عائشة الخطابي تحكي...
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عائشة الخطابي تحكي...
ما زالت شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي تجذب إليها اهتمام الكثير من المؤرخين والباحثين ورجال السياسة والأدب، بالرغم من مرور ما يربو عن 46 سنة على رحيله. في هذه الحلقات من «كرسي الاعتراف» نحاول أن نستعيد مع كريمته أبرز المحطات التي عاشها قائد ثورة الريف وعائلته، من جزيرة «لارينيون» كمنفى أول، إلى القاهرة كمنفى ثان، فالعودة إلى المغرب.
حاورها - عادل النجدي /المساء
عائشة الخطابي
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
-1- الخطابي لم يكن يهدد محمد الخامس وملكه
الخطابي: «لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية.. أريدها عدالة اجتماعية ونظاما عادلا يستمد روحه من تراثنا»
- من تكون عائشة الخطابي؟
> أنا أصغر بنات الأمير عبد الكريم الخطابي، رأيت النور في سنة 1942 بجزيرة «لارينيون»، التي قضيت فيها سنوات طفولتي الأولى بمعية باقي أفراد أسرة الخطابي التي رافقته إلى المنفى، قبل أن نغادرها في 27 ماي 1947 في اتجاه فرنسا، لكن رحلتنا على متن الباخرة « كاتومبا»، وهي للإشارة فقط باخرة مدنية أصر الوالد على السفر على ظهرها بدل الباخرة الحربية التي جرت العادة أن ينقل فيها المنفيون السياسيون، لم تنته في فرنسا كما كان مقررا، وإنما في بورسعيد بمصر في 31 ماي من نفس السنة، بعد أن اتصل رؤساء الدول العربية بالملك فاروق وطلبوا منه استضافة الأمير وانتهاز فرصة المرور بقناة السويس لتخليصه من الفرنسيين .
- هل تتذكرين لحظة الوصول إلى مصر؟
> أتذكرها جيدا، فبالرغم من مرور كل تلك السنوات، فإن تلك اللحظات مازالت عالقة في ذهني ، لأنها شكلت صدمة بالنسبة إلى طفلة غضة كانت لا تدرك معنى المنفى والاستعمار، كان كل همها هو اللعب واللهو مع أقرانها على سطح الباخرة، ففي ذلك اليوم القائظ قيل لنا نحن الصغار إننا سنغادر الباخرة للقيام بجولة، ثم بعد ذلك سنعود إليها للمشاركة في حفلة عيد ميلاد ابن أحد ركاب الباخرة، بيد أننا سنفاجأ بمصارحتنا بأن العائلة نساء وأطفالا ورجالا، لن تعود إلى الباخرة وبأنها ستقيم في مصر، فما كان مني إلا أن استسلمت لبكاء شديد لحرماني من لحظة الاحتفال مع أقراني، قبل أن أثور في وجه الوالد قائلة: «أنتم خونة، باغية نرجع لحفلة عيد الميلاد في الباخرة»، كما أتذكر جيدا أنه بعد نزولنا في ميناء بورسعيد كان في استقبالنا مجموعة من الشخصيات العربية والمغربية.
- يرى البعض أن عملية إنزال الخطابي في بورسعيد كانت من تدبير الحركة الوطنية بتنسيق مع المخزن والإسبان وبتسهيل من بريطانيا وتواطؤ السلطات المصرية، بهدف إبعاده عن الريف حتى لا يسحب البساط من زعامة المخزن والحركة الوطنية وحتى لا يعود شبح الجمهورية الريفية مرة أخرى؟
> هي أقوال لا يمكن الجزم بصحتها من عدمها، بيد أن منطق الأشياء يشير إلى أن زعماء الدول العربية آنذاك وجدوا في مرور الباخرة التي كانت تقل الخطابي عبر قناة السويس، فرصة مواتية لنزوله في القاهرة وتخليصه من الفرنسيين. وهنا لابد من الإشارة إلى أن نزول الوالد بمصر كان قد أثار غضب فرنسا التي قدمت احتجاجا لدى السلطات المصرية، كما عبرت الجرائد الفرنسية الصادرة في ذلك الوقت، ولاسيما جريدة «لوفيغارو» المقربة من اليمين عن شعور الفرنسيين بالإهانة والخيانة.
أما بخصوص ما يقال عن تهديد الخطابي للمخزن، فهو أمر يمكن الرد عليه، فالوالد لم يكن يهدد محمد الخامس وملكه، وكان غير طامع في الملك، وإنما كان همه الأول والأخير هو تحرير وطنه وشعبه اللذين كانا يرزحان تحت نير الاستعمار. وفي هذا السياق دعني أورد كلمة عظيمة قالها الوالد قبل تحقيق النصر في معركة أنوال سنة 1921، أرى أنها قمينة بالإجابة عن سؤالك بخصوص تخوف البعض من عودة الخطابي ورغبتها في أن يبقى بعيدا: «أنا لا أريد أن أكون أميرا ولا حاكما، وإنما أريد أن أكون حرا في بلد حر، ولا أطيق سلب حريتي أو كرامتي»، أما بعد الانتصار فقال رحمه الله في اجتماع مع رجال الريف الذين توافدوا عليه بأعداد غفيرة يريدون إعلانه سلطانا، قولته الشهيرة»لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، أريدها عدالة اجتماعية ونظاما عادلا يستمد روحه من تراثنا».
- بعض الكتابات تذهب إلى القول أنه بعد وصول محمد الخامس إلى طنجة في سنة 1947 اجتمع مع علال الفاسي الذي كان إذاك تحت الإقامة الإجبارية، ومع عبد الخالق الطريس رئيس حزب الإصلاح الوطني، ومحمد بن عبود مدير مكتب «المغرب العربي» بالقاهرة ورئيس الوفد الخليفي التطواني بالجامعة العربية، واتفقوا على إبعاد الخطابي عن فرنسا والريف. هل تعتقدين بوجود دور لزعيم حزب الاستقلال آنذاك في «مؤامرة» إبعاد الخطابي عن فرنسا والريف؟
> أستبعد أن يكون علال الفاسي وراء قرار نزول الوالد في مصر، لعدم امتلاكه السلطة والقدرة على تنفيذ قرار بتلك الجسامة والخطورة، قرار أثار حفيظة فرنسا وجرائدها التي اعتبرت أن عبد الكريم الخطابي خان فرنسا. وإن كنت في ذلك الوقت لا أمتلك القدرة على تمحيص الوقائع والأحداث، إلا أن وقائع من قبيل إيقاظ الوالد لنا في الساعة الخامسة صباحا، ومغادرتنا الباخرة دون أن نحمل معنا أمتعتنا وملابسنا ووثائقنا، بل وأن يضطر إلى ترك جثة والدته التي توفيت على متن السفينة، لدليل على جسامة وخطورة قرار نزول الخطابي في مصر.
- بعض المصادر التاريخية أشارت إلى أن الخطابي كان متوجسا من اقتراح محمد بن عبود رئيس الوفد المغربي لدى جامعة الدول العربية النزول من الباخرة الفرنسية ببورسعيد.
> كان متوجسا رحمة الله عليه بسبب ما رافق عملية النزول ببورسعيد من غموض، فقد كان الوالد متخوفا من أن تكون هناك مؤامرة أو محاولة لاغتياله أو اغتيال أحد أبنائه، ومن شدة حرصه كان آخر من غادر الباخرة.
> أنا أصغر بنات الأمير عبد الكريم الخطابي، رأيت النور في سنة 1942 بجزيرة «لارينيون»، التي قضيت فيها سنوات طفولتي الأولى بمعية باقي أفراد أسرة الخطابي التي رافقته إلى المنفى، قبل أن نغادرها في 27 ماي 1947 في اتجاه فرنسا، لكن رحلتنا على متن الباخرة « كاتومبا»، وهي للإشارة فقط باخرة مدنية أصر الوالد على السفر على ظهرها بدل الباخرة الحربية التي جرت العادة أن ينقل فيها المنفيون السياسيون، لم تنته في فرنسا كما كان مقررا، وإنما في بورسعيد بمصر في 31 ماي من نفس السنة، بعد أن اتصل رؤساء الدول العربية بالملك فاروق وطلبوا منه استضافة الأمير وانتهاز فرصة المرور بقناة السويس لتخليصه من الفرنسيين .
- هل تتذكرين لحظة الوصول إلى مصر؟
> أتذكرها جيدا، فبالرغم من مرور كل تلك السنوات، فإن تلك اللحظات مازالت عالقة في ذهني ، لأنها شكلت صدمة بالنسبة إلى طفلة غضة كانت لا تدرك معنى المنفى والاستعمار، كان كل همها هو اللعب واللهو مع أقرانها على سطح الباخرة، ففي ذلك اليوم القائظ قيل لنا نحن الصغار إننا سنغادر الباخرة للقيام بجولة، ثم بعد ذلك سنعود إليها للمشاركة في حفلة عيد ميلاد ابن أحد ركاب الباخرة، بيد أننا سنفاجأ بمصارحتنا بأن العائلة نساء وأطفالا ورجالا، لن تعود إلى الباخرة وبأنها ستقيم في مصر، فما كان مني إلا أن استسلمت لبكاء شديد لحرماني من لحظة الاحتفال مع أقراني، قبل أن أثور في وجه الوالد قائلة: «أنتم خونة، باغية نرجع لحفلة عيد الميلاد في الباخرة»، كما أتذكر جيدا أنه بعد نزولنا في ميناء بورسعيد كان في استقبالنا مجموعة من الشخصيات العربية والمغربية.
- يرى البعض أن عملية إنزال الخطابي في بورسعيد كانت من تدبير الحركة الوطنية بتنسيق مع المخزن والإسبان وبتسهيل من بريطانيا وتواطؤ السلطات المصرية، بهدف إبعاده عن الريف حتى لا يسحب البساط من زعامة المخزن والحركة الوطنية وحتى لا يعود شبح الجمهورية الريفية مرة أخرى؟
> هي أقوال لا يمكن الجزم بصحتها من عدمها، بيد أن منطق الأشياء يشير إلى أن زعماء الدول العربية آنذاك وجدوا في مرور الباخرة التي كانت تقل الخطابي عبر قناة السويس، فرصة مواتية لنزوله في القاهرة وتخليصه من الفرنسيين. وهنا لابد من الإشارة إلى أن نزول الوالد بمصر كان قد أثار غضب فرنسا التي قدمت احتجاجا لدى السلطات المصرية، كما عبرت الجرائد الفرنسية الصادرة في ذلك الوقت، ولاسيما جريدة «لوفيغارو» المقربة من اليمين عن شعور الفرنسيين بالإهانة والخيانة.
أما بخصوص ما يقال عن تهديد الخطابي للمخزن، فهو أمر يمكن الرد عليه، فالوالد لم يكن يهدد محمد الخامس وملكه، وكان غير طامع في الملك، وإنما كان همه الأول والأخير هو تحرير وطنه وشعبه اللذين كانا يرزحان تحت نير الاستعمار. وفي هذا السياق دعني أورد كلمة عظيمة قالها الوالد قبل تحقيق النصر في معركة أنوال سنة 1921، أرى أنها قمينة بالإجابة عن سؤالك بخصوص تخوف البعض من عودة الخطابي ورغبتها في أن يبقى بعيدا: «أنا لا أريد أن أكون أميرا ولا حاكما، وإنما أريد أن أكون حرا في بلد حر، ولا أطيق سلب حريتي أو كرامتي»، أما بعد الانتصار فقال رحمه الله في اجتماع مع رجال الريف الذين توافدوا عليه بأعداد غفيرة يريدون إعلانه سلطانا، قولته الشهيرة»لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، أريدها عدالة اجتماعية ونظاما عادلا يستمد روحه من تراثنا».
- بعض الكتابات تذهب إلى القول أنه بعد وصول محمد الخامس إلى طنجة في سنة 1947 اجتمع مع علال الفاسي الذي كان إذاك تحت الإقامة الإجبارية، ومع عبد الخالق الطريس رئيس حزب الإصلاح الوطني، ومحمد بن عبود مدير مكتب «المغرب العربي» بالقاهرة ورئيس الوفد الخليفي التطواني بالجامعة العربية، واتفقوا على إبعاد الخطابي عن فرنسا والريف. هل تعتقدين بوجود دور لزعيم حزب الاستقلال آنذاك في «مؤامرة» إبعاد الخطابي عن فرنسا والريف؟
> أستبعد أن يكون علال الفاسي وراء قرار نزول الوالد في مصر، لعدم امتلاكه السلطة والقدرة على تنفيذ قرار بتلك الجسامة والخطورة، قرار أثار حفيظة فرنسا وجرائدها التي اعتبرت أن عبد الكريم الخطابي خان فرنسا. وإن كنت في ذلك الوقت لا أمتلك القدرة على تمحيص الوقائع والأحداث، إلا أن وقائع من قبيل إيقاظ الوالد لنا في الساعة الخامسة صباحا، ومغادرتنا الباخرة دون أن نحمل معنا أمتعتنا وملابسنا ووثائقنا، بل وأن يضطر إلى ترك جثة والدته التي توفيت على متن السفينة، لدليل على جسامة وخطورة قرار نزول الخطابي في مصر.
- بعض المصادر التاريخية أشارت إلى أن الخطابي كان متوجسا من اقتراح محمد بن عبود رئيس الوفد المغربي لدى جامعة الدول العربية النزول من الباخرة الفرنسية ببورسعيد.
> كان متوجسا رحمة الله عليه بسبب ما رافق عملية النزول ببورسعيد من غموض، فقد كان الوالد متخوفا من أن تكون هناك مؤامرة أو محاولة لاغتياله أو اغتيال أحد أبنائه، ومن شدة حرصه كان آخر من غادر الباخرة.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
-2-الملك فاروق عرض مليون دولار على عبد الكريم الخطابي لتزكيته أميرا للمؤمنين
-من هي الشخصيات العربية والمغربية التي كانت بانتظار الخطابي وعائلته في ميناء بورسعيد؟
> كان في انتظاره بحسب ما رواه لنا الوالد وأفراد من الأسرة بعد ذلك، كل من محافظ السويس ومندوب الجامعة العربية والشيخ محمد الخضر حسين رئيس جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا.
أما من الشخصيات المغربية، فكان في استقبالنا في ميناء بورسعيد، سفير المغرب آنذاك بمصر عبد الخالق الطريس، ومحمد بنعبود رئيس الوفد المغربي لدى الجامعة العربية وآخرين لا أتذكر الآن أسماءهم.
المهم أنه بعد الاستقبال الذي خصص لنا توجهنا إلى قصر «أنشاص»، الذي خصصه الملك فاروق مكانا لإقامة أسرة الخطابي، حيث ستكون في استقبالنا العديد من الشخصيات التي قدمت لنا دمى وألعاب أطفال أدخلت الفرحة إلى قلوبنا وهدأت من روعنا نحن الصغار، على وجه الخصوص، الذين وجدنا أنفسنا في لحظة واحدة في عالم يختلف كلية عما كنا نحياه في جزيرة «لارينيون». وقد ظل قصر «أنشاص» يجمع الأمير وأسرته لما يربو عن الشهرين، قبل أن نغادره بعد إصرار من الوالد على المغادرة.
- ما سبب إصرار الخطابي على مغادرة القصر على الرغم من أن كل متطلبات الحياة كانت متوفرة هناك، كما أن ظروفه المادية كانت لا تسعفه لاقتناء منزل بعد أن خلف وراءه كل ممتلكاته في جزيرة «لارينيون»؟
> كان يقول إن الوقت ليس وقت الإقامة في القصور، وأنه إن كان سيقبل بأن يكون من قاطنيها، فإن ذلك لن يكون إلا بعد انعتاق المغرب من نير الاستعمار وتحوله إلى دولة ديمقراطية، وقد اعتذر للملك فاروق عن الإقامة في القصر وكذا عن قبول رخصة الديوان الملكي بشراء محلات تجارية عامة وخاصة في مصر، وطلب منه أن يترك له حرية اختيار بيته، وهو ما استجاب له الملك، حيث سيقوم الوالد باكتراء فيلا صغيرة في شارع قاسم أمين بحدائق القبة، استقرت فيها العائلة إلى حين وفاته في 6 فبراير 1963.
- ما قصة المليون دولار التي كان قد عرضها الملك فاروق على الأمير عبد الكريم الخطابي؟
> القصة تتلخص في أن الملك فاروق طلب من شخصيات معروفة في العالم العربي أن توقع على تزكيته أميرا للمؤمنين، لكن والدي كان وفيا لمبادئه ولم يتزحزح عنها قيد أنملة، وحين عرض عليه الملك فاروق مبلغا ماليا كبيرا لا أتذكر مقداره بالضبط، لكي يوقع على تلك التزكية رفض العرض رفضا شديدا لأن الرجل لم يكن أهلا لذلك. وبالرغم من المحاولات المتكررة التي قام بها رئيس التشريفات في اتجاه إقناع الوالد بالتوقيع، إلا أنه ظل متمسكا بموقفه. ما أود الإشارة إليه، بهذا الصدد، هو أن الموقف الذي عبر عنه الوالد لم يجر عليه أية مضايقات أو تبعات.
- خلال مقامكم في القاهرة، هل كنتم تخضعون لمراقبة قوات الأمن المصرية أم أنكم كنتم أحرارا في تنقلاتكم؟
> كنا نتمتع بحرية التنقل، ولم تكن هناك أية حراسة مشددة على البيت أو على أفراد العائلة، باستثناء فرد واحد من الشرطة بلباس مدني كان مكلفا بحراستنا نتيجة تخوف السلطات المصرية من أن يقدم أحد المصريين على الاعتداء على إخواني، الذين كانوا لا يتقنون اللغة العربية وملامحهم مختلفة عن الملامح العربية، اعتقادا منهم أنهم يهود، خاصة أن وصولنا إلى مصر تصادف مع بلوغ القضية الفلسطينية ذروتها، فالحراسة الأمنية كانت من أجل حمايتنا مما قد ينتج عن الأجواء التي كانت سائدة آنذاك نتيجة القضية الفلسطينية والصراع مع اليهود وليس شيئا آخر.
- بعد استقراركم في القاهرة، ماذا كان مخطط عبد الكريم الخطابي؟
> لم يكن يشغل فكره وعقله في تلك الأيام شيء آخر غير تحرير المغرب، فقد كان يعيش على أمل أن يأتي اليوم الذي يتحقق فيه الاستقلال وتسود فيه الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، لكي يعود إلى المغرب.
- .. وهي العودة التي لم تتحقق إلى يومنا هذا، لكن قبل الحديث عن العودة التي سنرجئ الحديث عنها إلى حلقات قادمة، دعيني أسألك عن الشخصيات المغربية التي كانت تزور بيت عبد الكريم الخطابي بالقاهرة.
> من الشخصيات التي أتذكر أنها كانت دائمة التردد على بيت عبد الكريم الخطابي: عبد الخالق الطريس سفير المغرب في القاهرة، وعبد الله إبراهيم، والمحجوبي بن الصديق، والفقيه البصري، والمهدي بنبركة الذي كان كلما حل بالقاهرة إلا وقام بزيارة الوالد، كما كان في فترة غيابه عن القاهرة دائم الاتصال به تلفونيا وبشكل يومي. أما علال الفاسي، فقد كان يزورنا بشكل كبير إلا أن زياراته انقطعت بعد خلافه مع الوالد.
- ما سبب الخلاف بين الأمير عبد الكريم الخطابي وزعيم حزب الاستقلال علال الفاسي؟
> حسب ما فهمت فسبب الخلاف كان عدم تنفيذ علال الفاسي لأمر ما كان قد طلب منه الوالد تنفيذه في المغرب.
> كان في انتظاره بحسب ما رواه لنا الوالد وأفراد من الأسرة بعد ذلك، كل من محافظ السويس ومندوب الجامعة العربية والشيخ محمد الخضر حسين رئيس جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا.
أما من الشخصيات المغربية، فكان في استقبالنا في ميناء بورسعيد، سفير المغرب آنذاك بمصر عبد الخالق الطريس، ومحمد بنعبود رئيس الوفد المغربي لدى الجامعة العربية وآخرين لا أتذكر الآن أسماءهم.
المهم أنه بعد الاستقبال الذي خصص لنا توجهنا إلى قصر «أنشاص»، الذي خصصه الملك فاروق مكانا لإقامة أسرة الخطابي، حيث ستكون في استقبالنا العديد من الشخصيات التي قدمت لنا دمى وألعاب أطفال أدخلت الفرحة إلى قلوبنا وهدأت من روعنا نحن الصغار، على وجه الخصوص، الذين وجدنا أنفسنا في لحظة واحدة في عالم يختلف كلية عما كنا نحياه في جزيرة «لارينيون». وقد ظل قصر «أنشاص» يجمع الأمير وأسرته لما يربو عن الشهرين، قبل أن نغادره بعد إصرار من الوالد على المغادرة.
- ما سبب إصرار الخطابي على مغادرة القصر على الرغم من أن كل متطلبات الحياة كانت متوفرة هناك، كما أن ظروفه المادية كانت لا تسعفه لاقتناء منزل بعد أن خلف وراءه كل ممتلكاته في جزيرة «لارينيون»؟
> كان يقول إن الوقت ليس وقت الإقامة في القصور، وأنه إن كان سيقبل بأن يكون من قاطنيها، فإن ذلك لن يكون إلا بعد انعتاق المغرب من نير الاستعمار وتحوله إلى دولة ديمقراطية، وقد اعتذر للملك فاروق عن الإقامة في القصر وكذا عن قبول رخصة الديوان الملكي بشراء محلات تجارية عامة وخاصة في مصر، وطلب منه أن يترك له حرية اختيار بيته، وهو ما استجاب له الملك، حيث سيقوم الوالد باكتراء فيلا صغيرة في شارع قاسم أمين بحدائق القبة، استقرت فيها العائلة إلى حين وفاته في 6 فبراير 1963.
- ما قصة المليون دولار التي كان قد عرضها الملك فاروق على الأمير عبد الكريم الخطابي؟
> القصة تتلخص في أن الملك فاروق طلب من شخصيات معروفة في العالم العربي أن توقع على تزكيته أميرا للمؤمنين، لكن والدي كان وفيا لمبادئه ولم يتزحزح عنها قيد أنملة، وحين عرض عليه الملك فاروق مبلغا ماليا كبيرا لا أتذكر مقداره بالضبط، لكي يوقع على تلك التزكية رفض العرض رفضا شديدا لأن الرجل لم يكن أهلا لذلك. وبالرغم من المحاولات المتكررة التي قام بها رئيس التشريفات في اتجاه إقناع الوالد بالتوقيع، إلا أنه ظل متمسكا بموقفه. ما أود الإشارة إليه، بهذا الصدد، هو أن الموقف الذي عبر عنه الوالد لم يجر عليه أية مضايقات أو تبعات.
- خلال مقامكم في القاهرة، هل كنتم تخضعون لمراقبة قوات الأمن المصرية أم أنكم كنتم أحرارا في تنقلاتكم؟
> كنا نتمتع بحرية التنقل، ولم تكن هناك أية حراسة مشددة على البيت أو على أفراد العائلة، باستثناء فرد واحد من الشرطة بلباس مدني كان مكلفا بحراستنا نتيجة تخوف السلطات المصرية من أن يقدم أحد المصريين على الاعتداء على إخواني، الذين كانوا لا يتقنون اللغة العربية وملامحهم مختلفة عن الملامح العربية، اعتقادا منهم أنهم يهود، خاصة أن وصولنا إلى مصر تصادف مع بلوغ القضية الفلسطينية ذروتها، فالحراسة الأمنية كانت من أجل حمايتنا مما قد ينتج عن الأجواء التي كانت سائدة آنذاك نتيجة القضية الفلسطينية والصراع مع اليهود وليس شيئا آخر.
- بعد استقراركم في القاهرة، ماذا كان مخطط عبد الكريم الخطابي؟
> لم يكن يشغل فكره وعقله في تلك الأيام شيء آخر غير تحرير المغرب، فقد كان يعيش على أمل أن يأتي اليوم الذي يتحقق فيه الاستقلال وتسود فيه الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، لكي يعود إلى المغرب.
- .. وهي العودة التي لم تتحقق إلى يومنا هذا، لكن قبل الحديث عن العودة التي سنرجئ الحديث عنها إلى حلقات قادمة، دعيني أسألك عن الشخصيات المغربية التي كانت تزور بيت عبد الكريم الخطابي بالقاهرة.
> من الشخصيات التي أتذكر أنها كانت دائمة التردد على بيت عبد الكريم الخطابي: عبد الخالق الطريس سفير المغرب في القاهرة، وعبد الله إبراهيم، والمحجوبي بن الصديق، والفقيه البصري، والمهدي بنبركة الذي كان كلما حل بالقاهرة إلا وقام بزيارة الوالد، كما كان في فترة غيابه عن القاهرة دائم الاتصال به تلفونيا وبشكل يومي. أما علال الفاسي، فقد كان يزورنا بشكل كبير إلا أن زياراته انقطعت بعد خلافه مع الوالد.
- ما سبب الخلاف بين الأمير عبد الكريم الخطابي وزعيم حزب الاستقلال علال الفاسي؟
> حسب ما فهمت فسبب الخلاف كان عدم تنفيذ علال الفاسي لأمر ما كان قد طلب منه الوالد تنفيذه في المغرب.
عائشة الخطابي
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
-3-لم يكن المهدي بنبركة من الشخصيات التي تروق الأمير
- كيف كان ينظر محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى القائد الاتحادي المهدي بنبركة؟
> كان يعتبره رجلا نبيها، لكن لم يكن من الشخصيات التي تروق الأمير لأنه «ما كانش صافي»، وبسبب أخطائه الكثيرة التي لطالما اتصل به من أجل تنبيهه إليها، وما كان يقال عنه بأنه كان وراء تصفية أعضاء في جيش التحرير.
- ترسخت في أذهان الكثيرين عن الأمير عبد الكريم الخطابي صورة المقاتل، رجل الحرب الصلب، حاد الطباع، الصارم، هل هي نفس الصورة التي كونها أبناؤه عنه؟
> صحيح أن عبد الكريم كان رجل حرب، وكان معروفا بصرامته لدى سياسيي عهده، ونظرة واحدة منه كانت تكفي لإسكات الجميع، إلا أنه كان أيضا أبا حنونا، يفوق حنانه حنان أي شخص آخر. الصورة التي ترسخت في ذهني، وأنا الابنة المدللة للأمير، أنه كان من طينة الآباء الذين يحرصون على تربية أبنائهم، وكان دائم السؤال عن أحوالهم، وكان لا ينام قبل أن يرانا في المساء ويطمئن علينا، وإذا غضب علينا، لسبب من الأسباب، كان يعاقبنا برفق ويحرمنا من بعض الأشياء التي نحبها.
- هـــــل صحيح أنك كنت الابنة الــــــــــمدللة لعبد الكريم الخطابي؟
> بالفعل كنت ابنته المدللة، ربما لأنني كنت أصغر أبنائه الإثنى عشر، وقد اعترف الوالد بحبه لي الذي يفوق حبه لباقي أبنائه، أمام أفراد العائلة، كان ذلك في القاهرة قبل وفاته. ولعل ما يدل على ذلك الحب هو أنه كان يتغاضى عما أقترفه من أخطاء، وكان مسموحا لي القيام بأشياء يحرم على باقي إخوتي إتيانها.
- حصلت على شهادة البكالوريا من المعهد الأمريكي للبنات بالقاهرة، لكنك لم تتابعي مشوارك الدراسي، هل لك أن تطلعينا على الأسباب التي حالت دون ذلك؟
> كنت تلميذة نجيبة، وكان كل أملي هو أن ألج الجامعة وأحصل على شهادات عليا، بيد أن الوالد كان لا يحب الاختلاط، وخيرني بين أن أكمل دراستي الجامعية عن طريق المراسلة أو من خلال «أمريكن ميشين»، لكنني رفضت عرضه فانقطعت عن الدراسة.
- خلال مقامكم في القاهرة، هل استطعتم ربط علاقات مع عائلات مسؤولين مصريين أو عرب؟
> كانت تربطنا علاقة صداقة قوية بزوجة الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية، وأخيها كمال أدهم، وكذا بعائلة ملك ليبيا إدريس السنوسي. أما بخصوص علاقتنا بعائلات المسؤولين المصريين فكنا نلتقي ببنات الرئيس جمال عبد الناصر، لكن علاقتنا لم تكن قوية، وفي الحقيقة لم نسع إلى أن تكون كذلك.
- كيف كنتم تتدبرون معيشتكم في القاهرة بعد أن تركت عائلة الخطابي كل ما كانت تملك في جزيرة «لارينيون» والباخرة «كاتومبا»؟
> خصصت السلطات المصرية للوالد معاشا شهريا يقدر بنحو 500 جنيه مصري، كما كانت هناك مساعدات سعودية وعراقية وأردنية.
- في ذلك الوقت ألم تتلقوا أية مساعدات من السلطات المغربية؟
> لا فقط كنا نستفيد من المساعدات المصرية والعربية، وقد استمر الأمر على هذا الحال إلى يناير 1960، تاريخ اللقاء الذي كان قد أجراه محمد الخامس مع الوالد إثر زيارته لمصر في يناير 1960، حيث أمر الملك بمعاش قدره 1000 جنيه مصري.
- الاستفادة من المعاش الذي خصصه الملك محمد الخامس للخطابي استمر لسنتين فقط، ما سبب توقفه؟
> في سنة 1962 أوقف المعاش بعد أن عبر الوالد عن رأيه في الدستور الأول للمغرب، وهو ما لم يرض الراحل الحسن الثاني، واستمر الأمر حتى الثمانينيات من القرن الماضي، حيث سيخصص لنا مجددا معاش شهري بعد مساعي شخصيات وازنة.
- من سعى لدى الـــــــــــــراحل الحسن الثاني لمراجعة موقفه وإصدار أوامـــــــــــــــــــره بتخصيص معاش شهري لعائلة الخطابي؟
> المعاش الذي كان قد أمر به المرحوم الحسن الثاني جاء بعد مساع بذلها كل من المنصوري بنعلي وأحمد بنسودة، حيث تم تخصيص معاش لأبناء وبنات عبد الكريم الخطابي وزوجة إدريس الخطابي، وكان الرجلان قد طلبا منا تحديد مقدار المعاش، فكان رد سعيد الخطابي بأننا نرغب في أن يخصص لنا ما يضمن لنا عيشا مستورا.
- كم كان مقدار المعاش الذي خصصه الملك الحسن الثاني لأسرة الخطابي؟
> تم تخصيص معاش قار حدد في 25.000 جنيه.
- هل كان تدخل المنصوري بنعلي وأحمد بنسودة بناء على طلب من عائلة الخطابي؟
> المساعي التي قام بها السيدان بنعلي وبنسودة كانت من تلقاء نفسيهما، ففي أحد الأيام زاراني في بيتي بالدار البيضاء، حيث سيلفت نظرهما وجود والدتي التي كانت تعيش معي في ذلك الوقت لعدم توفرها على مسكن خاص بها، فبادراني بالقول: «حشومة الوالدة تعيش عند صهرها بوجيبار، خاص تكون عندها دارها».. بعد هذا اللقاء سيتصلان بالملك الحسن الثاني الذي أصدر أوامره بتخصيص معاش لأبناء وبنات عبد الكريم الخطابي، وبيت للوالدة في سنة 1994.
> كان يعتبره رجلا نبيها، لكن لم يكن من الشخصيات التي تروق الأمير لأنه «ما كانش صافي»، وبسبب أخطائه الكثيرة التي لطالما اتصل به من أجل تنبيهه إليها، وما كان يقال عنه بأنه كان وراء تصفية أعضاء في جيش التحرير.
- ترسخت في أذهان الكثيرين عن الأمير عبد الكريم الخطابي صورة المقاتل، رجل الحرب الصلب، حاد الطباع، الصارم، هل هي نفس الصورة التي كونها أبناؤه عنه؟
> صحيح أن عبد الكريم كان رجل حرب، وكان معروفا بصرامته لدى سياسيي عهده، ونظرة واحدة منه كانت تكفي لإسكات الجميع، إلا أنه كان أيضا أبا حنونا، يفوق حنانه حنان أي شخص آخر. الصورة التي ترسخت في ذهني، وأنا الابنة المدللة للأمير، أنه كان من طينة الآباء الذين يحرصون على تربية أبنائهم، وكان دائم السؤال عن أحوالهم، وكان لا ينام قبل أن يرانا في المساء ويطمئن علينا، وإذا غضب علينا، لسبب من الأسباب، كان يعاقبنا برفق ويحرمنا من بعض الأشياء التي نحبها.
- هـــــل صحيح أنك كنت الابنة الــــــــــمدللة لعبد الكريم الخطابي؟
> بالفعل كنت ابنته المدللة، ربما لأنني كنت أصغر أبنائه الإثنى عشر، وقد اعترف الوالد بحبه لي الذي يفوق حبه لباقي أبنائه، أمام أفراد العائلة، كان ذلك في القاهرة قبل وفاته. ولعل ما يدل على ذلك الحب هو أنه كان يتغاضى عما أقترفه من أخطاء، وكان مسموحا لي القيام بأشياء يحرم على باقي إخوتي إتيانها.
- حصلت على شهادة البكالوريا من المعهد الأمريكي للبنات بالقاهرة، لكنك لم تتابعي مشوارك الدراسي، هل لك أن تطلعينا على الأسباب التي حالت دون ذلك؟
> كنت تلميذة نجيبة، وكان كل أملي هو أن ألج الجامعة وأحصل على شهادات عليا، بيد أن الوالد كان لا يحب الاختلاط، وخيرني بين أن أكمل دراستي الجامعية عن طريق المراسلة أو من خلال «أمريكن ميشين»، لكنني رفضت عرضه فانقطعت عن الدراسة.
- خلال مقامكم في القاهرة، هل استطعتم ربط علاقات مع عائلات مسؤولين مصريين أو عرب؟
> كانت تربطنا علاقة صداقة قوية بزوجة الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية، وأخيها كمال أدهم، وكذا بعائلة ملك ليبيا إدريس السنوسي. أما بخصوص علاقتنا بعائلات المسؤولين المصريين فكنا نلتقي ببنات الرئيس جمال عبد الناصر، لكن علاقتنا لم تكن قوية، وفي الحقيقة لم نسع إلى أن تكون كذلك.
- كيف كنتم تتدبرون معيشتكم في القاهرة بعد أن تركت عائلة الخطابي كل ما كانت تملك في جزيرة «لارينيون» والباخرة «كاتومبا»؟
> خصصت السلطات المصرية للوالد معاشا شهريا يقدر بنحو 500 جنيه مصري، كما كانت هناك مساعدات سعودية وعراقية وأردنية.
- في ذلك الوقت ألم تتلقوا أية مساعدات من السلطات المغربية؟
> لا فقط كنا نستفيد من المساعدات المصرية والعربية، وقد استمر الأمر على هذا الحال إلى يناير 1960، تاريخ اللقاء الذي كان قد أجراه محمد الخامس مع الوالد إثر زيارته لمصر في يناير 1960، حيث أمر الملك بمعاش قدره 1000 جنيه مصري.
- الاستفادة من المعاش الذي خصصه الملك محمد الخامس للخطابي استمر لسنتين فقط، ما سبب توقفه؟
> في سنة 1962 أوقف المعاش بعد أن عبر الوالد عن رأيه في الدستور الأول للمغرب، وهو ما لم يرض الراحل الحسن الثاني، واستمر الأمر حتى الثمانينيات من القرن الماضي، حيث سيخصص لنا مجددا معاش شهري بعد مساعي شخصيات وازنة.
- من سعى لدى الـــــــــــــراحل الحسن الثاني لمراجعة موقفه وإصدار أوامـــــــــــــــــــره بتخصيص معاش شهري لعائلة الخطابي؟
> المعاش الذي كان قد أمر به المرحوم الحسن الثاني جاء بعد مساع بذلها كل من المنصوري بنعلي وأحمد بنسودة، حيث تم تخصيص معاش لأبناء وبنات عبد الكريم الخطابي وزوجة إدريس الخطابي، وكان الرجلان قد طلبا منا تحديد مقدار المعاش، فكان رد سعيد الخطابي بأننا نرغب في أن يخصص لنا ما يضمن لنا عيشا مستورا.
- كم كان مقدار المعاش الذي خصصه الملك الحسن الثاني لأسرة الخطابي؟
> تم تخصيص معاش قار حدد في 25.000 جنيه.
- هل كان تدخل المنصوري بنعلي وأحمد بنسودة بناء على طلب من عائلة الخطابي؟
> المساعي التي قام بها السيدان بنعلي وبنسودة كانت من تلقاء نفسيهما، ففي أحد الأيام زاراني في بيتي بالدار البيضاء، حيث سيلفت نظرهما وجود والدتي التي كانت تعيش معي في ذلك الوقت لعدم توفرها على مسكن خاص بها، فبادراني بالقول: «حشومة الوالدة تعيش عند صهرها بوجيبار، خاص تكون عندها دارها».. بعد هذا اللقاء سيتصلان بالملك الحسن الثاني الذي أصدر أوامره بتخصيص معاش لأبناء وبنات عبد الكريم الخطابي، وبيت للوالدة في سنة 1994.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
-4-سر العلاقة بين عبد الكريم الخطابي والشيخ حسن البنا
عائشة الخطابي: الأمير كانت تجمعه علاقة متينة بأول رئيس لجمهورية مصر العربية في حين كانت علاقته بعبد الناصر باردة
- أثناء إقامته في القاهرة توطدت الصلة بين الخطابي وبين مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، وتكررت اللقاءات بينهما في اجتماعات عامة وخاصة، وكان يكثر التردد على المركز العام لجماعة الإخوان، ويحرص على صلاة المغرب خلفه. ما سر العلاقة التي كانت تجمع عبد الكريم الخطابي بمؤسس جماعة الإخوان المسلمين؟
> كانت علاقة الشيخ حسن البنا بوالدي علاقة متينة، وكان من أحب الناس إليه ومعجبا به أيما إعجاب، لكونه كان رجلا متدينا ورجل مبادئ، وهي صفات كانت محببة للوالد. وكدليل على العلاقة المتينة والمحبة المتبادلة بين الرجلين، فقد كان الشيخ يتردد على منزلنا بشكل دائم، لتجاذب أطراف الحديث مع والدي، والذي كان ينصب أساسا على قضايا العالم العربي ومشاكله. كما أود أن أشير هنا إلى أن الشيخ حسن البنا، كان يبعث إلى أبي ببعض الأخوات من أجل تدريسنا اللغة العربية والنحو والقرآن الكريم والتفسير والعقائد بالمجان.
- هل كان للشيخ حسن البنا أي تأثير على الأمير؟
> الوالد كانت له مبادئه التي لا يمكن أن تتغير بسهولة، وكان مثالا للمسلم الذي فهم دينه فهما جيدا، المتدين تدينا صحيحا بعيدا عن التعصب أو المغالاة في الدين. وكان يركز تركيزا شديدا على المعاملة، فكان يكره النميمة والإضرار بالناس، وكان تركيزه أشد على العدالة ورفض الظلم.
- من هي الشخصيات الأخرى التي كانت تجمعها علاقة متينة بالخطابي؟
> من بين الشخصيات التي كانت من أقرب الناس إلى الأمير، محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، فقد كان رجلا طيبا جمعته بالوالد علاقة متينة إلى درجة أنه كان عندما ينهي أعماله ليلا يحضر للاجتماع بالوالد في بيتنا، بخلاف العلاقة مع جمال عبد الناصر التي لم تكن علاقة قوية.
- ما سبب العلاقة الباردة بين زعيمين من طينة جمال عبد الناصر وعبد الكريم الخطابي ؟
> علاقة الأمير بعبد الناصر لم تكن قوية بسبب أن هذا الأخير لم يكن يهتم بعبد الكريم الخطابي كما كان يهتم به من سبقوه من المسؤولين المصريين، كما أنه كان لا يصغي جيدا إلى حديثه وملاحظاته.
- لكن، على عكس العلاقة الباردة مع عبد الناصر كانت تجمع عبد الكريم الخطابي علاقة قوية بالقادة الجزائريين أمثال بن بلة؟
> في رأيي أن سبب العلاقة القوية مع الجزائريين الذين كنا نستقبل عددا كبيرا منهم في بيتنا بالقاهرة، هو اهتمام الخطابي بكل المغرب العربي، وإيمانه بوحدته، فضلا عن كونه كان محط ثقتهم ومقصدهم للتشاور في القرارات التي ينوون الإقدام عليها، خاصة في الفترة التي سبقت عودتهم إلى الجزائر بعد عقد اتفاقية مع فرنسا. وهنا أتذكر أن أربعة من أكبر قادة الثورة الجزائرية هم أحمد بن بلة وبومدين ورابح كدار والخيضر، قدموا إلى القاهرة على متن طائرة خاصة، قبيل عودتهم إلى الجزائر، لطلب لقاء الأمير في ساعة متأخرة جدا من الليل، وفعلا اجتمعوا بالوالد واستمر اجتماعهم إلى حدود الخامسة صباحا. للإشارة فقط، فقد كانت تجمع الخطابي علاقة جيدة كذلك بالملك عبد العزيز آل سعود وملك ليبيا إدريس السنوسي وشخصيات عربية وإفريقية أخرى.
- بعد رحيل سعيد الخطابي، يثار التساؤل عن مصير مذكرات الأمير التي لم تر النور إلى حدود اليوم بالرغم من مرور ما يربو عن 46 سنة على رحيله؟
> المذكرات موجودة بالقاهرة، وهي بحوزة نجل المرحوم سعيد الخطابي، وهي عبارة عن أوراق مكتوبة بخط اليد وأخرى بالآلة الكاتبة. صحيح أننا نفكر مليا في إخراجها إلى حيز الوجود، لكن لا بد من الاعتراف بأن هناك إهمالا من طرف العائلة يحول دون تحقق ذلك، وأعتقد بأن على عائلة الخطابي متمثلة في أبنائه الذين مازالوا على قيد الحياة وحفدته في المغرب ومصر، أن تجتمع للشروع في عملية قراءة المذكرات وتمحيصها ودراسة الطرق الملائمة لنشرها.
- هل هناك أي سقف زمني لإخراج هذه المذكرات إلى حيز الوجود؟
> ليس هناك أي سقف زمني للنشر، فنحن مازلنا في مرحلة تبادل وجهات النظر بهذا الخصوص.
- تعهدتم أكثر من مرة بالعمل على إخراج المذكرات إلى حيز الوجود في أقرب وقت، لكن دون أن يتحقق هذا التعهد. ما الذي يحول دون ذلك؟
> لا أخفي عليك أني لست راضية عن التأخير الذي يعرفه مشروع نشر مذكرات الأمير الخطابي وتعميمها، على اعتبار أن ما تتضمنه من حقائق تاريخية تستحق الاطلاع عليها من لدن الباحثين والمهتمين والمواطنين المغاربة من جهة، ومن جهة أخرى لأنها ليست ملكا لعائلة الخطابي وحدها، وإنما هي ملك لكل المغاربة، بل ولكل العالم، لذا أتوجه من هذا المنبر بدعوة إلى حفدة الخطابي خاصة الشباب منهم بأن يستعجلوا أمر نشر المذكرات، ويسرعوا خطواتهم حتى تجد تلك المذكرات طريقها إلى المكتبات ويطلع عليها المهتمون والباحثون.
> كانت علاقة الشيخ حسن البنا بوالدي علاقة متينة، وكان من أحب الناس إليه ومعجبا به أيما إعجاب، لكونه كان رجلا متدينا ورجل مبادئ، وهي صفات كانت محببة للوالد. وكدليل على العلاقة المتينة والمحبة المتبادلة بين الرجلين، فقد كان الشيخ يتردد على منزلنا بشكل دائم، لتجاذب أطراف الحديث مع والدي، والذي كان ينصب أساسا على قضايا العالم العربي ومشاكله. كما أود أن أشير هنا إلى أن الشيخ حسن البنا، كان يبعث إلى أبي ببعض الأخوات من أجل تدريسنا اللغة العربية والنحو والقرآن الكريم والتفسير والعقائد بالمجان.
- هل كان للشيخ حسن البنا أي تأثير على الأمير؟
> الوالد كانت له مبادئه التي لا يمكن أن تتغير بسهولة، وكان مثالا للمسلم الذي فهم دينه فهما جيدا، المتدين تدينا صحيحا بعيدا عن التعصب أو المغالاة في الدين. وكان يركز تركيزا شديدا على المعاملة، فكان يكره النميمة والإضرار بالناس، وكان تركيزه أشد على العدالة ورفض الظلم.
- من هي الشخصيات الأخرى التي كانت تجمعها علاقة متينة بالخطابي؟
> من بين الشخصيات التي كانت من أقرب الناس إلى الأمير، محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، فقد كان رجلا طيبا جمعته بالوالد علاقة متينة إلى درجة أنه كان عندما ينهي أعماله ليلا يحضر للاجتماع بالوالد في بيتنا، بخلاف العلاقة مع جمال عبد الناصر التي لم تكن علاقة قوية.
- ما سبب العلاقة الباردة بين زعيمين من طينة جمال عبد الناصر وعبد الكريم الخطابي ؟
> علاقة الأمير بعبد الناصر لم تكن قوية بسبب أن هذا الأخير لم يكن يهتم بعبد الكريم الخطابي كما كان يهتم به من سبقوه من المسؤولين المصريين، كما أنه كان لا يصغي جيدا إلى حديثه وملاحظاته.
- لكن، على عكس العلاقة الباردة مع عبد الناصر كانت تجمع عبد الكريم الخطابي علاقة قوية بالقادة الجزائريين أمثال بن بلة؟
> في رأيي أن سبب العلاقة القوية مع الجزائريين الذين كنا نستقبل عددا كبيرا منهم في بيتنا بالقاهرة، هو اهتمام الخطابي بكل المغرب العربي، وإيمانه بوحدته، فضلا عن كونه كان محط ثقتهم ومقصدهم للتشاور في القرارات التي ينوون الإقدام عليها، خاصة في الفترة التي سبقت عودتهم إلى الجزائر بعد عقد اتفاقية مع فرنسا. وهنا أتذكر أن أربعة من أكبر قادة الثورة الجزائرية هم أحمد بن بلة وبومدين ورابح كدار والخيضر، قدموا إلى القاهرة على متن طائرة خاصة، قبيل عودتهم إلى الجزائر، لطلب لقاء الأمير في ساعة متأخرة جدا من الليل، وفعلا اجتمعوا بالوالد واستمر اجتماعهم إلى حدود الخامسة صباحا. للإشارة فقط، فقد كانت تجمع الخطابي علاقة جيدة كذلك بالملك عبد العزيز آل سعود وملك ليبيا إدريس السنوسي وشخصيات عربية وإفريقية أخرى.
- بعد رحيل سعيد الخطابي، يثار التساؤل عن مصير مذكرات الأمير التي لم تر النور إلى حدود اليوم بالرغم من مرور ما يربو عن 46 سنة على رحيله؟
> المذكرات موجودة بالقاهرة، وهي بحوزة نجل المرحوم سعيد الخطابي، وهي عبارة عن أوراق مكتوبة بخط اليد وأخرى بالآلة الكاتبة. صحيح أننا نفكر مليا في إخراجها إلى حيز الوجود، لكن لا بد من الاعتراف بأن هناك إهمالا من طرف العائلة يحول دون تحقق ذلك، وأعتقد بأن على عائلة الخطابي متمثلة في أبنائه الذين مازالوا على قيد الحياة وحفدته في المغرب ومصر، أن تجتمع للشروع في عملية قراءة المذكرات وتمحيصها ودراسة الطرق الملائمة لنشرها.
- هل هناك أي سقف زمني لإخراج هذه المذكرات إلى حيز الوجود؟
> ليس هناك أي سقف زمني للنشر، فنحن مازلنا في مرحلة تبادل وجهات النظر بهذا الخصوص.
- تعهدتم أكثر من مرة بالعمل على إخراج المذكرات إلى حيز الوجود في أقرب وقت، لكن دون أن يتحقق هذا التعهد. ما الذي يحول دون ذلك؟
> لا أخفي عليك أني لست راضية عن التأخير الذي يعرفه مشروع نشر مذكرات الأمير الخطابي وتعميمها، على اعتبار أن ما تتضمنه من حقائق تاريخية تستحق الاطلاع عليها من لدن الباحثين والمهتمين والمواطنين المغاربة من جهة، ومن جهة أخرى لأنها ليست ملكا لعائلة الخطابي وحدها، وإنما هي ملك لكل المغاربة، بل ولكل العالم، لذا أتوجه من هذا المنبر بدعوة إلى حفدة الخطابي خاصة الشباب منهم بأن يستعجلوا أمر نشر المذكرات، ويسرعوا خطواتهم حتى تجد تلك المذكرات طريقها إلى المكتبات ويطلع عليها المهتمون والباحثون.
الأمير عبد الكريم الخطابي رفقة أحد مساعديه العسكريين
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
-5-الأمريكيون عرضوا 50 ألف دولار لشراء مذكرات الخطابي
- قلت في الحلقة الماضية إن مذكرات زعيم ثورة الريف تتضمن حقائق، هل يمكن أن تكشفي لنا عن البعض منها؟
> بحكم اطلاعي على بعض الأجزاء من مذكرات الوالد، يمكن أن أقول إنها تتضمن حقائق غير معروفة، فالأمير تحدث عن كل ما جرى خلال حرب الريف، وعن الجهات التي كانت تحاربه والعراقيل التي وضعت أمامه.
- هل تتضمن حقائق عن علاقته بالقصر والتي كانت توصف دائما بالمتوترة ؟
> ليس بخصوص علاقته بالقصر على وجه التحديد، وإنما تخص الحرب والجهاد والجهات التي كانت في السلطة آنذاك وكانت مناهضة له.
- هل لك أن تكشفي لنا عن بعض الأسماء أو الجهات التي كانت في السلطة وكانت تناهضه وذكرها في مذكراته؟
> والله، لا أستطيع الكشف عنها الآن.
- هل سيكون نشر المذكرات في المغرب أم في الخارج؟
> سيكون في المغرب وباقي دول العالم، لاعتقادنا بأن هذه المذكرات تتضمن أشياء مهمة لا تخص المغرب فقط، وإنما أيضا دولا أخرى.
- كان الأمريكيون قد قدموا عرضا لشراء مذكرات الأمير الخطابي، هل لك أن تطلعينا على تفاصيل هذا العرض؟
> عرض شراء المذكرات كان قد تقدمت به شخصيات أمريكية من عالم التأليف ومؤرخون وسينمائيون أرادوا أن يحولوا المذكرات إلى عمل سينمائي، خلال حياة الوالد، كما كررت نفس الطلب بعد وفاته في فبراير سنة 1963، لكننا لم نقدم على بيعها بالرغم من أن الثمن الذي كانوا قد قدموه كان مغريا.
- كم كانت تساوي مذكرات الأمير لدى الأمريكيين؟
> عرضوا نحو 50 ألف دولار أمريكي فضلا عن عائدات حقوق التأليف لمدة 40 سنة، وللإشارة فقط، فقد عرض الأمريكيون هذا المبلغ لكن شريطة اطلاعهم على محتوى المذكرات وهو ما لم يتم.
- لماذا رفضتم بعد رحيل الوالد بيع المذكرات، رغم أنكم كنتم تعيشون ضائقة مالية كبيرة بعد توقف المعاش الذي كان قد قرره الملك محمد الخامس وتوقف المساعدات العربية؟
> لا ننكر أن المبلغ المقدم من قبل الأمريكيين كان مغريا لكل من كان يمر بنفس وضعيتنا المادية، وكان مبلغا ضخما في تلك الحقبة الزمنية التي كان فيها أجر الموظف الحكومي يعادل 30 درهما، بيد أن العائلة رفضت بيع المذكرات بالرغم من تلك الإغراءات المادية الكبيرة، بسبب اقتناعنا بأن المذكرات تتضمن أشياء كان لا يتعين نشرها في ذلك الوقت.
- كان مسؤولو جمعية مغربية بهولندا قد تحدثوا عن عزمهم طبع جزء أول وثان من مذكرات الأمير عبد الكريم الخطابي بعد حصولهم على أرشيف ضخم خاص عن طريق أحد العسكريين المصريين، كما أن هناك حديثا عن مذكرات للقائد محمد سلام أمزيان..
> المذكرات الحقيقية هي التي توجد في القاهرة، وهي محفوظة ومصونة، أما ما سواها فهي لأشخاص تمكنوا من الاطلاع على جزء منها في حياة الوالد وشقيقي سعيد الخطابي وعلى ما تضمنته من وقائع تاريخية. أما بخصوص مذكرات محمد سلام أمزيان، فقد تكون هناك مقتطفات من مذكرات الوالد سجلها أمزيان بحكم أنه أشرف على كتابة وتحرير مذكرات الأمير في القاهرة.
- في يناير 1960 سيعقد أول لقاء بين الملك محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي قائد ثورة الريف في القاهرة. كيف جاء اللقاء بين الرجلين؟
> قبل موعد زيارة الملك محمد الخامس للقاهرة في 13 يناير 1960، قام عبد الخالق الطريس، سفير المغرب في القاهرة، بمساع حثيثة من أجل إقناع الوالد بالالتقاء بالملك، وقام من أجل ذلك بعدة زيارات لبيتنا، لعله يقنعه بذلك، ولم يكل الرجل بل تابع مساعيه إلى آخر دقيقة قبل وصول الملك محمد الخامس، حيث عرج على بيتنا وهو في طريقه إلى مطار القاهرة للقاء الوالد، وقد توجت هذه المساعي بزيارة الملك محمد الخامس لبيت الأمير والالتقاء به، وكانت هذه الزيارة أول عمل قام به الملك في مصر.
- ما الذي دار بين الرجلين خلال اجتماعهما على انفراد؟
> تحدثا عن الوضع العام في المغرب، وعن العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. وكان محمد الخامس يسعى إلى إقناع الأمير بالعودة إلى المغرب، لكن رد الوالد كان أنه لن يعود إلى المغرب حتى يعرف مصير المختطفين الذين ذهبوا ضحية الاختطافات التي عرفها المغرب بعد انتفاضة الريف سنة 1958، كما طالب بفتح تحقيق بخصوصها.
- كيف كان شعوركم حينما أصر الملك محمد الخامس على السلام على بنات وأبناء الخطابي؟
> قبل أن أجيبك عن سؤالك دعني أشير إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها خرق عرف اتبعه الوالد، وهو أنه كان يحرم علينا السلام على أي كان حتى ولو كان ملكا. وحينما طلب الملك محمد الخامس رؤيتنا، دخلنا الواحدة تلو الأخرى، بعد أن كان قد أمر مرافقيه من الوزراء وأعضاء الوفد بالخروج من القاعة باستثناء الأمير مـــــــولاي عبد الله، فسلم علينا، وضمنا إليه، وقال لنا: «بناتي نتمنى تدخلو لمغرب هذيك بلادكم.. دقو باب القصر وقت ما بغيتو». كان الملك محمد الخامس لطيفا معنا.
> بحكم اطلاعي على بعض الأجزاء من مذكرات الوالد، يمكن أن أقول إنها تتضمن حقائق غير معروفة، فالأمير تحدث عن كل ما جرى خلال حرب الريف، وعن الجهات التي كانت تحاربه والعراقيل التي وضعت أمامه.
- هل تتضمن حقائق عن علاقته بالقصر والتي كانت توصف دائما بالمتوترة ؟
> ليس بخصوص علاقته بالقصر على وجه التحديد، وإنما تخص الحرب والجهاد والجهات التي كانت في السلطة آنذاك وكانت مناهضة له.
- هل لك أن تكشفي لنا عن بعض الأسماء أو الجهات التي كانت في السلطة وكانت تناهضه وذكرها في مذكراته؟
> والله، لا أستطيع الكشف عنها الآن.
- هل سيكون نشر المذكرات في المغرب أم في الخارج؟
> سيكون في المغرب وباقي دول العالم، لاعتقادنا بأن هذه المذكرات تتضمن أشياء مهمة لا تخص المغرب فقط، وإنما أيضا دولا أخرى.
- كان الأمريكيون قد قدموا عرضا لشراء مذكرات الأمير الخطابي، هل لك أن تطلعينا على تفاصيل هذا العرض؟
> عرض شراء المذكرات كان قد تقدمت به شخصيات أمريكية من عالم التأليف ومؤرخون وسينمائيون أرادوا أن يحولوا المذكرات إلى عمل سينمائي، خلال حياة الوالد، كما كررت نفس الطلب بعد وفاته في فبراير سنة 1963، لكننا لم نقدم على بيعها بالرغم من أن الثمن الذي كانوا قد قدموه كان مغريا.
- كم كانت تساوي مذكرات الأمير لدى الأمريكيين؟
> عرضوا نحو 50 ألف دولار أمريكي فضلا عن عائدات حقوق التأليف لمدة 40 سنة، وللإشارة فقط، فقد عرض الأمريكيون هذا المبلغ لكن شريطة اطلاعهم على محتوى المذكرات وهو ما لم يتم.
- لماذا رفضتم بعد رحيل الوالد بيع المذكرات، رغم أنكم كنتم تعيشون ضائقة مالية كبيرة بعد توقف المعاش الذي كان قد قرره الملك محمد الخامس وتوقف المساعدات العربية؟
> لا ننكر أن المبلغ المقدم من قبل الأمريكيين كان مغريا لكل من كان يمر بنفس وضعيتنا المادية، وكان مبلغا ضخما في تلك الحقبة الزمنية التي كان فيها أجر الموظف الحكومي يعادل 30 درهما، بيد أن العائلة رفضت بيع المذكرات بالرغم من تلك الإغراءات المادية الكبيرة، بسبب اقتناعنا بأن المذكرات تتضمن أشياء كان لا يتعين نشرها في ذلك الوقت.
- كان مسؤولو جمعية مغربية بهولندا قد تحدثوا عن عزمهم طبع جزء أول وثان من مذكرات الأمير عبد الكريم الخطابي بعد حصولهم على أرشيف ضخم خاص عن طريق أحد العسكريين المصريين، كما أن هناك حديثا عن مذكرات للقائد محمد سلام أمزيان..
> المذكرات الحقيقية هي التي توجد في القاهرة، وهي محفوظة ومصونة، أما ما سواها فهي لأشخاص تمكنوا من الاطلاع على جزء منها في حياة الوالد وشقيقي سعيد الخطابي وعلى ما تضمنته من وقائع تاريخية. أما بخصوص مذكرات محمد سلام أمزيان، فقد تكون هناك مقتطفات من مذكرات الوالد سجلها أمزيان بحكم أنه أشرف على كتابة وتحرير مذكرات الأمير في القاهرة.
- في يناير 1960 سيعقد أول لقاء بين الملك محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي قائد ثورة الريف في القاهرة. كيف جاء اللقاء بين الرجلين؟
> قبل موعد زيارة الملك محمد الخامس للقاهرة في 13 يناير 1960، قام عبد الخالق الطريس، سفير المغرب في القاهرة، بمساع حثيثة من أجل إقناع الوالد بالالتقاء بالملك، وقام من أجل ذلك بعدة زيارات لبيتنا، لعله يقنعه بذلك، ولم يكل الرجل بل تابع مساعيه إلى آخر دقيقة قبل وصول الملك محمد الخامس، حيث عرج على بيتنا وهو في طريقه إلى مطار القاهرة للقاء الوالد، وقد توجت هذه المساعي بزيارة الملك محمد الخامس لبيت الأمير والالتقاء به، وكانت هذه الزيارة أول عمل قام به الملك في مصر.
- ما الذي دار بين الرجلين خلال اجتماعهما على انفراد؟
> تحدثا عن الوضع العام في المغرب، وعن العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. وكان محمد الخامس يسعى إلى إقناع الأمير بالعودة إلى المغرب، لكن رد الوالد كان أنه لن يعود إلى المغرب حتى يعرف مصير المختطفين الذين ذهبوا ضحية الاختطافات التي عرفها المغرب بعد انتفاضة الريف سنة 1958، كما طالب بفتح تحقيق بخصوصها.
- كيف كان شعوركم حينما أصر الملك محمد الخامس على السلام على بنات وأبناء الخطابي؟
> قبل أن أجيبك عن سؤالك دعني أشير إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها خرق عرف اتبعه الوالد، وهو أنه كان يحرم علينا السلام على أي كان حتى ولو كان ملكا. وحينما طلب الملك محمد الخامس رؤيتنا، دخلنا الواحدة تلو الأخرى، بعد أن كان قد أمر مرافقيه من الوزراء وأعضاء الوفد بالخروج من القاعة باستثناء الأمير مـــــــولاي عبد الله، فسلم علينا، وضمنا إليه، وقال لنا: «بناتي نتمنى تدخلو لمغرب هذيك بلادكم.. دقو باب القصر وقت ما بغيتو». كان الملك محمد الخامس لطيفا معنا.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
-6- الحكومة مترددة بخصوص عودة رفات الأمير إلى المغرب
- خلال زيارته إلى بيت الخطابي، ماذا قدم لكم الملك محمد الخامس كهدايا؟
> بخصوص الهدايا أتذكر أنه أهدى إلى كل فرد من أبناء الخطابي الذكور 50 قطعة ذهبية من نوع «لويزية»، و25 لكل واحدة من البنات، كما أهدى الوالد جلابيب و«بلاغي» وأثوابا وهدايا أخرى.
- قام الراحل الحسن الثاني بزيارتين إلى القاهرة حينما كان وليا للعهد وبعد أن أصبح ملكا للمغرب، إلا أنه لم يلتق بعبد الكريم الخطابي، في رأيك بماذا يمكن أن نفسر عدم لقائه بالوالد؟
> تفسيري أن الرجلين لم يسعيا للقاء ولم يعملا على ذلك، فلا الحسن الثاني طلب مقابلته ولا الوالد سعى إلى ذلك، ولذلك لم يحدث اللقاء بينهما. فالوالد كان لا يخفي انتقاداته للأحداث التي وقعت في منطقة الريف في سنتي 1958 و1959 وما عرفته من تدخل للجيش.
- بعد ما يربو عن 45 سنة سيتجدد اللقاء بين القصر وعائلة الخطابي من خلال لقاء بالقاهرة بين حفيد محمد الخامس ونجل عبد الكريم الخطابي. ما هي أهم القضايا التي تم تناولها في ذلك اللقاء؟
> خلال زيارته إلى القاهرة، التقى الملك محمد السادس شقيقي سعيد رحمة الله عليه، حيث أكد له أن إعادة رفات الخطابي هي من مسؤوليته، كما طلب منه الاتصال بعبد الحق المريني مدير التشريفات والأوسمة في القصر الملكي حين عودته إلى المغرب لترتيب لقاء بينهما لمناقشة القضايا التي كانت مطروحة آنذاك.
- بالرغم من وعد الملك محمد السادس بإعادة رفات الخطابي فإن العودة لم تتحقق. بماذا تفسرين ذلك؟
> ما أود التأكيد عليه، بهذا الصدد هو أن هناك رغبة ملكية لإعادة رفات الخطابي من مقبرة العباسية بالقاهرة إلى أرض الوطن، لكن، بالمقابل، أعتقد أن هناك ترددا من جانب الحكومة التي يبدو أنها منشغلة بقضايا ومشاكل أخرى تنسيها أمر إعادة رفات الخطابي.
- هل حدث أي لقاء بين الملك محمد السادس وسعيد الخطابي بعد لقاء القاهرة؟
> لم يحدث أي لقاء، والسبب أن أخي سعيد كان يمر بظروف صحية صعبة لم تسعفه لطلب لقاء مع الملك من أجل الحديث معه في قضايا عدة من قبيل الطريق السيار بين فاس والحسيمة، فالظروف الصحية وحدها هي التي حالت دون لقائهما مجددا.
- خلال أول زيارة للملك محمد السادس للحسيمة سنة 2004 تغيبت عن استقباله في الوقت الذي حضر فيه شقيقك سعيد من مصر. ما سبب تغيبك عن حفل الاستقبال؟
> عندما أخبرنا السيد المنصوري بنعلي بأننا سنكون في مقدمة مستقبلي الملك محمد السادس خلال أول زيارة له للحسيمة، انتقلت من الدار البيضاء إلى الريف لمرافقة أخي سعيد الخطابي، الذي قدم من مصر عبر رحلة جوية من القاهرة إلى إيطاليا ثم باريس فالدار البيضاء، وحينما وصلت إلى الحسيمة وجدت نفسي محرجة خاصة أني كنت المرأة الوحيدة وسط 70 ألف ريفي، لذلك ارتأيت أن أنسحب «روافة تتعرفهم كديرين».
- في 6 فبراير 1963 سيلبي الأمير نداء ربه. كيف تقبلت وفاته؟
> كانت وفاته مفاجئة لنا، إذ لم نكن نتوقع أن يلبي نداء ربه في تلك الليلة الرمضانية من سنة 1963 إثر سكتة قلبية، قبل أن يعود إلى المغرب، لقد كانت وفاته صدمة كبيرة بالنسبة إلي خاصة أنه كان رحمه الله أبا حنونا، وقريبا من أبنائه رغم انشغالاته الكثيرة. في تلك الليلة الرمضانية، وفي فترة السحور، لاحظت أن وجهه بارد ويده متشبثة بعلبة الدواء الذي كان يتناوله كلما تعرض لنوبة قلبية، لم أصدق أنه رحل عنا بعيدا، خاصة أني كنت آخر من تحدث معه.
- ما كانت آخر كلماته ؟
> في تلك الليلة قمت بمرافقته إلى فراشه لأنني كنت أداوم على ذلك مع الوالدة وأخواتي، وبعد أن ناولته نظاراته ودواءه، طلب مني أن أتلو على مسامعه «66 عقيدة»، التي ما زلت أتذكر جملة وحيدة منها تقول «أن تعبد الله كما تراه، وإن لم تكن تراه فإنه يراك»، وخلال تجاذبنا أطراف الحديث لفت انتباهي تلميحه إلي بأنه يحب أن يراني متزوجة بالمغرب.
- بماذا أوصاكم قبل وفاته؟
> أوصانا بالعودة إلى أرض الوطن والاستقرار فيه، والحرص على عمل الخير والنهي عن المنكر وعدم السكوت عن الظلم، وقد بدت الوصية كما لو كانت آخر وصاياه.
- سنة بعد وفاة الأمير في فبراير 1963 عدت إلى المغرب، كيف كان إحساسك وأنت تضعين لأول مرة قدميك على أرض وطن لم يسبق لك أن رأيته؟
> ما أن وطئت قدماي أرض المطار بمعية والدتي وشقيقتي وشقيقي، حتى انتابني شعور غريب وأحسست بخفقان قلبي وبتسارع ضرباته، وفي تلك اللحظة تذكرت الوالد الذي مات خارج أرض الوطن قبل أن يتحقق حلمه بالعودة. فنسيت حفل زواجي ونسيت كل شيء إلى درجة أني رفضت إقامة الحفل بالرغم من أن عائلة زوجي بوجيبار كانت قد أكملت استعداداتها، بل ورفضت رفضا قاطعا حتى التقاط صور تذكارية تؤرخ للحدث.
> بخصوص الهدايا أتذكر أنه أهدى إلى كل فرد من أبناء الخطابي الذكور 50 قطعة ذهبية من نوع «لويزية»، و25 لكل واحدة من البنات، كما أهدى الوالد جلابيب و«بلاغي» وأثوابا وهدايا أخرى.
- قام الراحل الحسن الثاني بزيارتين إلى القاهرة حينما كان وليا للعهد وبعد أن أصبح ملكا للمغرب، إلا أنه لم يلتق بعبد الكريم الخطابي، في رأيك بماذا يمكن أن نفسر عدم لقائه بالوالد؟
> تفسيري أن الرجلين لم يسعيا للقاء ولم يعملا على ذلك، فلا الحسن الثاني طلب مقابلته ولا الوالد سعى إلى ذلك، ولذلك لم يحدث اللقاء بينهما. فالوالد كان لا يخفي انتقاداته للأحداث التي وقعت في منطقة الريف في سنتي 1958 و1959 وما عرفته من تدخل للجيش.
- بعد ما يربو عن 45 سنة سيتجدد اللقاء بين القصر وعائلة الخطابي من خلال لقاء بالقاهرة بين حفيد محمد الخامس ونجل عبد الكريم الخطابي. ما هي أهم القضايا التي تم تناولها في ذلك اللقاء؟
> خلال زيارته إلى القاهرة، التقى الملك محمد السادس شقيقي سعيد رحمة الله عليه، حيث أكد له أن إعادة رفات الخطابي هي من مسؤوليته، كما طلب منه الاتصال بعبد الحق المريني مدير التشريفات والأوسمة في القصر الملكي حين عودته إلى المغرب لترتيب لقاء بينهما لمناقشة القضايا التي كانت مطروحة آنذاك.
- بالرغم من وعد الملك محمد السادس بإعادة رفات الخطابي فإن العودة لم تتحقق. بماذا تفسرين ذلك؟
> ما أود التأكيد عليه، بهذا الصدد هو أن هناك رغبة ملكية لإعادة رفات الخطابي من مقبرة العباسية بالقاهرة إلى أرض الوطن، لكن، بالمقابل، أعتقد أن هناك ترددا من جانب الحكومة التي يبدو أنها منشغلة بقضايا ومشاكل أخرى تنسيها أمر إعادة رفات الخطابي.
- هل حدث أي لقاء بين الملك محمد السادس وسعيد الخطابي بعد لقاء القاهرة؟
> لم يحدث أي لقاء، والسبب أن أخي سعيد كان يمر بظروف صحية صعبة لم تسعفه لطلب لقاء مع الملك من أجل الحديث معه في قضايا عدة من قبيل الطريق السيار بين فاس والحسيمة، فالظروف الصحية وحدها هي التي حالت دون لقائهما مجددا.
- خلال أول زيارة للملك محمد السادس للحسيمة سنة 2004 تغيبت عن استقباله في الوقت الذي حضر فيه شقيقك سعيد من مصر. ما سبب تغيبك عن حفل الاستقبال؟
> عندما أخبرنا السيد المنصوري بنعلي بأننا سنكون في مقدمة مستقبلي الملك محمد السادس خلال أول زيارة له للحسيمة، انتقلت من الدار البيضاء إلى الريف لمرافقة أخي سعيد الخطابي، الذي قدم من مصر عبر رحلة جوية من القاهرة إلى إيطاليا ثم باريس فالدار البيضاء، وحينما وصلت إلى الحسيمة وجدت نفسي محرجة خاصة أني كنت المرأة الوحيدة وسط 70 ألف ريفي، لذلك ارتأيت أن أنسحب «روافة تتعرفهم كديرين».
- في 6 فبراير 1963 سيلبي الأمير نداء ربه. كيف تقبلت وفاته؟
> كانت وفاته مفاجئة لنا، إذ لم نكن نتوقع أن يلبي نداء ربه في تلك الليلة الرمضانية من سنة 1963 إثر سكتة قلبية، قبل أن يعود إلى المغرب، لقد كانت وفاته صدمة كبيرة بالنسبة إلي خاصة أنه كان رحمه الله أبا حنونا، وقريبا من أبنائه رغم انشغالاته الكثيرة. في تلك الليلة الرمضانية، وفي فترة السحور، لاحظت أن وجهه بارد ويده متشبثة بعلبة الدواء الذي كان يتناوله كلما تعرض لنوبة قلبية، لم أصدق أنه رحل عنا بعيدا، خاصة أني كنت آخر من تحدث معه.
- ما كانت آخر كلماته ؟
> في تلك الليلة قمت بمرافقته إلى فراشه لأنني كنت أداوم على ذلك مع الوالدة وأخواتي، وبعد أن ناولته نظاراته ودواءه، طلب مني أن أتلو على مسامعه «66 عقيدة»، التي ما زلت أتذكر جملة وحيدة منها تقول «أن تعبد الله كما تراه، وإن لم تكن تراه فإنه يراك»، وخلال تجاذبنا أطراف الحديث لفت انتباهي تلميحه إلي بأنه يحب أن يراني متزوجة بالمغرب.
- بماذا أوصاكم قبل وفاته؟
> أوصانا بالعودة إلى أرض الوطن والاستقرار فيه، والحرص على عمل الخير والنهي عن المنكر وعدم السكوت عن الظلم، وقد بدت الوصية كما لو كانت آخر وصاياه.
- سنة بعد وفاة الأمير في فبراير 1963 عدت إلى المغرب، كيف كان إحساسك وأنت تضعين لأول مرة قدميك على أرض وطن لم يسبق لك أن رأيته؟
> ما أن وطئت قدماي أرض المطار بمعية والدتي وشقيقتي وشقيقي، حتى انتابني شعور غريب وأحسست بخفقان قلبي وبتسارع ضرباته، وفي تلك اللحظة تذكرت الوالد الذي مات خارج أرض الوطن قبل أن يتحقق حلمه بالعودة. فنسيت حفل زواجي ونسيت كل شيء إلى درجة أني رفضت إقامة الحفل بالرغم من أن عائلة زوجي بوجيبار كانت قد أكملت استعداداتها، بل ورفضت رفضا قاطعا حتى التقاط صور تذكارية تؤرخ للحدث.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
-7-الأمير عبر عن عدم رغبته في العودة إلى المغرب أياما قبل وفاته
عائشة الخطابي: على الحكومة أن تعبر بشكل واضح عن رغبتها في عودة رفات الخطابي
- لو عادت عقارب الزمن إلى الوراء، هل كنت ستختارين العودة إلى المغرب؟
> بكل تأكيد، كنت سأقدم على نفس الخطوة لاسيما أن رغبة الوالد كانت
أن أتزوج في المغرب وأستقر فيه. كما أن عودتي فتحت الباب على مصراعيه أمام
عودة أولاد أخي عبد المحسن وأختي وأبناء إخوتي الذين يزورون بلادهم كلما
سنحت لهم الفرصة، وأخال أنه لولا قدومي سنة 1964 ما كان لعائلة الخطابي أن
يكتب لها العودة إلى المغرب، ولبقينا أجمعين نعيش في الغربة بعيدا عن أرض
الوطن.
- عند عودتكم، هل تعرضتم لأية مضايقات؟
> لم تتعرض عائلة الخطابي التي كانت متكونة من أخي سعيد وأختي
والوالدة وزوجة أخي عبد الكريم لأي نوع من المضايقات، وقد كان في
استقبالنا في المطار مصطفى بوجيبار وأصدقاؤه، ولكن، بالمقابل، كنا نتمنى
أن يكون هناك وفد رسمي في استقبالنا أو على الأقل أن تقوم السلطات
المغربية ببادرة ما تجاه العائلة خاصة أنها المرة الأولى التي يعود فيها
أفراد من عائلة المجاهد عبد الكريم الخطابي إلى أرض الوطن بعد غياب طويل.
- كيف جاء ارتباطك بمصطفى بوجيبار؟
> أولا هو ابن خالي بوجيبار، وقد تعرفت عليه لأول مرة خلال الزيارة
التي قام بها للقاهرة من أجل تفقد أحوال الوالدة، وكان وقتها قد فرغ لتوه
من دراسة الطب في إحدى الجامعات الفرنسية، وقد شكل هذا اللقاء بالنسبة
إلينا بداية مشروع الزواج الذي سيتحقق بعد وفاة الوالد الذي كان قد أعجب
به وأبدى موافقته على ارتباطي به. ما أود الإشارة إليه في هذا الصدد، هو
أن الوالد كان لا يشجع بناته، على وجه الخصوص، على الزواج في مصر، وكان
يريد أن نرجئ الحديث عن أي مشروع إلى حين عودتنا إلى المغرب.
- في فبراير 1963 كان الملك الحسن الثاني قد بعث بوفد يتكون من د. عبد
الكريم الخطيب ومحمد بركاش، وزير الأحباس آنذاك، وآخرين من أجل إقناعكم
بدفن الخطابي في المغرب، لكنكم رفضتم. ما سبب رفضكم لعرض الملك الراحل؟
> سبب رفضنا أن الوالد كان قد عبر أياما قبل وفاته عن عدم رغبته
في العودة إلى المغرب، لهذا رفضنا الطلب الذي حمله الوفد الذي بعثه الملك
الحسن الثاني، الذي كان قد أبدى إصرارا شديدا على إعادة رفات الخطابي إلى
أرض الوطن.
- ما هو العرض الذي قدمه الوفد الذي بعثه الحسن الثاني لأسرة الخطابي؟
> تمثل عرض الملك الحسن الثاني في إقامة جنازة لعبد الكريم الخطابي
في المغرب، وحرية اختيار مكان الدفن، لكن جميع أفراد العائلة كانوا مجمعين
على عدم عودة رفات الأمير إلى المغرب في ذلك الوقت.
- في سنة 2005 وبمناسبة اشتغال إدريس بنزكري على تصفية ماضي
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، كان لكم لقاء مع وفد هيئة الإنصاف
والمصالحة. ما العرض الذي قدمه الوفد لعائلة الخطابي؟
> كان هناك طلب موجه إلى العائلة بخصوص إمكانية عودة رفات الخطابي
من مقبرة العباسية بالقاهرة إلى المغرب، وخلال ذلك اللقاء الذي جمعنا
ببنزكري وأعضاء في هيئة الإنصاف والمصالحة، تم إخبارنا بأن الهيئة تريد
معرفة إن كانت العائلة توافق من حيث المبدأ على العودة أم لا، كما طلب منا
تحديد مكان الدفن وطريقة دفنه، فكان جوابي على طلبهم ضرورة استشارة أفراد
العائلة الموزعة بين مصر والمغرب في الأمر، وبالفعل قمت باستشارتهم، لكنهم
كانوا منقسمين بين مؤيد لعودة الرفات وبين رافض لذلك، وإلى حدود هذه
اللحظة مازالت العائلة منقسمة بهذا الخصوص.
- ما المكان الذي تفضلون أن يدفن فيه جثمان الخطابي؟
> أغلبية العائلة ترغب في أن يوارى الثرى في أجدير بالريف، أما
بالنسبة إلي فإنني ما زلت إلى حدود الساعة مترددة كثيرا في اختيار المكان،
لكنني أعتقد أنه ليس من الضروري أن يكون في الريف، وأنه يمكن أن يكون في
أي مكان في المغرب خاصة في الرباط أو الدار البيضاء، حيث سيكون من اليسر
علي القيام بزيارة قبره بشكل دائم. وهذا الموقف الذي عبرت عنه أثار حفيظة
جمعيات وفعاليات ريفية تصر على أن يتم الدفن في أجدير.
- بعد لقاء الراحل بنزكري ووفد هيئة الإنصاف والمصالحة، ألم تكن هناك أية لقاءات أخرى؟
> كانت هناك اتصالات هاتفية، كما أن أحد أعضاء الهيئة سافر إلى
القاهرة من أجل بحث قضية العودة مع أخي سعيد الخطابي، لكن لم يتم التوصل
إلى أية نتيجة، لأنه في الحقيقة فضلا عن انقسام العائلة يغيب رد فعل من
الطرف الثاني، لذلك أعتقد أنه على الحكومة أن تعبر بشكل جلي عن رغبتها في
عودة رفات الخطابي، وأن تعلن أنها اتخذت قرارها في هذا الصدد، ليكون لذلك
أثره على العائلة.
- لو عادت عقارب الزمن إلى الوراء، هل كنت ستختارين العودة إلى المغرب؟
> بكل تأكيد، كنت سأقدم على نفس الخطوة لاسيما أن رغبة الوالد كانت
أن أتزوج في المغرب وأستقر فيه. كما أن عودتي فتحت الباب على مصراعيه أمام
عودة أولاد أخي عبد المحسن وأختي وأبناء إخوتي الذين يزورون بلادهم كلما
سنحت لهم الفرصة، وأخال أنه لولا قدومي سنة 1964 ما كان لعائلة الخطابي أن
يكتب لها العودة إلى المغرب، ولبقينا أجمعين نعيش في الغربة بعيدا عن أرض
الوطن.
- عند عودتكم، هل تعرضتم لأية مضايقات؟
> لم تتعرض عائلة الخطابي التي كانت متكونة من أخي سعيد وأختي
والوالدة وزوجة أخي عبد الكريم لأي نوع من المضايقات، وقد كان في
استقبالنا في المطار مصطفى بوجيبار وأصدقاؤه، ولكن، بالمقابل، كنا نتمنى
أن يكون هناك وفد رسمي في استقبالنا أو على الأقل أن تقوم السلطات
المغربية ببادرة ما تجاه العائلة خاصة أنها المرة الأولى التي يعود فيها
أفراد من عائلة المجاهد عبد الكريم الخطابي إلى أرض الوطن بعد غياب طويل.
- كيف جاء ارتباطك بمصطفى بوجيبار؟
> أولا هو ابن خالي بوجيبار، وقد تعرفت عليه لأول مرة خلال الزيارة
التي قام بها للقاهرة من أجل تفقد أحوال الوالدة، وكان وقتها قد فرغ لتوه
من دراسة الطب في إحدى الجامعات الفرنسية، وقد شكل هذا اللقاء بالنسبة
إلينا بداية مشروع الزواج الذي سيتحقق بعد وفاة الوالد الذي كان قد أعجب
به وأبدى موافقته على ارتباطي به. ما أود الإشارة إليه في هذا الصدد، هو
أن الوالد كان لا يشجع بناته، على وجه الخصوص، على الزواج في مصر، وكان
يريد أن نرجئ الحديث عن أي مشروع إلى حين عودتنا إلى المغرب.
- في فبراير 1963 كان الملك الحسن الثاني قد بعث بوفد يتكون من د. عبد
الكريم الخطيب ومحمد بركاش، وزير الأحباس آنذاك، وآخرين من أجل إقناعكم
بدفن الخطابي في المغرب، لكنكم رفضتم. ما سبب رفضكم لعرض الملك الراحل؟
> سبب رفضنا أن الوالد كان قد عبر أياما قبل وفاته عن عدم رغبته
في العودة إلى المغرب، لهذا رفضنا الطلب الذي حمله الوفد الذي بعثه الملك
الحسن الثاني، الذي كان قد أبدى إصرارا شديدا على إعادة رفات الخطابي إلى
أرض الوطن.
- ما هو العرض الذي قدمه الوفد الذي بعثه الحسن الثاني لأسرة الخطابي؟
> تمثل عرض الملك الحسن الثاني في إقامة جنازة لعبد الكريم الخطابي
في المغرب، وحرية اختيار مكان الدفن، لكن جميع أفراد العائلة كانوا مجمعين
على عدم عودة رفات الأمير إلى المغرب في ذلك الوقت.
- في سنة 2005 وبمناسبة اشتغال إدريس بنزكري على تصفية ماضي
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، كان لكم لقاء مع وفد هيئة الإنصاف
والمصالحة. ما العرض الذي قدمه الوفد لعائلة الخطابي؟
> كان هناك طلب موجه إلى العائلة بخصوص إمكانية عودة رفات الخطابي
من مقبرة العباسية بالقاهرة إلى المغرب، وخلال ذلك اللقاء الذي جمعنا
ببنزكري وأعضاء في هيئة الإنصاف والمصالحة، تم إخبارنا بأن الهيئة تريد
معرفة إن كانت العائلة توافق من حيث المبدأ على العودة أم لا، كما طلب منا
تحديد مكان الدفن وطريقة دفنه، فكان جوابي على طلبهم ضرورة استشارة أفراد
العائلة الموزعة بين مصر والمغرب في الأمر، وبالفعل قمت باستشارتهم، لكنهم
كانوا منقسمين بين مؤيد لعودة الرفات وبين رافض لذلك، وإلى حدود هذه
اللحظة مازالت العائلة منقسمة بهذا الخصوص.
- ما المكان الذي تفضلون أن يدفن فيه جثمان الخطابي؟
> أغلبية العائلة ترغب في أن يوارى الثرى في أجدير بالريف، أما
بالنسبة إلي فإنني ما زلت إلى حدود الساعة مترددة كثيرا في اختيار المكان،
لكنني أعتقد أنه ليس من الضروري أن يكون في الريف، وأنه يمكن أن يكون في
أي مكان في المغرب خاصة في الرباط أو الدار البيضاء، حيث سيكون من اليسر
علي القيام بزيارة قبره بشكل دائم. وهذا الموقف الذي عبرت عنه أثار حفيظة
جمعيات وفعاليات ريفية تصر على أن يتم الدفن في أجدير.
- بعد لقاء الراحل بنزكري ووفد هيئة الإنصاف والمصالحة، ألم تكن هناك أية لقاءات أخرى؟
> كانت هناك اتصالات هاتفية، كما أن أحد أعضاء الهيئة سافر إلى
القاهرة من أجل بحث قضية العودة مع أخي سعيد الخطابي، لكن لم يتم التوصل
إلى أية نتيجة، لأنه في الحقيقة فضلا عن انقسام العائلة يغيب رد فعل من
الطرف الثاني، لذلك أعتقد أنه على الحكومة أن تعبر بشكل جلي عن رغبتها في
عودة رفات الخطابي، وأن تعلن أنها اتخذت قرارها في هذا الصدد، ليكون لذلك
أثره على العائلة.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
8-لقد رفضنا وجود الفقيه البصري في مؤسسة عبد الكريم الخطابي
عائشة الخطابي: في العهد الحالي ليس هناك حصار ضد من يريد أن يكتب أو ينجز فيلما عن الأمير
- ألم تثيري قضية عودة رفات الأمير عبد الكريم الخطابي إلى المغرب مع أحمد
حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي أنت عضو فيه؟
> لم أثر معه الموضوع، لكن في أحد لقاءاتنا قال بأنه على أتم
الاستعداد لإتمام ما كان قد بدأه الراحل إدريس بنزكري، كما طلب مني أن
أناقش موضوع عودة رفات الوالد مع العائلة للخروج بموقف موحد بخصوص عودة
رفاته من مقبرة العباسية بالقاهرة إلى المغرب ومكان الدفن.
- هناك من يتهم عائلة الخطابي بالوقوف وراء عدم عودة رفاته من مقبرة
العباسية بالقاهرة إلى المغرب. إلى أي حد تعتبرين أن هذا الاتهام ؟
> الحقيقة، كما قلت سابقا، أن عائلة الخطابي منقسمة بصدد عودة
رفاته، فهناك فريق يقول بأن مكان الدفن غير مهم سواء كان بمصر أو المغرب،
وإنما الأهم هو الرفات كرمز وإقامة ضريح ومتحف يضم كل تراثه ومكتبة. وإلى
جانب هذا الفريق هناك أفراد في عائلة الخطابي يتساءلون عن جدوى عودة
الرفات إلى المغرب الآن، ويواجهونني بالقول بأنه لم يكن يرغب في العودة
إلى المغرب فلماذا تعيدينه الآن؟ ويرون، بالمقابل، أنه بالإمكان أن ننشيء
مكتبة ومتحفا من غير إعادة الرفات إلى المغرب. العائلة ليست مستقرة على
رأي واحد، وهي مترددة .
- أثار قيام الراحل الدكتور عمر الخطابي بتأسيس مؤسسة تحمل اسم محمد
بنعبد الكريم الخطابي، حفيظتكم إلى درجة أنكم أعلنتم علانية عدم اعترافكم
بشرعية تلك المؤسسة. ما مبعث اعتراضكم على خطوة الخطابي؟
> أولا نعتقد أنه كان من غير اللائق أن يتخذ ابن عم الأمير خطوة
تأسيس مؤسسة تحمل اسم محمد بنعبد الكريم الخطابي دون استشارة أبنائه،
فالراحل عمر الخطابي، الذي كنت أعتبره أخا وصديقا قبل أن يكون ابن عم، لم
يكلف نفسه عناء إخبارنا بطبيعة المؤسسة والأعضاء المكونين لها أو على
الأقل أن يستشيرنا في أمر إحداثها. وقد اتصلنا في ذلك الوقت بالسيد
المنصوري بنعلي وأبلغناه أن عائلة الخطابي لا توافق على تلك المؤسسة، وأنه
من اللازم إيقافها، وهو ما حدث بالفعل حيث قمنا بإنشاء مؤسسة أخرى تحمل
اسمه، لكن مع الأسف كان مصيرها هو الفشل.
- لكن البعض يرى أن موقفكم المعارض للمؤسسة كان بسبب حرصكم على عدم
تسييس المبادرة من خلال حضور فعاليات سياسية من وزن الراحل الفقيه البصري؟
> مبادرة عمر الخطابي تمت بحضور مجموعة من الفعاليات السياسية من
بينها الفقيه البصري، وهذا الحضور السياسي آثار حفيظة العائلة، لأننا لم
نكن نرغب في تسييس المبادرة من خلال حضور شخصية كالبصري لاسيما أن الهدف
الرئيس من إحداث المؤسسة كان هو تقديم خدمات اجتماعية وعلمية لأبناء
الريف.
- لماذا اعترضتم شكل خاص على عضوية الراحل الفقيه البصري في مؤسسة عبد الكريم الخطابي؟
> لأن مبادئه مختلفة عن مبادئنا ولا تربطنا به أية علاقة و «ماشي
من الناس الطيبين الي حنا بغيناهم يكونوا في المؤسسة»، ولم يكن الشخصية
النموذجية.
- ما الأسباب التي حالت دون قيام مؤسسة تقف هذه المرة، عائلة عبد الكريم الخطابي وراء تأسيسها؟
> في الحقيقة لم تكن هناك أسباب ذات أهمية، وأعتقد أن الفشل في
إقامة مؤسسة عبد الكريم الخطابي، مرده إلى الإهمال من طرف الأسرة في الحرص
على تحقيق مؤسسة تعمل على تقديم خدمات اجتماعية وإقامة مشاريع في منطقة
الحسيمة وفي جل مناطق المغرب، بكل صراحة العائلة مهملة في هذا الصدد.
- بعد 46 سنة على غياب عبد الكريم الخطابي، هل تعتقدين أن الإهمال والتهميش لشخصية طبعت تاريخ المغرب المعاصر، هو الذي ما زال سائدا؟
> صحيح كان ذلك الوضع يسود في السابق، أما الآن فإن أخذ الأمر ينحو
نحو التغير، ففي السابق كان هناك حصار كبير مضروب على الريف وكان من الصعب
الكتابة عن الخطابي أو الريف، وهو أمر يمكن التدليل عليه من خلال إقدام
القناة الثانية على إجراء حوارين معي دون أن تبثهما إلى حد الآن لأسباب
أجهلها. لقد كان هناك حصار كبير مضروب على عبد الكريم الخطابي ومنطقة
الريف من طرف بعض المسؤولين.
- هل يمكن أن تحددي لنا هؤلاء المسؤولين الذين كانوا يضربون حصارا على الريف وعلى الخطابي؟
> خليهم والسلام أش غادي نقول لك، في العهد الآخر كان بعض الناس
خايفين بزاف ماتيحبوش يسمعو حتى اسمه وكانوا تيقولوا روافة ديما غادي
يبقوا ضد العرش، دابا هدوك ماتوا الله يرحمهم. أما في العهد الحالي، فليس
هناك أي حصار أو مضايقات لمن يريد أن يكتب عن الخطابي أو ينجز فيلما عن
شخصية عبد الكريم الخطابي. أخال أن الكرة الآن في ملعبنا كعائلة، للقيام
بالواجب والعمل على تنفيذ ولو جزء يسير مما كان يوصينا به بخصوص خدمة
الوطن ومساعدة مواطنينا.
- ألم تثيري قضية عودة رفات الأمير عبد الكريم الخطابي إلى المغرب مع أحمد
حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي أنت عضو فيه؟
> لم أثر معه الموضوع، لكن في أحد لقاءاتنا قال بأنه على أتم
الاستعداد لإتمام ما كان قد بدأه الراحل إدريس بنزكري، كما طلب مني أن
أناقش موضوع عودة رفات الوالد مع العائلة للخروج بموقف موحد بخصوص عودة
رفاته من مقبرة العباسية بالقاهرة إلى المغرب ومكان الدفن.
- هناك من يتهم عائلة الخطابي بالوقوف وراء عدم عودة رفاته من مقبرة
العباسية بالقاهرة إلى المغرب. إلى أي حد تعتبرين أن هذا الاتهام ؟
> الحقيقة، كما قلت سابقا، أن عائلة الخطابي منقسمة بصدد عودة
رفاته، فهناك فريق يقول بأن مكان الدفن غير مهم سواء كان بمصر أو المغرب،
وإنما الأهم هو الرفات كرمز وإقامة ضريح ومتحف يضم كل تراثه ومكتبة. وإلى
جانب هذا الفريق هناك أفراد في عائلة الخطابي يتساءلون عن جدوى عودة
الرفات إلى المغرب الآن، ويواجهونني بالقول بأنه لم يكن يرغب في العودة
إلى المغرب فلماذا تعيدينه الآن؟ ويرون، بالمقابل، أنه بالإمكان أن ننشيء
مكتبة ومتحفا من غير إعادة الرفات إلى المغرب. العائلة ليست مستقرة على
رأي واحد، وهي مترددة .
- أثار قيام الراحل الدكتور عمر الخطابي بتأسيس مؤسسة تحمل اسم محمد
بنعبد الكريم الخطابي، حفيظتكم إلى درجة أنكم أعلنتم علانية عدم اعترافكم
بشرعية تلك المؤسسة. ما مبعث اعتراضكم على خطوة الخطابي؟
> أولا نعتقد أنه كان من غير اللائق أن يتخذ ابن عم الأمير خطوة
تأسيس مؤسسة تحمل اسم محمد بنعبد الكريم الخطابي دون استشارة أبنائه،
فالراحل عمر الخطابي، الذي كنت أعتبره أخا وصديقا قبل أن يكون ابن عم، لم
يكلف نفسه عناء إخبارنا بطبيعة المؤسسة والأعضاء المكونين لها أو على
الأقل أن يستشيرنا في أمر إحداثها. وقد اتصلنا في ذلك الوقت بالسيد
المنصوري بنعلي وأبلغناه أن عائلة الخطابي لا توافق على تلك المؤسسة، وأنه
من اللازم إيقافها، وهو ما حدث بالفعل حيث قمنا بإنشاء مؤسسة أخرى تحمل
اسمه، لكن مع الأسف كان مصيرها هو الفشل.
- لكن البعض يرى أن موقفكم المعارض للمؤسسة كان بسبب حرصكم على عدم
تسييس المبادرة من خلال حضور فعاليات سياسية من وزن الراحل الفقيه البصري؟
> مبادرة عمر الخطابي تمت بحضور مجموعة من الفعاليات السياسية من
بينها الفقيه البصري، وهذا الحضور السياسي آثار حفيظة العائلة، لأننا لم
نكن نرغب في تسييس المبادرة من خلال حضور شخصية كالبصري لاسيما أن الهدف
الرئيس من إحداث المؤسسة كان هو تقديم خدمات اجتماعية وعلمية لأبناء
الريف.
- لماذا اعترضتم شكل خاص على عضوية الراحل الفقيه البصري في مؤسسة عبد الكريم الخطابي؟
> لأن مبادئه مختلفة عن مبادئنا ولا تربطنا به أية علاقة و «ماشي
من الناس الطيبين الي حنا بغيناهم يكونوا في المؤسسة»، ولم يكن الشخصية
النموذجية.
- ما الأسباب التي حالت دون قيام مؤسسة تقف هذه المرة، عائلة عبد الكريم الخطابي وراء تأسيسها؟
> في الحقيقة لم تكن هناك أسباب ذات أهمية، وأعتقد أن الفشل في
إقامة مؤسسة عبد الكريم الخطابي، مرده إلى الإهمال من طرف الأسرة في الحرص
على تحقيق مؤسسة تعمل على تقديم خدمات اجتماعية وإقامة مشاريع في منطقة
الحسيمة وفي جل مناطق المغرب، بكل صراحة العائلة مهملة في هذا الصدد.
- بعد 46 سنة على غياب عبد الكريم الخطابي، هل تعتقدين أن الإهمال والتهميش لشخصية طبعت تاريخ المغرب المعاصر، هو الذي ما زال سائدا؟
> صحيح كان ذلك الوضع يسود في السابق، أما الآن فإن أخذ الأمر ينحو
نحو التغير، ففي السابق كان هناك حصار كبير مضروب على الريف وكان من الصعب
الكتابة عن الخطابي أو الريف، وهو أمر يمكن التدليل عليه من خلال إقدام
القناة الثانية على إجراء حوارين معي دون أن تبثهما إلى حد الآن لأسباب
أجهلها. لقد كان هناك حصار كبير مضروب على عبد الكريم الخطابي ومنطقة
الريف من طرف بعض المسؤولين.
- هل يمكن أن تحددي لنا هؤلاء المسؤولين الذين كانوا يضربون حصارا على الريف وعلى الخطابي؟
> خليهم والسلام أش غادي نقول لك، في العهد الآخر كان بعض الناس
خايفين بزاف ماتيحبوش يسمعو حتى اسمه وكانوا تيقولوا روافة ديما غادي
يبقوا ضد العرش، دابا هدوك ماتوا الله يرحمهم. أما في العهد الحالي، فليس
هناك أي حصار أو مضايقات لمن يريد أن يكتب عن الخطابي أو ينجز فيلما عن
شخصية عبد الكريم الخطابي. أخال أن الكرة الآن في ملعبنا كعائلة، للقيام
بالواجب والعمل على تنفيذ ولو جزء يسير مما كان يوصينا به بخصوص خدمة
الوطن ومساعدة مواطنينا.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
9-إعلان الخطابي الجمهورية الريفية كان من أجل دفع تهمة «روغي»
عائشة الخطابي: المطالبة بحكم ذاتي للريف كلام فارغ
- يرى البعض أن مبادرات المغرب الرسمي الخاصة بإعادة الاعتبار إلى شخصية
تاريخية طبعت تاريخ المغرب كشخصية الخطابي لم تصل إلى منتهاها. إلى أي حد
تتفقين مع هذا الرأي؟
> لا يمكن أن ننكر وجود مبادرات لرد الاعتبار إلى عبد الكريم
الخطابي خلال السنوات الأخيرة، بيد أنها لم تصل إلى منتهاها في بعض
المجالات، وأعتقد أنه ما يزال هناك عمل ينتظر القيام به في هذا الصدد.
- ما المجالات التي مازالت تعرف إهمالا في ما يخص إعادة الاعتبار إلى شخصية قائد ثورة الريف التحريرية؟
> بالرغم من حدوث تقدم في ما يخص إعادة الاعتبار إلى الأمير، بيد
أنه يبقى، في نظري، غير كاف لاسيما في مجال المدرسة العمومية. إن إعادة
الاعتبار إلى الخطابي تمر كذلك عبر تدريس تاريخ حرب الريف التحريرية
والأمير في المقررات التي تدرس في المدرسة العمومية المغربية، عوض أن
يقتصر الأمر، كما هو عليه حاليا، على جملة أو جملتين. أخال أن من شأن هذه
الخطوة أن تسهم، بلا ريب، في تعريف الأجيال الشابة، على وجه الخصوص،
بالأمير بصفته رمزا وطنيا كبيرا وشخصية طبعت تاريخ المغرب.
ما أود أن أؤكد عليه في هذا السياق، هو أني على أتم الاستعداد
للتعاون وتقديم أية مساعدة لكل من يهتم بشخصية الخطابي والبحث في تاريخها.
كما ينبغي التأكيد على ضرورة أن تتحرك عائلة الخطابي في اتجاه
الاعتناء بتراث محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتفعيل خطوة إحداث متحف يليق
بمكانته ومؤسسة «محمد بن عبد الكريم الخطابي»، خاصة أن هذه الخطوة تحظى
بموافقة أعلى السلطات في البلاد.
- هل تعتقدين أنه تم التصالح مع الريف الذي عانى ومنذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي من التهميش والإقصاء؟
> إذا كانت المصالحة الحقيقية تتجسد في إنهاء سياسة التهميش ضد
منطقة الريف، وإدماجها اقتصاديا وإداريا ، فإن ما تعرفه المنطقة يجعلني
أقول إن التصالح مع الريف قد تحقق. لا أحد يمكنه إنكار ما عرفته منطقة
الريف في السنوات الأخيرة من تطورات ومشاريع تنموية كبرى وتقدم كبير في كل
المناحي، منذ أن بدأ الملك محمد السادس يزور المنطقة، وهو ما أعطاها دفعة
قوية، وإقلاعا اقتصاديا حقيقيا ، وجعلها وجهة سياحية بامتياز. ويكفي القول
إن الريف أصبح في السنوات الأخيرة يتوفر على بنية تحتية مهمة، تهم مطارات
وموانئ، ومجموعة من المعاهد العليا، ومستشفيات، ومناطق صناعية؛ بالإضافة
إلى شبكة طرقية هامة، ما ينقص الآن هو الطريق السيار بين الحسيمة وفاس
الذي يتعين إيلاؤه كبير اهتمام لاستكمال مشاريع فك العزلة عن الريف.
- ظهرت في السنوات الأخيرة بعض الجمعيات التي تدعو إلى تمتيع منطقة
الريف بحكم ذاتي، بل إن بعض الأصوات الريفية ذهبت، تلميحا أو تصريحا، أبعد
من ذلك حينما اعتبرت هذا المطلب امتدادا لـ «الجمهورية الريفية»، وإحياء
لدستورها كابنة لعبد الكريم الخطابي كيف تنظرين إلى مطلب الحكم الذاتي؟
> هذا كلام فارغ، لأن من شأن الحكم الذاتي أن يقسم المغرب، كما أن
توقيت رفع مطلب الحكم الذاتي للريف غير مناسب بالنظر إلى التطورات التي
يعرفها ملف الصحراء المغربية. ما أود الإشارة إليه بهذا الصدد، هو أن عبد
الكريم الخطابي لم يسبق له أن فكر في الاستقلال، وأن إعلانه الجمهورية
الريفية كان من أجل أن يدفع عنه تهمة حاول الاستعمار وأذنابه إلصاقها به
هي تهمة ثائر أو «روغي»، مثله مثل بوحمارة. فالوالد كافح من أجل الحرية
والعدالة الاجتماعية وتحرير المغرب كاملا، واسترجاع كامل أجزائه التي كانت
تحت الاستعمار، وإقامة دولة ديمقراطية. ولم تكن له أطماع انفصالية أو
لإزاحة سلطان المغرب.
كما تجدر الإشارة إلى أن المرحوم سعيد الخطابي رفض مثل هذه الدعوات
إلى حد أنه سافر من مصر إلى هولندا لإقناع بعض «الريافة» المقيمين في
الديار الهولندية والبلجيكية، والذين كانوا قد دعوا إلى إقامة حكم ذاتي،
بعدم صواب مثل تلك الدعوة.
- لكن تهمة «الجمهوري» ظلت تلتصق بعبد الكريم الخطابي وكانت سببا في سخط المخزن عليه وعلى منطقة الريف..
> سأرد عليك بقولة مشهورة للوالد نقلها عنه رفيق دربه المجاهد
بوجيبار في مذكراته، وهي تكشف بشكل جلي مراميه. فقد قال رحمة الله عليه
بعد انتصاره في معركة أنوال لريفيين توافدوا عليه بأعداد غفيرة يريدون
إعلانه سلطانا، قال قولته الشهيرة: «لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا
جمهورية ولا محمية، وإنما أريدها عدالة اجتماعية، ونظاما عادلا يستمد روحه
من تراثنا، وحرية شاملة حتى نرى أين نضع أقدامنا في موكب الإنسان العاقل
المنتج العامل لخير المجتمع». فلم يكن يهمه أن يكون رئيس جمهورية أو ملكا
أو إمبراطورا أو سلطانا، وإنما كان كل ما يشغل فكره وعقله هو تحرير وطنه
وشعبه اللذين كانا يرزحان تحت نير الاستعمار.
- يرى البعض أن مبادرات المغرب الرسمي الخاصة بإعادة الاعتبار إلى شخصية
تاريخية طبعت تاريخ المغرب كشخصية الخطابي لم تصل إلى منتهاها. إلى أي حد
تتفقين مع هذا الرأي؟
> لا يمكن أن ننكر وجود مبادرات لرد الاعتبار إلى عبد الكريم
الخطابي خلال السنوات الأخيرة، بيد أنها لم تصل إلى منتهاها في بعض
المجالات، وأعتقد أنه ما يزال هناك عمل ينتظر القيام به في هذا الصدد.
- ما المجالات التي مازالت تعرف إهمالا في ما يخص إعادة الاعتبار إلى شخصية قائد ثورة الريف التحريرية؟
> بالرغم من حدوث تقدم في ما يخص إعادة الاعتبار إلى الأمير، بيد
أنه يبقى، في نظري، غير كاف لاسيما في مجال المدرسة العمومية. إن إعادة
الاعتبار إلى الخطابي تمر كذلك عبر تدريس تاريخ حرب الريف التحريرية
والأمير في المقررات التي تدرس في المدرسة العمومية المغربية، عوض أن
يقتصر الأمر، كما هو عليه حاليا، على جملة أو جملتين. أخال أن من شأن هذه
الخطوة أن تسهم، بلا ريب، في تعريف الأجيال الشابة، على وجه الخصوص،
بالأمير بصفته رمزا وطنيا كبيرا وشخصية طبعت تاريخ المغرب.
ما أود أن أؤكد عليه في هذا السياق، هو أني على أتم الاستعداد
للتعاون وتقديم أية مساعدة لكل من يهتم بشخصية الخطابي والبحث في تاريخها.
كما ينبغي التأكيد على ضرورة أن تتحرك عائلة الخطابي في اتجاه
الاعتناء بتراث محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتفعيل خطوة إحداث متحف يليق
بمكانته ومؤسسة «محمد بن عبد الكريم الخطابي»، خاصة أن هذه الخطوة تحظى
بموافقة أعلى السلطات في البلاد.
- هل تعتقدين أنه تم التصالح مع الريف الذي عانى ومنذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي من التهميش والإقصاء؟
> إذا كانت المصالحة الحقيقية تتجسد في إنهاء سياسة التهميش ضد
منطقة الريف، وإدماجها اقتصاديا وإداريا ، فإن ما تعرفه المنطقة يجعلني
أقول إن التصالح مع الريف قد تحقق. لا أحد يمكنه إنكار ما عرفته منطقة
الريف في السنوات الأخيرة من تطورات ومشاريع تنموية كبرى وتقدم كبير في كل
المناحي، منذ أن بدأ الملك محمد السادس يزور المنطقة، وهو ما أعطاها دفعة
قوية، وإقلاعا اقتصاديا حقيقيا ، وجعلها وجهة سياحية بامتياز. ويكفي القول
إن الريف أصبح في السنوات الأخيرة يتوفر على بنية تحتية مهمة، تهم مطارات
وموانئ، ومجموعة من المعاهد العليا، ومستشفيات، ومناطق صناعية؛ بالإضافة
إلى شبكة طرقية هامة، ما ينقص الآن هو الطريق السيار بين الحسيمة وفاس
الذي يتعين إيلاؤه كبير اهتمام لاستكمال مشاريع فك العزلة عن الريف.
- ظهرت في السنوات الأخيرة بعض الجمعيات التي تدعو إلى تمتيع منطقة
الريف بحكم ذاتي، بل إن بعض الأصوات الريفية ذهبت، تلميحا أو تصريحا، أبعد
من ذلك حينما اعتبرت هذا المطلب امتدادا لـ «الجمهورية الريفية»، وإحياء
لدستورها كابنة لعبد الكريم الخطابي كيف تنظرين إلى مطلب الحكم الذاتي؟
> هذا كلام فارغ، لأن من شأن الحكم الذاتي أن يقسم المغرب، كما أن
توقيت رفع مطلب الحكم الذاتي للريف غير مناسب بالنظر إلى التطورات التي
يعرفها ملف الصحراء المغربية. ما أود الإشارة إليه بهذا الصدد، هو أن عبد
الكريم الخطابي لم يسبق له أن فكر في الاستقلال، وأن إعلانه الجمهورية
الريفية كان من أجل أن يدفع عنه تهمة حاول الاستعمار وأذنابه إلصاقها به
هي تهمة ثائر أو «روغي»، مثله مثل بوحمارة. فالوالد كافح من أجل الحرية
والعدالة الاجتماعية وتحرير المغرب كاملا، واسترجاع كامل أجزائه التي كانت
تحت الاستعمار، وإقامة دولة ديمقراطية. ولم تكن له أطماع انفصالية أو
لإزاحة سلطان المغرب.
كما تجدر الإشارة إلى أن المرحوم سعيد الخطابي رفض مثل هذه الدعوات
إلى حد أنه سافر من مصر إلى هولندا لإقناع بعض «الريافة» المقيمين في
الديار الهولندية والبلجيكية، والذين كانوا قد دعوا إلى إقامة حكم ذاتي،
بعدم صواب مثل تلك الدعوة.
- لكن تهمة «الجمهوري» ظلت تلتصق بعبد الكريم الخطابي وكانت سببا في سخط المخزن عليه وعلى منطقة الريف..
> سأرد عليك بقولة مشهورة للوالد نقلها عنه رفيق دربه المجاهد
بوجيبار في مذكراته، وهي تكشف بشكل جلي مراميه. فقد قال رحمة الله عليه
بعد انتصاره في معركة أنوال لريفيين توافدوا عليه بأعداد غفيرة يريدون
إعلانه سلطانا، قال قولته الشهيرة: «لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا
جمهورية ولا محمية، وإنما أريدها عدالة اجتماعية، ونظاما عادلا يستمد روحه
من تراثنا، وحرية شاملة حتى نرى أين نضع أقدامنا في موكب الإنسان العاقل
المنتج العامل لخير المجتمع». فلم يكن يهمه أن يكون رئيس جمهورية أو ملكا
أو إمبراطورا أو سلطانا، وإنما كان كل ما يشغل فكره وعقله هو تحرير وطنه
وشعبه اللذين كانا يرزحان تحت نير الاستعمار.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
10-لا يمكن أن نفرض الأمازيغية كلغة رسمية على باقي المغاربة الذين لا يتقنونها
عائشة الخطابي: أوفقير هو المسؤول عن الفظائع التي ارتكبت في الريف
- هل تتقنين اللغة الأمازيغية؟
> تأتي اللغة الأمازيغية في المرتبة الأولى من حيث اللغات التي
أتقنها، وقد كانت لغة تخاطبنا في البيت، ثم تأتي بعدها اللغة العربية التي
أوكل أمر تلقينها إلينا إلى أساتذة كان يبعث بهم الشيخ حسن البنا مؤسس
جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتأتي بعدهما اللغتان الانجليزية
والفرنسية.
- كيف تنظرين إلى الدعوات الصادرة عن جمعيات وفعاليات أمازيغية بخصوص ترسيم اللغة الأمازيغية؟
> أرى ضرورة الحفاظ على هذه اللغة باعتبارها لغة غنية يتحدث بها
الكثير من المغاربة، وتدريسها في المدارس، لكن، بالمقابل، لا يمكن أن
نفرضها كلغة رسمية على باقي المغاربة الذين لا يتقنونها.
- تحتل انتفاضة الريف سنتي 1958 و1959 أو ما يعرف عند أهالي المنطقة
بـ «عام إقبارن»، مكانة بارزة في التاريخ السياسي المغربي المعاصر
بأبعادها وتداعياتها وتوجهاتها. كيف عاش الأمير وأسرته ما عرفته تلك
الانتفاضة من أحداث خاصة بعد تدخل الجيش لقمع انتفاضة الريفيين بزعامة
محمد الحاج سلام أمزيان؟
> لقد كانت تلك الأيام عصيبة على الخطابي وأسرته، خاصة بعد أن تم
تداول أخبار التدخل الوحشي للجيش بقيادة الجنرال أوفقير، وحدث ما لم يكن
تصوره من مآس وتقتيل وتخريب للمنازل.
وخلال تلك الأيام العصيبة كان الوالد ينام تقريبا ساعتين أو ثلاث
ساعات في اليوم، ويقضي نهاره وليله في عقد اجتماعات وربط الاتصالات مع
شخصيات مغربية وريفية للتباحث حول ما يقع في الريف. كما كان يحرص على تتبع
مستجدات الأحداث في الريف وبشكل يومي من خلال شخصيات جزائرية كانت تنقل له
ما يحدث أولا بأول.
- تتهمين أوفقير بتقتيل الريفيين مع أن هناك من يقول بأنه كان مجرد
أداة تنفيذ، وأن ما وقع من تدخل وصفته بالوحشي كان نتيجة تعرض طائرة ولي
العهد الأمير مولاي الحسن، القائد الأعلى للقوات الملكية، لطلقات نارية من
طرف الثوار الذين كانوا يحاصرون مطار الحسيمة وإرغامها على النزول
الاضطراري.
> أوفقير كان هو المسؤول المباشر عن الفظائع التي ارتكبت في
منطقة الريف، وهو الذي قاد الهجوم على المنطقة ولا يمكن نفي مسؤوليته بهذا
الصدد.
- هل سبق لك لقاء أوفقير بعد عودتك إلى المغرب؟
> نعم، لم أظن يوما ما أن الأيام ستمضي لأجدني أمام أوفقير، وكان ذلك خلال حفل زفاف إحدى صديقاتي.
- خلال ذلك اللقاء، كيف وجدت أوفقير الذي ينعت بالجنرال الدموي؟
> أول مرة وقع نظري عليه كان خلال حضوري لحفل زفاف أخت زوجة
أوفقير، فوزية الشنا زوجة الكولونيل بوخرطة الذي كان من أعز أصدقاء زوجي
بوجيبار، ما كان لافتا في شخصه هو نظاراته السوداء التي كانت تشعر الناظر
إليه بكثير من الغموض، وخلال ذلك اللقاء أحسست بغموض كبير يلف شخصيته.
ورغم محاولته طمأنتي من خلال قوله لي إن عائلة عبد الكريم الخطابي في
حمايته، إلا أن ذلك لم يفلح في طرد شعوري باستهجان الحديث معه بسبب تذكري
لأحداث الريف وما ارتكبه من تقتيل وقمع في حق الريفيين، ولذلك الفصل
الدامي من انتفاضة 1958.
لا أخفي عليك أن ذلك اللقاء استهجنته العائلة ولم تكن البتة راضية
عنه بالنظر إلى تاريخ أوفقير الدموي، لكن كنت مضطرة للبقاء، وعدم مغادرة
حفل الزواج بالنظر إلى مستوى الصداقة التي كانت تجمعني بأخت زوجته
وبالكولونيل بوخرطة.
- كيف كان ينظر الأمير عبد الكريم الخطابي إلى الجنرال أوفقير؟
> كان يعتبره من رجالات فرنسا في المغرب والمسؤول عن الجرائم
والفظاعات التي ارتكبت في منطقة الريف، وسيتقوى رأيه في شخصية أوفقير بعد
ما روى قائد انتفاضة الريف سنة 1958 محمد الحاج سلام أمزيان للوالد ما جرى
من تقتيل وقمع لأهل الريف .
- ما قصة لجوء أبناء أوفقير إلى بيتك؟
> بعد فرارهم من السجن كانوا يخططون للقدوم إلى بيتي بالدار
البيضاء وذلك بغية الحصول على النقود التي كانوا يحتاجون إليها لإتمام
رحلتهم إلى مدينة طنجة في طريقهم نحو فرنسا، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك في
آخر المطاف وارتأوا أن يقصدوا كامل بنجلون الذي أمدهم ببعض المال لإتمام
رحلة فرارهم.
- من كان صاحب فكرة القدوم إلى بيتك؟
> فكرة اللجوء إلى بيت عائشة الخطابي كان وراءها أصدقاء أبناء
الجنرال أوفقير، ولعل ما شجعهم على ذلك هو علاقة الصداقة التي كانت تجمعني
بخالتهم فوزية الشنا، إلا أنهم سيعدلون عن ذلك، بعد أن أيقنوا أن الأمر لن
ينجح بسبب العلاقة التي كانت تجمع بين عائلة أوفقير والخطابي.
- تشير بعض المصادر إلى أنك نسجت علاقة صداقة متينة مع فاطمة زوجة الجنرال أوفقير.
> هي شقيقة صديقتي فوزية الشنا، لكن علاقتي بها لم تكن ، في يوم من
الأيام علاقة صداقة متينة، وكل ما في الأمر أنها حين أرادت بيع منزلها
بالدار البيضاء المجاور للفيلا التي أسكنها سألتني إن كنت راغبة في
اقتنائه، لكني اعتذرت بسبب عدم توفري على المال اللازم. ومنذ ذلك اليوم،
كلما حلت بالمغرب تأتي لزيارتي.
- هل تتقنين اللغة الأمازيغية؟
> تأتي اللغة الأمازيغية في المرتبة الأولى من حيث اللغات التي
أتقنها، وقد كانت لغة تخاطبنا في البيت، ثم تأتي بعدها اللغة العربية التي
أوكل أمر تلقينها إلينا إلى أساتذة كان يبعث بهم الشيخ حسن البنا مؤسس
جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتأتي بعدهما اللغتان الانجليزية
والفرنسية.
- كيف تنظرين إلى الدعوات الصادرة عن جمعيات وفعاليات أمازيغية بخصوص ترسيم اللغة الأمازيغية؟
> أرى ضرورة الحفاظ على هذه اللغة باعتبارها لغة غنية يتحدث بها
الكثير من المغاربة، وتدريسها في المدارس، لكن، بالمقابل، لا يمكن أن
نفرضها كلغة رسمية على باقي المغاربة الذين لا يتقنونها.
- تحتل انتفاضة الريف سنتي 1958 و1959 أو ما يعرف عند أهالي المنطقة
بـ «عام إقبارن»، مكانة بارزة في التاريخ السياسي المغربي المعاصر
بأبعادها وتداعياتها وتوجهاتها. كيف عاش الأمير وأسرته ما عرفته تلك
الانتفاضة من أحداث خاصة بعد تدخل الجيش لقمع انتفاضة الريفيين بزعامة
محمد الحاج سلام أمزيان؟
> لقد كانت تلك الأيام عصيبة على الخطابي وأسرته، خاصة بعد أن تم
تداول أخبار التدخل الوحشي للجيش بقيادة الجنرال أوفقير، وحدث ما لم يكن
تصوره من مآس وتقتيل وتخريب للمنازل.
وخلال تلك الأيام العصيبة كان الوالد ينام تقريبا ساعتين أو ثلاث
ساعات في اليوم، ويقضي نهاره وليله في عقد اجتماعات وربط الاتصالات مع
شخصيات مغربية وريفية للتباحث حول ما يقع في الريف. كما كان يحرص على تتبع
مستجدات الأحداث في الريف وبشكل يومي من خلال شخصيات جزائرية كانت تنقل له
ما يحدث أولا بأول.
- تتهمين أوفقير بتقتيل الريفيين مع أن هناك من يقول بأنه كان مجرد
أداة تنفيذ، وأن ما وقع من تدخل وصفته بالوحشي كان نتيجة تعرض طائرة ولي
العهد الأمير مولاي الحسن، القائد الأعلى للقوات الملكية، لطلقات نارية من
طرف الثوار الذين كانوا يحاصرون مطار الحسيمة وإرغامها على النزول
الاضطراري.
> أوفقير كان هو المسؤول المباشر عن الفظائع التي ارتكبت في
منطقة الريف، وهو الذي قاد الهجوم على المنطقة ولا يمكن نفي مسؤوليته بهذا
الصدد.
- هل سبق لك لقاء أوفقير بعد عودتك إلى المغرب؟
> نعم، لم أظن يوما ما أن الأيام ستمضي لأجدني أمام أوفقير، وكان ذلك خلال حفل زفاف إحدى صديقاتي.
- خلال ذلك اللقاء، كيف وجدت أوفقير الذي ينعت بالجنرال الدموي؟
> أول مرة وقع نظري عليه كان خلال حضوري لحفل زفاف أخت زوجة
أوفقير، فوزية الشنا زوجة الكولونيل بوخرطة الذي كان من أعز أصدقاء زوجي
بوجيبار، ما كان لافتا في شخصه هو نظاراته السوداء التي كانت تشعر الناظر
إليه بكثير من الغموض، وخلال ذلك اللقاء أحسست بغموض كبير يلف شخصيته.
ورغم محاولته طمأنتي من خلال قوله لي إن عائلة عبد الكريم الخطابي في
حمايته، إلا أن ذلك لم يفلح في طرد شعوري باستهجان الحديث معه بسبب تذكري
لأحداث الريف وما ارتكبه من تقتيل وقمع في حق الريفيين، ولذلك الفصل
الدامي من انتفاضة 1958.
لا أخفي عليك أن ذلك اللقاء استهجنته العائلة ولم تكن البتة راضية
عنه بالنظر إلى تاريخ أوفقير الدموي، لكن كنت مضطرة للبقاء، وعدم مغادرة
حفل الزواج بالنظر إلى مستوى الصداقة التي كانت تجمعني بأخت زوجته
وبالكولونيل بوخرطة.
- كيف كان ينظر الأمير عبد الكريم الخطابي إلى الجنرال أوفقير؟
> كان يعتبره من رجالات فرنسا في المغرب والمسؤول عن الجرائم
والفظاعات التي ارتكبت في منطقة الريف، وسيتقوى رأيه في شخصية أوفقير بعد
ما روى قائد انتفاضة الريف سنة 1958 محمد الحاج سلام أمزيان للوالد ما جرى
من تقتيل وقمع لأهل الريف .
- ما قصة لجوء أبناء أوفقير إلى بيتك؟
> بعد فرارهم من السجن كانوا يخططون للقدوم إلى بيتي بالدار
البيضاء وذلك بغية الحصول على النقود التي كانوا يحتاجون إليها لإتمام
رحلتهم إلى مدينة طنجة في طريقهم نحو فرنسا، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك في
آخر المطاف وارتأوا أن يقصدوا كامل بنجلون الذي أمدهم ببعض المال لإتمام
رحلة فرارهم.
- من كان صاحب فكرة القدوم إلى بيتك؟
> فكرة اللجوء إلى بيت عائشة الخطابي كان وراءها أصدقاء أبناء
الجنرال أوفقير، ولعل ما شجعهم على ذلك هو علاقة الصداقة التي كانت تجمعني
بخالتهم فوزية الشنا، إلا أنهم سيعدلون عن ذلك، بعد أن أيقنوا أن الأمر لن
ينجح بسبب العلاقة التي كانت تجمع بين عائلة أوفقير والخطابي.
- تشير بعض المصادر إلى أنك نسجت علاقة صداقة متينة مع فاطمة زوجة الجنرال أوفقير.
> هي شقيقة صديقتي فوزية الشنا، لكن علاقتي بها لم تكن ، في يوم من
الأيام علاقة صداقة متينة، وكل ما في الأمر أنها حين أرادت بيع منزلها
بالدار البيضاء المجاور للفيلا التي أسكنها سألتني إن كنت راغبة في
اقتنائه، لكني اعتذرت بسبب عدم توفري على المال اللازم. ومنذ ذلك اليوم،
كلما حلت بالمغرب تأتي لزيارتي.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
11-سبب نجاح فيلم محمد بلحاج هو اعتماده على شهادات شخصيات ملمة بتاريخ عبد الكريم
عرضت قناة الجزيرة الوثائقية، مؤخرا، فيلما وثائقيا للمخرج المغربي محمد بلحاج بعنوان «أسطورة الريف». كيف وجدت هذا العمل الوثائقي؟
> «الحمد لله أنهم دارو شي حاجة بعدا»، لا أخفيك أني كنت سعيدة وأنا أشاهد للمرة الأولى عملا من هذا الحجم عن عبد الكريم الخطابي يعرض على شاشة التلفزيون. ومن خلال متابعتي لحلقات الفيلم الوثائقي الذي عرض على شاشة قناة الجزيرة الوثائقية، كما أعادت بثه مواقع إلكترونية عدة، يمكن القول بأني راضية عن العمل وليست لدي أية ملاحظات عن الشكل الذي تم به تناول شخصية الخطابي. أعتقد أن ما جعل هذا الفيلم ناجحا هو اعتماد مخرجه السيد محمد بلحاج، الذي كانت قد جمعتني به جلسات عدة خلال مرحلة التحضير، على شهادات شخصيات ملمة بتاريخ عبد الكريم الخطابي والريف وأساتذة باحثين ومقاومين عايشوا مرحلة حرب الريف، الأمر الذي أغنى الفيلم وجعله متميزا.
على كل حال، باعتباري كريمة الخطابي ليس لدي أي اعتراض على أن تقوم أية دولة عربية بإنجاز فيلم سينمائي أو مسلسل أو عمل وثائقي، لكن ما يحز في النفس هو ألا يكون المغرب سباقا إلى إنجاز فيلم وثائقي عن عبد الكريم الخطابي.
- كانت أمنية المرحوم سعيد الخطابي أن ينجز فيلما سينمائيا عن عبد الكريم الخطابي، ما الذي حال دون تحقق تلك الأمنية؟
> إن إنجاز فيلم عن حياة عبد الكريم الخطابي وتاريخه يتطلب، بدون شك، وسائل وإمكانات مالية ضخمة شبيهة بتلك التي خصصت لإنتاج الفيلم السينمائي «عمر المختار»، والذي تطلب إنتاجه ميزانية ضخمة ساهمت الدولة الليبية في توفيرها، وهي ميزانية لا يستطيع الفرد أن يوفرها. ما أود التأكيد عليه بهذا الصدد، هو أنه حتى إذا توفرت للعائلة الرغبة في إنجاز عمل كهذا، فإنها غير قادرة على تحمل تكاليفه التي تفوق طاقتها، وأخال أن على الدولة المغربية أن تضطلع بهذه المهمة وأن تبدي اهتمامها بفكرة إخراج عمل تلفزيوني أو سينمائي عن الخطابي إسوة بدول عربية أبدت اهتمامها بالفكرة.
- ما هي الدول التي أبدت اهتمامها بتمويل إنتاج عمل سينمائي عن قائد ثورة الريف؟
> هناك بعض الدول مهتمة بالأمر كليبيا وقطر، كما اتصلت بنا إحدى الدول العربية وأعربت عن استعدادها بمعية أمير قطر وأمراء آخرين للمساهمة في إنجاز فيلم سينمائي عن شخصية عبد الكريم الخطابي.
- كان المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد صاحب «عمر المختار» قد عبر عن رغبته في إخراج فيلم عن الأمير عبد الكريم. ما الأسباب التي حالت دون تحقق هذه الرغبة؟
> لا أعرف الأسباب التي حالت دون تحقق رغبة المرحوم العقاد، وللإشارة فقط، ففضلا عن المخرج السوري كان الأمريكيون يودون شراء مذكرات الخطابي من أجل تحويلها إلى فيلم، لكننا رفضنا بيعها.
- هل هناك أية اتصالات من مخرجين مغاربة لإنجاز عمل سينمائي أو توثيقي عن شخصية الخطابي؟
> اتصل بي مؤخرا، مخرج مغربي اسمه محمد قيسي، وهو مخرج يقيم في الخارج قام بإخراج أعمال سينمائية وأداء أدوار في أفلام سينمائية دولية، وخلال زيارته لبيتي بالدار البيضاء، عرض علي فكرة إنجاز فيلم سينمائي عن عبد الكريم الخطابي، وأبلغني بأنه سيستعين لتقمص شخصية عبد الكريم الخطابي بممثل مغربي قريب الشبه منه، هو عبد السلام بوعدي. وحسب ما توصلت به من أخبار عن المراحل التي قطعها في التحضير لفيلمه، فإن المخرج المغربي بدأ في التحضير والبحث عن الجهات التي ستمول العمل. وإلى جانب المخرج قيسي، تلقيت مؤخرا اتصالا هاتفيا من مخرج مغربي يقيم بالناظور، اسمه محمد أمين، حيث عبر لي عن رغبته في إنجاز فيلم قصير عن شخصية الخطابي.
- صدرت العديد من الكتب عن الأمير عبد الكريم الخطابي وحول حرب الريف، كيف تقيمين تلك المؤلفات؟
> لا أخفيك أن العديد من الكتب التي تناولت حياة الأمير جاءت بمعطيات صحيحة وقريبة من الوقائع الحقيقية. وأحب أن أنوه هنا بكتاب للباحث المغربي علي الإدريسي صادر تحت عنوان «عبد الكريم الخطابي التاريخ المحاصر»، والكتاب من تقديم المقاوم الهاشمي الطود، ويتضمن معطيات هامة عن الأمير وأفراد عائلته ومواقفه، معززا بمعطيات ووثائق وصور، بعضها ينشر لأول مرة.
- قلت إن العديد من الكتب جاءت بمعطيات قريبة من الوقائع. هل يمكن أن نصنف كتاب الباحثة زكية داود «عبد الكريم ملحمة الذهب والدم» ضمن هذه الكتب؟
> نسبيا، فقد بذلت مجهودا كبيرا من أجل إصدار كتابها، حيث اتصلت بنا وزودناها بالعديد من المعطيات والوثائق، كما أنها قامت برحلات لبريطانيا وفرنسا بهدف الإطلاع على المزيد من الوقائع التاريخية. وكتقييم لهذا الكتاب يمكن القول إنه كان جيدا لكنه تضمن وقائع غير صحيحة من خلال إدعائها أن عبد الكريم الخطابي عرض على الجيش الفرنسي أن يشارك إخواني إلى جانبهم في الحرب في الهند الصينية، وهو ما يخالف الحقيقة المتمثلة في رفضه رفضا قاطعا
> «الحمد لله أنهم دارو شي حاجة بعدا»، لا أخفيك أني كنت سعيدة وأنا أشاهد للمرة الأولى عملا من هذا الحجم عن عبد الكريم الخطابي يعرض على شاشة التلفزيون. ومن خلال متابعتي لحلقات الفيلم الوثائقي الذي عرض على شاشة قناة الجزيرة الوثائقية، كما أعادت بثه مواقع إلكترونية عدة، يمكن القول بأني راضية عن العمل وليست لدي أية ملاحظات عن الشكل الذي تم به تناول شخصية الخطابي. أعتقد أن ما جعل هذا الفيلم ناجحا هو اعتماد مخرجه السيد محمد بلحاج، الذي كانت قد جمعتني به جلسات عدة خلال مرحلة التحضير، على شهادات شخصيات ملمة بتاريخ عبد الكريم الخطابي والريف وأساتذة باحثين ومقاومين عايشوا مرحلة حرب الريف، الأمر الذي أغنى الفيلم وجعله متميزا.
على كل حال، باعتباري كريمة الخطابي ليس لدي أي اعتراض على أن تقوم أية دولة عربية بإنجاز فيلم سينمائي أو مسلسل أو عمل وثائقي، لكن ما يحز في النفس هو ألا يكون المغرب سباقا إلى إنجاز فيلم وثائقي عن عبد الكريم الخطابي.
- كانت أمنية المرحوم سعيد الخطابي أن ينجز فيلما سينمائيا عن عبد الكريم الخطابي، ما الذي حال دون تحقق تلك الأمنية؟
> إن إنجاز فيلم عن حياة عبد الكريم الخطابي وتاريخه يتطلب، بدون شك، وسائل وإمكانات مالية ضخمة شبيهة بتلك التي خصصت لإنتاج الفيلم السينمائي «عمر المختار»، والذي تطلب إنتاجه ميزانية ضخمة ساهمت الدولة الليبية في توفيرها، وهي ميزانية لا يستطيع الفرد أن يوفرها. ما أود التأكيد عليه بهذا الصدد، هو أنه حتى إذا توفرت للعائلة الرغبة في إنجاز عمل كهذا، فإنها غير قادرة على تحمل تكاليفه التي تفوق طاقتها، وأخال أن على الدولة المغربية أن تضطلع بهذه المهمة وأن تبدي اهتمامها بفكرة إخراج عمل تلفزيوني أو سينمائي عن الخطابي إسوة بدول عربية أبدت اهتمامها بالفكرة.
- ما هي الدول التي أبدت اهتمامها بتمويل إنتاج عمل سينمائي عن قائد ثورة الريف؟
> هناك بعض الدول مهتمة بالأمر كليبيا وقطر، كما اتصلت بنا إحدى الدول العربية وأعربت عن استعدادها بمعية أمير قطر وأمراء آخرين للمساهمة في إنجاز فيلم سينمائي عن شخصية عبد الكريم الخطابي.
- كان المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد صاحب «عمر المختار» قد عبر عن رغبته في إخراج فيلم عن الأمير عبد الكريم. ما الأسباب التي حالت دون تحقق هذه الرغبة؟
> لا أعرف الأسباب التي حالت دون تحقق رغبة المرحوم العقاد، وللإشارة فقط، ففضلا عن المخرج السوري كان الأمريكيون يودون شراء مذكرات الخطابي من أجل تحويلها إلى فيلم، لكننا رفضنا بيعها.
- هل هناك أية اتصالات من مخرجين مغاربة لإنجاز عمل سينمائي أو توثيقي عن شخصية الخطابي؟
> اتصل بي مؤخرا، مخرج مغربي اسمه محمد قيسي، وهو مخرج يقيم في الخارج قام بإخراج أعمال سينمائية وأداء أدوار في أفلام سينمائية دولية، وخلال زيارته لبيتي بالدار البيضاء، عرض علي فكرة إنجاز فيلم سينمائي عن عبد الكريم الخطابي، وأبلغني بأنه سيستعين لتقمص شخصية عبد الكريم الخطابي بممثل مغربي قريب الشبه منه، هو عبد السلام بوعدي. وحسب ما توصلت به من أخبار عن المراحل التي قطعها في التحضير لفيلمه، فإن المخرج المغربي بدأ في التحضير والبحث عن الجهات التي ستمول العمل. وإلى جانب المخرج قيسي، تلقيت مؤخرا اتصالا هاتفيا من مخرج مغربي يقيم بالناظور، اسمه محمد أمين، حيث عبر لي عن رغبته في إنجاز فيلم قصير عن شخصية الخطابي.
- صدرت العديد من الكتب عن الأمير عبد الكريم الخطابي وحول حرب الريف، كيف تقيمين تلك المؤلفات؟
> لا أخفيك أن العديد من الكتب التي تناولت حياة الأمير جاءت بمعطيات صحيحة وقريبة من الوقائع الحقيقية. وأحب أن أنوه هنا بكتاب للباحث المغربي علي الإدريسي صادر تحت عنوان «عبد الكريم الخطابي التاريخ المحاصر»، والكتاب من تقديم المقاوم الهاشمي الطود، ويتضمن معطيات هامة عن الأمير وأفراد عائلته ومواقفه، معززا بمعطيات ووثائق وصور، بعضها ينشر لأول مرة.
- قلت إن العديد من الكتب جاءت بمعطيات قريبة من الوقائع. هل يمكن أن نصنف كتاب الباحثة زكية داود «عبد الكريم ملحمة الذهب والدم» ضمن هذه الكتب؟
> نسبيا، فقد بذلت مجهودا كبيرا من أجل إصدار كتابها، حيث اتصلت بنا وزودناها بالعديد من المعطيات والوثائق، كما أنها قامت برحلات لبريطانيا وفرنسا بهدف الإطلاع على المزيد من الوقائع التاريخية. وكتقييم لهذا الكتاب يمكن القول إنه كان جيدا لكنه تضمن وقائع غير صحيحة من خلال إدعائها أن عبد الكريم الخطابي عرض على الجيش الفرنسي أن يشارك إخواني إلى جانبهم في الحرب في الهند الصينية، وهو ما يخالف الحقيقة المتمثلة في رفضه رفضا قاطعا
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
12- الأمريكيون يتوفرون على 500 كتاب قيم عن حرب الريف
عائشة الخطابي: الأمير لم يدع أبدا انتسابه إلى الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب
- في كتابه «أصول حرب الريف» اتهم المؤرخ جرمان عياش الأمير عبد الكريم
الخطابي بانتحال نسب شريف يعزز ادعاءاته في السلطنة. كابنة للأمير كيف
تردين على هذا الاتهام؟
> كتاب المؤرخ جرمان عياش تضمن مغالطات وادعاءات عدة من بينها أن
عبد الكريم الخطابي انتحل نسبا شريفا يعزز ادعاءاته في السلطنة، وهو
الادعاء الذي فنده الملك محمد الخامس في أحد خطاباته في مدينة الحسيمة،
وكذلك فعل علال الفاسي في كتابه»الحركات الاستقلالية في المغرب»، فالوالد
لم يدع انتسابه إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بل هو لقب ورثه الوالد
عن أجداده، وبحسب قبائل الريف، فإن هذا اللقب يعود إلى فخذة «آيت خطاب»
المنتمية إلى قبيلة آيت ورياغل.
- قمت بزيارة العديد من المكتبات العالمية، واطلعت على أهم ما نشر حول
عبد الكريم الخطابي وحرب الريف. ما قيمة المؤلفات التي تتضمنها رفوف تلك
المكتبات في ما يخص تاريخ الخطابي ومنطقة الريف؟
> من أهم المكتبات التي زرتها وسررت بما اطلعت عليه بين رفوفها من
كتب ومؤلفات قيمة، مكتبة الكونغريس الأمريكي بواشنطن، والتي تضم نحو 500
كتاب عن حرب الريف التي كنا نجهل وجودها. ولكن مع كامل الأسف، هذه الكتب
ليست للبيع للعموم، وإنما يقتصر الأمر على بيع نسخ للعائلة فقط بـ 500
دولار وقد اقتنيت كتابين يحمل أحدهما عنوان» A COUNTRY WITH A FLAG « (
وطن ذو علم)، وهو كتاب قيم للغاية ويحوي بين دفتيه معطيات دقيقة حول تاريخ
منطقة الريف.
وفضلا عن هذه الكتب القيمة التي يمتلكها الأمريكيون، يتوفر الفرنسيون
على كتب مهمة تتعلق بالأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف لكنها غير
معروضة للبيع. إجمالا ومن خلال المقارنة بين ما اطلعت عليه في أمريكا
وفرنسا يمكن القول إن الكتب التي يحوزها الأمريكيون تبقى هي الأهم من
الناحية التاريخية ومن ناحية ما تتضمنه من معلومات.
- لنتحدث بعض الشيء عن الجوانب الشخصية في حياة الأمير عبد الكريم
الخطابي. ما هي الهوايات التي كان ينشغل بها الأمير خلال أوقات فراغه
القليلة؟
> كان من عشاق الاستماع إلى الموسيقى الأندلسية، ومن الموشحات
التي كان كثير السماع إليها وترديدها «شمس العشي»، كما كان يطالع كتاب
«البردة» للإمام البوصيري مرتين في اليوم، ومن هواياته كذلك ممارسة القنص
في أوقات فراغه القليلة، لكن كثرة انشغالاته واجتماعاته التي لا تنتهي مع
السياسيين العرب والمغاربة كانت تجعله مقلا في ممارسة تلك الهواية، هذا
دون أن ننسى هواية قراءة الكتب والاستماع إلى الراديو خاصة إذاعة «البي.
بي.سي» البريطانية.
- ما نوع الكتب التي كان يقبل الأمير على مطالعتها؟
> كان يقبل بشكل كبير على قراءة كتب التاريخ والشعر العربي خاصة
شعر أمير الشعراء أحمد شوقي، هذا فضلا عن الكتب الدينية وتفاسير القرآن
التي كانت مكتبته تضم الكثير من عناوينها. كما كان يخصص قسطا من وقته
لمطالعة كتب سير الأعلام من قبيل سيرة كمال أتاتورك وماو تسي تونغ وتشي
غيفارا وهوشي منه وغيرهم.
- من الأشياء التي لا يعرفها الكثيرون عن عبد الكريم الخطابي أنه كانت لديه دراية بطب الأعشاب، ما سر اهتمامه بهذا الطب؟
> كان يبدي اهتماما خاصا بطب الأعشاب، وكان يتوفر على كتابين
قديمين يحويان وصفات عجيبة، تمكن بفضلهما من معالجة شقيقتي من حب الشباب،
وأذكر أني تعرضت يوما لسقوط شعر رأسي، وزرت من أجل ذلك أكبر طبيب في
أمريكا من أجل العلاج، لكن دون جدوى، فقام الوالد بتحضير وصفة بالاعتماد
على ما درسه في الكتابين، لكني رفضت استعمالها بدعوى أن الطب الحديث لم
يفلح في معالجتي فما بالك بالطب التقليدي، لكني لم أدرك فعالية تلك الوصفة
إلا بعد وفاته وعودتي إلى المغرب، حين قمت بتجربتها وأتت مفعولها.
كما أذكر أنه قبل 10 سنوات من وفاته في سنة 1963 استطاع أن يعالج
نفسه من وعكة صحية خطيرة ألمت بسبب إصابته بسرطان البنكرياس، إلى حد أن
الأطباء المعالجين له تنبؤوا بقرب وفاته، بل وخرجت الصحف بعناوين تقول إن
الخطابي يوجد على فراش الموت، لكن بفضل وصفة تكونت من حليب الجمل وأشياء
أخرى لم أعد أذكرها، تمكن من تجاوز وضعه الصحي المحرج وعاش سنينا عدة قبل
أن يختطفه المنون.
- كيف كان يقضي الأمير يومه؟
> كان الوالد ينام عادة في الثانية عشرة ليلا، ويستيقظ قبل الفجر
لتأدية الصلاة، ثم بعد ذلك يخلد للنوم إلى حدود الساعة السابعة صباحا، حيث
يتناول وجبة الفطور ثم يبدأ يوما طويلا من اللقاءات والاجتماعات التي لا
تنتهي مع العديد من الشخصيات المغربية والجزائرية والتونسية والليبية
والمصرية وغيرها. إلى درجة أنه نادرا ما كان يتناول طعام الغداء معنا على
طاولة واحدة. وبالرغم من انشغالاته الكثيرة، فإنه كان يحرص أشد ما يكون
الحرص على الاطمئنان علينا قبل أن يأوي إلى فراشه.
- في كتابه «أصول حرب الريف» اتهم المؤرخ جرمان عياش الأمير عبد الكريم
الخطابي بانتحال نسب شريف يعزز ادعاءاته في السلطنة. كابنة للأمير كيف
تردين على هذا الاتهام؟
> كتاب المؤرخ جرمان عياش تضمن مغالطات وادعاءات عدة من بينها أن
عبد الكريم الخطابي انتحل نسبا شريفا يعزز ادعاءاته في السلطنة، وهو
الادعاء الذي فنده الملك محمد الخامس في أحد خطاباته في مدينة الحسيمة،
وكذلك فعل علال الفاسي في كتابه»الحركات الاستقلالية في المغرب»، فالوالد
لم يدع انتسابه إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بل هو لقب ورثه الوالد
عن أجداده، وبحسب قبائل الريف، فإن هذا اللقب يعود إلى فخذة «آيت خطاب»
المنتمية إلى قبيلة آيت ورياغل.
- قمت بزيارة العديد من المكتبات العالمية، واطلعت على أهم ما نشر حول
عبد الكريم الخطابي وحرب الريف. ما قيمة المؤلفات التي تتضمنها رفوف تلك
المكتبات في ما يخص تاريخ الخطابي ومنطقة الريف؟
> من أهم المكتبات التي زرتها وسررت بما اطلعت عليه بين رفوفها من
كتب ومؤلفات قيمة، مكتبة الكونغريس الأمريكي بواشنطن، والتي تضم نحو 500
كتاب عن حرب الريف التي كنا نجهل وجودها. ولكن مع كامل الأسف، هذه الكتب
ليست للبيع للعموم، وإنما يقتصر الأمر على بيع نسخ للعائلة فقط بـ 500
دولار وقد اقتنيت كتابين يحمل أحدهما عنوان» A COUNTRY WITH A FLAG « (
وطن ذو علم)، وهو كتاب قيم للغاية ويحوي بين دفتيه معطيات دقيقة حول تاريخ
منطقة الريف.
وفضلا عن هذه الكتب القيمة التي يمتلكها الأمريكيون، يتوفر الفرنسيون
على كتب مهمة تتعلق بالأمير عبد الكريم الخطابي وحرب الريف لكنها غير
معروضة للبيع. إجمالا ومن خلال المقارنة بين ما اطلعت عليه في أمريكا
وفرنسا يمكن القول إن الكتب التي يحوزها الأمريكيون تبقى هي الأهم من
الناحية التاريخية ومن ناحية ما تتضمنه من معلومات.
- لنتحدث بعض الشيء عن الجوانب الشخصية في حياة الأمير عبد الكريم
الخطابي. ما هي الهوايات التي كان ينشغل بها الأمير خلال أوقات فراغه
القليلة؟
> كان من عشاق الاستماع إلى الموسيقى الأندلسية، ومن الموشحات
التي كان كثير السماع إليها وترديدها «شمس العشي»، كما كان يطالع كتاب
«البردة» للإمام البوصيري مرتين في اليوم، ومن هواياته كذلك ممارسة القنص
في أوقات فراغه القليلة، لكن كثرة انشغالاته واجتماعاته التي لا تنتهي مع
السياسيين العرب والمغاربة كانت تجعله مقلا في ممارسة تلك الهواية، هذا
دون أن ننسى هواية قراءة الكتب والاستماع إلى الراديو خاصة إذاعة «البي.
بي.سي» البريطانية.
- ما نوع الكتب التي كان يقبل الأمير على مطالعتها؟
> كان يقبل بشكل كبير على قراءة كتب التاريخ والشعر العربي خاصة
شعر أمير الشعراء أحمد شوقي، هذا فضلا عن الكتب الدينية وتفاسير القرآن
التي كانت مكتبته تضم الكثير من عناوينها. كما كان يخصص قسطا من وقته
لمطالعة كتب سير الأعلام من قبيل سيرة كمال أتاتورك وماو تسي تونغ وتشي
غيفارا وهوشي منه وغيرهم.
- من الأشياء التي لا يعرفها الكثيرون عن عبد الكريم الخطابي أنه كانت لديه دراية بطب الأعشاب، ما سر اهتمامه بهذا الطب؟
> كان يبدي اهتماما خاصا بطب الأعشاب، وكان يتوفر على كتابين
قديمين يحويان وصفات عجيبة، تمكن بفضلهما من معالجة شقيقتي من حب الشباب،
وأذكر أني تعرضت يوما لسقوط شعر رأسي، وزرت من أجل ذلك أكبر طبيب في
أمريكا من أجل العلاج، لكن دون جدوى، فقام الوالد بتحضير وصفة بالاعتماد
على ما درسه في الكتابين، لكني رفضت استعمالها بدعوى أن الطب الحديث لم
يفلح في معالجتي فما بالك بالطب التقليدي، لكني لم أدرك فعالية تلك الوصفة
إلا بعد وفاته وعودتي إلى المغرب، حين قمت بتجربتها وأتت مفعولها.
كما أذكر أنه قبل 10 سنوات من وفاته في سنة 1963 استطاع أن يعالج
نفسه من وعكة صحية خطيرة ألمت بسبب إصابته بسرطان البنكرياس، إلى حد أن
الأطباء المعالجين له تنبؤوا بقرب وفاته، بل وخرجت الصحف بعناوين تقول إن
الخطابي يوجد على فراش الموت، لكن بفضل وصفة تكونت من حليب الجمل وأشياء
أخرى لم أعد أذكرها، تمكن من تجاوز وضعه الصحي المحرج وعاش سنينا عدة قبل
أن يختطفه المنون.
- كيف كان يقضي الأمير يومه؟
> كان الوالد ينام عادة في الثانية عشرة ليلا، ويستيقظ قبل الفجر
لتأدية الصلاة، ثم بعد ذلك يخلد للنوم إلى حدود الساعة السابعة صباحا، حيث
يتناول وجبة الفطور ثم يبدأ يوما طويلا من اللقاءات والاجتماعات التي لا
تنتهي مع العديد من الشخصيات المغربية والجزائرية والتونسية والليبية
والمصرية وغيرها. إلى درجة أنه نادرا ما كان يتناول طعام الغداء معنا على
طاولة واحدة. وبالرغم من انشغالاته الكثيرة، فإنه كان يحرص أشد ما يكون
الحرص على الاطمئنان علينا قبل أن يأوي إلى فراشه.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
13-طرد عبد السلام الخطابي من صفوف الجيش كان بسبب رفضه المشاركة في حرب الرمال
عائشة الخطابي: الأمير أنفق كل ماله في دعم المقاومة في بلدان المغرب العربي وفلسطين
- لو طلبت منك أن ترسمي لنا صورة عن عبد الكريم الخطابي الإنسان وليس الأمير وقائد ثورة الريف. فماذا تقولين عنه؟
> أقول إنه كان رجلا زاهدا في الدنيا إلى درجة أنه أنفق كل ما كانت
تملك يداه من أموال على طلبة العلم ودعم رجال المقاومة في بلدان المغرب
العربي وفلسطين، وكان لا يحب أن نعيش فوق مستوى معيشة الناس العاديين، وهو
ما دفعه إلى رفض الاستقرار في القصر الذي أسكنه فيه الملك فاروق في سنة
1947. كما كان متصفا بصفة حميدة هي إجلاله وتقديره لكل من كان ينفق أمواله
في ما يعود عليه وعلى مجتمعه بالخير العميم، وحبه للإنسان الذي يكسب ماله
بجهده وعرق جبينه. هذا دون نسيان، ما كنت قد أشرت إليه في حلقة سابقة، عن
عدم تعصبه ومغالاته في التدين، فكان يطلب من المريض أن يفطر في رمضان، ولا
يمانع في أن ترتدي بناته ملابس أوروبية لكن شريطة أن تكون محتشمة.
- ما الذي تركه لكم الأمير الخطابي؟
> ترك لنا الشرف والنصر والعز، وهي من أهم الأشياء التي لا يمكن أن
يدركها المرء بسهولة، فأينما حللنا وارتحلنا سواء في المغرب أو مصر نحظى
بتقدير الناس ومحبتهم واحترامهم، وسعيهم لخدمتنا.
- ما هي الأشياء التي تحتفظين بها من بين المقتنيات الشخصية لقائد ثورة الريف؟
> ما زلت أحتفظ بأربعة جلابيب كان يرتديها خلال قيادته حرب الريف
و«بيرية» صغيرة كان يستعين بها ليقي رأسه من البرد القارس، ونظاراته
الطبية التي كان يرتديها ليلة تلبيته لنداء ربه في فبراير 1963، لكن للأسف
تكسرت بعض الشيء. كما أمتلك نسخة من كتاب «دليل الخيرات» لمؤلفه محمد بن
سليمان الجزولي، الذي كان الوالد يداوم على قراءته.
- هل تحبين أن تلقبي بلقب الأميرة عائشة؟
> «أش غادية تزيد في واش غادية تنقص مني»، أرفض أن ألقب بمثل هذا
اللقب لأنه لا يعنيني، وما يحكم علاقتي بالناس والمحيطين بي هو التواضع
ومحاولة خدمتهم.
- ما هو اللقب الذي كان يحب الأمير عبد الكريم الخطابي أن ينادى به؟
> كان لقب مولاي محند من أحب الألقاب إلى نفسه.
- من كان من الأبناء الذكور الأقرب إلى عبد الكريم الخطابي؟
> كان المرحوم إدريس أقرب إخوتي إلى الوالد ويصدق أن يوصف بوريث
سره، حيث كان سلوكه ومواقفه متطابقتين مع مواقف الخطابي، كما كان من أوائل
أبناء الخطابي الذين عادوا إلى المغرب وقد كان مثقفا وسياسيا حيث شارك في
تأسيس حزب العمل سنتي 1974 و1975 مع عبد الله الصنهاجي الذي كان عضوا
بارزا في حركة المقاومة وجيش التحرير، والأستاذ زكي مبارك وحسن إسماعيل
الموظف بوزارة الخارجية، وقد استمر في الحزب لنحو ثلاثة أشهر فقط قبل أن
يغادره مستقيلا نتيجة سوء تفاهم مع أعضائه، وفي الحقيقة لم يكن من الممكن
أن يتفق معهم.
- بالإضافة إلى إدريس من من أبناء الخطابي عاد إلى المغرب واستقر فيه؟
> فضلا عن إدريس اختار أخي عبد السلام العودة إلى المغرب والالتحاق
بالقوات المسلحة الملكية غداة الاستقلال، وقد استمر في عمله إلى غاية سنة
1963 حيث سيطرد من صفوف الجيش. كما كانت العودة إلى أرض الوطن والاستقرار
فيه خيار عبد المحسن الذي كانت عدم رغبته في تركي وحيدة في المغرب عاملا
رجح بدرجة كبيرة استقراره في الدار البيضاء حيث سيشتغل كرجل أعمال.
وللإشارة فقط، فإخواني الثلاثة دفنوا في أجدير بالحسيمة.
- ما كان سبب طرد عبد السلام الخطابي من صفوف القوات المسلحة الملكية؟
> كان عبد السلام قد التحق بصفوف القوات المسلحة الملكية بعد حصول
المغرب على الاستقلال، ثم تركه مطرودا لرفضه المشاركة في الحرب ضد الجزائر
خلال حرب الرمال سنة 1963، وكانت مبررات رفضه أنه كان يجد في ذلك تعارضا
مع رابطة الأخوة والمصير المشترك، إذ كان يتساءل كيف لنا أن نحارب
الجزائريين في وقت كانت تربطنا بهم علاقة أخوة ومصير مشترك واشتركنا معهم
في مقاومة الاستعمار الفرنسي. وقد جر عليه موقفه هذا من الحرب مع
الجزائريين متاعب بلغت حد سجنه لما يربو عن السنة لمخالفته أوامر رؤسائه
العسكريين، ولو لم يكن ابن عبد الكريم الخطابي لكان قد عوقب بأكثر من ذلك
العقاب. وجدير بالذكر هنا أن الوالد كان يقول له إنك إذا انضممت إلى الجيش
فعليك بالالتزام والاستجابة للأوامر.
- ألم يجر عليه موقفه الرافض للمشاركة في حرب الرمال أية متاعب أخرى؟
> لا لم يجر عليه موقفه من الحرب مع الجزائريين أية متاعب أو
مضايقات واقتصر الأمر على السجن. ودعني هنا أشير إلى أن المرحوم عبد
السلام كان صديقا لولي العهد مولاي الحسن، وأنه كان يعبر عن آرائه بكل
حرية وفي الأماكن العامة دون أن يتعرض لأية مضايقات.
- لو طلبت منك أن ترسمي لنا صورة عن عبد الكريم الخطابي الإنسان وليس الأمير وقائد ثورة الريف. فماذا تقولين عنه؟
> أقول إنه كان رجلا زاهدا في الدنيا إلى درجة أنه أنفق كل ما كانت
تملك يداه من أموال على طلبة العلم ودعم رجال المقاومة في بلدان المغرب
العربي وفلسطين، وكان لا يحب أن نعيش فوق مستوى معيشة الناس العاديين، وهو
ما دفعه إلى رفض الاستقرار في القصر الذي أسكنه فيه الملك فاروق في سنة
1947. كما كان متصفا بصفة حميدة هي إجلاله وتقديره لكل من كان ينفق أمواله
في ما يعود عليه وعلى مجتمعه بالخير العميم، وحبه للإنسان الذي يكسب ماله
بجهده وعرق جبينه. هذا دون نسيان، ما كنت قد أشرت إليه في حلقة سابقة، عن
عدم تعصبه ومغالاته في التدين، فكان يطلب من المريض أن يفطر في رمضان، ولا
يمانع في أن ترتدي بناته ملابس أوروبية لكن شريطة أن تكون محتشمة.
- ما الذي تركه لكم الأمير الخطابي؟
> ترك لنا الشرف والنصر والعز، وهي من أهم الأشياء التي لا يمكن أن
يدركها المرء بسهولة، فأينما حللنا وارتحلنا سواء في المغرب أو مصر نحظى
بتقدير الناس ومحبتهم واحترامهم، وسعيهم لخدمتنا.
- ما هي الأشياء التي تحتفظين بها من بين المقتنيات الشخصية لقائد ثورة الريف؟
> ما زلت أحتفظ بأربعة جلابيب كان يرتديها خلال قيادته حرب الريف
و«بيرية» صغيرة كان يستعين بها ليقي رأسه من البرد القارس، ونظاراته
الطبية التي كان يرتديها ليلة تلبيته لنداء ربه في فبراير 1963، لكن للأسف
تكسرت بعض الشيء. كما أمتلك نسخة من كتاب «دليل الخيرات» لمؤلفه محمد بن
سليمان الجزولي، الذي كان الوالد يداوم على قراءته.
- هل تحبين أن تلقبي بلقب الأميرة عائشة؟
> «أش غادية تزيد في واش غادية تنقص مني»، أرفض أن ألقب بمثل هذا
اللقب لأنه لا يعنيني، وما يحكم علاقتي بالناس والمحيطين بي هو التواضع
ومحاولة خدمتهم.
- ما هو اللقب الذي كان يحب الأمير عبد الكريم الخطابي أن ينادى به؟
> كان لقب مولاي محند من أحب الألقاب إلى نفسه.
- من كان من الأبناء الذكور الأقرب إلى عبد الكريم الخطابي؟
> كان المرحوم إدريس أقرب إخوتي إلى الوالد ويصدق أن يوصف بوريث
سره، حيث كان سلوكه ومواقفه متطابقتين مع مواقف الخطابي، كما كان من أوائل
أبناء الخطابي الذين عادوا إلى المغرب وقد كان مثقفا وسياسيا حيث شارك في
تأسيس حزب العمل سنتي 1974 و1975 مع عبد الله الصنهاجي الذي كان عضوا
بارزا في حركة المقاومة وجيش التحرير، والأستاذ زكي مبارك وحسن إسماعيل
الموظف بوزارة الخارجية، وقد استمر في الحزب لنحو ثلاثة أشهر فقط قبل أن
يغادره مستقيلا نتيجة سوء تفاهم مع أعضائه، وفي الحقيقة لم يكن من الممكن
أن يتفق معهم.
- بالإضافة إلى إدريس من من أبناء الخطابي عاد إلى المغرب واستقر فيه؟
> فضلا عن إدريس اختار أخي عبد السلام العودة إلى المغرب والالتحاق
بالقوات المسلحة الملكية غداة الاستقلال، وقد استمر في عمله إلى غاية سنة
1963 حيث سيطرد من صفوف الجيش. كما كانت العودة إلى أرض الوطن والاستقرار
فيه خيار عبد المحسن الذي كانت عدم رغبته في تركي وحيدة في المغرب عاملا
رجح بدرجة كبيرة استقراره في الدار البيضاء حيث سيشتغل كرجل أعمال.
وللإشارة فقط، فإخواني الثلاثة دفنوا في أجدير بالحسيمة.
- ما كان سبب طرد عبد السلام الخطابي من صفوف القوات المسلحة الملكية؟
> كان عبد السلام قد التحق بصفوف القوات المسلحة الملكية بعد حصول
المغرب على الاستقلال، ثم تركه مطرودا لرفضه المشاركة في الحرب ضد الجزائر
خلال حرب الرمال سنة 1963، وكانت مبررات رفضه أنه كان يجد في ذلك تعارضا
مع رابطة الأخوة والمصير المشترك، إذ كان يتساءل كيف لنا أن نحارب
الجزائريين في وقت كانت تربطنا بهم علاقة أخوة ومصير مشترك واشتركنا معهم
في مقاومة الاستعمار الفرنسي. وقد جر عليه موقفه هذا من الحرب مع
الجزائريين متاعب بلغت حد سجنه لما يربو عن السنة لمخالفته أوامر رؤسائه
العسكريين، ولو لم يكن ابن عبد الكريم الخطابي لكان قد عوقب بأكثر من ذلك
العقاب. وجدير بالذكر هنا أن الوالد كان يقول له إنك إذا انضممت إلى الجيش
فعليك بالالتزام والاستجابة للأوامر.
- ألم يجر عليه موقفه الرافض للمشاركة في حرب الرمال أية متاعب أخرى؟
> لا لم يجر عليه موقفه من الحرب مع الجزائريين أية متاعب أو
مضايقات واقتصر الأمر على السجن. ودعني هنا أشير إلى أن المرحوم عبد
السلام كان صديقا لولي العهد مولاي الحسن، وأنه كان يعبر عن آرائه بكل
حرية وفي الأماكن العامة دون أن يتعرض لأية مضايقات.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
14-شقيق الخطابي مات مقهورا بعد عودته إلى المغرب لعدم تخصيص السلطات لاستقبال يليق به
عائشة الخطابي: إسبانيا مطالبة بتقديم الاعتذار للشعب المغربي عما اقترفته من جرائم حرب
- على خلاف عبد السلام الخطابي الذي كان يصدح برأيه وأدى الثمن غاليا
نتيجة ذلك، تتهمين رفقة الراحل سعيد بنهج سياسة المهادنة تجاه الدولة
المغربية، ما ردك؟
> يبدو أن هذا الاتهام موجه إلى عائشة الخطابي بدرجة أولى أكثر
منه إلى المرحوم سعيد الذي كان ينتقد ويعبر عن رأيه جهارا ولا يخاف في
الحق لومة لائم، عائشة الخطابي لا تهادن أحدا ولها من الشجاعة ما يمكنها
من الإفصاح عما يخالجها لأي كان، ولكن ليس من شيمها مهاجمة الناس بدون
سبب.
أضف إلى ذلك أن الوضع تغير مقارنة بالسنوات الماضية، ففي العهد
الجديد لا أحد يمكنه إنكار أن الريف حقق قفزة نوعية بدليل ما يعرفه من
مشاريع تنموية وطفرة اقتصادية. هذا دون أن ننسى أن كرهي للسياسة التي لم
نجن من ورائها غير العذاب يدفعني إلى الابتعاد عن الخوض فيها، وهو ما أدى
إلى إصدار مثل تلك الاتهامات في حقي.
- في سنة 1967 كان شقيق الأمير السي امحمد في طريق عودته إلى المغرب من مصر قبل أن يعود أدراجه. كيف جاءت هذه العودة؟
> قبل أن أجيب عن سؤالك دعني أشير إلى أنه قبل عودته في سنة 1967
سيضطر الراحل بعد وصوله إلى إيطاليا في طريق عودته إلى المغرب إلى أن يعود
أدراجه، بعد أن أخبرناه بأن الجنرال أوفقير سيكون في استقباله في المطار
إلى جانب أفراد الأسرة. فقد فضل تأجيل رجوعه على أن يستقبل من طرف أوفقير
المتهم بالضلوع في اختطاف واغتيال المهدي بنبركة.
أما بخصوص عودته الثانية في سنة 1967، فقد كان لافتا للانتباه ألا
يخصص له استقبال يليق به كشخصية لها حضورها في الكفاح الوطني، بالرغم من
أن السلطات كانت قد أعلنت قبل ذلك أنها ستخصص له استقبالا رسميا، حيث
اقتصر أمر استقباله على أفراد من عائلة الخطابي وعائلة الدكتور عبد الكريم
الخطيب وأحمد بوجيبار وغاب عنه الريفيون بعد أن تم إبلاغنا قبل وصوله بعدم
إخبارهم بتاريخ عودته، بدعوى تجنب المشاكل التي قد تنتج عن الحضور الكثيف
للجماهير إلى مطار الرباط سلا.
كما كان لافتا ومثيرا للكثير من الأسئلة أن سلطات المطار أخبرت أفراد
الأسرة الذين جاؤوا لاستقباله بأن الطائرة القادمة من ليبيا ستتأخر عن
موعد وصولها بنحو ساعتين، ليضطروا إلى مغادرة المطار إلى بيت الدكتور
الخطيب للراحة، قبل أن نتلقى مكالمة هاتفية من خالي بوجيبار تفيد بوصول
السي امحمد إلى المطار. وكان بوجيبار قد فضل البقاء في المطار ليفاجأ بأن
الطائرة المعلن عن تأخر وصولها قد حطت على أرضية المطار في الوقت المحدد
لها، وأن عمي كان يقف في صف المسافرين ينتظر دوره لختم جواز سفره من طرف
سلطات المطار. وبعد استكماله للإجراءات الإدارية سيتم نقله إلى فندق صومعة
حسان بالرباط، حيث تم تخصيص طابق كامل له، لكن مقامه هناك لم يكن طويلا إذ
سيلبي بعد وقت قصير من ذلك نداء ربه في مستشفى ابن سينا نتيجة ما لحقه بعد
عودته إلى أرض الوطن من قسوة المعاملة. بكل صراحة، فقد مات مقهورا من عدم
تخصيص السلطات المغربية لاستقبال يليق به كرمز من رموز الكفاح الوطني.
- بماذا تفسرين موقف السلطات من شقيق عبد الكريم الخطابي؟
> في الحقيقة لم نستوعب ذلك الموقف خاصة أن السلطات المغربية كانت
تلح على عودته إلى أرض الوطن، إلا أنه بعد تحقق تلك العودة لم يجد في
استقباله أي مسؤول حكومي. هل يمكن أن يكون ذلك نوعا من الانتقام من
الخطابي؟ سؤال يطرح، لكنني لا أملك الجواب الشافي عنه، فالأمر يبدو وكأنه
نوع من الانتقام. لكن على كل حال، أعتبر ما حصل لسي امحمد الخطابي كان
تصرفا غير لائق.
- في سنة 1960 سيستقبل الأمير عبد الكريم الخطابي في بيته بالقاهرة الماريشال مزيان، كيف جاء هذا اللقاء؟
> جاء اللقاء بناء على طلب من الماريشال، الذي كان يحث العديد من
الريفيين الذين يزورون الوالد على إقناعه باستقباله لتقديم اعتذاره، لأنه
كان يعلم علم اليقين أنه سيرفض لقاءه بسبب خيانته ومشاركته في الحرب ضد
الريفيين كجندي في صفوف الجيش الإسباني. وخلال اللقاء الذي عقد سنة 1960
بالقاهرة قدم الماريشال اعتذاره للخطابي عما قام به ضد المجاهدين، فبادره
الوالد بالقول «فلنترك ما جرى للتاريخ».
- عاد ملف الغازات السامة التي استعملتها إسبانيا خلال حربها ضد
الخطابي وسكان الريف إلى الواجهة مجددا، بعد صدور تصريحات مغربية رسمية
هذه المرة، عن مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب، طالبت باعتذار إسبانيا
وتعويض الريفيين بسبب استعمال تلك الغازات، كيف تنظرين إلى ذلك؟
> لا أملك إلا أن أعبر عن مساندتي لهذه المطالب، ولو كنا كأبناء
عبد الكريم الخطابي، نتوفر على الإمكانات المالية اللازمة لإنشاء جمعية
تعمل في هذا المجال لأنشأناها. أعتقد أن إسبانيا مطالبة بتقديم الاعتذار
للشعب المغربي عما اقترفته من جرائم حرب في حقه من خلال استعمالها للغازات
السامة المحرمة دوليا، والتي ما زالت آثارها بادية إلى حد الآن من خلال
ارتفاع حالات السرطان في الريف مقارنة مع المناطق الأخرى وتعويض
المتضررين.
- في ختام حلقات كرسي الاعتراف، هل هناك شيء ما تريدين إضافته؟
> أجزل الشكر لجريدة «المساء» على هذه الالتفاتة، وأغتنم الفرصة
لأوجه طلبي إلى المغاربة باختلاف انتماءاتهم وأصولهم بأن يحافظوا على
وحدتهم وأن يقفوا في وجه كل ما يمكن أن يبث الفرقة بينهم. أما بخصوص ملف
الأمير عبد الكريم الخطابي، فأتمنى أن يجد مطلب إقامة متحف ومكتبة من أجل
جمع تراث عبد الكريم الخطابي والحفاظ عليه ما يكفي من الاهتمام. وأخيرا
أقدم اعتذاري إلى كل من قد تسبب له تصريحاتي أذى.
- على خلاف عبد السلام الخطابي الذي كان يصدح برأيه وأدى الثمن غاليا
نتيجة ذلك، تتهمين رفقة الراحل سعيد بنهج سياسة المهادنة تجاه الدولة
المغربية، ما ردك؟
> يبدو أن هذا الاتهام موجه إلى عائشة الخطابي بدرجة أولى أكثر
منه إلى المرحوم سعيد الذي كان ينتقد ويعبر عن رأيه جهارا ولا يخاف في
الحق لومة لائم، عائشة الخطابي لا تهادن أحدا ولها من الشجاعة ما يمكنها
من الإفصاح عما يخالجها لأي كان، ولكن ليس من شيمها مهاجمة الناس بدون
سبب.
أضف إلى ذلك أن الوضع تغير مقارنة بالسنوات الماضية، ففي العهد
الجديد لا أحد يمكنه إنكار أن الريف حقق قفزة نوعية بدليل ما يعرفه من
مشاريع تنموية وطفرة اقتصادية. هذا دون أن ننسى أن كرهي للسياسة التي لم
نجن من ورائها غير العذاب يدفعني إلى الابتعاد عن الخوض فيها، وهو ما أدى
إلى إصدار مثل تلك الاتهامات في حقي.
- في سنة 1967 كان شقيق الأمير السي امحمد في طريق عودته إلى المغرب من مصر قبل أن يعود أدراجه. كيف جاءت هذه العودة؟
> قبل أن أجيب عن سؤالك دعني أشير إلى أنه قبل عودته في سنة 1967
سيضطر الراحل بعد وصوله إلى إيطاليا في طريق عودته إلى المغرب إلى أن يعود
أدراجه، بعد أن أخبرناه بأن الجنرال أوفقير سيكون في استقباله في المطار
إلى جانب أفراد الأسرة. فقد فضل تأجيل رجوعه على أن يستقبل من طرف أوفقير
المتهم بالضلوع في اختطاف واغتيال المهدي بنبركة.
أما بخصوص عودته الثانية في سنة 1967، فقد كان لافتا للانتباه ألا
يخصص له استقبال يليق به كشخصية لها حضورها في الكفاح الوطني، بالرغم من
أن السلطات كانت قد أعلنت قبل ذلك أنها ستخصص له استقبالا رسميا، حيث
اقتصر أمر استقباله على أفراد من عائلة الخطابي وعائلة الدكتور عبد الكريم
الخطيب وأحمد بوجيبار وغاب عنه الريفيون بعد أن تم إبلاغنا قبل وصوله بعدم
إخبارهم بتاريخ عودته، بدعوى تجنب المشاكل التي قد تنتج عن الحضور الكثيف
للجماهير إلى مطار الرباط سلا.
كما كان لافتا ومثيرا للكثير من الأسئلة أن سلطات المطار أخبرت أفراد
الأسرة الذين جاؤوا لاستقباله بأن الطائرة القادمة من ليبيا ستتأخر عن
موعد وصولها بنحو ساعتين، ليضطروا إلى مغادرة المطار إلى بيت الدكتور
الخطيب للراحة، قبل أن نتلقى مكالمة هاتفية من خالي بوجيبار تفيد بوصول
السي امحمد إلى المطار. وكان بوجيبار قد فضل البقاء في المطار ليفاجأ بأن
الطائرة المعلن عن تأخر وصولها قد حطت على أرضية المطار في الوقت المحدد
لها، وأن عمي كان يقف في صف المسافرين ينتظر دوره لختم جواز سفره من طرف
سلطات المطار. وبعد استكماله للإجراءات الإدارية سيتم نقله إلى فندق صومعة
حسان بالرباط، حيث تم تخصيص طابق كامل له، لكن مقامه هناك لم يكن طويلا إذ
سيلبي بعد وقت قصير من ذلك نداء ربه في مستشفى ابن سينا نتيجة ما لحقه بعد
عودته إلى أرض الوطن من قسوة المعاملة. بكل صراحة، فقد مات مقهورا من عدم
تخصيص السلطات المغربية لاستقبال يليق به كرمز من رموز الكفاح الوطني.
- بماذا تفسرين موقف السلطات من شقيق عبد الكريم الخطابي؟
> في الحقيقة لم نستوعب ذلك الموقف خاصة أن السلطات المغربية كانت
تلح على عودته إلى أرض الوطن، إلا أنه بعد تحقق تلك العودة لم يجد في
استقباله أي مسؤول حكومي. هل يمكن أن يكون ذلك نوعا من الانتقام من
الخطابي؟ سؤال يطرح، لكنني لا أملك الجواب الشافي عنه، فالأمر يبدو وكأنه
نوع من الانتقام. لكن على كل حال، أعتبر ما حصل لسي امحمد الخطابي كان
تصرفا غير لائق.
- في سنة 1960 سيستقبل الأمير عبد الكريم الخطابي في بيته بالقاهرة الماريشال مزيان، كيف جاء هذا اللقاء؟
> جاء اللقاء بناء على طلب من الماريشال، الذي كان يحث العديد من
الريفيين الذين يزورون الوالد على إقناعه باستقباله لتقديم اعتذاره، لأنه
كان يعلم علم اليقين أنه سيرفض لقاءه بسبب خيانته ومشاركته في الحرب ضد
الريفيين كجندي في صفوف الجيش الإسباني. وخلال اللقاء الذي عقد سنة 1960
بالقاهرة قدم الماريشال اعتذاره للخطابي عما قام به ضد المجاهدين، فبادره
الوالد بالقول «فلنترك ما جرى للتاريخ».
- عاد ملف الغازات السامة التي استعملتها إسبانيا خلال حربها ضد
الخطابي وسكان الريف إلى الواجهة مجددا، بعد صدور تصريحات مغربية رسمية
هذه المرة، عن مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب، طالبت باعتذار إسبانيا
وتعويض الريفيين بسبب استعمال تلك الغازات، كيف تنظرين إلى ذلك؟
> لا أملك إلا أن أعبر عن مساندتي لهذه المطالب، ولو كنا كأبناء
عبد الكريم الخطابي، نتوفر على الإمكانات المالية اللازمة لإنشاء جمعية
تعمل في هذا المجال لأنشأناها. أعتقد أن إسبانيا مطالبة بتقديم الاعتذار
للشعب المغربي عما اقترفته من جرائم حرب في حقه من خلال استعمالها للغازات
السامة المحرمة دوليا، والتي ما زالت آثارها بادية إلى حد الآن من خلال
ارتفاع حالات السرطان في الريف مقارنة مع المناطق الأخرى وتعويض
المتضررين.
- في ختام حلقات كرسي الاعتراف، هل هناك شيء ما تريدين إضافته؟
> أجزل الشكر لجريدة «المساء» على هذه الالتفاتة، وأغتنم الفرصة
لأوجه طلبي إلى المغاربة باختلاف انتماءاتهم وأصولهم بأن يحافظوا على
وحدتهم وأن يقفوا في وجه كل ما يمكن أن يبث الفرقة بينهم. أما بخصوص ملف
الأمير عبد الكريم الخطابي، فأتمنى أن يجد مطلب إقامة متحف ومكتبة من أجل
جمع تراث عبد الكريم الخطابي والحفاظ عليه ما يكفي من الاهتمام. وأخيرا
أقدم اعتذاري إلى كل من قد تسبب له تصريحاتي أذى.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» محمد بن عبدالكريم الخطابي امير الريف
» محمد بن عبد الكريم الخطابي
» البوم محمد بن عبدالكريم الخطابي
» حرب الريف ( محمد بن عبدالكريم الخطابي )
» محمد بن عبد الكريم الخطابي أسطورة الريف
» محمد بن عبد الكريم الخطابي
» البوم محمد بن عبدالكريم الخطابي
» حرب الريف ( محمد بن عبدالكريم الخطابي )
» محمد بن عبد الكريم الخطابي أسطورة الريف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى