المنى و "المونة"
صفحة 1 من اصل 1
02012008
المنى و "المونة"
لا أعرف كيف استعدت الفكرة بعد ان غاصت في ذاكرتي كل هذا القدر من الزمن..
تذكرت نشيدا كان المدرس يلقنه لنا - نحن التلاميذ- في مناسبة وطنية. مقطع من ذلك النشيد كان يورد" كلنا نهفو لإدراك المنى".
المدرس لم يتطوع ليفهمنا أن "المنى" هوجمع امنية. ولذلك فهمت معنى الكلمة بطريقتي.ولم يكن ممكنا ان أبدع في ذلك الفهم، لأن هذه الكلمة كانت متداولة في الأوساط الشعبية. فقد كان الأجراء الذين يعملون في اصلاح البيوت او في الحقول يخيرون أثناء العقد الشفوي قبل الشروع في العمل ما إن كانوا سيمونون أنفسهم، أم ان صاحب العمل هو من سيتولى تموينهم. ومن ثم فهمت أن "المنى" هو ذلك الغذاء الذي يقدم للأجير أثناء العمل. ومن هنا شعرت بالامتعاض الشديد من المدرس و نشيده.
كنا قد تعلمنا احتقار العامل اليدوي. و كان النموذج الذي يطمح إليه كل تلميذ في المدرسة هوان يصبح موظفا يلبس هنداماانيقا لا و يعمل إلا بالقلم. ويحظى بالاحترام و التقدير. فكيف يكون هذا المستقبل أن كنا سنشتغل "بالمنى"؟
عاشت معي الفكرة لمدة طويلة. ولا اذكر أن شيئا ما نغص حياتي مثلها فعل ذلك التساؤل. لكني لا اعرف كيف نسيت الفكرة او كيف صححت فهمي للعبارة.
حين تذكرت الحكاية قبل أيام، وجدت أن الفهم الطفولي للمسالة كان فعلا هو الحقيقة. و اننا فعلا نشتغل "بالمونة" . و أن لا الاجراء و لا العمال في هذه البلاد لا يمنحون مقابل أتعابهم إلا ذلك القدر الذي يبقيهم أحياء كي يشغلوا الدواليب التي تصنع سعادة الأخرين. فكم النسبة التي غادرت البلاد في رحلة سياحية ؟ ألا يعد ذلك ترفا لا تستمتع به سوى اوساط قليلة من الشريحة الاجتماعية الفوقية؟ ألا ننظر إلى ذلك الامر على انه ترف ؟ و بالمقابل هل الامر كذلك بالنسبة للأفواج التي تفد إلى البلاد من كل اقطار الدنيا؟
إلى متى سنظل نشتغل ونعيش من أجل ملء بطوننا وتدارك حاجياتنا الصغيرة؟
تذكرت نشيدا كان المدرس يلقنه لنا - نحن التلاميذ- في مناسبة وطنية. مقطع من ذلك النشيد كان يورد" كلنا نهفو لإدراك المنى".
المدرس لم يتطوع ليفهمنا أن "المنى" هوجمع امنية. ولذلك فهمت معنى الكلمة بطريقتي.ولم يكن ممكنا ان أبدع في ذلك الفهم، لأن هذه الكلمة كانت متداولة في الأوساط الشعبية. فقد كان الأجراء الذين يعملون في اصلاح البيوت او في الحقول يخيرون أثناء العقد الشفوي قبل الشروع في العمل ما إن كانوا سيمونون أنفسهم، أم ان صاحب العمل هو من سيتولى تموينهم. ومن ثم فهمت أن "المنى" هو ذلك الغذاء الذي يقدم للأجير أثناء العمل. ومن هنا شعرت بالامتعاض الشديد من المدرس و نشيده.
كنا قد تعلمنا احتقار العامل اليدوي. و كان النموذج الذي يطمح إليه كل تلميذ في المدرسة هوان يصبح موظفا يلبس هنداماانيقا لا و يعمل إلا بالقلم. ويحظى بالاحترام و التقدير. فكيف يكون هذا المستقبل أن كنا سنشتغل "بالمنى"؟
عاشت معي الفكرة لمدة طويلة. ولا اذكر أن شيئا ما نغص حياتي مثلها فعل ذلك التساؤل. لكني لا اعرف كيف نسيت الفكرة او كيف صححت فهمي للعبارة.
حين تذكرت الحكاية قبل أيام، وجدت أن الفهم الطفولي للمسالة كان فعلا هو الحقيقة. و اننا فعلا نشتغل "بالمونة" . و أن لا الاجراء و لا العمال في هذه البلاد لا يمنحون مقابل أتعابهم إلا ذلك القدر الذي يبقيهم أحياء كي يشغلوا الدواليب التي تصنع سعادة الأخرين. فكم النسبة التي غادرت البلاد في رحلة سياحية ؟ ألا يعد ذلك ترفا لا تستمتع به سوى اوساط قليلة من الشريحة الاجتماعية الفوقية؟ ألا ننظر إلى ذلك الامر على انه ترف ؟ و بالمقابل هل الامر كذلك بالنسبة للأفواج التي تفد إلى البلاد من كل اقطار الدنيا؟
إلى متى سنظل نشتغل ونعيش من أجل ملء بطوننا وتدارك حاجياتنا الصغيرة؟
المنى و "المونة" :: تعاليق
اذكر هنا صديقا عزيزا كان يردد دائما :نحن مشارطين بحال الفقهاء د البلاد..هما مشارطين بالزرع واحنا مشارطين بالفلوس..الغربة والبعد عن البلد والاهل...من اجل لقمة العيش..اه من هذه اللقمة!!!!
الصديقة rotba
متمنياتي لك و لكل الإخوة هنا بسنة جديدة مليئة بالنجاح و التفوق.
وشكرا لك على تواجدك هنا في هذه الصفحة. و ااتمنى ايضا ان يكون مستقبلكم افضل بكثير من هذا الحظ التعس الذي عشقنا و لم نعشقه .
متمنياتي لك و لكل الإخوة هنا بسنة جديدة مليئة بالنجاح و التفوق.
وشكرا لك على تواجدك هنا في هذه الصفحة. و ااتمنى ايضا ان يكون مستقبلكم افضل بكثير من هذا الحظ التعس الذي عشقنا و لم نعشقه .
admin
وجدت نفسي شبيها بدون كيشوط وهويستهل عبارته الشهيرة" ياكائن من كنت"
طبعا امزح. ولم يكن لي من خيار وانا اجد نفسي في مواجهة هذا الاسم المبهم الذي لا يفصح عن شئ أكثر من كونك اداريا.
شكرالك على تعليقك واستنتاجك المنطقي جدا. ما سأضيفه أليه هو أننا "مشارطين" في عام غابت فيه "الصابة"
وجدت نفسي شبيها بدون كيشوط وهويستهل عبارته الشهيرة" ياكائن من كنت"
طبعا امزح. ولم يكن لي من خيار وانا اجد نفسي في مواجهة هذا الاسم المبهم الذي لا يفصح عن شئ أكثر من كونك اداريا.
شكرالك على تعليقك واستنتاجك المنطقي جدا. ما سأضيفه أليه هو أننا "مشارطين" في عام غابت فيه "الصابة"
كنت قد ارسلت رد على فكرة الاستاد البقالي فادا به يطير:
كيف؟ ولمدا؟
أريد تفسير لما حدث ولو أنني استشعرت السبب فيجب ألا يحدث هدا ......تحياتي
كيف؟ ولمدا؟
أريد تفسير لما حدث ولو أنني استشعرت السبب فيجب ألا يحدث هدا ......تحياتي
مواضيع مماثلة
» يسرا
» فوائد زيت الزيتون Les bienfaits de l'huile d'olive
» نوستالجيا
» مولاي عبدالكريم بن لحسن/ناحية وزان
» فضيلة بنموسى:تجسيد شخصية "زهور" مهمة صعبة
» فوائد زيت الزيتون Les bienfaits de l'huile d'olive
» نوستالجيا
» مولاي عبدالكريم بن لحسن/ناحية وزان
» فضيلة بنموسى:تجسيد شخصية "زهور" مهمة صعبة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى