عثمان بن عفان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عثمان بن عفان
موت جامع القرآن (الناسخ) سعيد منتسب إلى جانب القبض على مشهد الرواية القرآنية في صرامة المخطوط، تنقل لنا الكتابات التقليدية مشهدا آخر: قتل الخليفة. فمن الضروري تبديد غموض هذا الحادث المحفوظة بعناية، لمحاولة معاينة المشهد الخفي وحجم سوء التفاهم الذي يحكمنا منذ البداية، من ناحية مقروئية القرآن. فمن تلك الصورة المزيفة والبدائية التي تحجب المشهد الممحو، هناك العديد من الروايات القديمة التي تلتقي جميعها، على الأقل في بعض التفاصيل. ومنها تلك التي ينقلها ابن قتيبة في كتابه «الإمامة والسياسة»، وهي مختصرة وسريعة مثل (l>acmé) مسرحية تراجيدية. «ولم يكن معه إلا امرأته، فدخل عليه محمد بن أبي بكر فصرعه، وقعد على صدره، وأخذ بلحيته، وقال: «يا نعثل [ نعثل: قيل اسم رجل يهودي كان طويل اللحية، لقب به عثمان] ما أغنى عنك معاوية، وما أغنى عنك ابن عامر وابن أبي سرح». فقال له عثمان: «لو رآني أبوك رضي الله عنه لبكاني، ولساءه مكانك مني»، فتراخت يده عنه، وقام عنه وخرج. فدعا عثمان بوضوء فتوضأ، وأخذ مصحفا، فوضعه في حجره، ليتحرم به ودخل عليه رجل من أهل الكوفة بمشقص في يده، فوجأ به منكبه مما يلي الترقوة، فأدماه ونضح الدم على ذلك المصحف، وجاء آخر فضربه برجله، وجاء آخر فوجأه بقائم سيفه، فغشي عليه، ومحمد بن أبي بكر لم يدخل مع هؤلاء، فتصايح نساؤه، ورش الماء على وجهه فأفاق، فدخل محمد بن أبي بكر وقد أفاق فقال له: «أي نعثل، غيرت وبدلت وفعلت». ثم دخل رجل من أهل مصر، فأخذ بلحيته، فنتف منها خصلة، وسل سيفه، وقال: افرجوا لي، فعلاه بالسيف، فتلقاه عثمان بيده، فقطعها، فقال عثمان: أما والله إنها أول يد خطت المفصل، وكتبت القرآن، ثم دخل رجل أزرق قصير مجدر، ومعه جرز من حديد، فمشى إليه فقال: «على أي ملة أنت يا نعثل؟». فقال: «لست بنعثل، ولكني عثمان بن عفان، وأنا على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين». قال: «كذبت». وضربه بالجرز على صدغه الأيسر فغسله الدم، وخر على وجهه، وحالت نائلة بنت الفرافصة زوجته بينه وبينه، وكانت جسيمة، وألقت بنت شيبة نفسها عليه، ودخل عليه رجل من أهل مصر، ومعه سيف مصلت، فقال والله لاقطعن أنفه، فعالج امرأته عنه، فكشف عنها درعها. فلما لم يصل إليه أدخل السيف بين قرطها ومنكبها، فضربت على السيف، فقطع أناملها، فقالت: يا رباح، غلام لعثمان أسود ومعه سيف، أعن عني هذا، فضربه الأسود فقتله، ثم دخل آخر معه سيف فقال: افرجوا لي، فوضع ذباب السيف في بطن عثمان، فأمسكت نائلة زوجته السيف، فحز أصابعها، ومضى السيف في بطن عثمان فقتله، فخرجت امرأته وهي تصيح، وخرج القوم هاربين من حيث دخلوا، فلم يسمع صوت نائلة، لما كان في الدار من الجلبة، فصعدت امرأته إلى الناس، فقالت إن أمير المؤمنين قد قتل». إنها رواية تعيد تمثيل جريمة قتل مُؤَسِّسة للدولة الإسلامية. فمن ناحية هناك دقة هوساء في وصف تحركات القتلة وحركتهم وأدواتهم. ومن ناحية أخرى، هناك تعدد الشركاء في الجريمة «ومجهوليتهم» المدروسة، مادامت توضح أن الشخص الوحيد الذي تسميه (ابن أبي بكر، الصحابي المعروف) خرج في الوقت المناسب لأنه لم يستطع المشاركة في القتل. وهو ما يعني- حسب يوسف صديق- أن ليس هناك قاتل بالنسبة لابن قتيبة الذي يخبرنا كتاب سيرته بأنه كان قاضيا لمدينة الدينور أو البصرة. وهو ما يعنى هنا أن الأمر لا يتعلق بمجرد «قدرة الراوي». فابن قتيبة فقيه سني ولد ونشأ في الكوفة، وهي الولاية التي شاركت إلى جانب مصر في هذه الجريمة. وهو من كبار الفقهاء الذين اتهموا بالهرطقة، لأنه رسم أكثر اللوحات غموضا التي ترسخت في ذاكرة المسلمين. إن القناعة التي يمكن الخروج بها كلما تم التعرض لما وقع لعثمان- يقول يوسف صديق- هو أن الجريمة لم تقع. فحتى ابن أبي بكر، المسمى محمد، الذي كان يلعب دور المحرض، أصبح (...) بعد الجريمة، أثناء دفن الخليفة من طرف أخيه عبد الرحمن، أحد رواة السنة النبوية. ويضيف ابن الأثير تفصيلا آخر من تفاصيل الإهانة التي لحقت عثمان بعد مقتله. وهو أنه دفن ليلا خوفا من الثوار الذي كانوا ينتظرون النعش والحجارة في أيديهم. و«دفن بلا غسل ولا كفن ولا صلاة». ومن هنا جاءت صورة الموت المكفر واللازم والمستحق الذي حول القتيل إلى أسطورة: وحين أخذ الغافقي حديدة و«نزل بها على عثمان رضي الله عنه فضربه بها ورَكَسَ المصحف برجله فطار المصحف واستدار ورجع في حضن عثمان وسال الدم فنزل عند قوله تعالى«فسيكفيكهم الله». 2008/7/15 |
الإتحاد الإشتراكي
jaziri- عدد الرسائل : 617
العمر : 67
Localisation : القنيطرة
Emploi : خدام والحمد لله
تاريخ التسجيل : 09/08/2006
تحقيقات معاصرة في مقتل عثمان
| |||
الإتحاد الإشتراكي |
jaziri- عدد الرسائل : 617
العمر : 67
Localisation : القنيطرة
Emploi : خدام والحمد لله
تاريخ التسجيل : 09/08/2006
رد: عثمان بن عفان
حديثنا اليوم عن صحابي جليل نشأ في أسرة تمتاز بالغني واليسار. إلا أنه
عندما شع نور الإسلام علي يد سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" ترك ما كان
يعيش فيه من ترف وغني. ودخل في الإسلام. وتعرض من أسرته للكثير من الأذي
والاضطهاد. إلا أنه صبر وصابر من أجل نصرة الحق والدفاع عن الرسول "صلي
الله عليه وسلم".
حديثنا اليوم عن رجل متزوج ببنتين من بنات النبي "صلي الله عليه
وسلم" فسمي بذي النورين. وكان واحدا من العشرة الذين بشرهم النبي "صلي
الله عليه وسلم" بالجنة وكان واحدا ممن هاجر الهجرتين إلي بلاد الحبشة.
فراراً بدينه من ظلم الظالمين. ومن بغي الباغين هذا الصحابي الجليل هو
سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.
منح الله تعالي بفضله وإحسانه سيدنا عثمان جملة من الفضائل الجليلة.
علي رأسها فضيلة الكرم والسخاء. وبذل الكثير من أمواله من أجل إعلاء كلمة
الله ومن أجل خدمة فقراء المسلمين. فهو الذي اشتري بئرا كان أحد اليهود
يبيع ماءها بالثمن. ثم جعلها لعامة المسلمين. دون مقابل. وهو الذي اشتري
بماله أرضاً بجوار المسجد النبوي ثم تصدق بها لتضم إلي المسجد النبوي بعد
أن ضاق بالمصلين. وهو الذي جاء إلي النبي "صلي الله عليه وسلم" في غزوة
تبوك بألف دينار فنثرها في حجر النبي "صلي الله عليه وسلم" يقلبها في حجره
ويقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم وجعل يكرر ذلك وهو الذي جهز هذه
الغزوة بمائة من الإبل بسلاحها وبما يحتاجه المجاهدون عليها.
وهكذا كان عثمان "صلي الله عليه وسلم" من أكثر الصحابة سخاء من أجل إعلاء كلمة الحق.
كذلك علي رأس المناقب الحميدة. والفضائل الجمة التي كان يمتاز بها
سيدنا عثمان "رضي الله عنه" صفة الحياء التي تجعل الإنسان يمتنع عن كل ما
لا يليق من الأقوال. أو الأفعال. والحياء خلق من خلق الإسلام. ففي الحديث
الشريف "إن لكل دين خلقاً. وإن خلق الإسلام الحياء. وفي حديث آخر. الحياة
والإيمان قرناء. إذا رفع أحدهما رفع الآخر".
ولقد شهد النبي "صلي الله عليه وسلم" لعثمان رضي الله عنه بأن خلق
الحياء عميق في نفسه. وملازم له في كل أحواله. فعن عائشة رضي الله عنه
قالت: كان النبي "صلي الله عليه وسلم" مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن ساقيه.
فاستأذن أبو بكر فأذن له "صلي الله عليه وسلم" وهو علي تلك الحال. فتحدث
ثم خرج ثم استأذن عمر فأذن له "صلي الله عليه وسلم" وهو علي تلك الحال
فتحدث ثم خرج. ثم استأذن عثمان. فجلس "صلي الله عليه وسلم" وسوي ثيابه
فدخل عثمان فتحدث ثم خرج.
قالت عائشة رضي الله عناها فقلت يا رسول الله:
دخل أبو بكر فلم تهتش له أي فلم تغير من جلستك ثم دخل عمر فلم تهتش له ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك.
فقال "صلي الله عليه وسلم" يا عائشة ألا أستحي من رجل تستحي منه
الملائكة. وفي رواية أنه "صلي الله عليه وسلم" قال: "إن عثمان رجل حيي.
وإني خشيت إن أذنت له وأنا علي تلك الحال ألا يبلغ إلي في حاجته".
وهكذا شهد النبي "صلي الله عليه وسلم" لسيدنا عثمان بصفة من أفضل
الصفات ألا وهي صفة الحياء. التي تدل علي صدق الأيمان. وعلي طهارة
الوجدان. وعلي صفاء النفس. وعلي نقاء القلب. وعلي سلامة الفطرة.
وكان النبي "صلي الله عليه وسلم" يختار عثمان بن عفان رضي الله عنه
للمهام الصعبة التي لايصلح لها إلا الرجال الذين لهم مكانتهم في خدمة
الدعوة الإسلامية. وفي ثقة الناس بهم عندما ذهب النبي "صلي الله عليه
وسلم" إلي مكة ومعه أكثر من ستمائة من أصحابه لأداء مناسك العمرة في السنة
السادسة من الهجرة أبي مشركو مكة أن يدخل عليهم المسلمون وصمموا علي ذلك.
وجرت مفاوضات بين النبي "صلي الله عليه وسلم" وبين مشركي قريش من أجل
إقناع المشركين بأن الرسول "صلي الله عليه وسلم" وأصحابه لم يأتوا إلي مكة
محاربين. وإنما جاءوا ليؤدوا مناسك العمرة واختار النبي "صلي الله عليه
وسلم" عثمان بن عفان "رضي الله عنه ليذهب إلي أهل مكة لكي يقنعهم بأن
المسلمين لا يريدون حرباً. وحاول المشركون أن يستميلوا عثمان رضي الله عنه
إلي جانبهم وقالوا له نحن نأذن لك في أن تطوف بالكعبة المشرفة. إلا أنه
قال: والله لا أطوف بالكعبة إلا بعد طواف النبي "صلي الله عليه وسلم"
والمسلمين.
وأشيع بين المسلمين أن المشركين قد قتلوا عثمان رضي الله عنه فجمع
النبي "صلي الله عليه وسلم" أصحابه وقال: لئن كان المشركون قد فعلوا ذلك
فبايعوني علي الموت فبايعوه علي ذلك ونزل قوله تعالي "لقد رضي الله عن
المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم
وأثابهم فتحاً قريباً" سورة الفتح: آية 18..
وفرح الرسول "صلي الله عليه وسلم" وفرح أصحابه بعودة عثمان بعد أن نفذ ما كلفه به رسول الله "صلي الله عليه وسلم".
كذلك من الأعمال الجليلة. ومن الخدمات العظيمة التي قدمها عثمان رضي
الله عنه للمسلمين لافي عهده فقط بل للمسلمين جميعاً في كل زمان ومكان
جمعه للمصحف الشريف. علي القراءة التي حفظها الصحابة عن النبي "صلي الله
عليه وسلم" بعد أن شاع في بعض الأقطار التي كانت حديثة عهد بالإسلام. أن
بعض القراء يخطئ الآخر في القراءة. فما كان من عثمان رضي الله عنه إلا أن
جمع كبار الصحابة وكلفهم بجمع القرآن الكريم علي حسب ما حفظوه عن الرسول
"صلي الله عليه وسلم" ثم أرسل ما اتفق عليه الصحابة من مصاحف إلي الإقاليم
الإسلامية. لكي يتبع المسلمون القراءة التي أجمع الصحابة علي صحتها والتي
لا يجوز مخالفتها.
عندما شع نور الإسلام علي يد سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" ترك ما كان
يعيش فيه من ترف وغني. ودخل في الإسلام. وتعرض من أسرته للكثير من الأذي
والاضطهاد. إلا أنه صبر وصابر من أجل نصرة الحق والدفاع عن الرسول "صلي
الله عليه وسلم".
حديثنا اليوم عن رجل متزوج ببنتين من بنات النبي "صلي الله عليه
وسلم" فسمي بذي النورين. وكان واحدا من العشرة الذين بشرهم النبي "صلي
الله عليه وسلم" بالجنة وكان واحدا ممن هاجر الهجرتين إلي بلاد الحبشة.
فراراً بدينه من ظلم الظالمين. ومن بغي الباغين هذا الصحابي الجليل هو
سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.
منح الله تعالي بفضله وإحسانه سيدنا عثمان جملة من الفضائل الجليلة.
علي رأسها فضيلة الكرم والسخاء. وبذل الكثير من أمواله من أجل إعلاء كلمة
الله ومن أجل خدمة فقراء المسلمين. فهو الذي اشتري بئرا كان أحد اليهود
يبيع ماءها بالثمن. ثم جعلها لعامة المسلمين. دون مقابل. وهو الذي اشتري
بماله أرضاً بجوار المسجد النبوي ثم تصدق بها لتضم إلي المسجد النبوي بعد
أن ضاق بالمصلين. وهو الذي جاء إلي النبي "صلي الله عليه وسلم" في غزوة
تبوك بألف دينار فنثرها في حجر النبي "صلي الله عليه وسلم" يقلبها في حجره
ويقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم وجعل يكرر ذلك وهو الذي جهز هذه
الغزوة بمائة من الإبل بسلاحها وبما يحتاجه المجاهدون عليها.
وهكذا كان عثمان "صلي الله عليه وسلم" من أكثر الصحابة سخاء من أجل إعلاء كلمة الحق.
كذلك علي رأس المناقب الحميدة. والفضائل الجمة التي كان يمتاز بها
سيدنا عثمان "رضي الله عنه" صفة الحياء التي تجعل الإنسان يمتنع عن كل ما
لا يليق من الأقوال. أو الأفعال. والحياء خلق من خلق الإسلام. ففي الحديث
الشريف "إن لكل دين خلقاً. وإن خلق الإسلام الحياء. وفي حديث آخر. الحياة
والإيمان قرناء. إذا رفع أحدهما رفع الآخر".
ولقد شهد النبي "صلي الله عليه وسلم" لعثمان رضي الله عنه بأن خلق
الحياء عميق في نفسه. وملازم له في كل أحواله. فعن عائشة رضي الله عنه
قالت: كان النبي "صلي الله عليه وسلم" مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن ساقيه.
فاستأذن أبو بكر فأذن له "صلي الله عليه وسلم" وهو علي تلك الحال. فتحدث
ثم خرج ثم استأذن عمر فأذن له "صلي الله عليه وسلم" وهو علي تلك الحال
فتحدث ثم خرج. ثم استأذن عثمان. فجلس "صلي الله عليه وسلم" وسوي ثيابه
فدخل عثمان فتحدث ثم خرج.
قالت عائشة رضي الله عناها فقلت يا رسول الله:
دخل أبو بكر فلم تهتش له أي فلم تغير من جلستك ثم دخل عمر فلم تهتش له ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك.
فقال "صلي الله عليه وسلم" يا عائشة ألا أستحي من رجل تستحي منه
الملائكة. وفي رواية أنه "صلي الله عليه وسلم" قال: "إن عثمان رجل حيي.
وإني خشيت إن أذنت له وأنا علي تلك الحال ألا يبلغ إلي في حاجته".
وهكذا شهد النبي "صلي الله عليه وسلم" لسيدنا عثمان بصفة من أفضل
الصفات ألا وهي صفة الحياء. التي تدل علي صدق الأيمان. وعلي طهارة
الوجدان. وعلي صفاء النفس. وعلي نقاء القلب. وعلي سلامة الفطرة.
وكان النبي "صلي الله عليه وسلم" يختار عثمان بن عفان رضي الله عنه
للمهام الصعبة التي لايصلح لها إلا الرجال الذين لهم مكانتهم في خدمة
الدعوة الإسلامية. وفي ثقة الناس بهم عندما ذهب النبي "صلي الله عليه
وسلم" إلي مكة ومعه أكثر من ستمائة من أصحابه لأداء مناسك العمرة في السنة
السادسة من الهجرة أبي مشركو مكة أن يدخل عليهم المسلمون وصمموا علي ذلك.
وجرت مفاوضات بين النبي "صلي الله عليه وسلم" وبين مشركي قريش من أجل
إقناع المشركين بأن الرسول "صلي الله عليه وسلم" وأصحابه لم يأتوا إلي مكة
محاربين. وإنما جاءوا ليؤدوا مناسك العمرة واختار النبي "صلي الله عليه
وسلم" عثمان بن عفان "رضي الله عنه ليذهب إلي أهل مكة لكي يقنعهم بأن
المسلمين لا يريدون حرباً. وحاول المشركون أن يستميلوا عثمان رضي الله عنه
إلي جانبهم وقالوا له نحن نأذن لك في أن تطوف بالكعبة المشرفة. إلا أنه
قال: والله لا أطوف بالكعبة إلا بعد طواف النبي "صلي الله عليه وسلم"
والمسلمين.
وأشيع بين المسلمين أن المشركين قد قتلوا عثمان رضي الله عنه فجمع
النبي "صلي الله عليه وسلم" أصحابه وقال: لئن كان المشركون قد فعلوا ذلك
فبايعوني علي الموت فبايعوه علي ذلك ونزل قوله تعالي "لقد رضي الله عن
المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم
وأثابهم فتحاً قريباً" سورة الفتح: آية 18..
وفرح الرسول "صلي الله عليه وسلم" وفرح أصحابه بعودة عثمان بعد أن نفذ ما كلفه به رسول الله "صلي الله عليه وسلم".
كذلك من الأعمال الجليلة. ومن الخدمات العظيمة التي قدمها عثمان رضي
الله عنه للمسلمين لافي عهده فقط بل للمسلمين جميعاً في كل زمان ومكان
جمعه للمصحف الشريف. علي القراءة التي حفظها الصحابة عن النبي "صلي الله
عليه وسلم" بعد أن شاع في بعض الأقطار التي كانت حديثة عهد بالإسلام. أن
بعض القراء يخطئ الآخر في القراءة. فما كان من عثمان رضي الله عنه إلا أن
جمع كبار الصحابة وكلفهم بجمع القرآن الكريم علي حسب ما حفظوه عن الرسول
"صلي الله عليه وسلم" ثم أرسل ما اتفق عليه الصحابة من مصاحف إلي الإقاليم
الإسلامية. لكي يتبع المسلمون القراءة التي أجمع الصحابة علي صحتها والتي
لا يجوز مخالفتها.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» معارك ضارية حول القرآن
» خطة عثمان في نسخ المصاحف
» وفاة عثمان الادريسي
» سيدنا سـُليمان عليه السلام
» الحوار في حياة الأنبياء/عثمان عامر
» خطة عثمان في نسخ المصاحف
» وفاة عثمان الادريسي
» سيدنا سـُليمان عليه السلام
» الحوار في حياة الأنبياء/عثمان عامر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى