صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافة الريع

اذهب الى الأسفل

ثقافة الريع Empty ثقافة الريع

مُساهمة من طرف said الإثنين 21 أبريل 2008 - 8:33


ثقافة الريع
د. عبد الرحمان غانمي

10:14 | 20.04.2008

المغربية
تفيد كلمة الريع، النماء والزيادة، ويقال أرض مَريعَة أي مُخْصبة، والرّيع بمعنى العود والرجوع. ونقول راع يريع وراه.
ويقول الشاعر:

طمعت بليلى أن تَريع، وإنما
تضرب أعناق الرجال المطامع

وفي حديث جرير :

وماؤنا يريع أي يعود ويرجع.
ونقول في ريعان شبابه، أي في أوله وأفضله، وأيضا، ريعان المطر، أي أوله.
والريع، كذلك سيل الوادي، من كل مكان مرتفع.
أو الطريق المنفرجة عن الجبل.

يقول الشاعر:

في الآل يخفضها ويرفعها
ريع يلوح، كأنه سحْل
وقال تعالى "أتبنون بكل ريع آية"، وهنا من فسر من الفقهاء الريع في هذه الآية، بالمكان المرتفع.

هذه
بعض التعاريف اللغوية لكلمة "الريع"، التي ترتبط بالكثرة والوفرة، ويجدر
بنا، أن نشير، إلى أن استعمال كلمة الريع في عصرنا الحالي، أصبحت مرتبطة
بالمجال الاقتصادي، أي أنها تجد معناها في انتقالها من مستوى المعجم
اللغوي العام، إلى الإصطلاح الاقتصادي، للتعبير عن نظام من العلاقات
والروابط الاجتماعية والاقتصادية سواء في المغرب أو غيره.

نذكر
أنه، عقب الإعلان عن اكتشاف البترول بتالسينت بالمغرب –قبل أن تتبخر تلك
المعطيات والفرضيات التي أعلنت كأنها يقينية ونهائية- ورد في خطاب جلالة
الملك محمد السادس، أن هذا الاكتشاف، ينبغي أن يدعونا إلى تجنب السقوط في
منظومة اقتصاديات الريع، وما يترتب عنها من نتائج.

أي أن الريع
هنا، في عصرنا الحالي أصبحت له صلة في الغالب بثروة البترول، لأنها توفر
مداخيل وأموالا كثيرة، بسبب استراتيجية هذه الطاقة المحورية في العصر
الحالي.

وهكذا، فإن أغلب الدول البترولية تستحوذ، على ثروة باطنية
ضخمة، ضمن التقسيم الترابي الذي خلفته المنظومات الاستعمارية العالمية، بل
إن دولا لا تتجاوز كثافتها السكانية إحدى المدن المغربية المتوسطة، ومع
ذلك، فإن دخلها العام يكاد يكون خياليا، بسبب هذه الثروة.

لكن لماذا هذا الريع الاقتصادي؟

إن
الاقتصاديات الريعية، في مجملها توجد في الدول التابعة، أو السائرة في
طريق النمو، كما يحلو للغربيين تسميتها: (دول متخلفة، دول سائرة في طريق
النمو، دول العالم الثالث، دول الجنوب ..الخ).

واقتصاد الريع يقوم
على الثروة الوافرة، والاستهلاك القوي للمنتوجات الداخلية دون بذل جهود
عملية، أي أنها تشكل سوقا كبرى لكل المستوردات، ما دام أن الأموال تساهم
في الحصول على كل المنتوجات الجاهزة، في ظل غياب الحافز الإنتاجي، أي أننا
نواجه نمطا من العلاقات التي يتحول فيها الإنسان إلى آلة استهلاكية، بمعنى
أن المجتمع والدولة تكتفي بتدبير أمورها وشؤونها وتلبية حاجياتها انطلاقا
مما تذره هذه الثروات الإلاهية من "تخمة مالية"، دون تنمية موارد أخرى،
وجعل الإنسان مدمجا في الإنتاج، ودون النظر للانعكاسات السلبية لهذا
الاستنزاف.

ويمكن القول، إن هذا الاقتصاد الريعي غالبا ما تدعمه
أسس وأنظمة أبوية وتقليدية، تسمح بتكديس الثروة لدى فئة ضيقة أو أقلية،
والتحكم في مصادرها وفي كيفية توزيعها على المقاس.

في مثل هذه الحالات لا نكون أمام تطور مجتمعي، وتقدم حضاري.
كما أن الإسراف في الاستهلاك، فيها هو ثانوي، وغياب ثقافة الإنتاج، يجعلنا في اصطدام مع الرفاهية المستلبة.

إذن بأي معنى يمكن تناول ثقافة الرّيع في بلادنا؟

-----------------
(كاتب وجامعي مغربي)
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ثقافة الريع Empty رد: ثقافة الريع

مُساهمة من طرف said السبت 26 أبريل 2008 - 12:28


ريع... وارتداد
09:44 | 26.04.2008

د. عبد الرحمان غانمي | المغربية
ليس الماضي المضيء في حاجة من أحد لإثبات قيمته، وإنما إلى من يستلهمه
كمنهج وكروح، وإلى من يجدده ويغنيه، لا أن نتخذه أداة لإثبات ذواتنا في
مجابهة غادرة للمشاريع المجتمعية، والأفكار التنويرية
وهذا ما قد يحدث في المؤسسات سواء التابعة للدولة، أو المنبثقة عن
الأحزاب، وجمعيات المجتمع المدني، لما لها من إمكانات وعلاقات، وفي هذا
السياق يمكن أن نسوق أمثلة كثيرة، تبين كيف أن ثقافة الريع السياسي غالبا
ما تعرقل وتقف حجرة عثرة، أمام التطور السياسي والاجتماعي.

هكذا
لاحظنا كيف سارت الأمور - كما أشرنا – عقب الاستقلال، حيث إن الشعب
المغربي – مثلما كان دوما – كان معطاء قدم الشهداء والمناضلين والمقاومين،
كل هذا من أجل قضايا عامة، تهم نصرة قضايا المجتمع، والنهضة التاريخية
المرتقبة، وكلنا يعرف كيف تطورت الأحوال : من اغتنى ومن افتقر، من جرى
تهميشه، ومن ثم ترقيته، من ثم نفيه أو تعذيبه أو اختطافه أو قتله، أو
حرمانه من حقوقه، ومن تم الرفع من شأنه، وتعطيله، وأمكن النفخ فيه، من كان
صادقا ومن كان مدسوسا، ومن خرج من رحم هذا المجتمع وهذه الأرض، ومن جرى
تخصيبه بطرق اصطناعية كوسيلة من وسائل الاستنساخ السياسي، ومن اعتقل
حقيقة، ومن كان يقضي عطلا في السجن مدفوعة الأجر والمرتبة والترقية،
وتنمية الأملاك، من منظور ريعي سياسي مضاد، وهلمجرا.

ثقافة الريع
السياسي، من هذا المنطلق، هي امتياز الحصول على حساب "بنكي"- استعاريا-
ورمزي مزيف مفتوح، دون إنتاج، أو هي أرصدة سياسية، واقتيات من التراث
السياسي والتراكمات التي أحدثها المجتمع ورجالاته ورواده غير المزيفين
وغير الظرفيين.
وهذه الثقافة التي تطغى اليوم، على الحياة السياسية،
أدت إلى الارتداد السياسي، إن الحركات السياسية التاريخية، هي تلك التي
تستطيع التغلب على اعتلالاتها، وتجد أجوبة لأسئلة المجتمع، ولا تركن
للشعارات واستذرار عطف الناس، أو إرهابهم، أي غياب التعامل الواقعي
والعقلاني، والواقعية هنا ليس بمعانيها التبريرية والاستسلامية، إن
الواقعية، كما نفهمها هي الفهم العميق والالتصاق بالواقع الذي يحدد طبائع
الوعي الاجتماعي، من أجل العمل على تغييره. أي أن مفهوم "الواقعية" ينبغي
أن يستحضر فلسفة التغيير، نحو الأجدى والأفضل، وهذا ما ينسحب على المجتمع
المتحضر.

والحركات السياسية مهما كان موقعها أو مكانتها أو تاريخها
أو إيديولوجيتها، إذا هي استنكفت عن القيام بمهامها لما يتطلب ذلك من
تضحيات وقلق، وتحولت إلى أداة للحفاظ على الواقع في فظاعاته السياسية
والاقتصادية والاجتماعية.. وبذلك تغدو تستنزف وتقتات، فقط، من مخزونها،
التي لا يد لها فيه، فإما أن دورها منعدم، أو أن "أسهمها" ضئيلة.

في
هذا الباب، يمكن أن نشير إلى أن العديد من حركات التحرر الوطني التي تنتمي
إلى دول عربية أو افريقية أو أسيوية، التي وصلت أحيانا إلى مركز القرار
والسلطة، أو حتى من خارجها، عرفت ارتدادا سياسيا سحيقا، بل إن أنظمة
سياسية اليوم في أقطار مختلفة تشكلت بناء على خلفية سياسية ومبدئية معينة،
لكن نشاهد كيف انقلبت على نفسها، وتمردت على أسسها، ومع ذلك فإنها تتمسك
بالشرعية الشكلية، على كل المستويات الثقافية والإعلامية، والإيديولوجية،
من منظور الريع السياسي كـ "حق واجب".

وبقدر ما تحاول أن تظهر
بمظهر المتتبع والمتشبع بمعطيات العصر، أنظمة سياسية أو حركات سياسية
تحررية ديمقراطية، فإنها في جوهرها تنزع إلى سلوكات ماضوية سلفية، ولذلك
فلا غرو، أن يقع انقلاب في المفاهيم والمبادئ من منظومات تحررية
وديمقراطية، إلى منظومات رجعية تقليدية محافظة أو من ديمقراطية إلى
ديكتاتورية، أو من سياسية إلى تقنوية...

وفي هذا الإطار، فإن
السؤال يبقى معلقا : ماذا أنتجنا نحن ؟ وماذا بإمكاننا أن ننتجه من قيم
وأفكار ونضالات، ضمن معطيات ليست كسابقاتها ؟ وعلى فرض أننا أنتجنا ما
يثير التقدير، في مرحلة ما، هل في هذه الحالة نحن قادرون على الحفاظ على
الاستمرارية والديمومة بوسائل متجددة ومحينة، للأهداف والمتطلبات نفسيهما ؟

كاتب وجامعي مغربي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ثقافة الريع Empty رد: ثقافة الريع

مُساهمة من طرف said الأحد 11 مايو 2008 - 17:27


الريع السياسي
11:28 | 10.05.2008

د. عبد الرحمان غانمي
| المغربية
إذا أردنا أن نستعير مفهوم الريع من اصطلاحه الاقتصادي إلى الاصطلاح
السياسي، فإننا لا نتردد في افتراض وجود "ريع سياسي" في الحقل السياسي
يتمظهر بأشكال مختلفة.
إن الثقافة، في هذا السياق يمكن أن تعبر عن ذهنيات
وممارسات شائعة، هي بمثابة مشترك لدى الفاعلين السياسيين، الذين لا ينتجون
ثقافة سياسية وأفكارا ونضالات وتضحيات ديمقراطية حضارية وتاريخية كانت أو
معنوية، لذلك فإن علاقة الثقافة بالريع والسياسة، غالبا ما تؤثر في نظام
العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، التي هي بمثابة ثروة أو رأسمال رمزي
وازن، حيث كلما تحقق الإشباع على هذا المستوى، كلما كانت التركة السياسية
عرضة لكل التوجهات والنزاعات.

السياسة هي فن الممكن كما يقال،
والسياسة هي عمل نبيل إذا اقترنت بأبعاد أخلاقية، وهي ما يميز الإنسان عن
باقي الكائنات الحية، ولذلك كانت الإيديولوجيات والتوجهات الفكرية
والسياسية، وأنشئت أنظمة سياسية، وتكونت أحزاب ومنظمات ومؤسسات.
والسياسة بطبعها ماكرة.

المجال
السياسي المغربي حكمته فكرة "التعاقد" لعقود، خلال فترة الاستعمار وما
بعده بدرجات متفاوتة ، أي "التعاقد" بين الدولة والحركة الوطنية، لكن بعد
حصول الاستقلال السياسي ستعرف هذه الفكرة ارتكاسا واضحا، ومن هنا فإن
العمل السياسي، ترتبت عنه نتائج غير منصفة للتاريخ والفاعلين الحقيقيين،
أدت إلى انقلاب تاريخي أتاح السلطة والثروة لأغلب الخونة والذين لم
يقاوموا، أو يجابهوا المحتل، بل إنهم كانوا ضحايا ما ناضلوا من أجله،
حينما "تغيرت" الأمور، ولذلك جاء من احتل المشهد السياسي لعقود من الزمن،
دون أن تكون ولادته طبيعية كشكل من أشكال الريع السياسي، والقرصنة
السياسية والتاريخية، وإجهاض مراحل تطور تاريخ المغرب المعاصر.

وإذا
كانت فترة القهر السياسي لها انعكاسات مضرة على مسار الحركة السياسية بصفة
عامة، ونحن نتحدث عن المشهد السياسي الوطني، فإنها ساهمت في المقابل، في
إطار جدلية الاعتقال والحرية، وجدلية نفي النفي، وجدلية الصراع السياسي
والاجتماعي، في تصفية الجسد السياسي من بعض الشوائب والرواسب. في عملية
دورة دموية تجديدية، قَوَّتْ عناصر من الحقل السياسي وأضعفت أخرى، أبرزت
وجوه سياسية ونضالية، ووضعت أخرى جانبا.

وهكذا يمكن القول إن
الوجوه والهيآت، التي صٌنعت صنعا، في تاريخ المغرب المعاصر هي ذات جذور
ريعية، استفادت من وضع معين، ولا يمكن أن تعيش خارج هذا الريع السياسي
المعنوي والمالي والاقتصادي، في مواجهة شرعيات تاريخية وشعبية جماهيرية
وديمقراطية.

وهذا ما يمكن أن يحدث في المجال السياسي ومؤسساته،
بحكم أن أية حركة كانت منغلقة أو منفتحة، صغيرة أو كبيرة، منسجمة
إيديولوجيا أو غير منسجمة، فإن وجودها يندرج في ما يجري داخل المجتمع من
تبدلات وعلاقات وصراعات ونظام سياسي معين، له خصائصه التي تتأثر بمحيطها
سلبا أو إيجابا.

ما نريد قوله، إن العديد من الفاعلين السياسيين لا
يمكن أن يعيشوا إلا من خلال الموروثات السياسية الفكرية والنضالية
والأخلاقية، والعلائقية، التي فقدت مقوماتها التأسيسية حتى وهم يسعون إلى
تدمير هذه المرتكزات، والسؤال لا يتعلق بجوهر الارتباط بالماضي، الذي هو
مطلوب لبناء الحاضر والمستقبل، وإنما بمدى الاستعداد لتقبل أي منظور نقدي
وعقلاني، أي أن السؤال المركزي هو كيف يجري هذا الارتباط ؟ وبأي مرتكزات ؟
وما هي غاياته ؟ هل الغايات التي بقيت مؤجلة والتي لها صلة بأسباب وظروف
التأسيس والنشأة والتطور ؟ أو غيرها ما يستحق تطعيمه أو تجديده، أو يستحق
إزالته.

ما يبدو سائدا اليوم هو السعي الحثيث نحو الاستهلاك الرمزي
للتراث السياسي والنضالي، من موقع الوصي، وعدم إنتاج أي معرفة سياسية
ونضالية بعيدا عن ظل ماضوي غيري، بل ما ينتج هو ثقافة ريعية سياسية، هذه
الثقافة التي تقوم على الحفاظ على الصورة والشكل، ولكن لا يمكن أن تتمسك
بالمحتوى، الذي يتناقض مع الاعتبارات التي تخاف من الشرعية الديمقراطية،
التي هي شرعية مجتمعية بالدرجة الأولى، في علاقتها بالشرعية التاريخية، إن
الحركات السياسية الحقيقية لا يمكن أن تكون إدارة تعمل على تخريج
"إداريين" أو تقنويين بملبس سياسي مع ما يفرض ذلك من مستويات التفاوت
والتمايز.

كاتب وجامعي مغربي





said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى