53 سنة على زيارة الشهيد المهدي بنبركة لمدينة وزان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
53 سنة على زيارة الشهيد المهدي بنبركة لمدينة وزان
شكرا إلى من حافظ على هذه الصورة الغالية والمعبرة كل هذه السنوات، لتطل علينا عبر هذا الموقع المحترم لتذكرنا بأناس ينطبق عليهم قوله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواَ تبْدِيلاً) الأحزاب 23 صدق الله العظيم؛ وعلى رأس هؤلاء قائد وطني تقدمي وزعيم حركة التحرر العالمية، إنه المناضل الشهيد المهدي بنبركة الذي اختطفته أيادي الخزي والغدر والعار، أعداء الشعب المغربي، أعداء الحرية، أعداء إقرار ديمقراطية حقيقية بالبلاد، أعداء الإصلاح والتقدم، أعداء ضرب القوات الشعبية، أعداء المهدي بنبركة. اتفقوا في عدائهم بعداء جلادي شعوب العالم الثالث، من مخابرات فرنسية صهيونية، ومصالح احتكارية إمبريالية… والمخجل أن مصالح الاستعلامات التابعة للجنرال أفقير استعانت بهؤلاء لتنفيذ عمليتها الشنيعة والدنيئة، وذلك يوم 29-10-1965 بالعاصمة الفرنسية باريس، لتكون المسافة الزمنية التي تفصلنا بين اليوم المشؤوم في تاريخ قوى التحرر العالمية واليوم حوالي 47 سنة، وعلى زيارته لمدينة وزان، المدينة المناضلة الصامدة، حوالي 53 سنة.
هذه المدينة التي اختطفت بدورها من طرف شرذمة من أنواع البشر ما ينيف عن أربعة عقود؛ فقد يجزم المرء أن هذه المدينة قد تحولت من الأحسن في ذلك الوقت إلى الأسوأ فيما هي عليه الآن بعد مرور كل هذا الوقت، لذا فما أحوجها لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه حتى تعود إليها البسمة من جديد، وتؤد وظيفتها كباقي المدن الأخرى. فلو بقي المهدي حيا يرزق ما كنا في حيرة من أمرنا صامتين مهزومين نتفرج على واقعنا المزري، لأن المهدي منذ مرحلة التحضير للمطالبة بالاستقلال في يناير1944، ظهر كشخصية فذة على مستوى التنظيم والإدارة السياسية على حد قول رفيقه المرحوم عبد الرحيم بعبيد؛ لقد كان قدوة في العمل المتواصل والابتكار والإبداع والتضحية، حيث طرد من الوظيفة العمومية في أواسط الأربعينيات لمكافحته الاستعمار، واغتيل في أواسط الستينات لأفكاره التحررية العالمية ومناهضته لكل أعداء الحرية والتقدمية وحقوق الإنسان. هذا المناضل لمع كنجمة في ظلمة ليلنا العربي… ثم مضى دون أن يترك لنا موعدا للقاء، أو بقعة أرض نرمي فيها زنابقنا، حيث اعتاد الناس على وضع باقة ورد على قبر إنسان عزيز، أو استحضار مناقبه وهم واقفون على شاهده.
لقد كان المهدي بنبركة مسكونا بطبيعة الحال بكل ما يتعلق بتحرير وطنه من حجر الحماية، ومهووسا بتربية الجماهير وتعليم وتكوين الأطر.
لقد كان قدرة خارقة للعادة لربط العلاقة مع الناس، سواء كانوا شبابا أو كهولا، طلبة أو عمال، حرفيين أو فلاحين، مثقفين أو محدودي المعرفة أو أميين.
كان المهدي إنسانا طبيعيا يحب العمل والاجتهاد المتواصل، يميل إلى توسيع معلوماته، ويفضل دائما أن يتعلم من التجارب الميدانية بالاتصال مع الشعب.
كان سلاحه دائما هو التواضع والابتعاد عن الغرور رغم ثقافته العالية والمتنوعة، في زمن كان فيه الجهل والأمية يسيطران على السواد الأعظم من أفراد المجتمع.
المهدي كإنسان كانت له أخطاؤه، كانت نتيجة الثقة التي يضعها في بعض الناس بشكل متسرع، وكم هي حالة الخيبة والمرارة، التي لم يتعرف عليها، لأنه رحل قبل الأوان، قبل أن يكشف العديد من الناس إما عن انتهازيتهم أو عن ضعفهم كبشر.
لقد خرج هذا الرجل إلى مجتمع أدرك مبكرا مدى أمراضه ومشاكله، فكرس حياته لمحاربة هذه الأمراض والمشاكل، وأعطى كل وقته لتنظيم الصفوف الوطنية في مواجهة النظام الاستعماري والاستبداد والمستبدين الذين هم اليوم في طريقهم إلى الزوال ويتساقطون الواحد تلو الآخر كأوراق الخريف. لذا نسوق نزرا قليلا من الشهادات التي تليق بهذا الرجل، ونبدأ بشهادة رفيقه في الدرب والنضال المرحوم عبد الرحيم بعبيد حيث قال: “المهدي بنبركة ظهر كشخصية فذة على مستوى التنظيم والإدارة السياسية منذ مرحلة التحضير للمطالبة بالاستقلال في يناير 1944″ . كما اعتبرته الإقامة العامة “أخطر أعداء فرنسا بالمغرب”. وأطلق عليه كثير من المقيمين العامين بـ “محطم نظام الحماية”. وقال عنه المرحوم المختار السوسي، الذي لم يكن يتفق معه أحيانا في معتقل الصحراء “بأن سيرته وزير الشؤون الخارجة، لأنه الشخص القادر على مواجهة كل واحد بما يلائم”. وقدم عنه شارل أندريه جوليان أفضل شهادة حيث قال فيها: “كان رمزا لشبيبة العالم الثالث وأملا كبيرا لكل المضطهدين كيفما كان جنسهم أو ديانتهم، ولم تكن لتعطشه للحرية حدود وكان نشاطه الدولي يشكل تهديدا للأنظمة الاستبدادية”. ويصرح الملك الراحل الحسن الثاني في “مذكرة ملك” التي تضمنت فقرات كثيرة حول بنبركة مثيرة للغاية: “وكما سبق أن قلت لكم فإنه كان مشاغبا، إلا أنه كان ذا ذكاء ثاقب، أعتقد أنه إذا كان كل شخص لا يقدم فكرة صائبة، فإن بنبركة كان يعطي يوميا عشرة آلاف فكرة يمكن الأخذ منها فكرة أو فكرتين صائبتين…، وأؤكد لكم أنه لم يكن لي مع المهدي أي خلاف… كان يتكلم بنبرة متوقدة حماسا زائدا.. كان يفيض ذكاء، كان ذا ثقافة واسعة وشخصية جذابة وطبع هائج… لم يكن يعرف كيف يحد من حركته، إذ كان له طاقة مختزنة للبذل والعطاء ، وكان يولي لكل فكرة جديدة بالغ اهتمامه… كان إنسانا واقعيا للغاية…”.
ومن هنا نقول لك: “نم مطمئنا يا شهيد، فإذا كانوا قد نجحوا في اختطافك وتصفيتك جسديا، فإنهم قد فشلوا فشلا ذريعا في اختطاف فكرك واغتيال مبادئك، لأنهم اغتالوك من فرط جهلهم ولم يفطنوا إلى أنك في قلوب المغاربة جيلا بعد جيل، وأن الذاكرة الجماعية المقدسة بقدر ما تحتفظ بفكرك عبر الأجيال في عقلها وقلبها، بقدر ما تتمسك بحرارة ونضج بالقيم التي ناضلت من أجلها؛ إننا نحتفظ بمن اغتالوك واغتالوا رفاقك قبل وبعد ذلك، ونحتفظ بذكراكم والأمل باق بقاء الذاكرة الجماعية. إنه لغريب قدر هذا الوطن أن لا يعانق ترابه أجساد عاشقيه، ليستشهد المهدي في الغربة ويموت عبد الكريم الخطابي ويوارى التراب بعيدا عن بلاده وأهله.
abdelhamid el kotbi- عدد الرسائل : 5
العمر : 59
Localisation : وزان
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 03/05/2012
رد: 53 سنة على زيارة الشهيد المهدي بنبركة لمدينة وزان
رحم الله الشهيد المهدي.لو عاش المهدي حتى الآن لغسل يديه على الحزب ومن فيه.أين الاتحاد الاشتراكي من الاختيار الثوري الذي صاغه المهدي خريطة طريق للحزب (الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ).؟بل أين الاتحاد الاشتراكي من مواقف عمر بن جلون وعبدالرحيم بوعبيد؟ الرفاق استحلوا الكراسي والعيش الهاي كلاس ولم يعد خطابهم يحرك ادنى شعور عند أحد.لم يبق في الحزب الا الديناصورات ..لكن ومن الديناصورات قد ولى الى غير رجعة.
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
مواضيع مماثلة
» عائشة الخطابي تحكي...
» صورة لمدينة وزان
» البوم وزان Album d'OUAZZANE
» بطاقات بريدية لمدينة وزان
» المغرب يقر بالعجز عن معرفة الحقيقة حول بنبركة/ محمد بوخزار
» صورة لمدينة وزان
» البوم وزان Album d'OUAZZANE
» بطاقات بريدية لمدينة وزان
» المغرب يقر بالعجز عن معرفة الحقيقة حول بنبركة/ محمد بوخزار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى