وعي حمار ....والبعوضة والتلميذ
صفحة 1 من اصل 1
وعي حمار ....والبعوضة والتلميذ
النص :1,2
أستغرب من الحمار الذي يتقمص أعمالا لا تطابق ذاته...
ذات صباح وبدنه المتألّم بقرصات الذباب وباقي الحشرات الماصة لدمه , غنى :
أنا حمار ..
ما ارتحت ما هنيت ..
ما حلمت وما نسيت
ركبوني وضربوني..
وبشواري ثقلوني
أنا حمار
مذلول ومهان
حمار من زمان
واكل بلا ربح..
مربوط ما نسرح
نهق بلا ما نشطح..
انعس افرح
أنا حمار
قوة الصنائع
فلخير ضائع
فالنهار ندمر
معهم نتدبر..
أنا حمار
تعذبت, ضحيت
وها أنا هربت
انهالوا ضربا
زادوني سبا
أنا حمار
بصوت حزين أنهى تبرمه فانطلق نحو المجهول , ضاق من الإهانة , يريد الخلاص من مهامه الثقيلة على روحه وجسده , جرى بطريقة يخفي بها سر المغادرة , حرص على سلامته من الرجوع إلى العنف... توقف أمام مشارف غابة ...
الحمار في نفسه : سأجد حريتي أولا , وستمنحني الغابة الخضراء حياة جديدة تغيّرني وتردّ اعتباري كحيوان محترم ...أتمنى أن أحقّق حلمي المكبوت ..
دخل الغابة بسرور وعند منتصفها بين الأشجار الكثيفة , التقى ثعلبا ....
الثعلب : ما الذي رماك إلى هنا ؟!
الحمار : تحقير الناس
الثعلب : إذا تبحث عن حياة جديدة !
الحمار : نعم ...
الثعلب : أتريد أن أساعدك ؟
الحمار : يا ريث ..معروف لن أنساه طول العمر ..
الثعلب : وهل تقبل مشورتي ؟
الحمار : ولم لا إن كانت عتقا من الجحيم ؟
الثعلب : سأصبغك لتصبح حمارا وحشيا
الحمار : لكن يا أخي سأبقى حمارا رغم الصباغة ..
الثعلب : حمار في اللغة , أما على الطبيعة , فأنت من النوع الوحشي
الحمار : يعني مفترس !
الثعلب : لا ...يعني غابوي...ابن الأدغال ...أي لست أليفا عند من عذبوك.
الحمار : فهمت ...لك جزيل الشكر ...
الثعلب وهو يصبغه بخطوط سوداء : ( في نفسه ) حمار مغفل أتاني لأجرب فيه مكري ..
الثعلب : يجب أن تندمج بين الحمر الوحشية وإياك أن تنهق ....اتبعهم وتعلم منهم خصالهم ..
امتثل لأوامر الثعلب فاندس بين المخطّطين ..
كبير الحمر الوحشية : هذا الوافد علينا , غريب !
حمار وحشي : كيف عرفته ؟
كبير الحمر الوحشية : لأنه الأسمن وغليظ الهيأة.....
حمار وحشي : هل نطرده ؟؟
كبير الحمر الوحشية : اتركه , سنحميه ونربيه ليندمج معنا , لا تثر انتباهه أراه بليدا وسهل الانقياد ..
ضمن الحمار التجوال والمرعى والراحة من عذاب الهراوة وحمل ما لا يطاق ...فأصبح تابعا , يقلد القطيع , من دون اتباع غريزته ...شعر بالسعادة وألف متعة الحياة بين القطعان فاستفاد من الحرية , لكن الرياح قدمت من حيث لا يفهم , ظهر أسد فتشتت شمل الحمر الوحشية , وتناقضت الوجهات , بقي الحمار المشرّط تزويرا , واقفا لا يعي الظروف متسمّرا في مكانه كالأبله , فاقدا حيل الانتماء , ارتجف حين وقف وجها لوجه أمام الأسد اعتقد أنه كالثعلب في النصح والإرشاد... ...
انقضّ عليه الأسد , فدقّ عظامه وفتّت حلمه...
البعوضة والتلميذ ...
تحول التلميذ الذكي إلى كسول لأنه رافق أشرارا من المدرسة والحي , تعلم التدخين الأولي خفية وخوفا من والده الصارم , وعلى سريره في غرفة تومه نظر بتبرم إلى دفاتره وكتبه بقلق , أهمل واجبه وضغط على زر كهربائي ليطفئ الضوء , تحركت بعوضة وزنت حول رأسه , أزعجته فأعاد النور ليبحث عنها , لم يجدها , عاد لينام , كررت الزنة , فقام كالهائج يدير بصره في كل اتجاه ليقتلها , لم يعثر عليها , لبس الصندل وصعد إلى سطح الدار ليدخن غضبه ولما انتهى , صادف والده في طريقه إلى غرفته ..
الأب : ماذا تفعل في السطح ؟!
التلميذ : كنت أشم الهواء , اختنقت في الغرفة ..
الأب : هل راجعت دروسك ؟؟
التلميذ : نعم ..وسأنام لأستريح
الأب : لازال الوقت مبكرا , راجع ما أنجزته
الأب : حاضر
وفي الغرفة المظلمة سمع التلميذ زنّة عدوته البعوضة التي طردت النوم من عينيه .
التلميذ : ماذا تريدين مني ؟ ارحلي أو سأقتلك إن عرفت مكان اختبائك ..
البعوضة : لن أقع بين يديك لأني جئت لأحاسبك قبل أن أغادرك
التلميذ : هل أنت معلمتي أم ولية أمري ؟!
البعوضة : كدت أن أتركك لوحدك , لكنّ عيوبك منعتني من المغادرة
التلميذ : وما هي هذه العيوب يا متخلقة ؟!
البعوضة : تخليت عن واجباتك وكذبت على والدك وتدخن ما لا تشتريه بعرق جبينك ..
التلميذ : أنا حر ...
البعوضة : وأنا حرة لأمتص دمك الخبيث وأنقي جسدك من عيوبك ..
التلميذ : دمي غزير وبطنك الصغير لا يسعه ..
البعوضة : أنت مخطئ ..أنر المصباح ..
وبمجرد الضغط على الزر , بدت البعوضة أضخم مما كان يتصوره ..خاف التلميذ نقص صوته ..
التلميذ : سامحيني وأعتذر ...
عادت إلى حجمها المعتاد , ابتسمت فودعته ..
أستغرب من الحمار الذي يتقمص أعمالا لا تطابق ذاته...
وعي حمار ...
سئم حياته في القرية وتعذب أثناء تنقلاته نحو المدينة , تحمل الإهانة واستغلال الأطفال الذين يتناوبون ركوبه وضربه وإرغامه على الامتثال لهم , ملّ حياة حمار لا قيمة له إلاّ في التنكيل والتحميل , نهيقه غير مقبول بين أصوات حيوانات تعجب البشر , ولما يريد أن يكمل دين الحيوانات يمنع ويحجم كي لا يسير نحو الحمارة ..يتعذب ويعذبه صاحبه ..ذات صباح وبدنه المتألّم بقرصات الذباب وباقي الحشرات الماصة لدمه , غنى :
أنا حمار ..
ما ارتحت ما هنيت ..
ما حلمت وما نسيت
ركبوني وضربوني..
وبشواري ثقلوني
أنا حمار
مذلول ومهان
حمار من زمان
واكل بلا ربح..
مربوط ما نسرح
نهق بلا ما نشطح..
انعس افرح
أنا حمار
قوة الصنائع
فلخير ضائع
فالنهار ندمر
معهم نتدبر..
أنا حمار
تعذبت, ضحيت
وها أنا هربت
انهالوا ضربا
زادوني سبا
أنا حمار
بصوت حزين أنهى تبرمه فانطلق نحو المجهول , ضاق من الإهانة , يريد الخلاص من مهامه الثقيلة على روحه وجسده , جرى بطريقة يخفي بها سر المغادرة , حرص على سلامته من الرجوع إلى العنف... توقف أمام مشارف غابة ...
الحمار في نفسه : سأجد حريتي أولا , وستمنحني الغابة الخضراء حياة جديدة تغيّرني وتردّ اعتباري كحيوان محترم ...أتمنى أن أحقّق حلمي المكبوت ..
دخل الغابة بسرور وعند منتصفها بين الأشجار الكثيفة , التقى ثعلبا ....
الثعلب : ما الذي رماك إلى هنا ؟!
الحمار : تحقير الناس
الثعلب : إذا تبحث عن حياة جديدة !
الحمار : نعم ...
الثعلب : أتريد أن أساعدك ؟
الحمار : يا ريث ..معروف لن أنساه طول العمر ..
الثعلب : وهل تقبل مشورتي ؟
الحمار : ولم لا إن كانت عتقا من الجحيم ؟
الثعلب : سأصبغك لتصبح حمارا وحشيا
الحمار : لكن يا أخي سأبقى حمارا رغم الصباغة ..
الثعلب : حمار في اللغة , أما على الطبيعة , فأنت من النوع الوحشي
الحمار : يعني مفترس !
الثعلب : لا ...يعني غابوي...ابن الأدغال ...أي لست أليفا عند من عذبوك.
الحمار : فهمت ...لك جزيل الشكر ...
الثعلب وهو يصبغه بخطوط سوداء : ( في نفسه ) حمار مغفل أتاني لأجرب فيه مكري ..
الثعلب : يجب أن تندمج بين الحمر الوحشية وإياك أن تنهق ....اتبعهم وتعلم منهم خصالهم ..
امتثل لأوامر الثعلب فاندس بين المخطّطين ..
كبير الحمر الوحشية : هذا الوافد علينا , غريب !
حمار وحشي : كيف عرفته ؟
كبير الحمر الوحشية : لأنه الأسمن وغليظ الهيأة.....
حمار وحشي : هل نطرده ؟؟
كبير الحمر الوحشية : اتركه , سنحميه ونربيه ليندمج معنا , لا تثر انتباهه أراه بليدا وسهل الانقياد ..
ضمن الحمار التجوال والمرعى والراحة من عذاب الهراوة وحمل ما لا يطاق ...فأصبح تابعا , يقلد القطيع , من دون اتباع غريزته ...شعر بالسعادة وألف متعة الحياة بين القطعان فاستفاد من الحرية , لكن الرياح قدمت من حيث لا يفهم , ظهر أسد فتشتت شمل الحمر الوحشية , وتناقضت الوجهات , بقي الحمار المشرّط تزويرا , واقفا لا يعي الظروف متسمّرا في مكانه كالأبله , فاقدا حيل الانتماء , ارتجف حين وقف وجها لوجه أمام الأسد اعتقد أنه كالثعلب في النصح والإرشاد... ...
انقضّ عليه الأسد , فدقّ عظامه وفتّت حلمه...
البعوضة والتلميذ ...
تحول التلميذ الذكي إلى كسول لأنه رافق أشرارا من المدرسة والحي , تعلم التدخين الأولي خفية وخوفا من والده الصارم , وعلى سريره في غرفة تومه نظر بتبرم إلى دفاتره وكتبه بقلق , أهمل واجبه وضغط على زر كهربائي ليطفئ الضوء , تحركت بعوضة وزنت حول رأسه , أزعجته فأعاد النور ليبحث عنها , لم يجدها , عاد لينام , كررت الزنة , فقام كالهائج يدير بصره في كل اتجاه ليقتلها , لم يعثر عليها , لبس الصندل وصعد إلى سطح الدار ليدخن غضبه ولما انتهى , صادف والده في طريقه إلى غرفته ..
الأب : ماذا تفعل في السطح ؟!
التلميذ : كنت أشم الهواء , اختنقت في الغرفة ..
الأب : هل راجعت دروسك ؟؟
التلميذ : نعم ..وسأنام لأستريح
الأب : لازال الوقت مبكرا , راجع ما أنجزته
الأب : حاضر
وفي الغرفة المظلمة سمع التلميذ زنّة عدوته البعوضة التي طردت النوم من عينيه .
التلميذ : ماذا تريدين مني ؟ ارحلي أو سأقتلك إن عرفت مكان اختبائك ..
البعوضة : لن أقع بين يديك لأني جئت لأحاسبك قبل أن أغادرك
التلميذ : هل أنت معلمتي أم ولية أمري ؟!
البعوضة : كدت أن أتركك لوحدك , لكنّ عيوبك منعتني من المغادرة
التلميذ : وما هي هذه العيوب يا متخلقة ؟!
البعوضة : تخليت عن واجباتك وكذبت على والدك وتدخن ما لا تشتريه بعرق جبينك ..
التلميذ : أنا حر ...
البعوضة : وأنا حرة لأمتص دمك الخبيث وأنقي جسدك من عيوبك ..
التلميذ : دمي غزير وبطنك الصغير لا يسعه ..
البعوضة : أنت مخطئ ..أنر المصباح ..
وبمجرد الضغط على الزر , بدت البعوضة أضخم مما كان يتصوره ..خاف التلميذ نقص صوته ..
التلميذ : سامحيني وأعتذر ...
عادت إلى حجمها المعتاد , ابتسمت فودعته ..
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى