الإعجاز التشريعي في تحريم أكل لحم الخنزير
صفحة 1 من اصل 1
الإعجاز التشريعي في تحريم أكل لحم الخنزير
[1]
أورد النص القرآني تحريم لحم الخنزير في أربعة مواضع: 1- قوله تعالي:
"إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر
غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم" البقرة: .173
2- وقوله تعالي: "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير
الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما
ذكيتم وما ذبح علي النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين
كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله
غفور رحيم" المائدة: .3
3- وقوله: "قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما علي طاعم يطعمه إلا أن
يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به
فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم" الأنعام: .145
4- وقوله: "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير
الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم" النحل: .115
تفيد معاجم اللغة بأن الرجس يعني القذر والفعل القبيح والعمل المؤدي
إلي العذاب وفي تفسير البيضاوي: الرجل القذر وسمي بذلك لتعوده أكل النجس.
أو خبيث مخبث.
يقول القرطبي: لا خلاف أن جملة الخنزير محرمة إلا الشعر روي أن رجلا
سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن الخرازة بشعر الخنزير فقال: لا بأس بذلك.
يقول الدميري نقلا عن الإمام الماوردي: الضمير في قوله "فإنه رجس" عائد إلي الخنزير لأنه أقرب مذكور.
وقال الفخر الرازي: أجمعت الأمة الإسلامية علي أن الخنزير بجميع
أجزائه محرم وإنما ذكر الله تعالي اللحم لأن معظم الانتفاع يتعلق به"
ويؤكد الإمام أبوالفرج الجوزي هذا المعني: "فأما لحم الخنزير. فالمراد
جملته. وإنما خص اللحم لأنه معظم المقصود" وقد ورد في صحيح مسلم عن بريدة
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لعب النرد شير
فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه" قال ابن كثير فإذا كان هذا التنفير
لمجرد اللمس فكيف التهديد والوعيد: من أكله والتغذي به وفيه دلالة علي
شمول التحريم لجميع أجزائه من لحم وشحم وغيره ويذكر ابن كثير أن الخنزير
يشمل المستأنس منه والوحشي "البري" ويري د.عبدالحافظ حلمي محمد أن لحم
الخنزير ينفرد من بين جميع اللحوم المذكورة في ايات التحريم بأنه حرام
لذاته أي لعلة مستقرة فيه أو وصف لاصق به أما اللحوم الأخري فهي محرمة
لعلة عارضة عليها فالشاة مثلا إذا زكيت فلحمها حلال طيب ولا تحرم إلا إذا
كانت ميتة أو ذبحت لغير الله ونحن نؤكد أن المؤمن ملتزم حين يأتيه الأمر
أو النهي من الله نجتهد في تفهم علة الأمر والنهي. لكن تحريم لحم الخنزير
بالذات تحريم معلل فإنه رجس فاجتهادنا محصور إذن في محاولة لفهمنا لخبث
ذلك المحرم ورجاسته حتي نزداد شكرا علي نعمائه.
وحول أهمية تحريم لحم الخنزير شهادة للطبيب الألماني هانس ريكفينغ إذ
يقول لابد أن أشير إلي التراث القديم عند بعض الأمم حيث كان للتعاليم التي
أرساها النبيان محمد وموسي أكبر الأثر في التزام المسلمين واليهود بقوانين
الله الطبيعية ففي أفريقيا حيث يعيش المسلمون وغيرهم في ظروف مناخية واحدة
نجد بالمقارنة أن الشعوب الإسلامية تتمتع بصحة جيدة لأن لحم الخنزير محرم
في شريعتها بينما نجد أن الشعوب الأخري التي تعتمد النظام الغربي في
تغذيتها تصاب بأمراض ترتبط كل الارتباط بتناولها لحم الخنزير. ويتابع
فيقول: في دراسة جرت في الهيمالايا حيث تعيش قبائل الهونزا التي اعتنق
معظم أفرادها الإسلام ويمتنعون عن أكل لحم الخنزير. وجد أنهم يتمتعون بصحة
جيدة ومتوسط أعمارهم مرتفع ويعملون حتي سن متقدمة لتحصيل أرزاقهم في حين
أن القبائل التي تجاورهم من غير المسلمين تصاب بعدد من الأمراض الشائعة
بينهم لتناولهم لحم الخنزير ومتوسط أعمارهم وفعاليتهم أقل بكثير من
القبائل المسلمة وهذا فإني أري أن الكتب السماوية التي جاء بها محمد وموسي
كان معها الحق كل الحق في تحريم تناول لحم الخنزير.
الفرق بين لحم الخنزير وغيره من اللحوم
يحتوي لحم الخنزير علي كمية كبيرة من الدهون ويمتاز باندحال الدهن ضمن
الخلايا العضلية في اللحمة علاوة علي تواجدها خارج الخلايا في الأنسجة
الضامة بكثافة عالية في حين أن لحوم الأنعام تكون الدهون فيها مفصولة عن
النسيج العضلي ولا تتوضع ضمن خلاياه وإنما تتوضع خارج الخلايا وفي الأنسجة
الضامة وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الإنسان عندما يتناول دهون
الحيوانات آكلة العشب فإن دهونها تستحلب في أمعائه وتمتص وتتحول في جسمه
إلي دهون إنسانية أما عندما يأكل دهون الحيوانات آكلة اللحوم أو الخنزير
فإن استحلابها عسير في أمعائه وإن جزئيات الغليسريدات الثلاثية لدهن
الخنزير تمتص كما هي دون أن تحول وتترسب في أنسجة الإنسان كدهون حيوانية
أو خنزيرية ومن المدهش حقا ملاحظة د.هانس هايترش أن الذين أكلون شحم
الخنزير من منطقة ما من جسمه فإنها تترسب في المنطقة ذاتها عند الآكل
وهكذا وجد أن النساء اللواتي يأكلن فخذ لحم الخنزير يشاهد لديهن تشوه واضح
في الفخذين والإليتين الكولسترول الناجم عن تحلل لحم الخنزير في البدن
يظهر في الدم علي شكل كولسترول جزئي كبير الذرة يؤدي بكثرة إلي ارتفاع
الضغط الدموي وإلي تصلب الشرايين وهما من عوامل الخطورة التي تمهد لاحتشاء
العضلة القلبية وقد وجد البروفيسور Roff 12 أن الكولسترول المتواجد في
خلايا السرطان الجوالة يشابه الكولسترول المتشكل عند تناول لحم الخنزير
ولحم الخنزير غني بالمركبات الحاوية علي نسب عالية من الكبريت 10 وكلها
تؤثر علي قابلية امتصاص الأنسجة الضامة للماء كالاسفنج مكتسبة شكلا كيسيا
واسعا وهذا يؤدي إلي تراكم المواد المخاطية في الأوتار والأربطة والغضاريف
ويجعلها رخوة مما يؤهب للإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي وخاصة المفاصل بين
الفقرات وإلي تنكس في العظام والأنسجة الحاوية علي الكبريت تتخرب بالتعفن
والتخمر منتجة روائح كريهة فواحة لانطلاق غاز كبريت الهدروجين وقد لوحظ أن
الآنية الحاوية علي لحم الخنزير علي الرغم من أنها محكمة السد إلا أنه
يتعين إخراجها من الغرفة بعد عدة أيام نظرا للروائح الكريهة النتنة وغير
المحتملة الناجمة عنها وبالمقارنة فإن لحوما أخري مختلفة خضعت لنفس
التجربة فإن لحم البقر كان أبطأ تعفنا من لحم الخنزير ولم تنطلق منه تلك
الروائح النتنة ويحتوي لحم الخنزير علي نسبة عالية من هرمون النمو والتي
لها تأثير أكيد للتأهب للإصابة بخامة النهايات علاوة علي تأثيره في زيادة
نمو البطن "الكرش" وزيادة معدل النمو وخاصة نمو الأنسجة المهيأة للنمو
والتطور السرطاني وحسب دراسات Roff فإن تلك الوجبة المسائية الدسمة
الحاوية علي لحم الخنزير تعتبر الأساس في التحول السرطاني للخلايا
لاحتوائها علي هرمون النمو علاوة علي أثرها في رفع كولسترول الدم.
البقية العدد القادم بمشيئة الله
بقلم: د.طبيب محمد نزار الدقر
أورد النص القرآني تحريم لحم الخنزير في أربعة مواضع: 1- قوله تعالي:
"إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر
غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم" البقرة: .173
2- وقوله تعالي: "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير
الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما
ذكيتم وما ذبح علي النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين
كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله
غفور رحيم" المائدة: .3
3- وقوله: "قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما علي طاعم يطعمه إلا أن
يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به
فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم" الأنعام: .145
4- وقوله: "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير
الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم" النحل: .115
تفيد معاجم اللغة بأن الرجس يعني القذر والفعل القبيح والعمل المؤدي
إلي العذاب وفي تفسير البيضاوي: الرجل القذر وسمي بذلك لتعوده أكل النجس.
أو خبيث مخبث.
يقول القرطبي: لا خلاف أن جملة الخنزير محرمة إلا الشعر روي أن رجلا
سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن الخرازة بشعر الخنزير فقال: لا بأس بذلك.
يقول الدميري نقلا عن الإمام الماوردي: الضمير في قوله "فإنه رجس" عائد إلي الخنزير لأنه أقرب مذكور.
وقال الفخر الرازي: أجمعت الأمة الإسلامية علي أن الخنزير بجميع
أجزائه محرم وإنما ذكر الله تعالي اللحم لأن معظم الانتفاع يتعلق به"
ويؤكد الإمام أبوالفرج الجوزي هذا المعني: "فأما لحم الخنزير. فالمراد
جملته. وإنما خص اللحم لأنه معظم المقصود" وقد ورد في صحيح مسلم عن بريدة
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لعب النرد شير
فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه" قال ابن كثير فإذا كان هذا التنفير
لمجرد اللمس فكيف التهديد والوعيد: من أكله والتغذي به وفيه دلالة علي
شمول التحريم لجميع أجزائه من لحم وشحم وغيره ويذكر ابن كثير أن الخنزير
يشمل المستأنس منه والوحشي "البري" ويري د.عبدالحافظ حلمي محمد أن لحم
الخنزير ينفرد من بين جميع اللحوم المذكورة في ايات التحريم بأنه حرام
لذاته أي لعلة مستقرة فيه أو وصف لاصق به أما اللحوم الأخري فهي محرمة
لعلة عارضة عليها فالشاة مثلا إذا زكيت فلحمها حلال طيب ولا تحرم إلا إذا
كانت ميتة أو ذبحت لغير الله ونحن نؤكد أن المؤمن ملتزم حين يأتيه الأمر
أو النهي من الله نجتهد في تفهم علة الأمر والنهي. لكن تحريم لحم الخنزير
بالذات تحريم معلل فإنه رجس فاجتهادنا محصور إذن في محاولة لفهمنا لخبث
ذلك المحرم ورجاسته حتي نزداد شكرا علي نعمائه.
وحول أهمية تحريم لحم الخنزير شهادة للطبيب الألماني هانس ريكفينغ إذ
يقول لابد أن أشير إلي التراث القديم عند بعض الأمم حيث كان للتعاليم التي
أرساها النبيان محمد وموسي أكبر الأثر في التزام المسلمين واليهود بقوانين
الله الطبيعية ففي أفريقيا حيث يعيش المسلمون وغيرهم في ظروف مناخية واحدة
نجد بالمقارنة أن الشعوب الإسلامية تتمتع بصحة جيدة لأن لحم الخنزير محرم
في شريعتها بينما نجد أن الشعوب الأخري التي تعتمد النظام الغربي في
تغذيتها تصاب بأمراض ترتبط كل الارتباط بتناولها لحم الخنزير. ويتابع
فيقول: في دراسة جرت في الهيمالايا حيث تعيش قبائل الهونزا التي اعتنق
معظم أفرادها الإسلام ويمتنعون عن أكل لحم الخنزير. وجد أنهم يتمتعون بصحة
جيدة ومتوسط أعمارهم مرتفع ويعملون حتي سن متقدمة لتحصيل أرزاقهم في حين
أن القبائل التي تجاورهم من غير المسلمين تصاب بعدد من الأمراض الشائعة
بينهم لتناولهم لحم الخنزير ومتوسط أعمارهم وفعاليتهم أقل بكثير من
القبائل المسلمة وهذا فإني أري أن الكتب السماوية التي جاء بها محمد وموسي
كان معها الحق كل الحق في تحريم تناول لحم الخنزير.
الفرق بين لحم الخنزير وغيره من اللحوم
يحتوي لحم الخنزير علي كمية كبيرة من الدهون ويمتاز باندحال الدهن ضمن
الخلايا العضلية في اللحمة علاوة علي تواجدها خارج الخلايا في الأنسجة
الضامة بكثافة عالية في حين أن لحوم الأنعام تكون الدهون فيها مفصولة عن
النسيج العضلي ولا تتوضع ضمن خلاياه وإنما تتوضع خارج الخلايا وفي الأنسجة
الضامة وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الإنسان عندما يتناول دهون
الحيوانات آكلة العشب فإن دهونها تستحلب في أمعائه وتمتص وتتحول في جسمه
إلي دهون إنسانية أما عندما يأكل دهون الحيوانات آكلة اللحوم أو الخنزير
فإن استحلابها عسير في أمعائه وإن جزئيات الغليسريدات الثلاثية لدهن
الخنزير تمتص كما هي دون أن تحول وتترسب في أنسجة الإنسان كدهون حيوانية
أو خنزيرية ومن المدهش حقا ملاحظة د.هانس هايترش أن الذين أكلون شحم
الخنزير من منطقة ما من جسمه فإنها تترسب في المنطقة ذاتها عند الآكل
وهكذا وجد أن النساء اللواتي يأكلن فخذ لحم الخنزير يشاهد لديهن تشوه واضح
في الفخذين والإليتين الكولسترول الناجم عن تحلل لحم الخنزير في البدن
يظهر في الدم علي شكل كولسترول جزئي كبير الذرة يؤدي بكثرة إلي ارتفاع
الضغط الدموي وإلي تصلب الشرايين وهما من عوامل الخطورة التي تمهد لاحتشاء
العضلة القلبية وقد وجد البروفيسور Roff 12 أن الكولسترول المتواجد في
خلايا السرطان الجوالة يشابه الكولسترول المتشكل عند تناول لحم الخنزير
ولحم الخنزير غني بالمركبات الحاوية علي نسب عالية من الكبريت 10 وكلها
تؤثر علي قابلية امتصاص الأنسجة الضامة للماء كالاسفنج مكتسبة شكلا كيسيا
واسعا وهذا يؤدي إلي تراكم المواد المخاطية في الأوتار والأربطة والغضاريف
ويجعلها رخوة مما يؤهب للإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي وخاصة المفاصل بين
الفقرات وإلي تنكس في العظام والأنسجة الحاوية علي الكبريت تتخرب بالتعفن
والتخمر منتجة روائح كريهة فواحة لانطلاق غاز كبريت الهدروجين وقد لوحظ أن
الآنية الحاوية علي لحم الخنزير علي الرغم من أنها محكمة السد إلا أنه
يتعين إخراجها من الغرفة بعد عدة أيام نظرا للروائح الكريهة النتنة وغير
المحتملة الناجمة عنها وبالمقارنة فإن لحوما أخري مختلفة خضعت لنفس
التجربة فإن لحم البقر كان أبطأ تعفنا من لحم الخنزير ولم تنطلق منه تلك
الروائح النتنة ويحتوي لحم الخنزير علي نسبة عالية من هرمون النمو والتي
لها تأثير أكيد للتأهب للإصابة بخامة النهايات علاوة علي تأثيره في زيادة
نمو البطن "الكرش" وزيادة معدل النمو وخاصة نمو الأنسجة المهيأة للنمو
والتطور السرطاني وحسب دراسات Roff فإن تلك الوجبة المسائية الدسمة
الحاوية علي لحم الخنزير تعتبر الأساس في التحول السرطاني للخلايا
لاحتوائها علي هرمون النمو علاوة علي أثرها في رفع كولسترول الدم.
البقية العدد القادم بمشيئة الله
بقلم: د.طبيب محمد نزار الدقر
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: الإعجاز التشريعي في تحريم أكل لحم الخنزير
[2/2]
نستكمل ما بدأناه من حديث عن مضار أكل
لحم الخنزير وإثبات الإعجاز التشريعي في تحريم أكله:كما تؤكد أبحاث د.هانس
هايترش احتواء لحم الخنزير علي كمية عالية من الهستامين تؤهب عند آكليها
لحدوث الأمراض التحسسية الجلدية مثل الأكزيمية والشري والتهاب الجلد العصي
وغيرها بكثرة وقد وجد أن الشري والحكة المعندة عند آكلي لحم الخنزير
تتلاشي عند الامتناع عن أكله بشكل مطلق بما في ذلك السجق المصنوع منه.
الأمراض التي ينقلها الخنزير
لقد حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير. ونفذها المتدينون امتثالا
لأمر الله الخالق سبحانه وطاعة له دون أن يناقشوا العلة من التحريم. لكن
العلماء المحدثين توصلوا إلي نتائج مدهشة في هذا المجال "12": أليس من
المدهش أن نعلم أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضا وبائيا وهو يقوم
بدور الوسيط لنقل 57 منها إلي الإنسان عدا الأمراض التي يسببها أكل لحمه
من عسرة هضم وتصلب للشرايين وسواها.
والخنزير يختص بمفرده بنقل 27 مرضا وبائيا إلي الإنسان وتشاركه بعض
الحيوانات الأخري في بقية الأمراض لكنه يبقي المخزن والمصدر الرئيسي لهذه
الأمراض: منها الكلب الكاذب وداء وايل والحمي اليابانية والحمي المتوهجة
والحميرة الخنزيرية وغيرها وهذه الأوبئة يمكن أن تنتقل من الخنزير إلي
الإنسان بطرق مختلفة.
شهادات علماء الغرب بفضل الإسلام:
يؤكد د.عبدالحافظ حلمي محمد علي فضل الإسلام علي حماية اتباعه من
أمراض الخنزير الوبيلة فالارتباط واضح بين انتشار الشريطية المسلحة وما
ينجم عنها كداء الحويصلات الخنزيرية وبين العادات الغذائية لبلد ما والدين
الذي يدين به قاطنوه وهكذا فإن Noble 1961 يؤكد أن دودة الخنزير هذه تحدث
عددا كبيرا من الإصابات الدماغية سنويا عند سكان المكسيك الذين اعتادوا
تناول لحم الخنزير في حين يؤكد لاباج 1961 وولكوكس وماتسون في كتابهما عن
طب البلاد الحارة أن هذه الدودة نادرة الوجود في البلاد الإسلامية.
أما تشاندر وريد فيذكران في كتابهما عن علم الطفيليات ما نصه: "أما
في البلاد اليهودية والإسلامية حيث يعد أكل لحم الخنزير خطيئة دينية كبيرة
فليس لهذا الطفيلي أدني فرص للبقاء وهو دليل فاضح علي فساد الأخلاق حين
حدوثه..". وعندما يتكلم نلسون عن انتشار داء الشعريات الحلزونية في دول
أوروبا وأمريكا فهو يتعجب قائلا: "أما العلة في إدماننا- نحن أهل العالم
الغربي علي أكل لحم الخنزير فإنه لغز محير خاصة وأننا نذكر علي الدوام
بمخاطر ذلك.
مصادر العدوي
لعل أهم مصدر لعدوي الخنازير هي العادة المتبعة من تربية الخنازير علي
القمامة وعادة الخنازير الذميمة من التهاب الفضلات والنفايات إذ أن
القمامة تضم بقايا خنزيرية مصابة حتي أن أحد الباحثين يسمي الدودة الشعرية
الحلزونية بدودة القمامة وهكذا تجتمع الدودة مع الخنزير في القذارة والرجس
وسبب هام آخر لاحظه بعض الباحثين وهو أن الخنازير تصاب أيضا نتيجة أن
بعضها يأكل أذيال بعض في المرابي المكتظة بها.
وتقوم الجرذان أو الفئران بدور هام فهي تصاب بالمرض إذا أكلت ما ينبذ
من بقايا من لحوم الخنازير المصابة وتعدي الجرذان بعضها بعضا لأنها تأكل
لحوم بعضها البعض حية وميتة. ثم تنتقل العدوي إلي الخنازير إذا أكلت جيف
تلك الجرذان في أكوام القمامة وهكذا تحدث دورات عدوي مختلفة من جرذ إلي
جرذ ومن خنزير إلي جرذ ومن جرذ إلي خنزير ومن خنزير إلي إنسان.
الآثار السلوكية "الخلقية" التالية لأكل لحم الخنزير
لقد أشار النبي صلي الله عليه وسلم إلي أثر الطعام علي خلق آكليه
فقال: "الفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم"
رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه.
ويقول الفخر الرازي: "قال أهل العلم- الغذاء يصير جزءا من جوهر
المغتذي فلابد أن يحصل له أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلا في الغذاء
والخنزير مطبوع علي حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات فحرم أكله لئلا
يتكيف بتلك الكيفية".
ويقول ابن خلدون: "أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة وأكل
الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا
الدياثة" وحديثا اختلف العلماء في أثر الغذاء علي الطباع والخلق لكن
ملاحظات كثير من العلماء قادتهم إلي اختلاف الآثار الخلقية باختلاف نوع
اللحوم المكثر من تناولها وبأن لحم الخنزير وشحمه له تأثير سييء علي العفة
والغيرة علي العرض إذا داوم الإنسان علي تناوله توصلوا في نهايتها إلي
القول بأن نوعية الطعام تؤثر علي شخصية وسلوك الإنسان وتصرفاته.
وعن مقالة للدكتور الفنجري يؤكد فيها أن الذين يأكلون لحوم الحيوانات
الكاسرة عادة ما تكون طباعهم شريرة وغير متسامحين. ويميلون إلي ارتكاب
الآثام والجرائم.
وإن أكل لحم الخنزير لابد وأن يؤثر علي شخصية الإنسان وسلوكه العام
والذي يتجلي واضحا في كثير من المجتمعات الغربية حيث يكثر اللواط والسحاق
والزني وما نراه متفشيا من نتاج تلك التصرفات من ارتفاع نسبة الحمل غير
الشرعية والإجهاض وغيرها.
بقلم: د.طبيب محمد نزار الدقر
باحث في الإعجاز العلمي
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» الإعجاز الهندسى فى الكعبة
» الإعجاز العلمي في سؤر الهرة
» تحريم الغناء لفضيلة الشيخ محمد حسان
» أمثلة عن الإعجاز القرآني
» الإعجاز العلمي للقرآن
» الإعجاز العلمي في سؤر الهرة
» تحريم الغناء لفضيلة الشيخ محمد حسان
» أمثلة عن الإعجاز القرآني
» الإعجاز العلمي للقرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى