أبو بكر الصديق بن أبي قحافة
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أبو بكر الصديق بن أبي قحافة
اسمه ونسبه
عبد الله بن (أبي قحافة): عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي. اسم أمه: سلمى أم الخير.
كنيته ولقبه
أبو بكر الصديق، لقب بذلك لأنه صدق النبيَّ صلى الله عليه وسلم عندما كذَّبه الكفار في خبر الإسراء والمعراج. وفي ذلك يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم : "إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدق. وواساني بنفسه وماله". (رواه البخاري
تاريخ مولده
وُلد سنة 51 قبل الهجرة، الموافق له: 573م.
أسرته : زوجاته
تزوج في الجاهلية أم رومان. وتزوج في الإسلام أسماء بنت عميس، وحبيبة.
أولاده
كان له من الولد ستة: ثلاثة بنين، وهم: عبد الله، عبد الرحمن، ومحمد. وثلاث بنات، وهن: أسماء، عائشة، وأم كلثوم.
إسلامه
آمن الصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم باكراً جداً، وبمجرد أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو إلى توحيد الله بالعبادة وترك الشرك ومنافاة الأصنام، والالتزام بمنهج القرآن، حتى سارع أبو بكر إلى الإيمان بهذه الفضائل العظيمة، لأنه عرف الصدق في وجه النبي صلى الله عليه وسلم. الذي لم يُحفظ عنه أنه كذب كذبة قط. لا كذبة أول نيسان ولا غيرها! وفي ذلك يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا وكانت منه عنده كبوة ونظر وتردد، إلا ما كان من أبي بكر، ما عَتَم عنه حين ذكرته، وما تردد). (سيرة ابن هشام).
فضائله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أمن الناس عليَّ في صحبتي وماله: أبو بكر. ولو كنت متخذا من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته".
سألت امرأةٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فأمرها أن ترجع إليه. فقالت: يا رسول الله أرأيتَ إن جئت فلم أجدك؟ قال: "فإن لم تجديني فأتي أبا بكر". سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة". فقيل: من الرجال؟ قال: "أبوها". قيل: ثم من؟ قال: "عمر".
خلافته
دامت خلافته الراشدة خمسة وعشرون شهراً، أي: سنتين وشهراً واحداً.
أعماله (إنجازاته)
· تصدَّق بجميع ماله في تجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك، حتى قال فيه عمر: (لا أسبقه في شيء أبداً).
· قاتل أهل الردة وحارب مانعي الزكاة حتى حفظ الله به بيضة الإسلام.
· جمع القرآن الجمع الأول وهو الجمع المكاني بعد أن استفحش القتل في القراء فخاف على ضياعه من الصدور بفقد حفاظه.
· فتح البحرين واليمن وعمان والعراق.
· عهده بالخلافة إلى عمر: لشدة حرصه على المسلمين واهتمامه بشؤونهم أنه كان مريضاً فلم يمنعه مرضه من حمل همِ أمرهم فيمن يخلفه عليهم، فخرج للمسجد وقال للمسلمين: أترضون بمن أستخلف بعدي؟ فقال: إني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا.
فجعل يخاطب نفسه ويقول: (اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة، فعملت فيهم بما أنت أعلم به، واجتهدت لهم رأياً، فولَّيت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم، وأحرصهم على ما أرشدهم، ولم أرد محابة عمر. أصلِح اللهم واليهم، واجعله من خلفائك الراشدين).
إلى الرفيق الأعلى
أُصيب بوعكة صحية ناتجة عن كونه اغتسل في يوم بارد فأصابته حمى كانت سبباً في وفاته. توفي رضي الله عنه مساء الإثنين الثامن من جمادى الآخرة للعام الثالث عشر من الهجرة، الموافق له: 634م.
من أقواله الخالدة
(أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت).
(أيها الناس إني قد وُليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني. الصدق أمانة، والكذب خيانة. والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه. والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قومٌ إلا ضربهم الله بالذل... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم).
عبد الله بن (أبي قحافة): عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي. اسم أمه: سلمى أم الخير.
كنيته ولقبه
أبو بكر الصديق، لقب بذلك لأنه صدق النبيَّ صلى الله عليه وسلم عندما كذَّبه الكفار في خبر الإسراء والمعراج. وفي ذلك يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم : "إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدق. وواساني بنفسه وماله". (رواه البخاري
تاريخ مولده
وُلد سنة 51 قبل الهجرة، الموافق له: 573م.
أسرته : زوجاته
تزوج في الجاهلية أم رومان. وتزوج في الإسلام أسماء بنت عميس، وحبيبة.
أولاده
كان له من الولد ستة: ثلاثة بنين، وهم: عبد الله، عبد الرحمن، ومحمد. وثلاث بنات، وهن: أسماء، عائشة، وأم كلثوم.
إسلامه
آمن الصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم باكراً جداً، وبمجرد أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو إلى توحيد الله بالعبادة وترك الشرك ومنافاة الأصنام، والالتزام بمنهج القرآن، حتى سارع أبو بكر إلى الإيمان بهذه الفضائل العظيمة، لأنه عرف الصدق في وجه النبي صلى الله عليه وسلم. الذي لم يُحفظ عنه أنه كذب كذبة قط. لا كذبة أول نيسان ولا غيرها! وفي ذلك يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا وكانت منه عنده كبوة ونظر وتردد، إلا ما كان من أبي بكر، ما عَتَم عنه حين ذكرته، وما تردد). (سيرة ابن هشام).
فضائله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أمن الناس عليَّ في صحبتي وماله: أبو بكر. ولو كنت متخذا من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته".
سألت امرأةٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فأمرها أن ترجع إليه. فقالت: يا رسول الله أرأيتَ إن جئت فلم أجدك؟ قال: "فإن لم تجديني فأتي أبا بكر". سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة". فقيل: من الرجال؟ قال: "أبوها". قيل: ثم من؟ قال: "عمر".
خلافته
دامت خلافته الراشدة خمسة وعشرون شهراً، أي: سنتين وشهراً واحداً.
أعماله (إنجازاته)
· تصدَّق بجميع ماله في تجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك، حتى قال فيه عمر: (لا أسبقه في شيء أبداً).
· قاتل أهل الردة وحارب مانعي الزكاة حتى حفظ الله به بيضة الإسلام.
· جمع القرآن الجمع الأول وهو الجمع المكاني بعد أن استفحش القتل في القراء فخاف على ضياعه من الصدور بفقد حفاظه.
· فتح البحرين واليمن وعمان والعراق.
· عهده بالخلافة إلى عمر: لشدة حرصه على المسلمين واهتمامه بشؤونهم أنه كان مريضاً فلم يمنعه مرضه من حمل همِ أمرهم فيمن يخلفه عليهم، فخرج للمسجد وقال للمسلمين: أترضون بمن أستخلف بعدي؟ فقال: إني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا.
فجعل يخاطب نفسه ويقول: (اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة، فعملت فيهم بما أنت أعلم به، واجتهدت لهم رأياً، فولَّيت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم، وأحرصهم على ما أرشدهم، ولم أرد محابة عمر. أصلِح اللهم واليهم، واجعله من خلفائك الراشدين).
إلى الرفيق الأعلى
أُصيب بوعكة صحية ناتجة عن كونه اغتسل في يوم بارد فأصابته حمى كانت سبباً في وفاته. توفي رضي الله عنه مساء الإثنين الثامن من جمادى الآخرة للعام الثالث عشر من الهجرة، الموافق له: 634م.
من أقواله الخالدة
(أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت).
(أيها الناس إني قد وُليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني. الصدق أمانة، والكذب خيانة. والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه. والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قومٌ إلا ضربهم الله بالذل... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم).
رد: أبو بكر الصديق بن أبي قحافة
اعود بالله من الشيطان الرجيم
ولاالله الا الله وحده لاشريك له. هو الاول وهو الاخر وهو على كل شيء قدير .
ولاالله الا الله وحده لاشريك له. هو الاول وهو الاخر وهو على كل شيء قدير .
صدورعبد العظيم- عدد الرسائل : 317
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
رجال حول الرسول "صلى الله عليه وسلم" بقلم: د. محمد سيد طنطاوي
إذا كان من حق سيدنا رسول الله "صلي الله
عليه وسلم" علينا. أن نتأسي به. وأن نقرأ سيرته. وأن نعمل بشريعته. فإن من
حق أصحابه "رضي الله عنهم" علينا. أن نعرف تاريخهم. وأن نتشبه بهم في
مكارم أخلاقهم. فهم الذين مدحهم الله - تعالي - في كثير من آياته. ومن ذلك
قوله - تعالي "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم
بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين
فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" "التوبة: 100"
وفي الحديث الشريف يقول سيدنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
وحديثنا اليوم عن صحابي جليل هو أول من آمن بالرسول "صلي الله عليه
وسلم" من الرجال. وهو أول العشرة الذين بشرهم رسول الله "صلي الله عليه
وسلم" بالجنة. وهو أول خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول "صلي الله عليه
وسلم" وهو أول من أخرج أمواله كلها من أجل إعلاء كلمة الله - تعالي..
ولقد كان الصديق "رضي الله عنه" إنسانا فتح الله بصيرته علي الخير
والحق. فلم يعرف عنه أنه شرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام. وعندما
سئل عن ذلك قال: أنا إنسان أصون عرضي وشارب الخمر لا يصون عرضه.
كما أنه "رضي الله عنه" لم يعرف عنه أنه عظم تلك الأصنام التي كان
يعبدها غيره من المشركين بل الذي عرف عنه أنه كان يحتقر الأصنام ويستخف
بها وبعابديها. ومن الأدلة علي ذلك أن أباه أدخله وهو صبي علي حجرة
الأصنام. وقال له: يا بني هذه هي آلهتك فتقرب إليها ثم تركه وانصرف.
فما كان من أبي بكر "رضي الله عنه" إلا أن قال لكبير الأصنام
باستهزاء وسخرية: أيها الرب إني جائع فأطعمني!! أيها الرب إني عطشان
فاسقني!! أيها الرب إني مريض فاشفني وحين لم يجد جوابا منه تناول حجرا
وضربه به علي وجهه وقال له: تبا لك من إله حقير. ثم تركه وانصرف..
ومما يدل علي صفاء نفس الصديق "رضي الله عنه" وعلي سلامة قلبه. وعلي
سداد تفكيره أنه كان قبل إسلامه يحب النبي "صلي الله عليه وسلم" ويعظم فيه
أخلاقه. ويرتاح إلي مجالسته ومصاحبته. فلما بلغه أن النبي "صلي الله عليه
وسلم" قد أتي الناس بدين جديد يدعوهم فيه إلي إخلاص العبادة لله - تعالي
وإلي التحلي بمكارم الأخلاق فما كان منه إلا أن أقبل مسرعاً إلي بيت النبي
"صلي الله عليه وسلم" وصرق بابه فلما خرج "صلي الله عليه وسلم" إليه. قال
له: ما الذي بلغني عنك يا أبا القاسم؟ فقال له "صلي الله عليه وسلم" وماذا
بلغك عني يا أبا بكر؟ قال بلغني أنك جئت الناس بدين جديد؟ فقال له النبي
"صلي الله عليه وسلم" نعم يا أبا بكر لقد أرسلني الله - تعالي - إلي الناس
لكي آمرهم بإخلاص العبادة له. وأنهاهم عن عبادة غيره.
وهنا قال له أبو بكر دون تردد: يارسول الله امدد يدك لكي أبايعك علي
ما جئت به أشهد أن لا إله إلا الله. وأنك رسول الله. ولذا قال الرسول "صلي
الله عليه وسلم" في شأنه: "ما دعوت أحداً إلي الإسلام إلا كانت له كبوة -
أي: إلا وتردد في الدخول في الإسلام - إلا ما كان من أبي بكر".
ومن صفات الصديق "رضي الله عنه" أنه كان سباقا إلي كل ما يرضي خالقه
- عزوجل - وإلي ما يحبه رسوله "صلي الله عليه وسلم" وما دعا الرسول "صلي
الله عليه وسلم" إلي شئ إلا وكان الصديق أول من يقول: لبيك يارسول الله.
لقد قال الرسول "صلي الله عليه وسلم" يوما لأصحابه بعد أن صلي بهم
صلاة الفجر: أيكم أصبح اليوم صائماً؟ فسكتوا جميعا. ولكن أبا بكر قال
يارسول الله: تذكرت الصيام من الليل فأصبحت صائما!!
فقال الرسول "صلي الله عليه وسلم": وأيكم تصدق اليوم بصدقة: ؟ فسكتوا
جميعا. قال الصديق في حياء وتواضع: يارسول الله رأيت بباب المسجد سائلا.
وكان مع ابني بعض الطعام فأخذته منه وأعطيته لذلك السائل!!
فقال الرسول "صلي الله عليه وسلم" للمرة الثالثة: وأيكم زار اليوم
مريضاً؟ فسكتوا جميعا. ولكن الصديق "رضي الله عنه" قال في خجل وتواضع:
يارسول الله تذكرت أن أخي عبد الرحمن بن عوف كان مريضا. فزرته قبل أن آتي
إلي المسجد لأداء صلاة الفجر.
وهنا تهلل وجه الرسول "صلي الله عليه وسلم" وقال للصديق ثلاث مرات: يا أبا بكر أنت السابق بالخيرات.
ومن مناقبة "رضي الله عنه" أنه كان يتحري الحلال في مأكله وفي مشربه
وفي جميع أحواله. وكان لا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا إلا إذا عرف مصدره
واطمأن إلي حله. وفي يوم من الأيام جاءه خادمه بطعام. وكان الصديق قد اشتد
به الجوع. فأكل من الطعام دون أن يسأل خادمه من أين أتيت بهذا الطعام وكان
من عادته أن يسأله قبل أن يأكل.
فقال له خادمه بعد أن أكل: ياسيدي من عادتك أن تسألني عن مصدر الطعام
وفي هذه المرة لم تسأل؟ فقال له الصديق: لقد أنساني الجوع ذلك ثم قال له
باضطراب وفزع: من أين أتيت بهذا الطعام ياغلام؟ فقال: كنت قد تكهنت بكهانة
في الجاهلية لقوم. وعند مجيئي إليك قابلتهم ومعهم بعض الأطعمة فأعطوني
منها هذا الطعام الذي قدمته إليك!!
وهنا أخذ الصديق يتقايأ ما أكله من طعام. وعندما قيل له أتفعل كل ذلك من أجل هذه اللقيمات؟.
قال: لقد سمعت النبي "صلي الله عليه وسلم" يقول: "كل لحم نبت من حرام فالنار أولي به" وأنا أخاف أن ينبت شئ من جسدي من هذا الطعام.
عليه وسلم" علينا. أن نتأسي به. وأن نقرأ سيرته. وأن نعمل بشريعته. فإن من
حق أصحابه "رضي الله عنهم" علينا. أن نعرف تاريخهم. وأن نتشبه بهم في
مكارم أخلاقهم. فهم الذين مدحهم الله - تعالي - في كثير من آياته. ومن ذلك
قوله - تعالي "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم
بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين
فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" "التوبة: 100"
وفي الحديث الشريف يقول سيدنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
وحديثنا اليوم عن صحابي جليل هو أول من آمن بالرسول "صلي الله عليه
وسلم" من الرجال. وهو أول العشرة الذين بشرهم رسول الله "صلي الله عليه
وسلم" بالجنة. وهو أول خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول "صلي الله عليه
وسلم" وهو أول من أخرج أمواله كلها من أجل إعلاء كلمة الله - تعالي..
ولقد كان الصديق "رضي الله عنه" إنسانا فتح الله بصيرته علي الخير
والحق. فلم يعرف عنه أنه شرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام. وعندما
سئل عن ذلك قال: أنا إنسان أصون عرضي وشارب الخمر لا يصون عرضه.
كما أنه "رضي الله عنه" لم يعرف عنه أنه عظم تلك الأصنام التي كان
يعبدها غيره من المشركين بل الذي عرف عنه أنه كان يحتقر الأصنام ويستخف
بها وبعابديها. ومن الأدلة علي ذلك أن أباه أدخله وهو صبي علي حجرة
الأصنام. وقال له: يا بني هذه هي آلهتك فتقرب إليها ثم تركه وانصرف.
فما كان من أبي بكر "رضي الله عنه" إلا أن قال لكبير الأصنام
باستهزاء وسخرية: أيها الرب إني جائع فأطعمني!! أيها الرب إني عطشان
فاسقني!! أيها الرب إني مريض فاشفني وحين لم يجد جوابا منه تناول حجرا
وضربه به علي وجهه وقال له: تبا لك من إله حقير. ثم تركه وانصرف..
ومما يدل علي صفاء نفس الصديق "رضي الله عنه" وعلي سلامة قلبه. وعلي
سداد تفكيره أنه كان قبل إسلامه يحب النبي "صلي الله عليه وسلم" ويعظم فيه
أخلاقه. ويرتاح إلي مجالسته ومصاحبته. فلما بلغه أن النبي "صلي الله عليه
وسلم" قد أتي الناس بدين جديد يدعوهم فيه إلي إخلاص العبادة لله - تعالي
وإلي التحلي بمكارم الأخلاق فما كان منه إلا أن أقبل مسرعاً إلي بيت النبي
"صلي الله عليه وسلم" وصرق بابه فلما خرج "صلي الله عليه وسلم" إليه. قال
له: ما الذي بلغني عنك يا أبا القاسم؟ فقال له "صلي الله عليه وسلم" وماذا
بلغك عني يا أبا بكر؟ قال بلغني أنك جئت الناس بدين جديد؟ فقال له النبي
"صلي الله عليه وسلم" نعم يا أبا بكر لقد أرسلني الله - تعالي - إلي الناس
لكي آمرهم بإخلاص العبادة له. وأنهاهم عن عبادة غيره.
وهنا قال له أبو بكر دون تردد: يارسول الله امدد يدك لكي أبايعك علي
ما جئت به أشهد أن لا إله إلا الله. وأنك رسول الله. ولذا قال الرسول "صلي
الله عليه وسلم" في شأنه: "ما دعوت أحداً إلي الإسلام إلا كانت له كبوة -
أي: إلا وتردد في الدخول في الإسلام - إلا ما كان من أبي بكر".
ومن صفات الصديق "رضي الله عنه" أنه كان سباقا إلي كل ما يرضي خالقه
- عزوجل - وإلي ما يحبه رسوله "صلي الله عليه وسلم" وما دعا الرسول "صلي
الله عليه وسلم" إلي شئ إلا وكان الصديق أول من يقول: لبيك يارسول الله.
لقد قال الرسول "صلي الله عليه وسلم" يوما لأصحابه بعد أن صلي بهم
صلاة الفجر: أيكم أصبح اليوم صائماً؟ فسكتوا جميعا. ولكن أبا بكر قال
يارسول الله: تذكرت الصيام من الليل فأصبحت صائما!!
فقال الرسول "صلي الله عليه وسلم": وأيكم تصدق اليوم بصدقة: ؟ فسكتوا
جميعا. قال الصديق في حياء وتواضع: يارسول الله رأيت بباب المسجد سائلا.
وكان مع ابني بعض الطعام فأخذته منه وأعطيته لذلك السائل!!
فقال الرسول "صلي الله عليه وسلم" للمرة الثالثة: وأيكم زار اليوم
مريضاً؟ فسكتوا جميعا. ولكن الصديق "رضي الله عنه" قال في خجل وتواضع:
يارسول الله تذكرت أن أخي عبد الرحمن بن عوف كان مريضا. فزرته قبل أن آتي
إلي المسجد لأداء صلاة الفجر.
وهنا تهلل وجه الرسول "صلي الله عليه وسلم" وقال للصديق ثلاث مرات: يا أبا بكر أنت السابق بالخيرات.
ومن مناقبة "رضي الله عنه" أنه كان يتحري الحلال في مأكله وفي مشربه
وفي جميع أحواله. وكان لا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا إلا إذا عرف مصدره
واطمأن إلي حله. وفي يوم من الأيام جاءه خادمه بطعام. وكان الصديق قد اشتد
به الجوع. فأكل من الطعام دون أن يسأل خادمه من أين أتيت بهذا الطعام وكان
من عادته أن يسأله قبل أن يأكل.
فقال له خادمه بعد أن أكل: ياسيدي من عادتك أن تسألني عن مصدر الطعام
وفي هذه المرة لم تسأل؟ فقال له الصديق: لقد أنساني الجوع ذلك ثم قال له
باضطراب وفزع: من أين أتيت بهذا الطعام ياغلام؟ فقال: كنت قد تكهنت بكهانة
في الجاهلية لقوم. وعند مجيئي إليك قابلتهم ومعهم بعض الأطعمة فأعطوني
منها هذا الطعام الذي قدمته إليك!!
وهنا أخذ الصديق يتقايأ ما أكله من طعام. وعندما قيل له أتفعل كل ذلك من أجل هذه اللقيمات؟.
قال: لقد سمعت النبي "صلي الله عليه وسلم" يقول: "كل لحم نبت من حرام فالنار أولي به" وأنا أخاف أن ينبت شئ من جسدي من هذا الطعام.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
ابن رشد- عدد الرسائل : 583
العمر : 58
Localisation : وزان
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
مواضيع مماثلة
» الصديق..
» اسماء بنت ابي بكر الصديق
» عائشة بنت أبي بكر الصديق
» عيد ميلاد الصديق تاشت (37)
» ذكرى ميلاد الصديق -elbouari_tetouan-20
» اسماء بنت ابي بكر الصديق
» عائشة بنت أبي بكر الصديق
» عيد ميلاد الصديق تاشت (37)
» ذكرى ميلاد الصديق -elbouari_tetouan-20
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى