تكرار الحج.. يتعارض مع فقه الأولويات
صفحة 1 من اصل 1
تكرار الحج.. يتعارض مع فقه الأولويات
* يؤدي قريب لنا فريضة
الحج هذا العام للمرة الخامسة رغم أن مدينتنا بها العديد من الفقراء
والمعدمين وقد حاولت إقناعه بأن هناك أولويات في ديننا دون جدوي فهل من
رسالة توجهونها إليه؟
** يجيب فضيلة الدكتور "يوسف القرضاوي" رئيس الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين فيقول يجب أن نعلم أن تكاليف الإسلام ليست علي مستوي واحد فهناك
مراتب للأعمال والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: "الإيمان بضع وسبعون شعبة
أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق".
أي أن هناك أدني وهناك أعلي وفي الوسط شيء والله تعالي يقول: "أجعلتم
سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في
سبيل الله لا يستوون عند الله".
فالأشياء ليست متساوية ونحن نريد أن نفقه المسلمين هذا الفقه فقد
رأيت أناسا يظلمون عمالهم أومستأجري أرضهم ولا يسامحونهم في فلس واحد. ثم
يسعون إلي الحج للمرة الثالثة أو العاشرة ولو أعطوا هؤلاء حقوقهم لكان
أفضل لهم من تكرار الحج.
والعلماء قالوا: إن الله لا يقبل النافلة حتي تؤدي الفريضة ومن شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور.
وقد جاء عن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "في آخر
الزمن يكثر الناس من الحج بلا سبب يهون عليهم السفر ويبسط لهم في الرزق
فيهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار يضرب في الأرض للحج وجاره إلي جنبه
مأسور لا يواسيه".
فهو يقول لك إنه يذهب ليحج ويضرب في الرمال والقفار وجاره تاركه يأسره الجوع أو الفقر أو الحاجة لا يواسيه وهذا ما يحدث حاليا.
جاء رجل إلي بشر بن الحارث الشهير عند المتصوفة والزهاد وكان من زهاد
الأمة وربانييها جاءه رجل وقال له يا أبا نصر إني أردت الحج وجئتك أستوصيك
فهل توصيني بشيء؟ قال له: كم أعددت من النفقة للحج؟ قال ألفي درهم وألف
درهم في ذلك الوقت مبلغ طائل فالدرهم قوة شرائية ضخمة فقال له: هل تريد
الحج تزهدا أو اشتياقا إلي البيت أم ابتغاء مرضاة الله؟
قال: والله ابتغاء مرضاة. قال هل أدلك علي ما تحقق به مرضاة الله وأنت في بلدك ومنزلك؟
إذا دللتك علي شيء من هذا تفعل؟ قال: افعل قال: تذهب تعطي هذا المبلغ
عشرة أنفس: فقير ترمم فقره ويتيم تقضي حاجته ومدين تقضي عنه دينه ومعيل
تخفف عنه أعباء عياله.. وعد له عشرة من الناس وقال: لو أعطيتها واحدًا تسد
بها حاجته فهو أفضل أي تكفيه وتحل مشكلته بالألفي درهم هذه فقال له: يا
أبا نصر السفر في قلبي أقوي: فقال له: إن المال إذا جمع من وسخ التجارات
والشبهات أبت النفس إلا أن تقضيه في شهوتها يعني أن الناس تشتهي أن تذهب
للحج فيما هو أفضل وفيما هو أنفع للمسلمين وأنا أري أن تكرار الحج دون سبب
وترك الأولويات هذا من عدم الفقه والأولي أن يفهم المسلم أنه حين يطعم
جائعا أو يداوي مريضا أو يأوي مشردا أو يكفل يتيمًا أو يقضي حاجة أرملة أو
يبني مدرسة لمجموعة إسلامية في آسيا أو أفريقيا أو مسجدا فهذا أفضل عند
الله.
والمفروض أن يشعر المسلم بالنشوة واللذة الروحية لكل هذه الأعمال
الجليلة القدر أكثر مما يكرر الحج ويذهب ويطوف بالبيت ويقول: "لبيك اللهم
لبيك" فهذا يدل علي قصور فقه الأولويات عنده.
فلو أن المسلمين فهموا هذا لاستطعنا أن نستفيد من المليارات كل عام
وهذه المليارات لو وجدت جهة تنظمها وتقوم علي صندوق اسمه صندوق بدائل الحج
لمن يريد ثوابا أكثر من حج التطوع فيأتي الإخوة الذين قرروا ألا يكرروا
الحج والإخوة الذين يحجون حج الخمس نجوم الذي يتكلف ما يقرب من ثلاثين ألف
جنيه ويدفعون نفقة الحج لصندوق بدائل الحج لمصالح المسلمين في العالم فإن
هذه المبالغ كلها لو دفعت لسدت مسدا وسدت ثغرة في حياة المسلمين وفي
حاجاتهم وليت هذا الوعي يحدث في الأمة.
والله أعلم
الحج هذا العام للمرة الخامسة رغم أن مدينتنا بها العديد من الفقراء
والمعدمين وقد حاولت إقناعه بأن هناك أولويات في ديننا دون جدوي فهل من
رسالة توجهونها إليه؟
** يجيب فضيلة الدكتور "يوسف القرضاوي" رئيس الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين فيقول يجب أن نعلم أن تكاليف الإسلام ليست علي مستوي واحد فهناك
مراتب للأعمال والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: "الإيمان بضع وسبعون شعبة
أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق".
أي أن هناك أدني وهناك أعلي وفي الوسط شيء والله تعالي يقول: "أجعلتم
سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في
سبيل الله لا يستوون عند الله".
فالأشياء ليست متساوية ونحن نريد أن نفقه المسلمين هذا الفقه فقد
رأيت أناسا يظلمون عمالهم أومستأجري أرضهم ولا يسامحونهم في فلس واحد. ثم
يسعون إلي الحج للمرة الثالثة أو العاشرة ولو أعطوا هؤلاء حقوقهم لكان
أفضل لهم من تكرار الحج.
والعلماء قالوا: إن الله لا يقبل النافلة حتي تؤدي الفريضة ومن شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور.
وقد جاء عن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "في آخر
الزمن يكثر الناس من الحج بلا سبب يهون عليهم السفر ويبسط لهم في الرزق
فيهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار يضرب في الأرض للحج وجاره إلي جنبه
مأسور لا يواسيه".
فهو يقول لك إنه يذهب ليحج ويضرب في الرمال والقفار وجاره تاركه يأسره الجوع أو الفقر أو الحاجة لا يواسيه وهذا ما يحدث حاليا.
جاء رجل إلي بشر بن الحارث الشهير عند المتصوفة والزهاد وكان من زهاد
الأمة وربانييها جاءه رجل وقال له يا أبا نصر إني أردت الحج وجئتك أستوصيك
فهل توصيني بشيء؟ قال له: كم أعددت من النفقة للحج؟ قال ألفي درهم وألف
درهم في ذلك الوقت مبلغ طائل فالدرهم قوة شرائية ضخمة فقال له: هل تريد
الحج تزهدا أو اشتياقا إلي البيت أم ابتغاء مرضاة الله؟
قال: والله ابتغاء مرضاة. قال هل أدلك علي ما تحقق به مرضاة الله وأنت في بلدك ومنزلك؟
إذا دللتك علي شيء من هذا تفعل؟ قال: افعل قال: تذهب تعطي هذا المبلغ
عشرة أنفس: فقير ترمم فقره ويتيم تقضي حاجته ومدين تقضي عنه دينه ومعيل
تخفف عنه أعباء عياله.. وعد له عشرة من الناس وقال: لو أعطيتها واحدًا تسد
بها حاجته فهو أفضل أي تكفيه وتحل مشكلته بالألفي درهم هذه فقال له: يا
أبا نصر السفر في قلبي أقوي: فقال له: إن المال إذا جمع من وسخ التجارات
والشبهات أبت النفس إلا أن تقضيه في شهوتها يعني أن الناس تشتهي أن تذهب
للحج فيما هو أفضل وفيما هو أنفع للمسلمين وأنا أري أن تكرار الحج دون سبب
وترك الأولويات هذا من عدم الفقه والأولي أن يفهم المسلم أنه حين يطعم
جائعا أو يداوي مريضا أو يأوي مشردا أو يكفل يتيمًا أو يقضي حاجة أرملة أو
يبني مدرسة لمجموعة إسلامية في آسيا أو أفريقيا أو مسجدا فهذا أفضل عند
الله.
والمفروض أن يشعر المسلم بالنشوة واللذة الروحية لكل هذه الأعمال
الجليلة القدر أكثر مما يكرر الحج ويذهب ويطوف بالبيت ويقول: "لبيك اللهم
لبيك" فهذا يدل علي قصور فقه الأولويات عنده.
فلو أن المسلمين فهموا هذا لاستطعنا أن نستفيد من المليارات كل عام
وهذه المليارات لو وجدت جهة تنظمها وتقوم علي صندوق اسمه صندوق بدائل الحج
لمن يريد ثوابا أكثر من حج التطوع فيأتي الإخوة الذين قرروا ألا يكرروا
الحج والإخوة الذين يحجون حج الخمس نجوم الذي يتكلف ما يقرب من ثلاثين ألف
جنيه ويدفعون نفقة الحج لصندوق بدائل الحج لمصالح المسلمين في العالم فإن
هذه المبالغ كلها لو دفعت لسدت مسدا وسدت ثغرة في حياة المسلمين وفي
حاجاتهم وليت هذا الوعي يحدث في الأمة.
والله أعلم
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى