محمود درويش:هي في المساء
صفحة 1 من اصل 1
محمود درويش:هي في المساء
هي في المساء وحيدةٌ | |
وأًنا وحيدٌ مثلها... | |
بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ | |
طاولتان فارغتان [ لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا] | |
هي لا تراني، إذ أراها | |
حين تقطفُ وردةً من صدرها | |
وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني | |
حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً... | |
هي لا تُفَتِّتُ خبزها | |
وأنا كذلك لا أريق الماءَ | |
فوق الشًّرْشَف الورقيّ | |
[لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا] | |
هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالها | |
وحدي. لماذا لا تًوَحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟ | |
قلت في نفسي- | |
لماذا لا أَذوقُ نبيذَها؟ | |
هي لا تراني، إذ أراها | |
حين ترفًعُ ساقها عن ساقِها... | |
وأَنا كذلك لا أراها، إذ تراني | |
حين أَخلَعُ معطفي... | |
لا شيء يزعجها معي | |
لا شيء يزعجني، فنحن الآن | |
منسجمان في النسيان... | |
كان عشاؤنا، كُلٌّ على حِدَةٍ، شهيّاً | |
كان صَوْتُ الليل أزْرَقَ | |
لم أكن وحدي، ولا هي وحدها | |
كنا معاً نصغي إلى البلَّوْرِ | |
[ لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا] | |
هِيَ لا تقولُ | |
الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّا | |
ويُمْسِي فِكْرَةً | |
وأنا كذلك لا أقول | |
الحب أَمسى فكرةً |
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» حوار مع محمود درويش
» في القدس - محمود درويش
» رحل درويش
» دفاعا عن محمود درويش
» قراءة في أحد آخر أعمال محمود درويش
» في القدس - محمود درويش
» رحل درويش
» دفاعا عن محمود درويش
» قراءة في أحد آخر أعمال محمود درويش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى