ديوان العربي بن عبد الله المساري
صفحة 1 من اصل 1
ديوان العربي بن عبد الله المساري
ديوان العربي بن عبد الله المساري
جمع وتحقيق ودراسة للدكتورة فاطمة بن الحبيب والدكتور عبد السلام الطاهري.
نشرت
الدكتورة فاطمة بن الحبيب بالاشتراك مع الدكتور عبد السلام الطاهري منتصف
سنة 2011 كتابا في خمس وثلاثين وثلاثمائة صفحة ، بعنوان (ديوان العربي بن
عبد الله المساري ، جمع وتحقيق ودراسة ) .
ويتموضع الكتاب في رف متميز
بخزانة الأدب المغربي .لأنه جمع وحقق ودرس شعر شاعر مغربي عاش بين سنتي
1743و 1824 وكان قد تخرج من جامعة القرويين العتيقة متمثلا الثقافة العربية
الإسلامية عهدئذ ، ثم استقر في البادية المغربية بمسارة مشتغلا بالتدريس
والقضاء ، ويمكن اعتبار شعره نموذجا للشعر المغربي العربي في أواخر القرن
التاسع عشر عامة ، ولشعر الفقهاء والبادية المغربية خاصة .
27/5/2012-العلم الثقافيجمع وتحقيق ودراسة للدكتورة فاطمة بن الحبيب والدكتور عبد السلام الطاهري.
نشرت
الدكتورة فاطمة بن الحبيب بالاشتراك مع الدكتور عبد السلام الطاهري منتصف
سنة 2011 كتابا في خمس وثلاثين وثلاثمائة صفحة ، بعنوان (ديوان العربي بن
عبد الله المساري ، جمع وتحقيق ودراسة ) .
ويتموضع الكتاب في رف متميز
بخزانة الأدب المغربي .لأنه جمع وحقق ودرس شعر شاعر مغربي عاش بين سنتي
1743و 1824 وكان قد تخرج من جامعة القرويين العتيقة متمثلا الثقافة العربية
الإسلامية عهدئذ ، ثم استقر في البادية المغربية بمسارة مشتغلا بالتدريس
والقضاء ، ويمكن اعتبار شعره نموذجا للشعر المغربي العربي في أواخر القرن
التاسع عشر عامة ، ولشعر الفقهاء والبادية المغربية خاصة .
يتكون الكتاب من قسمين كادا أن يكونا متساويين كما .فالقسم الأول يشغل 164 صفحة ، وعدد صفحات القسم الثاني 148 صفحة .
ويتشكل القسم الأول من مقدمة ومدخل وثلاثة فصول وخاتمة .
وفي
المقدمة تنويه بقيمة شعر العربي المساري التاريخية ، وعرض مفصل لإجراءات
جمع أشعاره وتحقيقها ، وملاحظات نقدية على جهود المصنفين والباحثين الذين
عرفوا به وحققوا ودرسوا شعره في فترات سابقة ، فضلا عن كشف لمكونات منهج
الدراسة .وهو منهج يعتمد وحسب اختيارات المؤلفيْن ،المنهج التاريخي وسيلة
(للكشف ورصد التحولات والتطورات في دائرة شروطها التاريخية )1.ويتخذ كذلك
المنهج الموضوعاتي أداة لتتبع (الأغراض الشعرية وتحديد موضوعاتها الكبرى
وبنياتها العامة )2. كما يتوسل بالمنهج الإحصائي (لضبط الكم الشعري في كل
غرض والنسب التي يمثلها في خريطة الديوان ثم طبيعة القوافي ونسب حضورها أو
غيابها )3.
وفي المدخل تقديم (للشروط التاريخية الفاعلة في الحقل
الاجتماعي والثقافي الذي عاشه الشاعر) أو وصف لعصر الشاعر من ناحيتين :
إحداهما سياسية والأخرى ثقافية .وانتهت الدراسة في الناحية الأولى إلى
تأكيد أن ( الوضعية السياسية والاجتماعية المتوترة بين السلطة والعبيد
والودايا والقبائل والأحداث المتوالية والصراعات القبلية من جهة .وصراع
الأسرة الحاكمة على السلطة من جهة ثالثة .والمحاولات الإصلاحية التي قادها
بعض الملوك ابتداء من سيدي محمد بن عبد الله إلى المولى سليمان [كلها
قضايا ] بمثابة مؤشر ضابط يلقي الأضواء على سياق المتغيرات السياسية
والاجتماعية حتى نقترب من طبيعة الحياة الثقافية ومن تربتها التي ترعرعت
فيها ..)4 شخصية الشاعر .
وانتهت الدراسة في الناحية الثانية الثقافية
واستنادا إلى وفرة الأعلام العلماء والأدباء في هذه الفترة بالقول إن
الحركة الثقافية عصرئذ (لم يعترها خمول مع العلم أن السلطة كانت في موقف
ضعيف لا تسمح لها ظروفها السياسية بخلق نظام يسوده الاستقرار والأمن وتنشيط
الحياة الثقافية والأدبية ، ومع ذلك نجد الحياة الفكرية في مجال الفقه
والحديث والتفسير واللغة والأدب تابعت مسيرتها الانتاجية والإبداعية بفضل
ملكين عظيمين هما سيدي محمد بن عبد الله والمولى سليمان اللذين عاش في
عهدهما شاعرنا العربي المساري)5.
ثم عرف المدخل بمنطقة مسارة من حيث
موقعها الجغرافي وتجمعاتها البشرية وأصولها التاريخية وتطورها اللغوي
وحياتها الاقتصادية والثقافية . واستخلص ( أن الحياة الثقافية سواء منها
الدينية أو الأدبية أو اللغوية نمت وازدهرت في حضن مساجد القبيلة وهي موزعة
في كل أرجاء المنطقة)6
وفي الفصل الأول ترجم المؤلفان للشاعر
العربي المساري مفصلين القول في منشئه ونسبه واسمه وكنيته وولادته ونشأته
وتكوينه الثقافي وقوامه حفظه للقرآن الكريم ودراسته في القرويين ثم فصلت
الترجمة القول في إقامته بقبيلته ومراسلاته مع علماء فاس ووفاته وأبنائه
.وانتهى هذا الفصل بالإشارة إلى المصادر والمراجع التي ترجمت له أو أشارت
إليه .وقرر المؤلفان في نهاية هذا الفصل أن العربي المساري :
(1 ?
رجل بدوي تربى وعاش حياته في البادية واستطاع أن ينتج عدة منظومات وقصائد
ونعتقد أنه لو تربى وعاش حياته في حاضرة علمية لكان أكثر عطاء وإنتاجا .
2- لم يكن متفرغا للتأليف والكتابة الشعرية بل كان يشغل منصب التدريس والعدالة والقضاء ولو تفرغ للتأليف لكان إنتاجه غزيرا .
3- ترك بصماته العلمية والأدبية بين سكان منطقة "جبالة " وخاصة أبناء
قبيلته الذين يحفظون بعض منظوماته وقصائده إلى الآن ، ويذكرونه في محافلهم
واجتماعاتهم بإجلال .
4- عمر طويلا إذ تجاوز ثمانين سنة من عمره وهذه
الفترة أكسبته خبرة بالحياة وبالناس ، وعرف كيف يتعامل مع المساريين ،
وكيف يكتسب احترامهم وتقديرهم )7 .
ويستغرق المدخل والفصل الأول نصف
قسم الدراسة .أما النصف الثاني ويضم الفصلين الثاني والثالث فهو مخصص
لدراسة آثار العربي بن عبد الله المساري الشعرية وأغراضها .وقد عالج
قضيتين أساسيتين :
- أولاهما إجراءات تحقيق المتن الشعري وقد حصرها في
تحديد مخطوطات المتن الشعري المعتمدة ووصفها و تعيين النسخة الأم أو الأصل
، والمقابلة بين النسخ ، وتخريج النصوص الشعرية وضبطها ، وتذييلها بالشروح
والتوضيحات الكافية .
- وثانيتهما وصف المتن الشعري وقد حصره في بابين
كبيرين باب الشعر التعليمي ، وباب شعر الإخوانيات الذي يضم أشعار المدح
والحوار والمناظرة والرثاء والالتماس والنصيحة والغزل ، وشعر الشوق والحنين
والاعتذار .
ويسجل الباحثان على المتن المجموع والمدروس ملاحظتين :
أولاهما
أن الأغراض الشعرية التي تصنف فيها أشعار الشاعر (اصطبغت بصبغة الشاعر ،
وعكست ميولاته وارتبطت بظروفه وبفضائه المكاني ، وبمواقفه ورغباته وسلوكاته
الاجتماعية حيث تطرح قضايا اجتماعية وتربوية تعليمية وفقهية .وأن أغراضه
الشعرية غير متداخلة ، وكل قصيدة أو مقطوعة ترتبط بدوافع وأسباب نظمها
.وأن النزعة الغالبة على النص الشعري المساري هي النزعة التعليمية ثم
الإخوانيات ، وهي تحتل مكانها داخل خريطة الديوان مع تفاوت ملحوظ في الكم
والنوع ، وعلى مستوى القصائد والمقطوعات )8 .
والملاحظة الثانية هي أن موضوعات شعر العربي المساري موزعة على مجالين شعريين رئيسيين :
أحدهما فيه ( جمع وتقريب المعارف والدعوة إلى طلب العلوم ) .
والآخر موضوعه ( الدعوة إلى ترسيخ روح الصداقة والميل إلى التواصل والحوار )9.
وفي
الفصل الثالث محاولة لتحديد خصائص شعر العربي المساري الفنية على مستويات :
بناء القصيدة ، والمحسنات البلاغية ، والبنية الإيقاعية .
وينتهي القسم الأول بخاتمة تلخص أهم نتائج مباحث مدخله وفصوله .
ويمكن تجميع مباحث هذه الدراسة في ثلاثة محاور أساسية :
1 ? محور الزمان والمكان ، أو عصر الشاعر وبيئته
2 ? محور شخصية الشاعر الإنسان ، سيرة حياته من الميلاد إلى الوفاة.
3 ? محور إنتاجه الشعري .
وباستعراض
هذه المحاور يبدو أن المنهج التاريخي مرجع نقدي لهذه الدراسة .ويتضح عند
التحليل أن عناصر من المنهج الموضوعاتي داعمة له فتأسيس الدراسة على ثالوث
العصر وأحواله ، والشخصية ومكوناتها ، والإبداع وتشكيلاته ، من الإجراءات
الجوهرية والأساسية في المنهج التاريخي .كما أن تحليل مضامين الشعر حسب
الموضوعات ووصف بعض وسائل الأداء الفني في الشعر بالاعتماد على الإحصاء من
إجراءات المنهج الموضوعاتي.
ويلاحظ أن هذه الدراسة تقف عند حدود تقديم
ملامح العصر الذي عاشه الشاعر من نواحيه السياسية و الثقافية . ودون توسع
في دراسته من نواحيه الاجتماعية والاقتصادية ( كطبقات المجتمع ،ووسائل
الانتاج ، وعلاقات الانتاج مثلا) ودون استقصاء لانعكاساته على الشخصية ،
وتجليات الشخصية في الأدب .
ولعل افتقار المكتبة التاريخية المغربية
إلى دراسات مفصلة في التاريخ الاجتماعي والتاريخ الاقتصادي للمنطقة التي
أقام بها الشاعرفي هذه الفترة يبرر هذا الواقع .ولأن دارس الأدب يوظف
نتائج دراسات تاريخية جاهزة يقدمها المؤرخون ، ولا يمكن أن يكون في آن واحد
مؤرخا للسياسة والاجتماع والاقتصاد والفكر ...في مجتمع أديب يحلل نصوصه .
وأبعد
من ذلك نلاحظ أن الشعراء الذاتيين الذين يعنون في أشعارهم بمواضيع ذاتية ،
وخلافا للشعراء الغيريين الذين يخوض شعرهم في قضايا المجتمع لا تعكس
أشعارهم تأثيرا ت أو تفاعلات قوية مع مجتمعاتهم وعصورهم .
وواضح أن
الشاعر العربي المساري شاعر المنظومات التعليمية والإخوانيات شاعر ذاتي
بالدرجة الأولى مما يبعد شعره عمليا عن عكس سمات عصره من مختلف نواحيه .
وقد يكون هذا الواقع نفسه سببا لما يلاحظ من أن هذه الدراسة قدمت ترجمة
للعربي المساري رجلا أكثر من أن تحلل شخصيته شاعرا
من ناحية ثانية
تعتمد هذه الدراسة بشكل موسع على إجراء إحصاءات متنوعة لعدد الأبيات
والقصائد والمقطوعات والأغراض الشعرية ومكونات الإيقاع في الشعر ( الوزن ،
القافية ،الروي ،الزحافات والعلل ،أنواع الحروف ، بناء القصائد ) .ويلاحظ
أن هذا التوسع في الإحصاء يعطي بعدا علميا حقيقيا للدراسة ، مادامت الأرقام
والنسب الإحصائية أقدر على وصف الظواهر بدقة و موضوعية ولكن الإفراط فيه
قد يحول بين الناقد الأدبي وبين الوقوف مليا عند التجربة الإنسانية التي
تحيل إليها الأعمال الأدبية .مادام الأدب تعبيرا عن تجربة إنسانية
.وبعبارة أخرى فالإمعان في التفكيك دون الانتقال إلى التركيب يعوق الدراسة
الأدبية في طريق الوصول إلى أهدافها . كما أن اعتماد الإحصاء في الدراسة
الأدبية ، وبدون توظيفه للاستدلال على صحة فرضية أدبية يقترحها المحلل
يجعله ترفا نقديا .
وعموما يمكن أن يوصف منهج هذه الدراسة بكونه
منهجا تكامليا لأنه منهج يوظف مفاهيم وإجراءات نقدية من مناهج متعددة
.ويمكن أن يوصف بأنه منهج جامعي أعتمده الجامعيون العرب في المشرق والمغرب
لإعداد رسائلهم وأطاريحهم الجامعية ودراسة أعلام الأدباء وتراثهم .بل كاد
أن يكون منهجا نقديا رسميا لأطروحات الباحثين الجامعين في كليات الآداب
العربية منذ أن كتب وناقش طه حسين أطروحته (تجديد ذكرى أبي العلاء ) سنة
1914 وحتى أواخر ستينات القرن الماضي .ووجدنا كثيرا من المؤلفين
والجامعيين كتبوا في فترات لاحقة دفاعا عنه كسيد قطب في ( كتابه في النقد
الأدبي 1948) والدكتور شوقي ضيف تلميذ طه حسين في كتابيه ( في النقد الأدبي
1962 والبحث الأدبي طبيعته ، مناهجه أصوله مصادره 1972 ) .
ولهذا
المنهج النقدي فعالية نقدية ملموسة في التعريف بالأعلام وخصائص الآداب
واتجاهاتها .وقد أبان عن هذه الفعالية في دراسة الأدب المغربي ، واعتمد
بشكل موسع في دراسة شخصيات وآداب كثير من أعلامه في القديم والحديث فأقدم
رسالة جامعية نوقشت في كلية آداب الرباط ،جامعة محمد الخامس كانت بعنوان
( أبو المطرف أحمد بن عميرة المخزومي حياته وآثاره ) 10 وبإشراف الدكتور
أمجد الطرابلسي وقدمها محمد بنشريفة سنة 1964 تبنت هذا المنهج .
ويدين
البحث الجامعي الأدبي المغربي للدكتور عباس الجراري بالفضل في ترسيخ
دعائم هذا المنهج لدراسة شخصيات وآداب كثير من أعلام المغرب . فقد تشبع
بهذا المنهج وهو طالب باحث في المشرق العربي بآداب القاهرة .واتضح ذلك في
رسالته للماجستير المعنونة ب(الأمير الشاعر أبو الربيع سليمان الموحدي
،عصره حياته وشعره )11.وأقر تطبيق هذا المنهج في كثير من رسائل وأطاريح
الجامعيين التي أشرف عليها وكشف في كتابه (خطاب المنهج )12عن اعتماده لهذا
المنهج ودفاعه عنه .ويمكن التمثيل بتطبيق الباحثين في أطاريحهم الجامعية
لهذا المنهج ، وتحت إشراف الدكتور عباس الجراري نفسه برسالة (أبو العباس
أحمد بن المأمون البلغيثي لمحمد العلمي 1982) 13 وأطروحة (شعر عبد العزيز
الفشتالي جمع وتحقيق ودراسة لنجاة المريني 1983).و أطروحة (محمد المختار
السوسي دراسة لشخصيته وشعره لمحمد خليل 1984). ورسالة مصطفى الجوهري (عبد
الله بن العباس الجراري الأديب 1992)14, وأطروحة (شعر محمد العثماني جمع
ودراسة لإبراهيم إيد منصور 1999 )15 .
وقد مكن المنهج التكاملي هذه
الدراسة الأدبية من تسجيل عدة ملاحظات تبرز خصائص النظم التعليمي و الذي له
حضور قوي في التراث المغربي وكذا الشعر الإخواني وهوباب كبير في ديوان
الشعر المغربي العمودي 16 .ومن هذه الملاحظات :
1 ? ان ( الشاعر كان
ينطلق - في نظمه التعليمي ? من مبدأ جمع المعارف التربوية والفقهية
واللغوية وتقديمها نظما بشكل مكثف ملخص حتى يستوعبها طلبة العلم وتختزنها
ذاكرتهم )17
2 ? أن الشعر عند العربي بن عبد الله المساري مرآة (تعكس حياته وتعبر عن تطلعاته وعلاقاته ومشاعره وطموحاته وآماله )18 .
3
? إن الشعر لدى هذا الشاعر تنفيس عن الذات و( ترويح عن النفس ، والتعبير
عن القضايا التربوية والتعليمية وإظهار البراعة الشعرية بين معارفه ومتلقي
عصره )19.
4 ? ولشعر هذا الشاعر وظيفة تواصلية و( الغاية القصوى من
خطابه هي الوصول إلى المتلقي واستدراجه وإقناعه برسالته وهذا ما يوحي أنه
اتخذ الشعر وسيلة أولية لتحقيق الاقناع والتأثير حيث أصبح خطابه الشعري ذا
وظيفة إفهامية وتأثيرية تستهدف تحريك مشاعر المتلقي وتقنعه بما يدعو إليه
..)20
5 - ألفاظه ومعانيه واضحة لا غموض فيها سهلة الفهم تطغى عليها النزعة النثرية .21
6 - سيطرة المحسنات البلاغية كالتشبيه والكناية والاقتباس والتضمين على شعره 22 .
7- غلبة القصائد القصيرة على شعره .23
8 ? حضور قوي للمنظومات التعليمية في ديوان الشاعر24 .
ولاشك
أن هذه الملاحظات تشكل معطيات أولية يمكن تعميقها وامتحان شموليتها
بمقارنتها بالمعروف من شعر الإخوانيات والنظم التعليمي وأدب الفقهاء في
التراث الأدبي المغربي ، وذلك في أبحاث جامعية متخصصة ولاحقة .
أما
القسم الثاني في هذا الكتاب ، والخاص بديوان العربي بن عبد الله المساري
فيثير النقاش حول قضيتين أساسيتين : أولاهما تخص إجراءات جمع أشعار الشاعر
.و تتحدد الثانية في طريقة عرض الأشعار وتشكيل الديوان
وبخصوص قضية
إجراءات جمع أشعار الشاعر يمكن القول إنها تمضي في حصر مجاميع الأشعار أولا
.وتوثيقها ووصفها وتحديد هويات ناسخيها ومالكيها ثانيا. وتعيين النسخة
الأم أو الأصلية المعتمدة ثالثا . وذلك في مرحلة أولى وتليها مرحلة
المقابلة بين النصوص وترجيح الروايات ، وتخريج النص المعتمد ، ثم ضبطه
بالشكل التام ، وتذييله بما يسهل قراءته وفهمه .
وهذه الإجراءات تمت
بكثير من الدقة والصرامة العلمية خاصة في ظل فقدان مخطوطة الديوان الأم
الأصلية التي يمكن أن يكون الشاعر نفسه قد كتبها أو أمر بنسخها أو قرأت
عليه .
ويستوجب تشكيل هذا الديوان وعرض الأشعار فيه نقاشا موسعا حول ثلاثة اختيارات منهجية هي :
اولا ? عرض الأشعار إذ اقترح المؤلفان والمحققان تصنيف الأشعار حسب
الموضوعات وهكذا قسم الشعر المجموع إلى قسمين : قسم للشعر التعليمي وآخر
للشعر الإخواني وبطريقة متوافقة مع الدراسة النقدية التي قدمت في مستهل
الكتاب .ومعلوم أن دواوين الشعر العربي العمودي رتبت منذ القرن الثاني
الهجري ترتيبا ألفبائيا وكذلك رتبت د واوين أبي نواس وأبي تمام والبحتري
مثلا .مع العلم أنها يمكن أن ترتب ترتيبا تاريخيا وحسب أزمنة النظم متى
أسعفت المعطيات التاريخية بذلك.
وإذا كانت الأشعار الذاتية التي تتمحور
حول ذات الشاعر القديم لا تسعف دائما بإجراء ترتيب تاريخي لها نظرا لصعوبة
التأريخ للنصوص بخلاف الأشعار الغيرية التي ترتبط بأعلام أو بجماعة أو حدث
تاريخي والتي يسهل ضبط تواريخها فالترتيب الألفبائي يبقى مبررا ومطلوبا
دائما ولهذا هيمن على دوواوين الشعر القديم .
وأهم من هذا وذاك أن نشير
إلى أن الترتيب الألفبائي ترتيب موضوعي وأن الترتيب حسب الأغراض لا يخلو من
ذاتية المحقق ، بل من اعتداء على حرمة النص ، والذي يجب أن يبقى دائما
أقرب ما يمكن أن يكون إلى الأصل وقد يكون الترتيب حسب الأغراض أحيانا
متعذرا تبعا لما هومعروف من تداخل الأغراض في كثير من القصائد العمودية
القديمة . ولكن هذا الواقع لا يمنع من القول بأن التصنيف حسب الأغراض يمكن
أن يكون مقبولا ومبررا لو كنا بصدد وضع مختارات شعرية .
وفي محاولات
الباحثين في الأدب المغربي الذين أجروا جمعا وتحقيقا ودراسة لشعر شاعر
قديم طريقة أخرى بين بين ومستحسنة تعرض أشعار الشاعر في الديوان مرتبة حسب
حروف المعجم ثم يذيل الديوان بفهرس للأشعار حسب أغراضها الشعرية 25
ولذلك
يمكن ثانيا أن نختلف مع المحققيْن متسائلين عن مبررات إدراجهما غرض
المدح وغرض الرثاء وغرض الغزل في باب الإخوانيات مع العلم أنها أغراض
أساسية وكبرى مستقلة قائمة بذاتها في التراث الشعري العربي وفي منظور النقد
القديم نفسه 26.
وثالثا و في نفس الاتجاه يمكن أن نتحفظ على وضع
المحققيْن عناوين للنصوص لم يضعها الشاعر أصلا وباعتبار ذلك تصرفا في
النصوص ونظرا للأبعاد النقدية المعروفة للعنونة في الإبداع الأدبي .كما
نتحفظ على استخدام تراكيب مبتدعة على سبيل الإصطلاح العلمي لا مرجعية
لها في الكوديكولوجيا (كتأصيل الديوان ) للإشارة إلى صنعة الديوان أو إخراج
الديوان أوتخريج الأشعار 27.
وفي جانب التحقيق عامة ينبغي التنويه
بالجهد العلمي الكبير المبذول في تيسير قراءة هذه الأشعار بضبطها بالشكل
التام وتعيين أوزانها وشرح الغريب من الألفاظ اللغوية فيها ، والترجمة
للأعلام الذين تحيل إليهم وتبيان إحالاتها على نصوص القرآن الكريم والحديث
النبوي الشريف ، والشعر العربي القديم والمعطيات التاريخية والجغرافية ،
والتنصيص على الروايات المتعددة .
وبذلك كله يمكن القول إن جمع أشعار
الشاعر العربي المساري وإخراج ديوانه يستجيب للمواصفات العلمية الأساسية
لكل تحقيق علمي معتمد والمتمثلة في توثيق النصوص وجعلها جاهزة للتداول
والتحليل بين أيدي القراء والنقاد .
وقبل هذا وبعده فهذا الكتاب يمثل
ظاهرة متميزة في الدراسات الأدبية النقدية المغربية حيث يشترك مؤلفان في
إنجاز دراسة واحدة ودون تحديد لحدود وطبيعة مشاركة كل منهما. ولا يبدو في
الكتاب من آثار سلبية لهذا الاشتراك إلا ظاهرة التكرار .حيث يعاد تحليل
القضية الواحد في أكثر من موضع ، ويعاد الاستشهاد بالشاهد الواحد أكثر من
مرة ...28 . ولكون الكتاب في الأصل أطروحة جامعية كان من ألأليق في رأيي
المتواضع أن تحصر مشاركة الدكتور عبد السلام الطاهري في مراجعة الكتاب
وإعداده للنشر .
وفي تقدير عام لهذا المؤلف يمكن القول إن الدراسة فيه
كانت دراسة وصفية أكثر من أن تكون دراسة تحليلية ، ولكنها وفقت في التعريف
بشخصية الشاعر وأهم مقومات شعره .ويمكن القول من ناحية ثانية إن جمع شعر
الشاعر وتحقيقه قدم للنقد والدراسة الأدبية ديوان شعر مغربي عاش نصف القرن
الثامن عشر وربع القرن التاسع عشر.وكان شعره أبعد ما يكون عن خصائص شعر
الانحطاط وأقرب ما يكون إلى مميزات شعر الإحيائيين في المشرق مع كونه سابقا
زمنيا عليهم .
وفي هذا وذاك يكون هذا الكتاب حافزا على تعميق التفكير
الأدبي وتعميق الدراسة الأدبية في شعر الفقهاء والشعر الإخواني والنظم
التعليمي في التراث الشعري المغربي ومفهوم الإنحطاط والإحياء في الشعر
المعربي .وكذلك تفتح الدراسات الرائدة الجادة المجال العلمي أمام الدراسات
اللاحقة نحو مزيد من التطور والتوسع والعمق .
ألقي هذا العرض في النادي الجراري بالرباط يوم الجمعة 4/5/2012.
هوامش:
1
- ديوان العرب يبن عبد الله المساري جمع وتحقيق ودراسة د فاطمة بن الحبيب
ود عبد السلام الطاهري ، نشر دار الأمان الرباط 2001 . ص:16
2 - نفسه ص: 16
3 - نفسه ص : 16
4 - نفسه ص 34.
5 - نفسه ص34.
6 - نفسه ص 46.
7 - نفسه ص 72.
8 - نفسه ص 94.
9 -نفسه ص 110-113.
10 -أبو المطرف أحمد بن عميرة المخزومي حياته وآثاره منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي ، الرباط مطبعة الرسالة 1966
11
- نشرتها دار الثقافة بالدار البيضاء المغرب 1394/1974.وهي في الحقيقة
القسم الأول من الرسالة .أما القسم الثاني فهو تحقيق لديوان الشاعر ....
12 خطاب المنهج الطبعة الثانية منشورات النادي الجراري عدد 8 الهلال العربية للطباعة والنشر الرباط 1416/1995.وخاصة ص 77 و82.
13 - من منشورات جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، سلسلة الرسائل والأطروحات الجامعية ، مطبعة الأفق فاس 2006.
14 - طبعت في منشورات النادي الجراري عدد4 مطبعة الهلال العربية الرباط 1995.
-وانظر
في تحليل منهج هذه الرسالة التاريخي مقال ( كتاب عبد الله بن العباس
الجراري الأديب ،مقاربة في مقومات بحث جامعيومكونات منهجه .مجلة المناهل
عدد 51 ص 379- 394. الرباط يونيو 1996.
15 - طبعت في المطابع الجديدة بالدار البيضاء ، الطبعة الأولى 2011.
16 عن حضور النظم التعليمي والشعر الإخواني في الشعر المغربي يمكن الرجوع إلى :
-
أطروحة الأنظام التعليمية في الأدب المغربي للسعيد بنفرحي مرقونة في كلية
الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني ، المحمدية 2002.
-
وتطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830إلى 1990 للدكتور
عباس الجراري .الطبعة الأولى .مطبعة الأمنية .الرباط ص 98 وما بعدها.
17 - ديوان العربي بن عبد الله المساري ص :110.
18 - نفسه ص :89.
19 - نفسه ص : 89.
20 - نفسه ص:89.
21 - نفسه ص:153.
22 - نفسه ص 116 وما بعدها .
23 - نفسه ص :131,
24 - نفسه ص :94,
25 - أنظر شعر عبد العزيز الفشتالي جمع وتحقيق ودراسة نجاة المريني مطبعة المعارف الجديدة الرباط 1986 .
26 أنظر توضيحات لهذه الفكرة في:
- العمدة لابن رشيق الفيرواني تحقيق الدكتور محمد قرقزان دار المعرفة بيروت ، الطبعة الأولى 1988، ج 2 ص 748 ومابعدها ,
- أسس النقد الأدبي عند العرب لأحمد أحمد بدوي مطبعة نهضة مصر بالفجالة ، الطبعة الثالثة ص 137 وما بعدها ,
27
- ومثل ذلك في قسم الدراسة الأدبية الأول :اعتماد مصطلح القصيدة
الكلاسيكية عوض القصيدة العمودية، مادامت الكلاسيكية أو المحافظة خصائص
فنية قد تتوفر في الشعر العمودي وشعر التفعيلة على حد سواء انظر ديوان
العربي ابن عبد الله المساري جمع وتحقيق ودراسة ص 157وص135 مثلا
28 - نفسه أنظر مثلا نتائج إحصاء المتن الشعري ص 90 وص 128 مثلا
د.محمد البوري ويتشكل القسم الأول من مقدمة ومدخل وثلاثة فصول وخاتمة .
وفي
المقدمة تنويه بقيمة شعر العربي المساري التاريخية ، وعرض مفصل لإجراءات
جمع أشعاره وتحقيقها ، وملاحظات نقدية على جهود المصنفين والباحثين الذين
عرفوا به وحققوا ودرسوا شعره في فترات سابقة ، فضلا عن كشف لمكونات منهج
الدراسة .وهو منهج يعتمد وحسب اختيارات المؤلفيْن ،المنهج التاريخي وسيلة
(للكشف ورصد التحولات والتطورات في دائرة شروطها التاريخية )1.ويتخذ كذلك
المنهج الموضوعاتي أداة لتتبع (الأغراض الشعرية وتحديد موضوعاتها الكبرى
وبنياتها العامة )2. كما يتوسل بالمنهج الإحصائي (لضبط الكم الشعري في كل
غرض والنسب التي يمثلها في خريطة الديوان ثم طبيعة القوافي ونسب حضورها أو
غيابها )3.
وفي المدخل تقديم (للشروط التاريخية الفاعلة في الحقل
الاجتماعي والثقافي الذي عاشه الشاعر) أو وصف لعصر الشاعر من ناحيتين :
إحداهما سياسية والأخرى ثقافية .وانتهت الدراسة في الناحية الأولى إلى
تأكيد أن ( الوضعية السياسية والاجتماعية المتوترة بين السلطة والعبيد
والودايا والقبائل والأحداث المتوالية والصراعات القبلية من جهة .وصراع
الأسرة الحاكمة على السلطة من جهة ثالثة .والمحاولات الإصلاحية التي قادها
بعض الملوك ابتداء من سيدي محمد بن عبد الله إلى المولى سليمان [كلها
قضايا ] بمثابة مؤشر ضابط يلقي الأضواء على سياق المتغيرات السياسية
والاجتماعية حتى نقترب من طبيعة الحياة الثقافية ومن تربتها التي ترعرعت
فيها ..)4 شخصية الشاعر .
وانتهت الدراسة في الناحية الثانية الثقافية
واستنادا إلى وفرة الأعلام العلماء والأدباء في هذه الفترة بالقول إن
الحركة الثقافية عصرئذ (لم يعترها خمول مع العلم أن السلطة كانت في موقف
ضعيف لا تسمح لها ظروفها السياسية بخلق نظام يسوده الاستقرار والأمن وتنشيط
الحياة الثقافية والأدبية ، ومع ذلك نجد الحياة الفكرية في مجال الفقه
والحديث والتفسير واللغة والأدب تابعت مسيرتها الانتاجية والإبداعية بفضل
ملكين عظيمين هما سيدي محمد بن عبد الله والمولى سليمان اللذين عاش في
عهدهما شاعرنا العربي المساري)5.
ثم عرف المدخل بمنطقة مسارة من حيث
موقعها الجغرافي وتجمعاتها البشرية وأصولها التاريخية وتطورها اللغوي
وحياتها الاقتصادية والثقافية . واستخلص ( أن الحياة الثقافية سواء منها
الدينية أو الأدبية أو اللغوية نمت وازدهرت في حضن مساجد القبيلة وهي موزعة
في كل أرجاء المنطقة)6
وفي الفصل الأول ترجم المؤلفان للشاعر
العربي المساري مفصلين القول في منشئه ونسبه واسمه وكنيته وولادته ونشأته
وتكوينه الثقافي وقوامه حفظه للقرآن الكريم ودراسته في القرويين ثم فصلت
الترجمة القول في إقامته بقبيلته ومراسلاته مع علماء فاس ووفاته وأبنائه
.وانتهى هذا الفصل بالإشارة إلى المصادر والمراجع التي ترجمت له أو أشارت
إليه .وقرر المؤلفان في نهاية هذا الفصل أن العربي المساري :
(1 ?
رجل بدوي تربى وعاش حياته في البادية واستطاع أن ينتج عدة منظومات وقصائد
ونعتقد أنه لو تربى وعاش حياته في حاضرة علمية لكان أكثر عطاء وإنتاجا .
2- لم يكن متفرغا للتأليف والكتابة الشعرية بل كان يشغل منصب التدريس والعدالة والقضاء ولو تفرغ للتأليف لكان إنتاجه غزيرا .
3- ترك بصماته العلمية والأدبية بين سكان منطقة "جبالة " وخاصة أبناء
قبيلته الذين يحفظون بعض منظوماته وقصائده إلى الآن ، ويذكرونه في محافلهم
واجتماعاتهم بإجلال .
4- عمر طويلا إذ تجاوز ثمانين سنة من عمره وهذه
الفترة أكسبته خبرة بالحياة وبالناس ، وعرف كيف يتعامل مع المساريين ،
وكيف يكتسب احترامهم وتقديرهم )7 .
ويستغرق المدخل والفصل الأول نصف
قسم الدراسة .أما النصف الثاني ويضم الفصلين الثاني والثالث فهو مخصص
لدراسة آثار العربي بن عبد الله المساري الشعرية وأغراضها .وقد عالج
قضيتين أساسيتين :
- أولاهما إجراءات تحقيق المتن الشعري وقد حصرها في
تحديد مخطوطات المتن الشعري المعتمدة ووصفها و تعيين النسخة الأم أو الأصل
، والمقابلة بين النسخ ، وتخريج النصوص الشعرية وضبطها ، وتذييلها بالشروح
والتوضيحات الكافية .
- وثانيتهما وصف المتن الشعري وقد حصره في بابين
كبيرين باب الشعر التعليمي ، وباب شعر الإخوانيات الذي يضم أشعار المدح
والحوار والمناظرة والرثاء والالتماس والنصيحة والغزل ، وشعر الشوق والحنين
والاعتذار .
ويسجل الباحثان على المتن المجموع والمدروس ملاحظتين :
أولاهما
أن الأغراض الشعرية التي تصنف فيها أشعار الشاعر (اصطبغت بصبغة الشاعر ،
وعكست ميولاته وارتبطت بظروفه وبفضائه المكاني ، وبمواقفه ورغباته وسلوكاته
الاجتماعية حيث تطرح قضايا اجتماعية وتربوية تعليمية وفقهية .وأن أغراضه
الشعرية غير متداخلة ، وكل قصيدة أو مقطوعة ترتبط بدوافع وأسباب نظمها
.وأن النزعة الغالبة على النص الشعري المساري هي النزعة التعليمية ثم
الإخوانيات ، وهي تحتل مكانها داخل خريطة الديوان مع تفاوت ملحوظ في الكم
والنوع ، وعلى مستوى القصائد والمقطوعات )8 .
والملاحظة الثانية هي أن موضوعات شعر العربي المساري موزعة على مجالين شعريين رئيسيين :
أحدهما فيه ( جمع وتقريب المعارف والدعوة إلى طلب العلوم ) .
والآخر موضوعه ( الدعوة إلى ترسيخ روح الصداقة والميل إلى التواصل والحوار )9.
وفي
الفصل الثالث محاولة لتحديد خصائص شعر العربي المساري الفنية على مستويات :
بناء القصيدة ، والمحسنات البلاغية ، والبنية الإيقاعية .
وينتهي القسم الأول بخاتمة تلخص أهم نتائج مباحث مدخله وفصوله .
ويمكن تجميع مباحث هذه الدراسة في ثلاثة محاور أساسية :
1 ? محور الزمان والمكان ، أو عصر الشاعر وبيئته
2 ? محور شخصية الشاعر الإنسان ، سيرة حياته من الميلاد إلى الوفاة.
3 ? محور إنتاجه الشعري .
وباستعراض
هذه المحاور يبدو أن المنهج التاريخي مرجع نقدي لهذه الدراسة .ويتضح عند
التحليل أن عناصر من المنهج الموضوعاتي داعمة له فتأسيس الدراسة على ثالوث
العصر وأحواله ، والشخصية ومكوناتها ، والإبداع وتشكيلاته ، من الإجراءات
الجوهرية والأساسية في المنهج التاريخي .كما أن تحليل مضامين الشعر حسب
الموضوعات ووصف بعض وسائل الأداء الفني في الشعر بالاعتماد على الإحصاء من
إجراءات المنهج الموضوعاتي.
ويلاحظ أن هذه الدراسة تقف عند حدود تقديم
ملامح العصر الذي عاشه الشاعر من نواحيه السياسية و الثقافية . ودون توسع
في دراسته من نواحيه الاجتماعية والاقتصادية ( كطبقات المجتمع ،ووسائل
الانتاج ، وعلاقات الانتاج مثلا) ودون استقصاء لانعكاساته على الشخصية ،
وتجليات الشخصية في الأدب .
ولعل افتقار المكتبة التاريخية المغربية
إلى دراسات مفصلة في التاريخ الاجتماعي والتاريخ الاقتصادي للمنطقة التي
أقام بها الشاعرفي هذه الفترة يبرر هذا الواقع .ولأن دارس الأدب يوظف
نتائج دراسات تاريخية جاهزة يقدمها المؤرخون ، ولا يمكن أن يكون في آن واحد
مؤرخا للسياسة والاجتماع والاقتصاد والفكر ...في مجتمع أديب يحلل نصوصه .
وأبعد
من ذلك نلاحظ أن الشعراء الذاتيين الذين يعنون في أشعارهم بمواضيع ذاتية ،
وخلافا للشعراء الغيريين الذين يخوض شعرهم في قضايا المجتمع لا تعكس
أشعارهم تأثيرا ت أو تفاعلات قوية مع مجتمعاتهم وعصورهم .
وواضح أن
الشاعر العربي المساري شاعر المنظومات التعليمية والإخوانيات شاعر ذاتي
بالدرجة الأولى مما يبعد شعره عمليا عن عكس سمات عصره من مختلف نواحيه .
وقد يكون هذا الواقع نفسه سببا لما يلاحظ من أن هذه الدراسة قدمت ترجمة
للعربي المساري رجلا أكثر من أن تحلل شخصيته شاعرا
من ناحية ثانية
تعتمد هذه الدراسة بشكل موسع على إجراء إحصاءات متنوعة لعدد الأبيات
والقصائد والمقطوعات والأغراض الشعرية ومكونات الإيقاع في الشعر ( الوزن ،
القافية ،الروي ،الزحافات والعلل ،أنواع الحروف ، بناء القصائد ) .ويلاحظ
أن هذا التوسع في الإحصاء يعطي بعدا علميا حقيقيا للدراسة ، مادامت الأرقام
والنسب الإحصائية أقدر على وصف الظواهر بدقة و موضوعية ولكن الإفراط فيه
قد يحول بين الناقد الأدبي وبين الوقوف مليا عند التجربة الإنسانية التي
تحيل إليها الأعمال الأدبية .مادام الأدب تعبيرا عن تجربة إنسانية
.وبعبارة أخرى فالإمعان في التفكيك دون الانتقال إلى التركيب يعوق الدراسة
الأدبية في طريق الوصول إلى أهدافها . كما أن اعتماد الإحصاء في الدراسة
الأدبية ، وبدون توظيفه للاستدلال على صحة فرضية أدبية يقترحها المحلل
يجعله ترفا نقديا .
وعموما يمكن أن يوصف منهج هذه الدراسة بكونه
منهجا تكامليا لأنه منهج يوظف مفاهيم وإجراءات نقدية من مناهج متعددة
.ويمكن أن يوصف بأنه منهج جامعي أعتمده الجامعيون العرب في المشرق والمغرب
لإعداد رسائلهم وأطاريحهم الجامعية ودراسة أعلام الأدباء وتراثهم .بل كاد
أن يكون منهجا نقديا رسميا لأطروحات الباحثين الجامعين في كليات الآداب
العربية منذ أن كتب وناقش طه حسين أطروحته (تجديد ذكرى أبي العلاء ) سنة
1914 وحتى أواخر ستينات القرن الماضي .ووجدنا كثيرا من المؤلفين
والجامعيين كتبوا في فترات لاحقة دفاعا عنه كسيد قطب في ( كتابه في النقد
الأدبي 1948) والدكتور شوقي ضيف تلميذ طه حسين في كتابيه ( في النقد الأدبي
1962 والبحث الأدبي طبيعته ، مناهجه أصوله مصادره 1972 ) .
ولهذا
المنهج النقدي فعالية نقدية ملموسة في التعريف بالأعلام وخصائص الآداب
واتجاهاتها .وقد أبان عن هذه الفعالية في دراسة الأدب المغربي ، واعتمد
بشكل موسع في دراسة شخصيات وآداب كثير من أعلامه في القديم والحديث فأقدم
رسالة جامعية نوقشت في كلية آداب الرباط ،جامعة محمد الخامس كانت بعنوان
( أبو المطرف أحمد بن عميرة المخزومي حياته وآثاره ) 10 وبإشراف الدكتور
أمجد الطرابلسي وقدمها محمد بنشريفة سنة 1964 تبنت هذا المنهج .
ويدين
البحث الجامعي الأدبي المغربي للدكتور عباس الجراري بالفضل في ترسيخ
دعائم هذا المنهج لدراسة شخصيات وآداب كثير من أعلام المغرب . فقد تشبع
بهذا المنهج وهو طالب باحث في المشرق العربي بآداب القاهرة .واتضح ذلك في
رسالته للماجستير المعنونة ب(الأمير الشاعر أبو الربيع سليمان الموحدي
،عصره حياته وشعره )11.وأقر تطبيق هذا المنهج في كثير من رسائل وأطاريح
الجامعيين التي أشرف عليها وكشف في كتابه (خطاب المنهج )12عن اعتماده لهذا
المنهج ودفاعه عنه .ويمكن التمثيل بتطبيق الباحثين في أطاريحهم الجامعية
لهذا المنهج ، وتحت إشراف الدكتور عباس الجراري نفسه برسالة (أبو العباس
أحمد بن المأمون البلغيثي لمحمد العلمي 1982) 13 وأطروحة (شعر عبد العزيز
الفشتالي جمع وتحقيق ودراسة لنجاة المريني 1983).و أطروحة (محمد المختار
السوسي دراسة لشخصيته وشعره لمحمد خليل 1984). ورسالة مصطفى الجوهري (عبد
الله بن العباس الجراري الأديب 1992)14, وأطروحة (شعر محمد العثماني جمع
ودراسة لإبراهيم إيد منصور 1999 )15 .
وقد مكن المنهج التكاملي هذه
الدراسة الأدبية من تسجيل عدة ملاحظات تبرز خصائص النظم التعليمي و الذي له
حضور قوي في التراث المغربي وكذا الشعر الإخواني وهوباب كبير في ديوان
الشعر المغربي العمودي 16 .ومن هذه الملاحظات :
1 ? ان ( الشاعر كان
ينطلق - في نظمه التعليمي ? من مبدأ جمع المعارف التربوية والفقهية
واللغوية وتقديمها نظما بشكل مكثف ملخص حتى يستوعبها طلبة العلم وتختزنها
ذاكرتهم )17
2 ? أن الشعر عند العربي بن عبد الله المساري مرآة (تعكس حياته وتعبر عن تطلعاته وعلاقاته ومشاعره وطموحاته وآماله )18 .
3
? إن الشعر لدى هذا الشاعر تنفيس عن الذات و( ترويح عن النفس ، والتعبير
عن القضايا التربوية والتعليمية وإظهار البراعة الشعرية بين معارفه ومتلقي
عصره )19.
4 ? ولشعر هذا الشاعر وظيفة تواصلية و( الغاية القصوى من
خطابه هي الوصول إلى المتلقي واستدراجه وإقناعه برسالته وهذا ما يوحي أنه
اتخذ الشعر وسيلة أولية لتحقيق الاقناع والتأثير حيث أصبح خطابه الشعري ذا
وظيفة إفهامية وتأثيرية تستهدف تحريك مشاعر المتلقي وتقنعه بما يدعو إليه
..)20
5 - ألفاظه ومعانيه واضحة لا غموض فيها سهلة الفهم تطغى عليها النزعة النثرية .21
6 - سيطرة المحسنات البلاغية كالتشبيه والكناية والاقتباس والتضمين على شعره 22 .
7- غلبة القصائد القصيرة على شعره .23
8 ? حضور قوي للمنظومات التعليمية في ديوان الشاعر24 .
ولاشك
أن هذه الملاحظات تشكل معطيات أولية يمكن تعميقها وامتحان شموليتها
بمقارنتها بالمعروف من شعر الإخوانيات والنظم التعليمي وأدب الفقهاء في
التراث الأدبي المغربي ، وذلك في أبحاث جامعية متخصصة ولاحقة .
أما
القسم الثاني في هذا الكتاب ، والخاص بديوان العربي بن عبد الله المساري
فيثير النقاش حول قضيتين أساسيتين : أولاهما تخص إجراءات جمع أشعار الشاعر
.و تتحدد الثانية في طريقة عرض الأشعار وتشكيل الديوان
وبخصوص قضية
إجراءات جمع أشعار الشاعر يمكن القول إنها تمضي في حصر مجاميع الأشعار أولا
.وتوثيقها ووصفها وتحديد هويات ناسخيها ومالكيها ثانيا. وتعيين النسخة
الأم أو الأصلية المعتمدة ثالثا . وذلك في مرحلة أولى وتليها مرحلة
المقابلة بين النصوص وترجيح الروايات ، وتخريج النص المعتمد ، ثم ضبطه
بالشكل التام ، وتذييله بما يسهل قراءته وفهمه .
وهذه الإجراءات تمت
بكثير من الدقة والصرامة العلمية خاصة في ظل فقدان مخطوطة الديوان الأم
الأصلية التي يمكن أن يكون الشاعر نفسه قد كتبها أو أمر بنسخها أو قرأت
عليه .
ويستوجب تشكيل هذا الديوان وعرض الأشعار فيه نقاشا موسعا حول ثلاثة اختيارات منهجية هي :
اولا ? عرض الأشعار إذ اقترح المؤلفان والمحققان تصنيف الأشعار حسب
الموضوعات وهكذا قسم الشعر المجموع إلى قسمين : قسم للشعر التعليمي وآخر
للشعر الإخواني وبطريقة متوافقة مع الدراسة النقدية التي قدمت في مستهل
الكتاب .ومعلوم أن دواوين الشعر العربي العمودي رتبت منذ القرن الثاني
الهجري ترتيبا ألفبائيا وكذلك رتبت د واوين أبي نواس وأبي تمام والبحتري
مثلا .مع العلم أنها يمكن أن ترتب ترتيبا تاريخيا وحسب أزمنة النظم متى
أسعفت المعطيات التاريخية بذلك.
وإذا كانت الأشعار الذاتية التي تتمحور
حول ذات الشاعر القديم لا تسعف دائما بإجراء ترتيب تاريخي لها نظرا لصعوبة
التأريخ للنصوص بخلاف الأشعار الغيرية التي ترتبط بأعلام أو بجماعة أو حدث
تاريخي والتي يسهل ضبط تواريخها فالترتيب الألفبائي يبقى مبررا ومطلوبا
دائما ولهذا هيمن على دوواوين الشعر القديم .
وأهم من هذا وذاك أن نشير
إلى أن الترتيب الألفبائي ترتيب موضوعي وأن الترتيب حسب الأغراض لا يخلو من
ذاتية المحقق ، بل من اعتداء على حرمة النص ، والذي يجب أن يبقى دائما
أقرب ما يمكن أن يكون إلى الأصل وقد يكون الترتيب حسب الأغراض أحيانا
متعذرا تبعا لما هومعروف من تداخل الأغراض في كثير من القصائد العمودية
القديمة . ولكن هذا الواقع لا يمنع من القول بأن التصنيف حسب الأغراض يمكن
أن يكون مقبولا ومبررا لو كنا بصدد وضع مختارات شعرية .
وفي محاولات
الباحثين في الأدب المغربي الذين أجروا جمعا وتحقيقا ودراسة لشعر شاعر
قديم طريقة أخرى بين بين ومستحسنة تعرض أشعار الشاعر في الديوان مرتبة حسب
حروف المعجم ثم يذيل الديوان بفهرس للأشعار حسب أغراضها الشعرية 25
ولذلك
يمكن ثانيا أن نختلف مع المحققيْن متسائلين عن مبررات إدراجهما غرض
المدح وغرض الرثاء وغرض الغزل في باب الإخوانيات مع العلم أنها أغراض
أساسية وكبرى مستقلة قائمة بذاتها في التراث الشعري العربي وفي منظور النقد
القديم نفسه 26.
وثالثا و في نفس الاتجاه يمكن أن نتحفظ على وضع
المحققيْن عناوين للنصوص لم يضعها الشاعر أصلا وباعتبار ذلك تصرفا في
النصوص ونظرا للأبعاد النقدية المعروفة للعنونة في الإبداع الأدبي .كما
نتحفظ على استخدام تراكيب مبتدعة على سبيل الإصطلاح العلمي لا مرجعية
لها في الكوديكولوجيا (كتأصيل الديوان ) للإشارة إلى صنعة الديوان أو إخراج
الديوان أوتخريج الأشعار 27.
وفي جانب التحقيق عامة ينبغي التنويه
بالجهد العلمي الكبير المبذول في تيسير قراءة هذه الأشعار بضبطها بالشكل
التام وتعيين أوزانها وشرح الغريب من الألفاظ اللغوية فيها ، والترجمة
للأعلام الذين تحيل إليهم وتبيان إحالاتها على نصوص القرآن الكريم والحديث
النبوي الشريف ، والشعر العربي القديم والمعطيات التاريخية والجغرافية ،
والتنصيص على الروايات المتعددة .
وبذلك كله يمكن القول إن جمع أشعار
الشاعر العربي المساري وإخراج ديوانه يستجيب للمواصفات العلمية الأساسية
لكل تحقيق علمي معتمد والمتمثلة في توثيق النصوص وجعلها جاهزة للتداول
والتحليل بين أيدي القراء والنقاد .
وقبل هذا وبعده فهذا الكتاب يمثل
ظاهرة متميزة في الدراسات الأدبية النقدية المغربية حيث يشترك مؤلفان في
إنجاز دراسة واحدة ودون تحديد لحدود وطبيعة مشاركة كل منهما. ولا يبدو في
الكتاب من آثار سلبية لهذا الاشتراك إلا ظاهرة التكرار .حيث يعاد تحليل
القضية الواحد في أكثر من موضع ، ويعاد الاستشهاد بالشاهد الواحد أكثر من
مرة ...28 . ولكون الكتاب في الأصل أطروحة جامعية كان من ألأليق في رأيي
المتواضع أن تحصر مشاركة الدكتور عبد السلام الطاهري في مراجعة الكتاب
وإعداده للنشر .
وفي تقدير عام لهذا المؤلف يمكن القول إن الدراسة فيه
كانت دراسة وصفية أكثر من أن تكون دراسة تحليلية ، ولكنها وفقت في التعريف
بشخصية الشاعر وأهم مقومات شعره .ويمكن القول من ناحية ثانية إن جمع شعر
الشاعر وتحقيقه قدم للنقد والدراسة الأدبية ديوان شعر مغربي عاش نصف القرن
الثامن عشر وربع القرن التاسع عشر.وكان شعره أبعد ما يكون عن خصائص شعر
الانحطاط وأقرب ما يكون إلى مميزات شعر الإحيائيين في المشرق مع كونه سابقا
زمنيا عليهم .
وفي هذا وذاك يكون هذا الكتاب حافزا على تعميق التفكير
الأدبي وتعميق الدراسة الأدبية في شعر الفقهاء والشعر الإخواني والنظم
التعليمي في التراث الشعري المغربي ومفهوم الإنحطاط والإحياء في الشعر
المعربي .وكذلك تفتح الدراسات الرائدة الجادة المجال العلمي أمام الدراسات
اللاحقة نحو مزيد من التطور والتوسع والعمق .
ألقي هذا العرض في النادي الجراري بالرباط يوم الجمعة 4/5/2012.
هوامش:
1
- ديوان العرب يبن عبد الله المساري جمع وتحقيق ودراسة د فاطمة بن الحبيب
ود عبد السلام الطاهري ، نشر دار الأمان الرباط 2001 . ص:16
2 - نفسه ص: 16
3 - نفسه ص : 16
4 - نفسه ص 34.
5 - نفسه ص34.
6 - نفسه ص 46.
7 - نفسه ص 72.
8 - نفسه ص 94.
9 -نفسه ص 110-113.
10 -أبو المطرف أحمد بن عميرة المخزومي حياته وآثاره منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي ، الرباط مطبعة الرسالة 1966
11
- نشرتها دار الثقافة بالدار البيضاء المغرب 1394/1974.وهي في الحقيقة
القسم الأول من الرسالة .أما القسم الثاني فهو تحقيق لديوان الشاعر ....
12 خطاب المنهج الطبعة الثانية منشورات النادي الجراري عدد 8 الهلال العربية للطباعة والنشر الرباط 1416/1995.وخاصة ص 77 و82.
13 - من منشورات جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، سلسلة الرسائل والأطروحات الجامعية ، مطبعة الأفق فاس 2006.
14 - طبعت في منشورات النادي الجراري عدد4 مطبعة الهلال العربية الرباط 1995.
-وانظر
في تحليل منهج هذه الرسالة التاريخي مقال ( كتاب عبد الله بن العباس
الجراري الأديب ،مقاربة في مقومات بحث جامعيومكونات منهجه .مجلة المناهل
عدد 51 ص 379- 394. الرباط يونيو 1996.
15 - طبعت في المطابع الجديدة بالدار البيضاء ، الطبعة الأولى 2011.
16 عن حضور النظم التعليمي والشعر الإخواني في الشعر المغربي يمكن الرجوع إلى :
-
أطروحة الأنظام التعليمية في الأدب المغربي للسعيد بنفرحي مرقونة في كلية
الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني ، المحمدية 2002.
-
وتطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830إلى 1990 للدكتور
عباس الجراري .الطبعة الأولى .مطبعة الأمنية .الرباط ص 98 وما بعدها.
17 - ديوان العربي بن عبد الله المساري ص :110.
18 - نفسه ص :89.
19 - نفسه ص : 89.
20 - نفسه ص:89.
21 - نفسه ص:153.
22 - نفسه ص 116 وما بعدها .
23 - نفسه ص :131,
24 - نفسه ص :94,
25 - أنظر شعر عبد العزيز الفشتالي جمع وتحقيق ودراسة نجاة المريني مطبعة المعارف الجديدة الرباط 1986 .
26 أنظر توضيحات لهذه الفكرة في:
- العمدة لابن رشيق الفيرواني تحقيق الدكتور محمد قرقزان دار المعرفة بيروت ، الطبعة الأولى 1988، ج 2 ص 748 ومابعدها ,
- أسس النقد الأدبي عند العرب لأحمد أحمد بدوي مطبعة نهضة مصر بالفجالة ، الطبعة الثالثة ص 137 وما بعدها ,
27
- ومثل ذلك في قسم الدراسة الأدبية الأول :اعتماد مصطلح القصيدة
الكلاسيكية عوض القصيدة العمودية، مادامت الكلاسيكية أو المحافظة خصائص
فنية قد تتوفر في الشعر العمودي وشعر التفعيلة على حد سواء انظر ديوان
العربي ابن عبد الله المساري جمع وتحقيق ودراسة ص 157وص135 مثلا
28 - نفسه أنظر مثلا نتائج إحصاء المتن الشعري ص 90 وص 128 مثلا
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
مواضيع مماثلة
» محمد العربي المساري في ذمة الله
» العربي المساري
» من شعر العربي المساري
» الشاعر العربي المساري
» حفريات العربي المساري في مشروع محمد بن عبد الكريم الخطابي
» العربي المساري
» من شعر العربي المساري
» الشاعر العربي المساري
» حفريات العربي المساري في مشروع محمد بن عبد الكريم الخطابي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى