قصة خيالية أقرب الى الواقع بقلمي. Ali Kholi
صفحة 1 من اصل 1
قصة خيالية أقرب الى الواقع بقلمي. Ali Kholi
محمد طالب جامعي مجد و مجتهد يبلغ من العمر 21 سنة , كان موفقا في مساره الدراسي طيلة حياته و اليوم هو يوم امتحانه النهائي لنيل شهادة الاجازة لكن لحظة واحدة ستقلب حياته رأسا على عقب , إستيقظ محمد على صوت المنه و الساعة تشير الى السابعة صباحا , أبى صديقنا الى أن يضيف ساعة نوم اخرى بما أن امتحانه لن يبدأ حتى العاشرة , و هذا ما فعله , مرت الساعة و لم يرن المنبه الى ان استيقظ محمد من تلقاء نفسه , القى بنظره الى ساعة المنبه فإذا بها متوقفة , تلقف هاتفه من جيب سرواله المطروح أرضا ليتحقق من الوقت فإذا بها العاشرة إلا بضع دقائق , غير ملابسه و حمله قلمه و خرج بسرعة عله يجد وسيلة نقل تقله الى الكلية , لكنه و لأسف كان يوم إضراب و الطوبيس قد ولى و لن يعود إلا بعد ساعة , لم يجد بدا من الجري فقد تأخر بالفعل عن امتحانه , انطلق محمد في سباق ماراطوني مع الوقت اعتقد أنه انتصر فيه و هو على باب المدرج التي يجري فيه الامتحان , دخل و هو يلهث , تربص مكانا في الخلف , و ما كاد يخطو نحوه حتى ناداه المنادي " وابنادم داخل كوري , راه تعطلتي و ماغاديش تدوز " , بعد أخد و رد أعطي محمد فرصة لا لأن يأخد امتحانه انما لينتظر حتى يأتي أستاذه فينظر في أمره ,جلس محمد على الطاولة الرئيسية التي تواجه المدرج بأكمله , لم يكن محمد يفكر في كل العيون الموجهة إليه بل كل ما كان يجول في خاطره هو امتحانه الاخير الذي سيضيع عليه لأنه تأخر بضع دقائق , سقطت عين محمد على قنينة ماء فوق الطاولة فحملها و شرب منها على عجل لعل التعب يذهب عنه , ما إن اعادها الى مكانها حتى وقف المراقب أمامه يسائله " شكون قاليك تشرب من هاديك القرعة " و ما كان من محمد إلا رد لحقه جدال أنتهى بتمرميقة على كمارة محمد هذا الاخير الذي ما كان منه إلا أن رد بأخرى , فإنطلقت المعركة , تدخل بقية المراقبين لفك النزراع و عمت الفوضى في أرجاء المدرج , تدهشرت الفتيات حتى ان بعضهن فقدن وعيهن , و الفتيان يصرخون ( عطيه عطيه ) في خضم هذا إشتد الحصار على محمد من طرف المراقبين بدعوى أنه يباعدون بين الطرفين و اللكمات تلعب تباعا في وجه , لم يعرف محمد ما يفعل فقد إجتمع الغضب و التعب و الاحساس بالاحتقار , الكل ضده و هو وحده , أدخل يده في جيبه و أخرج القلم الذي معه و نشبه في قرجوطة المراقب و لاذ بالفرار وسط دهشة الناظرين و صرخات المشاهدين , تزايدت الساخفات من الاناث و انشغل المراقبون بزميلهم فلم يلحق أحد محمد , الذي فر الى بيته , لما وصل أدخل يده في جيبه ليخرج المفتاح , لكنه لم يجده , لعله نسيه لما خرج مسرعا , يا إلهي ما هذا الحظ العاثر , فكر محمد و لم يجد حلا إلا أن يذهب عند بعض الاصدقاء الذين حكى لهم قصته و إقترض منهم بعض المال يساعده على الهرب بعيدا . بعد حصول محمد على المال اتجه الى المحطة الطرقية ليحجز رحلة الى مسقط رأسه , تذكر أن الاضراب مازال قائما و لن يمكنه السفر إلا عبر أحد الشركات الدولية بسعر أقل ما يقال عنه انه الشواط بحد ذاته . ماكان محمد يملكه كان يكفيه فقط لبلوغ مدينة في نصف الطريق بينه و بين مدينته الاصل ,لم يجد غير السفر إليها عسى ان تتيسر الامور لاحقا , الشاب الذي لطالما كان مثالا يحتدى به صار الان أشبه بمجرم و الكل يبحث عنه بعدما ترك قلمه مرشوخا في حنجرة المراقب بين الحياة و الموت , كلها أفكار كانت تجول في رأس محمد طوال الطريق . وصل حيث يتوجب عليه النزول و مشاعر الذنب و الاسى تنهشه من كل جانب , جلس لهنيهة على حافة الطريق و الجوع يمزق أوصاله , إختفت الافكار السوداوية فجأة و صار كل ما يهم محمد هو ما يسد جوعه . القمر في كبد السماء و الشاب لم يضع في فمه شيئا منذ يوم و ليلة . رمى بعينه الى الجهة المقابلة فترائى له بائع الصوصيط , جمع الوقفة و اتجه نحوه مستبشرا بما يسد به جوعه , ماكاد يقترب حتى اختفى ’ أسراب هذا في منتصف الليل , تبا إن الجوع حقا يعمي البصر . كل الدكاكين مقفلة و المكان قد خلى , إستلقى محمد على جانب و الطريق ووضع رأسه على دراعه و غط في النوم و أفكار من كل نوع تتلاعب برأسه لكن ماذا عساه يفعل , إستيقظ صباحا مع شروق الشمس و قد ذبت الحياة في المكان من جديد , أول ما أحس به هو زقزقة العصافير في بطنه و هو لم يأكل منذ يومين , تبادر الى ذهنه أن يستجدي بعض خبز يسد جوعه من أصحاب المحلات عله يجد قلبا رحيما , لكن للأسف ما كان محمد متقنا لفن الاستجداء ولا كانت القلوب ذات رأفة عليه , في لحظة غلب محمدا الاسى وقع بصره على مقهى في ناصية الشارع , إتجه إليه و هو يردد في نفسه " الي ليها ليها " دخل و اختار مكانا ثم طلب ما لذ و طاب من الطعام بعدما انتهى من أكله نظر عن يمينه و عن شماله و إنطلق زاهقا , لكن النادل لحقه , بعد العدو عبر عدة شوارع و أزقة أمسك النادل محمدا و فرشخه تفرشيخة لن ينساها طوال عمره , ثم جره للمقهى ليغسل الاواني تعويضا عن ما أكله , أثناء غسيله لأطباق إقترح محمد على النادل ان يعمل في غسل الاطباق مقابل طعامه و شرابه , طرح النادل الفكرة على صاحب المقهى فاعجب بها هذا الاخير لأنه لن يتوجب عليه دفع شيء مقابل عمل محمد عدا الشياطة التي يتركها زبناء المقهى , لكنه تسائل عن السبب الذي يدفع شابا في مقتبل العمل الى القيام بهذا فإستفسر محمد هذا الاخير الذي نسج حكى له قصة درامية من نسخة خياله فصدقها صاحب المقهى و بقي فيه محمد فإقترح عليه ان يعمل و ينام في المقهى بما انه لا مأوى له , وافق محمد بكل سرور فكل ما يسعى إليه هو التعادل و هو مجرم في مكان لا يعرف عنه شيئا غير الاسم , و بالفعل اشتغل محمد في المقهى و كان ينام فيه كلما أسدل الليل أستار و أغلق المقهى أبوابه , مر على اشتغاله ثلاثة أيام و الخوف يستحود على أفكاره فهو يعلم أنه لن يبقى مختبأ طول حياته , وسط خرير المياه و صوت تلاقي الصحون نادى النادل محمد ليسيفطه من أجل جلب بعض الحاجيات ,و بينما هو مغادر سقط نظره على صورة له بجانبها عنوان بالخط العريض " طالب يعتدي على مراقب و يرديه قتيلا " في جريدة بين يدي زبون في المقهى , عرف محمد أنه قفرها و يتوجب عليه أن يختفي عن الانظار , إنسحب من المكان بهدوء و إنطلق يجري الى مكان خالي من الناس حتى لا يعرفه أحد فلا شك أن وجهه صار معروفا .
أوصلته أرجله الى مكان خال من السكان , إتخد مكانا و جلس يفكر في حل يخرجه من كل هذا , لكن هيهات أن يجد القاتل حلا و صورته في كل مكان , فكر في أن يسلم نفسه للشرطة لكنه يعلم ان العواقب ستكون وخيمة , وسط هدوء رهيب إنطلق صوت من قريب , السلام عليكم لا غلام , فزع محمد و نهض من مكانه فلعله شخص يريد أن يمسك به , قال الرجل : مالك ماكاترد السلام , عرف محمد أن الراجل مافراسو مايتعاود فرد عليه السلام و إنطلق حذيث بين الطرفين .
الرجل : أش كاتدير هنا راه هاد البلاصة عامرة بالقطاطعية و الشفارة و يقدر يشدك شي واحد هنا يكريسيك و لا شيحاجة
محمد : ياودي غير خليها على الله
الرجل : مالك شتك ماكاين فهاد العالم .
محمد : غير خليني عليك الله يحفظ
بعد نقاش طويل بين محمد و الرجل تبين لهذا الاخير أن الفتى قد يئس من الحياة و لم يبقى لديه شيء يخسره و هذا تماما ما كان يبحث عنه , عرض عليه أن يستضيفه في بيته حتى حين , وافق محمد بصدر رحب و ذهب معه الى البيت دون أن يفكر في ما ينتظره , بعد وصولهما الى البيت دخل محمد على جماعة من الاشخاص , تقنط في أخر البيت و الرعب قد دب في قلبه , و هو يردد أش داني ولاش مشيت , كل العيون موجهة إليه و هو يرتعش من الخوف . كان يفكر بالهرب , لكنهم سيمسكون به , جلس يفكر للحظات حتى دخل شخص تبدو على ملامحه القسوة , إقترب بإتجاه محمد و حدثه قائلا : شوف اولدي نتا مابقا عندك ما تدير فهاد الحياة أش بان ليك تشري أخرتك بدنياك , " كيفاش " أخرجها محمد بصوت محشور و ممزوج بالالم و الخلعة , أجابه الرجل كيما سمعتي غادي تدير عملية انتحارية في وسط الدعاة الى الفساد و الرذيلة , رفض محمد قائلا " شكون قاليك انا بغيت نموت " أجابه الرجل كلنا لها يا ولدي , بعد نقاش طويل عرف الرجل انه لن يصور شيئا من محمد فربطه هو و أصدقائه و ركبو عليه قنبلة موقوثة و أطلقوه في الشارع .. إنطلق محمد يجري كحمار بري تلاحقه الاسود و هو يصرخ وامي وامي غادي نموت , سقط بصره على مركز للشرطة فدخل و هو يصرخ غادي نموت و اعتقو الروح اعيباد الله ,أمسكه شرطي و سأله مالك كاتغوب غير بشوية عليك , و اجاب محمد صارخا و راه لصقو فيا قنبولة و اعتقوني أعيباد الله . إنفض الجميع من حوله و بقي مركز الشرطة فارغا , ما شاء الله على رجال الامن , زهق الجميع و تركوه في حاله , سقط محمد مستسلما بعد أن جفت حنجرته من الصارخ و ما هي إلا لحظات حتى إنفجر في وسط مركز الشرطة وودع الحياة .
منقول
أوصلته أرجله الى مكان خال من السكان , إتخد مكانا و جلس يفكر في حل يخرجه من كل هذا , لكن هيهات أن يجد القاتل حلا و صورته في كل مكان , فكر في أن يسلم نفسه للشرطة لكنه يعلم ان العواقب ستكون وخيمة , وسط هدوء رهيب إنطلق صوت من قريب , السلام عليكم لا غلام , فزع محمد و نهض من مكانه فلعله شخص يريد أن يمسك به , قال الرجل : مالك ماكاترد السلام , عرف محمد أن الراجل مافراسو مايتعاود فرد عليه السلام و إنطلق حذيث بين الطرفين .
الرجل : أش كاتدير هنا راه هاد البلاصة عامرة بالقطاطعية و الشفارة و يقدر يشدك شي واحد هنا يكريسيك و لا شيحاجة
محمد : ياودي غير خليها على الله
الرجل : مالك شتك ماكاين فهاد العالم .
محمد : غير خليني عليك الله يحفظ
بعد نقاش طويل بين محمد و الرجل تبين لهذا الاخير أن الفتى قد يئس من الحياة و لم يبقى لديه شيء يخسره و هذا تماما ما كان يبحث عنه , عرض عليه أن يستضيفه في بيته حتى حين , وافق محمد بصدر رحب و ذهب معه الى البيت دون أن يفكر في ما ينتظره , بعد وصولهما الى البيت دخل محمد على جماعة من الاشخاص , تقنط في أخر البيت و الرعب قد دب في قلبه , و هو يردد أش داني ولاش مشيت , كل العيون موجهة إليه و هو يرتعش من الخوف . كان يفكر بالهرب , لكنهم سيمسكون به , جلس يفكر للحظات حتى دخل شخص تبدو على ملامحه القسوة , إقترب بإتجاه محمد و حدثه قائلا : شوف اولدي نتا مابقا عندك ما تدير فهاد الحياة أش بان ليك تشري أخرتك بدنياك , " كيفاش " أخرجها محمد بصوت محشور و ممزوج بالالم و الخلعة , أجابه الرجل كيما سمعتي غادي تدير عملية انتحارية في وسط الدعاة الى الفساد و الرذيلة , رفض محمد قائلا " شكون قاليك انا بغيت نموت " أجابه الرجل كلنا لها يا ولدي , بعد نقاش طويل عرف الرجل انه لن يصور شيئا من محمد فربطه هو و أصدقائه و ركبو عليه قنبلة موقوثة و أطلقوه في الشارع .. إنطلق محمد يجري كحمار بري تلاحقه الاسود و هو يصرخ وامي وامي غادي نموت , سقط بصره على مركز للشرطة فدخل و هو يصرخ غادي نموت و اعتقو الروح اعيباد الله ,أمسكه شرطي و سأله مالك كاتغوب غير بشوية عليك , و اجاب محمد صارخا و راه لصقو فيا قنبولة و اعتقوني أعيباد الله . إنفض الجميع من حوله و بقي مركز الشرطة فارغا , ما شاء الله على رجال الامن , زهق الجميع و تركوه في حاله , سقط محمد مستسلما بعد أن جفت حنجرته من الصارخ و ما هي إلا لحظات حتى إنفجر في وسط مركز الشرطة وودع الحياة .
منقول
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
مواضيع مماثلة
» التواصل والتضامن الاجتماعي
» يوميات معلم في الأرياف
» سلا Salé
» الجن في الثقافة المغربية بين الواقع والخيال
» عائشة، محْبوبةُ النبيّ
» يوميات معلم في الأرياف
» سلا Salé
» الجن في الثقافة المغربية بين الواقع والخيال
» عائشة، محْبوبةُ النبيّ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى