مؤسسة تلاشت
صفحة 1 من اصل 1
مؤسسة تلاشت
عرفت الزواقين مثل باقي دواوير ومداشر بني مسارة بوجود عدد كبير من حفظة القرآن الكريم.وربما لا يكاد يخلو بيت من بيوتها من حافظ لكل أو أجزاء من كتاب الله عز وجل.ويرجع ذلك أساسا إلى الاهتمام الكبير الذي أولاه أجدادنا الميامين للمصدر الأول للتشريع الإسلامي؛وشغفهم الكبير به،حتى أصبح الأمر ظاهرة كان لها فضل كبيرعلى المنطقة .فقد كانت المساجد بالفعل مؤسسة بمعنى الكلمة .وكان الناس يولونها -ويولون القائمين عليها والذين يلجونها من أجل حفظ القرآن -الاهتمام العظيم وساهمون بأموالهم ومجهوداتهم في استمرارها والقيام بالدور المنوط بها.
نعم كانت هناك بعض الهفوات،لكنها قليلة أمام ما خرجته من رجال،وما نشرت من نور.وأكثر من ذلك كان الحفاظ المتخرجون ينطلقون في رحلاتهم بين مساجد القبيلة وقد يتعدون حدود هذه الأخيرة ،لأخذ العلوم الأخرى مثل النحو والصرف والقراءات والفقه وغير ذلك.وكان الطالب أو الحافظ يحظى بالرعاية أينما حل وارتحل ،تقديرا للعلم الذي يسعى في طلبه.ذلك أنه بفضل الله وبعده مجهودات هؤلاء يحفظ القرآن وينتقل من جيل إلى جيل.
واستمر هذا الشكل من الإشتغال بكتاب الله وشرعه حتى أصبح ظاهرة،وممارسة طبيعية ومألوفة ومحمودة؛وهي بالفعل تستحق منا اليوم أن نوليها لحظات من وقتنا ،من أجل التأمل ؛ووقفة للدراسة؛وطرح الكثير من الأسئلة ؛خاصة ونحن نحاول المقارنة بين الأمس واليوم.ونحاول الإجابة عن الأسئلة المطروحة التي قد تتبادر إلى ذهن كل واحد من أبناء المنطقة .وسنلاحظ الفرق الشاسع بين اهتمامات الأمس واهتمامات اليوم.وسيتجلى لنا شموخ أجدادنا.سيتجلى لنا على بساطتهم استطاعوا أن يرسموا أهدافا واضحة.استطاعوا أن يحيوا في تناغم بين معتقداتهم وتصوراتهم التي يحملونها عن الحياة الدنيا وبين ما يفعلون .انسجام تام ينم عن قناعتهم بأن الإنسان لا يقاس بما يحمل من أفكار أو بما يملك من أموال...ولكن بما يحققه من أهداف على أرض الواقع.فكانوا بالفعل واقعيين إلى أبعد حد.
صحيح إن لكل زمن ظروفه وحيثياته ؛ولكن هذا لا يعني أبدا التخلي الكلي عن هذه المؤسسة العريقة.قد يقول البعض :إن هذا الأمر مقصود ...والمدارس العصرية ...وسوق الشغل ...و...و...
وأعتقد أن الموانع والظروف قائمة في كل زمن وحين...مع فارق وحيد هو أن من يملك الإرادة يتحدى الإكراهات مهما كانت.لماذا؟ومن أين يستمد قوة التحدي هاته؟الجواب بسيط:إنها القناعة بأن الهدف الذي يسعى من أجله يستحق الجهد المبذول والتضحية المقدمة.
لقد كان أجدادنا مبدعون بالفعل ...ومبتكرون...
فمن أجل تحقيق هدفهم المتمثل في حفظ القرآن الكريم ...أنشأوا مؤسسة ظلت شامخة لقرون...ولم تندثر إلا بعد أن تخلينا نحن عن الهدف ...وتهنا.
هم أيضا كان منهم من يشتغل بأشياء أخرى ...ومع ذلك كان الاهتمام بالقرآن ومؤسسة تحفيظه...بمعنى أن الموازنة كانت حاضرة في أذهانهم وفي واقعهم؛الشيء الذي فقدناه نحن اليوم ولم نستطع الإبداع المطلوب الذي يطور المؤسسة بما يتلاءم وظروف الوقت الذي نعيشه.وهذا متيسر إذا وجدت الإرادة وخلصت النية.ولكن لا شيء من هذا حصل...
والنتيجة:توقف المؤسسة عن تخريج الحفاظ .والوفاة تنقص من عدد الخريجين .
ليس المطلوب إحياء المؤسسة العتيقة وإعادتها إلى الوجود على نفس المنوال .هذا لا يمكن أن يقول به أحد وغير ممكن أصلا.ولكن المطلوب أولا إعادة الإحساس الجماعي بقيمة الهدف الذي سعى له الأجداد وحققوه إلى حد ملفت للنظر وصار ظاهرة يحق لهم أن يفخروا بها.وكانوا بالفعل ممتثلين للتوجيه النبوي القائل"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"وغيره من التوجيهات المرتبطة بالموضوع...
والمطلوب ثانيا الإبداع في الوسائل التي تحقق نفس الهدف داخل كل أسرة من أسرنا ...
الأمر ليس بالهين كما تعلمون...لكن أجدادنا آمنوا بالهدف وبذلوا في سبيله وأعطوا وضحوا وحققوا نتائج باهرة.
فهل نستطيع نحن بلوغ ما وصلوا إليه في هذا الباب؟...أنا أقول : من الممكن بإذن الله .وأنتم ماذا تقولون؟
يتبع
نعم كانت هناك بعض الهفوات،لكنها قليلة أمام ما خرجته من رجال،وما نشرت من نور.وأكثر من ذلك كان الحفاظ المتخرجون ينطلقون في رحلاتهم بين مساجد القبيلة وقد يتعدون حدود هذه الأخيرة ،لأخذ العلوم الأخرى مثل النحو والصرف والقراءات والفقه وغير ذلك.وكان الطالب أو الحافظ يحظى بالرعاية أينما حل وارتحل ،تقديرا للعلم الذي يسعى في طلبه.ذلك أنه بفضل الله وبعده مجهودات هؤلاء يحفظ القرآن وينتقل من جيل إلى جيل.
واستمر هذا الشكل من الإشتغال بكتاب الله وشرعه حتى أصبح ظاهرة،وممارسة طبيعية ومألوفة ومحمودة؛وهي بالفعل تستحق منا اليوم أن نوليها لحظات من وقتنا ،من أجل التأمل ؛ووقفة للدراسة؛وطرح الكثير من الأسئلة ؛خاصة ونحن نحاول المقارنة بين الأمس واليوم.ونحاول الإجابة عن الأسئلة المطروحة التي قد تتبادر إلى ذهن كل واحد من أبناء المنطقة .وسنلاحظ الفرق الشاسع بين اهتمامات الأمس واهتمامات اليوم.وسيتجلى لنا شموخ أجدادنا.سيتجلى لنا على بساطتهم استطاعوا أن يرسموا أهدافا واضحة.استطاعوا أن يحيوا في تناغم بين معتقداتهم وتصوراتهم التي يحملونها عن الحياة الدنيا وبين ما يفعلون .انسجام تام ينم عن قناعتهم بأن الإنسان لا يقاس بما يحمل من أفكار أو بما يملك من أموال...ولكن بما يحققه من أهداف على أرض الواقع.فكانوا بالفعل واقعيين إلى أبعد حد.
صحيح إن لكل زمن ظروفه وحيثياته ؛ولكن هذا لا يعني أبدا التخلي الكلي عن هذه المؤسسة العريقة.قد يقول البعض :إن هذا الأمر مقصود ...والمدارس العصرية ...وسوق الشغل ...و...و...
وأعتقد أن الموانع والظروف قائمة في كل زمن وحين...مع فارق وحيد هو أن من يملك الإرادة يتحدى الإكراهات مهما كانت.لماذا؟ومن أين يستمد قوة التحدي هاته؟الجواب بسيط:إنها القناعة بأن الهدف الذي يسعى من أجله يستحق الجهد المبذول والتضحية المقدمة.
لقد كان أجدادنا مبدعون بالفعل ...ومبتكرون...
فمن أجل تحقيق هدفهم المتمثل في حفظ القرآن الكريم ...أنشأوا مؤسسة ظلت شامخة لقرون...ولم تندثر إلا بعد أن تخلينا نحن عن الهدف ...وتهنا.
هم أيضا كان منهم من يشتغل بأشياء أخرى ...ومع ذلك كان الاهتمام بالقرآن ومؤسسة تحفيظه...بمعنى أن الموازنة كانت حاضرة في أذهانهم وفي واقعهم؛الشيء الذي فقدناه نحن اليوم ولم نستطع الإبداع المطلوب الذي يطور المؤسسة بما يتلاءم وظروف الوقت الذي نعيشه.وهذا متيسر إذا وجدت الإرادة وخلصت النية.ولكن لا شيء من هذا حصل...
والنتيجة:توقف المؤسسة عن تخريج الحفاظ .والوفاة تنقص من عدد الخريجين .
ليس المطلوب إحياء المؤسسة العتيقة وإعادتها إلى الوجود على نفس المنوال .هذا لا يمكن أن يقول به أحد وغير ممكن أصلا.ولكن المطلوب أولا إعادة الإحساس الجماعي بقيمة الهدف الذي سعى له الأجداد وحققوه إلى حد ملفت للنظر وصار ظاهرة يحق لهم أن يفخروا بها.وكانوا بالفعل ممتثلين للتوجيه النبوي القائل"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"وغيره من التوجيهات المرتبطة بالموضوع...
والمطلوب ثانيا الإبداع في الوسائل التي تحقق نفس الهدف داخل كل أسرة من أسرنا ...
الأمر ليس بالهين كما تعلمون...لكن أجدادنا آمنوا بالهدف وبذلوا في سبيله وأعطوا وضحوا وحققوا نتائج باهرة.
فهل نستطيع نحن بلوغ ما وصلوا إليه في هذا الباب؟...أنا أقول : من الممكن بإذن الله .وأنتم ماذا تقولون؟
يتبع
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» مؤسسة ابن رشد تحتفل بمنحها جائزة العام للجابري
» مجموع المؤسسات التعليمية الخصوصية بلغ 3168 مؤسسة
» عائشة الخطابي تحكي...
» مؤسسة قضاء الأحداث وفق قانون المسطرة الجنائية الجديد
» عناوين واثمنة اقامات مؤسسة الاعمال الاجتماعية للتعليم
» مجموع المؤسسات التعليمية الخصوصية بلغ 3168 مؤسسة
» عائشة الخطابي تحكي...
» مؤسسة قضاء الأحداث وفق قانون المسطرة الجنائية الجديد
» عناوين واثمنة اقامات مؤسسة الاعمال الاجتماعية للتعليم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى