بنكيران والفساد

في كل مرة تطلع لافتات فوق رؤوس المتظاهرين ينادون بمحاربة الفساد وفي كل مرة يظهر على القنوات وتحت قبة البرلمان من يحارب الفساد أو يحتج للقضاء على الفساد وآخر هؤلاء بنكيران حين قرأت عمودا في إحدى الجرائد يشير إلى عزيمة رئيس الحكومة لمحاربة الفساد ..ابتسمت من تعهدات أناس وتنديدات آخرين وكأنهم لا يقرؤون الدين والتاريخ ..فالمنطق المتوارث عبر القرون والأجيال يؤكد أن لا أحد يستطيع قطع دابر الفساد ولو ملك أعلى وأعظم قوة في العالم فمن خلال الديانات ثبت ثبوتا لا مفر منه أن الأنبياء 314 لم يفلحوا في القضاء على الفساد لأنهم واجهوا المفسدين وعارضوهم بكل الوسائل فاستمرت الدنيا بعدهم عرضة للفساد وعملائه ..أعتقد أن السيد بنكيران المتدين بالمصباح نسي أن الله يحارب الفساد أكثر منه ومن غيره لما أعطى الحسنة بعشر أمثالها وخلق جهنم التى ستستضيف المفسدين من الآن إلى يوم القيامة ..فلو حارب سيادته وأمثاله الفساد لأغلقت أبواب جهنم ..وليتجول بنكيران في السجون العالمية ليرى مسيحيين مؤمنين بعيسى ( ع.س ) في الحبس بسبب الفساد ويرى اليهود المؤمنين بموسى ( ع.س) في الحبس وبرى في مرة ثالثة مسلمين مؤمنين بمحمد ( ص.ل.عم ) في الحبس ..فكم من وزراء ومستشارين ورجال سلطة على العموم ورجال تعليم وصحة وتجارة وصناعة في السجن بسبب الفساد ..إن على المسؤول أداء واجبه وخفض الفوارق الطبقية ما أمكن فلا أحد يملك زمام السير الآدمية ..تلد الدنيا فقراء ومعوقين وتتسبب في كوارث تخلق المهمشين وفيها مال يعمي الأبصار والقلوب وتسير عليها نسوة يساهمن في الفساد بالعنف أو الطمع أو لذة ..لا تضحكوا أيها المسؤولون عن الشعوب ..الفساد باق إلى الأبد والقرآن الدائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها يؤكد في سوره وجود العذاب من أجل المفسدين ..أكرموا الناس وساعدوهم لكي لا يحتجون ولا يتظاهرون ولا يقفون وقفات احتجاجية تهلك أقدامهم وجلودهم بالبرد والحرارة وابتعدوا عن اقتطاع أيام الإضرابات من اجور الغلابة وأنتم تبصرون غياب الكبار بلا عقاب وتتركون بنزين سيارات البلديات والقرويات والحكومة يستنزف في أيام العطل وبالليل ..أرني سيدي بنكيران متى ستقضي على الفساد لأنسى نار جهنم التي تنتظر المفسدين ونغلق السجون ؟؟!