صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجاحظ.. عودة إلى دائرة الضوء

اذهب الى الأسفل

الجاحظ.. عودة إلى دائرة الضوء Empty الجاحظ.. عودة إلى دائرة الضوء

مُساهمة من طرف عبدالله السبت 27 ديسمبر 2014 - 19:37

تقدّم ندوة اقامتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس في تونس، عن «مكانة الجاحظ في الثقافة العربية الإسلامية»، خدمة جليلة للجاحظ «معلم العقل والأدب» كما يدعى في تراثنا، ذلك ان السنوات الأخيرة شهدت تقدماً واسعاً لأبي حيان التوحيدي، أحد كبار كتاب القرن الرابع للهجرة وصاحب النزعة الإنسانوية.
اعتبر الباحثون العرب في سيرة التوحيدي انه الكاتب الأول في التراث العربي الاسلامي. ولكن ندوة صفاقس هذه تعيد الجاحظ إلى دائرة الضوء وتعتبر انه يمثل قيمة تأسيسية في ثقافتنا القديمة، فهو علم تميز باستيعاب المعارف وتمثلها واغنائها. وهو رأس من رؤوس البلاغة ومتكلم نزّل العقل منزلة مهمة، وهو أديب حول مجرى الأدبية من الاقتصار على الشعر إلى إيلاء النثر منزلته في منظومة الأجناس. وهو عالم بالحيوان، خبير بسلوكه، عليم بغريزته. وهو إلى ذلك كله محاور للثقافات الاخرى.
 
نزعة إنسانية
وتجلو ندوة صفاقس الجاحظ صاحب «نزعة أنسنة» من نوع نزعة الوحيدي، فهو ينتصر للإنسان بدعوته إلى تجاوز الاختلافات بشتى أنواعها
من مذهبية وعرقية ودينية ولغوية وخلقية. فالإنسان إنسان في كل مكان وزمان، وهو يحمل قيمته في ذاته وليس في انتمائه أو لونه.
وتقول الباحثة زهرة العرفاوي إن الجاحظ، الذي يصدر عن مذهب في الاعتزال أساسه أن الاعتزال هو اعتزال التقليد والتطرف والاعتماد على العقل، لم يتوان عن رفض الكثير من الأحاديث النبوية التي تتعارض مع منطق العقل، كما لم يتوان عن رفض الاحتجاج بالنص الديني ما لم يتوافق مع العقل وتأويله حتى يتلاءم معه، فهو لم يلجأ إلى الاستعانة بالمعطيات الدينية إلا من أجل إخضاعها لآليات العقل البشري ومناهج البحث العلمي واستخدامه المحاجات العقلانية لتحديد معاني التنزيل في مناظراته مع اليهود والنصارى، وقد قوبل هذا المنهج بالرفض القاطع من قبل الحنابلة الذين رأوا فيه خطراً يهدد العقيدة.
 
جرأة فكرية
وأضافت الباحثة أنه إذا كانت العقلانية هي المظهر الأول من مظاهر حضور الإنسانية في تفكير الجاحظ، فإن الجرأة الفكرية هي المظهر الثاني.
وقد عالج قضايا الاختلاف بشتى أنواعه العرقي والمذهبي والديني والخلقي من منظور عقلي وديني، ونظر إليه على أساس أنه ظاهرة طبيعية لا يخلو منها مجتمع، فهو يقول «سبحان من جعل بعض الاختلاف سبباً للائتلاف»، وهو أديب مبدع يلتقط أدق التفاصيل، فيحولها إلى عمل فني راق، وهو عالم طبيعية كما هو عالم بلاغة.
 
من الشفاهة إلى التدوين
وتحدثت د. منية الشريف عن فضل الجاحظ في تأسيس مشروع ثقافي عنوانه «من ثقافة المشافهة إلى ثقافة التدوين»، وقد كانت مقدمته لكتابه «الحيوان» من النصوص الأولى التي نبهت إلى تنازع أصيل بين المنظوم والمنثور، وتدافع بين المنطوق والمكتوب، وإذا زمن الكتابة يحل بديلاً عن زمن الشعر في تبادل للأدوار عجيب أملته طبيعة العصر، وقد أضحى القوم غير القوم.لقد تحرر الجاحظ من فتنة الشعر وقوة اسره، وآمن بقصوره عن اداء وظائفه، معلنا ميلاد النثر وافول نجم الشعر، وقد تراجعت مكانة الشاعر فحل محله الكاتب او الناثر الذي اصبح وزيرا للخليفة، في حين اضحى الشاعر في مرتبة المستعطي يتكسب بشعره.
 
«ظاهرة بالغة»
وقد انطلق الجاحظ من ظاهرة الخطاب القرآني واعجازه الى معالجة ظاهرة اللغة
بما لها من صلة بالعربية من ناحية، ومن حيث هي ظاهرة إنسانية اجتماعية من ناحية أخرى.
ومن ثم وقف أمام ظاهرة اعجاز لغة الخطاب القرآني في مقابل استخدام اللغة نفسها في مظاهر الاتصال الانساني. وقد ساعد الجاحظ في كل ذلك ثقافته الموسوعية وتجاربه الواسعة واحتكاكه بالبيئة البصرية ومختلف الشرائح الاجتماعية، التي قدمت له مستويات اللغة العربية المتعددة ونماذجها المختلفة واللغات الأخرى، مما هيّأ له مجالاً واسعاً للملاحظة والاستقراء ورصد القوانين التي تضبط تلك الاستعمالات.
 
 
مداخلات
وقد حفلت الندوة بمداخلات كثيرة تبارى خلالها باحثون اكاديميون في تبيان فضائل الجاحظ وبقاء الكثير مما كتبه نضراً وحياً الى اليوم. وتشكل اعمال هذه الندوة مرجعاً حديثاً مهماً لكل من يتصدى لدراسة الجاحظ، احد الاعلام المؤسسين في التراث العربي الاسلامي، والذي يؤلف مع ابي حيان التوحيدي الثنائي الذهبي للفكر العقلاني والانساني في تراثنا القديم.
جهاد فاضل
القبس
27/12/2014
عبدالله
عبدالله

ذكر عدد الرسائل : 1759
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى