مشاريع يمكنها تغيير حال مدينتنا وزان إلى الأفضل

من طرف redouani السبت 30 يونيو 2012 - 16:05

من جمعية مسار للتنمية

إلى السيد عامل إقليم وزان
إلى الهيئات السياسية بوزان
إلى المجتمع المدني بوزان

1- إلى السيد عامل إقليم وزان :

صحيح أن مدينة وزان مدينة جبلية، وعرة المسالك والتضاريس ليس لها من الموارد الشيء الكثير، إلا أنني أعتقد أن هذه نظرة غير واقعية بالبت والمطلق، فهي نظرة بعض من لم يستطيعوا تقدير هذه المدينة حق قدرها، الشيء الذي أدخل مدينة وزان في عقود من النسيان والإهمال انعكس سلبا بشكل كبير على اقتصاد المنطقة مما اضطر خيرة شباب المدينة للنزوح والعمل في شركات ومعامل بعض المدن مثل طنجة والبيضاء... وغيرهما. وبالنظر إلى ضعف الأجرة التي لا تتعدى غالبا 2000 درهم كما هو معلوم لديكم، فان هؤلاء الشباب لا يلمسون أي تحسن في وضعهم المعيشي حيت تضيع الأجرة بل وأكثر منها بين إيجار السكن وحاجيات سد الرمق، وبالنضر لهذا الوضع المأساوي الذي يعيشه شباب مدينة وزان فان الأفق أضحى قاتما في مدينتهم وصعب وشاق في المدن الأخرى. لهذه الأسباب وغيرها كثير أضع بين يديكم هذين المشروعين والذين راعيت فيهما كل خصائص مدينتنا الحبيبة خاصة بعد حديثكم في دورة المجلس الإقليمي بتاريخ 14 يونيو 2012 والذي كان مفعم بالأمل وبالرغبة في التغيير الحقيقي لصالح هذه المدينة التي عانت من النسيان طويلا.
وحتى تتمكنوا من تحقيق هذه الرغبة في التنمية يجب أن تبلور بمشاريع طموحة تحرز انقلابا في المعيشة لدى المواطن الوزاني البسيط.

** أ- المشروع رقم 1:(مشروع تدشين الطريق السيار الرابط بين مدينتي تطوان وفاس عبر وزان)

إن الموقع الاستراتيجي لمدينة وزان وسط المنطقة الشمالية للمملكة يخولها ميزة الموقع والجغرافيا، إذ أن مدينتنا الحبيبة وزان لا تبعد عن أهم المدن المغربية سوى كيلومترات معدودة بقياس المستثمرين.
وبتصفحي لموقع ويكيبيديا مند أزيد من سنتين وجدت نبذة توضيحية عن مشروع الطريق السيار (أوطوروط) يبغ طوله 252 كلم وسيربط هذا الطريق السريع فاس وتطوان عن طريق وزان في 2س20د بدلا من 4س30د اليوم.
إن هذا المشروع وخاصة الشق الرابط بين مدينة وزان وتطوان سيمكن من تدليل المسافة بين وزان والميناء المتوسطي والكل يعلم أهمية هذا الميناء بالنسبة للشركات الكبرى، وهنا مربط الفرس بالنسبة للمشروع الثاني الذي سنأتي على ذكره.
ولهذا السبب فان الواجب علينا توجيه طلب واضح المعالم شديد الإلحاح إلى وزارة التجهيز والنقل حتى تضع هذا المشروع الحيوي كأولوية قصوى لأنه كفيل بتغيير حيات آلاف الأسر المحرومة من التنمية الحقيقية.

** ب- المشروع رقم 2 إنشاء منطقة صناعية تكون قبلة لكبرى الشركات بتنسيق مع مختلف الوزارات المعنية )

إن انجاز الطريق السيار وخاصة الشق الرابط بين تطوان ووزان سيمكن وبسهولة ويسر من إنشاء منطقة صناعية كبرى قريبة من المدينة تكون قبلة للمستثمرين وأصحاب الشركات وذلك باتفاق مبرم مع الدولة لأن دور الدولة مهم جدا هنا، حيت تعمل على توجيه المستثمرين وأصحاب الشركات والمصانع إلى هذه المنطقة الإستراتيجية خاصة وأننا أقرب إلى الميناء المتوسطي من عدة مدن أقيمت فيها مناطق صناعية مثل مكناس والقنيطرة وغيرهما. ولا أعتقد أن مندوبيات التخطيط ووزارة التجهيز والنقل... وغيرهما سيبخلون بمد يد المساعدة في هذا المجال خاصة وأن الحكومة الجديدة رصدت مبلغ غير مسبوق موجه للاستثمار،.
لا أتحدت هنا عن إنجاز هذا المشروع اليوم أو غدا ولكن أتحدت عن وجوب الإصرار على تنفيذ المشروعين المذكورين أو غيرهما في أقرب وقت ممكن والتفكير بجدية فيما سيمكن أن تكون عليه حال المدينة إن استفادت من هذه المشاريع. إذ سينقلب حالها رأسا على عقب وستعرف المدينة انتعاشا اقتصاديا كبيرا قد يغير حال هذه المدينة إلى الأبد وعلى الأقل سيتمكن شباب وشابات إقليم وزان والأقاليم المجاورة من العمل والاستقرار في مدينتهم وإزاحة جحيم الغربة طلبا لرغيف الخبز.

2- هذا تقسيم مبسط للأدوار التي يمكن أن يقوم بها مختلف الفاعلين بالمدينة.

** أ- دور عامل إقليم وزان :

يمكن للسيد العامل أن يأمر بدراسة هذين المشروعين المتزامنين والعمل على التنسيق مع ولاية تطوان وولاية فاس لإعداد دراسة ميدانية شامية تم بعد ذلك تقديم هذا الملف للجهات المختصة والوزارات الوصية مدعم بتصور كامل عن الفائدة والبعد التنموي الكبير الذي يمكن أن تستفيده المنطقة وساكنتها من هذه المشاريع العملاقة

**ب- دور الهيئات السياسية :

يمكن للهيئات السياسية وخاصة نواب الإقليم إيصال هذه المشاريع كمطالب شعبية ملحة إلى قبة البرلمان وجعل مثل هذه المشاريع نصب أعينهم ومن أولى أولوياتهم، إضافة إلى العمل على التنسيق مع السلطة الوصية ممثلة في العمالة من أجل الخروج بتصور واضح حول هذه المشاريع ورسم خارطة طريق لاشتغال عليها كل من جهته وموقع مسؤولياته حتى تحقيق الهدف الأكبر في جعل مثل هذه المشاريع قاطرة تجر معها التنمية والخير العميم لمدينتنا وأهلها.

** ج- دور المجتمع المدني :

إن دور المجتمع المدني جد مهم في دعم هذه المشاريع حيت يجب على الجمعيات التنموية في المدينة القفز عن كونها جهات تتلقى الدعم من أجل أهداف ذات فائدة قصيرة المدى إلى فاعل حقيقي وقوة اقتراحيه ضاغطة في اتجاه تحقيق مشاريع ضخمة تمكن المدينة وساكنتها من الاستفادة من تنمية مستدامة قائمة على ركائز اقتصادية حقيقية ومهمة، لا ينبغي أن ننتظر ما ستأتي به الأيام إلينا بل يجب أن نساهم جميعا ولو بفكرة في بلورة شاملة لمستقبل مدينتنا بدل إلقاء اللوم على بعضنا البعض والضياع في صغار الأمور.

أدرك جيدا أن هناك من سيحبذ هذه الفكرة وهناك من سينتقدها ويصفها بأبشع الأوصاف، ولكن أقول لكل مواطن وزاني، مدينتنا تحتاج لسواعد وعقول شبابها لا نضيع الوقت في التفكير والتردد بل لنستثمر الوقت في العمل والسعي لتحقيق كل ما نتصوره مستحيل من أجل النهوض بمدينتنا إلى الأفضل.
( ليس للمستحيل مكان سوى في نفوس الضعفاء ) .
وشكرا

بقلم محمد السقال

المضدر : Ouezzane Dar Dmana