خواطر..
صفحة 1 من اصل 1
22072015
خواطر..
عصفور من لا شيء ...
انشق من ظلمة الجسد ..ارتطم بضوء الأرض ..غذته عصارة التجربة والخضوع ..سمت قامته نحو حدودها دون أن يرسمها أو يغيرها ..تغير السخيف وتحول المنكت فيها ..رأى ما يعجبه وما لا يعجبه ..سمع ما يطربه وما لا يطربه ..أعماقه تختلف عن الأجرام الفكرية السابحة حوله فى فلك التنجيم الكاذب ..أراد أن يلصق الخوارج بالدواخل فلم يستطع ..لأن أعماقه تغلى وترفض ..تقبل أحيانا على مضض ثم تندم على تسامح فى حشو مملوء بالمضادات ..تكونت الأعماق من جزئيات متنافرة تخدم النقد والرفض لأنها من ظلام لاينير الحقيقة ..الأعماق تتحكم إلى درجة أنها تولد الخوف فى جسم يعيش عكس ما يخيفه ..ينام مع لماذا ..؟ لماذا تخنقه وتخنق أنفاسه التى تنشطر على نقيضين ..يستيقظ على : إلى أين ..؟ فيلتحق بقافلة النفاق ..فقرارات المكنون تواجه المعلوم التقليدي ..تنحنى قمعا لمسايرة الآخرين ..لذلك أصبح عصفورا فى قفص بلا منفذ وبلا أسلاك الحرص عليه ..يرفرف ..ويطير حرا بداخله ..فلا يبتعد عن القفص الحر خوفا من رصاصات الغدر وأذى المحسوبين على التلفيق ..فهو لا شيء أم يكون لا شيء فى أشياء مستعصية سيرافقها إلى الأبد ؟؟! زقزق لغة المرتعش بلغة فى عالم لاشيء يصيب القلوب فيه ..حرك جناحيه فى فرصة نادرة لا يجود بها الزمان ..غير هواء الحبسة الأولى بنسيم يشق دروب الكرامة ..لم يستنشقه لينعش رئتين منكوبتين ..فالعودة مكرهة .
تبخر الأوكسجين الحيوي القليل فى القفص الحر ..رفض نموه نحو التلاشى ..كأنه لا يوافق ولا يطابق ..دأب على أسلوب المنافق الذى يجرح صدره ..فعمقه لا يزال يكره الغنى والفقر ..يسخط على الجهل والعلم يتبرأ من السياسة والخرفانية الاجتماعية ..يحقد على الإنجاب من لا شيء وإلى لا شيء ..فهة فى وسط قهره ..حاصرت حزمة التهويلات والتأويلات ذاته العادية ..عمق روحه فى الانفجارات الداخلية ..لكي يستنتج الخلاص بزقزقة مبحوحة ..صار مرغما مع تيار الهوة الرافضة ..هاجر العصفور كنه القفص الحر بعد أن سرحه الأمل المستقيل ..دلى نظراته الحادة على أرض المهجر شاهد الطرب الذى كان يرقضه رأى المسخ الذى كان يراه فى البرابول ..هبط كالصاروخ البري ..ووسط سافل ومعالم التطور وجد حقه الملفوف بالعنصرية بين المنبوذين ومزبلة البشر من الغرباء ..اعتقد أن الحلم سيحقق ماله النفس الجديدة وأن الدولار والأورو سيصقلان ما عايشه العصفور فى قفص الحرية ..أراد أن يصبح نمسا ليعود ..نسي عصفوريته التى ربطته فى كل مكان ..فهو عصفور من لا شيء ولو هاجر جسمه وفقص مايربطه فى صدره مع نفسيته المضطربة ..أنهى هجرته ..حام فى الفضاء الأول ..سقط فوق الروتين حيث انحصر الجسم المنهك والروح الرافضة ..ثار على تناقضه فوجد لا شيء ينقذه من أعماقه فملونات الحياة فى الدنيا تخالف كل عصفور حزين .
الدنيا سفر ...
ركبت حياة سريعة كالبرق ..تشرق الشمس وتغيب ..فترى ضيق الوقت فيما بين ما عشته بالأمس واليوم والغد أسرع ..كانت خيوط الحياة متفرعة المصارع فى صراع ممقوت ..تنقلنى قبل أن أشبع ..وتصدنى عن ما لم أرضع ..امتطيت بغل الدراسة فساقنى إلى حجارة الجبال ..أدمى قوائمه ورجلي فأسقطنى عند أول هوة فرضها أساتذة ..لم تقلب إلى جهة الذوات ..ولم أعلم إلا مؤخرا أنه ليس بغلى ولست أدرى كيف علوته وسط ازدحام مكثف ومكتف ..نزلن من على الأجرب زمانه ..وحلفت أن لا أرقى إلا الجياد النيرة ..انتظرت على باب السفر طويلا فشلت قدماي وانثنى ظهرى ..دمعت عيناي وانسلخت اذناي ولم أع إلا وأنا أسحب نحو حافلة الإدارة ..أجساد متلاصقة متنافرة حولها ذباب الصرف يجندها للعمل ..التنقل ...الديون ..الغلاء فى بدايته ..ذباب يطن فوق رؤوس الفقراء ..لم أجلس مع الذين أنعم الله عليهم بل تسمرت واقفا كما كنت منتظرا ..أتدافع وأتزعزع لرقى إلى فجوة غلاظ البطون ..لكنهم سدوا المنافذ وشكموا الشقوق ..قطعت مسافة طويلة من العراقيل فكت عضلاتى وأوهنت أعصابى ..وصلنا محطة لا أتذكر اسمها وموقعها ولا حتى زمن وصولها بفرط الألم وما ألم بى من ضغط وقلة تنفس بين المرفوضين ..نودي علينا كي نسرع فى النزول ..وأنذرنا من مغبة التلكك والتأخر .استجمعت قوتى المتآكلة عبر سنين البغل ..شحذت اندفاعى كي أفوز بهبطة تؤدى إلى نصر أخير ..فتح باب الحافلة ..تسرب هواء نقي عطر الوجوه المكفهرة المسودة بتعب البغال ..تدافعت .كان الجر والضغط يخنقان الانعتاق ..بلغت حلقوم الحافلة ..شممت الهةاء المنعش ..زادنى عنادا وصبرا ظهرت بين الناجين .قالوا وقلت : نجونا ...أغلق الباب لندمج فى حلقة الأيتام ..منع السمان من النزول انتهى السفر الطويل المليء بحفر الغش والتزوير ..حمدت الله أن التغيير جاء فى آخر العمر القصير .!
قسمة ....
يرى الفرق ..الكذب يفرق ..الوشاية تمزق ..الثقة تأكل من العقل والروح ..شعارات هدامة ..فن يخنث ...شباب تائه بين القاسم والخاتم ..الزيف يقطع الوصل والوصال ..المستحيل ..القسمة ..التباعد ..واقع مر ..
= سأتبعك إلى الأبد ..لن أتراجع ..نهاية تنتظر ..أشتاق إلى ظلك ..
+لن تلتحق بنا ..أنت أثر زائغ وزائف ..سواك كثير ..إلهث ..أسقط مت ..عش على ترابك ..
=مغرور وزمرتك ..تبتعد نحن من طين ..أسير إليك أسير لك ..تهرول من جذام العصر ..وأنت فى عسر
+الهروب نجاة بعد خوف ..العدوى قاتلة ..الخضوع ثائر وتأثر ..التنازل ..وصفات مسموعة فى الزمان ..؟
=لا أفهمك ..!
+ أقرأ الصدر ..صدر تنهد بلا سطور ..صدر لم تذق حليبه وحنانه ..رضعت صناعيا صنعك ..
=صدرك !؟..ها...ها ..! صدرك دخان ..من حرق المال ..سله السهر ..
+ كذاب ! ..مالنا عرق ..سهرنا حرص ..حرص تائه فى سراب ..
إذن ...أين نحن ...؟
=أنتم الحب فى الحزن والأمل فى الطمع
+فاض الحب كرها ..خبنا ..سأتبعك !
=لماذا تتبعنى ..؟
+لماذا ؟
= واذلاه ! أتسأل المتبوع
+ سؤال بلا إقناع
=جوابه بسيط ..أقتفى ممشاك لأني بت معزولا وسط الوسط ..!
+من عزلك ..:
= أهل الشرخ ..بلا شرح
املأ الشرخ فولاذا واقترب
+سأفعل ما أومر به ..مدارك جميل ..وهاج ..لا ألم ..لا سراب ..لا عكر فيه ..
=لا تتواكل ..نحن لبنات ..اخوة ..أسنان مشط فى العلانية والسر سر ..فى اليسر والعسر لا ضمان ..أقتل زمن البدع ..
+حسرتى أنانية شرقت ولم تغرب ..لن أختار ..لن أختار ..ابتعادى نصيب من قسمة ضيزى ..مكانى غريب أتوسل جناحيك فى الملاك للنجاة من كلام معسول لعقل مغسول بين أنياب الحيات ..أدمانى صياد كربنى قناص ببندقية سياسية ..انكمشت فى شباك الزمن ..التزمت فطحنت ..زغت فصفعنى افقصاء ..أريد ظلا
=إن غيرت القلب واللسان والروح لك ذلك ..الخرافة نار ..والحماية سخرية ..أنوف مهشمة تسجد بالضرب ..وأخرى تشم القسمة ..فلا نوم ولا غباء بعد اليوم ..إن أردت ظلا ؟؟
+ نعم سأتبعك إلى الأبد..جئتك إنسانا ..يفور دم الحياة ..غاضبا من فم البركان ....نسي رقصته حول بريق الإبريق ..قلب صفحات المصير والتاريخ ..تذكر عهد الأثقياء لنصرة الأشقياء ..سأقترب لأاتبعك إلى الأبد ..
=المرافقة رفق ..المطلب عتق ..الكلام صدق
+أجرنى فى الظل الحالك كي لا أرى بدل النور الهالك إلى أن تطلع قسمة أخرى فى حق قادم
=تمهل وتململ نحونا ..دع القسمة تسرى رويدا ..رويدا
+ أوافق ولتقن القسمة أخلاقا ..لقد نلت قسمتى
الليل ...
غمض عينيه..ظلام.. الليل و الموت و القبر و الغد....ظلام...الظلم...ظلام...سيوف القمر تشق الليل..غاضبة على الظلام..الشمس فاضحة...طائرة تمزق سواد الظلام..لكن التعب و العرق و الثقل من أجل الرزق ينميه في ليل يخيفه..إن لم يكن صباحا... صباح تؤنسه...وتسخن روحه..الليل حراسة و سهر وعشق...يحمل و يتحمل أسراره..فكر مليا في لياليه صنفها نوما و جنسا...كومته بعيدا عن أسرار الناس...أسرار لا يراها في النهار"الجهار" التهريب و الزنا و اللصوصية و الابتعاد بالنشاط عن العيون المتجسسة...عندما يخرج ليشم نسيما باردا في الليل...في ليلة عطلة و فراغ..يصفر السكون حول أذنيه..."يحنزز" في المارة بصعوبة لأن الإنارة "نص-نص" ظلام- نور, نور –ظلام, ثم يشاهد سيارة تدور عجلاتها كالبرق..تحمل عربدة و صخب أغنية..وحمقى نياما على قارعة الطريق...و كلما عبر شارعا صادف روائح قمامات الأزبال...و التقى قططا و كلابا و أبقارا و حصانا هزله الأجل القريب بعد ضرب بسوط فى قضيب...وشاهد آخرون يحتفلون تحت مصابيح حمراء...يقتاتون لحوم الغبراء...تساءل..وردد في أعماق روحه...أهذا هو الليل الذي تغنى به المطربون و الشعراء؟فأين موال الليل و همس العشاق في العفيف من الحب؟ في النهارتنمل الناس وراء الرزق .. وفي الليل ينام الشرفاء و تجحظ عيون الخبثاء..يا ليل طل أو لا تطل...قالها في تنهيدة عن الليل العكر..ليل تحرر فيه النباتات ثاني أوكسيد الكربون و قد جعلت الليل مرحاضا لكربون والأكسيجين لنهار سياحة و كداحة...عاد إلى بيته .. ثبت بصره على سقف مجدوم..كره ليالي الخبائث و ستر السيئات .. أحب النهار...نهار الحق و الوضوح..
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى