أسمهان
صفحة 1 من اصل 1
أسمهان
لولا فؤاد الأطرش.. لكانت نادية لطفي أسمهان؟!
من المؤكد ان للتاريخ جاذبيته لدى الكثيرين. كصانع لاسماء معينة في كل
مرحلة من مراحله ارتبطت به وارتبط بها، وبحسب اهمية المرحلة دون التوقف
عند صنوف الاشخاص اذا ما كانوا من العلماء أو السياسيين أو الاجتماعيين..
الخ، وصولا الى الفنانين.
العام الماضي كان التاريخ حاضرا في عمل درامي
هو «الملك فاروق»، وقد اخذ حيزا كبيرا من الجدل والنقاش ما بين مؤيد
ومعارض للسيرة الذاتية لهذا الملك. وتحديدا بسبب ارتباط حياته وحكمه
بمبررات قيام ثورة يوليو من عام 1952 في مصر.
وبغض النظر عن صحة احداث
المسلسل من عدمها، فإنه حظي بنسبة مشاهدة عالية، حتى من قبل من لا يعرفون
من هو الملك فاروق بعد ما يربو على خمس وخمسين سنة من ازالة الحكم الملكي
في مصر، وقد نجح المسلسل في ذلك لان الكثيرين تابعوه كعمل درامي تم تنفيذه
بشكل فني جيد وجذاب في غالبية عناصره، ومن المؤكد ان الممثل تيم الحسن كان
على رأسها.
أسمهان في أحد مقاهي باريس
هذا العام، نجح مسلسل
«اسمهان» مع سولاف فواخرجي في ان يكون في مقدمة الاعمال الدرامية التي
عرضت في رمضان، فاستقطب نسبة مشاهدة عالية، واثار من ناحية اخرى الكثير من
الجدل بين الكتاب والنقاد من جهة، ومن قبل آل الاطرش من جهة ثانية. وتجدر
الاشارة الى ان سيرة اسمهان الذاتية وحياتها الصاخبة والغامضة، وبخاصة
حادثة وفاتها كانت دائما محل اهتمام ورغبة في تحويلها الى عمل درامي. فذات
يوم من عام 1984 وفي احد مقاهي العاصمة الفرنسية باريس، كان كاتب هذه
السطور مع مجموعة من السينمائيين والنقاد العرب المشاركين في مهرجان
الفيلم العربي، ومن بينهم المخرج السوري المقيم في فرنسا عمر اميرالاي
الذي راح يتحدث بحماس عن مشروع فيلمه عن حياة اسمهان، والمشاكل والعقبات
التي تعترضه من قبل آل الاطرش وتحديدا من فؤاد الاطرش، وظل عمر اميرالاي
يحاول باصرار في ما بعد تحقيق مشروعه لكنه اصطدم بجدار الرفض والممانعة،
وصولا الى اليأس من تحقيق حلمه فترك المشروع ونسيه ليلتقط زميله المخرج
نبيل المالح الخيط ويشده الى ناحيته معلنا عن مشروع فيلم عن اسمهان تحت
عنوان «اسطورة امرأة» وكان ذلك قبل سنوات قليلة.
ومن الواضح ان مشروع
الفيلم تحول الى مسلسل تلفزيوني هو الذي شاهدناه في رمضان، وقد ظهر ببناء
ولغة ومفردات سينمائية تؤكد رؤية وبصمات نبيل المالح المنتقلة من مشروع
الفيلم الى تنفيذ المسلسل، وقد حمل اسمه ككاتب للسيناريو والحوار، مع
ملاحظة ذكر اسم بسيوني عثمان ككاتب للحوار ايضا، وقد التبس الامر على
الكثيرين، فمهمة بسيوني عثمان الذي رحل عن الدنيا قبل اسبوعين كانت تتعلق
بالحوار ومفردات التعبير باللهجة المصرية على ألسنة ابطال المسلسل، اي
تمصير الحوار.
نادية لطفي.. أسمهان
الآن وبعد ان صارت اسمهان
مسلسلا يحمل اسمها، وصارت سولاف فواخرجي «اسمهان»، تجدر الاشارة الى ان
سيرتها الذاتية كانت قبل حوالي 25 سنة ايضا مشروع فيلم سينمائي للسيناريست
احمد صالح.. الذي حمل مشروعه وتوجه به الى نادية لطفي التي تحمست كثيرا
للمشروع، وللقيام بدور اسمهان في الفيلم، بل ومن شدة اعجابها وحماسها طلبت
ان تقوم هي بانتاجه. واعطت احمد صالح اشارة البدء لتنفيذ الفيلم فكان عليه
ان يحصل على موافقة فؤاد الاطرش الذي رفض باصرار تحويل قصة حياة شقيقته
الى عمل فني ولربما كانت له شروط ومطالب حالت في النهاية دون تحقيق حلم
نادية لطفي في ان تكون اسمهان سينمائيا.
33 أغنية فقط
اسمهان
كمطربة، صنعت مجدها في ست سنوات امتدت من عام 1938 الى 1944 قدمت خلالها
33 اغنية فقط، لعل اشهرها تلك التي غنتها في فيلمها الاول «انتصار الشباب»
مع شقيقها فريد الاطرش، وفيلمها الثاني «غرام وانتقام» مع يوسف وهبي، وهو
الفيلم الذي رحلت عن الدنيا قبل ان تكمل تصوير دورها فيه، ومع ذلك تم عرضه
وحقق نجاحا كبيرا آنذاك بعد ان اضطر يوسف وهبي الى اجراء تعديلات في
سيناريو الفيلم ليتمكن من انجازه بعد موت اسمهان في الحادث الشهير الذي
اودى بحياتها، وهو الحادث الذي لم يجزم احد الى الآن من دبره وخطط له. وقد
تناوله المسلسل بذكاء شديد، وكأنه لغز بوليسي في جريمة غامضة عندما اوحى
وزرع بذور الشك في المتلقي ووزعها على ثلاث جهات قد تكون احداها من تقف
وراء الحادث: الملكة نازلي، زوج اسمهان حسن، والاستخبارات البريطانية، من
دون ان يتهم مباشرة جهة من هذه الجهات.
وبالعودة الى اغنيات اسمهان
الثلاث والثلاثين، التي تتدفق حيوية وجمالا الى يومنا هذا بالحانها،
وبالصوت المخملي المتفرد لاسمهان، نجد ان محمد عبدالوهاب لم يلحن لها
اغنية فردية، لكنه اشركها معه في «قيس وليلى» فقط. وهو لغز غنائي شديد
الغموض لا يعرف احد اسبابه ودواعيه، في ظل الاعجاب الشديد بصوتها الذي عبر
عنه عبدالوهاب آنذاك واختيارها لتشاركه الغناء في «قيس وليلى» من بين
اسماء غنائية متوهجة بينها ام كلثوم وليلى مراد ونجاة علي، كانت تسيطر على
الساحة الغنائية في سنوات بزوغ نجم اسمهان الغنائي.
شجاعة مخرج
مع
قيام بعض الشاشات التلفزية باعادة عرض مسلسل «اسمهان» مباشرة بعد عرضه
الاول في شهر رمضان، فان برامج «التوك شو» تواصل استضافة نجوم المسلسل
وافراد من آل الاطرش، من بينهم كاميليا ابنة اسمهان ليتواصل الجدل ما بين
مؤيد ومعارض ومعجب، ومن يتهم المسلسل بالاساءة الى العائلة وتشويه الحقائق
لكنه يظل في النهاية عملا فنيا شديد الاتقان، وممتع وجذاب الى ابعد حد،
بغض النظر عن صحة احداثه من عدمها، اذا ما نظرنا اليه كعمل فني، لا
كباحثين عن حقيقة اسمهان وتاريخها وسيرتها الذاتية، فهذا الامر يعني
اسرتها بالدرجة الاولى اما نحن كمشاهدين ومتابعين للمسلسل، فتعنينا متعة
المشاهدة والمتابعة، بنجاح اصحاب المسلسل في اجتذابنا اليه، وهو ما سبق
وعشناه في رمضان العام الماضي مع مسلسل «الملك فاروق».
ومع كل هذا
الاتقان الفني في كل مفردات المسلسل، فانه لا بد من الاشادة بشجاعة مخرجه
شوقي الماجري عندما اعترف بخطأ تمرير مشهد قبل مشهد في الحلقة الاخيرة،
معيدا الخطأ الى الارهاق الشديد، وضرورة تسليم الحلقة الاخيرة الى المحطات
الفضائية في الموعد المتفق عليه. مبديا رغبته في اعادة مونتاج بعض المشاهد
في عدد من الحلقات، لانه لم يكن راضيا عنها تحت ضغط الالتزام والاستعجال
في سباقه مع الزمن متوقفا تحديدا عند الحلقة الاخيرة التي شابها الارتباك
وعدم الدقة في التنفيذ.
شوقي الماجري مخرج يستحق التحية، لانه فنان واعٍ محب لعمله ومخلص له، وليس ترزيا أو صنايعيا.. يعني «مش مجرد مخرج والسلام».
*اسمهان
من المؤكد ان للتاريخ جاذبيته لدى الكثيرين. كصانع لاسماء معينة في كل
مرحلة من مراحله ارتبطت به وارتبط بها، وبحسب اهمية المرحلة دون التوقف
عند صنوف الاشخاص اذا ما كانوا من العلماء أو السياسيين أو الاجتماعيين..
الخ، وصولا الى الفنانين.
العام الماضي كان التاريخ حاضرا في عمل درامي
هو «الملك فاروق»، وقد اخذ حيزا كبيرا من الجدل والنقاش ما بين مؤيد
ومعارض للسيرة الذاتية لهذا الملك. وتحديدا بسبب ارتباط حياته وحكمه
بمبررات قيام ثورة يوليو من عام 1952 في مصر.
وبغض النظر عن صحة احداث
المسلسل من عدمها، فإنه حظي بنسبة مشاهدة عالية، حتى من قبل من لا يعرفون
من هو الملك فاروق بعد ما يربو على خمس وخمسين سنة من ازالة الحكم الملكي
في مصر، وقد نجح المسلسل في ذلك لان الكثيرين تابعوه كعمل درامي تم تنفيذه
بشكل فني جيد وجذاب في غالبية عناصره، ومن المؤكد ان الممثل تيم الحسن كان
على رأسها.
أسمهان في أحد مقاهي باريس
هذا العام، نجح مسلسل
«اسمهان» مع سولاف فواخرجي في ان يكون في مقدمة الاعمال الدرامية التي
عرضت في رمضان، فاستقطب نسبة مشاهدة عالية، واثار من ناحية اخرى الكثير من
الجدل بين الكتاب والنقاد من جهة، ومن قبل آل الاطرش من جهة ثانية. وتجدر
الاشارة الى ان سيرة اسمهان الذاتية وحياتها الصاخبة والغامضة، وبخاصة
حادثة وفاتها كانت دائما محل اهتمام ورغبة في تحويلها الى عمل درامي. فذات
يوم من عام 1984 وفي احد مقاهي العاصمة الفرنسية باريس، كان كاتب هذه
السطور مع مجموعة من السينمائيين والنقاد العرب المشاركين في مهرجان
الفيلم العربي، ومن بينهم المخرج السوري المقيم في فرنسا عمر اميرالاي
الذي راح يتحدث بحماس عن مشروع فيلمه عن حياة اسمهان، والمشاكل والعقبات
التي تعترضه من قبل آل الاطرش وتحديدا من فؤاد الاطرش، وظل عمر اميرالاي
يحاول باصرار في ما بعد تحقيق مشروعه لكنه اصطدم بجدار الرفض والممانعة،
وصولا الى اليأس من تحقيق حلمه فترك المشروع ونسيه ليلتقط زميله المخرج
نبيل المالح الخيط ويشده الى ناحيته معلنا عن مشروع فيلم عن اسمهان تحت
عنوان «اسطورة امرأة» وكان ذلك قبل سنوات قليلة.
ومن الواضح ان مشروع
الفيلم تحول الى مسلسل تلفزيوني هو الذي شاهدناه في رمضان، وقد ظهر ببناء
ولغة ومفردات سينمائية تؤكد رؤية وبصمات نبيل المالح المنتقلة من مشروع
الفيلم الى تنفيذ المسلسل، وقد حمل اسمه ككاتب للسيناريو والحوار، مع
ملاحظة ذكر اسم بسيوني عثمان ككاتب للحوار ايضا، وقد التبس الامر على
الكثيرين، فمهمة بسيوني عثمان الذي رحل عن الدنيا قبل اسبوعين كانت تتعلق
بالحوار ومفردات التعبير باللهجة المصرية على ألسنة ابطال المسلسل، اي
تمصير الحوار.
نادية لطفي.. أسمهان
الآن وبعد ان صارت اسمهان
مسلسلا يحمل اسمها، وصارت سولاف فواخرجي «اسمهان»، تجدر الاشارة الى ان
سيرتها الذاتية كانت قبل حوالي 25 سنة ايضا مشروع فيلم سينمائي للسيناريست
احمد صالح.. الذي حمل مشروعه وتوجه به الى نادية لطفي التي تحمست كثيرا
للمشروع، وللقيام بدور اسمهان في الفيلم، بل ومن شدة اعجابها وحماسها طلبت
ان تقوم هي بانتاجه. واعطت احمد صالح اشارة البدء لتنفيذ الفيلم فكان عليه
ان يحصل على موافقة فؤاد الاطرش الذي رفض باصرار تحويل قصة حياة شقيقته
الى عمل فني ولربما كانت له شروط ومطالب حالت في النهاية دون تحقيق حلم
نادية لطفي في ان تكون اسمهان سينمائيا.
33 أغنية فقط
اسمهان
كمطربة، صنعت مجدها في ست سنوات امتدت من عام 1938 الى 1944 قدمت خلالها
33 اغنية فقط، لعل اشهرها تلك التي غنتها في فيلمها الاول «انتصار الشباب»
مع شقيقها فريد الاطرش، وفيلمها الثاني «غرام وانتقام» مع يوسف وهبي، وهو
الفيلم الذي رحلت عن الدنيا قبل ان تكمل تصوير دورها فيه، ومع ذلك تم عرضه
وحقق نجاحا كبيرا آنذاك بعد ان اضطر يوسف وهبي الى اجراء تعديلات في
سيناريو الفيلم ليتمكن من انجازه بعد موت اسمهان في الحادث الشهير الذي
اودى بحياتها، وهو الحادث الذي لم يجزم احد الى الآن من دبره وخطط له. وقد
تناوله المسلسل بذكاء شديد، وكأنه لغز بوليسي في جريمة غامضة عندما اوحى
وزرع بذور الشك في المتلقي ووزعها على ثلاث جهات قد تكون احداها من تقف
وراء الحادث: الملكة نازلي، زوج اسمهان حسن، والاستخبارات البريطانية، من
دون ان يتهم مباشرة جهة من هذه الجهات.
وبالعودة الى اغنيات اسمهان
الثلاث والثلاثين، التي تتدفق حيوية وجمالا الى يومنا هذا بالحانها،
وبالصوت المخملي المتفرد لاسمهان، نجد ان محمد عبدالوهاب لم يلحن لها
اغنية فردية، لكنه اشركها معه في «قيس وليلى» فقط. وهو لغز غنائي شديد
الغموض لا يعرف احد اسبابه ودواعيه، في ظل الاعجاب الشديد بصوتها الذي عبر
عنه عبدالوهاب آنذاك واختيارها لتشاركه الغناء في «قيس وليلى» من بين
اسماء غنائية متوهجة بينها ام كلثوم وليلى مراد ونجاة علي، كانت تسيطر على
الساحة الغنائية في سنوات بزوغ نجم اسمهان الغنائي.
شجاعة مخرج
مع
قيام بعض الشاشات التلفزية باعادة عرض مسلسل «اسمهان» مباشرة بعد عرضه
الاول في شهر رمضان، فان برامج «التوك شو» تواصل استضافة نجوم المسلسل
وافراد من آل الاطرش، من بينهم كاميليا ابنة اسمهان ليتواصل الجدل ما بين
مؤيد ومعارض ومعجب، ومن يتهم المسلسل بالاساءة الى العائلة وتشويه الحقائق
لكنه يظل في النهاية عملا فنيا شديد الاتقان، وممتع وجذاب الى ابعد حد،
بغض النظر عن صحة احداثه من عدمها، اذا ما نظرنا اليه كعمل فني، لا
كباحثين عن حقيقة اسمهان وتاريخها وسيرتها الذاتية، فهذا الامر يعني
اسرتها بالدرجة الاولى اما نحن كمشاهدين ومتابعين للمسلسل، فتعنينا متعة
المشاهدة والمتابعة، بنجاح اصحاب المسلسل في اجتذابنا اليه، وهو ما سبق
وعشناه في رمضان العام الماضي مع مسلسل «الملك فاروق».
ومع كل هذا
الاتقان الفني في كل مفردات المسلسل، فانه لا بد من الاشادة بشجاعة مخرجه
شوقي الماجري عندما اعترف بخطأ تمرير مشهد قبل مشهد في الحلقة الاخيرة،
معيدا الخطأ الى الارهاق الشديد، وضرورة تسليم الحلقة الاخيرة الى المحطات
الفضائية في الموعد المتفق عليه. مبديا رغبته في اعادة مونتاج بعض المشاهد
في عدد من الحلقات، لانه لم يكن راضيا عنها تحت ضغط الالتزام والاستعجال
في سباقه مع الزمن متوقفا تحديدا عند الحلقة الاخيرة التي شابها الارتباك
وعدم الدقة في التنفيذ.
شوقي الماجري مخرج يستحق التحية، لانه فنان واعٍ محب لعمله ومخلص له، وليس ترزيا أو صنايعيا.. يعني «مش مجرد مخرج والسلام».
*اسمهان
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى