رد: شذرات عبدالكريم الطبال

إلى برزخ الصمت
....................
حجرُ الشعرِ
تحتَ المياهِ العميقةِ
أصفى من الماءِ
تحت المياهِ العميقةِ
أقدسَ منْ طائرِِ
باركتهُ السماءُ
فلا ينزلُ اللَّحدَ
أعمقَ منْ لؤلؤِِ
تحتَ قاعِ القصيدةِ
كمْ نحنُ نُبحرُ
بين البحارِ
نسافرُ بين الطحالبِ
بين النباتِ المذهَّبِ
بين المحاراتِ
نغطسُ نغرقُ
نطفو نغوصُ
وكم منْ حجارِِ
هنا وهناكَ
ولا حجرُ الشعرِ
حتى إذا ما اقتربْنا
إلى برزخِ الصمتِ
قربَ المياه العميقةِ
كُنَّا نراه ُ
هنــــــــــــــــــــــــــاكْ
...
..
الشاعر المغربي الكبير
عبد الكريم الطبال
محمد الجعماطي
مشهد
صباغة زيتية على قماش
2014/1436

شذرات عبدالكريم الطبال - صفحة 7 2vsq1cw

في البرية
..........
*
منْ يُذَرِّي السحابَ
رَذَاذَاً
يُصَلِّي لهُ العُشْبُ
في ِّ صبحِِ
وفي كلِّ ليلْ
*
دَمْعةُ الليْلِ
نَشْرَبها
فَنَنامُ
وكُنَّا على وَعْكَةِِ
في النهَارْ
*
مساءً
أُلملمُ ما في الطريقِ
منَ العَثَرَاتِ
لِيَلاَّ تَعُوقَ النمالَ
وهيَ تَنُوءُ
بِثقلِ الجِبَالْ
....
....
*
سؤال
لا أدري ما هي الجرائم التي ارتكبتها همزة الوصل
حتى تجلد يوميا في نشرة الأخبار التي تقدمها القناة
الثانية
..
...

في البرية
...........
غناء
.....
سَأنَامُ سََرِيعَاً
لِكَيْ ألْحَقَ الحَورِيَـــــــــــــــاتِ
وَهُنَّ يُغَنِّينَ
فِي ضَفَّةِ البَحْرِ
والسَّمَكُ العَبْقَرِيُّ
يُطِلُّ عليهنَّ
يُصْغِي
إلَى الَكَلِمَاتِ
التِي لاَ تُقَالْ
وقدْ لاَ أعُــــــــــــــــودْ
.....
حقيقة
....
قالَ لِي
أحَدٌ:
السماءُ سَتُمطرُ
فوقَ السماءِ
الجبالُ ستمشي
إلى البحرِ
قبلَ الضفافِ
الطيورُ
ستنسى الغناءَ
وتذكرُ
مقبرةَ الصَّائدين
قلت:
نحن هنا
نبداُ الحربَ
قبلَ الصباحْ
نبدأ الموتَ
قبلَ المساءْ
وبينهما
نستَعِدْ
...
...

أوراقك
......
جلال الدين الرومي وهوصبي يحكي:
كنت مع صبية نلعب في سطح البيت
فقال لي : صبي مثلي كان يلعب معنا:
هيا لنقفز فوق السطوح
قلت له: ذلك لعب القطط هيا لنقفز بين
السماوات
.....
أوراقكَ
انْثُرْهَا في الريحْ
قدْ تلقَى
في الطرقاتِ الزرقَاءْ
أوراقَ الأشجارِ
فتخضرُّ
تُثمرُ
فاكهةً ما رآها طائرْ
...
أوراقكَ
انثُرْها في الشوقْ
تعلو
تسمقُ
قد تلقَى
الهبَّاتِ النوريةِِ
قد تتحوَّلُ
في الظلمةِ
نجمــــــــــــــــــــــــــــــــاتْ
...
..

في عشية ثلجية
................
لاَ تَلُومُواْ الدُّورِيَّ
إنْ غَابْ
الثَّلْجُ
يُحِبُّ الْخَلْوَةْ
....
...
ليلة دافئة
....

شذرات
*****
1
في متحف
..........
لَوحةٌ لِرِيَـــــــــــــــاحِِ
وَأخـــــــــــــــرى لِبحرِِ
وَقَفْتُ أمامهُمَا
فَغَرِقْتْ
....
لوحةٌ لِرضِيـــــــــــــــعِِ
وأخرَى لِــــــــــــــــثَدْيِِ
وقفتُ أمامهُمَا
فَنَجَوْتْ
..
وَفَوْرَاً
ذهبتُ سَريعاً
إلى سَاحَةِِ
يَتَفَسَّحُ فيها الحمَــــــــــــــــــامْ
2
حيــــــــــــــــــــــاة
.....................
أمرُّ على الجسرِ
كلَّ مســــــــــــــــــــــــــاءِِ
إلى البيتِ
في البيتْ
لأسمرَ
حتى المـــــــــســـــــــــــاءْ
...
3
خيال
...
ما يُؤسِّسُه الشعراءْ
أمةٌ منْ قصائدَ
لا تسكنُ الأرضَ
إلاَّ التي في السمـــــــــــــاءْ
4
غضب
.....
في المعابرِ
تحت القناطرِ
في الجامعاتِ
وفي كل مقهى
وتحت الظلالِ
وفوقَ الرمال
صفيرٌ
منَ الأرجلِ الحافياتِ
على الأحذيةْ
...
...

الوحدة
.....
الكأسُ في يدي
شَظَايَا مُلْصقةْ
انكسرتْ
لمْ تَنكسرْ
مِثلي أنا
وَمثلُكُمْ
في الضَّحكِ البُكَاءُ
في السحابِ الساقياتْ
في الخضرةِ اليباسْ
في الاحمرار الدمْ
نعثرُ في الطريقِ
لاصِقِينَ بعضَنا
نُشعلُ الحربَ بيننا
نحبُّ بعضنا
ومُدْمَجينْ
كما النُّقَاطُِ في كلمةِِ
كما الأشجارُ في الترابْ
كما الحياةُ في لحظةِ الموتْ
..
معذرةً لنا
إنْ كُنا هكذا
كالكأس
في يدي وفي يدكْ
الخازفُ
الذي صنع الريحَ
وبقِيةَ الدُّمَى
هو الذي أرادْ
هو الوحيدُ
وحدهُ
هو الوجـــــــــــــــــــودْ
..
ياربِّ
هبْ لنا الوجودَ
منكَ
هبْ لنا
الوحدةَ منكَ
كيْ نكونْ
...
...
**
ظلم صغير
.........
أضعُ قدمي
على الطريقِ
دون إذن
من حجارة الطريقْ
أشم العطر
في البستانْ
دون إذنِِ
من الورد
أشرب الماءَ
دون إذن
من مطرْ
...
ياأيها الأحبابْ
عذرا
إنَّني أخطأت
دون قصد
...
***
أودع الصفحة إلى أسبوع قادم مع الرجاء
أن تظل بلا ملء .حتى لا تلتبس
علي الصفحة..شكرا..

جِرَابْ
.....
ليسَ عندي
لَدَى النهر ِ
غَيرُ جِرابِِ
كنَزْتُ لآلئَ فيهْ
أوْدعتُهُ عِندَهُ
قبلَ أنْ أتوجَّهَ
صُبحاً
إلى غَابةِ الطيرِ
ثم إلى مُدُنِ الياسمينْ
ثم إلى جبلِِ
في ذُراهُ نجومٌ
تُضيءُ المَقابرَ
ثم إلى البحرٍ
أغرقُ فيهِ
إلى القَاعِ
أحصدُ فيهِ لآلئ
أُخرى
بلا منجلِِ
ثم أرجعُ فوراً
مساءً
......
وها أنا
ياسيدي النهرَ
جارِي الأمين
أعودُ
فَهاتِ الوديعةَ
إني رجعتُ
ولستُ أُفكرُ
في سفرِِ
بعدَ هذا المساءْ
...
.**
في ليلة الأمس وأنا عائد من الرباط كنت أردد جنب ابني في سيارته :
سلم لي عليه أرددها بعد فيروزوكنت أرددها صباحا معها في الطريق
إلى الرباط
وحتى في الحفل كنت ربما أردد معها....ما أبهاك سيدتي
...
...

ظمأ
....
يَاأيُّها الصَّفَـــــــــــــــــاءْ
يَاأيها الذي في آخرِ
الطريـــــــــــــــــــــقْ
......
هلاَّ قدمتَ أنتْ
أنا بِدونِ قدميْنِ
دُونَ أجنحــــــــــــةْ
....
هَلاَّ قدمتَ
قبلَ أنْ تَغُورَ
بِي الطريــــــــــــــــــقْ
....
هلا قدمتَ
قبلَ الآنَ
فَيَدِي تسْوَدُّ
مثلَ الحِبرِ
مثلَ الأثْمْ
......
هلا قدمتَ
فأنا أموتُ ظمأً
إلى شَرابِِ
منْ يدكْ
....
....

في حانة
..........

يَاسَاقِيَاً

هَاتِ السَّحَابَةَ

اسْقِنِيهَا

مُزْنَةً عُلْوِيةً

حَتَّى أكُونَ النَّهْرَ

فِي بَحْرِِ بَعِيدِِ

أوْ أكُونَ شُجَيْرَةً

فِي أرْضِ شَمْسِِ

لاَ تَغِيبْ

.......

يَانَادِلاً

هَاتِ السَّحَابَةَ

اسْقِنِيهَا

كُلَّهَا

فَأنَا عَلَى ظَمَإ

شَبِيهِِ بِالْحَرِيقِ

وَلاَ ارْتِوَاءَ

بِغَيْرِ أشْجَارِ السَّمَاءْ

...
...
**

قبلةٌ

في يدِ الأمِّ

تكفي

إذا كنتَ

منْ زُمْرةِ الصالحينْ

...
...

رباعيات
........
*
ياأيها الصِّحابُ
كلنا شجرةٌ
في الريحْ
فَلْنتفقْ على الأغصـــــــــــــــانْ
*
شجونُ الليلِ
قهوةُ الصباحِ
مُرةً
كالحزنْ
*
أفنانُ الخيزرانْ
جدائلٌ لنملةِِ
نسيتْ رأسها
خِلالَ الحلْمْ
*
إدا عريتَ منكَ
كنتَ البدءَ
في القصيدةِ
التي ليستْ تُقالْ
*
بين حربِِ وحربِِ
طريقٌ تضيقُ
وبحرٌ يجفُّ
ولا أثرٌ لحمامْ
...
...

*
قوقعةٌ
هيَ الرياحْ
يَخبأُ فيها الدمعُ
وبقايا الحربْ
*
الذاهبونَ وحدهمْ
إلى البلادِ
المُغلقةْ
همُ الذين يصلونْ
*
في كل مقبرةْ
تُقامُ السهراتُ
فرحاً
بالعودةْ
*
كل الخرافِ
لا تحلمُ
إلا برحيلِ
القتلةْ
*
في الرملِ
خطواتْ
التحفتْ
استغرقتْ في الموتْ
....
...

أومن بالعتمة
............
ليس بيني
وبين الذي لا أراهُ
سوى حبنا
وهو الحقُّ
دون سواهْ
فأنا مثلهُ
أحب السحاب البعيدَ
أحب الرياح التي لا تجيءُ
أحب النوارسَ حين تغيبُ
أحب الطيورَ
التي لا تعود إلى الوكناتِ
أحب القصيدة هاربةً
في فيافي السماءْ
أحبك أنتًِ
وإن كنتِ
لست هنا أو هناك
أحب الذي لا أراه
لِذا لستُ أعرفُ
عني ولا عنكِ
إلا الذي بيننا
وهو الحق
دون سواهْ
****

عن النسيان
............
ما ننساه
نتذكره
داخل النسيان
فأثناء الكتابة نتوهم أننا نكتب عن الآن
وعن الذات وحدهما ناسين ما عداهما
وقد نقرأ النص فيما بعد فنكتشف أننا
لم ننس ما قبل الآن والذات وأننا كنا
نتذكر داخل النسيان
**
أيها الليلُ
أعرفُ
أنك لست سعيداً
لأنك لا تلتقي
بحبيبتك الغائبة
***
وأنا في الزحام بين الأصدقاء
منذ قليل
سألت:
من أنا في هذا الزحام بعد أن
طال بي الصمت
تذكرت كلمة ديكارت : أنا أفكر
إذن أنا موجود
لكن السؤال ظل حاضرا
فتذكرت المعري
شرُّ أشجارِِ علمتُ بها
شجراتٌ أنبتتْ إنسانا
وتذكرت
قابيل وهابيل
فقلت إذن : أنا هما
واطمأنت
ودعوت الله أن ينصر
الخير على الشـــــــــــر
....
..

في رقة الماء
................
زَارَنِي
مِنْكِ
طَيْفُكِ
دُونَكِ
كَانَ لَطِيفَاً
وَفِي رِقَّةِ الْمَاءْ
حَدَّثَنِي
مِثْلَمَا تَتَحَدَّثُ قِيثَارَةٌ
عَنْكِ
كُنْتِ السُّلاَفَةَ
بَيْنِي وَبَيْنَكَ
نَشْرَبُهَا
فَنَمِيلُ عَلَى بَعْضِنَا
كُنْتِ أنْتِ
وَإنْ كُنْتِ غَائبَةً
فَلِمَا ذَا حُضُورُكِ
لَيْسَ كَطَيْفِكِ
ياوَرْدَةَ الْوَرْدِ
يَارِقَّةَ المَاءْ؟
...

أيوب
.....
يَاأيّوبْ
أرْكُضْ بِرِجْلِكَ
هَذَا مُغتسَلٌ بَارِدْ
إشرَبْ عَسَلاً
الْقُفرانُ عَلى المَــــــــــــــاءْ
اركُضْ بِرِجْلِكَ
يَنْشَقْ لَكَ البَحْرْ
فِي مَجْراكَ وَمرسَاكْ
ياأيُّوبْ
لاَ تَنْسَ صَلاَتَكَ
في البَحْرِ
وغَيرِ البَحْر
....
...
*..
الفقرة الأولى من القرآن الكريم
...
...
..

الألم
......
لا ليس أنا
إنه غيري
مثل هذا الألم
ما كان في طاقتي واحتمالي
إخماتوفا
.......
طريقٌ
إلى الصلبِ
نحنُ نسير عليهِ
وقوفاً
ونحن اللهاثُ
ونحن الغبارُ
إلى أنْ تغيبَ
الطريـــــــــــقُ
قريباً
منَ المقصلةْا
...
...

بعض مطر
...........
فِي شَارعِ الرِّيَـــــــــــــــــاحْ
يَسْألُ طِفْلٌ
أمَّهُ
لِمَ تَبْكينْ؟
قَالَتْ لَهُ:
أنَا وَأنتَ
يَاسَنَاءَ الرُّوحِ
بَعْضُ مَطَرِِ
فِي شَارِعِ الرِّيَـــــــــــــــــــــــــــاحْ
...
...

في صمت
...........
هَادِئاً
سَتَكُونُ قَرِيـــــــــــــــــــبَاً
كَضَبَابِِ خَفِيفِِ
يَمُرُّ عَلَى جَدْوَلِِ
كَحَفِيفِ نِمَالِِ
تَعُودُ إلَى بَيْتِهَا فِي الْمَساءْ
....
هَادِئاً
سَتَكُونُ قَرِيـــــــــــــــــــــــبَاً
كَظِلِِّ عَلَى ذَهَبِ الرَّمْلْ
أو شمْعَةِِ انتهتْ
منْ حكايتهَا بعدَ ليلْ
.....
هَادِئاً
سَتكُونُ قَرِيــــــــــــــــــــــــبَاً
وَتَرْحَلْ
....
...

عتاب
.....
تَتَرَاكَمُ سَوْسَنَةً
فَوْقَ سَوْسَنَةِِ
وَأنَا أتَأمَّلُ
فِي أوَّلِ الْمَاءِ
قَبْلَ الْمَخَاضِ
لأِوَّلِ أمِِّ لَهُنَّ
فَتَسْألُنِي السَّوْسَنَـــــــــــــــاتُ
لِمَا ذَا تَغُضُّ عَلَيْنَا
يَدَكْ
ونحنُ اللِّطَافُ
ونحنُ الأرَقُّ
ونحنُ البَنَاتُ العِذَابْ؟
...
...

عودة
.....
أعودُ
إلى البيتِ
دونَ طريقْ
كأني مكثتُ
وما شهدتني طريقْ
ذهبنا معاً
بدون طريـــــــــــــقْ
وعدنا معاً
بدون طريـــــــــــــــقْ
كأنا معاً
واحدٌ
دون بيت ِِ
ودون أحدْ
وَدونَ طريقْ
..
...
**
كم أفضل أن أختص بالبيت
فأنا لآ أقتحم بيتا لغيري

ومن العشق
.............
أحب أن أقول
بعضَ الكلماتِ
لي
لكنني أخجلُ
مني
فأنا أحب الصمتْ
*
أحب أن أرى
وجهَ الحمامِ نائماً
لكنني أعجزُ
عن تسلُّقي
إلى الأعشاشْ
*
أحب أن أقولَ
للسماءِ
بعضَ الدمعْ
لكنني أخرسُ
كلما هممتُ بالبكاءْ
...
...

ومنَ العشقْ
...........
فِتنةٌ
تَتَوَشَّى الظلالْ
حينَ يفرشها الغرباءُ
وهمْ صاهدونْ
قد تغني لهمْ
وهمُ يسمرونْ
قد تُعانقهمْ
وهمُ يحلمونْ
...
...

المرآة
.....
قال الماءُ
أنا المرآةْ
لا تكسرني الريحْ
لا يدهسني الموجْ
لا يطويني الليلْ
...
قال الماءْ
أنا وحدي المرآةْ
من شاء منكمْ
أن يقرأ وجه الكونْ
عندي وحدي
وجه الكـــــــــــــــونْ
...
قال الماءُ
فلم يبق
لنا قولٌ
لم يبق لنا
إلا المرآةْ
...
قال الماءْ
عندي ر وحُ الكون
ولكنْ
في الأعماق
وما عندكمُ المشكاةْ
....

أفعى
....
أمريكا
تكره العالم
أمريكا
أفعى
أمريكا
تكره الحب
أمريكا أفعى
وأفعى
...
سيدتي الأفعى
لست أنت
بأفعى
أمريكا وحدها
في العالم
أفعى
...
...