سيّاسة العسكر في الجمهموريّات ...

أبدأ أوّلا بجمهوريّات الغرب في عصرنا المعاصر ومنذ أن فتحنا أعيننا على استقلال شعوب العرب والأفارقة ...لهم جيوش ويتعاقب عليها يمينيّون واشتراكيّون ومتطرّفون من أدنى الأحيان ..فكلّ حاكم جاء من صناديق الاقتراع لا يسيطر على جيش الدّولة ليغمسه في مصلحته الشّخصيّة ولذويه ورفاقه في الدّرب السيّاسيّ ...نراه يطرّب الجيش عن آراءه ولا يسلب إيتّيكت دولته المشبّعة بالبورجوازيّة والشّعب ينمو وتزداد الموافقة على مطالبه ويبقى رهن إشارة الأحزاب المختلفة والجمعيّات دون أن يوجّه حسب رئيس الجمهوريّة الغربيّة ...في الغرب ثاروا وتظاهروا ومن يصل لكرسيّ الحكم لا يغيّر ملامح البلاد ..

أمّا جمهوريّات العالم الثّالث ...يترأسها ويتزعّمها حكّام جعلوا جيوشهم عملات قمع واضطهاد وقتلة ..لمنع التحزّب كضمانة لأحزابهم المسيطرة على شؤون الوزارات والمانعة للنّشاطات الاجتماعيّة ...فأحزابهم ولجانهم تحت أوامر أبنائهم وعوائلهم وأصهارهم تمنح لهم تلك الأوامر بصفة مطلقة لا تخضع لدستور أو دين بل تعتبر هواية قنص لتدمير الواعين والثّوريّين وما من شأنه أن يعرقل اغراضهم الشّخصيّة ، لا ديموقراطيّة ولا تعدّديّة ولا قوانين ...جمهوريّات غابويّة تطلق العنان للفساد والتّزوير والتّهريب والنّخاسة السيّاسيّة في المؤتمرات والمواجهات ....

كلّ زعيم في هذه الجمهوريّات يكوّن الجيش حسب إملاءات تعصف بقمع وتساند حزبه الوحيد ...

ومن أقوال رؤساء الجمهوريّات تسمع البهتان والنّفاق ..

رئيس : خدمتكم ثلاثين سنة وضحّيت من أجل الوطن ، أعدكم أنّي لن أترشّح للرّئاسة المقبلة ( وابنه يتربّص المنصب ) ..

رئيس : مواطن بلادي من قتل مواطني بلادي ...نحن نحارب الكون والإرهاب .

رئيس : ما يقع ناتج عن مؤامرات أمبرياليّة وصهيونيّة ومن الدّولة الجارة ..

أكتفي ، لأن زعماء الجمهوريّات أغراب عن مسقط رأسهم وخارجون عن عرقهم ولا اًوّل لهم لقلّة أعداد أجدادهم ...

وإليكم ما شاهدت :

بوتين يسلّم على نتانياهو الجالس على الكرسيّ ..رئيس دولة عظمى كدبّ عالميّ يحني رأسه تحيّة للجالس على الكرسيّ ...عيب ...وشوهة للرّوسيّين ..

أوباما رئيس أعظم دولة في العالم ولا شيء فوقه غير الله إن اعتقدنا في قوّة أمريكا يتحدث عن منتقديه ليطلب منهم البدائل ..يا سلام في دولته كبار المستشارين والكونغريس وكبار الجيش المرعب ليطلب البدائل من أقلّه شأنا ( أفكاره إفريقيّة )

خلاصة القول : جمهوريّات الغرب تفتح الباب للجميع ولو كانوا شواذّا ومخالفين لسيّساتها أمّا جمهوريّات العالم الثّالث ضيّقة الصّدر لتفتل الهمم وتفسد آمال شعوبها ...أعتبر هذه الجمهوريّات بداية من جمال عبد النّاصر السّوفياتيّ آليّات دمار للشّعوب العربيّة وخسارة لآمال الملكيّات ...ولكم مثل في بوتفليقة يحكم جزائر المليون شهيد على كرسيّ متحرّك بالتّصويت وأصوات نجباء طواهم العسكر ....