أم هاشم..زينب بنت علي بن ابي طالب
صفحة 1 من اصل 1
أم هاشم..زينب بنت علي بن ابي طالب
نسبها: جمعت السيدة زينب رضي الله عنها بين الحسب والنسب والشرف والعلم والفضل والهدي والتقي.
جدها لأمها: الحبيب المصطفي محمد بن عبدالله "صلي الله عليه وسلم".
أبوها: الإمام علي كرم الله وجهه وأبوالسبطين الحسن والحسين.
أمها: السيدة البتول بنت أبيها فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
أخواها: السبطان الحسن والحسين رضي الله عنهما.
لقبها: لقبت السيدة زينب الطاهرة. بأم هاشم فهي سليلة بني هاشم.
ضربت السيدة زينب للأمة الإسلامية المثل الأعلي في الصدق والصبر
والشجاعة والكفاح والجهاد والبر والطهر والنزاهة والأمانة ونصرة الإسلام.
اختارت أرض مصر لتكون دارها في حياتها وروضتها بعد وفاتها. فأحبت مصر.
ومصر والمصريون أحبوها حباً جماً كما أحبوا آل بيت النبي صلي الله عليه
وسلم لأن من أحب آل البيت النبوي أحبه الله. ومن عاداهم عاداه الله تعالي.
وأن الله شرف آل البيت بأن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
فمن حق آل البيت علي المؤمنين أن يحبوهم لقرابتهم للنبي صلي الله
عليه وسلم والذي قال: "والذي نفسي بيده لا يدخل الإيمان قلب امريء حتي
يحبكم الله ولقرابتي".
والسيدة زينب مصباح الهداية التي انبعثت من مشكاة النبوة. إلي أرض
مصر لتكسبها طهراً ونوراً وديناً وبركة. تجعلها مشرق أنوار البلدان
الإسلامية ومركز إشعاع ديني وعلمي لجميع الأقطار والأمصار.
فالسيدة زينب نور من نور وطهر من طهر. فهي إشراقات بيت النبوة.
فالسيدة الطاهرة ولدت بالمدينة المنورة عام خمس هجرية. وكان أروع ما
كانت تسمعه في صغرها. صوت جدها صلي الله عليه وسلم وهو يمر ساعة السحر
ببيت أبيها وأمها. فينادي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "الصلاة ياأهل
البيت إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً".
وكانت السيدة زينب رضي الله عنها تشاهد أباها الإمام علي كرم الله
وجهه يسعي من أجل لقمة العيش وكان دائماً يعد سلاحه وسيوفه ورماحه لإعلاء
كلمة الله فيكون مستعداً لتلبية النداء كلما سمعه.
في بيت جدها: كانت السيدة زينب تسمع دائماً في بيت جدها محمد صلي
الله عليه وسلم أحاديث عن الوحي ونزوله بالقرآن علي النبي صلي الله عليه
وسلم وتلقي الرسول "صلي الله عليه وسلم له. والحديث عن الإسلام. وانتصاره
وانتشاره مما أدي إلي فهمها لكثير من حقائق الإسلام. ومعاني القرآن. حتي
استطاعت أن تخرج من حياة جدها بعقلية إسلامية واعية.
وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم : وقد شعرت السيدة زينب علي حداثة
سنها. بفداحة الخطب بانتقال الرسول صلي الله عليه وسلم إلي الرفيق الأعلي.
فتعلقت بأمها الزهراء تتابع تهجدها وتعبدها وتركع معها وتسجد معها حتي
انتقلت السيدة الزهراء إلي جوار ربها. فرعاها أبوها الإمام علي بن أبي
طالب وعطف عليها أخواها الحسن والحسين.
ألقاب السيدة زينب: لقبت السيدة زينب بأم هاشم وأم العواجز وصاحبة
الشوري. ورئيسة الديوان وصاحبة الشوري للبيت العلوي. ولقبت برئيسة ديوان
مصر للوالي مسلمة ابن مخلد الأنصاري.
وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إنما أنا
بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب. وقد تركت فيكم الثقلين. ثم قال وعترتي
"أهل بيتي" أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي".. فقالوا من
أهل بيته يازيد؟ فقال: "هم الذين يحرم عليهم الأخذ من الصدقات هم آل علي
وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس".
أصول ومشارق أنوارها رضي الله عنها: إن أهل أصول السيدة زينب رضي
الله عنها ومشارق أنوارها هو جدها الأعلي لأمها. رافع علم الحق. وحامل
لواء التوحيد ومشرق أنوار الهدي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وهو الذي
سماها زينب علي اسم زينب ابنته رضي الله عنها.
علم السيدة زينب
قال صلي الله عليه وسلم : "إنما الفقه بالتفقه وإنما العلم بالتعلم
ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. وإنما يخشي الله من عباده
العلماء".
وقد تزودت السيدة الفاضلة زينب بقدر كبير من العلم الذي زانها ورفع
من قدرها وجعلها درة بني هاشم. واغترفت السيدة زينب من بحار علم أبيها
عليَّ والتي كانت فيضاً من بحار علم جدها فقال صلي الله عليه وسلم: "أنا
مدينة العلم وعليُّ بابها".
وكانت السيدة الطاهرة عميقة الفهم في كلام الله وكلام رسوله صلي الله
عليه وسلم وكلام العرب. فكانت تشارك أخويها في بحوثهما عن بيان معاني
أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد شرحت لهم حديث "الحلال بيِّن
والحرام بيِّن. وبينهما أمور مشتبهات". فقالت لهن. ومن كجدي النبي العربي
الهاشمي القرشي الذي اصطفاه الله تعالي واختاره ليبين للناس طريق الخير
وطريق الشر؟.
ثم قالت: أما الحلال فهو ما أحله الله تعالي في القرآن الكريم وبينه
الرسول صلي الله عليه وسلم في سنته كحل الشراء والبيع وإقامة الصلاة في
أوقاتها والزكاة والصوم وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً. وترك الكذب
والنفاق والخيانة.
أما الحرام: فهو ما حرمه الله في القرآن وهو علي النقيض من الحلال.
أما المشتبه فهو الشيء الذي ليس بالحلال ولا بالحرام. وعلي المؤمن أن يؤدي
ما أوجب الله تعالي عليه ويسير في طريق القرآن ويقتدي بجدي النبي صلي الله
عليه وسلم ويتأسي به ويبتعد عن طريق الشبهات ليصبح دينه صحيحاً نقياً.
وهذا يدل علي سعة الفهم وعمق التفكير وإحاطتها بالحقائق الإسلامية
التي جاء بها الرسول صلي الله عليه وسلم.وقد روي عنها عبدالله بن العباس
وعبدالله بن جعفر زوجها وفاطمة بنت الحسين وغيرهم ممن فازوا بصحبتها
وانتفعوا بعلمها الغزير.
وكان عليّ زين العابدين يقول لها: "يا عمتاه أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة.
حسن مناجاتها لله عز وجل : تعلمت السيدة زينب رضي الله عنها مناجاة
ربها من والديها فلم يكونا ينامان من الليل إلا قليلاً فتعودت بذلك علي
قيام الليل وهي أحب الساعات إلي الله تعالي فكانت تنهض من فراشها حين تنام
العيون وتغمض الجفون. فكانت السيدة زينب من خيرة القائمين لك تعالي
الراكعين والساجدين فكانت رضي الله عنها من الذين يقول الله تعالي فيهم:
"كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون" فكانت تناجي ربها
في نومها ويقظتها وكانت دائمة الاستغفار فكانت قدوة طيبة يهتدي بها
المهتدون. زواجها رضي الله عنها عندما بلغت السيدة زينب سن الزواج طلبها
عبدالله بن جعفر بن أبي طالب من أبيها عليّ بن أبي طالب وكان يحب جعفر فهو
أول سفير وخطيب للنجاشي في الحبشة أسلم هو وقساوسته ولهذا رحب بعبدالله
وأمه أسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب وهو أول مولود في الحبشة
للمهاجرين وأنجب عبدالله من زينب محمد وعون وعلي وأم كلثوم وأم عبدالله.
صدقها وصبرها وشجاعتها:
كانت السيدة الطاهرة صادقة في حديثها وفي إيمانها ولقد مرت بأحداث جسام تجلي فيها صبرها علي البلاء ورضاها بالقضاء والقدر.
فقد حزنت حزناً شديداً عندما انتقل الرسول صلي الله عليه وسلم إلي
الرفيق الأعلي فكانت تشاهد أنين أمها وبكاءها علي فراق أبيها صلي الله
عليه وسلم ثم حزنت علي فقد أمها بعد وفاة الرسول فبكت كثيراً إلي أن أفرغ
الله عليها صبراً. ثم فجعت بمقتل أبيها الإمام عليَّ علي يد الشقي
عبدالرحمن بن ملجم أحد الخوارج.
ثم أصيبت في أخيها الحبيب العطوف عليها كثيراً الإمام الحسن بن عليّ سبط رسول الله صلي الله عليه وسلم .
ثم جاءت الفجيعة ومأساة كربلاء وواجه الحسين بن عليّ رضي الله عنه
جيشاً ضخماً من جيوش أعدائه الأمويين فكانوا أربعة آلاف رجل وكان الحسين
وأهله ورجاله ثمانين رجلاً وقد تخلي عنه الذين بايعوه بالخلافة من أهل
الكوفة وواعدوه أن يؤازروه ويناصروه ويقفوا إلي جانبه فلم يصدقوا الوعد
ولم يوفوا بالعهد خوفاً وجبناً من عبيد الله بن زياد سيف بني أمية البتار
وفي النهاية استشهد أخوها الحسين بن عليّ أحب الناس إلي نفسها.
ولقد صبرت علي ما أصابها من سوء معاملة الأمويين لها ولا سيما يزيد
بن معاوية الذي شمت في مقتل الحسين مع العلم أنه قَبَّح شمر بن ذي الجوشن
قاتل الحسين. ولكنه تنفس الصعداء بمقتل الحسين لأنه كان يطالب بحقه
المغصوب في الخلافة.
بعد مقتل الحسين أُركبت السيدة الطاهرة وسكينة وفاطمة وعلي زين
العابدين إلي ابن زياد في الكوفة فأظهر شماتته بأهل بيت النبوة ثم أرسلوا
إلي دمشق حيث الخليفة يزيد بن معاوية فواجهوا غطرسته ورجاله ثم أرجعهم
يزيد مع النعمان بن بشير إلي المدينة.
بقلم:د.إصلاح عبدالحميد ريحان
دكتوراة في التاريخ الإسلامي
جدها لأمها: الحبيب المصطفي محمد بن عبدالله "صلي الله عليه وسلم".
أبوها: الإمام علي كرم الله وجهه وأبوالسبطين الحسن والحسين.
أمها: السيدة البتول بنت أبيها فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
أخواها: السبطان الحسن والحسين رضي الله عنهما.
لقبها: لقبت السيدة زينب الطاهرة. بأم هاشم فهي سليلة بني هاشم.
ضربت السيدة زينب للأمة الإسلامية المثل الأعلي في الصدق والصبر
والشجاعة والكفاح والجهاد والبر والطهر والنزاهة والأمانة ونصرة الإسلام.
اختارت أرض مصر لتكون دارها في حياتها وروضتها بعد وفاتها. فأحبت مصر.
ومصر والمصريون أحبوها حباً جماً كما أحبوا آل بيت النبي صلي الله عليه
وسلم لأن من أحب آل البيت النبوي أحبه الله. ومن عاداهم عاداه الله تعالي.
وأن الله شرف آل البيت بأن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
فمن حق آل البيت علي المؤمنين أن يحبوهم لقرابتهم للنبي صلي الله
عليه وسلم والذي قال: "والذي نفسي بيده لا يدخل الإيمان قلب امريء حتي
يحبكم الله ولقرابتي".
والسيدة زينب مصباح الهداية التي انبعثت من مشكاة النبوة. إلي أرض
مصر لتكسبها طهراً ونوراً وديناً وبركة. تجعلها مشرق أنوار البلدان
الإسلامية ومركز إشعاع ديني وعلمي لجميع الأقطار والأمصار.
فالسيدة زينب نور من نور وطهر من طهر. فهي إشراقات بيت النبوة.
فالسيدة الطاهرة ولدت بالمدينة المنورة عام خمس هجرية. وكان أروع ما
كانت تسمعه في صغرها. صوت جدها صلي الله عليه وسلم وهو يمر ساعة السحر
ببيت أبيها وأمها. فينادي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "الصلاة ياأهل
البيت إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً".
وكانت السيدة زينب رضي الله عنها تشاهد أباها الإمام علي كرم الله
وجهه يسعي من أجل لقمة العيش وكان دائماً يعد سلاحه وسيوفه ورماحه لإعلاء
كلمة الله فيكون مستعداً لتلبية النداء كلما سمعه.
في بيت جدها: كانت السيدة زينب تسمع دائماً في بيت جدها محمد صلي
الله عليه وسلم أحاديث عن الوحي ونزوله بالقرآن علي النبي صلي الله عليه
وسلم وتلقي الرسول "صلي الله عليه وسلم له. والحديث عن الإسلام. وانتصاره
وانتشاره مما أدي إلي فهمها لكثير من حقائق الإسلام. ومعاني القرآن. حتي
استطاعت أن تخرج من حياة جدها بعقلية إسلامية واعية.
وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم : وقد شعرت السيدة زينب علي حداثة
سنها. بفداحة الخطب بانتقال الرسول صلي الله عليه وسلم إلي الرفيق الأعلي.
فتعلقت بأمها الزهراء تتابع تهجدها وتعبدها وتركع معها وتسجد معها حتي
انتقلت السيدة الزهراء إلي جوار ربها. فرعاها أبوها الإمام علي بن أبي
طالب وعطف عليها أخواها الحسن والحسين.
ألقاب السيدة زينب: لقبت السيدة زينب بأم هاشم وأم العواجز وصاحبة
الشوري. ورئيسة الديوان وصاحبة الشوري للبيت العلوي. ولقبت برئيسة ديوان
مصر للوالي مسلمة ابن مخلد الأنصاري.
وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إنما أنا
بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب. وقد تركت فيكم الثقلين. ثم قال وعترتي
"أهل بيتي" أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي".. فقالوا من
أهل بيته يازيد؟ فقال: "هم الذين يحرم عليهم الأخذ من الصدقات هم آل علي
وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس".
أصول ومشارق أنوارها رضي الله عنها: إن أهل أصول السيدة زينب رضي
الله عنها ومشارق أنوارها هو جدها الأعلي لأمها. رافع علم الحق. وحامل
لواء التوحيد ومشرق أنوار الهدي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وهو الذي
سماها زينب علي اسم زينب ابنته رضي الله عنها.
علم السيدة زينب
قال صلي الله عليه وسلم : "إنما الفقه بالتفقه وإنما العلم بالتعلم
ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. وإنما يخشي الله من عباده
العلماء".
وقد تزودت السيدة الفاضلة زينب بقدر كبير من العلم الذي زانها ورفع
من قدرها وجعلها درة بني هاشم. واغترفت السيدة زينب من بحار علم أبيها
عليَّ والتي كانت فيضاً من بحار علم جدها فقال صلي الله عليه وسلم: "أنا
مدينة العلم وعليُّ بابها".
وكانت السيدة الطاهرة عميقة الفهم في كلام الله وكلام رسوله صلي الله
عليه وسلم وكلام العرب. فكانت تشارك أخويها في بحوثهما عن بيان معاني
أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد شرحت لهم حديث "الحلال بيِّن
والحرام بيِّن. وبينهما أمور مشتبهات". فقالت لهن. ومن كجدي النبي العربي
الهاشمي القرشي الذي اصطفاه الله تعالي واختاره ليبين للناس طريق الخير
وطريق الشر؟.
ثم قالت: أما الحلال فهو ما أحله الله تعالي في القرآن الكريم وبينه
الرسول صلي الله عليه وسلم في سنته كحل الشراء والبيع وإقامة الصلاة في
أوقاتها والزكاة والصوم وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً. وترك الكذب
والنفاق والخيانة.
أما الحرام: فهو ما حرمه الله في القرآن وهو علي النقيض من الحلال.
أما المشتبه فهو الشيء الذي ليس بالحلال ولا بالحرام. وعلي المؤمن أن يؤدي
ما أوجب الله تعالي عليه ويسير في طريق القرآن ويقتدي بجدي النبي صلي الله
عليه وسلم ويتأسي به ويبتعد عن طريق الشبهات ليصبح دينه صحيحاً نقياً.
وهذا يدل علي سعة الفهم وعمق التفكير وإحاطتها بالحقائق الإسلامية
التي جاء بها الرسول صلي الله عليه وسلم.وقد روي عنها عبدالله بن العباس
وعبدالله بن جعفر زوجها وفاطمة بنت الحسين وغيرهم ممن فازوا بصحبتها
وانتفعوا بعلمها الغزير.
وكان عليّ زين العابدين يقول لها: "يا عمتاه أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة.
حسن مناجاتها لله عز وجل : تعلمت السيدة زينب رضي الله عنها مناجاة
ربها من والديها فلم يكونا ينامان من الليل إلا قليلاً فتعودت بذلك علي
قيام الليل وهي أحب الساعات إلي الله تعالي فكانت تنهض من فراشها حين تنام
العيون وتغمض الجفون. فكانت السيدة زينب من خيرة القائمين لك تعالي
الراكعين والساجدين فكانت رضي الله عنها من الذين يقول الله تعالي فيهم:
"كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون" فكانت تناجي ربها
في نومها ويقظتها وكانت دائمة الاستغفار فكانت قدوة طيبة يهتدي بها
المهتدون. زواجها رضي الله عنها عندما بلغت السيدة زينب سن الزواج طلبها
عبدالله بن جعفر بن أبي طالب من أبيها عليّ بن أبي طالب وكان يحب جعفر فهو
أول سفير وخطيب للنجاشي في الحبشة أسلم هو وقساوسته ولهذا رحب بعبدالله
وأمه أسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب وهو أول مولود في الحبشة
للمهاجرين وأنجب عبدالله من زينب محمد وعون وعلي وأم كلثوم وأم عبدالله.
صدقها وصبرها وشجاعتها:
كانت السيدة الطاهرة صادقة في حديثها وفي إيمانها ولقد مرت بأحداث جسام تجلي فيها صبرها علي البلاء ورضاها بالقضاء والقدر.
فقد حزنت حزناً شديداً عندما انتقل الرسول صلي الله عليه وسلم إلي
الرفيق الأعلي فكانت تشاهد أنين أمها وبكاءها علي فراق أبيها صلي الله
عليه وسلم ثم حزنت علي فقد أمها بعد وفاة الرسول فبكت كثيراً إلي أن أفرغ
الله عليها صبراً. ثم فجعت بمقتل أبيها الإمام عليَّ علي يد الشقي
عبدالرحمن بن ملجم أحد الخوارج.
ثم أصيبت في أخيها الحبيب العطوف عليها كثيراً الإمام الحسن بن عليّ سبط رسول الله صلي الله عليه وسلم .
ثم جاءت الفجيعة ومأساة كربلاء وواجه الحسين بن عليّ رضي الله عنه
جيشاً ضخماً من جيوش أعدائه الأمويين فكانوا أربعة آلاف رجل وكان الحسين
وأهله ورجاله ثمانين رجلاً وقد تخلي عنه الذين بايعوه بالخلافة من أهل
الكوفة وواعدوه أن يؤازروه ويناصروه ويقفوا إلي جانبه فلم يصدقوا الوعد
ولم يوفوا بالعهد خوفاً وجبناً من عبيد الله بن زياد سيف بني أمية البتار
وفي النهاية استشهد أخوها الحسين بن عليّ أحب الناس إلي نفسها.
ولقد صبرت علي ما أصابها من سوء معاملة الأمويين لها ولا سيما يزيد
بن معاوية الذي شمت في مقتل الحسين مع العلم أنه قَبَّح شمر بن ذي الجوشن
قاتل الحسين. ولكنه تنفس الصعداء بمقتل الحسين لأنه كان يطالب بحقه
المغصوب في الخلافة.
بعد مقتل الحسين أُركبت السيدة الطاهرة وسكينة وفاطمة وعلي زين
العابدين إلي ابن زياد في الكوفة فأظهر شماتته بأهل بيت النبوة ثم أرسلوا
إلي دمشق حيث الخليفة يزيد بن معاوية فواجهوا غطرسته ورجاله ثم أرجعهم
يزيد مع النعمان بن بشير إلي المدينة.
بقلم:د.إصلاح عبدالحميد ريحان
دكتوراة في التاريخ الإسلامي
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: أم هاشم..زينب بنت علي بن ابي طالب
وقفت الطاهرة يوم كربلاء في شجاعة تحمس الجند وتقول لهم: أيها الطيبون
دافعوا عن بنات رسول الله دافعوا عن حرائر أمير المؤمنين وبعد استشهاد
الحسين نظر عبيد الله الطاغية إلي علي زين العابدين وقال له من أنت؟ فقال
له: علي بن الحسين. فقال له الأثيم: ألم يقتل علي بن الحسين؟ فقال له كان
لي أخ يسمي عليّ أيضاً وقد فاز بالشهادة. فأخذ الطاغية يقول كلاماً فيه
شماتة فلم يسكت علي فهمّ الطاغية ابن زياد أن يضرب عنقه. فقامت السيدة
الطاهرة دونه وألقت بنفسها عليه وتقول للطاغية ابن زياد وهل أبقيت أحداً
غير هذا من أبناء رسول الله؟ والله لا تقتلوه حتي تقتلوني معه.. فوجد ابن
زياد نفسه أمام بسالة وجرأة وكف عن جرائمه.
وصول عترة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي دمشق
وصلت العترة الطاهرة إلي قصر الخلافة الأموية بدمشق حيث يزيد بن
معاوية فنظر فاجر من أهل الشام إلي فاطمة بنت الحسين رضي الله عنها وقال
ليزيد أعطني هذه تخدمني!!!؟
فنظرت زينب إلي الرجل شذراً وهي تقول: أبنات رسول الله يا فجرة يؤخذن
سبايا عندكم؟ فقال لها يزيد بن معاوية لو شئت لفعلت فأسمعته كلاماً جريئاً
فلم يكن من يزيد إلا أن انتهر الرجل وزجره زجراً شديداً ثم قالت صدق الله
يا يزيد: "ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأي أن كذبوا بآيات الله وكانوا
بها يستهزئون" فاستحيا منها يزيد وأمر بإرسالهم إلي المدينة المنورة.
أهل العراق
أما أهل العراق فقد لزمهم الغم وملأت قلوبهم الحسرة والندم لأجيال
متعددة لعدم نصرة الحسين بن علي عندما جاءهم ولايزال أثر ذلك إلي اليوم.
وصول السيدة زينب إلي المدينة
وصلت السيدة الطاهرة زينب ومعها أولاد الحسين بصحبة النعمان بن البشر
وما أن وصلت إلي المدينة حتي هاجت الشجون ودمعت العيون واشتد الحزن لما
وقع للحسين علي يد الطغاة والبغاة الذين لا يخافون الله ولا رسوله صلي
الله عليه وسلم وشملت الأحزان مدينة الرسول صلي الله عليه وسلم وبلغ الغضب
ذروته لما كانت تحكيه السيدة زينب من بغي وظلم الباغين وزاد السخط العام
فخاف ولاة يزيد علي المدينة وأبلغوا يزيد بن معاوية بالأحداث في المدينة
فأمر بأن تخرج السيدة الطاهرة من المدينة المنورة ولا تذهب إلي مكة
المكرمة وعليها أن تختار لها مكاناً آخر وصممت علي عدم الخروج ولكن أهل
البيت من النساء والرجال أقنعوها بالخروج حقناً للدماء
فاختارت السيدة زينب الديار المصرية لتقيم فيها نظراً لما علمته من
صلاح أهلها وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم وأهل بيته فقامت بتلك
الرحلة إلي أرض الكنانة ومضت السيدة الطاهرة في طريقها إلي مصر واحتملت ما
احتملت من وعثاء ومشاق السفر ولكنها صبرت حتي يسر الله لها ولمن معها
الوصول إلي أرض الكنانة. وفي منطقة بلبيس كان أبناء مصر قد جاءتهم الأخبار
أن السيدة زينب بنت فاطمة الزهراء حفيدة رسول الله صلي الله عليه وسلم
ستشرف ديارهم فسروا بذلك سروراً شاملاً كل الناس من صغير إلي كبير.
وخف والي مصر إذ ذاك مسلمة بن مخلد الأنصاري ومعه جمع كبير من علماء
وفقهاء وأعيان مصر وقضاتها وأثريائها وأصحاب المكانة في مصر كانوا جميعاً
في استقبال الطاهرة وعند وصولها أظهروا لها الحفاوة والترحيب بمقدمها مما
أقر عينها وجعلها تحمد الله كثيراً علي أنه لايزال في الأمة ناس يعرفون
لأهل البيت حقهم ويقومون بما ينبغي لهم من تحية وتكريم وسار هذا الموكب
يقطع الفيافي إلي الفسطاط. وهناك علي شاطيء فم الخليج عند بركة السباع كان
والي مصر مسلمة بن مخلد قد اتخذ منزلاً فسيحاً ليسكنه وأهل بيته. فقدم
منزله هذا إلي السيدة الفاضلة زينب وفاء بحقها وصلة رحم جدها صلي الله
عليه وسلم وكان ذلك سنة إحدي وستين هجرية بعد مضي ستة أشهر تقريباً علي
استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه.
وأقامت الطاهرة في ذلك المنزل معززة مكرمة محبوبة من جميع الناس إذ
أحس أهل مصر بأن الله تعالي قد أنعم عليهم بهذا النور المحمدي أن يفد
إليهم ويستقر بينهم وكان أبناء مصر جميعاً كبيراً وصغيراً يفدون إلي تلك
الدار ملتمسين فيضاً من بركات حفيدة الرسول صلي الله عليه وسلم . وكانت
مدة إقامتها في مصر عاما تقريباً بعد مجيئها إليها وفي يوم الأحد عشية 14
ليلة مضت من رجب سنة اثنين وستين من الهجرة انتقلت سليلة النور والطهر إلي
جوار ربها فدفنت في حجرتها في منزلها الذي أقامت به والذي جُعل مزاراً
شريفاً يؤمه الناس من جميع أقطار الإسلام فالجميع يحبونها حبهم لرسول الله
صلي الله عليه وسلم.
بقلم: د.إصلاح عبدالحميد ريحان
دكتوراة في التاريخ الإسلامي
دافعوا عن بنات رسول الله دافعوا عن حرائر أمير المؤمنين وبعد استشهاد
الحسين نظر عبيد الله الطاغية إلي علي زين العابدين وقال له من أنت؟ فقال
له: علي بن الحسين. فقال له الأثيم: ألم يقتل علي بن الحسين؟ فقال له كان
لي أخ يسمي عليّ أيضاً وقد فاز بالشهادة. فأخذ الطاغية يقول كلاماً فيه
شماتة فلم يسكت علي فهمّ الطاغية ابن زياد أن يضرب عنقه. فقامت السيدة
الطاهرة دونه وألقت بنفسها عليه وتقول للطاغية ابن زياد وهل أبقيت أحداً
غير هذا من أبناء رسول الله؟ والله لا تقتلوه حتي تقتلوني معه.. فوجد ابن
زياد نفسه أمام بسالة وجرأة وكف عن جرائمه.
وصول عترة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي دمشق
وصلت العترة الطاهرة إلي قصر الخلافة الأموية بدمشق حيث يزيد بن
معاوية فنظر فاجر من أهل الشام إلي فاطمة بنت الحسين رضي الله عنها وقال
ليزيد أعطني هذه تخدمني!!!؟
فنظرت زينب إلي الرجل شذراً وهي تقول: أبنات رسول الله يا فجرة يؤخذن
سبايا عندكم؟ فقال لها يزيد بن معاوية لو شئت لفعلت فأسمعته كلاماً جريئاً
فلم يكن من يزيد إلا أن انتهر الرجل وزجره زجراً شديداً ثم قالت صدق الله
يا يزيد: "ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأي أن كذبوا بآيات الله وكانوا
بها يستهزئون" فاستحيا منها يزيد وأمر بإرسالهم إلي المدينة المنورة.
أهل العراق
أما أهل العراق فقد لزمهم الغم وملأت قلوبهم الحسرة والندم لأجيال
متعددة لعدم نصرة الحسين بن علي عندما جاءهم ولايزال أثر ذلك إلي اليوم.
وصول السيدة زينب إلي المدينة
وصلت السيدة الطاهرة زينب ومعها أولاد الحسين بصحبة النعمان بن البشر
وما أن وصلت إلي المدينة حتي هاجت الشجون ودمعت العيون واشتد الحزن لما
وقع للحسين علي يد الطغاة والبغاة الذين لا يخافون الله ولا رسوله صلي
الله عليه وسلم وشملت الأحزان مدينة الرسول صلي الله عليه وسلم وبلغ الغضب
ذروته لما كانت تحكيه السيدة زينب من بغي وظلم الباغين وزاد السخط العام
فخاف ولاة يزيد علي المدينة وأبلغوا يزيد بن معاوية بالأحداث في المدينة
فأمر بأن تخرج السيدة الطاهرة من المدينة المنورة ولا تذهب إلي مكة
المكرمة وعليها أن تختار لها مكاناً آخر وصممت علي عدم الخروج ولكن أهل
البيت من النساء والرجال أقنعوها بالخروج حقناً للدماء
فاختارت السيدة زينب الديار المصرية لتقيم فيها نظراً لما علمته من
صلاح أهلها وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم وأهل بيته فقامت بتلك
الرحلة إلي أرض الكنانة ومضت السيدة الطاهرة في طريقها إلي مصر واحتملت ما
احتملت من وعثاء ومشاق السفر ولكنها صبرت حتي يسر الله لها ولمن معها
الوصول إلي أرض الكنانة. وفي منطقة بلبيس كان أبناء مصر قد جاءتهم الأخبار
أن السيدة زينب بنت فاطمة الزهراء حفيدة رسول الله صلي الله عليه وسلم
ستشرف ديارهم فسروا بذلك سروراً شاملاً كل الناس من صغير إلي كبير.
وخف والي مصر إذ ذاك مسلمة بن مخلد الأنصاري ومعه جمع كبير من علماء
وفقهاء وأعيان مصر وقضاتها وأثريائها وأصحاب المكانة في مصر كانوا جميعاً
في استقبال الطاهرة وعند وصولها أظهروا لها الحفاوة والترحيب بمقدمها مما
أقر عينها وجعلها تحمد الله كثيراً علي أنه لايزال في الأمة ناس يعرفون
لأهل البيت حقهم ويقومون بما ينبغي لهم من تحية وتكريم وسار هذا الموكب
يقطع الفيافي إلي الفسطاط. وهناك علي شاطيء فم الخليج عند بركة السباع كان
والي مصر مسلمة بن مخلد قد اتخذ منزلاً فسيحاً ليسكنه وأهل بيته. فقدم
منزله هذا إلي السيدة الفاضلة زينب وفاء بحقها وصلة رحم جدها صلي الله
عليه وسلم وكان ذلك سنة إحدي وستين هجرية بعد مضي ستة أشهر تقريباً علي
استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه.
وأقامت الطاهرة في ذلك المنزل معززة مكرمة محبوبة من جميع الناس إذ
أحس أهل مصر بأن الله تعالي قد أنعم عليهم بهذا النور المحمدي أن يفد
إليهم ويستقر بينهم وكان أبناء مصر جميعاً كبيراً وصغيراً يفدون إلي تلك
الدار ملتمسين فيضاً من بركات حفيدة الرسول صلي الله عليه وسلم . وكانت
مدة إقامتها في مصر عاما تقريباً بعد مجيئها إليها وفي يوم الأحد عشية 14
ليلة مضت من رجب سنة اثنين وستين من الهجرة انتقلت سليلة النور والطهر إلي
جوار ربها فدفنت في حجرتها في منزلها الذي أقامت به والذي جُعل مزاراً
شريفاً يؤمه الناس من جميع أقطار الإسلام فالجميع يحبونها حبهم لرسول الله
صلي الله عليه وسلم.
بقلم: د.إصلاح عبدالحميد ريحان
دكتوراة في التاريخ الإسلامي
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» شوف تشوف
» زينب بنت محمد رضي الله عنها
» زينب بنت جحش رضي الله عنها
» لو أنني قرد | زينب بنموسى
» الاعتصام بحبل الله .. طريق النصر/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
» زينب بنت محمد رضي الله عنها
» زينب بنت جحش رضي الله عنها
» لو أنني قرد | زينب بنموسى
» الاعتصام بحبل الله .. طريق النصر/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى