نقاش وحوار ...والطبقة الكادحة

منذ أن وعيت سياسيا وأنا أرى الحال هي الحال والتغيير من المحال ..دساتير متتالية وحكومات متعاقبة وبرلمان مكرر ببعض وجوهه الوارثة للأصوات المادية والإديولوجية الغاملة ..الحق مطوي تحت سطور السياسة والحقيقة مهضومة بأسنان الوصوليين فكم من نقاش بث عبر الإذاعات والقنوات التلفزية فرأينا وجوها تتناوب علينا لتحلل الأسئلة المضبوطة والمرقمة فى عالم الاستغلال ..وكم من حوار ألف الموائد المستديرة منذ ظهور التلفزة المغربية بالأبيض والأسود ثم تحولها إلى الألوان الزاهية ..تعاقب علينا الوزراء والمحللون وتراكم على سمعنا والأعين تحنزز فى الوجوه المفبركة ضدنا يعدون وعدا تلو وعود تخطط الحلول وتفند المشاكل لتبرز لنا ذلك الأمل المغشوش بالتسويف الممل ..أنا شخصيا قضيت 37 سنة وزيادة طفيفة فى التعليم ولم أشعر يوما بتأثير وزير على عملى أو أحس بوجوده داخل منظومتنا وفى سنوات كنت لا أعرف سوى المدير والمفتش والراتب وقد يحصل هذا الانفصام بين الموظفين والوزراء فى الإدارات الأخرى ..برامج النقاش كثيرة وتنظيم الحوارات كل أسبوع لا تغيب عن السمعي والبصري والمشاهدون يتتبعون تلك الندوات بالظن ولما ينتهى اللغو فى تبادل الجمل الرنانة يغيب الفعل على الواقع المليء بمشاكل فى الصحة والتعليم وفى كل المجالات الحيوية فى البلاد وهكذا نجد الحوارات والمناقشات تتكاثر يوما بعد يوم وإلى جانبها فى خط متواز ومتتابع عبر حقب الحكومات الاعتصامات والإضرابات والتظاهرات السلمية وأعمدة الصحف تستغل المنسوج المتعارض لتبيع .

فمنذ حكومة عبد الله إبراهيم مع بوعبيد إلى حكومة عباس الفاسى لم نشعر بأي تأثير أو تغيير استفاد منه المواطنون لأن مخطط الدولة العام له أثر بالغ فى نفوس المغاربة كبديل يعفينا من انتظار وزراء لا يهشون ولا ينشون إلا فى مصلحة أحزابهم والمقربين لهم .

لو أعدنا كل الحوارات والمناقشات لنظبقها على الواقع لوجدنا الفرق الشاسع بين ما يعيشه المواطن وكلمات أهل البروجيكتورات والنقل الإذاعي والتلفزي ..ناقشوا الرشوة وهي مستمرة وحاوروا فى التعليم وهو يتقدم فى الرداءة ,تحدثوا عن السكن الذى زاغ من بين أيديهم واستمر فى العشوائيات والمضاربات ..

أعتقد أن المغاربة لم يستفيدوا من موائد الحوار والنقاش ولن يستفيدوا من خطب المتحزبين ..لأن الاستفادة الوحيدة هي :

1 +على الحكومة أن تكون للجميع دون تقريب الموالين مناضليهم والمفروضين بحكم القوة والنفوذ المادي

2 +مراقبة أموال الوزارات التى تصرف فى البذغ الوظيفى

3 + الإنصات لشعب يريد حظه من خيراته الموزعة بالكيفيات والمكيفات

كل الحوارات والنقاشات سحقت ستين سنة من عمر البلاد لأن الحكومات فى الواد الذهبي وأنصت لها شعب ضاع بين الحكومات التى لا تنفد..؟

أختى راضية ..

وإخوانى القراء ..

لن تنجح سياسات الحكومات المغربية ولن ينجح البرلمان بشقيه ولن تنجح الجماعات ولن ينجح كل القييمين على القطاعات الحيوية فى وطننا الذى نحبه جميعا إلا إذا تضامن الجميع من أجل ترقية الآباء والأمهات ومساعدتهم جميعا بالماديات التى تسد الضروريات والحاجيات على الأقل..لا يمكن لأب مسحوق بالراتب الضعيف والكراء والفاتورات والكريديات من أجل الدخول المدرسي والأعياد أن يوفر لأبنائه ما يحتاجون إليه لينضبطوا تحت سلطته وسلطة الدولة ..ولا يمكن لأم مسحوقة أن تسيطر على أبنائها وبناتها ليكونوا ويكنن كما تريده التقاليد والدين ..التعثر ضروري فى الحياة ولكن كثرته تؤدى إلى مالا تحمد عقباه ..

الوالدان أساس الازدهار وإن انفرط قسط فلا حرج

فكيف لشاب أو شابة يحققان المطلوب من الدولة ووالداهما على عتبة فقر لا يوفر أدنى ضروريات للأولاد

أتمنى من الحكومة الجديدة أن تخفف ما ثقل على الوالدين ليشعر الآولاد بالطمأنينة على مستقبلهم ..فحين يجد الأب متسعا من أجرته قد يتمكن من مساعدة أولاده وبناته فى مشروع بسيط يضمن المستقبل ..؟

هذا رأي فقط

أخى ربيع :

نحن لا نتسول ولا نطلب من الحكومة أموالا للمتواكلين لكننا نريد حقنا من الوطن الشاسعة خيراته ..ألا ترى كبار السن يعتصمون ويحتجون أمام الوزارات ؟ ألا ترى أجور التقاعد لدى المتقاعدين الأوائل ؟ وهل يمكن لابن غني وسلطوي أن يحتج مع أبناء الفقراء أمام البرلمان ويذوق طعم الهراوة ؟

موضوعى أثير حول تنمية جيوب الآباء بتحسين الأجور وتخفيض الأسعار وإيجاد حل للكريديات التى تهلك الموظفين والمتقاعدين والعمال ..

أين هي الثروات التي ستوزعها الدولة على شعبها مع العلم أن الدولة هي من تتسول من الشعب والفقراء من أجل سد حاجياتها وأهم مورد تملكه الدولة هي ما يصطلح عليها بالقيمة المضافة التي يؤديها أي شخص ولا يستثنى منها أحد وبدون القيمة المضافة فلن تجد الدولة ما تسدد به رواتب موظفيها فأين هي هذه الثروات حتى سمك السردين الذي كان يعتبر المغرب أول منتج له ومصدر له على المستوى العالمي أصبح في خبر كان بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة .....