لما كنت عضوا فى المجلس البلدي التقيت بالعديد من الإداريين فى مكاتبهم.. وفى إحدى المكاتب فى سنة ما خلت بأحداثها دخلت مكتبا لأزور أحدهم فى وظيفة هي الكل فى الكل ..جلست قبالة المنعم بكرسي من المدينة الكريمة ذات الجود على من هب ودب وأنا أحتسى كأس قهوة وأتباذل أطراف حديث سياسي بالطبع بعيدا عن صفقات الاختلاس المفروضة عند هذه الأشكال... دخلت أنثى لم تفقد الجاذبية المتوسطة فى الناشئات بين أحضان الأحياء الشعبية ..استقبلها ببشاشة تثبت أنها على موعد مسبق ومسموح لها بالدخول وإن كان مشغولا ..غمزنى غمزة المتعطش فى أسلوب الحيوانات تركته بعد أن اعتذر بتمتمة تلعن حضورى المفاجئ ..تركته واستمرت الأيام وانتهت مدة المجلس المبني على خداع أهل النية وأتباع القانون ..وأحلت على التقاعد الكاملة سنواته وفى مساء تمنيت أن لا أراه رأيت وجه البنية وهي تقف فى ساحة مع زانيات تنتظر زبونا من درجات الفقراء المريشين ..مسكينة.. رمتها الشهادة البائسة فى أحضان المطالبة بوظيفة بسيطة تلزمها الشرف وانتظار المستقبل المجهول ..فقدت بكارتها تضحية وباعت شرفها بمقابل أفسد حياتها ..ملكتها الدعارة وتوسطت زميلات لها فى العمل الجنسي لتتعلم التدخين والسكر والبحث عن أكلات ليلية أو أكلة خفيفة لنهار مجحف ..كنت أراها مرارا فى ساحة العرض لتتوج بدريهمات الأداء المهين وهي التى كانت من المفترض أن تكون أما مصونة فى بيت ولو كان من قش ..فمن الذى خدعها ؟ إنسان أم تلك الشهادة التى دفعتها نحو فخ رجال لا يرون فى الأنثى سوى النزوة ؟بقيت مرتبطة بالساحة ونواحيها تصطاد رجال الزنى ..!

وفى يوم وبعد مرور سنوات انقطعت عن الساحة ..لم أر لها أثرا بل رأيت رفيقاتها فى الدرب المظلم يباشرن العمل الفتاك..اعتقدت أنها رحلت لتخفي انزلاقها أو تزوجت من حاطب ليل أو مسحور أو عريس غفلة نابه تواب الستر لها ..وأنا جالس فى إحدى المقاهى فاجأتنى وهي تحمل طفلا وتجر آخر من يده الصغيرة الطرية وتطلب الصدقة من زبناء المقهى ..يا لطيف أصبحت متسولة بعد أن فشل الإغراء وتضعضع رغم أنها لا زالت تحافظ على مفاتن وسختها الطبيعة ..فقلت أن التسول أفضل من الدعارة وهما صفتان منبوذتان ..أحلاهما مر علما بأن التسول أفضل من الدعارة وهما حرفتان كارثة على الأنثى التى خلقت لتكون ما شاء الرب لها وأنا أنظر إلى تعاستها وسنواتها القامعة ...

تحدث إلي زبون قريب منى فى المقهى فقال : إنها تتسول نهارا وبعد الغروب تتعاطى للدعارة ؟؟؟