قاعِديّون بجامعة مكناس يُحاكمون فتاةً ويقضون بَحلقِ شَعْرَها وحَاجِبَيْها

أنشئت الكليات للتحصيل والتكوين وليس للصراعات السياسية والطائفية , فمن أراد أن يناضل فما عليه الا الانخراط في حزب من الاحزاب او الجمعيات والمنظمات وغيرها..... وحين تطأ قدمه عتبة الكلية عليه أن يدرك أنه طالب علم ومعرفة وليس مناضلا ..كلمة النضال ابتذلت حتى أصبح من هب ودب يتصف بها وينعت حواريه بها ..النضال يكون بالدفاع عن المبادئ والعمل على الإقناع بها مع احترام مبادئ الآخرين..النضال يكون بالاخلاص في العمل والوفاء بالوعود والعهود..النضال يكون بالقدوة الحسنة..ما نراه اليوم بجامعاتنا وخاصة بكليات الآداب والحقوق هو تسيب يضرب في الصميم حرمة الجامعة وحق الطالب في الدراسة مطمئنا ..تجوب هذه الكليات بالخصوص (نسبة لا باس من الملتحقين بها هم دون المستوى وحصلوا على البكالوريا بالغش والتدليس و...ولا يستطيعون الاندماج في الأجواء الجامعية فيشيعون الفساد والمخدرات والفوضى اينما حلوا وارتحلوا..)عصابات حقيقية مسلحة بالسيوف والهراوات والسلاسل...تحمل أسماء متنوعة ..كل واحدة منها تسعى الى جعل فضاء الكلية اقطاعا لها تتصرف فيه كما تشاء دون معارضة او ...الاتحاد الوطني لطلبة المغرب فقد قيمته من زمان ..
أعود الى واقعة مكناس واقول اذا صحت الاخبار والصور فان ما حدث يعتبر جريمة متكاملة وعلى القضاء ان يضرب بقوة على يد كل من ثبت تورطه في هذه المهزلة ..وعلى الدولة ان تستعيد هيبتها داخل رحاب الجامعة اولا بوضع كاميرات مراقبة تسجل ما يحدث في الساحات والممرات والمدرجات من سلوكات مخلة بالقانون وتنصيب حراس أمن وتدخل لمنع كل مواجهة او تحرش في داخل الكليات (لا يهمني ان ينعتها المتفكهون بالاواكس او اي شيء اخر...)..الانضباط امر اساسي داخل اي مؤسسة لضمان سير الامور على احسن ما يرام ..الى ان يتحقق شيء من كل هذا اقول لكم (احظوا راسكم را الوقت خايبة والقرقوبي يفعل العجائب ..).

لا لدعشنة الجامعة المغربية .النظام النظام النظام داخل الجامعة ومن اراد ان يناضل فخارج الجامعة .كفى من الاستهتار والتسيب..

درست بجامعة ابن طفيل في القنيطرة ولم يسبق لي ان كنت منتميا الى اي فصيل طلابي بل كان همي هو التوفيق في دراستي وتأمين مستقبلي وقد تحقق ذلك والحمد لله..عشت احداث الجامعة ملاحظا فكانت قناعتي آنئذ أن لا فصيل طلابي في الساحة يستحق أن يكون ناطقا باسم الجماهير الطلابية والدفاع عن حقوقها والسبب هو تسييس بل تجييش النضال الطلابي والحركة الطلابية ..كنت دائما مناهضا للعنف بكل اشكاله سواء كان عنفا موجها من الداخل (الصراع بين الفصائل الطلابية على مواقع النفوذ داخل الجامعة )او من الخارج (المواجهة بين الفصائل والقوات العمومية التي يسميها الرفاق القمعية ) ..لم تكن الجامعة في يوم من الايام مسرحا لاستعراض العضلات واشهار الاسلحة البيضاء والسوداء ...بل فضاء للتدريس والتربية والتكوين والحواروالتسامح والتنافس ..غادرت الجامعة منذ مدة وازدادت الاوضاع فيها رداءة وتدهورا وتربع الغوغاء على عرش الحركة الطلابية فلا هم طلبة ولا هم يدرسون ولا هم يفقهون بل يقتاتون من الارهاب الفكري والبدني الذي يمارسونه داخل ساحة الجامعة لا استثني اي فصيل..ما حدث في مكناس ما هو الا احدى تجليات هذه السيبة التي تعم جل الجامعات المغربية وما خفي اعظم ..لست قاعديا بل لست منتميا وارفض العنف ..اعيدوا للجامعة المغربية مكانتها .