ما قلّ وذلّ البعض

ما قلّ وذلّ البعض..

1..من يستطيع مواجهة حاكم من عالم التخلّف

من قصاصات الأخبار قرأت وسمعت أن أعضاء من الكونغريس في الولايات المتّحدة الأمريكية وجّهوا انتقادات لاذعة للرّئيس أوباما ..وهم يدخلون قبّتهم السياسية بأمان ويجتمعون داخل أحزابهم بحرية وأمان , لا سجن ولا اختطاف ولا محاكمة ..ولا متابعة سيّئة ...هذه ديموقراطيّة حقيقيّة وإن كانت ناقصة إلى حدّ ما ..وإن انتقلنا إلى إسرائيل نطّلع على أكوام من الانتقادات اللاذعة لرؤساء إسرائيل ووزرائهم فلا يمسّ المنتقدين أيّ مكروه لكنّنا نلاحظ محاكمة رؤوس كبار في الغرب وإسرائيل .وحتّى زعماء أوروبا لا يسلمون من الانتقادات التي تنعتهم بالتقصير وتجاوز الدّستور ...جوّ سياسيّ واقعيّ وفي صميم الدّفاع القانون من دون إقصاء أو ترهيب أو إخفاء قصريّ تحت جنح الظّلام الإعلاميّ فالخطوط الحمراء منعدمة لتقويم المسؤولين ...

وعدنا في الدوّل المتخلّفة من العالم الثالث , نتساءل عن منتقديّ زعمائها لنجدهم في غياهب السجون ورخصة مجّانية للإعدامات المتنوّعة ...هذه الدوّل مبنيّة على الكذب والنّفاق وسلطة المال والقمع بمساعدة المثقّفين والأمّيين والمرتشين...

                         2... داعش ...!!!

بعيدا عن أنّها تنظيم دولة أو مرموزه بشام وعراق ..أراها فبركة تاريخية تصبّ في عرقلة حقبة زمنية أو تغيير مفاهيمها ...فداعش الدّمويّة تسير حسب منهجيّة مقدّرة لا تدري نهايتها إلّا بعد أن ترفع أياديها وتضع السّلاح ليتّضح غرض التاريخ منها فيكتبه نقّاله ...

من يهاجم القبائل والدوّل بالسّلاح ويسكب دماء البشر على الأرض الطاهرة قبل اقتتال قابيل وهابيل يعتبر داعشيا ..فالتتر والمغول والرومان وهيتلر وهجوم الأمريكان على الهنود الحمر والاستعمار الأوروبي واحتلال الكويت من طرف صدّام واعتداء بشار على الشّعب السوري الأبيّ واعتداءات القدافي وصالح عبد الجنّ ومساعدة حسن نصر اللات لبشار وتغلغل إيران لإشعال الفتن بين العرب وبين الأكراد وفي كلّ مكان وهي تحمي إسرائيل بتضامن مع روسيا ..كلّهم دواعش أتوا من رحم تاريخ لا يرحم ولا يحترم أقدار الخالق ...

الدّاعشيون تناوبوا لإسالة دماء البشر ولا يحترمون الأرواح التي خلقت للتمتّع بالأرض إلى أن تطويهم التّراب بميتة مطمئنّة ...

                  3...أزبال في لبنان !!!

كانت لبناننا سويسرا الشرق الأوسط قبل ظهور الفلسطينيين وسوريا حافظ وحزب اللات الغراب ..ثلوج وبحر وأرز وجبال وأموال أجنبية مودعة في بنوكها , ...سياحة وفنّ بدبكته وطباعة كتب مختلفة التوجهات وهي في متناول القرّاء من المحيط إلى الخليج ..هيه يا لبنان ...يا وعدي عليك يتّموك وجعلوك قاعد لمصالح سياسية ركيكة ...فصارت أضحوكة حين اجتمع وزراء بجلالهم وكراسيهم المصبوغة بالصّراع السياسي ..حول موضوع تراكم الأزبال الملطّخ لجمال لبنان ..وبعد مناقشات طويلة حول العفونة تؤجّل قضيّة القاذورات إلى يوم الثلاثاء ...إنها تقليعة العصر بين سادة لبنان ...لم أسمع ولم أقرا خبرا يدلّ على أن الدّول الأخرى تغرق في مناقشة الأزبال , سمع تجمّعات حول البيئة وتلوّث العالم والأوزون ووو..أمّا عن الأزبال فهي موضة غلاظ لبنان .

                .

.