الأبطال الحقيقيّون...

منذ وعيي أسمع وأشاهد مجموعات بشريّة تمجّد أبطالا في ميادين لا تنفعنا ولا تغيّر تأمّلات غدنا ...يصفّقون ويصرخون ويرفعون أياديهم وشعاراتهم لأجل عرقى وضاربي كرة القدم والغناء والرّقص والعدو والسّباحة وألسنة دين وسيّاسة وأهل موضة وتمثيل وغيرهم كثر في مجال منفعتهم من أموال وأوقات وصيّاح تابعيهم ...لا يفيدوا الشّعوب أو على أقلّ تقدير أبناء وطنهم ...أبطال ملوّنون بالإغراء واجتذاب الموهومين بإنعاش أجسادهم  المنهارة ...لا أعتقد أنّ هؤلاء أبطال لأنّهم يسلبون الصحّة والأموال ...لو اختلوا لقالوا ضحنا عليهم ..لكنّي أؤمن بأبطالي أنا الذين أحترمهم لأنّ الرّسول ( ص ) والله أعلم قبّل يد عامل ...نعم الأبطال هم الفلّاحون الذين يعرقون ويجاهدون لتصل إلينا لقم العيش والذّوق وشاي ينعشنا أو قهوة ...والبناؤون الذين يجهّزون غرف نومنا وصالات الضّيّافات وحجر أطفالنا ومراحيض لراحتنا وحمّامات تحف بداية من تسخين سطل ماء للاستحمام في مرحاض عتيق ...والصنّاع أهل أفكار تزيّن لباسنا لستر عورتنا ويؤثّثون منازلنا العاديّة والفخمة ...والبحّارة الذين يمتّعون أعيننا بعجائب البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات ...ما أروع هؤلاء الأبطال الذين يكسبون أموالهم بمقابل يفرحنا ويسعدنا ...والنجّارون والحدّادون وخبراء الإلكترون وعمّال النّقل عبر المستويات المختلفة على الأرض وفي الجوّ وبين أمواج البحر ... الأبطال يصبغون محلّاتنا وينظّفون أزقّة مدننا ومجاري ميّاهنا الخبيثة وينقشون أراضينا ببساتين وحدائق  ...خدّام يسهرون اللّيالي لحمايتنا ...إلخ...أبطالي يضحّون من أجل راحتنا لا يضربون كرة ولا يحرّكون دبر العفونة ...رجال قادهم الربّ ليمتّعونا بدنياه ...