكَ أَلْفُ غِطَاءٍ * وَوِقَاءٍ لَهَدَّهُنَّ لِقَاءُ
ل لَا تَقُلْ مَوْعِدِي الوِصَال فَتَنْسَى * أَلَمَ السُّهْدِ فِيهِ إِنَّهُ دَاءُ
ه هَامَةُ الوَجْدِ وَالغَرَامِ جُنُونٌ * وَجُفُونٌ جَفَاهُمَا الإِغْفَاءُ
م مَا عَلَى العَاشِقِ المُتَيَّمِ فِيمَا * لَهُ يُبْدِي مِنَ الأُمُورِ اسْتِيَاءُ
ل لَوْ عَلَى العَيْنِ مِنْكَ أَلْفُ غِطَاءٍ * وَوِقَاءٍ لَهَدَّهُنَّ لِقَاءُ
ل لَا تَقُلْ مَوْعِدِي الوِصَال فَتَنْسَى * أَلَمَ السُّهْدِ فِيهِ إِنَّهُ دَاءُ
ه هَامَةُ الوَجْدِ وَالغَرَامِ جُنُونٌ * وَجُفُونٌ جَفَاهُمَا الإِغْفَاءُ
م مَا عَلَى العَاشِقِ المُتَيَّمِ فِيمَا * لَهُ يُبْدِي مِنَ الأُمُورِ اسْتِيَاءُ
من أسانيده في الطريقة التجانية أنه أخذ الإجازة بذلك عن
•
عن حفيد الشيخ الشريف سيدي علي حيدرة عن والده الخليفة الشريف سيدي محمد
الحبيب عن والده الخليفة سيدي محمود عن والده الخليفة سيدي محمد البشير عن
العارف بالله سيدي الطاهر بوطيبة التلمساني عن القطب الشهير سيدي الحاج علي
التماسيني عن مولانا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله تعالى عنه.
•
وله إذن آخر عن الشريف سيدي محمد (فتحا) الحجوجي عن والده العلامة الشريف
سيدي محمد الحجوجي عن الشريف سيدي محمد بن العربي العلوي الزرهوني الملقب
بسلطان المقدمين عن القطب الشهير سيدي محمد العربي بن السائح عن العارف
بالله سيدي محمد بن الهاشمي السرغيني عن العارف بالله سيدي محمد بن عبد
الواحد بناني المصري عن مولانا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله تعالى
عنه.
•
ولمولانا العربي بن السائح رضي الله عنه أسانيد كثيرة أخرى منها: عن
العارف بالله سيدي عبد الوهاب بن الأحمر الفاسي عن مولانا الشيخ أبي العباس
التجاني رضي الله تعالى عنه.
• ومنها: عن سيدي محمد بن أبي النصر العلوي السجلماسي عن مولانا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله تعالى عنه.
• ومنها عن القطب الشهير سيدي الحاج علي التماسيني رضي الله عنه عن مولانا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله تعالى عنه.
• ومنها أسانيد أخرى لا داعي لذكرها..
•
وأخذ كذلك : عن الأستاذ المرحوم سيدي إبراهيم هان عن الشيخ ماحي عن
العلامة صاحب الفيضة سيدي إبراهيم انياس عن العارف بالله تعالى سيدي الحاج
أحمد سكيرج الفاسي الأنصاري الخزرجي عن العارف بالله سيدي أحمد العبدلاوي
عن القطب الشهير سيدي الحاج علي التماسيني رضي الله عنه عن مولانا الشيخ
أبي العباس التجاني رضي الله تعالى عنه.
وتدّبَج
أيضا مع العلامة الشهير سيدي إبراهيم صالح الحسيني وكذلك مع سيدي حسن سيسي
رحمه الله، وكلاهما يرويان بسندهما إلى الشيخ ابراهيم انياس رضي الله عنه.
كما تدبج معي أنا العبد المذنب كاتب هذه الأسطر أحمد بن عبد الله سكيرج عن
عم والدي الحاج عبد الرحمان سكيرج عن شقيقه العلامة العارف بالله سيدي
أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي الله عنه.
أيضا مع العلامة الشهير سيدي إبراهيم صالح الحسيني وكذلك مع سيدي حسن سيسي
رحمه الله، وكلاهما يرويان بسندهما إلى الشيخ ابراهيم انياس رضي الله عنه.
كما تدبج معي أنا العبد المذنب كاتب هذه الأسطر أحمد بن عبد الله سكيرج عن
عم والدي الحاج عبد الرحمان سكيرج عن شقيقه العلامة العارف بالله سيدي
أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي الله عنه.
علاقته بالعلامة العارف بالله سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي الله عنه وبباقي أفراد الأسرة السكيرجية
من
الغرائب التي حق لأسرة العلامة العارف بالله سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
الوقوف عندها والإستغراب لها والتأمل فيها أَنَّهُ أوصى رحمه الله قبل
وفاته بعض أبنائه وحفدته بالاحتفاظ على خزانة كتبه وصيانتها والإهتمام بها،
وأخبرهم أنه سيظهر بعد خمسين عامًا مِن وفاته من سيُخرج هذه الكتب من
مكانها ويحييها.
ومما
يذكر في هذا الصدد أن العلامة الأستاذ سيدي محمد الراضي كنون رأى ذات ليلة
في منامه فضيلة العلامة المرحوم سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه، قائلا له
من باب التواضع: أنا لست بشيء، فأجابه مترجمنا بقوله : لا يا سيدي أنت شيء
وأي شيء، وكُتُبُك شاهدة عليك إلى يوم لقاء الله تعالى، فرد عليه العلامة
سكيرج في تلك الرؤيا العجيبة بقوله : اذهب لمنزلي حيث ولدي سيدي محمد
الكبير، وخذ منه الكتب [يعني الخزانة]
وتراءى العلامة سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه في الليلة ذاتها لحفيده سيدي محمد الكبير رحمه
الله، وذلك في المنام أيضا، وقال له : سيأتي عندك رجل من الشرفاء،
فاستقبله جيدا، وامنحه ما أراده من كتبي، فاستيقظ سيدي محمد الكبير وصلى
الفجر، وبقي قائما على غير عادته في ساعة باكرة من الصباح، إلى أن دق باب
داره الشريف سيدي محمد الراضي كنون، فاستقبله بالحضن وقال له : منذ وفاة
جدي العلامة سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه لم أراه في النوم إلى غاية هذه
الليلة. وقد قال لي : كيت وكيت، ثم مكنه بعد ذلك من خزانة الكتب، وسلمه
كافة ما أراده منها، مع العلم أن سيدي محمد الكبير كان بخيلا بهذه الخزانة
لا يترك أحدا ليقترب منها ولا ليراها، فضلا على أن يتصفح كتبها أو يستعيرها
منه، ولو ورقة واحدة.
ثم
تعرف مترجمنا بعد ذلك بِعَدَدٍ من أفراد الأسرة السكيرجية ، فأحبوه محبة
عظيمة، واعتبروه فردا من أسرتهم، يحضر في مناسباتهم، ويجتمع معهم على طاولة
واحدة، ويكنون له أصفى عبارات المودة والمحبة ، وفي مقدمة هؤلاء السيدة
للا مريم كريمة العلامة سيدي أحمد سكيرج، والسيد محمد البشير سكيرج، والسيد عبد الحي سكيرج، والسيد عثمان سكيرج، والسيد الحاج أبو بكر سكيرج، والسيد عبد الهادي سكيرج، وكاتب هذه الترجمةالدكتور أحمد بن عبد الله سكيرج وآخرون
ولازال
مترجمنا بارك الله فيه بين أظهرنا نشيطا فعالا حيويا، يعمل جهده في جمع
تراث سيدنا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه ونشره وبثه بين الإخوان،
وذلك من خلال عمله إلى جانبنا داخل الموقع الإلكتروني لسيوطي زمانه بخاري
الطريقة التجانية في عصره العلامة العارف بالله سيدي أحمد بن الحاج العياشي
سكيرج رضي الله عنه، فهو جزاه الله خيرا يعرض كتبه ومؤلفاته وتحقيقاته فيه
مجانا، وقد منَّ الله تعالى علينا بسبب هذا العمل المشترك بالتعرف عليه
والاستفادة منه والحمد لله على ذلك، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
وسلم تسليما.
صورة لمترجمنا يسار الصورة رفقتي (كاتب هذه الأسطر) بمحل سكناي بالرباط
المصدر
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» ترجمة الشيخ سيدي عبد الله بن عبد الصمد كنون رحمه الله
» السيد محمد الشريف العافي في ذمة الله
» فكر العلامة عبد الله كنون تميز بالعصامية والنبوغ
» شيخ علماء شفشاون المرحوم الفقيه العلامة الشيخ محمد أصبان الحسني
» محمد بن المدني كنون (تـ1302هـ)
» السيد محمد الشريف العافي في ذمة الله
» فكر العلامة عبد الله كنون تميز بالعصامية والنبوغ
» شيخ علماء شفشاون المرحوم الفقيه العلامة الشيخ محمد أصبان الحسني
» محمد بن المدني كنون (تـ1302هـ)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى