مانشستر يونايتد.. والعلم المغربي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مانشستر يونايتد.. والعلم المغربي
عبد الله الدامون
مانشستر يونايتد.. والعلم المغربي
في سنوات التسعينيات، كان أحد المقدمين بمنطقة السوق الداخل في طنجة يتسبب
في «الشّْقيقة» لأصحاب المتاجر، ويطلب منهم أن يعلقوا الأعلام أياما طويلة
قبل يوم 3 مارس، وكان الكثيرون يرضخون وآخرون يتلكؤون قليلا.
في تلك المنطقة كان تاجر عنيد يصر على عدم وضع العلم على واجهة
المتجر إلى أن يحل صباح عيد العرش، وكان المقدم يمر من المتجر يوميا وهو
يوجه إليه ما يشبه الوعيد، والتاجر يزداد عناده.
قبل 3 مارس بيومين، وصلت التاجر شحنة من قمصان رياضية، من بينها
قمصان جميلة وفضفاضة لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، فقرر وضع قميص على
الواجهة الزجاجية لمتجره. بعد لحظات، مر المقدم ودخل المتجر سعيدا وعلى
وجهه ابتسامة عريضة وقال لصاحب المتجر: «إيوا ها نتا علّقتيها.. آش وقع
دابا أصاحبي..»، ثم صافحه بحرارة وذهب مزهوا بانتصاره على التاجر.
لم يفهم التاجر كلام المقدم في البداية، لكنه أدرك بعد ذلك أن المقدم
اعتقد أن قميص مانشستر يونايتد الأحمر الموضوع بعناية على الواجهة
الزجاجية هو العلم المغربي. المقدم ذهب يحكي للجميع كيف أنه أخيرا أرغم
التاجر العنيد على وضع العلم. هذا المقدم كان يختزل الوطن والمواطنة في
اللون الأحمر، وما عدا ذلك فأشياء زائدة. ما الفرق عنده بين قميص مانشستر
والعلم الوطني إذا كانت حمرتهما واحدة؟
هذه الحكاية تشبه نكتة، لكنها حقيقة تعكس كيف أن الكثير من خدام
المخزن وسدنة مظاهره الخادعة هم إما أغبياء بالمطلق، أو أنهم أصحاب مصالح
يقضونها من وراء التقرب إلى المخزن وأجهزته.
المقدم الذي اعتقد أن قميص فريق مانشستر هو العلم المغربي، هو نموذج
لكثيرين يعتقدون أن الوطنية الحقة هي رفع العلم على واجهات المتاجر
والمنازل، أو أن الولاء للوطن هو الحديث عن الملك عبر استعمال كلمات مثل
«سيدنا الله ينصرو» والسجود وتقبيل الأيدي.. وأن الوطنية هي الهتاف
وعبارات «عاش الملك» حين يمر موكب رسمي.. أو العويل والصراخ حين تأتي
الانتقادات من الخارج. ويتذكر المغاربة كيف أنهم ساهموا في ملحمة عبثية
كبرى، عندما أصدر الكاتب الفرنسي جيل بيرو كتاب «صديقنا الملك»، فتحول
المقدمون والشيوخ والقياد إلى سعاة بريد يمرون على كل متجر وشركة من أجل
جمع الإتاوات والتبرعات لبعث برقيات احتجاج إلى فرنسا تندد بالكتاب
ومؤلفه. لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ لقد تحول كتاب «صديقنا الملك» إلى موضة،
والمغاربة قرؤوه أكثر مما قرؤوا أي كتاب أجنبي آخر، وأصبح مغاربة الخارج
يبعثونه عبر الأنترنيت إلى أصدقائهم وذويهم في الداخل فيقرؤونه بكثير من
التلذذ والاستمتاع وفق مقولة «كل ممنوع مرغوب»، وتمت ترجمته إلى العربية
بسرعة قياسية، وبواسطته استطاع الناس التعرف على الكثير من الجوانب الخفية
في البلاط المغربي بغض النظر عن دقتها.
ومقابل اختزال الوطن والوطنية في المظاهر الخادعة والولاء المطبوع
بكثير من النفاق، فإن مظاهر الوطنية الحقيقية لم ينتبه إليها أحد، وظل
المغرب منذ استقلاله يغرق في مستنقع الأمية والجهل والمرض والهجرة السرية
والفساد والرشوة والمحسوبية وتهريب الأموال وعدم استقلالية القضاء وكل
مظاهر التخلف. كانت مئات الملايير تصرف في شراء الأعلام والبالونات
الملونة والحفلات العمومية والحلوى والمونادا والغناء والأشعار البليدة
على شاشة التلفزيون، بينما كان من الممكن أن يتم تخصيص تلك الأموال في
بناء مستشفيات وطرق وفك العزلة عن آلاف القرى ومدها بالماء والكهرباء
والمدارس والمستوصفات. لا أحد من المسؤولين كان يفكر بجد في معنى الوطنية
الحقيقية، هل هو احتفال في ساحة عمومية أم مد قرية نائية بالماء ووقف
معاناة سكانها وأطفالها الذين يقطعون كل يوم عشرات الكيلومترات بحثا عن
بضع قطرات من الماء. لا أحد كان يسأل نفسه هل الوطنية الحقيقية هي
احتفالات الرياء أم بناء مستوصف ومدرسة في مناطق نائية ليتعالج أطفال
المغرب ويبنون مستقبلهم عوض أن يتحولوا إلى حالمين بالهجرة أو ناقمين على
المجتمع.
وحده ذلك الطفل الذي تلدغه أفعى أو عقرب في قريته فيموت لأنه لم يجد
الدواء والمستشفى.. وحده أدرك معنى المواطنة، ووحدها تلك المرأة الحامل في
شهرها التاسع التي تقطع 50 أو 100 كيلومتر بين قريتها النائية ومستشفى
للولادة وهي محمولة على عربة صفيحية تجرها البغال، أو تجلس مباشرة على ظهر
حمار، وحدها تعرف المعنى الحقيقي لكلمة الوطن.. اسألوها.
المساء6/8/2008
شعار مانشيستر يونايتد
مانشستر يونايتد.. والعلم المغربي
في سنوات التسعينيات، كان أحد المقدمين بمنطقة السوق الداخل في طنجة يتسبب
في «الشّْقيقة» لأصحاب المتاجر، ويطلب منهم أن يعلقوا الأعلام أياما طويلة
قبل يوم 3 مارس، وكان الكثيرون يرضخون وآخرون يتلكؤون قليلا.
في تلك المنطقة كان تاجر عنيد يصر على عدم وضع العلم على واجهة
المتجر إلى أن يحل صباح عيد العرش، وكان المقدم يمر من المتجر يوميا وهو
يوجه إليه ما يشبه الوعيد، والتاجر يزداد عناده.
قبل 3 مارس بيومين، وصلت التاجر شحنة من قمصان رياضية، من بينها
قمصان جميلة وفضفاضة لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، فقرر وضع قميص على
الواجهة الزجاجية لمتجره. بعد لحظات، مر المقدم ودخل المتجر سعيدا وعلى
وجهه ابتسامة عريضة وقال لصاحب المتجر: «إيوا ها نتا علّقتيها.. آش وقع
دابا أصاحبي..»، ثم صافحه بحرارة وذهب مزهوا بانتصاره على التاجر.
لم يفهم التاجر كلام المقدم في البداية، لكنه أدرك بعد ذلك أن المقدم
اعتقد أن قميص مانشستر يونايتد الأحمر الموضوع بعناية على الواجهة
الزجاجية هو العلم المغربي. المقدم ذهب يحكي للجميع كيف أنه أخيرا أرغم
التاجر العنيد على وضع العلم. هذا المقدم كان يختزل الوطن والمواطنة في
اللون الأحمر، وما عدا ذلك فأشياء زائدة. ما الفرق عنده بين قميص مانشستر
والعلم الوطني إذا كانت حمرتهما واحدة؟
هذه الحكاية تشبه نكتة، لكنها حقيقة تعكس كيف أن الكثير من خدام
المخزن وسدنة مظاهره الخادعة هم إما أغبياء بالمطلق، أو أنهم أصحاب مصالح
يقضونها من وراء التقرب إلى المخزن وأجهزته.
المقدم الذي اعتقد أن قميص فريق مانشستر هو العلم المغربي، هو نموذج
لكثيرين يعتقدون أن الوطنية الحقة هي رفع العلم على واجهات المتاجر
والمنازل، أو أن الولاء للوطن هو الحديث عن الملك عبر استعمال كلمات مثل
«سيدنا الله ينصرو» والسجود وتقبيل الأيدي.. وأن الوطنية هي الهتاف
وعبارات «عاش الملك» حين يمر موكب رسمي.. أو العويل والصراخ حين تأتي
الانتقادات من الخارج. ويتذكر المغاربة كيف أنهم ساهموا في ملحمة عبثية
كبرى، عندما أصدر الكاتب الفرنسي جيل بيرو كتاب «صديقنا الملك»، فتحول
المقدمون والشيوخ والقياد إلى سعاة بريد يمرون على كل متجر وشركة من أجل
جمع الإتاوات والتبرعات لبعث برقيات احتجاج إلى فرنسا تندد بالكتاب
ومؤلفه. لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ لقد تحول كتاب «صديقنا الملك» إلى موضة،
والمغاربة قرؤوه أكثر مما قرؤوا أي كتاب أجنبي آخر، وأصبح مغاربة الخارج
يبعثونه عبر الأنترنيت إلى أصدقائهم وذويهم في الداخل فيقرؤونه بكثير من
التلذذ والاستمتاع وفق مقولة «كل ممنوع مرغوب»، وتمت ترجمته إلى العربية
بسرعة قياسية، وبواسطته استطاع الناس التعرف على الكثير من الجوانب الخفية
في البلاط المغربي بغض النظر عن دقتها.
ومقابل اختزال الوطن والوطنية في المظاهر الخادعة والولاء المطبوع
بكثير من النفاق، فإن مظاهر الوطنية الحقيقية لم ينتبه إليها أحد، وظل
المغرب منذ استقلاله يغرق في مستنقع الأمية والجهل والمرض والهجرة السرية
والفساد والرشوة والمحسوبية وتهريب الأموال وعدم استقلالية القضاء وكل
مظاهر التخلف. كانت مئات الملايير تصرف في شراء الأعلام والبالونات
الملونة والحفلات العمومية والحلوى والمونادا والغناء والأشعار البليدة
على شاشة التلفزيون، بينما كان من الممكن أن يتم تخصيص تلك الأموال في
بناء مستشفيات وطرق وفك العزلة عن آلاف القرى ومدها بالماء والكهرباء
والمدارس والمستوصفات. لا أحد من المسؤولين كان يفكر بجد في معنى الوطنية
الحقيقية، هل هو احتفال في ساحة عمومية أم مد قرية نائية بالماء ووقف
معاناة سكانها وأطفالها الذين يقطعون كل يوم عشرات الكيلومترات بحثا عن
بضع قطرات من الماء. لا أحد كان يسأل نفسه هل الوطنية الحقيقية هي
احتفالات الرياء أم بناء مستوصف ومدرسة في مناطق نائية ليتعالج أطفال
المغرب ويبنون مستقبلهم عوض أن يتحولوا إلى حالمين بالهجرة أو ناقمين على
المجتمع.
وحده ذلك الطفل الذي تلدغه أفعى أو عقرب في قريته فيموت لأنه لم يجد
الدواء والمستشفى.. وحده أدرك معنى المواطنة، ووحدها تلك المرأة الحامل في
شهرها التاسع التي تقطع 50 أو 100 كيلومتر بين قريتها النائية ومستشفى
للولادة وهي محمولة على عربة صفيحية تجرها البغال، أو تجلس مباشرة على ظهر
حمار، وحدها تعرف المعنى الحقيقي لكلمة الوطن.. اسألوها.
المساء6/8/2008
شعار مانشيستر يونايتد
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: مانشستر يونايتد.. والعلم المغربي
شكرا لك أخي على هذا الموضوع وعلى هذه الروح الوطنية
ويوجد قصة شبيهة بهاذه القصة وهي كذالك حقيقة وهي أن في أحد المدن المغربية وعلى ما أظن في أكادير علة أحد التجار وهو صاحب دكان صورة على باب دكانه وكانت هذه الصورة للاشهار الشاي سلطان وكان في هذا الاشهار صورة لشيخ كبير ذو لحية طويلة وبيضاء وكلنا يعرف هذا الرجل لأنه معلق في باب كل دكان .فعندما رأه المقدم ذهب مسرع القائد وأخبره بأن أحد الباع علق على باب محله صورة اسامة بن لادن على باب محله فخرج القائد ومعه مجموعة من رجال الأمن وكبار الضباط وعندما وصلو الى المكان المطلوب ذهبو الى صاحب الدكان وقالو له لماذا تعلق صورة أسامة بن لادن ولا تعلق صورة سيدنا فقال لهم وأين هذه الصورة فناد القائد المقدم الذي أوصل الخبر وقال له أرينا هذه الصورة فذهب المقدم الى تلك الصورة المذكورة وقال لهم هاهية الصورة فذهب عنده القائد وقال له هل هذه هي صورة الارهابي فقال له نعم فرد عليه في الأيام المقبلة عليك أن تتأكد من الصورة قبل أن تخبرني بها
ويوجد قصة شبيهة بهاذه القصة وهي كذالك حقيقة وهي أن في أحد المدن المغربية وعلى ما أظن في أكادير علة أحد التجار وهو صاحب دكان صورة على باب دكانه وكانت هذه الصورة للاشهار الشاي سلطان وكان في هذا الاشهار صورة لشيخ كبير ذو لحية طويلة وبيضاء وكلنا يعرف هذا الرجل لأنه معلق في باب كل دكان .فعندما رأه المقدم ذهب مسرع القائد وأخبره بأن أحد الباع علق على باب محله صورة اسامة بن لادن على باب محله فخرج القائد ومعه مجموعة من رجال الأمن وكبار الضباط وعندما وصلو الى المكان المطلوب ذهبو الى صاحب الدكان وقالو له لماذا تعلق صورة أسامة بن لادن ولا تعلق صورة سيدنا فقال لهم وأين هذه الصورة فناد القائد المقدم الذي أوصل الخبر وقال له أرينا هذه الصورة فذهب المقدم الى تلك الصورة المذكورة وقال لهم هاهية الصورة فذهب عنده القائد وقال له هل هذه هي صورة الارهابي فقال له نعم فرد عليه في الأيام المقبلة عليك أن تتأكد من الصورة قبل أن تخبرني بها
elbouari_tetouan- عدد الرسائل : 673
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى