2 = بعد خطاب عاشوراء ...

يا حسن اتّق الله في لبنان التي كانت قبل ظهورك مصدر ثقافتنا حين ترجمت أمّهات الكتب لفطاحل الأدباء العرب والغربيّين بأثمنة في متناول التّلاميذ والطّلبة ورجال التّعليم والثّقافة ...واللّه شبّعتني مطابعها وناشريها بالأدب الرّفيع ..وكانت لبنان عظمة سيّاحيّة ومركزا ماليّا مهمّا إذ اقتربت من أن تكون سويسرا الشّرق .. لبنان يا حسن كانت الجمال والفنّ والثّقافة ...حسدوها وشتّتوا شملها لمّا لجأ الفلسطينيّون إليها وكوّنوا جماعات متعارضة مع مبدأ الثّورة الفلسطينيّة وزاد الطّين بلّة هيمنة النّظام السّوري واحتكاره سلميّة اللّبنانيّين وتمسّكهم بعروبة ظنّوها لصالحهم وأتيت يا حسن لتهدم لبنان سيّاسيّا ودينيّا لأنّك تجاوزت حدود الدّولة فأشعلت فتنا داخليّة تعطّل مطالب أهل لبنان وأحلام شباب لبنان ...لطّخت سمعتك وسمعة الحسين البريء من تدخّلاتك الدّمويّة فمن غير الممكن أن يكون الحسين دمويّا وهو من سلالة نبيّ يحرّم جرائم القتل والاعتداء على الجيران وإن كانوا يهودا ما داموا لا يحاربون الإسلام ...

أنت الآن تجرم في حقّ السّوريّين ....لست دولة ولا هم كفّار... علما بأنّ أرض سوريا ليست ملكا لأبيك وأجدادك المجهولين بداية من خمسة أو ستّة ..دمّرت جنوب لبنان وتسوّلت مال الشّعوب العربيّة لتبني ما هدّمته إسرائيل ويبقى لك مال المساعدات للتّسليح ..وسلّحتك إيران وسوريا والمهرّبون وبائعو الحرام ...فكم من إسرائيليّ قتلته ؟! وكم من أمريكيّ أرديته مرميّا على أرض لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن أو البحرين أو في أيّ جهة من العالم ؟؟! وكم من طائرة أسقطتها للعدوّ الأمريكي والصّهيونيّ؟؟..هل بادل حزب اللات أسيرا واحدا من أبطاله مقابل 100 أسير إسرائيليّ ؟؟!! والعكس صحيح من باب الذلّ ...

حلفت أن تنتقم لمغنية ...وهلّلت أن تمرّ فوق رقاب الزّبدانيّين الأبطال الأشاوس لتحرير القدس وفلسطين مع الوضوح في أنّ نجاد وخامنئي والخميني لم يرموا إسرائيل إلى البحر وخامنئي  ظلّك في الأرض وافق ووقّع الاتّفاق النّوويّ مقابل تهدئة الأوضاع الدّاخليّة والمعيشة ..مبروك للشّيطان الأكبر ...وحلفت أنّ أيّة ضربة تسقط على دمشق أو سوريا من طرف العدوّ الإسرائيليّ سيكون ردّك من الفم المدوّر بلحة بيضاء ضرب تل أبيب أو مدينة أخرى ...لم تضرب ولن تضرب لأنك عميل إيران وروسيا حماة إسرائيل لأنّهما لم يدافعا عن مصر وليبيا والعراق واليمن ، دوّل شعارها عداوة الغرب وعلى رأسه الولايات المتّحدة الأمريكيّة ...كلامك فارغ لأنّك مجرور والجارّ تحت مائدة أكلاتك التي تفوق أثمنة ما يتناوله حيّ لبناني في منطقة مرهوبة بالدّين المحرّف وتاريخ الحسين المؤوّل بزمرتك وبالسّلاح وشبابك المردّد للبّيك يا حسين لا يحفظ سورة كسورة البقرة ...الآن بعد سرد طويل أذكّرك ببريطانيا التي هي أساس مشاكل الدوّل العربيّة ...لا تصرخ في وجهها ولا تتّهمها ولا تحشرها في خطاباتك الزّبدويّة ولا تقحمها في آذان أتباعك كمجرمة حروب ودسائس في العالم كلّه ...لم لا يحرق أتباعك المغرّر بهم علم بريطانيا العظمى ؟؟! أليست هي غارسة إسرائيل بين العرب ؟ أليست هي الدّولة التي لا تغيب الشّمس عن إمبراطورية لندن ؟؟ أليست هي الدّولة التي استعمرت الخليج والعراق ومصر واليمن والأردن ومعظم دوّل آسيا وقنوات البحور ...و...و...و هل تخاف منها ؟؟...أكتفي بهذا القدر ..